أبي عمرو بن العلاء الخزاعي المازني
تاريخ الولادة | 70 هـ |
تاريخ الوفاة | 154 هـ |
العمر | 84 سنة |
مكان الولادة | مكة المكرمة - الحجاز |
مكان الوفاة | الكوفة - العراق |
أماكن الإقامة |
|
- سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي "أبو عبد الله"
- عبد الله بن كثير المكي أبي معبد الداري أبي سعيد "ابن كثير القارئ"
- أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني المخزومي "القارئ يزيد"
- شيبة بن نصاح بن سرجس المخزومي
- ذكوان أبي صالح السمان الزيات المديني
- عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص المخزومي أبي خالد المكي
- رفيع بن مهران أبي العالية الرياحي
- يزيد بن رومان القرشي الأسدي أبي روح المدني "أبي روح المدني القارئ"
- نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي "نافع القارئ"
- أبي حمزة أنس بن مالك بن النضر الخزرجي الأنصاري النجاري "خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم"
- نصر بن عاصم الليثي البصري "نصر الليثي"
- عطاء بن أبي رباح أسلم القرشي الفهري أبي محمد المكي "ابن أبي رباح"
- مجاهد بن جبر أبي الحجاج المكي
- عطاء بن يسار الهلالي أبي محمد المدني
- سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري أبي زيد
- عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي المروزي أبي عبد الرحمن
- يونس بن حبيب الضبي أبي عبد الرحمن "النحوي"
- أبي نعيم شجاع بن أبي نصر البلخي
- حسين بن علي بن فتح أبي عبد الله الجعفي الكوفي "ابن الوليد"
- عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان أبي عبيدة البصري التنوري
- يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي البصري أبي محمد "اليزيدي"
- العباس بن الفضل ابن عمرو بن عبيد بن الفضل بن حنظلة الواقفي
- عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أبي نصر البصري
- سلام ابن سليمان أبي المنذر المزني "الخراساني سلام"
نبذة
الترجمة
أبي عمرو بن العلاء البصري - ت 154 هـ .
عالم من أشهر علماء القراءات، واللغة، والنحو، شيخ القراء، ومقرئ أهل البصرة، وزعيم المدرسة البصرية النحوية، من أعلم الناس بالقرآن والعربية، الحجة الثقة. هو زبان بن العلاء بن العريان المازني التميمي البصري. قال «أبي عمرو الداني»: ولد «أبي عمرو بن العلاء» بمكة المكرمة سنة ثمان وستين ونشأ بالبصرة، ومات بالكوفة، وإليه انتهت الإمامة في القراءة بالبصرة اهـ.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الرابعة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
قال «الذهبي»: أخذ «أبي عمرو بن العلاء» القراءة عن: أهل الحجاز، وأهل البصرة، فعرض بمكة على: «مجاهد بن جبر، وسعيد بن جبير، وعطاء بن يسار، وعكرمة بن خالد، وابن كثير»، وعرض بالمدينة على «أبي جعفر يزيد بن القعقاع، ويزيد بن رومان، وشيبة بن نصاح» اهـ.
وروى «اليزيدي» عن «أبي عمرو» قال: سمع «سعيد بن جبير» قراءتي فقال: الزم قراءتك هذه.
وأقول: مما تقدم تبين أن «أبا عمرو بن العلاء» قرأ على خلق كثير: بمكة المكرمة، والمدينة المنورة، والكوفة، والبصرة، ويعتبر «أبي عمرو» أكثر القراء شيوخا، أذكر منهم:
أبا جعفر يزيد بن القعقاع ت 128 هـ.
ويزيد بن رومان ت 120 هـ.
وشيبة بن نصاح ت 130 هـ.
ونافع بن أبي نعيم ت 169 هـ.
وعبد الله بن كثير ت 120 هـ.
ومجاهد بن جبر ت 104 هـ.
وأبا العالية رفيع بن مهران.
وقرأ «أبي العالية» شيخ أبي عمرو على:
عمر بن الخطاب ت 23 هـ.
وأبيّ بن كعب ت 30 هـ.
وزيد بن ثابت ت 45 هـ.
وعبد الله بن عباس ت 68 هـ.
وقرأ كل من «زيد بن ثابت، وأبيّ بن كعب» على رسول الله صلى الله عليه وسلم. من هذا يتبين أن قراءة «أبي عمرو بن العلاء» صحيحة، ومتواترة، ومتصلة السند بالنبي عليه الصلاة والسلام. ولا زال المسلمون حتى الآن يتلقون قراءة «أبي عمرو بن العلاء» بالرضا والقبول، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
قال «الذهبي»: قرأ على «أبي عمرو بن العلاء» خلق كثير منهم: «يحيى بن المبارك اليزيدي، وعبد الوارث التنوري، وشجاع البلخي، وعبد الله ابن المبارك».
ثم قال: وأخذ عنه القراءة، والحديث، والأدب: «أبي عبيدة معمر بن المثنى، والأصمعي، ويعلى بن عبيد، والعباس بن الفضل، ومعاذ بن مسلم النحوي، وهارون بن موسى، وعبيد بن عقيل» وآخرون.
وقال «الذهبي»: حدث «أبي عمرو بن العلاء» عن: «أنس بن مالك، وعطاء بن أبي رباح، وأبي صالح السمّان».
وقال «ابن مجاهد»: حدثني «جعفر بن محمد» عن «سفيان بن عيينة» قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله قد اختلفت عليّ القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ فقال: اقرأ بقراءة «أبي عمرو بن العلاء».
وقال «وهب بن جرير»: قال لي «شعبة»: تمسك بقراءة «أبي عمرو» فإنها ستصير للناس إسنادا اهـ.
وقد احتل «أبي عمرو بن العلاء» المكانة السامية بين جميع العلماء منذ عصره حتى الآن، ولذلك استوجب الثناء عليه: فعن «أبي عبيدة معمر بن المثنى» قال: كان «أبي عمرو» أعلم الناس بالقرآن، والعربية، وأيام العرب، والشعر، وأيام الناس .
وقال «وكيع»: قدم «أبي عمرو بن العلاء» الكوفة، فاجتمعوا إليه كما اجتمعوا على هشام بن عروة ا.
وقال «ابن معين»: «أبي عمرو» ثقة. وقال «أبي عبيدة» كانت دفاتر «أبي عمرو» ملء بيت إلى السقف، ثم تنسك فأحرقها، وكان من أشراف العرب ووجوههم اهـ.
وقال «الأصمعي»: قال لي «أبي عمرو»: لو تهيأ لي أن أفرغ ما في صدري في صدرك لفعلت، لقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كتبت ما قدر «الأعمش» على حملها اهـ.
وقال «الأصمعي»: سمعت «أبا عمرو» يقول: ما رأيت أحدا قبلي أعلم مني، ثم قال «الأصمعي»: أنا لم أر بعد «أبي عمرو» أعلم منه اهـ.
وروى «الأخفش» قال: مرّ «الحسن» بأبي عمرو، وحلقته متوافرة، والناس عكوف، فقال: من هذا؟ فقالوا: أبي عمرو، فقال: لا إله إلا الله كادت العلماء أن تكون «أربابا» كل عزّ لم يؤكد بالعلم فإلى ذلّ يؤول اهـ.
وقال «الأصمعي»: قال لي «أبي عمرو»: كن على حذر من الكريم إذا أهنته ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا مازحته ومن الفاجر إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك اهـ.
توفي «أبي عمرو» بالكوفة سنة أربع وخمسين من الهجرة، بعد حياة كلها عمل في تعليم القرآن، ولغة العرب. رحم الله «أبا عمرو بن العلاء» وجزاه الله أفضل الجزاء.
معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ
أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء
اخْتلف فِي اسْمه، فَقَالَ قوم: عُرْيَان. وَقَالَ قوم: زبان.
وَقيل: إِنَّه لم يعرف لَهُ اسْم لجلالة قدره.
وَكَانَ يُقرئ النَّاس فِي مَسْجِد الْبَصْرَة، وَأَبُو سعيد الْحسن حَاضر، ويروى عَنهُ أَنه قَالَ: كَادَت الْعلمَاء أَن تكون أَرْبَابًا.
وحَدثني أبي مُحَمَّد بن مسعر، رَحمَه الله، قَالَ: حَدثنَا الْحُسَيْن ابْن خالويه، قَالَ: حَدثنَا ابْن دُرَيْد، عَن أبي حَاتِم، عَن الْأَصْمَعِي، قَالَ: غَابَ أَبُو عَمْرو عَن الْبَصْرَة عشْرين سنة، ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا، ففقد إخوانه الَّذين كَانُوا يَجْلِسُونَ إِلَيْهِ فِي مَجْلِسه، فَأَنْشَأَ يَقُول:
يَا مَنْزِلَ الحيِّ الَّذِي ... ن تفرَّقتْ بهمُ المَنازِلْ
أصْبَحْتَ بَعْدَ عِمَارةٍ ... قَفْراً تَهُبُّ بك الشَّمائِلْ
فَلَئِنْ رأيتُك مُوحِشاً ... فَبِما رأيتُ وأنْتَ آهِلْ
كنت إِذا جِئْته يُوسع لي، وَرُبمَا حلف لَا يخبرن بِحرف حَتَّى آكُل، وتجيء ابْنَته وتجلس عندنَا، وَقد حجم ثديها.
كَانَ نقش خَاتم أبي عَمْرو:
إنَّ امْرَءاً دُنْياهُ أكثرُ هَمِّه ... لَمُسْتَمْسِكٌ مِنْهَا بحَبْلِ غُرورِ
وَلما نَاظر عَمْرو بن عبيد فِي الْوَعيد، قَالَ: إِن الْكَرِيم إِذا وعد وفى، وَإِذا تواعد عَفا، أما سَمِعت قَول الشَّاعِر:
وإنِّي إِذا أوْعَدْتُه أَو وَعَدْتُهُ ... لَمُخْلِفُ إيعادِي ومُنْجِزُ موْعِدِي
فَقَالَ لَهُ عَمْرو: شغلك يَا أَبَا عَمْرو الْإِعْرَاب عَن معرفَة الصَّوَاب.
وَيُقَال: إِنَّه انشد لبَعض الْعَرَب:
لَا يُخْلِفُ الوَعْدَ والوَعِيدَ وَلَا ... يَبِيتُ من ثَأْرِه عَلى فَوْتِ
قَالَ الْأَصْمَعِي: سَأَلت الْخَلِيل عَن قَول الراجز:
حَتَّى تَحاجِزْنَ عَن الذُّوَّادِ
تَحاجُزَ الرِّيِّ ولمْ تَكَادَ
فَقلت: لم قَالَ: وَلم تكَاد. وَلم يقل: تكد؟
فطحن فِيهَا يَوْمه أجمع، وَسَأَلت أَبَا عَمْرو، فَكَأَنَّمَا كَانَت على طرف لِسَانه، فَقَالَ: وَلم تكادي أيتها الْإِبِل.
وَفِي أَخْبَار النَّحْوِيين، أَنه كَانَ إِذا وضع جنبه على فرَاشه ينشد قَول عدي ابْن الرّقاع:
كلُّ امْرِئٍ سَوف يَسْتَقْرِي مَضَاجِعَهُ ... حتَّى يَبِيتَ بأَقْصاهُنَّ مُضْطَجَعَا
وَكَانَ يكتم سنَّه، فَقَالَ بَعضهم: فاعتل، فَأَتَيْته أعوده، فَسَأَلته حَاله، فَقلت: أبشر بالعافية.
فَقَالَ: أبعد الثَّمَانِينَ!! فأقرَّ، فبرأ من مَرضه، فَلَمَّا لَقيته، قَالَ: اكتم مَا سَمِعت.
فَقلت: أفعل إِن نفعك.
وقرأت فِي مَجْهُول الْعَهْد: ولد أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين، وَحج بِالنَّاسِ فِيهَا المصعب.
وتُوفي سنة أَربع وَخمسين وَمِائَة، فِي طَرِيق الشَّام.
وَله عقب بِالْبَصْرَةِ.
وَكَانَ لَهُ أَخ يُكنى أَبَا سُفْيَان، كَانَ من النَّحْوِيين أَيْضا وَلم يشْتَهر اشتهاره، وَقد روى الْأَخْبَار، تُوفي سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَة.
وروى شُعْبَة، قَالَ: كنت أَنا وَأَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء نَخْتَلِف إِلَى ابْن أبي عَقْرب، فأسأله أَنا عَن الْفِقْه، ويسأله أَبُو عَمْرو عَن الْعَرَبيَّة، وَيقوم عَنهُ وَأَنا لَا أحفظ حرفا مِمَّا سَأَلَهُ عَنهُ أَبُو عَمْرو، وَهُوَ لَا يحفظ حرفا مِمَّا سَأَلت عَنهُ.
وَكَانَ فَقِيها نحويًّا.
تاريخ العلماء النحويين من البصريين والكوفيين وغيرهم-لأبو المحاسن المفضل التنوخي المعري.
أبو عمرو بن العلاء
واسمه زبان؛ ويروى أن الفرزدق جاء معتذراً إليه من أجل هجو بلغه عنه، فقال له أبو عمرو:
هجوت زبان ثم جئت معتذراً ... من هجو زبان، لم تهجو ولم تدعْ
فهذا يدل على أن اسمه زبان؛ واختلفوا في اسمه اختلافاً كثيراً، ومنهم من قال: اسمه كنيته.
أخذ النحو عن نصر بن عاصم الليثي، وأخذ عنه يونس بن حبيب البصري، والخليل بن أحمد، وأبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي وكان يونس بن حبيب يقول: لو كان أحد ينبغي أو يؤخذ بقوله كله في شيء، كان ينبغي أن يؤخذ بقول أبي عمرو بن العلاء كله في العربية، ولكن ليس من أحد إلا وأنت آخذ من قوله وتارك.
وروى الأصمعي عن الخليل بن أحمد، عن أبي عمرو بن العلاء، أنه قال: أكثر من تزندق بالعراق لجهلهم بالعربية.
وحكى الأصمعي قال: غدوت ذات يوم إلى زيارة صديق لي، فلقيني أبو عمرو بن العلاء، فقال: إلى أين يا أصمعي؟ قلت: إلى صديق لي، فقال: إن كان لفائدة، أو لمائدة، أو لعائدة، وإلا فلا.
وروي أنه سئل عن قوله تعالى:] فعززنا بثالث [، فقال: المعنى شددنا، وأنشد:
أجد إذا ضمرت تعزز لحمها ... وإذا تشد بنعسها لا تنبس
تعزز، أي اشتد، ولا تنبس؛ أي لا تصوت.
ويروى عن أبي عمرو، قال: كنت هارباً من الحجاج بن يوسف، وكان يشتبه على "فرجة" هل هي بالفتح أو بالضم؟ فسمعت قائلاً يقول:
ربما تجزع النفوس من الأمر ... له فَرجة كحل العقال
بفتح الفاء من "فَرجة"، ثم قال: ألا إنه قد مات الحجاج؛ قال: فما كنت أدري بأيهما كنت أشد فرحاً، بقوله: "َرجة"، أو بقوله مات الحجاج! ويروى أن أبا عمرو سأل أبا خيرة عن قولهم: "استأصل الله عرقاتهم"، فنصب أبو خيرة التاء من "عرقاتهم" فقال له أبو عمرو: هيهات يا أبا خيرة! لأن جلدك! وذلك أن أبا عمرو استضعف النصب، لأنه كان قد سمعها [منه] بالجر، وكان أبو عمرو بعد ذلك يرويها بالنصب والجر.
وكان أبو عمرو يقول: إنما نحن بالإضافة إلى من كان قبلنا كبقل في أصول رقل، أي نخل طوال؛ وهذا يدل على كماله في فضله، قال الشاعر:
وما عبر الإنسان عن فضل نفسه ... بمثل اعتقاد الفضل في كل فاضل
وإن أخس النقص أن يرمي الفتى ... قذى العين عنه بانتقاص الأفاضل
وحكى يونس بن حبيب البصري، عن أبي عمرو أنه قال: ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله، ولو جاءكم وافراً لجاءكم علم وشعر كثير.
وقال إبراهيم الحربي: كان أهل العربية كلهم أصحاب أهواء؛ إلا أربعة فإنهم أصحاب سنة: أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد، ويونس بن حبيب البصري، والأصمعي.
ومما روي عن أبي عمرو لشيخ من نجد:
فاستقدرِ الله خيراً وارضين به ... فبينما العسر إذ دارت مياسر
وبينما المرء في الأحياء مغتبطٌ ... إذ صار في الرمس تعفوه الأعاصير
يبكي غريب عليه ليس يعرفه ... وذو قرابته في الحيِّ مسرور
حتى كأن لم يكن إلا تذكره ... والدهر أيتما حال دهارير
وهذه الأبيات لعثمان بن لبيد العذري.
روى هشام بن الكلبي، قال: عاش عبيد بن شرية الجرهمي ثلثمائة سنة، وأدرك الإسلام فأسلم، ودخل على معاوية بالشام وهو خليفة، فقال له: حدثني بأعجب ما رأيت، فقال: مررت ذات يوم بقوم يدفنون ميتاً لهم، فلما انتهيت إليهم اغرورقت عيناي بالدموع، فتمثلت بقول الشاعر:
يا قلب إنك من أسماء مغرور ... فاذكر وهل ينفعنك اليوم تذكير
قد بحت بالحب ما تخفيه من أحدٍ ... حتى جرت لك أطلاقاً محاضير
فلست تدري وما تدري أعاجلها ... أدنى لرشدك أم ما فيه تأخير
فاستقدر الله خيراً به وارضينَّ به ... فبينما العسر إذ دارت مياسير
الأبيات إلى قوله:
يبكي غريب عليه ليس يعرفه ... وذو قرابته في الحي مسرور
قال: فقال لي رجل: أتعرف من قال هذا الشعر؟ قلت: لا، قال: إن قائله هذا الذي دفناه الساعة، وأنت الغريب الذي يبكي عليه ولست تعرفه، وهذا الذي خرج من قبره أمس الناس رحماً به، وأسرهم بموته. فقال له معاوية: لقد رأيت عجباً، فمن الميت؟ فقال: عثمان بن لبيد العذري.
وحكى الأصمعي قال: أنشدنا أبو عمرو:
فما جبنوا أنا نشد عليهم ... ولكن رأوا ناراً تحش وتسفعُ
قال: فذكرت ذلك لشعبة، فقال: ويلك! إنما هو "تحسَّ وتسفع" أي تحرق وتسوَّد.
قال الأصمعي: وقد أصاب أبو عمرو، لأن معنى "تحشُّ" توقد، وقد أصاب شعبة أيضاً، ولم أرَ أعلم بالشعر من شعبة.
وروى الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء، قال: سمعت أعرابياً يقول: فلان لغوب، جاءته كتابي فاختصرها، قال: فقلت له [أتقول] : جاءته كتابي! فقال: أليس بصحيفة! فحمله على المعنى.
وقد جاء ذلك كثيراً في كلامهم. واللغوب: الأحمق، وله أسماء كثيرة ذكرناها مستوفاة في كتابنا الموسوم في أسماء المائق.
وتوفي أبو عمرو بن العلاء سنة أربع وخمسين ومائة في خلافة المنصور.
(70 - 154 هـ = 690 - 771 م) زَبَّان بن عَمَّار التميمي المازني البصري، أبو عمرو، ويلقب أبوه بالعلاء: من أئمة اللغة والأدب، وأحد القراء السبعة. ولد بمكة، ونشأ بالبصرة، ومات بالكوفة. قال الفرزدق: (ما زلت أغلق أبوابا وأفتحها حتى أتيت أبا عمرو ابن عمار) قال أبو عبيدة: كان أعلم الناس بالأدب والعربية والقرآن والشعر، وكانت عامة أخباره عن أعراب أدركوا الجاهلية. له أخبار وكلمات مأثورة.
وللصولي كتاب (أخبار أبي عمرو ابن العلاء ) .
-الاعلام للزركلي-
زبان بن عمار بن عبد الله بن الحصين ، التميمي المازني البصري ، أبي عمرو ، ويلقب أبيه بالعلاء : من أئمة اللغة والأدب ، وأحد القراء السبعة . ولد سنة : 70 ه ، روى عن : سعيد بن جبير ، ومجاهد ، وغيرهما ، وروى عنه : يونس ابن حبيب البصري ، والخليل بن أحمد ، وغيرهما ، قال أبي عبيدة عنه : أبي عمرو أعلم الناس بالقراءات والعربية والشعر وأيام العرب ، وتوفي سنة : 154ه . ينظر : السبعة في القراءات للداني : 1/79 ، والإقناع في القراءات السبع ، لابن الباذش : 1/23 ، وغاية النهاية ، لابن الجزري : 1/288 .
أبو عمر وزيان بن العلاء البصري الخزاعي المازني رضي الله عنه: الإِمام العمدة الثقة الذكي المثبت العالم بالقراءة والحديث واللغة قرأ على جماعة من التابعين بالحجاز والعراق منهم ابن كثير ومجاهد بن جبر وسعيد بن جبير وعطاء. وهم عن ابن عباس عن أبي بن كعب رضي الله عنهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وعليه قرأ الكثير من الأئمة منهم أبو زكريا يحيي بن المبارك اليزيدي ويونس والأصمعي وأبو عبيدة. ولد بمكة سنة 65 هـ وتوفي سنة 154هـ.
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية