محمد زين العابدين بن محمد عطاء الله بن إبراهيم الجذبة الحسيني

تاريخ الولادة1328 هـ
تاريخ الوفاة1426 هـ
العمر98 سنة
مكان الولادةحلب - سوريا
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا

نبذة

الشيخ محمد زين العابدين بن الشيخ محمد عطاء الله بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن صالح بن محمد بن محمد صالح بن محمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن درويش الحسيني الشهير بالجذبة. فقيه، محدث، منطقي، خطيب، واعظ مرشد.

الترجمة

محمد زين العابدين الجذبة
خطيب الجامع الأموي الكبير بحلب

1328 ـ 1426هـ
1910 ـ 2005م

الشيخ محمد زين العابدين بن الشيخ محمد عطاء الله بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن صالح بن محمد بن محمد صالح بن محمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن درويش الحسيني الشهير بالجذبة.
فقيه، محدث، منطقي، خطيب، واعظ مرشد.
ولد في حلب، سنة: ثمان وعشرين وثلاثمئة وألف للهجرة، في أسرة صالحة طاهرة، ورثت العلم والفضل كابراً عن كابر، وتعلم تلاوة القراّن الكريم ومبادئ العربية، على شيخه الشيخ محمد سالم، في (كُتًابه) في محلة (البيّاضة)، ثم حفظ القراّن الكريم، ولما يتجاوز العاشرة من عمره، وتابع تعليمه الابتدائي في المدرسة العربية الإسلامية (الخاصة)، ثم في إحدى المدارس الرسمية، وفي هذه المرحلة من حياته، توفي والده الشيخ محمد عطاء الله، سنة: 1342هـ، بعد أن حبب إليه طلب العلم، ورغبه فيه فانتسب إلى المدرسة (الخسروية)، وراح ينهل من معين علومها الشرعية والعربية على كبار علماء عصره.
فأخذ علم التلاوة والتجويد والقراءات، على شيخه المقرئ الشيخ أحمد بن حامد التيجي المدني، وقرأ التفسير على شيخه الشيخ أحمد بن محمد الشمّاع، وأخذ علم الحديث ومصطلحه والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي على شيخه العلامة الشيخ محمد راغب الطباخ، وقرأ الفقه الحنفي على الشيخ الفقيه أحمد بن محمد الزرقا، وأخذ أصول الفقه على شيخه الشيخ أحمد الكردي، ودرس علم الفرائض على فرائضي حلب الشيخ عبد الله المعطي، والتوحيد والمنطق على الشيخ فيض الأيوبي، وقد قيض الله له في العربية أئمة يقرئونه علومها، من نحو وصرف وبلاغة وأدب، وكان منهم الشيخ محمد الناشد الملقب (بالزمخشري الصغير) والشيخ محمد أسعد العجبي، والشيخ عمر أسد، والشيخ عبد الله حماد التادفي وغيرهم.
كما ألمّ ببعض العلوم الكونية، كالحساب والجغرافية والعلوم الطبيعية وقد درسها على نخبة من أستاذتها، أمثال الشيخ زكي باقو، والشيخ أمين الله عيروض، والشيخ محمد كامل سراج، وغيرهم.
وأتم الشيخ ـ رحمه الله ـ دراسته في المدرسة (الخسروية)، وتخرج فيها مع الدفعة السادسة، سنة: 1350هـ، بدرجة جيدة، وكان ترتبه الثاني بين رفاقه المتخرجين.
ومع متابعته لدروسه في المدرسة (الخسروية)، لم ينقطع عن حضور مجالس شيوخه في الحديث، حيث لازم شيخه الشيخ محمد نجيب سراج
وقرأ عليه قسماً من (الجامع الصحيح) للإمام البخاري بشرح القسطلاني
و(مختصر بن أبي جمرة الأزدي) للبخاري، و(الأربعين النووية) للحافظ النووي، و(الشمائل المحمدية) للإمام الترمزي، كما حضر عليه دروساً في الفقه الحنفي.
كما كان يحضر دروس شيخه الشيخ محمد راغب الطباخ في الحديث ومصطلحه، فقد قرأ عليه (مقدمة ابن الصلاح) في مصطلح الحديث، كما قرأ عليه كتاب (نور اليقين)، و(إتمام الوفاْء بسيرة الخلفاء) للشيخ محمد الخضري، وعندما أنس منه شيخه الشيخ محمد راغب الطباخ العلم والفهم أجازه إجازة عامة بكل مروياته في الحديث والتاريخ وغيرهما، من العلوم وذلك سنة: 1351هـ، وظل الشيخ على تعلقه بعلم الحديث، وتتبع رجاله والأخذ عنهم، حتى كبر وتقدمت به السن.
فكان من شيوخه في الحديث الذين أجازوه فيه، الشيخ محمد بن أحمد الهاشمي الحسني الجزائري ثم الدمشقي، وقد أجازه إجازة عامة بكل مروياته ومسموعاته، في ربيع الأول، سنة: 1379هـ.
والشيخ محمد العربي التباني الحسني الإدريسي، وقد أجازه بكل ما أجازه به شيوخه، وذلك سنة: 1382هـ.
والشيخ أبو يونس، صالح بن أحمد بن محمد بن إدريس اّل عبد الله الاركاني ثم الرابغي، وقد أجازه إجازة مطلقة بجميع مروياته ومؤلفاته وأثباته، وأجازة خاصة بأمهات الكتب الستة المعتمدة، وذلك في التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك، سنة: 1410هـ.
كما أجازه الشيخ محمد حزام المغربي، إجازة مشتركة بينه وبين شيخنا الشيخ أحمد سردار، وهي إجازة عامة بجميع مروياته وأسانيده في الحديث، وبجميع ما أجازه شيوخه الذين ذكرهم في إجازته.
وقد وقّع على هذه الإجازة الشيخ أحمد بن عبد الله بن عبد الوهاب بقوله: " وهذه الإجازة تعتبر مني ومن الشيخ محمد حزام للمذكورين" وكان ذلك في 23 رجب، سنة: 1410 للهجرة .
ولعل شيخه العلامة المحدث محمد راغب الطباخ أكثر أساتذته فائدة له، وتأثيراً في تكوينه الفكري والثقافي والعلمي، فقد كان لا ينقطع عن الحديث عنه، وتعداد أفضاله عليه والثناء والترحم عليه.
هذا التكوين الثقافي الضخم، جعل من الشيخ أهلاً لأن يتبوأ مكان الصدارة في الحياة العلمية والاجتماعية، فأسند إليه عدد من الوظائف الإدارية في مديرية الأوقاف، في حلب والمعرة وإعزاز، كما تولى الإشراف على أوقاف آل الجذبة الخيرية، وبقي متولياً عليها إلى أن ألغيت الأوقاف الذرية، وأنيطت بدوائر الأوقاف الرسمية .
ولم يكن عمله في الوظائف الإدارية، ليصرفه عن العمل في الدعوة إلى الله، ونشر العلم، فقد تولى الخطابة في الجامع الأموي الكبير، عام 1934م، وبقي خطيباً فيه إلى عام: 1986م، مع بعض الانقطاعات.
كما كانت له حلقات ودروس عامة في عدد من جوامع حلب، منها: درسه يوم الجمعة بعد صلاة العصر في جامع (أبي يحيى الكواكبي) في حي الجلوم، ودرس في جامع (الترمزي)، وآخر في جامع (البياضة) وفي جامع (الحموي) وكانت حلقاته هذه حلقات مشهودة، يقبل عليها الناس من مختلف طبقاتهم ومشاربهم، لما يرون في الشيخ من صدق في الإرشاد وجرأة في قول الحق، وبيان وبلاغة في الحديث.
ولم يكن نصيب طلاب العلم منه أقل من نصيب العامة، فقد خصهم بمعظم وفته، وأعطاهم من علمه وجهده الكثير الكثير، فقد كان له درس في الحديث النبوي الشريف في المدرسة (الأحمدية)، استمر عليه إلى أن ألغي التدريس فيها، سنة: 1949م.
كما كانت له دروس في التوحيد والحديث والتفسير وعلوم القرآن في المدرسة (الخسروية) الثانوية الشرعية ، ودروس في التوحيد والحديث النبوي الشريف في المدرسة (الشعبانية)، وقد بقي على دروسه في المدرسة (الشعبانية)، بعد أن ترك كل وظائفه الإدارية والتعليمية، رغم تقدمه في السن.
ولهذا كثر طلابه وتلامذته، الذين تلقوا عنه العلم خلال أكثر من خمسين عاماً، أمضاها في نشر العلم والدعوة إلى الله، وتخرج علي يديه أجيال بعد أجيال.
ومع انشغال الشيخ بالتدريس ونشر العلم، فقد كان يفرد كثيراً من أوقاته في الليل للمطالعة والتأليف، وقد أطلعني على مؤلفاته بعد جهد وبتواضع العلماء، قال لي: " هذه أشياء كتبتها لنفسي، ولا تستحق النشر " ومن هذه المؤلفات:
1- مسائل في التوحيد، كتاب متوسط الحجم، جمع فيه بعض المسائل المهمة في هذا العلم، كمسألة خلق الله لأفعال عباده، وغيرها.
2- كتاب في شرح بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، اختارها من صحيح الإمام البخاري.
3- أبحاث تهم المسلم، وهو كتاب ضخم في عشرة أجزاء، ضمنه أبحاثاً تهم الفرد والمجتمع والدولة والعالم الإسلامي.
4- مجموع كبير في الخطب المنبرية التي كان يلقيها في الجامع الأموي الكبير.
5- قصة المولد الشريف، ألفه الشيخ في أول حياته، يضم وجازات من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، اتبع فيه أساليب القدماء في الصنعة البديعية.
عظيم النفس، مترفع عن الدنايا، زاهد في الدنيا، تلحظ في ملامحه وقار العلماء، ومهابة الصالحين الأتقياء، محب للناس محبوب لديهم، يعامل طلابه معاملة الوالد الشفيق على أولاده، يستمع إليهم باهتمام وكأنه يتعلم منهم، ثم يقدم لهم الرأي السديد، والحكمة البالغة بود الصديق المخلص وتواضع الشيخ الكبير، يستقبل ضيوفه بالبشاشة والترحاب ويقوم على خدمتهم بنفسه.
وهو إلى ذلك أبي النفس، شجاع، لا يخاف في الحق لومة لائم، قرن شجاعته بالحكمة والتعقل والأدب، فابتعد عن الخفة والتهور.
كثير العبادة، دائم التلاوة للقرآن الكريم، مواظب على أذكار الطريقة (النقشبندية)، شديد الخوف من الله، والتمسك بكتابه، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
أبيض اللون، نحيف الجسم، ربعة بين الرجال، خفيف شعر اللحية منور الشيبة، جميل المظهر، يرتدي جبة طويلة فوق بنطال وقميص ويزين رأسه بعمامة بيضاء، يلفها بإحكام فوق (طربوش أحمر)
بقي الشيخ على دأبه في نشر العلم، والدعوة إلى الله إلى أن وافته المنية، ليلة السابع والعشرين في رمضان ـ ليلة القدر ـ سنة: ست وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة، الموافق للثلاثين من شهر تشرين الأول، عام خمسة وألفين للميلاد، ودفن في مقبرة (كرز داده)، وأقيمت له أمسيات العزاء في المدرسة الشعبانية، حضرها معظم علماء المدينة وجمهور غفير من طلبة العلم وعامة الناس ـ رحمه الله ـ
ـ المؤلف مع الشيخ محمد زين العابدين الجذبة ـ
إجازة الشيخ محمد الهاشمي
للشيخ محمد زين العابدين الجذبة

نص إجازة الشيخ محمد زين العابدين جذبة للمؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتفضل بنعمه الظاهرة والباطنة على الصحيح في عقيدته الحسن في قوله وعمله، المتجافي عن مواطن الضعف في الهمة المصروف عما يقدح في صحة الرواية والتحديث الحريص على سلوك سبيل الوثوق والتعديل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله عليم برُّ متواتر الجود، رحيم حليم سند المخلوق لطيف غياث المقطوع والملهوف، يسر دخول الجنة، لمنتجع العلم عن عمل وخلوص نية، (ومن سلك طريق يلتمس فيه علماً سهل الله تعالى له طريق إلى الجنة)، وأشاد بأهل الإيمان والمعرفة وبشرهم بعلو المرتبة (يرفع الله الذين آمنوا منك والذين أوتوا العلم درجات، والله بما تعملون خبير)، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله نبي مرفوع الذكر مشهور الخصائص مسلسل طيب النجار، رسالته عامة، مختوم به كل نبي ورسول، نزل عليه الفرقان، وعلمه ما لم يكن يعلم، وآتاه جوامع الكلم، وانفرد بأعظم ثناء عليه من ربه العزيز الكريم، لم ينله من سبق زمانه من الأنبياء والمرسلين فقد خاطبه الله القدوس العليم (وإنك لعلى خلق عليم)، فكان أحسن الناس خَلقاً وخُلقا، وأعلمهم وأتقاهم لربه، وأعرفهم به، وكان من هديه العبق العطر، قوله المنيف البليغ (إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)، وأصلي واسلم على هذا الرسول المجتبى، نور كل كون، سيد كل نسمة نقطة بيكار كل حادثٍ، أجلُّ كل من بلّغ عن الله عز شأنه، القائل صدعاً بأمر ربه، وتبشيراً للطائع الواعي، وحرصاً على ما ينتج عن التفقه بعلوم الدنيا والدين، من الخير الشامل العميم، (نضر الله أمراً سمع منا شيء فبلغه كما سمعه، فرب مبلَّغٍ أوعى من سامع)، وعلى آله وأصحابه الغرّ الميامين المشهورة مجاهدتهم لإعلاء كلمة الله تعالى، المستفيضة مسيرتهم في نشر العلوم والفضائل، وعلى التابعين ومن تبعهم بخير وإحسان إلى يوم الدين
أما بعد: فيقول العبد المفتقر إلى ربه ذي الجلال والإكرام، الراجي عفوه المستمنح رحمته، محمد زين العبدين بن الشيخ عطاء الله بن الشيخ إبراهيم الجذبة: إن من آلاء الله تعالى أن منّ عليّ وأتحفني ورعاني، فعطف علي قلوب جهابذة فضلاء، عارفين علماء، محدثين أوفياء فأجازوني بالإجازة العامة التالية:
الأولى: إجازة من شيخي الفاضل، البحاثة الكامل، المرحوم الشيخ محمد راغب بن السيد محمود بن الشيخ هاشم الطباخ، مؤرخة في 10 ربيع الأول سنة 1351هـ، تتضمن إجازتي بشكل عام بجميع ما يجوز له روايته من مقروء ومسموع، وبما أجيز به إجازة عامة، وذلك بالشرط المعتبر عند أهل الحديث والأثر، وإن أسانيد شيخي الموما إليه في الكتب الحديثية وفي غيرها في بقية العلوم وفي كل شيء ثقافي موضح ومبسوط في إجازته البالغة ثلاث عشرة، وقد سجلت بتمامها في ذيل كتابه الذي أسماه (الأنوار الجلية، في مختصر الأثبات الحلبية) وهذه الأثبات المختصرة ثلاثة.
1. (كفاية الراوي والسامع وهداية الرأي والسامع)، للعلامة المحدث الشيخ يوسف الحسني الحنفي الحلبي المتوفى عام: 1153هـ
2. (إنالة الطالبين لعوالي المحدثين للعلامة المحدث الشيخ عبد الكريم الشراباتي المتوفى سنة: 1178هـ)
3. (منار الإسعاد في طريق الإسناد) للعلامة المحدث الشيخ عبد الرحمن الحنبلي الحلبي المتوفى سنة: 1192هـ
على أن المختصر الملمع إليه قد أحاط بأسانيد الصحاح الستة وغيرها من كتب الحديث والعلوم والفنون، وانطوى على أثبات ومعاجم ومسلسلات كثيرة وكثيرة، وإن شيخي الموما إليه رحمه الله قد أجازني بجميع ذلك إجازة عامة، وقد نوّه في إجازاته لي زيادة على ما عرضته آنفاً، إذ أسمعني الحديث المسلسل بالأولية من طريق شيخه العالم الصوفي المرحوم الشيخ محمد كامل الموقت الحلبي المثبت في إجازته له، وأسمعني طرفي صحيح البخاري بحق سماعه لهما من العلامة المحدث الشيخ محمد خالد الأتاسي عالم حمص ومفتيها، وأسمعني حديث المحبة من طريق شيخه الشيخ محمد شرف الحق الهندي، وصافحني كما صافحه العلامة محب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومادحه المرحوم الشيخ يوسف النبهان البيروتي كما صافحه المحدث الكبير الشيخ محمد جعفر الكتاني، كما صافحه العارف بالله تعالى الشيخ أحمد بن حسن الغطاس، كما صافحه النبي صلى الله عليه وسلم مناماً
الثانية: إجازة من شيخي العالم الفاضل، الورع الكامل سيدي الشيخ محمد بن أحمد الهاشمي الحسن التلمساني الجزائري ثم الدمشقي مؤرخة في 19 ربيع الأول سنة: 1379هـ، أجازني فيها في المعقول والمنقول من فروع وأصول، والأحاديث الشريفة والآثار المنيفة، التي اشتملت عليه الجوامع والمساند، ذات الأنوار اللوامع إجازة عامة، مطلقة تامة، بالشرط المعتبر عند أهل الحديث والأثر بكل ما تجوز له روايته مما تلقاه وأجازه به مشايخه الأفاضل الجهابذة الفحول منهم العارف بالله تعالى المحدث الكبير الحافظ الشهير، السيد الشيخ محمد بدر الدين الحسني، والعلامة الدراكة الولي السيد عبد القادر بن المهيوب المدوكالي الجزائري الدمشقي المالكي، وأجازني رحمه الله تعالى في أوراد الإمام سيدي أبي الحسن الشاذلي ـ قدس الله سره ونور ضريحه ـ
الثالثة: إجازة من شيخي العلامة البحاثة شيخ العلماء بمكة الشيخ محمد العربي التبَّاني بن الحسين الحسني الإدريسي والواحدي مؤرخة في 24 ذي القعدة 1382هـ، أجازني فيها بما أجازه العلماء بموجب إنجازات عامة وخاصة في الصحاح والمسانيد والمعاجم وموطأ الإمام مالك وغيرها من تصانيف وأتحفني بسندين له، سند في موطأ الإمام مالك، وسند في صحيح الإمام البخاري (رضي الله تعالى عن هذين الإمامين)، والسندان مثبتان في إجازاتي الأنفة الذكر
الرابعة: إجازة من شيخنا الشيخ أبي يونس صالح بن أحمد بن إدريس آل با عبد الله الأركاني ثم الرابغي، إجازة عامة مطلقة بجميع مروياته ومؤلفاته وأثباته العديدة وإجازة خاصة بأمهات الكتب الستة المعتمدة، وكان ذلك في التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك من عام: 1410من هجرة سيد الوجود صلى الله عليه وسلم.
الخامسة: إجازة من شيخنا الشيخ محمد حزام المغربي، وهي إجازة مشتركة بيني وبين الشيخ أحمد بن محمد السردار، وهي إجازة عامة بجميع مروياته وأسانيده في الحديث، وبجميع ما أجازه به شيوخه الذين ذكرهم في إجازته، وقد وقع على هذه الإجازة شيخنا الشيخ أحمد عبد الله بن عبد الوهاب بقوله: "وهذه الإجازة تعتبر مني ومن الشيخ محمد حزام للمذكورين"، وكان ذلك في الثالث والعشرين من رجب عام 1410 للهجرة.
ولما كان الأستاذ الأديب الكامل محمد عدنان بن السيد عمر بن السيد عبد العزيز كاتبي قد رغب إليّ أن أجيزه بما أجازني به شيوخي العلماء العاملون، الجهابذة المفكرون، الذين نوهت بأسمائهم آنفاً ـ أغدق الله تعالى عليهم وعلى شيوخهم سحائب رحمته، وأسكنهم فردوسي جنته ـ ولما كان من الأدب إسعاف ذي الرغبة بما طلب، فقد أجزته بجميع ما أجازني به شيوخي الموما إليهم إجازة عامة بالشرط المعتبر عند أهل الحديث والأثر وأسمعته ما أسمعني إياه شيخي العالم الفاضل البحاثة الشيخ محمد راغب الطباخ، وصافحته كما صافحني، وأسمعته سنديْ شيخي العلامة البحاثة الشيخ محمد العربي التباني في موطأ الإمام مالك، وفي الصحيح للإمام البخاري، وأوصي الشاب المذكور، أعظم الله لي وله الثواب والأجور بما أوصي به نفسي من تقوى الله تعالى في السر والعلن، والإخلاص له في القول والعمل، والمثابرة على تحصيل العلوم ولا سيّما علوم التوحيد والتفسير والحديث، والأصول والفروع، والدأب على قراءة القرآن بتأمل وتفكير والإكثار من تلاوة أوراد الإمام سيدي أبي الحسن الشاذلي، والإقبال على الله تعالى باللسان الذاكر، والقلب الخاشع، والمجاهدة لإعلاء كلمة الله تعالى، ونشر العلم الصحيح، والدعوة إلى الأدب والفضيلة، والإهتمام بأمر المؤمنين، وإرشاد الضالين إلى مواطن الهداية بالحكمة والموعظة الحسنة، والدليل والبرهان، وأوصيه أيضاً أن لا ينساني من دعواته الصالحة في الخلوة والجلوة، والله تعالى أسأل أن يلهمه الرشد ويسدد خطاه، وينفع به الأمة، ويجمعني وإياه ومشايخنا وجميع المؤمنين المخلصين تحت لواء سيد المرسلين في كل وقت وحين، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.
في 10ربيع الأول 1414هـ الموافق 28 آب 1993م

الفقير إليه تعالى محمد زين العابدين الجذبة
الإمضاء

المصادر والمراجع
1ـ كتاب علماء من حلب في القرن الرابع عشر
2ـ كتاب سلاسل الذهب من الأسر العلمية التي زينت بها حلب

 

 

الشيخ محمد زین العابدین جذبة  
1328ه – 1427ه.
1910م – 2006م.
رجل العلم والورع . حصل على القبول، فشهد له أهل الصلاح والتقوى، بصلاحه وورعه وتقواه.
 - عرفته، فعرفت فيه الاستقامة، والعلم. . جاءني إلى مديرية الأوقاف - مكتب التفتيش الديني . في عام 1997، فرحبت به، وأجلسته، فقال: «أريد أن أستقيل من وضيفة الدرس الوقفي في جامع أبي يحيى الكواكبي لأني لم أعد أستطيع الذهاب والعودة». فقلت له: «لم الاستقالة يا سيدي؟! يمكن أن ننقل وظيفة الدرس من جامع أبي يحيى إلى أي جامع قريب من بيتكم!». فقال: يا شيخ تيسير، هذه أمانة، وأنا لم أعد أستطيع حمل هذه الأمانة، ولا يرتاح قلبي إلا بالاستقالة». وكتب استقالته، وودعني، وذهب... من خلال هذه الحادثة، لك أن تقيم الشيخ محمد زین العابدین جذبة - رحمه الله.
ولد الشيخ في حلب 1328 ه / 1910م في أسرة علم ودین؛ فوالده كان عالما، وآل الجذبة في حلب يعرفون بالعلم والتقوی.
دخل الكتاب فتعلم القرآن الكريم، ثم التحق بالمدرسة الخسروية، فتعلم العلوم الشرعية؛ وقد أخذ العلوم عن شيوخ عصره من أمثال الشيخ أحمد الزرقا، والشيخ أسعد العبجي، والشيخ محمد نجيب سراج، والشيخ راغب الطباخ، والشيخ احمد الشماع؛ وقد اجازه بالحديث الشيخ بدر الدين الحسني الدمشقي، وفي الطريقة الشاذلية الشيخ محمد الهاشمي.
شغل وظيفة التدريس في المدرسة الخسروية والشعبانية، وبقي في المدرسة الشعبانية إلى أواخر حياته، كما شغل وظيفة التدريس في الجوامع، فتنقل إلى عدة جوامع: جامع العبارة، والجامع الكبير، وجامع أبي يحيى الكواكبي، وجامع الأحمدية.
وشغل وظيفة الخطابة، وكان له أسلوب متميز في الخطابة يغلب عليه السجع الموزون، وكان لا يطيل أكثر من عشر دقائق. شغل وظيفة الخطابة في الجامع الأموي الكبير، وجامع الترمذي - جب القبة، مقابل الطبابة الشرعية.
كما شغل في شبابه عددا من الوظائف الإدارية: كان رئيسا لشعبة الأوقاف - المعرة - ومتوليا للأوقاف الذرية والخيرية بحلب، ومشرفا على مكتبة المدرسة الأحمدية.
من كتبه : كتاب في الخطب المنبرية، وكتاب في شرح بعض الأحاديث النبوية.
عاش - رحمه الله - عفيفا كريما، يصرف وقته في العلم والتعليم والعبادة والقراءة... مرض في أواخر حياته ومات على إثرها - رحمه الله تعالی.
مقتطفات من كتاب: موسوعة الدعاة والأئمة والخطباء في حلب العصر الحديث.