محمد بن عبده الغرابلي ابن خير الله أفندي

محمد عبده

تاريخ الولادة1266 هـ
تاريخ الوفاة1323 هـ
العمر57 سنة
مكان الولادةالبحيرة - مصر
مكان الوفاةالإسكندرية - مصر
أماكن الإقامة
  • بلاد الشام - بلاد الشام
  • باريس - فرنسا
  • بيروت - لبنان
  • الإسكندرية - مصر
  • البحيرة - مصر
  • القاهرة - مصر
  • طنطا - مصر

نبذة

كان الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده في مقدمة العلماء الذين اصطفاهم المغفور له أحمد تيمور باشا لتلقي العلم والمعرفة عنهم، وقد سجل التاريخ أن الإمام محمد عبده كان يتخذ من دار تیمور «باشا» في درب سعادة ندوة يلقي فيها دروسه على صفوة من العلماء والأدباء النابهين وغيرهم.

الترجمة

محمد عبده

1266 - 1323ه.

كان الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده في مقدمة العلماء الذين اصطفاهم المغفور له أحمد تيمور باشا لتلقي العلم والمعرفة عنهم، وقد سجل التاريخ أن الإمام محمد عبده كان يتخذ من دار تیمور «باشا» في درب سعادة ندوة يلقي فيها دروسه على صفوة من العلماء والأدباء النابهين وغيرهم.

وقد عثرت لجنة نشر المؤلفات التيمورية بين مخلفات المغفور له أحمد تيمور «باشا» على جذاذات عدة تضمنت الكثير من سيرة الإمام وأعماله، رأت نشر موجزها التالي في هذا الكتاب.

ولد الإمام محمد عبده ونشأ في قرية صغيرة بعيدة عن المدائن، وهي قرية محلة نصر بمركز شبراخيت بالبحيرة.

وكان والده من أهل الطبائع السليمة والأخلاق القويمة، أما أمه فكانت من قرية حصة شبشير» بمركز طنطا، تنتمي إلى بيت من بيوتها المعروفة يعرف ببيت آل عثمان.

وفي سنة 1279ه/1862م ذهب إلى الجامع الأحمدي بطنطا ليجود القرآن، وكان هناك أخوه لأمه الشيخ مجاهد الذي يقال إنه كان قارئا مجيدا وصل إلى أن صار شيخا للمقارئ بطنطا.

أتم الشيخ فنون التجويد في نحو سنتين على الوجه الأكمل، ولم تنفر فطرته السليمة من أساليب هذا التعليم في الجامع الأحمدي المشهور بتعليم القرآن وفنون القراءات منذ زمان، وكان رحمه الله من أحفظ الناس للقرآن، وأجودهم في تلاوته نغمة، وأحسنهم ترتيلا.

وفي سنة 1281ه / 1864م جلس في دروس العلم في المسجد الأحمدي. قال الأستاذ في الترجمة التي كتبها لنفسه: «وقضيت سنة ونصفا لا أفهم شيئا لرداءة طريقة التعليم، فأدركني اليأس من النجاح، وهربت من الدرس، واختفيت عند أخوالي مدة ثلاثة أشهر، ثم عثر علي أخي وأخذني إلى المسجد الأحمدي، وأراد إكراهي على طلب العلم، فأبيت وقلت له: قد أيقنت ألا نجاح لي في طلب العلم، ولم يبق علي إلا أن أعود إلى بلدي وأشتغل بملاحظة الزراعة كما يشتغل الكثير من أقاربي، وانتهى الجدل بتغلبي عليه، وأخذت ما كان لي من ثياب ومتاع ورجعت إلى محلة نصر على نية ألا أعود إلى طلب العلم، وتزوجت في سنة 1282ه/ 1865م على هذه النية.»

إذ اتصل بالشيخ درويش خضر أحد أخوال أبيه، وهو رجل سبقت له أسفار إلى صحراء ليبيا، ووصل إلى طرابلس الغرب، وجلس إلى السيد محمد المدني والد الشيخ ظافر، وتعلم عنه شيئا من العلم، وأخذ عنه الطريقة الشاذلية، وكان يحفظ بعض كتب الحديث ويجيد حفظ القرآن وفهمه، ثم رجع من أسفاره إلى قريته واشتغل بالزراعة.

ووصف الأستاذ الأثر الذي وجده في نفسه من صحبة الشيخ درويش خضر، فقال:

«رأيتني أطير بنفسي في عالم آخر غير العالم الذي كنت أعهده، واتسع لي ما كان ضيقا، وصغر عندي من الدنيا ما كان كبيرا، وعظم عندي من أمر العرفان والنزوع بالنفس إلى جانب القدس ما كان صغيرا، وتفرقت عني هموم النفس، إلا ها واحدا، هو أن أكون كامل المعرفة، كامل أدب النفس»

ذهب المجاور الشيخ محمد عبده بتصرفه إلى الأزهر في شوال سنة 1282ه فبراير سنة 1866م قبل ست سنوات من وضع الشيخ المهدي العباسي شيخ الأزهر أول قانون للتدريس فيه، وأراد الجيل العلمي الجديد في ذلك العهد أن يعرب كتبا أوروبية مكتوبة في الغالب بلسان فرنسي، ولم يجد من المصطلحات القديمة متسعا، فوضع عبارات محدثة، وأوجد أسلوبا جديدا لم يرض عنه الأزهريون، ومنذ يومئذ دخل إلى الأزهر التنازع بين القديم والجديد.

كان الأستاذ متصوفا مدة الدراسة مع شيوخه وزملائه، متصوفا في أيام المسامحات، مع خال أبيه الشيخ درويش خضر، حتى انطبع تفكيره بنوع من الخيال الصوفي الذاهب في الروحانيات إلى ما يجاوز مدى الفهم أحيانا.

ولما حضر إلى مصر السيد جمال الدين الأفغاني في سنة 1288ه/ 1871م صاحبه الأستاذ الشيخ محمد عبده؛ يحضر دروسه، ويلازم مجالسه التي كانت مجالس حكمة وعلم، وكان يومئذ فتى متأثرة عواطف قلبه الفتي بمنازع التصوف، ورياضاته ومواجده، وكان يتلقى علوم الأزهر على أنماطها المعروفة، شاعرا بأن وراءها كمالا علميا لا يجده فيما حوله. وكان السيد الأفغاني وحده قادرا على تخليص الشيخ محمد عبده من خموله الصوفي، وتخليصه من الحيرة في التماس الكمال العلمي؛

وفي سنة 1292ه/ 1875م ألف الشيخ محمد عبده حاشيته على شرح الجلال الدواني للعقائد العضدية، ولم يكن يومئذ قد جاوز السادسة والعشرين من عمره.

وفي سنة 1294ه/1877م نال الشيخ محمد عبده الشهادة العالمية الأزهرية من الدرجة الثانية وهو ابن ثمان وعشرين سنة.

وأخذ يدرس كتب المنطق والكلام المشوب بالفلسفة في الجامع الأزهر.

ثم تعرض الأستاذ النوع من الإصلاح الديني، شغف به في أدوار حياته الإصلاحية كلها ذلك هو تطهير الإسلام من البدع التي شوهت شعائره وجنت عليه، وهذه المقالات تجمع مبادئه الوطنية، ومذاهبه في الحرية، وطريقه في الإصلاح.

ولست بقين من المحرم سنة 1317ه/3 يونيه 1899م عين مفتيا للديار المصرية، وفي هذه السنة عينها جعلته الحكومة عضوا في مجلس شورى القوانين.

كان عند الأستاذ ميل إلى تعلم لغة أجنبية، فلم تدع له الحوادث متسعا، لكن تعلم لغة أجنبية كان أمنية من أمانيه لم تزل تعالجها همه الكبيرة حتى بلغتها، تعلم اللغة الفرنسية بعد أن عاد إلى مصر واشتغل بالقضاء، وهو ابن أربع وأربعين سنة، وأحكمها قراءة وكتابة وحديثا، كما ذكره أكثر من ترجموا له، وكان رحمه الله يقول: «من لم يعرف لغة من لغات العلم الأوروبية فلا يعد عالما في هذا العصر.»

مقتطفات من كتاب: أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث، تأليف: أحمد تيمور باشا.

 

 

 

 

مفتي الديار المصرية: الفيلسوف الكبير الأستاذ الإمام الشيخ محمد بن عبده الغرابلي ابن المرحوم خير الله أفندي الكردي الحنفي، من آل التركماني

ولد في محلة نصر، التابعة لمركز شبراخيت، بمحافظة البحيرة، سنة 1266ه، الموافق سنة 1849م، وأحب في صباه الفروسية والرماية والسباحة، وتعلم بالجامع الأحمدي بطنطا، ثم التحق بالجامع الأزهر الشريف، ودرس على شيوخه، ومن شيوخه العلامة الشيخ إسماعيل الحامدي، حضر عليه مذهب الإمام مالك كاملا، والمطول للعلامة السعد، وجمع الجوامع

وحصل على العالمية سنة 1294ه.، الموافق سنة 1877م، وكان قبل حصوله على شهادة التدريس يدرس الطائفة من الطلبة كتاب إيساغوجي وشرح العقائد النسفية ومقولات السجاعي بحاشية العطار، فسعى بعض الطلاب بالوقيعة بينه وبين الإمام الشيخ عليش.

ثم استقرت دروسه في الأزهر وكان من تلامذته فيها، حفني ناصف، ثم عين أواخر سنة 1295ه مدرسا للتاريخ في مدرسة دار العلوم ومدرسا للعلوم العربية في مدرسة الألسن الخديوية، فكان يدرس فيها مع الاستمرار على التدريس في الأزهر.

ثم اشتغل سنة 1303 ه- بالتدريس في مدارس جمعية المقاصد الخيرية، وكان يشتغل هناك بتدریس التوحيد والمنطق والمعاني والفقه الحنفي من مجلة الأحكام العدلية، ثم صار يدرس لهم قسما من إشارات ابن سينا، وتهذیب المنطق، ونهج البلاغة وديوان الحماسة.

ثم عين مفتيا للديار المصرية سنة 1317ه، الموافق سنة 1899م، واستمر إلى أن توفي بالاسكندرية، إلا أنه استقال من الإفتاء قبل وفاته بأيام، ودفن في القاهرة.

وله من المؤلفات: (تفسير القرآن الكريم) لم يتمه، و( الرد على هانونو)، و(رسالة الواردات) صغيرة، في الفلسفة والتصوف، و(حاشية على شرح الدواني للعقائد العضدية)، و(شرح نهج البلاغة)،و(شرح مقامات البديع الهمذاني) و(الإسلام والرد على منتقديه) من مقالاته، و(الاسلام والنصرانية مع العلم والمدنية) كالسابق، و (الثورة العرابية) لم يتمه، وترجم رسالة (الرد على الدهریین).

أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.

 

 

 

الشيخ محمد عبده
(1266 - 1323 هـ = 1849 - 1905 م)
محمد عبده بن حسن خير الله، من آل التركماني:
مفتي الديار المصرية، ومن كبار رجال الإصلاح والتجديد في الإسلام. قال أحد من كتبوا عنه: (تتلخص رسالة حياته في أمرين: الدعوة إلى تحرير الفكر من قيد التقليد، ثم التمييز بين ما للحكومة من حق الطاعة على الشعب وما للشعب من حق العدالة على الحكومة) . ولد في شنرا (من قرى الغربية بمصر) ونشأ في محلة نصر (بالبحيرة) وأحب في صباه الفروسية والرماية والسباحة. وتعلم بالجامع الأحمدي. بطنطا، ثم بالأزهر. وتصوف وتفلسف. وعمل في التعليم، وكتب في الصحف ولا سيما جريدة (الوقائع المصرية) وقد تولى تحريرها. وأجاد اللغة الفرنسية بعد الأربعين. ولما احتل الإنكليز مصر ناوأهم. وشارك في مناصرة الثورة العرابية، فسجن 3 أشهر للتحقيق، ونفي إلى بلاد الشام، سنة 1299 هـ (1881) وسافر إلى باريس فأصدر مع صديقه وأستاذه جمال الدين الأفغاني جريدة (العروة الوثقى) وعاد إلى بيروت فاشتغل بالتدريس والتأليف. وسمح له بدخول مصر، فعاد سنة 1306 هـ (1888) وتولى منصب القضاء، ثم جعل مستشارا في محكمة الاستئناف، فمفتيا للديار المصرية (سنة 1317 هـ واستمر إلى أن توفي بالإسكندرية، ودفن في القاهرة.
له (تفسير القرآن الكريم - ط) لم يتمه، و (رسالة التوحيد - ط) و (الرد على هانوتو - ط) و (رسالة الواردات - ط) صغيرة، في الفلسفة والتصوف، و (حاشية على شرح الدواني للعقائد العضدية - ط) و (شرح نهج البلاغة - ط) و (شرح مقامات البديع الهمذاني - ط) و (الإسلام والرد على منتقديه - ط) من مقالاته، و (الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية - ط) كالسابق، و (الثورة العرابية) لم يتمه. وترجم رسالة (الرد على الدهريين - ط) وللسيد محمد رشيد رضا كتاب جمع فيه آثاره وأخباره وما قيل في رثائه سماه (تاريخ الأستاذ الإمام - ط) في ثلاثة أجزاء كبيرة. ولعثمان أمين، كتاب (محمد عبده - ط) ومثله لأحمد الشايب، وللشيخ مصطفى عبد الرازق (سيرة الإمام الشيخ محمد عبده - ط) ولعبد المنعم حمادة (الأستاذ الإمام محمد عبده- ط) .

-الاعلام للزركلي-