صالح بن إسحاق الجرمي
أبو عمر الجرمي
تاريخ الوفاة | 225 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أبو عمر الجرمي
المبرد: كان الجرمي أعوض على الاستخراج من المازني؛ وكان المازني أحد منه.
وأخذ أبو عمر الجرمي اللغة عن أبي زيد وأبي عبيدة والأصمعي وطبقتهم؛ وكان صاحب دين وإخاء وورع، وصنف كتبا كثيرة؛ منها مختصره المشهور في النحو؛ ويقال: إنه كان كلما صنف منه باباً صلى ركعتين بالمقام، ودعا بأن ينتفع به، ويبارك فيه.
وقال أبو علي الفارسي: قل من اشتغل بمختصر الجرمي إلاّ صارت له بالنحو صناعة.
ويروى أنه اجتمع أبو عمر الجرمي والأصمعي، فقال الجرمي للأصمعي: كيف تصغر "مختار"؟ فقال: "مخير"، فقال الجرمي: أخطأت، إنما هو "مخيتير".
ويروى أنه قال له الأصمعي: كيف تنشد هذا البيت:
قد كن بخبأن الوجوه تستراً ... فالآن حين بدون للنظار
أو "بدأن"؟ فقال: "بدأن" فقال له الأصمعي: أخطأت؛ إنما هو "بدون"، أي ظهرن.
وقال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب: قال لي ابن قادم: قدم أبو عمرالجرمي على الحسن بن سهل، فقال لي الفراء: بلغني أن أبا عمر الجرمي قد قدم، وأنا أحب أن ألقاه، فقلت: إني أجمع بينكما، فأتيت أبا عمر فأخبرته، فأجاب إلى ذلك؛ فلما نظرت الجرمي، وقد غلب الفراء وأفحمه، ندمت على ذلك؛ قال ثعلب: فقلت له: ولم ندمت على ذلك؟ فقال: لأن علمي علم الفراء؛ فلما رأيته مقهوراً قل في عيني، ونقص علمه عندي.
ويحكى أيضاً أنه اجتمع أبو عمر الجرمي وأبو زكرياء يحيى بن زياد الفراء: فقال: الفراء للجرمي: أخبرني عن قولهم: "زيد منطلق"، لم رفعوا "زيداً"؟ فقال له الجرمي: بالابتداء، فقال له الفراء: وما معنى الابتداء؟ قال: تعريته من العوامل، قال له الفراء: فأظهره، فقال الجرمي: هذا معنى لا يظهر، قال له الفراء: فمثله، قال له الجرمي: لا يتمثل. قال الفراء: ما رأيت كاليوم عاملاً لا يظهر ولا يتمثل، فقال له الجرمي: أخبرني عن قولهم "زيد ضربته"، لم رفعت "زيداً"؟ فقال: بالهاء العائدة على زيد، قال الجرمي: الهاء اسم، فكيف يرفع الاسم؟ قال الفراء: نحن لا نبالي من هذا؛ فإنا نجعل كل واحد من المبتدأ والخبر عاملاً في صاحبه في نحو "زيد منطلق"، فقال له الجرمي: يجوز أن يكون كذلك في زيد منطلق؛ لأن كل واحد من الاسمين مرفوع في نفسه، فجاز أن يرفع الآخر؛ وأما الهاء في "ضربته" ففي محل النصب، فكيف ترفع الاسم؟ فقال له الفراء: لم نرفعه به وإنما رفعناه بالعائد، فقال له الجرمي: وما العائد؟ فقال له الفراء: معنى، فقال له الجرمي: أظهره، قال: لا يظهر، قال: مثله، قال: لا يتمثل، قال له الجرمي: لقد وقعت فيما فررت منه. فيقال: إنهما لما افترقا قيل للفراء: كيف رأيت الجرمي؟ قال: رأيته آية، وقيل للجرمي: كيف رأيت الفراء؟ قال رأيته شيطاناً.
وكان أبو عمر الجرمي يلقب بالنباج - بالجيم - لكثرة مناظرته في النحو ورفع صوته فيها، فإن النباج هو الرفع الصوت وقال أبو القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي: مات الجرمي سنة خمس وعشرين ومائتين في خلافة المعتصم.
نزهة الألباء في طبقات الأدباء - لكمال الدين الأنباري.
- الجرمي: إِمَامُ العَرَبِيَّةِ أبي عُمَرَ صَالِحُ بنُ إِسْحَاقَ الجرمي البصري النَّحْوِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
وَكَانَ صَادِقاً وَرِعاً خَيِّراً.
وَقَدْ أَخَذَ العَرَبِيَّةَ عَنْ: سَعِيْدٍ الأَخْفَشِ، وَاللُّغَةَ عَنْ: يُوْنُسَ بنِ حَبِيْبٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: يَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ وَعَبْدِ الوَارِثِ بنِ سَعِيْدٍ.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ مُلاَعِبٍ، وَأبي خَلِيْفَةَ الجُمَحِيُّ وَجَمَاعَةٌ.
وَحَصَلَ لَهُ بِالأَدَبِ دُنْيَا وَاسِعَةٌ وَحِشْمَةٌ.
قَالَ أبي نُعَيْمٍ الحَافِظُ: قَدِمَ أَصْبَهَانَ مَعَ فَيْضِ بنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ فَأَعْطَاهُ يَوْمَ مَقْدَمِهِ عَشْرَةَ آلاَفِ دِرْهَم، وَكَانَ يَصِلُهُ كُلَّ شَهْرٍ بِأَلفٍ.
قَالَ المُبَرِّدُ: كَانَ الجَرْمِيُّ أَثْبَتَ القَوْمِ فِي كِتَابِ سِيْبَوَيْه، وَعَلَيْهِ قَرَأَتِ الجَمَاعَةُ، وَكَانَ عَالِماً بِاللُّغَةِ حَافِظاً لَهَا، وَكَانَ جَلِيْلاً فِي الحَدِيْثِ وَالأَخْبَارِ، وَكَانَ أَغْوَصَ عَلَى الاسْتِخْرَاجِ مِنَ المَازِنِيِّ وَإِلَيْهِمَا انْتَهَى عِلْمُ النَّحْوِ في زمانهما.
قُلْتُ: قَدِمَ الجَرْمِيُّ بَغْدَادَ، وَنَاظَرَ الفَرَّاءَ وَمُقَدِّمَتُهُ فِي النَّحْوِ مَشْهُوْرَةٌ تُعْرَفُ بِالمُخْتَصَرِ، وَلَهُ: كِتَابُ الأَبْنِيَةِ، وَكِتَابُ العَرُوْضِ وَكِتَابُ غَرِيْبِ سِيْبَوَيْه وَغَيْرُ ذَلِكَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ رَحِمَهُ الله.
سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي
- أَبُو عمر صَالح بن إِسْحَاق الْجرْمِي
مولى الجَرْم بن رَبَّان، من قضاعة.
قَرَأَ " كتاب سِيبَوَيْهٍ " على أبي الْحسن الْأَخْفَش.وَلَقي يُونُس بن حبيب، لم يلق سِيبَوَيْهٍ.
قَالَ الْمبرد: كَانَ أغوص نظرا من الْمَازِني، وَكَانَ الْمَازِني أحدَّ مِنْهُ. وَله كتاب " فرخ سِيبَوَيْهٍ "، وَله " كتاب فِي التَّصريف ".
* * *
تاريخ العلماء النحويين من البصريين والكوفيين وغيرهم-لأبو المحاسن المفضل التنوخي المعري
صالح بن إسحاق، الجرمي بالولاء، أبو عمر:
فقيه، عالم بالنحو واللغة، من أهل البصرة. سكن بغداد. له كتاب في (السير) و (كتاب الأبنية) و (غريب سيبويه) وكتاب في (العروض) .
-الاعلام للزركلي-
أبي عمر الجرمي
أبو عمر اسمه صالح بن إسحاق وهو مولى لجرم بن زمان وجرم من قبائل اليمن.
قال أبو العباس محمد بن يزيد هو مولى لجبلة بن أنمار بن إراش بن الغوث، قال أبو العباس: كان أبو عمر الجرمي أغوص على الاستخراج من المازني وكان المازني أحد منه.
وأخذ أبو عمر النحو عن الأخفش وغيره وقرأ كتاب سيبويه على الأخفش ولقى يونس بن حبيب ولم يلق سيبويه وأخذ اللغة عبد أبي عبيدة وأبي زيد والأصمعي وطبقتهم وكان ذا دين وأخاً ورع وقد روى عن محدثي أهل البصرة.
حدثنا أبو بكر بن السراج قال حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد قال حدثنا أبو عمر الجرمي عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي عن محمد بن إسحاق عن يونس عن الزهري في قول الله عز وجل: (وما علمناه الشعر وما ينبغي له). قال: معناه ما الذي علمناه شعراً وما ينبغي له أن يبلغ عنا شعراً. قال الزهري: وكان رسول الله صلى الله عليه لا يقول من الشعر إلا ما قد قيل قبله.
وحدثنا أبو مزاحم الخاقاني قال حدثنا ابن أبي سعد قال حدثنا مسعود بن عمرو قال حدثني أبو عمر النحوي صالح بن إسحاق الجرمي قال: ما رأيت فقيهاً قط أفصح من مزاحم قال حدثنا ابن أبي سعد قال حدثني مسعود بن عمرو قال حدثني أبو عمر الجرمي قال: رأيت يونس النحوي ومر بحلقة من حلاق المسجد فقام إليه رجل فسأله عن قول الله جل ذكره (وإنى لهم التناوش من مكان بعيد) قال فقال بيده التناول وأنشد:
وهي تنوش الحوض نوشاً من علا ... نوشاً به تقطع أجواز الفلا
أخبار النحويين البصريين - الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي.