فياض حاج حسن الأسود
تاريخ الولادة | 1331 هـ |
تاريخ الوفاة | 1427 هـ |
العمر | 96 سنة |
مكان الولادة | المسلمية - سوريا |
مكان الوفاة | تركيا - تركيا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الشيخ فياض حاج حسن الأسود
1331ه – 1427ه.
1912م – 2006م.
عالم عاش غريبا ، فلم يعرف مكانته الغرباء وعابد زهد في الدنيا، فنال مرتبة الأتقياء الأولياء إنه شيخ المسلمية، وعالمها، وإمام المجادمة وسيدهم.
ولد الشيخ فياض في مصيف من مصايف حلب يسمى (المسلمية) شمالي حلب ب 10كم - من عشيرة أصيلة كريمة، عرفت بنجدتها وكرمها وحسن ضيافتها، تسمى (قبيلة المجادمة) والنسبة إليها (مجدمي).
درس الابتدائية، ثم انتسب إلى المدرسة الخسروية، فكان من خيرة طلابها، لازم علماءها، وأخذ عنهم.
من شيوخه : الشيخ محمد نجيب سراج، والشيخ محمد راغب الطباخ، والشيخ محمد نجيب خياطة، والشيخ إبراهيم السلقيني جد الدكتور إبراهيم السلقيني، والشيخ محمد زین العابدين، والشيخ محمد سعيد الإدلبي، والشيخ أحمد الشماع.
ومن أصدقائه في طلب العلم : الشيخ عبد الرحمن رأفت الباشا، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والشيخ عبد الله سراج الدين، والشيخ محمد السلقيني، والشيخ محمد الحامد، وغيرهم - رحمهم الله تعالى.
حصل على الشهادة الخسروية فشغل وظيفتي الإمامة والخطابة في جامع اهله وعشيرته - المسلمية - فكانوا يرجعون إليه في جميع أمورهم، ومسائلهم.
سافر والده - الحاج حسن - إلى أنطاكية، وتزوج هناك من سيادة كريمة تدعى (ناظو خانم) كانت قد ورثت هي وابنتاها (ایمش خانم) و(دودو خانم) ضيعة كبيرة، وبيتا، وبعض العقارات التجارية، فاستقر الحاج حسن في أنطاكية يشرف على أملاك زوجته، وزوج ابنة زوجته (دودو خانم) لابنه الشيخ فياض، وأرسلها لتعيش معه في حلب.
عاش الشيخ فياض في حلب بعد أن استأجر دارا في حي الدلالين، ورزق بولدين وثلاث بنات: حسن ومحمد، ومريم وفاطمة وعائشة، فكرس أغلب وقته لتربيتهم ورعايتهم والاعتناء بهم؛ ونظرا لكون الأرض التي يملكها في المسلمية ليست بالكبيرة، ولكونه لا يتقاضى أجرا على الوظيفة الدينية التي كان يؤديها فقد اضطر أن يعمل مراقبا في معمل الاسمنت الواقع في (المسلمية) نفسها طلبا للرزق الحلال، والمعيشة العزيزة الكريمة، وكانت زوجه (دودو خانم) تأخذ أولادها في بداية العطلة الصيفية إلى أهلها في أنطاكية، وتبقى هناك فترة الصيف، ثم تعود ومعها شيء من المال على أنه نصيبها من محصول أرضها التي ورثتها عن أبيها (رسول آغا) - رحمه الله تعالی.
عاش الشيخ فياض حياة هادئة مستقرة. وكتب لي أن أحظى بابنته فاطمه خانم فكانت زوجتي، ورفيقة دربي، وأم أولادي.
واضطر الشيخ فياض أن يرحل مع زوجته وأولاده إلى أنطاكية ليشرف بنفسه على أملاك زوجته، ولكون ابنه الكبير (حسن) قد استقر هناك وأنشأ شركة وعملا، وكان ذلك في بداية الثمانينات؛ وهكذا بدأت حياة الغربة التي عاشها الشيخ فياض - رحمه الله - بین قوم لا يعرفهم، ولا يعرفونه وربما أشعروه بشيئ من العداوة ولم يظهروا له شيئا من المحبة، لأنه غريب قد أخذ ابنتهم!!
كان سهل الخلق، لينا، قريبا إلى القلوب، متواضعا، وصاحب إحساس رفيع، ومشاعر رقيقة حساسة، له شعر مرهف صادق، وكان بساما يفيض بالعطف، أحب أولاده محبة كبيرة، وتفجر هذا الحب في حبه لأحفاده، فكان لا يقصر في توجيه حفيديه (سهل المكارم) و(محمود أبو الوفا) - ولدي ابنته فاطمة - يحثهم على إكمال تعليمهم الشرعي، وإعلاء راية الدين، والسير على خطا والدهم الشيخ أحمد تيسير، وكان يمضي معهم الساعات الطوال، وهو سعيد فرح بهم.
كما كان مثال الزوج الصالح الذي أخلص لزوجته، وعوضها بحنانه وحبه وعطفه عن غربتها وبعدها عن وطنها وأهلها.
توفي الشيخ فياض - رحمه الله - في تركيا، غريبا عن وطنه... وحضر وفاته عدد غفير من صالحي بلدته - رغم غربته - فلقد كان الذين يحضرون مجلس العزاء، ولا يعرفون اسمه وإنما يعرفونه فقط يقولون: «توفي الرجل الصالح الغريب». .
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
مقتطفات من كتاب: موسوعة الدعاة والأئمة والخطباء في حلب العصر الحديث.