محمود بن أحمد بن صالح ميرة (السيد عبدو) الحلبي

تاريخ الولادة1348 هـ
تاريخ الوفاة1441 هـ
العمر93 سنة
مكان الولادةحلب - سوريا
مكان الوفاةالرياض - الحجاز
أماكن الإقامة
  • الرياض - الحجاز
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • حلب - سوريا
  • دمشق - سوريا
  • القاهرة - مصر

نبذة

الشيخ محمود بن الحاج أحمد بن صالح ميرة (السيد عبدو) الحلبي. عالم عامل، داعية، محدث، محقق. ولد المترجم له في مدينة حلب، وفي حي شعبي عرف بشهامة أهله وتمسكهم بالدين والأخلاق الكريمة (حي الكلاسة)، سنة : ثمان وأربعين وثلاثمئة وألف للهجرة.

الترجمة

محمود ميرة
1348 ـ هـ
1929 ـ م

شيخنا الدكتور الشيخ محمود بن الحاج أحمد بن صالح ميرة (السيد عبدو) الحلبي.
عالم عامل، داعية، محدث، محقق.
ولد المترجم له في مدينة حلب، وفي حي شعبي عرف بشهامة أهله وتمسكهم بالدين والأخلاق الكريمة (حي الكلاسة)، سنة : ثمان وأربعين وثلاثمئة وألف للهجرة، ونشأ وترعرع في أحضان أسرة عرفت بالتقى والصلاح، فوالده الحاج أحمد رجل تقي صالح، محب للعلم والعلماء، يزاحم على حضور مجالسهم، صحب الشيخ محمد أبا النصر خلف الحمصي، وأخذ عنه الطريقة (النقشبندية)، كما صحب الشيخ عيسى البيانوني، وأخذ عنه حبّه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ورقة قلبه، وحبه للعلم والعلماء، دون أن يهمل حياته وأسرته وعمله، فقد كان يعمل في مهنة البناء، وهو فيها من أمهر البنائين.
في هذه البيئة الطاهرة الصالحة نشأ شيخنا المترجم له، وتلقى تعليمه الأولي في كتاب الشيخ مصطفى عليكاج، فتعلم عنده مبادئ القراءة والكتابة وقراءة القرآن الكريم، ثم بدأ بحفظ القرآن الكريم على شيخه هذا، واستطاع أن يحفظ عليه عشرة أجزاء من القرآن، ولما يتجاوز السابعة من عمره، ثمّ تابع حفظه على شيخه الشيخ عبد القادر خوجة، فحفظ عليه أكثر القرآن الكريم.
وأراد والده أن يلحقه بمعهد التعليم الشرعي، (المدرسة الشعبانية)، فطلب من صديقه الشيخ عطاء الله الصابوني مدير المعهد في ذلك الوقت، أن يلحقه به ليكون طالبا للعلم، لكنّ الشيخ الصابوني أخبر والده بأنه لا يمكنه أن يكون طالباً للعلم في هذا المعهد، ما لم يحصل على الشهادة الابتدائية، وفعلاً انتسب الشيخ إلى المدرسة الابتدائية، ونظرا لتقدمه في العلم، فقد دخل إلى الصف الثالث الابتدائي عام: 1939 م، وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1942 م.
وحاول والده ثانية أن يدفع به إلى طلب العلم، وتوسط له لينتسب إلى(الكلية الشرعية) المدرسة الخسروية، لكن ظروفاً قاهرة حالت بينه وبين الانتساب لهذه المدرسة، فانصرف للعمل في التجارة، وبقي يعمل فيها إلى عام 1949 م، وكان قد بلغ التاسعة عشرة من عمره، وأراد والده أن يفرح به، وهو ابنه الوحيد فزوجه، وبعد زواجه انطلق مع والده، ليعمل في مهنة البناء، وهي من أقسى المهن وأصعبها، وطوال هذه المدة لم ينقطع المترجم عن حضور مجالس العلماء وحلقاتهم مع والده أو بمفرده، ومن أهم هذه الحلقات: حلقة شيخه الشيخ محمد الياقتي، الذي كان يقرأ في الجامع الأموي الكبير، كتاب (إرشاد الساري شرح صحيح البخاري).
وكان طلب العلم لا يكاد يفارق عقل الشيخ المترجم، فهو حلمه وأمل والده، الذي عاد ليكلم صديقه الشيخ الصابوني ليلحق ولده المترجم في معهد العلوم الشرعية (المدرسة الشعبانية)، وفعلاً انتسب الشيخ لهذا المعهد المبارك، سنة: 1949 م، وكان قد بلغ العشرين من عمره تقريباً، وفي هذه المدرسة، التقى المترجم بكوكبة كبيرة من علماء حلب الكبار، فتتلمذ عليهم، وأخذ عنهم مختلف العلوم الشرعية والعربية، وكان من شيوخه في هذه المدرسة: الشيخ عبد الله سراج الدين، والشيخ محمد راغب الطباخ، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والشيخ محمد نجيب خياطة، والشيخ عبد الوهاب ألتونجي، والشيخ إبراهيم الترمانيني، والشيخ محمد زين العابدين الجذبة، وقرأ عليهم علوم القرآن وتلاوته وتجويده، والحديث الشريف ومصطلحه، والتوحيد والمنطق والتفسير والفرائض، والتاريخ الإسلامي، والشيخ عبد الرحمن زين العابدين، والشيخ محمد أبو الخير زين العابدين، والشيخ أسعد العبه جي، والشيخ سامي البصمه جي، والشيخ محمد المعدل، والشيخ بكري رجب، والشيخ حامد هلال، والشيخ أحمد أبو صالح، والشيخ عبد الفتاح حميدة، والشيخ طاهر خير الله، وأخذ عنهم، علوم النحو والصرف والعربية والعقيدة والأصول، والشيخ محمد الغشيم، والشيخ أحمد قلاش، والشيخ عبد الله حماد، وقرأ عليهم الفقه الشافعي، والبلاغة، والعروض، والشيخ محمد بلنكو، والشيخ محمد الملاح، والشيخ عبد الله خير الله، والشيخ أمين الله عيروض، والشيخ علاء الدين علايا، وقرأ عليهم الفقه الحنفي، والتفسير، والشيخ إبراهيم الرفاعي، والشيخ صبحي الجمل، والشيخ نزار لبنية، وأخذ عنهم العلوم العامة.
وأكب الشيخ المترجم له، ينهل من علوم شيوخه هؤلاء، بهمة طالب العلم المجد، دون أن يهمل العمل مع والده، ليسد نفقاته ونفقات أسرته، وهكذا فقد جمع بين طلب العلم والعمل، فكان يذهب في الصباح إلى المدرسة، وبعد الظهر إلى العمل، ويمضي شطراً من الليل في المطالعة وتحضير الدروس، إلى أن تخرج في المدرسة (الشعبانية)، عام: 1954 م.
لم يكن الشيخ المترجم يقنع بما يحصله من العلوم على شيوخه في، معهد العلوم الشرعية (المدرسة الشعبانية)، بل كان حريصاً على حضور مجالس العلم الخاصة والعامة، التي يقيمها علماء حلب في ذلك الوقت، فكان يحضر دروس شيخه الشيخ عبد الله سراج الدين، في الحديث النبوي في جامع بانقوسا، ودروسه في التوحيد في المدرسة (الزينبية)، ودروس شيخه الشيخ عبد الفتاح أبوغدة في الحديث الشريف والتربية والأخلاق في بيته، وكان درسه معه، يمتد من بعد العصر إلى العشاء، واستمر على الحضور عليه أكثر من خمس سنوات، فقرأ له شيخه هذا، في هذه المدة، عددا من كتب الحديث الشريف (كشرح صحيح الإمام مسلم) للنووي، وكتاب (غذاء الألباب شرح منظومة الآداب) للسفراني، وغيرهما من الكتب.
كما كان حريصاً على حضور مجالس شيخه، الشيخ أحمد عز الدين البيانوني في التصوف والحديث النبوي الشريف، وقد قرأ عليه كتاب (فيض القدير شرح الجامع الصغير)، في الحديث الشريف، وكتاب (ميزان الخضرية) للشعراني، وكتاب (الرسالة القشيرية) للقشيري، وكتاب (شرح الحكم لابن عطاء الله السكندري لابن عباد النفزي الرندي في التصوف، وكان الشيخ المترجم يسرع لحضور هذه الدروس في (جامع أبي ذر)، بعد انتهائه من دروس شيخه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.
 للشيخ فضل خاص علي، حيث كان من واحداً من ثلاثة علماء أشاروا على والدي ـ رحمه الله ـ أن يرسلني الى الثانوية الشرعية لطلب العلم الشرعي، وهم بالإضافة الى الشيخ المترجم: شيخنا الشيخ عبد الوهاب سكر، وشيخنا الشيخ عبد الرحمن كرام ـ رحمهم الله جميعا ـ وبمجرد دخولي المدرسة الخسروية ـ الثانوية الشرعية - أفرد لي الشيخ وقتا من كل يوم رغم مشاغله الكثيرة، ودروسه العامة و الخاصة، أذهب اليه في بيته بعد صلاة العصر، فيقرأ لي كتب النحو، فقد قرأت عليه كتاب (النحو الواضح) و كتاب (جامع دروس اللغة العربية) جزاه الله عني كلّ خير، كما أوصى بي أحد إخوانه، وهو الأستاذ محمد بن الحاج فاتح ياقتي ـ رحمه الله ـ أن يعطيني دروسا في الرياضيات واللغة الإنكليزية . (من مذكرات المؤلف).
 في بداية الستينات من القرن المنصرم، كان الشيخ طالباً في كلية الشريعة في جامعة دمشق، ثمّ تخرج وأصبح مدرسا في إحدى المناطق التابعة لمحافظة إدلب، فكان يذهب إلى دمشق في بداية الأسبوع، ويعود مساء الخميس ليلة الجمعة، وكان الوقت رمضان، فلا يكاد يرى أهله ويتسحر معهم، حتى يسرع إلى جامع (الرحيمية)، في حي (الكلاسة) فيصلي الفجر إماماً، ثم يجلس للدرس العام الذي لا ينتهي إلا بعد طلوع الشمس بوقت طويل، ثم ينصرف ليلتقي بطلاب العلم، وبإخوانه المحبين من أهل الحي، فيرد على أسئلتهم، فلا يكاد يصل إلى بيته إلا قبل صلاة الجمعة، فيرتاح بعض الوقت استعداداً لخطبة الجمعة، وبعد الصلاة درس وإجابة على أسئلة طلاب العلم والمستفتين من أهل الحيّ، هكذا يمضي يوم الجمعة، ليعود يوم السبت إلى جامعته في دمشق، وكان والده الحاج أحمد (أبو صالح) الذي كان يحبه كثيراً يشفق عليه، ويقول له: (ما حاج يا محمود تعال استرح قليلاً). (من مذكرات المؤلف وذكرياته).
ولم يكن الشيخ المترجم له يتوانى عن حضور مجالس شيخه الشيخ محمد الملاح في الفقه الحنفي والنحو والتفسير، فقد قرأ عليه عدداً من الكتب الحنفية منها (حاشية ابن عابدين)، و(حاشية الباجوري) على شرح ابن قاسم، و(حاشية الخضري على شرح ابن عقيل) وغيرها.
كما كان الشيخ يحضر دروس شيخه الشيخ أحمد قلاش، الذي قرأ عليه (شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك) في مسجد (قنبر).
هذا بالإضافة إلى الحلقات العامة التي كان شيوخ حلب يقيمونها في مساجد المدينة، كحلقة الشيخ عيسى البيانوني، ومن بعده الشيخ عبد الوهاب سكر في جامع الرحيمية، والشيخ أحمد المزوق (الشيخ زوق) في زاويته التابعة لهذا الجامع في (حي الكلاسة)، والشيخ محمد نجيب سراج الدين، والشيخ محمد سعيد إدلبي، في الجامع الأموي الكبير، والشيخ أحمد الشماع، في جامع بانقوسا، والشيخ محمد الياقتي، والشيخ محمد السلقيني، وغيرهم من شيوخ حلب.
وشيخنا المترجم شديد الحبّ لشيوخه، والوفاء لهم، فهو ما يزال يذكرهم بكلّ إجلال واحترام وتفدير، ويكثر من ذكرهم والثناء عليهم، فالشيخ عبد الله سراج الدين (آية من آيات الحفظ والفهم)، والشيخ عبد الفتاح أبوغدة (عالم قلّ نظيره، له زيادة فضل علي وعناية بي، وكان يدلني على الكتب المفيدة، ويعطيني ثمنها، ثمّ أرده له بالأقساط المريحة)، والشيخ أبو الخير زين العابدين (نابغة دقيق الملاحظة، مشيته وهيئته ونفسيته نفسية ملك، وهو من حيث العلم ودقة الفهم وعزة العلماء في الدرجة الأولى)، والشيخ أحمد بيانوني (يحب طلابه ويقوم على خدمتهم، ويسهر على راحتهم، ويقدمهم على نفسه في طعامه وشرابه وراحته)، والشيخ محمد الملاح (ذو دقة في قراءة العبارة وفهمها، يجيد الفقه والتفسير)، والشيخ أحمد قلاش (صاحب همة ونشاط وتضحية وبذل وعطاء وعند وسيلة للتفهيم جيدة)، وهكذا ذكره لباقي شيوخه وثناؤه عليهم توصيف شيخنا المترجم له لشيوخه هؤلاء سمعته منه، وكتبته عليه في بيته، لدى زيارتي له في مدينة الرياض، صيف عام: 1997م، حيث حللت ضيفاً عنده في بيته العامر، مدة تزيد على الخمسة عشر يوما ريثما تسنى لي استئجار بيت والإقامة فيه، وذلك عندما انتدبت للعمل مدرسا في مدارس التربية النموذجية في الرياض، وقد افدت من إقامتي عنده الكثير من العلوم والتاريخ وتاريخ علماء حلب خاصة، حفظه الله وأمتع به. أ هـ المؤلف).
وإذا كان الشيخ المترجم قد أحبّ شيوخه هؤلاء وتأثر بهم، فقد كان الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والشيخ عبد الله سراج الدين، والشيخ أحمد قلاش، أكثرهم تأثيراً في حياته الشخصية والعلمية والدعوية، فهو لا يفتأ يذكرهم ويترحم عليهم ويتتبع خطاهم في كلّ مجال من حياته العلمية والدعوية.
وفي هذه المرحلة من حياته استطاع المترجم له أن يدخر مبلغاً من المال من عمله مع والده في مهنة البناء، أنفقه في رحلته لأداء فريضة الحج، عام: 1954 م، برفقة شيخه الشيخ أحمد بيانوني، الذي يسّر له حجة متميزة ما يزال الشيخ يذكرها رغم أنه حجّ بعدها أكثر من عشرين حجة.
وفي هذا العام تخرج الشيخ في المدرسة (الشعبانية)، وأراد متابعة طلبه العلم في (كلية الشريعة) في (جامعة دمشق )، بناء على توصية شيخه الشيخ حامد هلال، لكنّ عقبة الشهادة الثانوية وقفت عائقاً أمامه، وحاول بكل جهده أن ينتسب للثانوية الشرعية بحلب، ليحصل منها على الشهادة الثانوية، لكنّ جهوده باءت بالفشل، وذلك لكبر سنه، ثمّ استطاع وبمساعدة صديقه الشيخ عبد الرحمن كرّام - رحمه الله - أن ينتسب إلى معهد الجمعية الغراء بدمشق، ونتيجة امتحانه من قبل مديرها الشيخ أحمد الدقر، قبل في السنة الأخيرة منها، وحصل على شهادتها التي خولته دخول كلية الشريعة في جامعة دمشق.
انتسب الشيخ المترجم إلى كلية الشريعة بدمشق، عام 1955 م، وأكب على تحصيل العلم فيها، رغم مسؤوليته الكبيرة عن أسرته، ومعارضة والده الذي لا يطيق صبراً على فراق ابنه الوحيد، وفي كلية الشريعة التقى المترجم عدداّ من شيوخه الكبار الذين أخذ عنهم، وتأثر بهم أمثال الشيخ الدكتور معروف الدواليبي، والشيخ الدكتور مصطفى الزرقا، والدكتور الشيخ فوزي فيض الله، والدكتور الشيخ أبو اليسر عابدين، والدكتور الشيخ مصطفى السباعي، والشيخ علي الطنطاوي، والشيخ مصطفى الخن، وغيرهم من أساتذة هذه الكلية، كما التقى المترجم في دمشق عدداً من شيوخها، وحضر مجالسهم الخاصة، وفي مقدمتهم الشيخ حسن حبنكه الميداني، وقد حضر عليه طرفاً من شرح صحيح الإمام مسلم في بيته.
وفي السنوات الأخيرة من دراسته في كلية الشريعة، جمع المترجم بين الدراسة والتدريس، حيث كانت له دروس في ثانوية الغزالي، وفي الثانوية العلمية، وفي معهد العلوم الشرعية في حلب.
تخرج الشيخ المترجم في كلية الشريعة، عام : 1960 م، وانتسب بعدها إلى كلية التربية في جامعة دمشق، وحصل منها على دبلوم التأهيل التربوي، عام 1961 م، تفرغ بعدها للتدريس في عدد من المدارس في مدينة حلب، ثمّ عين مدرسا في وزارة التربية، فتولى إدارة بعض الثانويات في المدن والقرى التابعة لمحافظتي إدلب وحلب، وبقي فيها إلى عام 1965 - 1966 م، وفي هذا العام، تعاقد مع الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة مدرساً فيها، وظلّ يدرس في هذه الجامعة حوالي إحدى وعشرين سنة، ثمّ انتقل إلى جامعة الملك عبد العزيز في مدينة الرياض، سنة 1406 هـ.
وأثناء إقامته في المدينة المنورة، أنتسب إلى جامعة الأزهر في القاهرة، ليتابع طلبه للعلم فيها، وحصل منها على درجة (الماجستير) في الحديث النبوي الشريف، وذلك عن رسالته (دراسة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ما فعل النغير يا أبا عمير) مع تحقيق رواية ابن عباس عن القاضي في فوائد هذا الحديث، مع مقدمة ضافية حول المزاح وحكمه في الشريعة الإسلامية)، وتابع الشيخ طلبه للعلم في الأزهر، إلى أن حصل على درجة (الدكتوراه) في الحديث عن رسالته (الحاكم النيسابوري وكتابه المستدرك على الصحيحين) وذلك بإشراف الدكتور الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف، والشيخ السيد محمد الحكيم، ونال عليها درجة الشرف الأولى مع التوصية بطباعتها، وخلال رحلة الشيخ العلمية استطاع أن يحصّل الشهادات العلمية التالية:
1- شهادة المدرسة الشعبانية (معهد التعليم الشرعي)، عام: 1954 م.
2- شهادة الجمعية الغراء بدمشق وهي تعادل الثانوية الشرعية، عام: 1955 م.
3- الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة بدمشق، عام: 1960 م.
4- دبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة دمشق، عام: 1961 م.
5- درجة (الماجستير) في الحديث الشريف من جامعة الأزهر بالقاهرة، عام: 1969 م.
6- درجة (الدكتوراه) في الحديث الشريف من جامعة الأزهر في القاهرة، عام: 1972 م.

كما عمل على نشر العلم الذي حصله وبذله لطلابه فكان:
1- مدرساً لمادة التربية الإسلامية في ثانوية الغزالي الخاصة بين عامي 1957 و 1962 م.
2- مدرساً ومديراً تابعاً لوزارة التربية في منطقة حارم التابعة لمحافظة إدلب بين عامي 1962 و 1964 م.
3- مدرساً في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بين عامي 1965 و1987 م.
4- مدرساً في جامعة الملك عبد العزيز في الرياض من عام 1987 إلى أن تقاعد.

وما يزال الشيخ المترجم على دأبه في العمل والتحقيق، رغم تقدمه في العمر، وقد شارف على الانتهاء من تحقيق كتاب (المستدرك على الصحيحين)، أرجو الله أن ييسر عليه ويطبعه ويخرجه ليستفيد منه العلماء وطلاب العلم.
طيب القلب، كريم النفس واليد، طيب المعاشرة، حلو المؤانسة، شائق الحديث، لا يملً جليسه، يحب ضيوفه وطلابه، ويقوم على خدمتهم بنفسه، وهو صاحب ودً ووفاء لأصحابه وأهله، وإخوانه وأساتذته وشيوخه خاصة، ويتمتع بذاكرة نادرة عجيبة، يذكر الحوادث القديمة، ويقدمها لمحدثة بتفاصيلها الدقيقة بشكل دقيق، وهو ما يفتأ يذكر جميع شيوخه بالإجلال والتوقير، ويثني ويترحم عليهم، وقد عرفت الشيخ وهو في عنفوان شبابه يقطع يومه بين طلب العلم والتعليم والعمل، دون كلل أو ملل.
جميل الوجه، أبيض البشرة، مشرب بحمرة، تزين وجهه لحية بيضاء زادته جمالاً ومهابة. - حفظ الله شيخنا وأمتع به -

المصادر والمراجع
1- مقابلة شفهية مع المترجم جرت في منزله في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية صيف عام 1997 م.
2- ترجمة خطية أملاها علي الشيخ المترجم.
3- مقابلة شفهية مع عدد من إخوان المترجم وأصحابه أذكر منهم والدي الحاج عمر وأخي الحاج عبد العزيز - رحمهما الله -.
4- مذكرات المؤلف وذكرياته.

ـ درس المؤلف في جامع الرحيمية حيث كان الشيخ محود ميرة يلقي دروسه، ثمّ منّ الله سبحانه عليّ فكنت خطيب الجامع ومدرسه، وذلك بعد وفاة شيخنا وأخينا الشيخ أحمد جاموس (أبو طه) - رحمه الله -، وهذا المنبر من عمل والدي الحاج عمر وعمي الحاج عبد الكريم وابن عمهما الحاج محمد كاتبي - رحمهم الله جميعاً - ـ

من صفحة الاستاذ: محمد عدنان كاتبي.


توفي الشيخ في العاصمة السعودية الرياض يوم الجمعة 19‏/ 6‏/ 2020م.