يحيى بن محمد بن أحمد المحيوي الدماطي

تاريخ الولادة800 هـ
تاريخ الوفاة879 هـ
العمر79 سنة
مكان الولادةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • المغرب - المغرب
  • بلاد الشام - بلاد الشام
  • بيت المقدس - فلسطين
  • طرابلس - لبنان
  • القاهرة - مصر

نبذة

يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد المحيوي الدماطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالدماطي. / ولد تَقْرِيبًا فِي أَوَائِل الْقرن بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ أَبوهُ ماورديا فَنَشَأَ هَذَا طَالب علم كعمه نور الدّين وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وجامع المختصرات وَجمع الْجَوَامِع والتسهيل وألفية النَّحْو وتلخيص الْمِفْتَاح وَعرض على جمَاعَة كالعز ابْن جمَاعَة والجلال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَحضر دروسهما بل وَعرض ربع الْمِنْهَاج على الشَّمْس الغراقي بِإِشَارَة شَيْخه البيجوري

الترجمة

يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد المحيوي الدماطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالدماطي.
ولد تَقْرِيبًا فِي أَوَائِل الْقرن بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ أَبوهُ ماورديا فَنَشَأَ هَذَا طَالب علم كعمه نور الدّين وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وجامع المختصرات وَجمع الْجَوَامِع والتسهيل وألفية النَّحْو وتلخيص الْمِفْتَاح وَعرض على جمَاعَة كالعز ابْن جمَاعَة والجلال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَحضر دروسهما بل وَعرض ربع الْمِنْهَاج على الشَّمْس الغراقي بِإِشَارَة شَيْخه البيجوري وتعجب النَّاس من ذَلِك لعدم جَرَيَان الْعَادة فِي الْأَغْلَب بِالْعرضِ إِلَّا بعد الْخَتْم فَمَا كَانَ بأسرع من وَفَاته فظهرت ثَمَرَة الْإِشَارَة وَمِمَّنْ كتب لَهُ فِي الْعرض إجَازَة نفيسة قَارِئ الْهِدَايَة وأظن أَنه عرض عَلَيْهِ كلا من التسهيل وجامع المختصرات بِتَمَامِهِ وَقَالَ لَهُ إِمَّا هُوَ أَو غَيره من شُيُوخه مَاتَ عمك بحسرة أَن يحفظه وَأَخذه بحثا عَن الْبُرْهَان البيجوري واشتدت عنايته فِي ملازمته إِيَّاه بِسَبَبِهِ ثمَّ عَن الشّرف السُّبْكِيّ تقسيما كَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ وَكَذَا أَخذ غَيره من كتب الْفِقْه عَنْهُمَا بل وَفِيه أَيْضا عَن الشهَاب الطنتدائي شَارِحه وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَهُوَ مِمَّن كتب على أَمَاكِن مِنْهُ وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي التسهيل وَكَذَا على الشَّمْس البوصيري وَحضر أَيْضا دروس النُّور بن لولو ثمَّ الونائي وَبَلغنِي أَنه عرض عَلَيْهِ استنابته حِين ولي قَضَاء الشَّام أَو نقابته وَكَانَ قد دَخلهَا فَأبى وَلَقي الشَّمْس بن زهرَة عَالم طرابلس بهَا حِين توجه للجون صُحْبَة الْأَمِير يشبك الْفَقِيه فَأخذ عَنهُ وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا وَفِي الْأَصْلَيْنِ عَن الْعَلَاء بن المغلي ولازم القاياتي فِي الْعَضُد وَغَيره وارتحل لِابْنِ رسْلَان فَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه لجمع الْجَوَامِع وكناه أَبَا الرّوح وَأخذ فِي الْفَرَائِض والحساب وَالْعرُوض والميقات وَنَحْوهَا عَن نَاصِر الدّين البارنباري وَكَذَا قَرَأَ على ابْن المجدي شَرحه للجعبرية وَقطعَة من الخبري ولازمه وَأخذ عَن الْبِسَاطِيّ جملَة من كثير من الْفُنُون وَقَرَأَ فِي شرح الألفية لِابْنِ عقيل أَو جَمِيعه على قَارِئ الْهِدَايَة ولازمه كثيرا لسكناهما مَعًا فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَفِي الْعرُوض على النواجي وَأكْثر من التَّرَدُّد لشَيْخِنَا حَتَّى كَانَ مِمَّن سمع من لَفظه بالبيبرسية الصَّحِيح وَكتب عَنهُ الْكثير من أَمَالِيهِ بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَأكْثر من مرافقة شَيخنَا ابْن خضر عِنْده بل يُقَال إِنَّه أَخذ عَن الْبُرْهَان وَصَحب الشَّيْخ مَدين واغتبط بِهِ كثيرا وتنزل فِي صوفية المؤيدية أم بِمَسْجِد فِي الوراقين بعد عَمه بل جلس بحانوت هُنَاكَ وقتا وأقرأ فِي ابْتِدَائه الْأَطْفَال بحانوت عِنْد جَامع كَمَال بالحسينية وَلم يَنْفَكّ عَن الِاشْتِغَال والتردد بِسَبَبِهِ لمشايخ الْوَقْت بِحَيْثُ لَازم كلا من الْمحلي وَابْن الْهمام والشرواني حَتَّى مَاتَ بل حضر بِمَكَّة عِنْد عبد الْمُعْطِي المغربي حِين الْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَسمع بهَا على أبي الْفَتْح المراغي وَلم يكن مَعَ مداومته لذَلِك شَدِيد البراعة فِي الْعُلُوم وَأحسن مَا كَانَ عِنْده الْعَرَبيَّة حَتَّى أَنه شرح فِيهَا مُقَدّمَة شَيخنَا الحناوي والمفرجية وَإِن كَانَ كتب فِي الْفِقْه أَيْضا على تَنْقِيح اللّبَاب شرحا كَامِلا فِي مجلدين وعَلى أَمَاكِن مُتَفَرِّقَة تكون نَحْو النّصْف من جَامع المختصرات شرحا مَشى فِيهِ أَولا على طَريقَة ثمَّ عدل عَنْهَا إِلَى غَيرهَا وَلَيْسَ مَا كتبه فِي كليهمَا بالطائل بل يُقَال إِنَّه رَجَعَ عَنْهُمَا مَعًا وَقد أَقرَأ جمعا من الطّلبَة لَكِن يَسِيرا وَتردد لبَعض الْأَعْيَان بِسَبَب ذَلِك وبهذه الْوَاسِطَة اسْتَقر بِهِ الْجمال نَاظر الْخَاص فِي مشيخة التصوف بمدرسته الَّتِي استجدها جوَار الصاحبية أول مَا فتحت واختص بالشرف بن الجيعان وانتفع كل مِنْهُمَا بِصُحْبَة الآخر وترافقا فِي الْأَخْذ عَن بعض الشُّيُوخ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَوْلَاده وَأكْثر من التَّرَدُّد إِلَيْهِم بِحَيْثُ اشْتهر بصحبتهم وَصَحب الْعِزّ الْمَالِكِي رَفِيق ابْن الْهمام الْمَاضِي وَتزَوج بعده بِزَوْجَتِهِ وَكَذَا كَانَ كثير التَّرَدُّد لزاوية الشَّيْخ مَدين بِسَبَب الذّكر والإقراء وَغير ذَلِك فِي حَيَاته وَبعد مماته لكنه فِي حَيَاته أَكثر وناب عَن ابْن البدرشي فِي درس خشقدم الزِّمَام بالأزهر وقتا وَكَذَا فِي مشيخة الحبرني بالقرافة لكَونه كَانَ من جمَاعَة أَبِيه وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعلم وَزوج صَاحب التَّرْجَمَة الْوَلَد الْمشَار إِلَيْهِ وَابْنَة لَهُ كَذَا زوج ابْنة أُخْرَى لَهُ للزين عبد الرَّحْمَن السنتاوي الْأَزْهَرِي أحد الْفُضَلَاء. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ خيرا متواضعا حسن الْمُلْتَقى بشوشا متوددا طارحا للتكلف متقشفا مُتَمَكنًا فِي حب ذَوي الوجاهات مستديما حفظ كتبه لَا سِيمَا جَامع المختصرات والمرور عَلَيْهَا سفرا وحضرا إِلَى آخر وَقت قل أَن يُفَارق حمل محفظته ومحبرته وَلم يكن كَبِير أحد يتَمَكَّن من مُرَاجعَته وَالْكَلَام مَعَه فِي شَيْء مِمَّا يقْرَأ عَلَيْهِ لسرعة انحرافه، أَكثر من الْحَج والمجاورة بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَكَانَ مَعَه خدمَة فِيهَا وَرُبمَا بَاشَرَهَا بِنَفسِهِ، وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل كَمَا تقدم الشَّام وطرابلس وَغَيرهمَا بل وَدخل صُحْبَة أَبِيه بِلَاد الْمغرب مرَّتَيْنِ وَرَأى أَبَا فَارس متملكها، وَقد اجْتمعت بِهِ كثيرا وَسمعت كَلَامه ورأيته وَهُوَ يقرئ بزاوية الشَّيْخ مَدين وَقدم مَكَّة فِي مجاورتي الثَّانِيَة وَلم يسمح لي بالإخبار بمولده وَلَا بِكَثِير من شُيُوخه لَا لِمَعْنى وَمَا حمدت مِنْهُ ذَلِك، وَلم يزل على حَاله إِلَى موسم سنة ثَمَان وَسبعين فحج وَرجع وَهُوَ متوعك مفؤد مفلوج بِحَيْثُ لم يدْخل الْمَسْجِد النَّبَوِيّ إِلَّا مَحْمُولا وَسُئِلَ الْإِقَامَة هُنَاكَ ليتمرض فَمَا قدر وَاسْتمرّ فِي مسيره مَعَ الركب حَتَّى مَاتَ غَرِيبا مبطونا فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سَابِع الْمحرم سنة تسع وَسبعين فِي أثْنَاء وَادي عنتر وَصلى عَلَيْهِ عِنْد انتهائه الشهَاب عبد الحميد الْمَالِكِي وَدفن هُنَاكَ، وَلم يخلف بعده كَبِير أحد يوازيه فِي الْقدَم من الشَّافِعِيَّة رَحمَه الله وإيانا.

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.

 

الدَّمَاطي
(000 - 879 هـ = 000 - 1474 م)
يحيى بن محمد بن أحمد المحيوى الدماطى:
فقيه شافعيّ. من أهل القاهرة. ولد بها، وتوفي راجعا من الحج، في " وادي عنتر ".
له " شرح تنقيح اللباب " في الفقه، مجلدان، و " شرح مقدمة الحناوي " في النحو، و " شرح جامع المختصرات " لم يتمه .

-الاعلام للزركلي-