رفيق بن محمود بن خليل العظم

رفيق بك العظم

تاريخ الولادة1282 هـ
تاريخ الوفاة1343 هـ
العمر61 سنة
مكان الولادةدمشق - سوريا
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا
  • مصر - مصر

نبذة

رفيق بن محمود بن خليل العَظْم: عالم بحاث من رجال النهضة الفكرية في سورية. ولد في دمشق، ونشأ مقبلا على كتب التاريخ والأدب. وزار مصر في صباه، ثم استقرّ فيها سنة 1316 هـ واشترك في كثير من الأعمال والجمعيات الإصلاحية والسياسية والعلمية،

الترجمة

رفيق بن محمود بن خليل العَظْم:
عالم بحاث من رجال النهضة الفكرية في سورية. ولد في دمشق، ونشأ مقبلا على كتب التاريخ والأدب. وزار مصر في صباه، ثم استقرّ فيها سنة 1316 هـ واشترك في كثير من الأعمال والجمعيات الإصلاحية والسياسية والعلمية، ونشر بحوثا قيمة في كبريات الصحف والمجلات، وصنف (أشهر مشاهير الإسلام في الحرب والسياسة - ط) أربعة أجزاء، ولم يكمل، و (البيان في كيفية انتشار الأديان - ط) و (الدروس الحكمية للناشئة الإسلامية - ط) و (البيان في أسباب التمدن والعمران) رسالة، و (تنبيه الأفهام إلى مطالب الحياة الاجتماعية في الإسلام - ط) و (الجامعة الإسلامية وأوروبا - ط) وله شعر قليل. وقد جمع شقيقه (عثمان بك) بعد وفاته طائفة من مقالاته في كتاب سماه (مجموعة آثار رفيق بك العظم - ط) يشتمل على (السوانح الفكرية، في المباحث العلمية) و (تاريخ السياسة الإسلامية) ورسائل أخرى. ومن مآثره إهداؤه إلى المجمع العلمي العربيّ في دمشق خزانة كتبه وهي نحوه ألف مجلد. وكان أبيَّ النفس، لين الطبع، مهذب الأخلاق شريف السيرة والسريرة. وتوفي بالقاهرة .

-الاعلام للزركلي-
 

 

 

 

رفيق بك بن المرحوم محمود بك بن المرحوم خليل بك العظم
الهمام الذي يتناول المعالي بثاقب حزمه، ويصيب الأغراض بصائب سهمه، ذو الشمائل الناطقة بسمو فضله، والدلائل الدالة على علوه ونبله، من تناولت حديثه الألسن العادلة، وتناقلت نفيسه الأندية الحافلة، وهو من بيت لهم في الشام مجد معلوم، وقدر في سلك الرفعة منظوم، ولد في دمشق الشام سنة ألف ومائتين واثنتين وثمانين، وتربى في حجر والده إلى أن بلغ التاسعة من عمره وضعه في مدرسة من مدارس الروم لتعليم اللغتين العربية والفرنساوية بقواعدهما، وبعد سنة خرج منها لوفاة والده، وكفله شقيقه الأكبر خليل بك فأحسن تأديبه، إلا أنه لم يستطع حسن تعليمه لأنه كان ضابطاً في الجندية كثير التنقل من بلد إلى بلد، فوضعه في مكتب من مكاتب دمشق لتتميم قواعد اللغتين التركية والعربية، وحسن التكلم بهما، فمكث به نحو ثلاث سنين فأتقن بها التركية والعربية والكتابة، ثم إنه فتر عن التعلم إلى أن بلغ السنة الثامنة عشرة، وتحرك في نفسه حب التعلم ومال إلى الانكباب على المطالعة، خصوصاً في كتب الفلسفة والتاريخ، اقتداء بشقيقه الأكبر الذي كان شديد الميل إلى التاريخ والفلسفة وعنده كتب كثيرة منها، فلازم بعض الدروس العربية على بعض الأساتذة مدة قصيرة، وفي غضونها مال كل الميل إلى الشعر والأدب فدأب على مطاعة كتب الشعر، وحفظ من ومجالس العلماء. القصائد والمقاطيع مقداراً وافراً، ثم اشتغل في نظم الشعر قبل سن العشرين وكثر تردده على أهل الأدب وفي سنة ألف وثلاثمائة وواحدة أخذه المرحوم خالد عبد الله بك إلى مصر وكان ساكناً بها فترقى بها إلى درجة عالية، إلا أنه لكثرة المطالعة والسهر أصيب بمرض العصب بعد مرور سنة من إقامته في مصر، فاضطر إلى ترك المطالعة وسافر إلى الآستانة العلية، ثم إلى الشام لأجل تبديل الهواء، ولما عوفي بحمد الله من المرض هجر الشعر ونظمه، ومال إلى الإنشاء ومعاشرة العلماء، وأخصهم الأستاذ الكبير الشيخ طاهر المغربي الدمشقي، ثم عاد إلى مصر عام ألف وثلاثمائة وثلاثة، وحيث كان الحال يومئذ في مصر غير الحال الذي في سورية حصل فيه نباهة لما لم يكن يعهده من قبل، فألف رسالة سماها البيان لأسباب التمدن والعمران وعرضها على المرحوم الشيخ عبد الهادي الأبياري أحد كبار العلماء المصريين فرغبه في طبعها، ثم عرضها على العلامة المرحوم السيد محمد بيرم التونسي صاحب صفوة الاعتبار ونزيل مصر يومئذ فرغبه في طبعها أيضاً، على أنه بعد ذلك أدرك أن هذين الفاضلين ما رغباه بطبعها إلا تنشيطاً له لأنه في اعتقاد المترجم أن الرسالة ليس فيها شيء مما يهم من الفائدة والعلم. هذا ولم يزل مثابراً على المطالعة حتى آنس من نفسه قدرة على الكتابة في الجرائد، وأول ما كتب في جريدة الأهرام سنة ألف وثلاثمائة وعشر ثم في مجلة الهلال، ثم في جريدة المؤيد، وجريدة الموسوعات، والمنار، وغيرها من الجرائد والمجلات، وألف في أثناء ذلك رسالة كيفية انتشار الأديان عام ألف وثلاثمائة واثني عشر. وحاول في تلك السنة والتي قبلها تعلم اللغة الفرنساوية، لكن منعته منه الشواغل أكثر من ستة أشهر، فترك تعلمها مع غاية الأسف، وبعد ذلك لازم الإمام العلامة الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية، فاستفاد من علمه الواسع وآرائه العالية فوائد عظيمة، أزالت عن بصيرته حجباً كثيفة، ورأى في نفسه ملكة قدرة التأليف، فألف كتاب الدروس الحكمية، ثم كتاب تنبيه الأفهام إلى مطالب الحياة الاجتماعية والإسلام ثم استفزه الولع بتاريخ الإسلام إلى وضع تاريخ جديد لمشاهير الإسلام من أهل الحرب والسياسة على غير النمط المعهود عند المسلمين، أي على أسلوب جديد يمثل رجال الإسلام في أجلى مثال وأظهره، بحيث يتناول في ذلك التاريخ كثيراً من أخبار دول الإسلام الاجتماعية والسياسية، وأفيض في البحث في فلسفة التاريخ الإسلامي على وجه يتضح به حال تاريخ الإسلام، فباشر ذلك التأليف على صعوبته عام ألف وثلاثمائة وتسعة عشر، وأتم منه الجزء الأول في سيرة أبي بكر ومن اشتهر في دولته في تلك السنة تأليفاً وطبعاً، ثم في أواخرها أتم الجزء الثاني في سيرة عمر بن الخطاب، ولشدة البحث والتنقيب في الكتب عاوده في أثناء تأليفه المرض القديم، فأتمه بكل مشقة، واستراح إلى سنة ألف وثلاثمائة وإحدى وعشرين، فكتب الجزء الثالث في سيرة المشهورين في دولة ابن الخطاب وطبعه، وأنه لمشتغل في تتميمه راجياً من الله سبحانه التيسير فجزاه الله خير الجزاء على هذه الخدمة الإسلامية، والمأمول أن الله سبحانه، يهون عليه تأليف كتب كثيرة ينتفع بها الخاص والعام من جميع الأنام. وأنه الآن قد توطن في مصر وتأهل بها، ولم تزل أوقاته معمورة بالمطالعة والكتابة والتأليف والتصنيف، والعبادة الحسنة والأخلاق المستحسنة، والتمسك بالسنة والكتاب، والعمل بهما من غير تعصب ولا تأويل موقع في التباب، ولا يميل إلى العمل والقول بالتقليد، بل يقول أن العمل بالأصلين الشريفين هو لكل سعادة أقليد، وله من النظم البديع، والنثر المزري بزهر الربيع، مقدار عظيم، يشهد بأنه صاحب اليد الطولى والفكر الجسيم، فمن نظمه متغزلاً قوله: طبعه، وأنه لمشتغل في تتميمه راجياً من الله سبحانه التيسير فجزاه الله خير الجزاء على هذه الخدمة الإسلامية، والمأمول أن الله سبحانه، يهون عليه تأليف كتب كثيرة ينتفع بها الخاص والعام من جميع الأنام. وأنه الآن قد توطن في مصر وتأهل بها، ولم تزل أوقاته معمورة بالمطالعة والكتابة والتأليف والتصنيف، والعبادة الحسنة والأخلاق المستحسنة، والتمسك بالسنة والكتاب، والعمل بهما من غير تعصب ولا تأويل موقع في التباب، ولا يميل إلى العمل والقول بالتقليد، بل يقول أن العمل بالأصلين الشريفين هو لكل سعادة أقليد، وله من النظم البديع، والنثر المزري بزهر الربيع، مقدار عظيم، يشهد بأنه صاحب اليد الطولى والفكر الجسيم، فمن نظمه متغزلاً قوله:
سل سيفاً وصال فينا بأسمر ... من قوام ومقلة تتكسر
عربي قد أعربت عن فؤادي ... مقلتاه بما به قد تسعر
أن سقماً بمقلتيه تبدّى ... ليس سقماً بل ربما السكر أثر
يا بروحي أفديه ظبي غرير ... ناحل القد ناعس الطرف أحور
أن تهادى رأيت غصناً رطيباً ... يتثنى وإن رنا فهو جؤذر
رق معنى فكاد يرشف بالكأ ... س كخمرٍ بها النسيم تعطر
وتباهى على الهلال بحسن ... هو أبهى من الهلال وأبهر
لو رأت حسنه الشموس لولت ... بذيول من الحيا تتعثر
يا حياة القلوب جد بحياة ... لقتيل بحبك اليوم يشهر
وتدارك بقية من عليل ... كاد يخفى من السقام ويدثر
فتعطف على المتيم يوماً ... بوصالٍ أحيا به أو فأقبر
وامزج الدل بالترفق يا من ... بهواه أولو الصبابة تفخر
إن من يرحم المحب ويرفق ... بقتيل الهوى يثاب ويؤجر
وله أيضاً:
كفى بالهوى دمعاً يسيل ومهجة ... تذوب وأحشاء يمزقها الهجر
معذبتي جودي علي بنظرة ... يضم عظامي بعدها اللحد والقبر

جزى الله من أضحيت فيه متيماً ... شجياً بمعناه الجميل أهيم
تعمد قتلي بالهوى دون أجنحة ... على أن فتال النفوس أثيم
رضيت بما يرضى لنفسي دائماً ... أخاف عليه الإثم وهو عظيم
وله:
أحبة قلبي والذي قاد للهوى ... فؤادي وأحشائي وقلبي المقطع
إذا جدتم بالوصل ذلك منة ... وإن رمتم قتلي فلا أتمنع
ومن كان مثلي صادق الود بالهوى ... صبوراً فلا والله لا يتوجع
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.