محمد نجيب بن محمد بن يوسف سراج الدين الحسيني
تاريخ الولادة | 1274 هـ |
تاريخ الوفاة | 1373 هـ |
العمر | 99 سنة |
مكان الولادة | حلب - سوريا |
مكان الوفاة | حلب - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
- محمد علي المسعود
- أحمد المصري
- فياض حاج حسن الأسود
- أحمد بن محمد قباني الحلبي
- محمد نجيب بن محمد بن محمد بن عمر خياطة
- محمد كامل بدر الدين الحسيني
- محمد بن محمد بن بكري الخوجة
- محمد زين العابدين بن محمد عطاء الله بن إبراهيم الجذبة الحسيني
- بكري بن عبده رجب الحلبي
- محمد بشير بن أحمد حداد أبي محمد
- محمد خير الدين بن مصطفى أسبير
- محمد بن محمد علي الرشيد
- طاهر بن محمد قضيماتي
- محمد علي بن جميل الصابوني
- محمد بن محمود الحجار
- عبد الفتاح بن محمد بشير بن حسن أبو غدة الحلبي
- صالح بن محمد النعمان
- عبد الله بن محمد نجيب سراج الدين
- عبد الرزاق بن علي بن خلف
- محمد ناجي بن محمود بن محمد أبو صالح
- محمد سامي بن أحمد بصمه جي الحلبي
- أحمد عبود "الشيخ المعود"
- محمد النبهان
- عبد الجواد بن عبد الرحمن بن عمر بوادقجي
- محمد کلزية
- أحمد بن محمد عساف الكردي الحلبي
- عدنان كامل سرميني
- عبد الوهاب بن محمد سعيد بن عبد اللطيف الطائي البابي الحلبي "عبد الوهاب سكر"
- محمد بن عمر بلنكو الحنفي الحلبي
نبذة
الترجمة
الشيخ محمد نجيب سراج - العلامة المرشد المحدث المفسر
محمد نجيب سراج الدين
1274 ـ 1373هـ
1857 ـ 1954م
الجوهرة الأولى من سلسلة آل سراج الدين الذهبية الحلبية
الشيخ محمد نجيب بن الحاج محمد، بن الحاج يوسف سراج الدين الحسيني.
علامة، محدث، مفسر، فقيه حنفي أصولاً وفروعاً، عالم بالتوحيد والمنطق.
ولد في حلب، سنة: أربع وسبعين ومئتين وألف للهجرة، في أسرة عرفت بالتقى والصلاح وحب العلم والعلماء، فقد كان والده ملازماً للعلامة الكبير الشيخ أحمد الترمانيني( ) ، في أحضان هذه الأسرة المباركة، نشا الشيخ وترعرع على حب العلم، وقد وجهه والده منذ صغره إلى طلب العلم، فجاور في المدرسة (القرناصية)، ليتلقى فيها مبادئ العلوم الشرعية والعربية، فحفظ فيها المتون القصيرة في الفقه والعربية، ودرس مبادئ التفسير والتلاوة والتجويد، ثم انتقل إلى المدرسة (الإسماعيلية)، ليدرس علوم اللغة العربية والفقه والتفسير والأصول بشكل أوسع، وليتعمق في دراسة النحو والبلاغة والحديث ومصطلحه والمنطق والتوحيد على يد شيوخها الأجلاء، وانصرف همه في هذه المرحلة إلى مطالعة الكتب العلمية المتخصصة في هذه العلوم، فدرسها دراسة وعي وإتقان.
انتقل بعدها إلى المدرسة (الشعبانية)، إذ كانت الدراسة فيها على مستوى رفيع، يفوق أعلى الجامعات في عصرنا، فقرأ الفقه الحنفي على فقيه حلب ومحدثها العلامة: الشيخ محمد بن عثمان الزرقا، وأخذ علوم اللغة العربية، نحوها وصرفها وبلاغتها وآدابها على شيخه العلامة الشيخ بشير الغزي، كما أخذ عنه علم التوحيد والمنطق الذي أحبه الشيخ المترجم له وتعمق في دراسته، برعاية شيخه الغزي، وقرأ الشيخ في هذه المرحلة معظم كتب التفسير، التي كانت في عصره، وتفسير(القرطبي) خاصة على أساتذته في هذه المدرسة، وأستاذه الشيخ محمد بشير الغزي خاصة.
أما علم الحديث الشريف، فقد أحبه المترجم له حباً لا مزيد عليه فانصرف إليه، يحفظ صحاحه، ويدرس مصطلحه، ومتنه وسنده دراسة جعلته إماماً في هذا العلم، وأصبح بحق محدث حلب الأول في عصره، وقد قيض الله له من الشيوخ الأجلاء الذين أخذ عنهم هذا العلم ما لم يقيّض لغيره من العلماء.
فقد قرأ كتب الصحاح والمسانيد والمجاميع على شيوخه المحدثين ومن أشهرهم: شيخه العلامة المحدث المفتي الشيخ بكري الزبري، والعلامة المحدث الشيخ محمد كامل المؤقت، كما التقى محدث دمشق وعالمها العلامة الشيخ بدر الدين الحسني، وقامت بينهما علاقة ودّ وصداقة وحصل منه على الإجازة العامة في الحديث الشريف، كما حصل على إجازات شيوخه المتقدمين، بالإضافة إلى إجازة حصل عليها من شيخه العلامة المحدث الشيخ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني الحسني الفاسي.
لم يترك الشيخ المترجم له هذا العلم الجمَّ الذي حصَّله مكنوناً في صدره، بل عمل على نشره، وبثّه بين طلاب العلم خاصة، ومريديه من عامة الناس، فقد نذر نفسه للدعوة إلى الله، ونشر العلم، وتهذيب النفوس
فما يوم من أيامه إلا وهو حافل بالدعوة إلى الله، من خلال الدروس والمحاضرات العامة والخاصة.
فبالإضافة إلى دروسه المنتظمة لطلاب العلم في المدرسة (الإسماعيلية) والمدرسة (الشعبانية)، كانت له دروس عامة في الجامع الأموي الكبير، وفي (جامع الحموي) ( ) و(جامع بانقوسا) ( ) وفي (جامع سليمان الأيوبي)( )، هذا عدا عن خطبة الجمعة، ومجالس الذكر واللقاءات الخاصة بطلابه ومريديه.
ففي يوم الجمعة، كان الشيخ يخطب الجمعة في جامع (سليمان الأيوبي)، ثم ينتقل إلى (جامع الحموي)، ليقرأ درساً في الفقه الحنفي، يعود بعده إلى بيته ليستريح قليلاً استعداداً لدرسه في التوحيد والعقيدة الإسلامية في (جامع بانقوسا)، وكانت دروسه تسير بشكل منتظم لا يكاد يختل نظامها إلا في القليل النادر عند المرض أو السفر، وكان (جامع الحموي) مدرسته الخاصة، فما من يوم إلا وله فيه درس أو محاضرة أو لقاء مع إخوانه من طلبة العلم.
ففي يوم الجمعة كان للشيخ فيه درس في الفقه الحنفي بعد صلاة الجمعة، ويفتتح يوم السبت بعد صلاة الفجر بدرس الحديث في
الجامع نفسه، يقرأ فيه صحيح الإمام البخاري، وصباح يوم الأحد يقرأ فيه درساً في التفسير، وفي يوم الاثنين كان جلّ طلاب العلم، وجمع غفير من عامة الناس يأخذون أهبتهم منذ الصباح، لحضور درس الشيخ في الجامع الأموي الكبير، ويغص المسجد على سعته بالمصلين، وطلاب العلم ليستمعوا إلى درس الشيخ في العقائد والتوحيد، والرقائق والوعظ والإرشاد، وبعد عصر يوم الثلاثاء، كان للشيخ درس في المواعظ والتربية والأخلاق في (جامع بانقوسا)، وله بعد صلاة الفجر من يوم الأربعاء درس في الحديث النبوي الشريف، يقرأ فيه على طلابه من كتاب: (مشكاة المصابيح) في (جامع الحموي)، وصباح يوم الخميس، كان له درس في السيرة النبوية في (جامع الحموي) أيضاً، هكذا كانت حياة الشيخ وأيامه كلها مصروفة إلى الدعوة إلى الله، ونشر العلم، والوعظ والإرشاد.
وإذا كان المترجم له لم يترك مؤلفات أو آثاراً مطبوعة (زهداً منه في الشهرة على ما نعتقد مع عدم التفرغ) فلقد ترك الكثير من المجاميع والتحقيقات والتعليقات والحواشي على كل الكتب التي قرأها، في الحديث والفقه والتفسير والتوحيد والمنطق والعربية، وما أكثرها، إذ كانت مكتبته عامرة تزخر بأمّات الكتب وروائعها، وقد ورثها عنه تلميذه الأول ولده شيخنا العلامة الشيخ عبد الله سراج الدين، وأفاد منها فائدة عظيمة، وهو يشير في كل كتبه التي ألفها إلى فضل والده عليه في هذا المجال.
صورة عن إجازة الشيخ محمد نجيب سراج الدين لولده الشيخ عبد الله سراج الدين بخط الشيخ أحمد السردار
كما ترك الشيخ الكثير من طلاب العلم، الذين غدوا علماء العصر ودعاته، وهم أكثر من أن يحصيهم العدّ، ولعل ولده شيخنا الشيخ عبد الله أفضل نموذج لهم.
كان الشيخ منقطعاً للعلم طلباً وتعليماً، وهو لهذا يألف العزلة، والبعد عن الناس، ويترفع عن سفاسف الأمور، ويكره التزلف والانحياز لأيّ كان من أرباب النفوذ، حراً في رأيه، جريئاً في قول الحق، لا يخاف في الله لومة لائم، وهو إلى هذا لين الجانب، متواضع لطلابه وللضعفاء والمساكين، وربما طلب منهم الدعاء، مشهورُ التقى والصلاح والورع، دائم العبادة والتنسك وقراءة القرآن الكريم، محبّ للنبي صلى الله عليه وسلم، مكثر للصلاة عليه في مجالسه وفي خلواته، متمسك بسنته، زاهد في الدنيا مبتعد عن المناصب، ومراكز الشهرة، ورع في أحكامه وفتاويه.
طيب القلب، سخي النفس واليد، محبوب من الخاصة والعامة، وقد روي عنه الكثير من الكرامات.
منور الوجه، أبيض اللون، ممتلئ الجسم، جميل المظهر والثياب، كث اللحية، ربعة بين الرجال، مهيب الطلعة، واضح القسمات.
وقد ظل الشيخ على هذه الصفات الحميدة رغم تقدمه في العمر
إذ قارب المئة عام، وفي يوم الخميس الواقع في السادس والعشرين من شهر شعبان، سنة: ثلاث وسبعين وثلاثمئة وألف، عرجت روحه الطاهرة إلى بارئها، بعد أن عانى من المرض وآلام (الروماتيزم) لفترة طويلة، وعمّ الحزن عليه مدينة حلب، وخرج لتشييعه عدد كبير من علماء حلب وطلبة العلم فيها، وجمهور كبير من عامة الناس، ثم دفن بين حزن العلماء ودعائهم، ودموع المشيعين وبكائهم، في مقبرة (الشيخ سعود)، وقد رثاه عدد من طلابه من العلماء الشعراء، ومنهم: تلميذه الشاعر الأستاذ محمد خير الدين أسبير( ) في قصيده سماها (رثاء وثناء)
وقد زرت قبره في مقبرة (الشيخ سعود)، فوجدته قبراً متواضعاً، كتب على أحد ألواحه:
بوفاته أرخ وقل: لقد ناداه مولاه للرفيق الأرفع
- رحمه الله -
المصادر والمراجع
1. إعانة الطلبة المجدين في تراجم أعلام المحدثين من الشيوخ الحلبيين، مخطوط للأستاذ أحمد سردار، أطلعني عليه في إحدى زياراتي له في المكتبة الوقفية صيف عام 1995م.
2. حول ترجمة الإمام العلامة المرحوم محمد نجيب سراج الدين تأليف ابنه الشيخ عبد الله ـ رحمه الله -.
3. ديوان: (نسمات الصفاء في ذكريات الأخلاء) للشيخ محمد خير الدين أسبير.
4. صفحات من حياة الإمام شيخ الإسلام الشيخ عبد الله سراج الدين الحسيني، تأليف الدكتور نور الدين عتر.
5. لقاءات ومشافهات متعددة مع عدد من شيوخنا وإخواننا من طلبة العلم، منهم: الشيخ محمد زين العابدين الجذبة، والشيخ أحمد قلاش والشيخ أحمد سردار، والشيخ عبد الرحمن الغش، والشيخ عدنان غشيم، وغيرهم.
من صفحة الاستاذ: محمد عدنان كاتبي.