محمد بن محمد علي الرشيد

تاريخ الولادة1316 هـ
تاريخ الوفاة1380 هـ
العمر64 سنة
مكان الولادةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا
  • القاهرة - مصر

نبذة

الشيخ محمد بن السيد محمد علي الرشيد. عالم عامل، فقيه حنفي، وصوفي زاهد متنسك. ولد في مدينة حلب، سنة: ست عشرة وثلاثمئة وألف للهجرة، ونشأ محباً للعلم والعلماء، فحفظ القرآن الكريم، ولما يتجاوز العاشرة من عمره ثم انصرف إلى طلب العلم، وأخذ بحفظ متون الفقه والحديث واللغة العربية ويتلقى هذه العلوم على شيوخه في المدارس الشرعية.

الترجمة

محمد الرشيد
1316-1380هـ
1898-1961م

الفقيه الزاهد الورع تلميذ الشيخ أحمد الزرقا
الشيخ محمد بن السيد محمد علي الرشيد.
عالم عامل، فقيه حنفي، وصوفي زاهد متنسك.
ولد في مدينة حلب، سنة: ست عشرة وثلاثمئة وألف للهجرة، ونشأ محباً للعلم والعلماء، فحفظ القرآن الكريم، ولما يتجاوز العاشرة من عمره ثم انصرف إلى طلب العلم، وأخذ بحفظ متون الفقه والحديث واللغة العربية ويتلقى هذه العلوم على شيوخه في المدارس الشرعية.
ثم لازم شيخه الشيخ أحمد المكتبي، وحضر عليه دروس الحديث الشريف والفقه والتفسير، والنحو والصرف والبلاغة، في المدرسة (الدليواتية)، وقرأ على شيخه الشيخ محمد العالم، الفقه الحنفي والحديث الشريف في المدرسة (الشعبانية).
كما لازم شيخه الشيخ محمد الزرقا، وقرأ عليه في الفقه الحنفي (حاشية ابن عابدين) وحفظها عنه، وكان شيخه هذا يحبه كثيراً، ويقدمه على أقرانه، وربما أوقف دروسه إن غاب عنها ، ولما توفي شيخه الشيخ محمد الزرقا، تابع قراءة الفقه على ولده الشيخ أحمد الزرقا. كتب ابنه الشيخ محمد في ترجمته: (ذهب والدي لأداء فريضة الحج، ولما رجع جاء لزيارة الشيخ محمد الزرقا، فقالت له الخادمة: إن الطبيب مانع من زيارته، فعاد حزيناً، لكنه رأى ابنه الشيخ أحمد وأخبره بما قالت الخادمة، فقال: قل لها: إن الشيخ يريدني، وهكذا دخل لزيارته، فأخبره الشيخ أنه مدة ذهابه إلى الحج لم يقرأ لأحد، ثم عاد يقرأ دروسه عندما حضر من الحج).
كما أخذ الفقه الحنفي على شيخه الشيخ محمد نجيب سراج الدين
حيث قرأ عليه كتاب (ملتقى الأبحر).
وتلقى علم الفرائض والحساب على فرائضي حلب، الشيخ عبد الله المعطي في المدرسة (الأسدية الجوانية).
وقد دفعه حرصه على طلب العلم، والاستزادة منه، إلى شد الرحال إلى مصر، ليلتحق بأزهرها، ويأخذ عن علمائها، لكنه لم يطل المقام فيه فعاد إلى موطنه، لينصرف إلى المطالعة والتحصيل من جهة، وإلى نشر العلم وإفادة الطلاب والعامة من جهة ثانية، فكان يمضي سحابة نهاره بين طلاب العلم في مدارسهم الشرعية، حيث كانت دروسه في الفقه والحديث موزعة بين المدرسة (الأحمدية) والمدرسة (الخسروية) والجامع الأموي الكبير، فإذا أقبل الليل، انصرف إلى كتبه، يطالع فيها، ويحضر منها دروسه إلى الفجر.
دخل عليه أستاذه الشيخ محمد العالم قرب صلاة الفجر، فرآه مستيقظاً منكباً على كتبه يطالعها، وقد انتثرت الكتب من حوله، فقال له مداعباً: يا شيخ محمد؛ تسهر هذا السهر لتكون قاضياً أم مفتياً؟ فأجابه بكل تواضع: لا يا سيدي، إنني أدرس لأنني طالب علم، و(طلب العلم فريضة على كل مسلم)، بهذا الإخلاص وصل الشيخ إلى ما وصل إليه في العلم، وبلغ في الفقه مبلغاً قل أن يدركه أحد، واستحق أن يكون فقيه حلب، وأن يقول عنه أستاذه الشيخ أحمد الزرقا: (ما يقوله الرشيد هو الرشيد، وما يقوله خلاف الرشيد فليس برشيد)، هذا الانصراف إلى تحصيل العلم ونشره، لم يترك للشيخ وقتاً للكتابة والتأليف، لذا كثر طلابه والآخذون عنه، ونبغ منهم كثير من العلماء العاملين الذين تفاخر بهم مدينة حلب، نذكر منهم الشيخ عبد الله سلطان، والشيخ محمد الملاح، والأستاذ الدكتور فوزي فيض الله، والعلامة المحدث الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة، والأستاذ أحمد مهدي الخضر، والشيخ محمد علي مراد الحموي، والشيخ أحمد الإدلبي، وأخاه الشيخ أمين، وغيرهم كثير.
كريم النفس، سخي اليد، جواد معطاء، يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، سراً وعلانية، كل هذا مع زهده في الدنيا وانصرافه عنها، عالي الهمة جمّ التواضع، محب لطلابه، وفيٌّ لأساتذته، يكثر من ذكرهم معترفاً بفضلهم عليه، كثير الدعاء لهم، والثناء والترحم عليهم.
كثير الصدقات، لا يرد سائلاً على ضيق ذات يده، يصغي لسائله ويصبر عليه حتى يفصح عن سؤاله، ويجيبه عليه بكل تواضع، سواء كان السائل في الدرس أم في الطريق أم في البيت، وكان كثير من الناس ينصرفون عن سؤال المفتي إليه، لما يجدون فيه من العلم والتواضع.
شديد الخوف من الله، دائم الذكر وتلاوة القرآن حتى في الطريق، كثير النسك والعبادة، وإنك لتدهش من شدة ورعه وخوفه من الله، وتمسكه بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن توضأ فلا تسأل عن إسباغ وضوئه ، وإن سمع الأذان بادر للصلاة مسرعاً، خشية أن يدركه الموت قبل أدائها، وإن سار في الطريق، أو ركب حافلة، غض بصره، واجتهد ألا يمس امرأة، أو تجلس بجانبه امرأة أجنبية.
عندما توفي الشيخ محمد الرشيد، وقف تلميذه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة على قبره لتأبينه، فذكر أنه في عام: 1947م، قام بعض الشباب المسلمين بجمع التبرعات لتجهيز جيش المجاهدين في فلسطين، وطلب الشيخ عبد الفتاح من أستاذه أن يحث الناس في دروسه على التبرع، فدعاه لزيارته في الأحمدية، ولما دخل عليه غرفته طلب الشيخ منه أن يناوله (لكناً) ـ وعاءٌ يضع فيه الحلبيون مادة (بيلون الورد) التي يستعملونها في الحمام ـ من على الرف، ودهش الشيخ عبد الفتاح عندما رأى الوعاء مليئاً باليرات الذهبية، ثم قال له: هل معك منديل؟ قال: نعم قال: افتحه، فلما فتحه أفرغ الشيخ الوعاء في المنديل، قائلاً خذ هذا للمجاهدين، ورفض أن يأخذ إيصالاً بالمبلغ، قائلاً: يا ولدي أنا لم أعطك المال لتكتب لي وصلني من المحسن الكريم، بل ليبقى لي ذخراً عند الله، وإن كان لا بد من الوصل، فاكتب فاعل خير، لقد وقفت هذا المال لله،
جريء، لا تأخذه في الله لومة لائم، يجهر بالحق، ويدعوا له في دروسه العامة، وفي خطبة الجمعة التي كان يحرص أن تكون قصيرة ومفيدة.
ألم به مرض في آخر حياته، فتلقى قضاء الله صابراً محتسباً إلى أن أدركته المنية، سنة: ثمانين وثلاثمئة وألف للهجرة.
ـ رحمه الله ـ

المصادر والمراجع
1- ترجمة خطية تفضل بها ابنه الشيخ محمد الرشيد.
2- مقابلات شفهية مع عدد من طلاب المترجم وتلامذته، منهم ولده الشيخ محمد الرشيد، وصديقنا الأستاذ صلاح خياطة، وغيرهم.
3 ـ كتاب علماء من حلب في القرن الرابع عشر