محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حنیف الحنيفي

تاريخ الولادة1292 هـ
تاريخ الوفاة1342 هـ
العمر50 سنة
مكان الولادةحلب - سوريا
مكان الوفاةجدة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا
  • القاهرة - مصر

نبذة

العلامة الشيخ محمد بن محمد خير الدين بن عبد الرحمن آغا بن حنیف آغا بن إسماعيل المشهور بالحنيفي ، ولد سنة 1292ه، وحضر على مفتي حلب الشيخ بكري الزبري ، والشيخ إبراهيم اللبابيدي، والشيخ راجي مكناس، ولازمهما مقدار ثلاث سنوات.

الترجمة

العلامة الشيخ محمد بن محمد خير الدين بن عبد الرحمن آغا بن حنیف آغا بن إسماعيل المشهور بالحنيفي ، ولد سنة 1292ه، وحضر على مفتي حلب الشيخ بكري الزبري ، والشيخ إبراهيم اللبابيدي، والشيخ راجي مكناس، ولازمهما مقدار ثلاث سنوات.
ثم رحل إلى مصر أواخر سنة 1314، فجاور في الأزهر الشريف ، وحضر على العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي، قرأ عليه التوحيد والأصول، وقرأ السراجية في علم الفرائض على العلامة عبد الرحمن البحراوي ، وقرأ بعضا من شرح السعد وحواشيه في علوم البلاغة على الشيخ البولاقي ، وقرأ على الشيخ محمد عبده رسالته في التوحيد، وشرح الملوي على السلم.
ثم رجع إلى وطنه سنة 1318ه، فجاور في المدرسة العثمانية ، وقرأ على العلامة محمد الزرقا ، والعلامة بشير الغزي ، في صحيح البخاري ، وكان متقنا للغة التركية فتولى عدة وظائف ، وقد رحل للحج سنة 1243ه، فمر في طريقه على مصر، وذهب لزيارة شيخه الشيخ بخيت المطيعي ، فلقي منه كمال الحفاوة ، وكان للمترجم اليد الطولى في التفسير والتوحيد والأصول والبيان والفقه ، يدخل تقريره إلى الآذان بلا استئذان ، محبا للغة العربية ، ونشرها.
ومن مؤلفاته: (مختصر دلائل الإعجاز) للجرجانی ، و (المنهاج السديد، في شرح جوهرة التوحيد)، و (المقاصد السنية ، في شرح القواعد الكرخية)، في أصول الفقه ، و (تقريرات على رسالة التوحيد) للشيخ محمد عبده ، حررها حين إقرائه للرسالة المذكورة في المدرسة الخسروية، وأوضح ما كان غامضا فيها، ورسالة في عادات العرب قبل الإسلام)، وكتاب كبير في اللغة على نسق مفردات الراغب ، يبحث في أصول اللغة واشتقاقها، مفيد جدا ، مرتب على ترتيب المصباح، لكنه لم يبيض سوى نصفه ، ويعسر إكمال تبييضه ، توفي سنة 1342ه.
انظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.

 

 

محمد بن محمد خير الدين بن عبد الرحمن آغا بن حنيف آغا، المعروف بالحنيفي:
فاضل، من أهل حلب. جاور بالأزهر أربع سنين، وقرأ على الشيخ محمد عبده والشيخ محمد بخيت وآخرين، وعاد إلى حلب فاشتغل بتدريس العربية في عدة مدارس. وحج فمات في جدّة، في عودته. له 15 مؤلفا،
منها (مختصر دلائل الإعجاز للجرجاني - ط) و (المنهاج السديد في شرح جوهرة التوحيد - ط) .
-الاعلام للزركلي-

 


الشيخ محمد الحنيفي
هذا العالم المغمور صديق الشيخ محمد راغب الطباخ
كان له اهتمام عظيم بأمور الأمة الإسلامية، يسعى إلى توحيدها وإصلاح أحوالها العلمية والأخلاقية والاجتماعية، وكان يرى وجوب اجتماع المسلمين على رأي واحد، في كل شؤونهم الدينية والدنيوية، لذا فقد كان يدعو إلى تشكيل لجنة علمية من المختصين في الفقه الإسلامي، لتضع كتاباً موسّعاً في الفقه، يفي بحاجات الناس، ويأخذ من كل المذاهب الإسلامية الصحيحة، ويبني أحكامه على الأقوى من الأدلة وعلى ما يكون فيه المصلحة للناس وكان الشيخ محمد راغب الطباخ – صديق المترجم له – يشاركه هذا الرأي، وقد وضع شروطاً يجب توفرها في أعضاء هذه اللجنة فوق السعة بالعلم والمدارك، وهي أن يكونوا من المتمسكين بدينهم البعيدين عن الأغراض الشخصية والأهواء النفسية،وهذه النظرة الصائبة والرأي السديد يدل على وعي متفتح مبكر لدى المترجم له وصديقه، وقد عملت الأمة بهذا الرأي، ولكن في وقت متأخر، حيث تأسست المجامع الفقهية لعدد من المنظمات الإسلامية، كالمجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والمجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، والموسوعة الفقهية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت وغيرها
وكان هذا ما يتطلع إليه الشيخان الجليلان قبل ما يقار المئة عام

الشيخ محمد بن السيد محمد خير بن عبد الوهاب آغا، بن حنيف آغا بن إسماعيل آغا المشهور بـ (بالحنيفي).
فقيه حنفي، أصولي ماهر، ومفسر منطقي ونحوي متمكن، ورائد من رواد الإصلاح الفكري، والفقهي في حلب.
ولد في مدينة حلب، سنة: اثنتين وتسعين ومئتين وألف للهجرة النبوية الشريفة، وبدأ تعليمه في المكتب العسكري، ثم اتجهت همته إلى طلب العلم الشرعي، فلازم الحضور على مفتي حلب حينئذ الشيخ بكري الزبري وعلى الفقيه الشيخ إبراهيم اللبابيدي وعلى الشيخ راجي مكناس فأخذ عنهم مبادئ العلوم الشرعية والعربية.
وفي سنة: 1314هـ، شدَّ الرحال إلى مصر طلباً للعلم، ولما وصلها جاور في أزهرها، وراح يتلقى العلوم الشرعية على شيوخه الكبار، فقرأ علم التوحيد والأصول الشيخ محمد بخيت المطيعي، وأخذ علم الفرائض على الشيخ عبد الرحمن البحراوي؛ الفقيه الحنفي المشهور، حيث قرأ عليه متن السراجية وشرحها في الفرائض، وتلقى على الشيخ البولاقي علوم البلاغة، حيث قرأ عليه شرح السعد وحواشيه في علمي البيان والمعاني
أما مفتي الديار المصرية الشيخ محمد عبده، فقد أخذ عنه المترجم علوم التوحيد والمنطق، وقرأ عليه (رسالته في التوحيد)، وشرح (الملوي على السلم) في المنطق، وبقي مجاوراً في الأزهر أربع سنوات
عاد بعدها إلى موطنه في حلب، موقراً بما حصله من العلوم الجمة.
لم يكتف الشيخ بما حصله من العلوم الشرعية والعربية في الأزهر فما إن حط رحاله في موطنه، حتى سارع إلى المدرسة (العثمانية) ليجاور فيها، ويستزيد من تحصيل العلوم على شيوخها، وراح يحضر دروس الشيخ محمد الزرقا في الفقه الحنفي، ويقرأ على الشيخ محمد بشير الغزي صحيح الإمام البخاري في الحديث النبوي الشريف.
ولم يمضِ على عودته من القاهرة غير فترة وجيزة، حتى علا شأنه واشتهر صيته، وتوجهت إليه الوظائف والمناصب فعين:
1- مترجماً لجريدة (الفرات) الرسمية، وذلك لإتقانه اللغتين العربية والتركية .
2- كاتباً للجنة التي تألفت سنة: 1337 هـ من وجوه مدينة حلب، لتعيين المأمورين.
3- كاتباً في المجلس الإداري لمدينة حلب.
4- عضواً في لجنة المعارف لتأليف الكتب العربية التي ستدرس في المكاتب الابتدائية، سنة: 1330 هـ.
5- مدرساً لعلوم اللغة العربية في دور المعلمين والمعلمات، سنة: 1340هـ.
6- عضواً في لجنة (توجيه الجهات) في دائرة الإفتاء في مدينة، حلب مع الشيخ عبد الحميد الكيالي، والشيخ محمد نجيب سراج الدين.
7- مدرساً لمواد التفسير والتوحيد والبلاغة في المدرسة (الخسروية) لدى افتتاحها، سنة: 1340هـ.
8- مدرساً للمدرسة (العثمانية)، سنة: 1340 هـ.
9- أحد المرشحين الثلاثة لمنصب الإفتاء في مدينة حلب، مع الشيح عبد الحميد الكيالي، والشيخ محمد نجيب سراج الدين .
كان الشيخ شديد الحب للغة العربية، عظيم الحرص عليها، يسعى لرقيها ورفعة شأنها، ولذلك عمل على تعميم دراستها في المدارس الشرعية والحكومية ودور المعلمين والمعلمات.
كما كان له اهتمام عظيم بأمور الأمة الإسلامية، يسعى إلى توحيدها وإصلاح أحوالها العلمية والأخلاقية والاجتماعية، وكان يرى وجوب اجتماع المسلمين على رأي واحد، في كل شؤونهم الدينية والدنيوية، لذا فقد كان يدعو إلى تشكيل لجنة علمية من المختصين في الفقه الإسلامي، لتضع كتاباً موسّعاً في الفقه، يفي بحاجات الناس، ويأخذ من كل المذاهب الإسلامية الصحيحة، ويبني أحكامه على الأقوى من الأدلة وعلى ما يكون فيه المصلحة للناس .
ترك المترجم له -رحمه الله -عدداً من المؤلفات في الفقه والتوحيد والأخلاق واللغة العربية، وغيرها من العلوم، منها:
1- مختصر دلائل الإعجاز للإمام الجرحاني ـ في علم المعاني ـ مطبوع.
2- المنهاج السديد في شرح منظومة جوهرة التوحيد ـ في العقيدة ـ مطبوع.
3- شرح على (شرح الطائي للكنز) ـ في الفقه الحنفي، لم يكتمل.
4- أسماء أعضاء الانسان ـ في اللغة.
5- عجالة الأديب وبلالة اللبيب، في علم البيان.
6- أسوة الأبرار بالنبي المختار، في السيرة والتربية.
7- المقاصد السنية شرح قواعد الكرخية، في أصول الفقه، يبلغ مئتي صفحة.
8- الفيض الرؤوف في معاني الحروف، في اللغة العربية.
9- رسالة في الحروف، ضمنها كثيراً من الأبحاث الاجتماعية.
10 - رسالتان صغيرتان في الأخلاق.
11 ـ رسالة في عادات العرب قبل الإسلام.
12- كتاب كبير في اللغة على نسق (مفردات الراغب) يبحث في أصول اللغة واشتقاقها، وهو مرتب على ترتيب المصباح، ويبلغ حجمه حجم المصباح، وقد شرع في تبيضه فوصل إلى حرف السين ولم يكتمل الكتاب.
13- تقريرات لطيفة على رسالة الشيخ محمد عبده في التوحيد، حررها حين قراءته لها في المدرسة (الخسروية)، أوضح فيها ما كان غامضاً في رسالة الشيخ محمد عبده.
14- ترجمة لكتاب في اللغة التركية، لأحد الأطباء يبيّنُ فيه حكمه التشريع وما للتكاليف الشرعية من الفوائد الاجتماعية والصحية، ومطابقتها للقواعد الطبية.
كان ـ رحمه الله ـ حسن الخلق محمود السيرة، صافي القلب، شريف النفس، سامي المبدأ، ناصحاً في دينه، لا يجد الغش مسلكاً إلى قلبه، رقيق الطبع، حسن العشرة متأنياً في حركاته، ساكناً مع أصالة في الرأي.
قصير القامة، أسمر اللون قليلاً، مستدير الوجه، نحيف الجسم، تلوح من أساريره إمارات الذكاء والفطنة، يصفه صديقه الشيخ محمد راغب الطباخ بقوله: " العالم الفاضل والألمعي الكامل، أحد من تزينت الشهباء بحلي فضله، واستضاءت أرجاؤها بأنوار علمه، وازدان جيدها بعقود كماله، وتعطرات بطيب سيرته" .
وظل على هذه الخصال الحميدة، إلى أن وافته المنية، سنة اثنتين وأربعين وثلامئة وألف، في مدينة (جدة) في الحجاز، بعد أن أدى مناسك الحج في تلك السنة، ونزل من عرفات، وفي اليوم الخامس عشر من ذي الحجة توجه إلى (جدة) عائداً إلى وطنه، وفي منتصف الطريق إليها توعكت صحته، وأصيب بالحمى التي كانت تسمى هناك: (الحمى الخطافة) ووصل (جدة) وهو منهك الجسد، ولم ينفع فيه دواء الطبيب، وفي ليلة السادسة عشرة من ذي الحجة فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها، ودفن في الغد في مدينة (جده).
ولما جاء نبأ نعيه إلى حلب، حزنت عليه مدينته حزناً عميقاً، وأسف عليه إخوانه من العلماء، وتلاميذه من طلاب العلم وعامة الناس في حلب.
وقد أقامت له المدرسة (الفاروقية) حفل تأبين، حضره جلُّ علماء حلب وطلاب العلم فيها، وألقيت فيه الكلمات والقصائد التي أشادت بفضل الشيخ الراحل ومناقبه، وكان من جملة من رثاه شعراً تلميذه النجيب المفتي: الشيخ محمد الحكيم ـ رحمه الله ـ بقصيدة في ثمانية وأربعين بيتاً مطلعها:
ذهب الزمان بنيِّر العلماء
ذهب الحنيفي راغباً في ربه

بكت المعارف والعلوم بفقيده
لبست مدراسنا عليه حدادها

أفلت نجوم العلم عن شهبائنا
فالجهل في أجوائها متحكم

ركن العلوم وهى رصين بنائه
كان العفاف شعاره ودثاره

حقاً فإن مصابنا بمحمد
فاليوم نحن نخوض في الظلماء

فهتكت درع تصبري وعزائي
وبه تيتم مجمع الفضلاء

أو ما تراها معهد البؤساء
وغدت (بجدة) مطلع الأضواء

والبؤس والبرحاء في الأرجاء
واندك معهده من العلياء

والدين والتقوى من القرناء
من أعظم الأقدار والأرزاء

وممن رثاه في تلك الحفلة، تلميذه النجيب، الأديب الفقيه العلامة الشيخ مصطفى الزرقا، الذي يقول فيه: "... وكان الحنيفي آية في حسن البيان في دروسه، ودرسنا عليه البلاغة والتفسير، وكان أحد ثلاثة من أساتذتي هم الذين كان لهم في حياتي العلمية الأثر الكبير... ".
والقصيدة التي رثاه بها تقع في أربعة وثلاثين بيتاً، ضاع معظمها ولم يبق منها إلا الأبيات التي أثبتها الشيخ محمد راغب الطباخ في إعلامه ونقلها الشيخ مصطفى الزرقا إلى ديوانه وهي:
ماللعيون نواظراً لم تجمد
ماللنفوس خوافقاً لم تكمد

لله فادحة دهتنا بغتةً
قد كنت أحسب قبل ذاك جهالةً

حتى أتى الإسلامَ يوماً رامياً
وعدا بأيديه عليهم مُغْمِداً

قد كان في عنق الزمان مجرداً
فشكا الزمان إلى المنون فأقبلا

كان الثمال لنا بكل مهمة
يا قلب مهلاً في التململ والأسى

مامات من عاشت له من بعده 
فاصبر لرزئك في تفاقم أمره

واذا ذكرت محمَّداً و مصابه
ماللقلوب نوابضاً لم تخمد

جزعاً على علم العلوم محمد
دكت حصون تصبري وتجلدي

إن الزمان إذا رمى لم يُقصدِ 
فيهم بسهم في الصميم مسدَّد

منهم حساماً لم يكن بالمغْمَدِ
ليُديلَ منه كلَّ حظٍّ أّنْكَد

يتعاونان ففلَّ أيُّ مهنّد
وبحزمه كنا نروح ونغتدي

رفقاً فإن الرفق أجمل مقصد
مشكاة علم تُستَنَارُ بمعهد

فالصبر عند الفادح المتبلد
فاذكر مصابك بالنبي محمّدِ
من صفحة الاستاذ: محمد عدنان كاتبي