يوسف بن عبد الكريم بن بركة القاهري جمال الدين

ابن كاتب جكم

تاريخ الولادة819 هـ
تاريخ الوفاة862 هـ
العمر43 سنة
مكان الولادةالقاهرة - مصر
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • القاهرة - مصر

نبذة

يُوسُف بن عبد الْكَرِيم بن بركَة الْجمال بن الكريمي بن السَّعْدِيّ القاهري سبط الصاحب تَاج الدّين عبد الرَّزَّاق بن الهيصم وأخو سعد الدّين إِبْرَهِيمُ ووالد الْكَمَال مُحَمَّد والشهاب أَحْمد نَاظر الْخَاص وَيعرف بِابْن كَاتب جكم / لكَون جده كَانَ كَاتبا عِنْده. ولد سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ تَحت كنف أَبِيه فأحضر لَهُ ولأخيه كَمَا قَالَ شَيخنَا فِيهِ من أقرأهما الْقُرْآن وعلمهما الْكِتَابَة وَالْعلم فَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عِنْده وتدرب بِهِ فِي الْكِتَابَة الشَّمْس بن البهلوان ظنا وَأخذ طرفا من الْفِقْه والعربية عَن الزين السندبيسي وَمن الْعَرَبيَّة وَحدهَا عَن أبي عبد الله الرَّاعِي

الترجمة

يُوسُف بن عبد الْكَرِيم بن بركَة الْجمال بن الكريمي بن السَّعْدِيّ القاهري سبط الصاحب تَاج الدّين عبد الرَّزَّاق بن الهيصم وأخو سعد الدّين إِبْرَهِيمُ ووالد الْكَمَال مُحَمَّد والشهاب أَحْمد نَاظر الْخَاص وَيعرف بِابْن كَاتب جكم لكَون جده كَانَ كَاتبا عِنْده. ولد سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ تَحت كنف أَبِيه فأحضر لَهُ ولأخيه كَمَا قَالَ شَيخنَا فِيهِ من أقرأهما الْقُرْآن وعلمهما الْكِتَابَة وَالْعلم فَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عِنْده وتدرب بِهِ فِي الْكِتَابَة الشَّمْس بن البهلوان ظنا وَأخذ طرفا من الْفِقْه والعربية عَن الزين السندبيسي وَمن الْعَرَبيَّة وَحدهَا عَن أبي عبد الله الرَّاعِي وَكَذَا أَخذ عَن يحيى الدماطي وَآخَرين وتدرب فِي الْمُبَاشرَة بِأَبِيهِ وأخيه وجده لأمه وصرفوه فِي بعض الْأُمُور إِلَى أَن برع فِي الْكِتَابَة والحساب وَمَا يلْتَحق بِهِ وَتكلم فِي أقطاع الناصري مُحَمَّد بن الْأَشْرَف برسباي ثمَّ اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فِي الْوزر بعد تسحب قَرِيبه الْأمين بن الهيصم فباشره على كره مِنْهُ يَسِيرا إِلَى أَن أعفي بعد دون أَرْبَعَة أشهر لشكواه من قلَّة المتحصل وَكَثْرَة المصروف وَلزِمَ من ذَلِك أَخذ مَال كثير مِنْهُ وَمن أَخِيه وَلزِمَ الجمالي بَيته إِلَى أَن مَاتَ أَخُوهُ فولاه الْأَشْرَف فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين نظرا لخاص فباشرها نَحْو اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة إِلَى أَن مَاتَ، وترقى فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة جدا وصاهر الكمالي بن الْبَارِزِيّ على ابْنَته وَاسْتمرّ فِي مزِيد الترقي وأضيف إِلَيْهِ نظر الْجَيْش عوضا عَن المحيي بن الْأَشْقَر فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين بل صَارَت الْأُمُور كلهَا معذوقة بِهِ وتدبير الممالك تَحت إِشَارَته وَأَنْشَأَ بِالْقربِ من سكنه بسويقة الصاحب مدرسة حَسَنَة للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة والصوفية ووقف بهَا كتبا شريفة وَكَذَا قَامَ بعمارة الْمدرسَة الفخرية الْمُجَاورَة لبيته أَيْضا حِين سُقُوط منارتها على وَجه جميل وَعمل بالكوم الْأَبْيَض مدرسة وَقرر بهَا شَيخا وصوفية إِلَى غَيرهَا من الْأَمَاكِن المبتكرة والمجددة بِالْقَاهِرَةِ وأعمالها كالخطارة وَكَذَا بِمَكَّة المشرفة وَغَيرهَا مِمَّا فِي اسْتِيفَائه مَعَ مآثره وأنواع بره من الإنعام وَالصَّدَقَة طول، وَبِالْجُمْلَةِ فمحاسنه جمة وَكَانَ رَئِيسا عَاقِلا وقورا حَلِيمًا ممدحا ذَا سياسة بديعة وَفهم جيد وَاحْتِمَال ومداراة وَتَأمل للعاقبة الدُّنْيَوِيَّة مَعَ إجلال للْعُلَمَاء وَالْفُقَهَاء ومحبة فِي الصَّالِحين وخضوع لَهُم وحسبك أَنه مَا ناكده أحد فأفلح وَلَا التجأ إِلَيْهِ ملهوف إِلَّا وأنجح وأسعده الله فِي خاصته وجماعته وَذكر غير هَذَا متعذرا وَاسْتمرّ على ترقيه ووجاهته حَتَّى مَاتَ وَقت التَّسْبِيح من ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَغسل من الْغَد ثمَّ صلي عَلَيْهِ برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل لم يتَخَلَّف عَنهُ كَبِير أحد سوى السُّلْطَان بل جلس وَلَده بدار المتوفي أَمِير الْمُؤمنِينَ وَتوجه كلهم أَو جمهورهم إِلَى مَحل دَفنه بتربته الَّتِي كَانَ شرع فِي عمارتها وَهِي تجاه تربة الْأَشْرَف إينال وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَكثر الأسف على فَقده وَقد أَشَارَ شَيخنَا إِلَى حسن تربية أَبِيه لَهُ رَحمَه الله وسامحه وَعَفا عَنهُ.

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.