محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعيد خطيب السلقيني

تاريخ الولادة1330 هـ
تاريخ الوفاة1422 هـ
العمر92 سنة
مكان الولادةحلب - سوريا
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا

نبذة

هو الشيخ محمد بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمد بن الحاج سعيد خطيب الشهير بالسلقيني الحنفي. عالم عامل، وفقيه أصولي، مفسر، عالم باللغة العربية، وداعية واعظ مرشد. ولد في مدينة حلب، سنة: ثلاثين وثلاثمئة وألف للهجرة، في أحضان أسرة توارثت العلم والصلاح.

الترجمة

الشيخ العالم الزاهد محمد السلقيني
✦ولد الشيخ في مدينة حلب عام 1912✦
    
✦--لمحة عن نشأته وحياته :
✦هو العلامة الفقيه الشيخ محمد بن علامة حلب الإمام الفقيه الورع الشيخ إبراهيم ابن سعيد خطيب المشهور بسلقيني، نسبة إلى بلدة «سلقين» التي تزوج منها والده الشيخ إبراهيم سلقيني بزوجته الثانية في بدايات فترة التدوين في السجل المدني.
✦نشأ من أصل والدين كريمَيْن، فوالده العلامة الفقيه البكاء الشيخ إبراهيم سلقيني، الذي كان إماماً في الفقه الحنفي في مدينة حلب، وقد عاش أكثر من مئة عاماً وهو صاحب مدرسة فقهية كبيرة خرجت كوكبة من علماء حلب، ووالدته امرأة صالحة كانت صوامة قوامة.
✦قرأ الشيخ العلوم الشرعية في المدرسة الخسروية ودرس على والده العلامة الشيخ إبراهيم، فأخذ عنه الفقه واللغة العربية، ومن المؤلفات التي أخذها عنه قراءة "نور الإيضاح" في الفقه الحنفي، و"حاشية ابن عابدين"، وكان مجلس والده عامراً بالعلماء والفقهاء الذين قصدوه للعلم والبركة، فكان ولده المترجم له في هذا الجو العلمي الذي يحرك الهمم يأخذ عن والده هذه الدرر التي قلّ أن تجتمع في كتاب واحد.
✦قرأ الفقه أيضاً على العلامة الفقيه الشيخ أحمد الزرقا إذ قرأ عليه شرح" مجلة الأحكام العدلية"، ودرس التاريخ والسيرة على الشيخ محمد راغب الطباخ، والتفسير على الشيخ أحمد الشماع، والتوحيد على الشيخ محمد الحنيفي، ودرس مادة الأخلاق درساً وتلقياً وصحبة وتطبيقاً على الشيخ عيسى البيانوني -رحمهم الله جميعا.
✦ التقى بالشيخ أبي النصر خلف -رحمه الله- وصحبه إلى القرى ليأخذ من شذا علمه وخلقه، وقد أذن له بالوعظ والإرشاد.
✦من العلماء الذين تأثر بهم ممن كانوا خارج مدينة حلب محدث الديار الشامية العلامة الشيخ بدر الدين الحسني -رحمه الله- حيث حضر بعض دروسه في مدينة دمشق.
✦تولى التدريس في عمر مبكر، حيث كان عمره ثمانية عشر عاماً، وكثيراً ما كان يُوكِّله والده في التدريس

✦--صفاته وأخلاقه:
✦كان رحمه الله طويلاً نحيف الجسم، جميل الطلعة، مهيباً متواضعاً في مشيته، لا تملُّ العين من رؤيته والأذن من سماع كلامه، وكان محباً لطلابه بعيداً عن التكلف، معروفاً بأدبه الجم في الحديث والجلوس والتدريس.
✦اكتسب الشيخ من والده صفات ومزايا أعطته مكانة في قلوب محبيه، ومن هذه الصفات: الورع الشديد والخوف من الله، وكان ذلك واضحاً من خلال حديثه وكلامه، فكان الجليس يلحظ مخافة الله في قلب الشيخ، وقد عرف تلامذته هذه الصفة على شيخهم، فكان يدرس الفقه، ولكن مع الفقه كان يطعم درسه بقصص وحكايات الصالحين في تقوى الله ومخافته، مما يعطي الدرس جواً روحانياً، وأثراً في القلوب، فيطرد الملل والسآمة من قلوبهم، ويكون حافزاً لهم في التحصيل والجد والاجتهاد.

✦ أعماله  :
✦تولى الشيخ أعمالاً متعددة منها :
✦تولى الخطابة في جامع الطواشي، وكانت خطبته رقيقة مذِّكرة بالله تعالى، وسرعان ما يؤثِّر في قلوب المستمعين.
✦تولى التدريس في الثانوية الشرعية، في حلب، للفقه الحنفي، وكانت دروسه في حاشية ابن عابدين، وقد خرجت على يديه كوكبة من كبار علماء حلب.
✦كان له درس في جامع الروضة يومي الأحد والاثنين، وقد استمرَّ هذا الدرس عقوداً زمنية لم يتركه إلا في آخر حياته بسبب وضعه الصحي.
✦كانت له دروس في السجن، وقد كتب الله له القبول في قلوب السجناء، فتاب على يديه كثير من أصحاب الجرائم، وكان الشيخ سبباً في هدايتهم

✦تلامذته وآثاره :
✦يعد الشيخ مرجعاً لمدينة حلب في الفقه الحنفي، فكان بيته مدرسة تعج بطلاب العلم الشرعي، وكانت جهوده متوجهة نحو التدريس والتفقيه والوعظ والإرشاد أكثر من التدوين والتأليف.
✦تتلمذ على يديه مئات من طلاب العلم الشرعي الذين كانوا رسل خير وهداية لأقوامهم، ومن أبرز الذين درسوا عليه في الثانوية الشرعية :
1-العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله حيث درس عليه الفقه وصحبه، وتأثر به.
2ـ العلامة الفقيه الأصولي الشيخ فوزي فيض الله، المدرس في كلية الشريعة بدمشق والكويت.
3ـ ولده الدكتور الشيخ إبراهيم سلقيني عميد كلية الشريعة في جامعة دمشق سابقاً وأستاذ الفقه والأصول في كلية الدراسات العربية والإسلامية بدبي،ومفتي حلب حالياً، وهو أكبر أولاده، وهو خلفٌ لأبيه من بعده.
4ـ نجله الآخر الدكتور عبد الله سلقيني الأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا والمدرس بجامع أبي حنيفة بحلب.
5ـ العلامة الدكتور محمود ميرة أستاذ الحديث في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً.
6ـ الشيخ الدكتور عدنان كامل السرميني ،المدرس بمدارس الفلاح بجدة سابقاً، والمربي للأجيال.
7ـ الشيخ الدكتور محمد أبو الفتح البيانوني رئيس قسم الفقه والأصول في كلية الشريعة في جامعة الكويت.سابقاً.
8ـ الدكتور أحمد حجي الكردي الأستاذ في كلية الشريعة جامعة دمشق، وخبير الموسوعة الفقهية في وزارة الأوقاف في دولة الكويت.
9ـ العلامة الشيخ المحدث المحقق محمد عوامة، حفظه الله تعالى وكان وثيق الصلة بالشيخ، يزوره في بيته عند قدومه للحج أو العمرة.
وهناك علماء كثيرون غير هؤلاء تأثروا بصحبة الشيخ قراءة وتدريساًً من أبرزهم - العلامة الشيخ أحمد عز الدين البيانوني رحمه الله.

هذه نبذة يسيرة من آثاره العلمية في محبيه وطلابه وتلامذته، الذين صحبوه ورشحوا من علومه.
          
وفاته:
 كَتبَ الله للشيخ العمر المديد فعاش أكثر من تسعين عاماً أمضاها في خدمة الأمة الإسلامية، ولم يزل يستفيد منه أهل مدينته في حل مشكلاتهم العلمية والدينية حتى وافاه الأجل في مدينة حلب، وانتقل إلى جوار ربه في يوم الأربعاء 2/2/1422هـ، الموافق 25/4/2001 م. وشيع في يوم الجمعة4/2/1422، الموافق27/4/2001م، في جامع عبد الله بن عباس وألقيت الكلمات في رثائه.
((رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جنانه))
المصدر : موقع رابطة العلماء المسلمين، بقلم: المشرف على الموقع

 

 

الشيخ الفقيه الورع محمد إبراهيم السلقيني (( الجَد )).
ولد في مدينة حلب عام 1912 م

 لمحة عن نشأته وحياته :
هو العلامة الفقيه الشيخ محمد بن علامة حلب الإمام الفقيه الورع الشيخ إبراهيم ابن سعيد خطيب المشهور بسلقيني، نسبة إلى بلدة «سلقين» التي تزوج منها والده الشيخ إبراهيم سلقيني بزوجته الثانية في بدايات فترة التدوين في السجل المدني.
نشأ من أصل والدين كريمَيْن، فوالده العلامة الفقيه البكاء الشيخ إبراهيم سلقيني، الذي كان إماماً في الفقه الحنفي في مدينة حلب، وقد عاش أكثر من مئة عاماً وهو صاحب مدرسة فقهية كبيرة خرجت كوكبة من علماء حلب، ووالدته امرأة صالحة كانت صوامة قوامة.
قرأ الشيخ العلوم الشرعية في المدرسة الخسروية ودرس على والده العلامة الشيخ إبراهيم، فأخذ عنه الفقه واللغة العربية، ومن المؤلفات التي أخذها عنه قراءة "نور الإيضاح" في الفقه الحنفي، و"حاشية ابن عابدين"، وكان مجلس والده عامراً بالعلماء والفقهاء الذين قصدوه للعلم والبركة، فكان ولده المترجم له في هذا الجو العلمي الذي يحرك الهمم يأخذ عن والده هذه الدرر التي قلّ أن تجتمع في كتاب واحد.
وقرأ الفقه أيضاً على العلامة الفقيه الشيخ أحمد الزرقا إذ قرأ عليه شرح" مجلة الأحكام العدلية"، ودرس التاريخ والسيرة على الشيخ محمد راغب الطباخ، والتفسير على الشيخ أحمد الشماع، والتوحيد على الشيخ محمد الحنيفي، ودرس مادة الأخلاق درساً وتلقياً وصحبة وتطبيقاً على الشيخ عيسى البيانوني -رحمهم الله جميعا-.
وقد التقى بالشيخ أبي النصر خلف -رحمه الله- وصحبه إلى القرى ليأخذ من شذا علمه وخلقه، وقد أذن له بالوعظ والإرشاد.
من العلماء الذين تأثر بهم ممن كانوا خارج مدينة حلب محدث الديار الشامية العلامة الشيخ بدر الدين الحسني -رحمه الله- حيث حضر بعض دروسه في مدينة دمشق.
تولى التدريس في عمر مبكر، حيث كان عمره ثمانية عشر عاماً، وكثيراً ما كان يُوكِّله والده في التدريس

صفاته وأخلاقه:
كان رحمه الله طويلاً نحيف الجسم، جميل الطلعة، مهيباً متواضعاً في مشيته، لا تملُّ العين من رؤيته والأذن من سماع كلامه، وكان محباً لطلابه بعيداً عن التكلف، معروفاً بأدبه الجم في الحديث والجلوس والتدريس.
اكتسب الشيخ من والده صفات ومزايا أعطته مكانة في قلوب محبيه، ومن هذه الصفات: الورع الشديد والخوف من الله، وكان ذلك واضحاً من خلال حديثه وكلامه، فكان الجليس يلحظ مخافة الله في قلب الشيخ، وقد عرف تلامذته هذه الصفة على شيخهم، فكان يدرس الفقه، ولكن مع الفقه كان يطعم درسه بقصص وحكايات الصالحين في تقوى الله ومخافته، مما يعطي الدرس جواً روحانياً، وأثراً في القلوب، فيطرد الملل والسآمة من قلوبهم، ويكون حافزاً لهم في التحصيل والجد والاجتهاد.
كانت هيئة الشيخ ومظهره تذكر بالله تعالى. وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي جلسائنا خيرٌ يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: « من ذكركم بالله رؤيته، وزاد في علمكم منطقه وذكركم بالآخرة عمله".
كان الشيخ معرضاً عن الدنيا وشهواتها مقتدياً بالسلف الصالح في الزهد والذكر، وليس زهده زهد حرمان، ولكن زهد من أعرض عن الدنيا ومتعها فخرجت الرغبة من قلبه، فلم يتعلق بها.

 أعماله :
تولى الشيخ أعمالاً متعددة منها :
تولى الخطابة في جامع الطواشي، وكانت خطبته رقيقة مذِّكرة بالله تعالى، وسرعان ما يؤثِّر في قلوب المستمعين.
تولى التدريس في الثانوية الشرعية، في حلب، للفقه الحنفي، وكانت دروسه في حاشية ابن عابدين، وقد خرجت على يديه كوكبة من كبار علماء حلب.
كان له درس في جامع الروضة يومي الأحد والاثنين، وقد استمرَّ هذا الدرس عقوداً زمنية لم يتركه إلا في آخر حياته بسبب وضعه الصحي.
كانت له دروس في السجن، وقد كتب الله له القبول في قلوب السجناء، فتاب على يديه كثير من أصحاب الجرائم، وكان الشيخ سبباً في هدايتهم

تلامذته وآثاره :
يعد الشيخ مرجعاً لمدينة حلب في الفقه الحنفي، فكان بيته مدرسة تعج بطلاب العلم الشرعي، وكانت جهوده متوجهة نحو التدريس والتفقيه والوعظ والإرشاد أكثر من التدوين والتأليف.
تتلمذ على يديه مئات من طلاب العلم الشرعي الذين كانوا رسل خير وهداية لأقوامهم، ومن أبرز الذين درسوا عليه في الثانوية الشرعية :
1-العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله حيث درس عليه الفقه وصحبه، وتأثر به.
2ـ العلامة الفقيه الأصولي الشيخ فوزي فيض الله، المدرس في كلية الشريعة بدمشق والكويت.
3ـ ولده الدكتور الشيخ إبراهيم سلقيني عميد كلية الشريعة في جامعة دمشق سابقاً وأستاذ الفقه والأصول في كلية الدراسات العربية والإسلامية بدبي، ومفتي حلب حالياً، وهو أكبر أولاده، وهو خلفٌ لأبيه من بعده.
4ـ نجله الآخر الدكتور عبد الله سلقيني الأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا والمدرس بجامع أبي حنيفة بحلب.
5ـ العلامة الدكتور محمود ميرة أستاذ الحديث في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً.
6ـ الشيخ الدكتور عدنان كامل السرميني ،المدرس بمدارس الفلاح بجدة سابقاً، والمربي للأجيال.
7ـ الشيخ الدكتور محمد أبو الفتح البيانوني رئيس قسم الفقه والأصول في كلية الشريعة في جامعة الكويت.سابقاً.
8ـ الدكتور أحمد حجي الكردي الأستاذ في كلية الشريعة جامعة دمشق، وخبير الموسوعة الفقهية في وزارة الأوقاف في دولة الكويت.
9ـ العلامة الشيخ المحدث المحقق محمد عوامة، حفظه الله تعالى وكان وثيق الصلة بالشيخ، يزوره في بيته عند قدومه للحج أو العمرة.
وهناك علماء كثيرون غير هؤلاء تأثروا بصحبة الشيخ قراءة وتدريساًً من أبرزهم - العلامة الشيخ أحمد عز الدين البيانوني رحمه الله.

هذه نبذة يسيرة من آثاره العلمية في محبيه وطلابه وتلامذته، الذين صحبوه ورشحوا من علومه.

 وفاته :
وقد كتب الله للشيخ العمر المديد فعاش أكثر من تسعين عاماً أمضاها في خدمة الأمة الإسلامية، ولم يزل يستفيد منه أهل مدينته في حل مشكلاتهم العلمية والدينية حتى وافاه الأجل في مدينة حلب، وانتقل إلى جوار ربه في يوم الأربعاء الموافق 25/4/2001 م. وشيع في يوم الجمعة ، الموافق27/4/2001م، في موكب مهيب من جامع الطواشي بعد صلاة الجمعة وألقيت الكلمات في رثائه.
{{رحمه الله}}
-تم التثبيت في صفحة الموسوعة التاريخية لأعلام حلب

 

 

محمد إبراهيم السلقيني
1330 ـ 1422هـ
1912 ـ 2001م

الجوهرة الثانية من سلسلة آل السلقيني الذهبية
شيخنا الشيخ محمد بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمد بن الحاج سعيد خطيب الشهير بالسلقيني الحنفي ( ).
عالم عامل، وفقيه أصولي، مفسر، عالم باللغة العربية، وداعية واعظ مرشد.
ولد في مدينة حلب، سنة: ثلاثين وثلاثمئة وألف للهجرة، في أحضان أسرة توارثت العلم والصلاح، فوالده العالم التقي الشيخ إبراهيم أحد أعمدة العلم والفقه في مدينة حلب ( )، هو من عني به، وأشرف على تعليمه وإعداده منذ نعومة أظفاره، حيث بعث به إلى أحد كتاتيب المدينة ليتعلم تلاوة القرآن ومبادئ الكتابة وعلوم اللغة العربية والحساب، وما أن شبّ حتى ألحقه بالمدرسة (الخسروية)، التي عمل على إحيائها، وكان مدرساً فيها.
وفي هذه المدرسة أخذ الشيخ في طلب العلم بجد ونشاط، ينهله من مناهله الثرة على شيوخه الكبار الذين تلقى عنهم، وأفاد من علمهم وأخلاقهم.
فأخذ الفقه الحنفي على فقيه عصره العلامة الشيخ أحمد الزرقا، وأخذ علم الأصول على العلامة الشيخ حسين رضا الأورفلي، وتلقى علوم الحديث والسيرة والتاريخ على مؤرخ حلب ومحدثها العلامة الشيخ محمد راغب الطباخ، وتلقى علوم التربية والأخلاق على المربي العارف بالله الشيخ عيسى البيانوني، وأخذ علم الكلام والمنطق والتوحيد على العلامة الشيخ فيض الله الأيوبي، وتلقى علم الفرائض على الفرئضي الشيخ عبد الله المعطي، وأخذ علوم القرآن تفسيره وتجويده على العلامة الشيخ أحمد الكردي، مفتي مدينة حلب، أما علوم اللغة العربية نحوها وصرفها وبلاغتها وآدابها، فقد تلقاها المترجم على شيوخها، أمثال: الشيخ كامل الغزي والشيخ أسعد العجبي والشيخ أحمد الكردي، كما ألم الشيخ ببعض العلوم الكونية، كالجغرافية والعلوم الطبيعية والحساب، وكان من أساتذته فيها الشيخ أبو السعود الكيالي، والشيخ مصطفى باقو، ومحمد كامل سراج( )، وغيرهم.
وقد واظب المترجم له على الحضور في المدرسة (الخسروية) حتى أنهى بنجاح وتفوق صفوفها الستة، وتخرج فيها مع الدفعة الرابعة، وذلك في حزيران من عام: 1348هـ ـ 1929م، وكان ترتيبه الخامس في تلك الدفعة ( تخرج مع المترجم له هذه الدفعة كل من: أحمد قلاش، برهان الدين داغستاني، محمد الناصر، سعيد المسعود، محمد السلقيني (المترجم)، مصطفى المزراب، محمد التادفي، مصطفى مارعي، حمام النعساني، عبد الرحمن حوت، عبد الله الأسود، محمد نور البلاط، عبد الله سلطان، عمر كنجو، حسن الحموي. عن (سجلات المدرسة الخسروية).
وبعد تخرجه، تفرغ للاستماع إلى دروس والده، والأخذ عنه وملازمته حتى برع في علوم الفقه وأصوله، كما برع في علوم اللغة العربية نحوها وصرفها.
بعد هذا الإعداد العلمي الذي تسلح به شيخنا الشيخ محمد السلقيني انطلق إلى ميادين الدعوة ونشر العلم، فتراه دائم العطاء لا يهدأ في ليل أو نهار، ليله مطالعة وبحث وتحضير للدروس وعبادة ودعاء، ونهاره درس ووعظ وإرشاد، ينتقل بين المدارس العلمية والمساجد، يلقي دروسه على أبنائه طلبة العلم، وإخوانه من عامة الناس.
يبدأ يومه بعد صلاة الصبح إماماً في جامع (الطواشي) ( )، ثم يأخذ في تلاوة أوراده وأذكاره، وينصرف بعدها إلى العطاء والتدريس، حيث يلقي ثلاثة دروس في الحديث والتفسير والفقه، ينصرف بعدها إلى المدرسة (الخسروية) ـ الثانوية الشرعية ـ ليلقى دروساً في الفقه الحنفي على طلاب وطالبات هذه المدرسة، فإذا صلى الظهر استراح قليلاً، ليواصل عطاءه بعد صلاة العصر.
ويلقي دروسه العامة في الفقه والوعظ والإرشاد في عدد من مساجد المدينة، حيث كانت له دروس في الجامع الأموي الكبير، وجامع (العمري)، وجامع (الصبحان)(وهوجامع فسيح يقع في حي (الكلاسة)، شارع جسر الحج، وفي هذا الجامع تعرفت على الشيخ، حيث كنت أصحب والدي رحمه الله في الحضور على الشيخ في هذا المسجد، ثم زادت معرفتي به في الثانوية الشرعية، حيث كنت احضر دروسه في الفقه الحنفي، على الرغم من أني شافعي المذهب، وذلك لما كان رفاقنا الأحناف يثنون على دروسه، ويشوقوننا للحضور عليه، فكنا نحضر فنجده عنده فوق ما يصفون، وغيرها من الجوامع.
هذا عدا دروسه في جامعة جامع (الطواشي)، وقد يصل عدد الدروس التي كان يلقيها المترجم في اليوم الواحد إلى أكثر من سبعة دروس، كما كانت له جولة على مساجد الأحياء عقب صلاة العشاء، يلتقي بالمصلين، يعظهم ويعلمهم ويجيب على أسئلتهم.
هذا الانشغال في التعليم، والانقطاع إلى الدعوة إلى الله في المساجد حالت بينه وبين الكتابة أو التأليف، وإن كنا لا نعدم أن نرى للشيخ بعض الحواشي والتعليقات المفيدة على الكتب التي كان يقرؤها.
ولهذا كثر طلابه وتلامذته، فقد تخرج على يديه مئات الطلاب خلال أكثر من خمسين عاماً، أمضاها في التدريس، وقلما نجد طالب علم في مدينة حلب إلا وهو تلميذ الشيخ، وقد تسلم بعض تلاميذه مناصب كبيرة في الدولة.
فكان منهم المفتي ومدير الأوقاف وأساتذة في الجامعة ومدرسون وخطباء ومصلحون وعلماء عاملون، ولعل أهم تلاميذه أبناءه الدكتور الشيخ إبراهيم مفتي حلب الآن، والشيخ عبد الله والشيخ أحمد، وغيرهم.

طيب القلب، عظيم النفس، لطيف المعشر، كثر الذكر والعبادة، كريم الأخلاق، جم التواضع، حلو الحديث.
مهيب الطلعة، هادئ الخطوة، طويل القامة، نحيل الجسم، أسمر اللون دائم النظر أمامه، قليل الالتفات حوله، منور الشيبة، يزين رأسه بعمامة بيضاء لفت على (طربوش أحمر).

ظل الشيخ على دأبه في الدعوة ونشر العلم والعبادة والذكر، إلى أن وافته المنية، مساء يوم الخميس، في الثالث عشر من شهر صفر، سنة: اثنتين وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة، الموافق للسادس والعشرين من شهر نيسان، عام: واحد وألفين للميلاد، وحزنت عليه مدينة حلب، وبادر إخوانه العلماء وتلامذته من طلاب العلم، وجموع غفيرة من الناس صباح يوم الجمعة إلى جامع (الطواشي) ينتظرون جنازة شيخهم الراحل، وامتلأ المسجد بالمصلين، وسدت الشوارع المؤدية إليه، حتى إذا صلى الناس الجمعة، قدم الشيخ للصلاة عليه، ثم ألقيت الكلمات المؤثرة التي أشادت بعلم الفقيد ومناقبه، ثم حملت الجنازة على الأكف والأعناق، وشقت طريقها بصعوبة وسط جماهير المشيعين إلى مثواه الأخير في مقبرة (السفيري الوسطى)، وكان لي شرف الصلاة عليه وتشييعه وحمل نعشه إلى مثواه الأخير.
ـ رحمه الله ـ

المصادر والمراجع
1- ترجمة خطية تفضل بها ابنه الدكتور الشيخ إبراهيم (مفتي حلب).
2- مقابلات شفهية متعددة مع المترجم له ـ رحمه الله ـ جرت صيف عام: 2000م.
3- مقابلة شفهية مع ابنة أستاذنا الدكتور إبراهيم ـ حفظه الله ـ جرت صيف عام: 2000م.
4- مقابلات ومشافهات مع عدد من أساتذتنا وشيوخنا أذكر منهم الأستاذ محمد زين العابدين الجذبة، والأستاذ الشيخ أحمد قلاش، وغيرهم.
5- مذكرات المؤلف وذكرياته عن الشيخ.

من صفحة الاستاذ: محمد عدنان كاتبي