عبد القادر بن أحمد أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الهلالي الدرعزاني
تاريخ الولادة | 1296 هـ |
تاريخ الوفاة | 1386 هـ |
العمر | 90 سنة |
مكان الولادة | حلب - سوريا |
مكان الوفاة | حلب - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
- محمد نجيب بن محمد بن محمد بن عمر خياطة
- محمد زين العابدين بن محمد عطاء الله بن إبراهيم الجذبة الحسيني
- عبد الرحمن بن أحمد الحجار "ابن شنون"
- عبد الله سلطان
- عمر بن محمد بن عمر خياطة "آلا"
- عبد القادر بن عمر بن صالح الزبيري الحبال
- عبد الله بن محمد نجيب سراج الدين
- محمد ناجي بن محمود بن محمد أبو صالح
- محمد بن عبد الله الشامي
نبذة
الترجمة
عبد القادر الهلالي الدرعزاني
1296-1386هـ
1879-1966م
الشيخ عبد القادر بن الشيخ أحمد أبي بكر بن الشيخ محمد بن الشيخ إبراهيم الهلالي الدرعزاني.
شيخ الطريقة (القادرية الخلوتية) في الزاوية الهلالية، فقيه، فلكي منطقي، رياضي، فارس.
ولد في حي الجلوم، من مدينة حلب، سنة: ست وتسعين ومئتين وألف، في أسرة توارثت التقى والصلاح والذكر، فوالده الشيخ أحمد أبو بكر شيخ الزاوية الهلالية، عني به منذ ولادته، ونشّأه النشأة الإسلامية الصالحة حيث دفع به طفلاً صغيراً إلى الشيخ ياسين العقاد الذي عني بتحفيظه القرآن الكريم، وتعليمه مبادئ القراءة والكتابة والعلوم الشرعية، وما أن شبّ حتى لازم شيخه الشيخ أحمد المكتبي، وراح يحضر دروسه في الفقه والحديث وعلوم اللغة العربية، نحوها وصرفها وبلاغتها، برفقة زميله الشيخ محمد نجيب سراج الدين، والشيخ محمد سعيد الإدلبي في المدرسة (الدليواتية)، و(الشعبانية)، ثم انصرف إلى دراسة العلوم العقلية والمنطقية على شيخه الشيخ حسين بن عبد الله الزردشتي الكردي، وقرأ العلوم الرياضية والفلكية على شيخه الشيخ عبد السميع الكردي، في المدرسة (الأحمدية)، حيث قرأ عليه (الياسمينة) في الجبر، وبلغ في الرياضيات شأناً تقاصر عنه كلّ أقرانه.
وأصبح ملجأ الطلاب في حل المسائل الرياضية الصعبة المعقدة التي كانت تطرح عليهم في المدارس العلمية العصرية .
كما أتقن اللغة التركية والفارسية، وألم باللغة الفرنسية والألمانية
وأجاد ركوب الخيل، واشترك في كثير من السباقات التي كانت تقام في ذلك الوقت، كما أجاد الرماية والسباحة، ومهر في كثير من الفنون والصناعات الدقيقة، كإصلاح السلاح والساعات، وغيرها من الآلات الدقيقة المعقدة.
وهو إلى ذلك لاعب شطرنج ماهر، لا يشق له غبار، يباري خصومه وهو معصوب العينين.
ولعل سائلاً يسأل أين شيخ الطريقة وأنت تتحدث عن عالم رياضي فلكي، فارس، سباح، لاعب شطرنج؟... فنقول: نعم إنه هو الشيخ عبد القادر: يافع لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، يلمح فيه والده مخايل الفطنة والذكاء، فيدعو مفتي المدينة، ونقيب الأشراف فيها، وعدداً كبيراً من علماء المدينة وشيوخها، ويوصي بالمشيخة له أمامهم، ويشهدهم على ذلك، شرط أن يتقدم حين بلوغه بامتحان أمام المفتي والعلماء في العلوم الشرعية، مع ابن أخيه الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمد سعيد الهلالي، فإن فاز على ابن عمه، أو تساويا في المعرفة، كانت المشيخة له، وإن فاز عليه ابن عمه أخذها.
وشاء الله أن يتوفى والده بعد عام من هذه الوصية، وعُدَّ الشيخ عبد القادر شيخاً (للزاوية الهلالية) تحت وصاية الشيخ عبد الرحمن الحجار (ابن شنون)، وعند ذهاب الشيخ عبد الرحمن إلى الرقة مفتياً، أوكل الوصاية على الشيخ عبد القادر إلى الشيخ عبد القادر الحبال.
وهكذا لزم الشيخ الزاوية، لا يخرج منها إلا لحضور دروسه في المدرسة (الأحمدية) أو (الدليواتية) أو (الشعبانية)، ولمّا أنس من نفسه القدرة على الدراسة والفهم، اعتزل الناس في غرفته في الزاوية مدة ثلاثين عاماً، حابساً نفسه على كتبه، يطالعها، ويحضر مجلس الذكر يوم الجمعة ثم ينصرف إلى خلوته مع كتبه، حتى أتقن معظم العلوم والفنون، ثم خرج للحياة والناس، شيخاً، عالماً، ورعاً، أخذ الطريقة عن شيوخها ودرس العلوم وأتقنها، ثم انصرف إلى العبادة والذكر، وذاع صيته، وانتشر أمره وكثر طلابه ومريدوه، وأصبح يحضر مجلسه كبار علماء عصره أمثال الشيخ محمد نجيب خياطة، وأخيه الدكتور الشيخ عمر، والشيخ عبد الله سلطان، والشيخ محمد زين العابدين الجذبة، والشيخ عبد الله سراج الدين والشيخ محمد الشامي، والشيخ ناجي أبو صالح، وغيرهم من علماء عصره، وقد رأيت أكثر هؤلاء الشيوخ، يحضرون مجلس الذكر في (الزاوية الهلالية) جالسين بخشوع، والشيخ عبد القادر واقف في المحراب يدير حلقة الذكر.
دائم الذكر، لا يخلو يومه من تلاوة القرآن الكريم، والنظر في أحد كتب العلم، أو قراءة أوراده.
كثير الصمت والتفكير، فإذا تكلم سدّد وأحكم، وكان كلامه فصلاً لا لغواً فيه ولا هزلاً، ومن أقواله التي كان يكثر ترديدها (من أراد الله به خيراً عرفه عجز عقله) ، وكان من دعائه (اللهم عرفنا عجز العقل بالعقل لا بالجذب) .
كتب الكثير من المؤلفات والأبحاث والحواشي على الكتب التي طالعها في الفقه والمنطق والرياضيات، لكنها تلفت قبل أن ترى النور نتيجة المطر الغزير الذي أصاب غرفة الشيخ في أحد الأعوام، وأودى بسقفها فتلف كل ما فيها من كتب وكراريس وأثاث.
صبور، يتلقى قضاء الله وقدره بالرضا والاطمئنان، لا يعبأ بالدنيا أقبلت أم أدبرت، ولا يجزع لحوادثها ومصائبها.
معتدل القامة، مهيب الطلعة، عظيم الرأس، يزين رأسه عرف السادة (القادرية الخلوتية) الأبيض، وقد لفت عليه عمامة عظيمة، تزيده هيبة ووقاراً، يعتقد الناس فيه ويقصدونه للدعاء لهم، أو ليرقي مرضاهم، وربما لمسوا يده للتبرك به.
توفي قبل غروب شمس يوم الخميس الواقع في السادس من ذي الحجة، سنة: ست وثمانين وثلاثمئة وألف للهجرة، الموافق للخامس والعشرين من شهر شباط، عام: ستة وستين وتسعمئة وألف للميلاد، وحزنت عليه مدينة حلب، وحضر جنازته عدد كبير من علمائها وشيوخها، ودفن من اليوم الثاني في (الزاوية الهلالية) قبل صلاة الجمعة، رحمه الله.
المصدر كتاب علماء من حلب في القرن الرابع عشر.