عبد الله بن محمد عبد المعطي النحيف البابي الحلبي

تاريخ الولادة1266 هـ
تاريخ الوفاة1353 هـ
العمر87 سنة
مكان الولادةحلب - سوريا
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا

نبذة

الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد عبد المعطي النحيف، بن عبد القادر البابي ثم الحلبي ، ويتصل نسبهم بآل البيت الكرام. عالم ، فقيه، فرضي، آخر شيوخ المدرسة الأسدية. ولد في حلب سنة 1266هـ ، في بيت علم ودين وصلاح ، فوالده الشيخ عبد المعطي النحيف،.

الترجمة

عبد الله المعطي
1266ـ1353هـ
1849ـ1934م

الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد عبد المعطي النحيف، بن عبد القادر البابي ثم الحلبي ، ويتصل نسبهم بآل البيت الكرام.
عالم ، فقيه، فرضي، آخر شيوخ المدرسة الأسدية.
ولد في حلب سنة 1266هـ ، في بيت علم ودين وصلاح ، فوالده الشيخ عبد المعطي النحيف، (ت1295) كان من علماء حلب المشهود لهم بالعلم والفضل والتقوى ، وله عدد من المؤلفات المخطوطة في النحو والفرائض، والحساب ، ذكرها الشيخ محمد راغب الطباخ في «إعلام النبلاء»7/363، وقال: « إنه رآها لدى ولده عبد الله ».
نشأ الشيخ عبد الله في حجر والده على التقوى وحب العلم، الذي تلقاه على علماء عصره آنذاك ، كالشيخ محمد الزرقا، والشيخ محمد الحنيفي (1342) والشيخ محمد شهيد الترمانيني، ولعل أكثر أساتذته تأثيراً في تكوينه العلمي والده الشيخ محمد عبد المعطي النحيف، حيث أخذ عنه علوم النحو والصرف والفقه والفرائض والحساب، فبرع كوالده في علم الفرائض والحساب وصار إليه المنتهى فيه، بل أصبح عالمه الأوحد في المدينة، يقصده أهلها حتى من غير المسلمين، لتقسيم تركاتهم وحل خلافاتهم في مسائل الإرث .
وإذا كنا لا نجزم بشيوخه الذين تلقى العلم عنهم غير والده، فإننا نجزم بأن طلابه الذين أخذوا عنه هذا العلم كثيرون جداً، وما من شيخ من شيوخنا إلا وهو يفخر بالتلمذة على يديه، وأخذ علم الفرائض عنه، نذكر منهم:
الشيخ محمد نجيب خياطة، والشيخ محمد الحامد الحموي، والشيخ محمد زين العابدين الجذبة، والشيخ محمد الملاح، والشيخ محمد عثمان بلال، والشيخ محمد أديب حسون، والشيخ محمد الغشيم، والشيخ مصطفى مزراب، والشيخ كامل سرميني، وغيرهم.
كان الشيخ محباً للعلم، منقطعاً له، يمضي أيامه الطويلة في مدرسة والده (المدرسة الأسدية) ، وعندما توفي والده خلفه في دروسه في هذه المدرسة ، وفي درس الحديث النبوي الشريف في جامع الطواشي، وفي دروس الوعظ والإرشاد في المدرسة الخسروية، وقد قام الشيخ بترميم المدرسة الأسدية ، وبنى فيها عدة غرف لطلاب العلم.
وعندما أعيد تنظيم التعليم الشرعي في حلب، سنة 1340هـ ، وعادت المدرسة الخسروية إلى سابق نشاطها في نشر العلم، كان الشيخ من أوائل الأساتذة الذين تولوا التدريس فيها، حيث أسند إله تدريس مادة الفرائض فراح يقرر لطلابه كتابه ( شرح السراجية)، وهو من تأليف والده، وكان قد قرأه عليه مرات عديدة.
وقد اشتهر الشيخ بحبه للفقراء والمساكين، وبسطاء الناس وضعفائهم، حيث كانوا يقصدونه في حوائجهم ، فيسعى في حل مشكلاتهم، ويكتب قضاياهم ويرفعها إلى أولي الأمر ، ويوقعها بعبارة (العبد الصالح) وربما رفع بعضها إلى رئيس الجمهورية (تاج الدين الحسني) مباشرة، وكان المسؤولون وأولو الأمر يقدرونه ويحترمونه ويستجيبون لطلباته، ويقضون حوائج من يتشفع لهم وذلك لما يرونه فيه من صلاح وإخلاص وبعد عن المصلحة الشخصية.
تقي صالح، ورع، كثير العبادة والذكر، ظاهر الخوف من الله يظهر عليه سمت السلف الصالح، وقد آتاه الله حدساً صادقاً ، أو قلْ بصيرة منورة يستشعر بها بعض الحوادث، وما يزال بعض الناس يذكرونها على أنها كرامات له.
مهيب الطلعة، منور الوجه والشيبة.
وقد ظل الشيخ على سمته هذا في نشر العلم وإفادة الطلاب، والسعي في قضاء حوائج المحتاجين، إلى أن وافته المنية، في العشرين من شهر جمادى الآخرة، سنة : 1353هـ، عن 87 سنة ـ رحمه الله تعالى ـ ، وحزنت عليه مدينة حلب، وشيعته بعلمائها وطلبة العلم فيها مشاركين مئات الناس من الفقراء وأصحاب الحاجات إلى مثواه الأخير في مقبرة (الكليباتي).
وقد كتب على لوحة قبره : (هذا قبر العالم العلامة والحبر الفهامة مربي الطالبين، ومرشد السالكين المشمر لله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الفرضي الشيخ عبد الله أفندي بن العالم العلامة الشيخ عبد المعطي أفندي، بن الشيخ عبد القادر أفندي المعطي، ثم تاريخ الوفاة وعلى الوجه الثاني ، نقشت هذه الأبيات :
أسفاً على حبر توارى في الثرى= وغدت لآلي فضله تتناثر
بكت العيون عليه من جزع وقد= ألقى أسىً من بعده يتكاثر
فعليه رحمة ربنا ورضاه مــــــا = هطلت غيوث من نداه ذواخر
وبعدها :
إن الكريم من الأحباب مختلس= لا يمنع الموت أبواب ولا حرس
لا يرحم الموت ذا جاهٍ لعزتـــــه=ولا الذي كان منه العلم يقتبس

المصدر: علماء من حلب في القرن الرابع عشر ص141ـ143.