محمد بن يوسف بن علي الغرناطي الأندلسي النحوي أبي حيان أثير الدين

تاريخ الولادة654 هـ
تاريخ الوفاة745 هـ
العمر91 سنة
مكان الولادةغرناطة - الأندلس
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • أفريقيا - أفريقيا
  • الأندلس - الأندلس
  • غرناطة - الأندلس
  • مالقة - الأندلس
  • الحجاز - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • تونس - تونس
  • الإسكندرية - مصر
  • الجيزة - مصر
  • القاهرة - مصر
  • المحلة - مصر
  • بلبيس - مصر
  • دمياط - مصر
  • قنا - مصر
  • قوص - مصر
  • مصر - مصر

نبذة

أبي حيّان الأندلسيّ-: محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين الغرناطي الأندلسي. ذكره «ابن الجزري» ضمن علماء القراءات. ولد «أبي حيان» في أواخر شوال سنة أربع وخمسين وستمائة من الهجرة. وكان مولده ب «مطخشارش» وهي مدينة من حضرة غرناطة.

الترجمة

أبي حيّان الأندلسيّ- ت 745
هو: محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين الغرناطي الأندلسي.
ذكره «ابن الجزري» ضمن علماء القراءات.
ولد «أبي حيان» في أواخر شوال سنة أربع وخمسين وستمائة من الهجرة.
وكان مولده ب «مطخشارش» وهي مدينة من حضرة غرناطة، وقد رحل «أبي حيان» في سبيل طلب العلم إلى الكثير من البلاد الإسلامية، مثل تونس، والقاهرة، والاسكندرية، ودمياط، والمحلة الكبرى، والجيزة، ودشنا، وقنا، وقوص، وبلبيس.
ثم بعد ذلك استقر في مصر، يتلقى عن شيوخها، ويأخذ عن علمائها ويقرأ على قرائها، فمصر كانت محط أنظار طلاب العلم يقصدونها من كل مكان.
وكان أبي حيان رحمه الله تعالى مليح الوجه، مشربا بحمرة، كبير اللحية، منور الشيبة، مسترسل الشعر فيها، عبارته فصيحة، كثير الضحك والانبساط، بعيدا عن الانقباض، جيّد الكلام، حسن اللقاء، جميل المؤانسة، فصيح الكلام، طلق اللسان، وكان مهيبا، جهوريا في الحديث، مليح الحديث لا يملّ وإن طال، وكان طيب النفس، كثير الخشوع، والتلاوة والعبادة.
قال «الصفدي» أحد تلاميذه: «لم أر في اشياخي أكثر اشتغالا منه، لأني لم أره إلا يسمع او يشتغل، أو يكتب، ولم أره على غير ذلك، وله إقبال على الطلبة الأذكياء، وعنده تعظيم لهم، وهو ثبت فيما ينقله، محرر لما يقوله، عارف باللغة، ضابط لألفاظها». وكان «أبي حيان» رقيق النفس، يبكي إذا سمع القرآن الكريم. اجتهد «أبي حيان» في طلب العلم وتحصيله، وبذل في سبيل ذلك وقته وعمره، وزهرة شبابه، وقد تلقى العلم على عدد كبير من خيرة علماء عصره، وحصّل الإجازات العلمية من عدد منهم. وها هو يقول في هذا المضمون: «وجملة ما سمعت من الشيوخ نحو أربعمائة شخص وخمسين.
وأما الذين أجازوني فعالم كثير جدّا من أهل «غرناطة، ومالقة، وسبتة، وديار افريقية، وديار مصر، والحجاز، والعراق والشام، فمن العلماء الذين أخذ عنهم «أبي حيان» التفسير:
«ابن الزبير» أحمد بن إبراهيم، أبي جعفر الأندلسي الحافظ، كان علامة عصره في الحديث، والقراءة ت 708 هـ.
و «ابن أبي الأحوص»، الحسين بن عبد العزيز بن محمد القرشي الأندلسي، قاضي «مالقة» وشيخ الإقراء بها ت 680 هـ.
وعلي بن أحمد بن عبد الواحد، أبي الحسن المقدسي ت 690 هـ.
ومحمد بن سليمان بن الحسن بن الحسين، أبي عبد الله البلخي، المعروف بابن النقيب ت 698 هـ.
ومحمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن ربيع، أبي الحسين، ت 741 هـ.
كما أخذ «أبي حيان» القراءات القرآنية عن عدد من العلماء منهم: أحمد ابن سعد بن علي بن محمد الأنصاري، أبي جعفر من غرناطة، كان كثير الإتقان في تجويد القرآن ت 712 هـ.
وابن الطبّاع: أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى أبي جعفر الرعيني، الأندلسي شيخ القراء بغرناطة. وقد ولي القضاء مكرها، فحكم مرة واحدة ثم عزل نفسه ت 680 هـ.
وابن أبي الأحوص: قال «أبي حيان» رحلت إليه قصدا من غرناطة إلى «مالقة» لأجل الإتقان والتجويد، وقرأت عليه القرآن من أوله إلى آخر سورة «الحجر» جمعا بالسبعة، والادغام الكبير «لأبي عمرو» بمضمن «التيسير، والتبصرة، والكافي، والاقناع» وقرأت عليه حروف القراءات من كتب شتى، كما قرأت عليه كتابه: الترشيد في التجويد.
والمليجي: إسماعيل بن هبة الله بن علي، فخر الدين أبي طاهر المصري، المقرئ، مسند القراء في زمانه ت 605 هـ.
وإبراهيم الأهوازي، وخليل بن عثمان المراغي، قرأ عليه «أبي حيان» كتاب «الإرشاد» لأبي العز القلانسي».
وعبد الحق بن علي بن عبد الله الأنصاري، قرأ عليه «أبي حيان» القراءات السبع نحو عشرين ختمة إفرادا، وجمعا، ولازمه نحو سبعة أعوام.
وعبد الله بن محمد بن هارون بن عبد العزيز بن إسماعيل الطائي الأندلسي، القرطبي، أبي محمد ت 702 هـ.
وعبد النصير بن علي بن يحيى بن إسماعيل بن مخلوف أبي محمد المريوطي، أحد شيوخ الإقراء بالإسكندرية.
وقال «أبي حيان»: وقرأت القرآن بالقراءات الثمان، بثغر الإسكندرية على الشيخ الصالح: «رشيد الدين أبي محمد: عبد النصير بن علي بن يحيى الهمداني،عرف بابن المريوطي.
وعلي بن ظهير بن شهاب، نور الدين أبي الحسن المصري، المعروف بابن الكفتي إمام مقرئ، روى عنه «أبي حيان» ت 689 هـ.
ومحمد بن صالح بن أحمد بن محمد أبي عبد الله الكتاني الشاطبي المعروف بابن دحيمة، أعلى الناس إسنادا بالشاطبية.
ومحمد بن علي بن يوسف، رضي الدين، أبي عبد الله الأنصاري الشاطبي، إمام مقرئ، كان عالي الإسناد، روى عنه القراءة «أبي حيان».
ويعقوب بن بدران بن منصور أبي يوسف الدمشقي ثم المصري المعروف بالجرائدي، إمام مقرئ، كان شيخ وقته بالديار المصرية، قرأ عليه «أبي حيان» كتاب «الإرشاد لأبي العز ت 688 هـ.
ويوسف بن إبراهيم بن أحمد بن عتاب، أبي يعقوب الشاطبي، استوطن تونس، قرأ عليه «أبي حيان» ت 692 هـ.
كما أخذ «أبي حيان» النحو وعلوم اللغة عن عدد من خيرة العلماء منهم:
أحمد بن عبد النور بن أحمد بن راشد، أبي جعفر، المالقي النحوي. وأحمد ابن يوسف بن علي أبي جعفر الفهري، روى عنه «أبي حيان» كتاب سيبويه ت 691 هـ.
ورضيّ الدين، أبي بكر بن عمر بن علي بن سالم، الإمام النحوي، كان من كبار أئمة العربية بالقاهرة مع العلم بالفقه والحديث ت 695 هـ.
وابن النحاس: محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي نصر الحلبي شيخ العربية بمصر في وقته، سمع منه «أبي حيان» كتاب سيبويه، والإيضاح والتكملة لأبي علي الفارسي، والمفصّل للزمخشري ت 698 هـ.
كما أخذ «أبي حيان» حديث الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم:
ابن أبي الأحوص، روى عنه «أبي حيان» الحديث بسنده. وابن الزبير، تلقى عليه «أبي حيان» سند الترمذي بين قراءة وسماع، بغرناطة.
وابن الطباع، قرأ عليه «أبي حيان» الموطأ للإمام مالك بن أنس.
وعبد الرحمن الربعي قرأ عليه «أبي حيان» سنن أبي داود بغرناطة.
وعبد الرحيم بن يوسف بن يحيى بن الخطيب أبي الفضل، قرأ عليه «أبي حيان» سنن أبي داود بالقاهرة.
وابن عساكر: عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الحسن بن عبد الله.
وعبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن بن شرف أبي محمد الدمياطي، أخذ عنه «أبي حيان» الحديث، وأجازه ت 705 هـ.
وعبد الوهاب بن حسن بن الفرات، صفيّ الدين، قرأ عليه «أبي حيان» بعض أجزاء في الحديث بالإسكندرية.
وأبي العز: عبد العزيز بن عبد المنعم بن علي بن نصر بن الصقيل. قال «أبي حيان» قرأت البخاري على جماعة أقدمهم إسنادا فيه «أبي العز» قرأته عليه، الا بعض كتاب التفسير، من قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ (1) إلى قوله تعالى: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فسمعته بقراءة غيري.
ومحمد بن إبراهيم بن حازم المازني أبي عبد الله المصري ت 692 هـ.
ومحمد بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسن قطب الدين القسطلاني أبي بكر القيسي الشاطبي، وكان شيخا عالما زاهدا كريم النفس، وكان عالما بالحديث ورجاله ت 686 هـ.
ومحمد بن أحمد بن محمد بن المؤيّد نجيب الدين الهمداني، روى عنه «أبي حيان» الحديث.
ومحمد بن إسماعيل بن عبد الله، زين العابدين أبي بكر الأنماطي. قرأ عليه «أبي حيان» جزءا في الحديث.
ومحمد بن علي بن وهب بن مطيع، تقي الدين أبي الفتح بن دقيق العيد القشيري. كان إماما محدثا فقيها، أصوليا أديبا نحويا، مجتهدا ت 702 هـ روى عنه «أبي حيان» بعض الأحاديث.
كما أخذ «أبي حيان» الفقه وأصوله عن عدد من العلماء وفي مقدمتهم:
ابن الزبير، قرأ عليه «أبي حيان» المستصفى للغزالي، والإشارة للباجي، وشيئا من أصول الدين والمنطق.
وعبد الكريم بن عليّ بن عمر الأنصاري، علم الدين العراقي ت 704 هـ قال «أبي حيان»: وبحثت ايضا في هذا الفن على الشيخ علم الدين عبد الكريم الأنصاري في مختصره الذي اختصره من كتاب «المحصول» كما قرأ عليه كتاب «المحرر» للرافعي وكتاب «المنهاج» للنووي.
وعلي بن محمد بن خطاب الباجي، علاء الدين الشافعي، كان من علماء أصول الفقه، وكان قويّ المناظرة ت 714 هـ. ذكره «أبي حيان» أنه بحث على الشيخ الباجي في مختصره الذي اختصره من كتاب «المحصول».
وفضل بن محمد بن علي بن إبراهيم، أبي الحسن المعافري الخطيب. قال «أبي حيان»: وقد بحثت في فن أصول الفقه في كتاب «الإشارة» لأبي الوليد الباجي، على الشيخ الأصولي الأديب، أبي الحسن فضل بن إبراهيم المعافري الإمام بجامع غرناطة.
ومحمد بن سلطان بدر الدين البغدادي، قرأ عليه «أبي حيان» من كتاب «الإرشاد» للعميدي في الخلاف.
ومحمد بن محمود بن محمد بن عباد السلماني، شمس الدين أبي عبد الله الأصبهاني انتهت إليه الرئاسة في أصول الفقه وله معرفة جيدة بالنحو والأدب ت 688 هـ. قال «أبي حيان»: وقد بحثت في فن أصول الفقه على الشيخ شمس الدين الأصبهاني صاحب شرح المحصول. بحثت عليه في كتاب القواعد من تأليفه.
كما أخذ «أبي حيان» الأدب عن عدد من العلماء، وفي مقدمتهم: أحمد بن عبد الملك بن عبد المنعم بن جامع العزازي، اشتغل بالأدب ومهر وفاق أقرانه، سمع منه الفضلاء، وكتب عنه الكبراء سمع منه «أبي حيان» من نظمه. وله في الموشحات يد طولى، ت بالقاهرة سنة 710 هـ.
وأحمد بن نصر الله بن باتكين القاهري، كان أديبا فاضلا، كتب عنه الفضلاء ت 710 هـ.
وبهاء الدين بن النحاس، سمع منه أبي حيان الحماسة، وديوان المتنبي، والمعري، وقال: لم ألق أحدا أكثر سماعا لكتب الأدب من الشيخ بهاء الدين.
وسليمان بن علي بن عبد الله بن علي بن ياسين العابدي، أبي الربيع التلمساني المعروف بالعفيف التلمساني، شاعر مشارك في النحو والأدب، والفقه، والأصول ت 690 هـ.
وعمر بن محمد بن أبي علي سراج الدين أبي حفص الوراق المصري، شاعر، وأديب مشهور، له ديوان شعر كبير. وكان حسن التنحيل، جيد المقاصد، صحيح المعاني، عذب التركيب ت 695 هـ.
ومالك بن عبد الرحمن بن علي أبي الحكم بن المرحّل المالقي النحوي، أديب زمانه بالمغرب، وإمام وقته، نعت بشاعر المغرب، كان رقيقا، سريع البديهة ت 699 هـ.
ومحمد بن أبي بكر بن يحيى بن عبد الله، أبي عبد الله الهذلي التطيلي.
ومحمد بن سعيد بن محمد بن حماد بن محسن، الصنهاجي البوصيري، شرف الدين شاعر حسن وهو صاحب البردة الشهيرة، والقصيدة الهمزية التي أولها:
كيف ترقى رقيك الأنبياء. ت 696 هـ.
ومحمد بن عبد المنعم بن محمد بن يوسف أبي عبد الله الأنصاري المصري، كان مقدما على شعراء عصره، مع مشاركة في كثير من العلوم ت 685 هـ.
ومحمد بن عمر بن جبير المالقي، ومحمد بن محمد بن عيسى بن ذي النون الأنصاري، جمال الدين أبي عبد الله المالقي ت 680 هـ.
ويحيى بن عبد العظيم بن يحيى، جمال الدين أبي الحسن الأنصاري المصري، شاعر ظريف، وكان جزارا بالفسطاط ت 679 هـ.
ومن شيوخ «أبي حيان» أيضا: أحمد بن علي بن خالص، أبي العباس الأنصاري الإشبيلي. وإسحاق بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الملك البغدادي. وأبي بكر بن عباس بن يحيى بن غريب البغدادي القواس. والحسين ابن أبي المنصور بن ظافر الخزرجي، صفيّ الدين. وعبد العزيز بن عبد الرحمن ابن عبد العليّ السكري. وعبد العزيز بن عبد القادر بن إسماعيل الصالحي الكتابي.
وعبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن فارس التميمي. وعليّ بن صالح بن أبي علي بن يحيى بن إسماعيل الحسيني البهنسي.
تصدر «أبي حيان» للتعليم بعد أن اخذ شهرة عظيمة، وأقبل عليه طلاب العلم من كل مكان يأخذون عنه شتى العلوم: القراءات، والتفسير، والحديث، والفقه، وعلوم اللغة، فمن الذين أخذوا عن «ابن حيان» القراءات والتفسير:
1 - إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المؤمن التنوخي الدمشقي نزيل القاهرة، أخذ عن «أبي حيان» القراءات العشر.
2 - إبراهيم بن أحمد بن عيسى، بدر الدين بن الخشاب القاضي المصري، قرأ على «أبي حيان» القراءات السبع. ت 774 هـ.
3 - إبراهيم بن عبد الله بن علي بن يحيى بن خلف المقرئ. شيخ الإقراء بالديار المصرية، ومن الذين لازموا درس أبي حيان ت 749 هـ.
4 - أحمد الحنبلي شيخ آمد، رحل إلى مصر، وقرأ للسبعة على «أبي حيان». قال «ابن الجزري»: لم يزل يبلغنا خبره إلى بعد 770 هـ.
5 - أحمد بن عبد العزيز بن يوسف الحراني، شهاب الدين بن المرحّل. قرأ على «أبي حيان» توفي بحلب سنة 788 هـ.
6 - ابن مكتوم: أحمد بن عبد القادر بن أحمد، تاج الدين أبي محمد الحنفي لازم «أبا حيان» دهرا طويلا، وقرأ عليه القرآن.
7 - أحمد بن علي بن أحمد أبي جعفر الحميري الغرناطي، قرأ على «أبي حيان» بالقاهرة، ثم رجع إلى غرناطة، وعيّن لمشيخة الإقراء بغرناطة ت 756 هـ.
8 - أحمد بن محمد بن محمد بن علي الأصبحي الأندلسي، شهاب الدين أبي العباس، لزم «أبا حيان» وحمل عنه كثيرا من العلوم. وقرأ عليه القراءات الثمان، وأخذ عنه كتاب التسهيل ت 776 هـ.
9 - أحمد بن يحيى بن نحلة المعروف بسبط السلعوس أبي العباس، النابلسي ثم الدمشقي، قرأ على «أبي حيان» قراءة «عاصم» ت 732 هـ.
10 - السمين: أحمد بن يوسف بن عبد الدائم شهاب الدين الحلبي المعروف بالسمين، قرأ على «أبي حيان» وسمع منه كثيرا ت 756 هـ.
11 - أبي بكر بن أيدغدي بن عبد الله الشمس، الشهير بابن الجندي، شيخ الإقراء بمصر، قرأ على «أبي حيان» بالقراءات الثمان ت 769 هـ.
12 - حيان بن محمد بن يوسف بن علي بن أبي حيان، قرأ على والده وقد أجازه والده «أبي حيان» إجازة عامة.
13 - الصفدي: صلاح الدين: خليل بن أيبك بن عبد الله، ولد في «صفد» بفلسطين سنة 696 هـ واشتهر بالأدب والتاريخ والفقه، وولي وكالة بيت المال بدمشق ت 764 هـ.
وكان «الصفدي» يجلّ أبا حيان كثيرا، وكذلك كان «أبي حيان» يقدّره وقد تلقى «الصفدي» على «أبي حيان» الكثير من العلوم.
14 - صالح بن محمد المقيري، قرأ على «أبي حيان».
15 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن خليل بن إبراهيم، العسقلاني.
يعرف عند المحدثين بابن خليل. قرأ على أبي حيّان القراءات السبع، وأخذ عنه العربية. ت 777 هـ.
16 - محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن جامع الدمشقي، شمس الدين ابن اللبان المقرئ، قرأ على «أبي حيان» القراءات الثمان بمضمن قصيدتيه اللاميتين في السبع، وقراءة يعقوب. ولّي مشيخة الإقراء بالديار الأشرفية، وبجامع التوبة، وبالجامع الأموي ت 776 هـ.
17 - ابن مرزوق: محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر أبي عبد الله التلمساني. سمع بمصر من «أبي حيان» وقرأ عليه، وروى عنه مؤلفات «ابن أبي الأحوص» وحدثه بسنن أبي داود، والنسائي، والموطأ، وقد مهر في العربية والأصول، والأدب ت 781 هـ.
18 - محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن علي أبي الفتح السبكي، قرأ على «أبي حيان» القراءات السبع، ولازمه في العربية سبعة عشر عاما، ت 744 هـ.
19 - محمد بن علي بن الحسن، الحسيني الدمشقي، أبي المحاسن، كان ضرير البصر وقد أجازه «أبي حيان» مروياته بخطه ت 765 هـ.
20 - محمد بن علي بن محمد بن عبد الكافي بن ضرغام، أبي عبد الله البكري الحنفي، المعروف بابن سكّر، نزيل «مكة المكرمة». قرأ على «أبي حيان» القراءات الثمان.
21 - محمد بن محمد بن علي، شمس الدين أبي عبد الله الغماري المصري المالكي النحوي، أخذ العربية والقراءات عن «أبي حيان» ت 749 هـ.
كما تتلمذ على «أبي حيان» في علوم اللغة العربية عدد كبير وفي مقدمتهم:
1 - السفاقسي، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم، برهان الدين أبي إسحاق القيسي المالكي ت 742 هـ.
2 - بهاء الدين السبكي، أحمد بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام، أبي حامد السبكي. ولي التدريس وبعض وظائف أخرى، كما ولي خطابة الجامع الطولوني، ثم تدريس التفسير فيه بعد الأسنوي. وكان بهاء الدين يجلّ شيخه «أبا حيان» وقد نقل عنه كثيرا في كتابه «عروس الأفراح» ت بمكة المكرمة سنة 773 هـ.
3 - أحمد بن لؤلؤ الرومي، شهاب الدين بن النقيب، أخذ العربية من «أبي حيان» ومهر في الفنون، وعمل تصحيح المهذب، ونكت المنهاج، وكان وقورا، ساكنا، خاشعا قانعا. كما كان عالما بالفقه والقراءات، والتفسير، والأصول، والنحو ت 769 هـ.
4 - أحمد بن محمد بن عبد المعطي، أبي العباس، مهر في العربية، وأخذ عن «أبي حيان»، وانتفع به أهل مكة، وكان ثقة ثبتا ت 788 هـ.
5 - أحمد بن محمد الفيومي ثم الحموي، صاحب كتاب «المصباح المنير» أخذ العربية عن «أبي حيان» وقد مهر وتميّز في العربية ت 770 هـ.
6 - أحمد بن يحيى بن فضل الله بن دعجان القرشي، درس على «أبي حيان» الأدب، ت 749 هـ.
7 - المرادي: الحسن بن قاسم بن عبد الله بن علي المرادي النحوي، اللغوي، الفقيه، كان إماما في العربية، والقراءات، أخذ العربية عن عدد من العلماء منهم «أبي حيان» من مؤلفاته: «شرح المفصل» لابن يعيش، وشرح ألفية ابن مالك، والجني الداني في حروف المعاني، وشرح التسهيل، وقد اهتم فيه بنقل آراء «أبي حيان» دون تعصب له،
وكان يختم الخلاف في المسألة في أكثر الأحيان، برأي «أبي حيان» ت 749 هـ.
8 - الإسنوي: عبد الرحيم بن الحسن بن علي، جمال الدين أبي محمد، نزيل القاهرة وأخذ العلم عن «أبي حيان» صغيرا. وقد برع في العربية، وانتهت إليه رئاسة الشافعية، وازدحم عليه طلبة العلم وكثر تلاميذه، وانتفعوا به ت 772 هـ. من مؤلفاته: طبقات الشافعية، وشرح المنهاج في الفقه وغير ذلك.
9 - عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن صخر الكناني، الشافعي درس النحو على «أبي حيان» وروى عنه كثيرا ت 767 هـ.
10 - ابن عقيل، عبد الله بن عبد الرحيم بن عبد الله بن محمد القرشي الهاشمي العقيلي الهمداني الأصل، المصري، قاضي القضاة. لازم «أبا حيان» وكان من أجلّ تلاميذه، قال فيه «أبي حيان»: «ما تحت أديم السماء أنحى من ابن عقيل».
من مؤلفاته شرحه على ألفية ابن مالك في النحو، وهو الشرح المشهور المتداول بين الطلاب والدارسين، المعروف بشرح «ابن عقيل» ت 769 هـ.
11 - عبد الله بن محمد بن عسكر بن مظفر بن نجم بن هلال، شرف الدين أبي محمد القيراطي، قرأ العربية على «أبي حيان» ت 739 هـ.
12 - ابن هشام: عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري، جمال الدين الحنبلي، ولد سنة 780 هـ.
قرأ على «أبي حيان» ديوان زهير بن أبي سلمى، وكان «ابن هشام» شديد المخالفة لاستاذه «أبي حيان» وحفلت مصنفاته بالردّ على «أبي حيان» مثل «مغني اللبيب» و «شرح اللمعة البدرية» ت ابن هشام سنة 761 هـ.
13 - تاج الدين السبكي، عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي، أبي نصر ابن تقيّ الدين السبكي، ولد سنة 727 هـ. وأخذ النحو عن «أبي حيان» وقد أثنى على أستاذه كثيرا في كتابه «طبقات الشافعية الكبرى». ومما قال عنه:
«ما رأيت بعد أبي حيان انحى منه»، ت 771 هـ.
14 - علي بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن مهدي، الفوّيّ نور الدين، سمع من «أبي حيان» وكان ماهرا في العربية، ت 782 - أو 786 هـ.
15 - علي بن بلبان، الفارسي، الأمير علاء الدين الحنفي. قرأ النحو على «أبي حيان» وأتقنه ت 739 هـ.
16 - تقي الدين السبكي، علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام، أبي الحسن، الفقيه الشافعي، المفسر الحافظ، الأصولي، النحوي، اللغوي. ولد سنة 683 هـ.
قرأ على «أبي حيان» النحو، وولي قضاء الشام بعد «جلال الدين» القزويني وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية، وكان محققا، بارعا، صنف نحو مائة وخمسين كتابا مطولا ومختصرات بمصر سنة 756 هـ.
17 - عمر بن رسلان بن نصير بن صالح، شيخ الإسلام، سراج الدين، أبي حفص البلقيني الكناني، مجتهد عصره، أخذ النحو عن «أبي حيان» وبرع في الفقه، والحديث، والأصول، انتهت إليه رئاسة المذهب والإفتاء، ت 805 هـ.
18 - محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن قدامة المقدسي، الحنبلي، شمس الدين، ولد سنة 705 هـ.
وله مناقشات لأبي حيان فيما اعترض به على «ابن مالك» في الألفية.
ت 744 هـ.
19 - محمد بن أرغون، ناصر الدين، ابن نائب السلطنة في مصر، ولي نيابة السلطنة في حلب، قرأ على «أبي حيان» العربية. ت بحلب سنة 727 هـ.
20 - محمد عبد الرحمن بن علي الزمردي، شمس الدين ابن الصائغ الحنفي النحوي، أخذ عن «أبي حيان» وغيره، وبرع في اللغة، والنحو، والفقه، ت 776 هـ.
21 محمد بن علي بن عبد الواحد بن يحيى أبي أمامة المصري أخذ العربية عن «أبي حيان» ت 763 هـ.
22 - ناظر الجيش: محمد بن يوسف بن أحمد بن عبد الدائم الحلبي، ولد سنة 697 هـ. ثم قدم القاهرة ولازم «أبا حيان» وجلال الدين القزويني، كان له في الحساب اليد الطولى ثم ولي نظارة الجيش ت 778 هـ.
من مؤلفاته: شرح التسهيل امتدح في مقدمته «أبا حيان» وله في ثنايا الكتاب ردود على «أبي حيان» في اعتراضاته على ابن مالك.
وهناك عدد من الذين تتلمذوا على «أبي حيان» إلا أن المصادر لم تحدّد نوع المادة العلمية التي أخذوها عن «أبي حيان». وفي مقدمة هؤلاء:
1 - أحمد بن سعد بن محمد، أبي العباس العسكري، أخذ عن أبي حيان، وكان شيخ العربية بدمشق في زمانه، من مؤلفاته شرح التسهيل ت 750 هـ.
2 - أحمد بن عبد الرحيم البعلبكي ثم الدمشقي، شهاب الدين المعروف بابن النقيب أخذ عن «أبي حيان» بمصر ت 764 هـ.
3 - أحمد بن يوسف بن مالك الرعيني الغرناطي، أبي جعفر الأندلسي التقى بأبي حيان في القاهرة وأخذ عنه ت 779 هـ.
4 - إسماعيل بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن هانئ اللخمي الغرناطي المالكي، ولد بغرناطة، ثم قدم القاهرة وتلقى عن «أبي حيان» ت 771 هـ.
5 - الأمير أرغون بن عبد الله الناصري، نائب السلطنة أصله من مماليك الملك الناصر محمد بن قلاوون، سمع صحيح البخاري بقراءة «أبي حيان» ت 731 هـ.
6 - الأدفوي: جعفر بن تغلب بن جعفر بن علي كمال الدين، أبي الفضل الشافعي، أخذ الأدب عن «أبي حيان» ت 748 هـ.
7 - السبكي: الحسين بن علي بن عبد الكافي، جمال الدين أبي الطيب، أخذ العلوم عن «الشمس الأصبهاني، وأبي حيان» ت 755 هـ.
8 - خالد بن عيسى بن إبراهيم بن أبي خالد، رحل إلى المشرق وحج ثم رحل إلى القاهرة والتقى بأبي حيان، وقرأ عليه بعض مؤلفاته ثم أجازه «أبي حيان» ت قبل 780 هـ.
9 - سعيد بن محمد بن سعيد الملياني المغربي، المالكي النحوي، رحل من المغرب إلى القاهرة سنة 720 هـ. والتقى «بأبي حيان» وأخذ عنه ت 770 هـ.
10 - عبد الرحمن بن عمر بن حماد بن عبد الله بن ثابت البغدادي الحريري، سمع من «أبي حيان» بمصر ت 739 هـ.
11 - عبد الرحمن بن محمود بن وطاس القوصيّ، مجد الدين، أخذ عن «أبي حيان» وغيره ت 724 هـ.
12 - عبد المهيمن بن محمد بن عبد المهيمن الحضرمي، أجازه «أبي حيان» ت 749 هـ.
13 - علي بن عيسى بن مسعود بن منصور الزواوي، ثم المصري، سمع من «أبي حيان» ت 769 هـ.
14 - علي بن محمد بن عبد العزيز بن فتوح بن إبراهيم تاج الدين التغلبي الشافعي الموصلي المعروف بابن الدريهم. قرأ على «أبي حيان» بعض تصانيفه ت 762 هـ.
15 - محمد بن إبراهيم بن يوسف بن حامد، تاج الدين المراكشي الفقيه الشافعي، تفقه على «أبي حيان» ت 652 هـ.
لقد ترك «أبي حيان» رحمه الله تعالى للمكتبة الإسلامية والعربية الكثير من المؤلفات النافعة المفيدة، وقد بلغت هذه المصنفات ستة وأربعين كتابا في علوم مختلفة: منها ما هو في القراءات، ومنها ما هو في التفسير، ومنها ما هو في اللغة، والنحو إلى غير ذلك من العلوم.
وهذه إشارة إلى بعض مصنفات «أبي حيان» ليتبيّن من خلال ذلك المكانة السامية التي وصل إليها «أبي حيان»:
1 - تفسير البحر المحيط، وهو في ثمانية مجلدات، وقد طبع عدة مرات.
2 - تحفة الأريب بما في القرآن من غريب. وقد طبع عدة مرات.
3 - النهر الماد من البحر وهو مختصر تفسيره الكبير «البحر المحيط» وقد طبع بهامش البحر، اختصر فيه «أبي حيان» تفسيره البحر المحيط إلى نحو الربع والذي حمله على هذا الاختصار، صعوبة مباحث البحر، وطوله.
4 - كتاب الأثير في قراءة «ابن كثير» وهو من الكتب المفقودة.
5 - كتاب تقريب النائي في قراءة «الكسائي» وهو مفقود.
6 - كتاب الحلل الحالية في أسانيد القراءات العالية وهو مفقود.
7 - كتاب رشح النفع في القراءات السبع وهو مفقود.
8 - كتاب الروض الباسم في قراءة عاصم وهو مفقود.
9 - كتاب عقد اللآلي في القراءات السبع العوالي وهي منظومة من القراءات السبع قيل إنها أخصر من الشاطبية وهي بغير رموز ولكنها لم تزل مفقودة.
10 - كتاب غاية المطلوب في قراءة يعقوب وهو مفقود.
11 - كتاب المزن الهامر في قراءة «ابن عامر» وهو مفقود.
12 - كتاب ارتشاف الضرب من لسان العرب، وقد حققه الدكتور مصطفى النحاس لنيل درجة الدكتوراة من كلية اللغة العربية، جامعة الأزهر وقد طبع بالقاهرة.
13 - الارتضاء في الفرق بين الضاد والظاء، وقد طبع ببغداد.
14 - التجريد لأحكام سيبويه وهو مفقود.
15 - التدريب في تمثيل التقريب، وهو لا زال مخطوطا.
16 - التذكرة في العربية، وهو كتاب كبير، ويقع في أربعة مجلدات وقد طبع جزء منه حديثا، وهو الجزء الثاني.
17 - التنزيل والتكميل في شرح التسهيل، وهو أضخم كتب «أبي حيان» النحوية، إذ يقع في عشرة مجلدات كبيرة. وقد طبعت منه قطعة صغيرة سنة 1328 هـ. بمطبعة السعادة بمصر في جزءين صغيرين، ويقوم الآن عدد من طلاب الدراسات العليا بجامعة الأزهر لتحقيق الكتاب كاملا. ولهذا الكتاب قيمة كبيرة لأن «أبا حيان» أودعه آراءه اللغوية والنحوية، والصرفية، وآراء المتقدمين.
18 - تقريب المقرب، وهو اختصار لكتاب «المقرّب» في النحو لأبي الحسن علي بن مؤمن الاشبيلي، المعروف بابن عصفور ت 669 هـ. وقد طبع الكتاب حديثا.
19 - التنحيل الملخّص من شرح التسهيل وهو مفقود.
20 - الشذا في أحكام كذا وهو مفقود.
21 - الشذرة الذهبية في علم العربية وهو مفقود.
22 - شرح كتاب سيبويه وهو مفقود.
23 - شرح تحفة المودود لابن مالك في النحو وهو مفقود.
24 - غاية الإحسان في علم اللسان.
وهو عبارة عن قواعد لأصول النحو بطريقة سهلة ومبسطة وفقا لمذهب البصريين النحويين، وهذا الكتاب لم يزل مخطوطا في دار الكتب بالقاهرة ضمن مجموع بخط المؤلف تحت رقم 24 ش، وعليها عبارة تفيد أن المؤلف انتهى من تأليف هذا الكتاب يوم الأحد 11 رمضان 689 هـ كما توجد في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بالقاهرة نسخة مصورة منها تقع في 23 ورقة بحجم 13* 17 سم.
25 - النكت الحسان في شرح غاية الإحسان.
وهو شرح لكتابه «غاية الإحسان في علم اللسان» وقد طبع هذا الكتاب بتحقيق الدكتور عبد الحسين الفتلي ببغداد. وهو مفقود.
26 - القول الفصل في أحكام الفصل.
27 - اللمحة البدرية في علم العربية. وقد شرحه جماعة منهم «ابن هشام» بكتاب سمّاه: شرح اللمحة البدرية في علم اللغة العربية، وقد طبع هذا الشرح بتحقيق الدكتور هادي نهر ببغداد 1977 م.
28 - المبدع في التصريف، وهو اختصار لكتاب «الممتع» في التصريف «لابن عصفور» وقد طبع الكتابان.
29 - معاني الحروف، وتوجد منه نسخة في بايزيد عمومى رقم 6471 وقد كتب سنة 726 هـ.
30 - منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك وهو شرح «لألفية» ابن مالك» في النحو والصرف. وقد طبع الكتاب سنة 1947 م في نيوهاتن بالولايات المتحدة الأمريكية بتحقيق سدني جليزر.
31 - الموفور من شرح «ابن عصفور» ولا يزال هذا الكتاب مخطوطا وتوجد منه نسختان: الأولى: في دار الكتب بالقاهرة تحت رقم 24 ش، وهو بخط «أبي حيان» ضمن مجموع، وتوجد مصورة هذه النسخة في معهد إحياء المخطوطات وتقع في 63 ورقة، وهي ناقصة من الآخر.
والثانية، في نوشهر تحت رقم 229/ 4 كتبت سنة 746 هـ.
32 - نهاية الإغراب في علمي التصريف والإعراب، وهو رجز وقد نقل عنه السيوطي أبياتا في كتابه «الأشباه والنظائر». ونهاية الإغراب لم يزل مفقودا.
33 - الهداية في النحو، ويوجد من الكتاب ثلاث نسخ خطية: الأولى: في دار الكتب المصرية تحت رقم 1726، وتقع في 37 ورقة. والثانية: في دار الكتب المصرية تحت رقم 721 مجامع وتقع في 65 ورقة. والثالثة: في الخزانة التيمورية بدار الكتب رقم 428 وتقع في 98 صفحة.
34 - الإعلام بأركان الإسلام في الفقه وهو مفقود.
35 - الأنوار الأجلى في اختصار المحلى. وهو اختصار لكتاب «المحلى» في «الفقه» لأبي محمد علي بن حزم الظاهري ت 456 هـ. وهو من الكتب المفقودة.
36 - مسلك الرشد في تجريد مسائل نهاية «ابن رشد». وهو اختصار لكتاب «بداية المجتهد ونهاية المقتصد» في الفقه لأبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد» ت 595 هـ وهو مفقود.
37 - الوهاج في اختصار المنهاج.
ومن مؤلفات «أبي حيان» في الأدب والشعر المصنفات الآتية:
1 - الأبيات الوافية في علم القافية منظومة جليلة وهي مفقودة.
2 - خلاصة التبيان في علمي البديع والبيان وهي منظومة مفقودة.
3 - ديوان أبي حيان، وهو ديوان شعر «أبي حيان»، وقد حققه الدكتور أحمد مطلوب، وزوجته الدكتورة «خديجة الحديثي» وتمت طباعته.
4 - قصيدة دالية في تفضيل النحو، ومطلعها:
هو العلم لا كالعلم شيء تراوده ... لقد فاز باغيه وأنجح قاصده
وقد مدح بها «الخليل بن أحمد، وسيبويه» ثم بعض شيوخه قال الدكتور عفيف عبد الرحمن: حصلت على نسخة منها في «الخزانة العامة» بالرباط، وتقع في مائة وستين ورقة، ورقمها 329.
5 - قصيدة سينية: تقارب المائة بيت، وهي مفقودة.
6 - قصيدة في مدح الإمام الشافعي: عدد ابياتها تسعة وستون بيتا، ومنها نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
7 - المورد العذب في معارضة قصيدة كعب. وهي قصيدة امتدح بها رسول الله صلّى الله عليه وسلم معارضا لقصيدة «كعب بن زهير» المشهورة، وأولها:
لا تعذلاه فما ذو الحب معذول ... العقل مختبل والقلب متبول
8 - نقد الشعر: وقد ذكر الأستاذ عباس العزاوي أن لأبي حيان كتابا باسم «نقد الشعر» تعرض فيه لنقد شعر «ابن سيناء الملك» وهو هبة الله بن جعفر بن المعتمد سناء الملك السعدي المصري، أبي القاسم، أديب شاعر وناثر، له ديوان «الطراز» كله موشحات ت بمصر سنة 608 هـ.
9 - نوافث السحر في دمائث الشعر، وهو من كتبه المفقودة.
كما صنف «أبي حيان» في التراجم، والتاريخ، فمن ذلك ما يأتي:
1 - البيان في شيوخ «أبي حيان» وهو من كتبه المفقودة.
2 - تحفة الندس في نحاة الأندلس وهو من كتبه المفقودة.
3 - مجاني الهصر في تواريخ أهل العصر وهو من كتبه المفقودة.
وقد نقل عنه «ابن حجر» في كتابه «الدرر الكامنة» في عدة مواضع.
4 - مشيخة ابن أبي منصور وهو من كتبه المفقودة.
5 - النضار في المسلاة عن «نضار» وهو من كتبه المفقودة.
ونضار هذه ابنة أبي حيان، وقد توفيت سنة 730 هـ.، وقد نقل عنه السيوطي في تراجمه كثيرا.
6 - نفحة المسك في سيرة الترك، وهو من كتبه المفقودة وقد ذكر أحد الباحثين أن «أبا حيان» ألف هذا الكتاب في أيام المغول عند ما طغت موجاتهم.
كما صنف «أبي حيان» في اللغات فمن ذلك ما يأتي:
1 - الإدراك للسان الأتراك. وقد طبع هذا الكتاب في استانبول سنة 1309 هـ. وتوجد من هذا الكتاب نسخة في معهد إحياء المخطوطات كتبت سنة 801 هـ. وهي مصورة عن جامعة استانبول وتقع في 98 ورقة، وحجم كل ورقة 15* 20 سم.
2 - المخبور في لسان البشمور. وبشمور قرية من مدينة الدقهلة قرب دمياط من مدن مصر وهو من مصنفاته المفقودة.
3 - منطق الخرس في لسان الفرس وهو من كتبه المفقودة.
4 - نور الغبش في لسان الحبش وهو من كتبه المفقودة.
مما تقدم يتبين بجلاء ووضوح مكانة «أبي حيان» العلمية والاجتماعية حيث كان وحيد عصره في القراءات، والتفسير، والفقه، والنحو، والأدب، والحديث، والتصنيف.
كل هذه الأمور جعلت العلماء يتنافسون في الثناء عليه.
يقول تلميذه «الصفدي»: أبي حيان إمام الدنيا في النحو والتصريف، وله اليد الطولى في التفسير، والحديث، والشروط، والفروع، وتراجم الناس وتواريخهم، وحوادثهم، وقد قيد أسماؤهم على ما يتلفظون به من إمالة وتفخيم، كل ذلك قد جوّده، وحرّره، وقيده.
ثم يقول: وقد اشتهر اسمه وطار صيته، وأخذ عنه أكابر الناس، وله التصانيف التي سارت، وطارت، وانتشرت، وانتثرت، وقرئت ودربت ونسخت» اه.
وقال «تاج الدين السبكي»: وأخذ عن «أبي حيان» غالب مشيختنا وأقراننا، منهم الشيخ الإمام الوالد، وناهيك بما «لأبي حيان» من منقبة وكان يعظمه كثيرا، وتصانيفه مشحونة بالنقل عنه» اه.
وقال عنه «السبكي»: «أبي حيان شيخ النحاة، البحر الذي لم يعرف الجزر بل المدّ، يقصد من كل فجر. طلعت شمسه من مغربها، اتفق أهل العصر على تقديمه، وإمامته، ونشأت أولادهم على حفظ مختصراته، وآباؤهم على النظر في مبسوطاته، وضربت الأمثال باسمه مع صدق اللهجة، وكثرة الاتقان والتحري» اه.
وقال الحافظ الذهبي: «أبي حيان مع براعته الكاملة في العربية له يد الطولى في الفقه، والآثار، والقراءات، وله مصنفات في القراءات والفقه، والآثار، وهو مفخرة أهل مصر في وقتنا في العلم، تخرج به عدة أئمة» اه.
وقد امتدحه «مجيز الدين عمر بن الملطي» بقصيدة أولها:
يا شيخ أهل الأدب الباهر ... من ناظم يلفى ومن ناصر
ومدحه «نجم الدين يحيى الإسكندري» بقصيدة أولها:
ضيف ألم بنا من أبرع الناس ... لا ناقض عهد أيامي ولا ناسي
عار من الكبر والأدناس ذو شرف ... لكنه من سرابيل العلا كاس
ومدحه بهاء الدين محمد شهاب بقصيدة أولها:
إن الأثير أبا حيان أحيانا ... بنشره طيّ علم مات أحيانا
وقد احتلّ «أبي حيان» الكثير من المناصب العلمية الكثيرة منها: أنه عيّن مدرسا للنحو في جامع الحاكم سنة 704 هـ. وفي سنة 710 هـ. عين مدرسا للتفسير في قبة السلطان الملك المنصور في عهد السلطان القاهر الملك الناصر.
كما تولى منصب الإقراء بجامع الأقمر، ودرّس التفسير بالجامع الطولوني، ثم أضيف إليه مشيخة الحديث بالقبة المنصورية، فباشر هذه الوظائف كلها حتى مات.
توفي «أبي حيان» بعد حياة حافلة في تعليم القرآن، وتفسيره، وتعليم اللغة العربية وآدابها، وغير ذلك من العلوم، وذلك سنة خمس وأربعين وسبعمائة من الهجرة.
رحم الله «أبا حيان» رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.
معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

 


مُحَمَّد بن يُوسُف بن علي بن يُوسُف الغرناطي أثير الدَّين أَبُو حَيَّان الأندلسي
الإِمَام الْكَبِير فِي الْعَرَبيَّة وَالتَّفْسِير ولد أَوَاخِر شَوَّال سنة 654 أَربع وَخمسين وسِتمِائَة وتلا القراآت أفرادا وجمعا على مشائخ الأندلس وَسمع الْكثير بهَا وبأفريقيا ثمَّ تقدم الْإسْكَنْدَريَّة ومصر ولازم ابْن النّحاس وَمن مشايخه الْوَجِيه بن الدهان والقطب القسطلاني وَابْن الأنماطي وَغَيرهم حَتَّى قَالَ إن عدَّة من أَخذ عَنهُ أَرْبَعمِائَة وَخَمْسُونَ شخصا وَأما من أجَاز لَهُ فكثير جداً وتبحر فِي اللُّغَة والعربية وَالتَّفْسِير وفَاق الأقران وَتفرد بذلك فِي جَمِيع أقطار الدُّنْيَا وَلم يكن بعصره من يماثله قَالَ الصفدى لم أره قط إِلَّا يسمع أَو يشْتَغل أَو يكْتب أَو ينظر فِي كتاب وَلم أره على غير ذَلِك وَكَانَ لَهُ إقبال على أذكياء الطّلبَة يعظمهم وينوه بقدرهم وَكَانَ كثير النظم ثبتا فِيمَا يَنْقُلهُ عَارِفًا باللغة وَأما النَّحْو والتصريف فَهُوَ الإِمَام الْمُطلق فيهمَا خدم هَذَا الْفَنّ أَكثر عمره حَتَّى صَار لَا يذكر أحد فِي أقطار الأَرْض فِيهَا غَيره وَله الْيَد الطُّولى فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وتراجم النَّاس وَمَعْرِفَة طبقاتهم خُصُوصا المغاربة وَله التصانيف الَّتِى سَارَتْ فِي آفَاق الأَرْض واشتهرت فِي حَيَاته
وَأخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد طبقَة حَتَّى صَار تلاميذه أَئِمَّة وأشياخا فِي حَيَاته وَهُوَ الَّذِي رغب النَّاس إِلَى قِرَاءَة كتب ابْن مَالك وَشرح لَهُم غامضها وَكَانَ يَقُول إن مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب نَحْو الْفُقَهَاء وألزم نَفسه أَن لَا يقريء أحدا إِلَّا فِي كتب سِيبَوَيْهٍ أَو فِي التسهيل أَو فِي مصنفاته وَكَانَ هَذَا دأبه فِي آخر أَيَّامه وَمن مصنفاته الْبَحْر الْمُحِيط فِي التَّفْسِير وغريب الْقُرْآن فِي مُجَلد والأسفار الملخص من كتاب الصغار وَشرح التسهيل والتذكرة والموفور والتذكير والمبدع والتقريب والتدريب وَغَايَة الْإِحْسَان بالنكت الحسان والشذى فِي مسئلة كَذَا واللمحة والشذرة والارتضاء وَعقد اللئالى ونكت الْإِمْلَاء والنافع والمورد الْغمر وَالرَّوْض الباسم والمزن الهامر والرمزة وَغَايَة الْمَطْلُوب والنير الجلى والوهاج مُخْتَصر الْمِنْهَاج وَالْأَمر الأحلى فِي اخْتِصَار الْمحلى والأعلام ويواقيت السحر وتحفة السندس فِي نحاة الأندلس والإدراك للسان الأتراك منطق الخرس بِلِسَان الْفرس نور الغيش فِي لِسَان الْجَيْش ومسك الرشد ومنهج السالك وَنِهَايَة الْإِعْرَاب وخلاصة التِّبْيَان وَغير ذَلِك مِمَّا حَكَاهُ ابْن حجر فِي الدّرّ مَنْقُولًا من خط صَاحب التَّرْجَمَة وَمِمَّا لم يذكر النَّهر الماد فِي التَّفْسِير وَهُوَ مُخْتَصر الْبَحْر الْمُحِيط الْمُتَقَدّم ذكره قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ سَبَب رحلته عَن غرناطة أَنَّهَا حَملته حِدة الشَّبَاب على التَّعَرُّض للأستاذ أَبى جَعْفَر بن الطباع وَقد وَقعت بَينه وَبَين أستاذه أَبى جَعْفَر بن الزبير وَحْشَة فنال مِنْهُ وتصدى للتأليف فِي الرَّد عَلَيْهِ فَرفع أمره إِلَى السُّلْطَان بغرناطة فانتصر لَهُ وَأمر بإحضار صَاحب التَّرْجَمَة وتنكيله فاختفى ثمَّ لحق بالمشرق وَحضر مجْلِس الشَّيْخ شمس الدَّين الأصبهاني وَكَانَ ظاهريا وَبعد ذَلِك انْتَمَى إِلَى الشافعي وَكَانَ أَبُو الْبَقَاء يَقُول أنه لم يزل ظاهريا قَالَ ابْن حجر كَانَ أَبُو حَيَّان يَقُول محَال أَن يرجع عَن مَذْهَب الظَّاهِر من علق بذهنه انْتهى
وَلَقَد صدق فِي مقاله فمذهب الظَّاهِر هُوَ أول الْفِكر آخر الْعَمَل عِنْد من منح الْإِنْصَاف وَلم يرد على فطرته مَا يغيرها عَن أَصْلهَا وَلَيْسَ وَهُوَ مَذْهَب دَاوُد الظاهري وَأَتْبَاعه فَقَط بل هُوَ مَذْهَب أكَابِر الْعلمَاء المتقيدين بنصوص الشَّرْع من عصر الصَّحَابَة إِلَى الْآن وَدَاوُد وَاحِد مِنْهُم وَإِنَّمَا اشْتهر عَنهُ الجمود فِي مسَائِل وقف فِيهَا على الظَّاهِر حَيْثُ لَا ينبغي الْوُقُوف وأهمل من أَنْوَاع الْقيَاس مَالا يَنْبَغِي لمنصف إهماله وَبِالْجُمْلَةِ فمذهب الظَّاهِر وَهُوَ الْعَمَل بِظَاهِر الْكتاب وَالسّنة بِجَمِيعِ الدلالات وَطرح التعويل على مَحْض الرأي الذي لَا يرجع إِلَيْهِمَا بِوَجْه من وُجُوه الدّلَالَة وَأَنت إذا أمعنت النّظر فِي مقالات أكَابِر الْمُجْتَهدين المشتغلين بالأدلة وَجدتهَا من مَذْهَب الظَّاهِر بِعَيْنِه بل إِذا رزقت الإنصاف وَعرفت الْعُلُوم الاجتهادية كَمَا ينبغي وَنظرت فِي عُلُوم الْكتاب وَالسّنة حق النظر كنت ظاهريا أَي عَاملا بِظَاهِر الشَّرْع مَنْسُوبا إِلَيْهِ لَا إِلَى دَاوُد الظاهري فَإِن نسبتك ونسبته إِلَى الظَّاهِر متفقة وَهَذِه النِّسْبَة هي مُسَاوِيَة للنسبة إِلَى الْإِيمَان وَالْإِسْلَام وَإِلَى خَاتم الرُّسُل عَلَيْهِ أفضل الصَّلَوَات التَّسْلِيم
وَإِلَى مَذْهَب الظَّاهِر بِالْمَعْنَى الذي أوضحناه أَشَارَ ابْن حزم بقوله
(وَمَا أَنا إِلَّا ظاهري وأنني ... على مَا بدا حَتَّى يقوم دَلِيل)
وتصانيف صَاحب التَّرْجَمَة يزِيد على الْخمسين وَمِنْهَا منظومة فِي القراآت على وزن الشاطبية بِغَيْر رموز وفيهَا فَوَائِد وَلكنهَا لم ترزق حَظّ الشاطبية وَكَانَ عريا من الفلسفة والاعتزال والتجسيم على نمط السلف الصَّالح كثير الْخُشُوع والتلاوة وَالْعِبَادَة مائلا إِلَى محبَّة أَمِير الْمُؤمنِينَ على ابْن أَبى طَالب كرم الله وَجهه متجافياً عَن مُقَاتِلِيهِ قَالَ الأدفوئى جرى على طَرِيقه كثير من النجَاة فِي حب على حَتَّى قَالَ مرة لبدر الدَّين بن جمَاعَة قد روى عَن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عهد إِلَى النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يحبني إِلَّا مُؤمن وَلَا يبغضني إِلَّا مُنَافِق هَل صدق فِي هَذِه الرِّوَايَة فَقَالَ لَهُ ابْن جمَاعَة نعم قَالَ وَالَّذين قَاتلُوهُ وسلوا السيوف فِي وَجهه كَانُوا يحبونه أَو يبغضونه وَكَانَ يجري على مَذْهَب أهل الْأَدَب فِي الْميل إِلَى محَاسِن الشَّبَاب وَهُوَ مَشْهُور بالبخل حَتَّى كَانَ يفتخر بِهِ كَمَا يفتخر النَّاس بِالْكَرمِ وأضر قبل مَوته بِقَلِيل وَمَات فِي ثامن صفر سنة 745 خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَله شعر فَمِنْهُ
(رَاض حَبِيبِي عَارض قد بدا ... ياحسنه من عَارض رائض)
(وضن قوم إن قلبي سلا ... وَالْأَصْل لَا يعْتد بالعارض)
وَمن شعره
(عداي لَهُم فضل علي ومنة ... فَلَا صرف الرَّحْمَن عَنى الأعاديا)
(هم بحثوا عَن زلتي فاجتنبتها ... وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا)
وَمن شعره الْمشعر ببخله
(رجاؤك فلسا قد غَدا فِي حبائلي ... قنيصاً رَجَاء للنتاج من العقم)
(أأتعب فِي تَحْصِيله وأضيعه ... إِذا كنت معتاضا من الْبُرْء بِالسقمِ)
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني

محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان ، أثير الدين ، أبي حيان ، الغرناطي . نسبة إلى غرناطة ، وهي من بلاد المغرب ، نحوي عصره ولغويه ومفسره ومحدثه ومقرئه ومؤرخه وأديبه ، ولد سنة (654ه) ، روى عن : الشرف الدمياطي ، والقطب القسطلاني ، وغيرهما ، وروى عنه : التقي السبكي ، وحفيده محمد بن حيان بن أبي حيان ، وغيرهما ، له من المؤلفات : "البحر المحيط" ، و"ارتشاف الضرب من لسان العرب" ، وغيرهما . توفي سنة (745هـ) .
ينظر : النجوم الزاهرة ، لابن تغري بردي : 10/111 ؛ وشذرات الذهب ، لابن العماد : 8/251 ؛ وفهرس الفهارس ، للكتاني : 1/155 .

 مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف بن حَيَّان النفزي الأندلسي الجياني الأَصْل الغرناطي المولد والمنشأ الْمصْرِيّ الدَّار شَيخنَا وأستاذنا أَبُو حَيَّان شيخ النُّحَاة الْعلم الْفَرد وَالْبَحْر الَّذِي لم يعرف الجزر بل الْمَدّ سِيبَوَيْهٍ الزَّمَان والمبرد إِذا حمي الْوَطِيس بتشاجر الأقران وَإِمَام النَّحْو الَّذِي لقاصده مِنْهُ مَا يَشَاء ولسان الْعَرَب الَّذِي لكل سمع لَدَيْهِ الإصغاء كعبة علم تحج وَلَا تحج ويقصد من كل فج تضرب إِلَيْهِ الْإِبِل آباطها وتفد عَلَيْهِ كل طَائِفَة سفرا لَا يعرف إِلَّا نمارق البيد بساطها وَكَانَ عذبا منهلا وسيلا يسْبق ارتداد الطّرف وَإِن جَاءَ منهملا يعم الْمسير إِلَيْهِ الغدو والرواح ويتنافس على أرج ثنائه مسك اللَّيْل وكافور الصَّباح وَلَقَد كَانَ أرق من النسيم نفسا وأعذب مِمَّا فِي الكؤوس لعسا طلعت شمسه من مغْرِبهَا واقتعد مصر فَكَانَ نِهَايَة مطلبها وَجلسَ بهَا فَمَا طَاف على مثله سورها وَلَا طَار إِلَّا إِلَيْهِ من طلبة الْعلم قشاعمها ونسورها وازدهرت بِهِ وَلَا ازدهاءها بالنيل وَقد رَوَاهَا وافتخرت بِهِ حَتَّى لقد لعبت بأغصان البان مهاب صباها مولده بمطخشارش وَهِي مَدِينَة مسورة من أَعمال غرناطة فِي أخريات شَوَّال سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة وَنَشَأ بغرناطة وَقَرَأَ بهَا القراآت والنحو واللغة وجال فِي بِلَاد الْمغرب ثمَّ قدم مصر قبل سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَسمع الْكثير سمع بغرناطة الْأُسْتَاذ أَبَا جَعْفَر بن الزبير وَأَبا جَعْفَر بن بشير وَأَبا جَعْفَر بن الطباع وَأَبا عَليّ بن أبي الْأَحْوَص وَغَيرهم
وبمالقة أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن عَبَّاس الْقُرْطُبِيّ وببجاية أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن صَالح الْكِنَانِي وبتونس أَبَا مُحَمَّد عبد الله بن هَارُون وَغَيره وبالأسكندرية عبد الْوَهَّاب ابْن حسن بن الْفُرَات وبمكة أَبَا الْحسن عَليّ بن صَالح الْحُسَيْنِي وبمصر عبد الْعَزِيز الْحَرَّانِي وَابْن خطيب المزة وغازي الحلاوي وخلقا
ولازم الْحَافِظ أَبَا مُحَمَّد الدمياطي وانتقى على بعض شُيُوخه وَخرج وشغل النَّاس بالنحو والقراآت
سمع عَلَيْهِ الجم الْغَفِير
وَأخذ عَنهُ غَالب مشيختنا وأقراننا مِنْهُم الشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد وناهيك بهَا لأبي حَيَّان منقبة وَكَانَ يعظمه كثيرا وتصانيفه مشحونة بِالنَّقْلِ عَنهُ وَلما توجهنا من دمشق إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ثمَّ أمرنَا السُّلْطَان بِالْعودِ إِلَى الشَّام لانقضاء مَا كُنَّا توجهنا لأَجله استمهله الْوَالِد أَيَّامًا لأجلي فَمَكثَ حَتَّى أكملت على أبي حَيَّان مَا كنت أقرؤه عَلَيْهِ وَقَالَ لي يَا بني هُوَ غنيمَة ولعلك لَا تَجدهُ من سفرة أُخْرَى وَكَانَ كَذَلِك
وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو حَيَّان إِمَامًا مُنْتَفعا بِهِ اتّفق أهل الْعَصْر على تَقْدِيمه وإمامته ونشأت أَوْلَادهم على حفظ مختصراته وآباؤهم على النّظر فِي مبسوطاته وَضربت الْأَمْثَال باسمه مَعَ صدق اللهجة وَكَثْرَة الإتقان والتحري
وشدا طرفا صَالحا من الْفِقْه وَاخْتصرَ منهاج النَّوَوِيّ وصنف التصانيف السائرة الْبَحْر الْمُحِيط فِي التَّفْسِير وَشرح التسهيل والارتشاف وَتَجْرِيد أَحْكَام سِيبَوَيْهٍ والتذكرة والغاية والتقريب والمبدع واللمحة وَغير ذَلِك
وَله فِي القراآت عقد اللآلي
وَله نظم كثير وموشحاته أَجود من شعره
توفّي عشي يَوْم السبت الثَّامِن وَالْعِشْرين من صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بمنزله بِظَاهِر الْقَاهِرَة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة
وَمن الرِّوَايَة عَنهُ أخبرنَا شَيخنَا أَبُو حَيَّان بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشري شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِالْمَدْرَسَةِ الصالحية بِالْقَاهِرَةِ أخبرنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بْن مُحَمَّد بن الْمُؤَيد الهمذاني بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أخبرنَا أسعد بن أبي الْفتُوح بن روح وعفيفة بنت أَحْمد بن عبد الله فِي كِتَابَيْهِمَا قَالَا أخبرتنا فَاطِمَة الجوزدانية أخبرنَا ابْن ريذة أخبرنَا الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا جَعْفَر بن حميد بن عبد الْكَرِيم بن فروخ بن ديزج بن بِلَال بن سعد الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي حَدثنِي جدي لأمي عمر بن أبان بن مفضل الْمَدِينِيّ قَالَ أَرَانِي أنس بن مَالك الْوضُوء أَخذ ركوة فوضعها عَن يسَاره وصب على يَده الْيُمْنَى فغسلها ثَلَاثًا ثمَّ أدَار الركوة على يَده الْيُمْنَى وصب على يَده الْيُسْرَى فغسلها ثَلَاثًا وَمسح بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا فَتَوَضَّأ وَأخذ مَاء جَدِيدا لصماخه فَمسح صماخه فَقلت لَهُ قد مسحت أذنيك فَقَالَ يَا غُلَام إنَّهُمَا من الرَّأْس لَيْسَ هما من الْوَجْه ثمَّ قَالَ يَا غُلَام هَل رَأَيْت وفهمت أَو أُعِيد عَلَيْك فَقلت قد كفاني وَقد فهمت قَالَ فَكَذَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَوَضَّأ
فِي إِسْنَاده شيخ الطَّبَرَانِيّ وَشَيْخه عمر بن أبان وهما مَجْهُولَانِ وَلَو صَحَّ لَكَانَ بتصريحه أَنَّهُمَا من الرَّأْس أقوى دَلِيل على ذَلِك قَالَ أستاذنا أَبُو حَيَّان قَول أنس لَيْسَ هما من الْوَجْه وَجه الْكَلَام أَن يَقُول ليستا من الْوَجْه لكنه جعل لَيْسَ مثل مَا فَلم يعملها وَذَلِكَ فِي لُغَة تَمِيم يَقُولُونَ لَيْسَ الطّيب إِلَّا الْمسك
وَقد أَشَارَ لذَلِك سِيبَوَيْهٍ فِي كِتَابه وَنَصّ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء فِي حِكَايَة طَوِيلَة جرت بَينه وَبَين عِيسَى بن عمر الثَّقَفِيّ وَقَالَ النحويون قِيَاس من لم يعْمل لَيْسَ وَجعلهَا كَمَا أَن يفصل الضَّمِير مَعهَا فَيَقُول لَيْسَ أَنا قَائِم كَمَا تَقول مَا أَنا قَائِم فعلى هَذَا جَازَ لَيْسَ هما من الْوَجْه كَأَنَّهُ قَالَ مَا هما من الْوَجْه
قلت صُورَة الْحِكَايَة أَن عِيسَى قَالَ لأبي عَمْرو مَا شَيْء بَلغنِي عَنْك قَالَ مَا هُوَ قَالَ زعمت أَن الْعَرَب تَقول لَيْسَ الطّيب إِلَّا الْمسك فَترفع
فَقَالَ أَبُو عَمْرو لَيْسَ فِي الأَرْض تميمي إِلَّا وَهُوَ يرفع وَلَا حجازي إِلَّا وَهُوَ ينصب ثمَّ بعث مَعَه خلفا الْأَحْمَر واليزيدي فجاءا إِلَى حجازي فجهدا بِهِ على أَن يرفع فَلم يفعل وجاءا إِلَى رجل تميمي فجهدا بِهِ على أَن ينصب فَلم يفعل وَقَالَ لَيْسَ هَذَا بلحن قومِي فجَاء عِيسَى إِلَى أبي عَمْرو فَقَالَ بِهَذَا فقت النَّاس وَالله لَا خالفتك بعْدهَا
وَقَول الشَّيْخ أبي حَيَّان إِن أنسا جعل لَيْسَ مثل مَا قَالَ الشَّيْخ جمال الدّين عبد الله بن هِشَام نحوي هَذَا الْوَقْت أبقاه الله تَعَالَى لَيْسَ ذَلِك مُتَعَيّنا بل يجوز أَن يكون أضمر فِي لَيْسَ ضمير الشَّأْن والْحَدِيث وَحِينَئِذٍ فَنَقُول هما من الْوَجْه مُبْتَدأ وَخبر وَالْجُمْلَة خبر لَيْسَ وَفصل الضَّمِير وَاجِب لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ مَعْمُول للابتداء
كَمَا أَنه فِي تَخْرِيج أبي حَيَّان كَذَلِك والتخريج الَّذِي ذكرته أولى لِأَن فِيهِ إبْقَاء لَيْسَ على إعمالها والوجهان مذكوران فِي قَوْله
(وَلَيْسَ مِنْهَا شِفَاء النَّفس مبذول ... )
وَقَول أبي حَيَّان إِن ذَلِك لُغَة بني تَمِيم وإشارته إِلَى الْحِكَايَة لَيْسَ بجيد فَإِن تِلْكَ اللُّغَة والحكاية إِنَّمَا هما فِيمَا إِذا انْتقض النَّفْي بإلا نَحْو لَيْسَ الطّيب إِلَّا الْمسك وَإِنَّمَا مسئلتنا هَذِه أَن من الْعَرَب من يَقُول لَيْسَ زيد قَائِم فَيبْطل عَملهَا مَعَ بَقَاء النَّفْي وَهَذَا الَّذِي يتَخَرَّج عَلَيْهِ قَول أنس رَضِي الله عَنهُ وَقد مر بِي فِي شرح التصريف الملوكي ليعيش بَيت نَظِير قَول أنس رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ
(أَبوك يزِيد بن الْوَلِيد وَمن يكن ... هما أَبَوَاهُ لَا يذل ويكرما)
فَهُنَا يتَعَيَّن أَن تكون كَانَ شأنية وَالْجُمْلَة بعْدهَا خبر وَأَن تكون مُهْملَة وَمَا بعْدهَا مُبْتَدأ وَخبر وَلَا يكون قَوْله هما اسْما ليكن لِأَنَّهُ قد فَصله وَلِأَن بعده أَبَوَاهُ بِالْألف وَقد يُجَاب عَن هَذَا بِأَنَّهُ يحْتَمل أَن يكون على لُغَة {إِن هَذَانِ لساحران}
قَرَأت على الْأُسْتَاذ أبي حَيَّان أخْبركُم القَاضِي أَبُو عَليّ الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أبي الْأَحْوَص عَن قَاضِي الْجَمَاعَة أبي الْقَاسِم أَحْمد بن يزِيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مخلد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن تَقِيّ بن مخلد ابْن يزِيد الْقُرْطُبِيّ عَن أَبِيه عَن أَبِيه عَن أَبِيه عَن أَبِيه عَن أَبِيه عَن أَبِيه عَن أَبِيه عَن أَبِيه عَن أَبِيه الإِمَام أبي عبد الرَّحْمَن بَقِي بن مخلد عَن أبي بكر الْمقدمِي عَن عمر بن عَليّ وَعبد الله بن يزِيد عَن عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد عَن عبد الرَّحْمَن بن رَافع عَن عبد الله بن عَمْرو أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر بمجلسين أحد المجلسين يدعونَ الله ويرغبون إِلَيْهِ وَالْآخر يتعلمون الْعلم ويعلمونه فَقَالَ (كل المجلسين خير وَأَحَدهمَا أفضل من الآخر أما هَؤُلَاءِ فيتعلمون ويعلمون الْجَاهِل فهم أفضل وَأما هَؤُلَاءِ فَيدعونَ الله ويرغبون إِلَيْهِ إِن شَاءَ أَعْطَاهُم وَإِن شَاءَ مَنعهم وَإِنَّمَا بعثت معلما) ثمَّ جلس مَعَهم قلت لَا أعرف حَدِيثا اجْتمع فِيهِ رِوَايَة الْأَبْنَاء عَن الْآبَاء بِعَدَد مَا اجْتمع فِي هَذَا إِلَّا مَا أخبرنَا بِهِ أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن نباتة الفارقي الْمصْرِيّ الْمُحدث بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أخبرنَا أَبُو الْمَعَالِي أَحْمد بن إِسْحَاق الأبرقوهي أخبرنَا أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن سَابُور القلانسي أخبرنَا أَبُو الْمُبَارك عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مَنْصُور الشِّيرَازِيّ أخبرنَا رزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي إملاء سَمِعت أبي أَبَا الْفرج عبد الْوَهَّاب يَقُول سَمِعت أبي أَبَا الْحسن عبد الْعَزِيز يَقُول سَمِعت أبي أَبَا بكر الْحَارِث يَقُول سَمِعت أبي أسدا يَقُول سَمِعت أبي اللَّيْث يَقُول سَمِعت أبي سُلَيْمَان يَقُول سَمِعت أبي الْأسود يَقُول سَمِعت أبي سُفْيَان يَقُول سَمِعت أبي يزِيد يَقُول سَمِعت أبي أكتمة يَقُول سَمِعت أبي الْهَيْثَم يَقُول سَمِعت أبي عبد الله يَقُول سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (مَا اجْتمع قوم على ذكر الله إِلَّا حفتهم الْمَلَائِكَة وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَة)
أخبرنَا أَبُو حَيَّان بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ عَن القَاضِي الأصولي الْمُتَكَلّم على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ أبي الْحسن مُحَمَّد بن أبي عَامر بن أبي الْحُسَيْن الْقُرْطُبِيّ عَن أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد الغافقي الشقوري عَن القَاضِي أبي الْحسن شُرَيْح بن مُحَمَّد بن شُرَيْح قَالَ كتب إِلَيّ الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عَليّ بن أَحْمد بن حزم الظَّاهِرِيّ وَأنْشد لنَفسِهِ هَذَا
(من عذيري من أنَاس جهلوا ... ثمَّ ظنُّوا أَنهم أهل النّظر)
(ركبُوا الرَّأْي عنادا فسروا ... فِي ظلام تاه فِيهِ من عبر)
(وَطَرِيق الْحق نهج مهيع ... مثل مَا أَبْصرت فِي الْأُفق الْقَمَر)
(فَهُوَ للْإِجْمَاع وَالنَّص الَّذِي ... لَيْسَ إِلَّا فِي كتاب أَو أثر)
أَنْشدني شَيخنَا أَبُو حَيَّان لنَفسِهِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ
(عداتي لَهُم فضل عَليّ ومنة ... فَلَا أذهب الرَّحْمَن عني الأعاديا)
(هم بحثوا عَن كلتي فاجتنبتها ... وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا)
وأنشدني لنَفسِهِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَيْضا
(رَاض حَبِيبِي عَارض قد بدا ... يَا حسنه من عَارض رائض)
(وَظن قوم أَن قلبِي سلا ... وَالْأَصْل لَا يعْتد بالعارض)
وَأَيْضًا
(سبق الدمع بِالْمَسِيرِ المطايا ... إِذْ نوى من أحب عني نَقله)
(وأجاد السطور فِي صفحة الخد ... وَلم لَا يجيد وَهُوَ ابْن مقله)
وَأَيْضًا
(يظنّ الْغمر أَن الْكتب تجدي ... أَخا ذهن لإدراك الْعُلُوم)
(وَمَا يدْرِي الجهول بِأَن فِيهَا ... غوامض حيرت عقل الفهيم)
(إِذا رمت الْعُلُوم بغر شيخ ... ضللت عَن الصِّرَاط الْمُسْتَقيم)
(وتلتبس الْأُمُور عَلَيْك حَتَّى ... تصير أضلّ من توما الْحَكِيم)
وَأَيْضًا
(قد سباني من بني التّرْك رشا ... جوهري الثغر مسكي النَّفس)
(ناظري للورد مِنْهُ غارس ... مَا لَهُ لَا يجتني مِمَّا غرس)
(قد حكى شمسا وغصنا ونقا ... فِي انبلاج وارتجاج وميس)
(ضيق الْعَينَيْنِ تركيهما ... وَاسع الوجنة خزي المجس)
(أَصبَحت عقرب خديه مَعًا ... لجني الْورْد فِي الخد حرس)
(وَغدا ثعبان دبوقته ... جائلا فِي عطفه مهما ارتجس)
(لست أخْشَى سَيْفه أَو رمحه ... إِنَّمَا أرهب لحظا قد نعس)
(اختلسنا بعد هجر وَصله ... إِن أهنى الْوَصْل مَا كَانَ خلس)
(لست أنساه وَقد أطلع من ... راحه شمسا أَضَاءَت فِي الْغَلَس)
(وَرمى الْعمة فالتاج لنا ... فرق شعر دق مبد مَا الْتبس)
(لمس الكأس لكَي يشْربهَا ... وتحسى الكأس فِي فَرد نفس)
(وَغدا يمسح بالمنديل مَا ... أبقت الْخمْرَة فِي ذَاك اللعس)
(عجبا مِنْهَا وَمِنْه قهقهت ... إِذْ حساها وَهُوَ مِنْهَا قد عبس)
فَهَذِهِ نبذة من مقروآتي على شَيخنَا أبي حَيَّان
وأنشدنا لنَفسِهِ مَا مدحني بهما وَأَنا ابْن ثَلَاث سِنِين وهما عِنْدِي بِخَطِّهِ وَعَلَيْهِمَا خطّ الْوَالِد رَحمَه الله
(أَلا إِن تَاج الدّين معارف ... وَبدر هدى تجلى بِهِ ظلم الدَّهْر)
(سليل إِمَام قل فِي النَّاس مثله ... فضائله تربو على الزهر والزهر)
وأنشدنا لنَفسِهِ إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا قصيدته الَّتِي امتدح بهَا الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ ومطلعها
(غذيت بِعلم النَّحْو إِذْ در لي ثديا ... فجسمي بِهِ ينمي وروحي بِهِ تحيا)
(وَقد طَال تضرابي لزيد وعمره ... وَمَا اقترفا ذَنبا وَلَا تبعا غيا)
(وَمَا نلْت من ضربيهما غير شهرة ... بغن مَا يجدي اشتهار بِهِ شيا)
(أَلا إِن علم النَّحْو قد باد أَهله ... فَمَا إِن ترى فِي الْحَيّ من بعدهمْ حَيا)
(سأتركه ترك الغزال لظله ... وأبعه هجرا وأوسعه نأيا)
(وأسموا إِلَى الْفِقْه الْمُبَارك إِنَّه ... ليرضيك فِي الْأُخْرَى ويحظيك فِي الدُّنْيَا)
(هَل الْفِقْه إِلَّا أصل دين مُحَمَّد ... فَجرد لَهُ عزما وجدد لَهُ سعيا)
(وَكن تَابعا للشَّافِعِيّ وسالكا ... طَرِيقَته تبلغ بِهِ الْغَايَة القصيا)
(أَلا بِابْن إِدْرِيس قد اتَّضَح الْهدى ... وَكم غامض أبدا وَكم دارس أَحْيَا)
(سمي الرَّسُول الْمُصْطَفى وَابْن عَمه ... فناهيك مجدا قد سما الرُّتْبَة الْعليا)
(هُوَ استنبط الْفَنّ الأصولي فاكتسى ... بِهِ الْفِقْه من ديباج إنشائه وشيا)
وَهِي قصيدة مُطَوَّلَة
وقصيدته الَّتِي امتدح بهَا البُخَارِيّ رَضِي الله عَنهُ ومطلعها
(أسامع أَخْبَار الرَّسُول لَك الْبُشْرَى ... لقد سدت فِي الدُّنْيَا وَقد فزت بِالْأُخْرَى)
وأنشدنا لنَفسِهِ إجَازَة قصيدته الَّتِي عَارض بهَا بَانَتْ سعاد ومطلعها
(لَا تعذلاه فَمَا ذُو الْحبّ معذول ... الْعقل مختبل وَالْقلب متبول)
(هزت لَهُ أسمرا من خوط قامتها ... فَمَا انثنى الصب إِلَّا وَهُوَ مقتول)
(جميلَة فصل الْحسن البديع لَهَا ... فكم لَهَا جمل مِنْهُ وتفصيل)
(فالنحر مرمرة والنشر عنبرة ... والثغر جَوْهَرَة والريق معسول)
(والطرف ذُو غنج وَالْعرْف ذُو أرج ... والخصر مختطف والمتن مجدول)
(هيفاء ينبس فِي الخصر الوشاح لَهَا ... درماء يخرس فِي السَّاق الخلاخيل)
(من اللواتي علاهن النَّعيم فَمَا ... يشقين آباؤها الصَّيْد البهاليل)
وَمِنْهَا
(نزر الْكَلَام عييات الْجَواب إِذا ... يسألن رقد الضُّحَى حصر مكاسيل)
(فشق حيزوم هَذَا اللَّيْل ممتطيا ... أَخا حزَام بِهِ قد يبلغ السول)
(أقب أَقُود يعزى للوجيه لَهُ ... وَجه أغر وَفِي الرجلَيْن تحجيل)
مِنْهَا
(جفر حَوَافِرِهِ معر قوائمه ... ضمر أياطله والذيل عثكول)
مِنْهَا
(وَاصل سراك بسير يَا ابْن أندلس ... والطرف أدهم بالأشطان مغلول)
(يلاطم الرّيح مِنْهُ أَبيض يقق ... لَهُ من السحر المربد إكليل)
(يَعْلُو خضارة مِنْهُ شامخ جلل ... سَام طفا هُوَ بالنكباء مَحْمُول)
(كَأَنَّمَا هُوَ فِي طخياء لجته ... أيم يفري أَدِيم المَاء شمليل)
مِنْهَا
(فللرسول انْشِقَاق الْبَدْر يشهده ... كَمَا لمُوسَى انفلاق الْبَحْر مَنْقُول)
وَمن موشحاته
(إِن كَانَ ليل داج وخاننا الإصباح ... فنورها الْوَهَّاج يُغني عَن الْمِصْبَاح)
(سلافة تبدو ... كَالْكَوْكَبِ الْأَزْهَر)
(مزاجها شهد ... وَعرفهَا عنبر)
(يَا حبذا الْورْد ... مِنْهَا وَإِن أسكر)
(قلبِي بهَا قد هاج فَمَا تراني صَاح ... عَن ذَلِك الْمِنْهَاج وَعَن هوى يَا صَاح)
(وَبِي رشا أهيف ... قد لج فِي بعدِي)
(بدر فَلَا يخسف ... مِنْهُ سنا الخد)
(بلحظه المرهف ... يَسْطُو على الْأسد)
(كسطوة الْحجَّاج فِي النَّاس والسفاح ... فَمَا ترى من نَاجٍ من لَحْظَة السفاح)
(علل بالمسك ... قلبِي رشا أحور)
(منعم الْمسك ... ذُو مبسم أعطر)
(رياه كالمسك ... وريقه كوثر)
(غُصْن على رجراج طاعت لَهُ الْأَرْوَاح ... فحبذا الآراج إِن هبت الْأَرْوَاح)
(مهلا أَبَا الْقَاسِم ... على أبي حَيَّان)
(مَا إِن لَهُ عَاصِم ... من لحظك الفتان)
(وهجرك الدَّائِم ... قد طَال بالهيمان)
(فدمعه أمواج وسره قد لَاحَ ... لكنه مَا عاج وَلَا أطَاع اللاح)
(يَا رب ذِي بهتان ... يعذل فِي الراح)
(وَفِي هوى الغزلان ... دافعت بِالرَّاحِ)
(وَقلت لَا سلوان ... عَن ذَاك يَا لاحي)
(سبع الْوُجُوه والتاج هِيَ منية الأفراح ... فاختر لي يَا زجاج قمصال وَزوج أقداح)
غَيره
(عاذلي فِي الأهيف الْأنس ... لَو رَآهُ كَانَ قد عذرا)
(رشأ قد زانه الْحور ... غُصْن من فَوْقه قمر)
(قمر من سحبه الشّعْر ... ثغر فِي فِيهِ أم دُرَر)
(حَال بَين الدّرّ واللعس ... خمرو من ذاقها سكر)
(رجة بالردف أم كسل ... رِيقه بالثغر أم عسل)
(وردة بالخد أم خجل ... كحل بِالْعينِ أم كحل)
(يَا لَهَا من أعين نعس ... جلبت لناظري سهرا)
(مذ نأى عَن مقلتي سني ... مَا أذيقا لَذَّة الوسن)
(طَال مَا أَلْقَاهُ من شجن ... عجبا ضدان فِي بدن)
(بفؤادي جذوة القبس ... وبعيني المَاء منفجرا)
(قد أَتَانِي الله بالفرج ... إِذْ دنا مني أَبُو الْفرج)
(قمر قد حل فِي المهج ... كَيفَ لَا يخْشَى من الوهج)
(غَيره لَو صابه نَفسِي ... ظَنّه من حره شررا)
(نصب الْعَينَيْنِ لي شركا ... فانثنى وَالْقلب قد ملكا)
(قمر أضحى لَهُ فلكا ... قَالَ لي يَوْمًا وَقد ضحكا)
(أَنْت جِئْت من أَرض أندلس ... نَحْو مصر تعشق القمرا)
وَمن الْمسَائِل عَنهُ منع الشَّيْخ أَبُو حَيَّان أَن يُقَال مَا أعظم الله وَمَا أحلم الله وَنَحْو ذَلِك وَنقل هَذَا عَن أبي الْحسن ابْن عُصْفُور احتجاجا بِأَن مَعْنَاهُ شَيْء عظمه أَو حلمه وَجوزهُ الإِمَام الْوَالِد محتجا بقوله تَعَالَى {أبْصر بِهِ وأسمع} وَالضَّمِير فِي {بِهِ} عَائِد على الله أَي مَا أبصره وأسمعه فَدلَّ على جَوَاز التَّعَجُّب فِي ذَلِك
وللوالد تصنيف فِي تَجْوِيز ذَلِك أحسن القَوْل فِيهِ قلت وَفِي شرح ألفية ابْن معطي لأبي عبد الله مُحَمَّد بن إلْيَاس النَّحْوِيّ وَهُوَ مُتَأَخّر من أهل حماة سَأَلَ الزّجاج الْمبرد فَقَالَ كَيفَ تَقول مَا أحلم الله وَمَا أعظم الله فَقَالَ كَمَا قلت فَقَالَ الزّجاج وَهل يكون شَيْء حلم الله أَو عظمه فَقَالَ الْمبرد إِن هَذَا الْكَلَام يُقَال عِنْدَمَا يظْهر من اتصافه تَعَالَى بالحلم وَالْعَظَمَة وَعند الشَّيْء يُصَادف من تفضله فالمتعجب هُوَ الذاكر لَهُ بالحلم وَالْعَظَمَة عِنْد رُؤْيَته إيَّاهُمَا عيَانًا
وَقد نقل الْوَالِد معنى هَذِه الْحِكَايَة فِي تصنيفه عَن كتاب الْإِنْصَاف لِابْنِ الْأَنْبَارِي وَذكر من التَّأْوِيل أَن يَعْنِي بالشَّيْء نَفسه أَي إِنَّه عظم نَفسه أَو إِنَّه عَظِيم بِنَفسِهِ لَا شَيْء جعله عَظِيما
وَمن الْفَوَائِد عَنهُ
أفادنا شَيخنَا أَبُو حَيَّان أَن أَبَا الْحسن حَازِم بن أبي عبد الله بن حَازِم كَانَ نحويا أديبا بارعا شَاعِرًا مفلقا امتدح بعض خلفاء الغرب الَّذين ملكوا مَدِينَة تونس بقصيدة طنانة ضمنهَا علم النَّحْو أَولهَا
(الْحَمد لله معلي قدر من علما ... وجاعل الْعقل فِي سبل الْهدى علما)
(ثمَّ الصَّلَاة على الْهَادِي لسنته ... مُحَمَّد خير مَبْعُوث بِهِ اعتصما)
مِنْهَا يمتدح الْخَلِيفَة
(مردي العداة بِسَهْم من عَزَائِمه ... كَأَنَّهُ كَوْكَب للقذف قد رجما)
(أدام قَول نعم حَتَّى إِذا اطردت ... نعماه من غير وعد لم يقل نعما)
مِنْهَا
(إِن اللَّيَالِي وَالْأَيَّام مذ خدمت ... بالسعد ملكك أضحت أعبدا وَإِمَّا)
(لقد وَقعت عمادا للعلا فغدا ... يَعْلُو قيَاما ويعلو قدره قيمًا)
(أقمتم وزن عدل الشَّمْس فاعتدلت ... فَلم يدع نورها ظلما وَلَا ظلما)
مِنْهَا يذكر تونس
(كَأَنَّمَا الصُّبْح مِنْهَا ثغر مبتسم ... وحوة اللَّيْل فِيهَا حوة ولمى)
مِنْهَا
(أبدلت تفقية من بَيت ممتدح ... أوردته مثلا فِي رعيك الأمما)
(وكلت بالدهر عينا غير غافلة ... من جود كفك تأسو كل من كلما)
مِنْهَا من بَاب المعتدي لاثْنَيْنِ
(فباب أعْطى كسا مِنْهُ وَمِنْه سقى ... كَمَا تَقول سقاك الله صوب سما)
(وَمِنْه أولى وَآتى مثل قَوْلهم ... أولاك رَبِّي نعيم الْعَيْش والنعما)
من بَاب المعتدي لثَلَاثَة
(وقاس بِالْهَمْزَةِ النَّقْل ابْن مسْعدَة ... فِي بَاب ظن وفيهَا خَالف القدما)
من بَاب كَانَ وَأَخَوَاتهَا
(تَقول مَا زلت مفضالا وَمَا بَرحت ... مِنْك السجايا توالي الْجُود والكرما)
من بَاب الِاسْتِثْنَاء
(وَالْقَوْل فِي بَاب الِاسْتِثْنَاء متسع ... وَقد يُخَالف فِيهِ جلة الزعما)
(وَقد تبله قوم فِيهِ لَا سِيمَا ... من عد بله فِي الاستثنا وَلَا سِيمَا)
من نواصب الْفِعْل
(واعدد لكيلا وَكيلا ثمَّ كي ولكي ... وَلَيْسَ يمْنَع من نصب زِيَادَة مَا)
مِنْهَا
(وَالْعرب قد تحذف الْأَخْبَار بعد إِذا ... إِذا عنت فَجْأَة الْأَمر الَّذِي دهما)
(وَرُبمَا نصبوا بِالْحَال بعد إِذا ... وَرُبمَا رفعوا من بعْدهَا رُبمَا)
(فَإِن تَلَاهَا ضميران اكتسى بهما ... وَجه الْحَقِيقَة من إشكاله غمما)
(لذاك أعيت على الأفهام مَسْأَلَة ... أَهْدَت إِلَى سِيبَوَيْهٍ الْهم والغمما)
(قد كَانَت الْعَقْرَب العوجاء أحسبها ... قدما أَشد من الزنبور وَقع حما)
(وَفِي الْجَواب عَلَيْهَا هَل إِذا هُوَ هِيَ ... أَو هَل إِذا هُوَ إِيَّاهَا قد اخْتَصمَا)
(وَخطأ ابْن زِيَاد وَابْن حَمْزَة فِي ... مَا قَالَ فِيهَا أَبَا بشر وَقد ظلما)
(وغاظ عمرا عَليّ فِي حكومته ... يَا ليته لم يكن فِي مثلهَا حكما)
(كغيط عَمْرو عليا فِي حكومته ... يَا ليته لم يكن فِي أمره حكما)
(وفجع ابْن زِيَاد كل منتحب ... من أَهله إِذْ غَدا مِنْهُ يفِيض دَمًا)
(كفجعة ابْن زِيَاد كل منتحب ... من أَهله إِذْ غَدا مِنْهُ يفِيض دَمًا)
(فظل بالكرب مكظوما وَقد كربت ... بِالنَّفسِ أنفاسه أَن تبلغ الكظما)
(قضئت عَلَيْهِ بِغَيْر الْحق طَائِفَة ... حَتَّى قضى هدرا مَا بَينهم هدما)
(من كل أجور حكما من سدوم قضى ... عَمْرو بن عُثْمَان مِمَّا قد قضى سدما)
(حساده فِي الورى صمت فكلهم ... تلفيه منتقدا لِلْقَوْلِ منتقما)
(فَمَا النهى ذمما فيهم معارفها ... وَمَا المعارف فِي أهل النهى ذمما)
(فَأَصْبَحت بعده الأنفاس كابية ... فِي كل صدر كَأَن قد كظ أَو كظما)
(وأصبحت بعده الأنقاس نادبة ... فِي كل طرس كدمع سح وانسجما)
(وَلَيْسَ يَخْلُو امْرُؤ من حَاسِد أضم ... لَوْلَا التنافس فِي الدُّنْيَا لما أضما)
(فكم مُصِيب عزا من لم يصب خطأ ... لَهُ وَكم ظَالِم تَلقاهُ مظلما)
(والغبن فِي الْعلم أشجى محنة علمت ... وأبرح النَّاس شجوا عَالم هضما)
توضيح هَذِه الأبيات قَوْله وَالْعرب قد تحذف الْأَخْبَار بعد إِذا الْبَيْت يَعْنِي أَن الْعَرَب قد تحذف خبر الْمُبْتَدَأ الْوَاقِع بعد إِذا الفجائية تَقول خرجت فَإِذا الْأسد أَي حَاضر وَالْغَالِب أَن يذكر الْخَبَر بعْدهَا حَتَّى إِنَّه لم يَقع فِي كتاب الله إِلَّا مَذْكُورا نَحْو {فَإِذا هِيَ شاخصة} {فَإِذا هِيَ حَيَّة} {فَإِذا هِيَ بَيْضَاء للناظرين} {فَإِذا هم جَمِيع لدينا محضرون} وَهُوَ كثير
وَقَوله إِذا عنت فَجْأَة الْبَيْت أَي إِذا كَانَت إِذا الفجائية لَا الشّرطِيَّة فَإِن الشّرطِيَّة لَا تدخل إِلَّا على الْجمل الفعلية بِخِلَاف الفجائية فَإِنَّهَا تخْتَص بالاسمية وَقد اجتمعتا فِي قَوْله تَعَالَى {ثمَّ إِذا دعَاكُمْ دَعْوَة من الأَرْض إِذا أَنْتُم تخرجُونَ} الأولى شَرْطِيَّة وَالثَّانيَِة فجائية
قَوْله فَإِن تَلَاهَا ضميران أَي إِن وَقع بعد الفجائية ضميران نَحْو قَوْلك فَإِذا هُوَ هِيَ الأَصْل فَإِذا هُوَ مثلهَا فَهُوَ مُبْتَدأ وَمثل خبر وَهَا مُضَاف إِلَيْهِ ثمَّ حذف الْمُضَاف وأقيم الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه فارتفع وانفصل وَصَارَ فَإِذا هُوَ هِيَ
وَمن قَالَ فَإِذا هُوَ إِيَّاهَا فَالْأَصْل فَإِذا هُوَ يشبهها فَهُوَ مُبْتَدأ ويشبهها فعل وفاعل ومفعول وَالْجُمْلَة خبر ثمَّ حذف الْفِعْل وَالْفَاعِل وَبَقِي الْمَفْعُول فانفصل فَصَارَ فَإِذا هُوَ إِيَّاهَا وَنَظِيره فِي حذف الْخَبَر وَبَقَاء معموله قِرَاءَة عَليّ رَضِي الله عَنهُ {وَنحن عصبَة} أَي وَنحن نوجد عصبَة وَقَول النَّابِغَة الْجَعْدِي
(وحلت سَواد الْقلب لَا أَنا بَاغِيا ... سواهَا وَلَا فِي حبها متراخيا)
التَّقْدِير لَا أَنا أوجد بَاغِيا
قَوْله وغاظ عمرا عَليّ يُرِيد بِعَمْرو سِيبَوَيْهٍ وبعلي الْكسَائي رحمهمَا الله
قَوْله كغيظ عَمْرو عليا يُرِيد بِعَمْرو عَمْرو بن الْعَاصِ وبعلي عَليّ بِي أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا مُشِيرا بذلك إِلَى مَا وَقع فِي مسئلة التَّحْكِيم فِي قصَّة عَليّ وَمُعَاوِيَة رَضِي الله عَنْهُمَا وابتلاؤهما فِي ذَلِك وَمَا اتّفق من عَمْرو بن الْعَاصِ فِي قَوْله أَقرَرت مُعَاوِيَة بعد أَن استنزل أَبَا مُوسَى حَتَّى فصل عليا مَشْهُور
وَلَيْسَ قَوْله حكما فِي هَذَا الْبَيْت بعد قَوْله حكما إيطاء فَإِن القافيتين ليستا متوافقتين بل إِحْدَاهمَا حكم اسْم وَالْأُخْرَى حكم فعل مَاض
وَقد أَخذ شَاعِر عصرنا الشَّيْخ جمال الدّين ابْن نباتة أَكثر أَبْيَات ملحة الْإِعْرَاب للحرير فضمنها وَجعلهَا قصيدة امتدح بِهِ الشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد وَهِي
(صرفت فعلي فِي الأسى وَقَوْلِي ... بِحَمْد ذِي الطول الشَّديد الْحول)
(يَا لائما ملامه يطول ... اسْمَع هديت الرشد مَا أَقُول)
(كلامك الْفَاسِد لست أتبع ... حد الْكَلَام مَا أَفَادَ المستمع)
(أفدي غزالا مثلُوا جماله ... فِي مثل قد أَقبلت الغزاله)
(مَا قَالَ مذ ملك قلبِي واسترق ... كَقَوْلِهِم رب غُلَام لي أبق)
(للقمرين وَجهه مطالع ... فَهِيَ ثَلَاث مَا لَهُم رَابِع)
(لأحرف الْحسن فِي خديه خطّ ... وَقَالَ قوم إِنَّهَا اللَّام فَقَط)
(داني المزار يحذر الضنين ... عَلَيْهِ مثل بَان أَو يبين)
(كتمته فالحسن لَيْسَ يجتلى ... وَالِاسْم مَا يدْخلهُ من وَالِي)
(مُنْفَرد بالوصل فِي دَار الهنا ... مِثَاله الدَّار وَزيد وَأَنا)
(لَا يختشي تلاعب الظنون ... وَالْأَمر مَبْنِيّ على السّكُون)
(فِي خَدّه التبري هان نشبي ... وقيمه الْفضة دون الذَّهَب)
(فاصرف عَلَيْهِ ثروة تستام ... فَمَا على صارفها ملام)
(وَإِن رَأَيْت قده العالي فَصف ... وقف على الْمَنْصُوب مِنْهُ بِالْألف)
(والعارض النوني مَا أنصفته ... وَإِن تكن بِاللَّامِ قد عَرفته)
(واها لَهُ بِحرف نون قد عرف ... كَمثل مَا تكتبه لَا يخْتَلف)
(يَأْتِي بنقط الْخَال فِي إعجام ... وَتارَة يَأْتِي بِمَعْنى اللَّام)
(دُونك إِن عشقته بَين الورى ... مُعظما لقدره مكبرا)
(وَإِن ترد وجنته المنيره ... فصغر النَّار على نويره)
(كم وَمَتى جادلت فِيهِ من عذل ... وَلَا وَحَتَّى ثمَّ أَو وَأم وبل)
(للحظه الْمُسكر فعل مطرب ... مَفْعُوله مثل سقى وَيشْرب)
(فَلَا تلم عويشقا فِيهِ تلف ... وَلَا سكيران الَّذِي لَا ينْصَرف)
(لَا تلح قلبِي فِي الْهوى فتتعبا ... وَمَا عَلَيْك عَتبه فتعتبا)
(جسمي وَذَاكَ الخصر والجفن الدنف ... هن حُرُوف الاعتلال المكتنف)
(فيا مليحا عَنهُ أخرت الْقَمَر ... إِمَّا لتهوان وَإِمَّا لصِغَر)
(كرر فَمَا أحلى لسمع السَّامِي ... قَوْلك يَا غُلَام يَا غلامي)
(وارفق بمضناك فَمَا سوى اسْمه ... وَلَا تغير مَا بَقِي من رسمه)
(وَقد حكى العذار فِي الْوُقُوف ... فاعطف على سَائِلك الضَّعِيف)
(أفقرت فِي الْحسن الغواني مثل مَا ... قَالُوا حذام وقطام فِي الدما)
(فافخر بِمَعْنى لحظك المعشوق ... فِي كل مَا تأنيثه حَقِيقِيّ)
(يالك لحظا بسعاد أزرى ... وَجَاء فِي الْوَزْن مثل سكرى)
(حَتَّى اسْمهَا مستنقص لمن وعا ... كَمَا تَقول فِي سعاد يَا سعا)
(يَا ناصبا أَوْصَاف ذياك الصِّبَا ... ثمَّ الْكَلَام عِنْده فلينصبا)
(هَيْهَات بل دع عَنْك مَا أضنى وَمَا ... وعاص أَسبَاب الْهوى لتسلما)
(وَحبر الأمداح فِي عَليّ ... قَاضِي الْقُضَاة الطَّاهِر النقي)
(بِكُل معنى قد تناهى واستوى ... فِي كلم شَتَّى رَوَاهَا من روى)
(باكر إِلَى ذَاك الْحمى العالي وصف ... إِذا اندرجت قَائِلا وَلَا تقف)
(دُونك والمدح زكيا معجبا ... مثل لقِيت القَاضِي المهذبا)
(ذُو الْجُود وَالْعلم عَلَيْهِ أرسى ... وَهَكَذَا أصبح ثمَّ أَمْسَى)
(فاضرع إِلَى قار لقاه نَافِع ... وافزع إِلَى حام حماه مَانع)
(يَقُول للضيف قراه حب وَحل ... وَمثله ادخل وانبسط واشرب وكل)
(إِذا ظَفرت عِنْده بموعد ... يَقُول كم مَال أفادته يَدي)
(لَهُ يراع كم لَهُ من خطره ... جمانة منظومة مَعَ دره)
(شم فعله عِنْد الندى والبأس ... فَإِنَّهُ مَاض بِغَيْر لبس)
(لله مَا ألينه عِنْد العطا ... وَمَا أحد سَيْفه حِين سَطَا)
(ندب لَهُ يثني الثَّنَاء قَصده ... وَخَلفه وإثره وَعِنْده)
(إِن قَالَ قولا بَين الغرائبا ... وَقَامَ قس فِي عكاظ خاطبا)
(وَإِن سخا أَتَى على ذِي الْعدَد ... والكيل وَالْوَزْن ومذروع الْيَد)
(حفظك للسمع عَن العذال ... فَمَاله مغير بِحَال)
(للفضل جنس بَيته المهني ... ونوعه الَّذِي عَلَيْهِ يبْنى)
(سَام بِهِ أهل الْعلَا جَمِيعًا ... وَلَا تخف ردا وَلَا تقريعا)
(وَإِن ذكرت أفق بَيت قد نما ... فانصب وَقل كم كوكبا تحوي السما)
(بَيت نظيم الْمجد والْعَلَاء ... عِنْد جَمِيع الْعَرَب العرباء)
(يقر من يَأْتِي لَهُ أَو اقْترب ... وكل مَنْسُوب إِلَى اسْم فِي الْعَرَب)
(تَقول مصر من علاهُ الواجبه ... كَقَوْل سكان الْحجاز قاطبه)
(أسسه الْأَنْصَار طلاع الْفِتَن ... وَزَاد مبْنى حسنه أَبُو الْحسن)
(جَار إِذا مَا امتدت الآساد ... تَقول هَذَا طَلْحَة الْجواد)
(إِذا اجتليت فِي الخطا جَبينه ... أَو اشْتريت فِي الرجا ثمينه)
(تَقول أصرت الْهلَال لائحا ... وَقد وجدت المستشار ناصحا)
(كم بالغني مِنْهُ تولى راحل ... وواقفا بِالْبَابِ أضحى السَّائِل)
(فياض سيب فِي الورى فَلم يقل ... فِي هبة يَا هَب من هَذَا الرجل)
(قَالَ لَهُ الحكم امْضِ مَا تحاوله ... واقض قَضَاء لَا يرد قَائِله)
(وَأَنت يَا قاصده سر فِي جدد ... وَاسع إِلَى الْخيرَات لقِيت الرشد)
(فاخر بِهِ سحب الحيا إِن صابا ... واستوت الْمِيَاه والأخشايا)
(وَلَا تقل كَانَ غماما ورحل ... كَانَ وَمَا انْفَكَّ الْفَتى وَلم يزل)
(بَاب سواهُ اهجر عداك عيب ... وَصغر الْبَاب فَقل بويب)
(جود بِهِ أنسى أَحَادِيث الْمَطَر ... فَلَيْسَ يحْتَاج لَهَا إِلَى خبر)
(مثل الهبا فِيهِ كَلَام العذل ... وَالرِّيح تِلْقَاء الحيا المنهل)
(يَا رب بَحر عمته للشعر ... وغصت فِي الْبَحْر ابْتِغَاء الدّرّ)
(حَتَّى ملا عَيْني نداه عينا ... وطبت نفسا إِذْ قضيت الدِّينَا)
(دونكها معسولة الْآدَاب ... حلاوة فِي ملحه الْإِعْرَاب)
(مضى بهَا اللَّيْل بهي الأنجم ... وَبَات زيدا ساهرا لم ينم)
(فافتح لَهَا بَاب قبُول يجتلى ... وَإِن تَجِد عَيْبا فسد الخللا)
(لَا زلت مسموع الثنا ذَا متن ... جائلة دَائِرَة فِي الألسن)
(مَا لعداك راية تُقَام ... فَلَيْسَ غير الْكسر وَالسَّلَام)
طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي

 

 

محمد بن يوسف بن علي بن يوسف ابن حَيَّان الغرناطي الأندلسي الجياني، النِّفْزي، أثير الدين، أبو حيان:
من كبار العلماء بالعربية والتفسير والحديث والتراجم واللغات. ولد في إحدى جهات غرناطة، ورحل إلى مالقة. وتنقل إلى أن أقام بالقاهرة. وتوفي فيها، بعد أن كف بصره. واشتهرت تصانيفه في حياته وقرئت عليه.
من كتبه (البحر المحيط - ط) في تفسير القرآن، ثماني مجلدات و (النهر - ط) اختصر به البحر المحيط، و (مجاني العصر) في تراجم رجال عصره، ذكره ابن حجر في مقدمة الدرر وقال إنه نقل عنه، ولم يذكره في ترجمة أبي حيان، و (طبقات نحاة الأندلس) و (زهو الملك في نحو الترك) و (الإدراك للسان الأتراك - ط) و (منطق الخرس في لسان الفرس) و (نور الغبش في لسان الحبش) و (تحفة الأريب - ط) في غريب القرآن، و (منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك - خ) في شستربتي (3342) ومنه المجلد الأول في خزانة الرباط (224 أوقاف) و (التذييل والتكميل - خ) السفر الرابع منه، في الرباط (212 ق) في شرح التسهيل لابن مالك، نحو، و (عقد اللآلي - خ) في القراآت، و (الحلل الحالية في أسانيد القرآن العالية) و (التقريب - خ) بخطه، و (المبدع - خ) في التصريف، و (النضار) مجلد ضخم ترجم به نفسه وكثيرا من أشياخه، و (ارتشاف الضرب من لسان العرب - خ) و (اللمحة البدرية في علم العربية - خ) وله شعر في (ديوان - خ) مرتب على الحروف رأيته في خزانة الرباط (69 أوقاف) ونشر أحمد مطلوب، وخديجة الحديثي، في بغداد، كتابا سمياه (من شعر أبي حيان الأندلسي) .
-الاعلام للزركلي-

 

 

محمد بن يوسف، الغرناطيُّ، المعروفُ بأثير الدين، أبي حيانَ الأندلسيُّ.
إمامُ العربية والتفسير، ذكر له المُقَّرِيُّ ترجمة حسنة طويلة، وقال ابن مرزوق في حقه: شيخ النحاة بالديار المصرية، وشيخ المحدثين بالمدرسة المنصورية، سمعت عليه، وقرأت، وحدثني بسنن أبي داود، والنسائي، والموطأ عن جماعة من الحفاظ، قال: شكوت إليه يومًا ما يلقاه الغريبُ من اذاية العداة، فأنشدني لنفسه:
عُداتي لهم فضلٌ عَلَيَّ ومِنَّةٌ .... فلا أذهبَ الرَّحمنُ عَنِّي الأعاديا
هُمُ بحثوا عن زَلَّتي فاجْتَنَبْتُها ... وهُمْ نافَسوني فاكتسبتُ المَعاليا
ذكر الصفدي ترجمته، وأثنى عليه، وبالغ فيه، وقال، خدم هذا العلم مدةً تقارب الثمانين، وسلك من غرائبه وغوامضه طرقًا متشعبةَ الأَفانين، ولم يزل على حاله إلى أن دخل في خبر كان، وتبدلت حركاته بالإسكان، توفي سنة 745، وصُلِّي عليه بدمشق صلاة الغائب، وكان مولده سنة 654، وله اليدُ الطولى في التفسير والحديث، وتراجم الناس وطبقاتهم، وله التصانيف التي سارت وطارت، وانتشرت وما انتثرت، وقرئت ودريت، ونسخت وما فسخت، أخملت كتب المتقدمين، وقرأ الناس عليه، وصاروا أئمة وأشياخًا في حياته. وكان حسنَ العِمَّة، مليحَ الوجه، ظاهرَ اللون، مُشرب الحمرة، مُنَوَّرَ الشيبة، كبيرَ اللحية، مسترسلَ الشعر، وكان فيه خشوع، يبكي إذا سمع القرآن، ويجري دمعُه عند سماع الأشعار الغزلية. قال الأدفوي، قال لي: إذا قرأتُ أشعارَ العتق، أميل إليها، وكان أولاً يرى رأيَ الظاهرية، ثم إنه تمذهب للشافعي، وكان أولاً يعتقد في الشيخ ابن تيمية، وامتدحه بقصيدة، ثم إنه انحرف عنه لما وقف على كتاب "العرش" له.
قلت: وليس الأمر كذلك، قال في "البدر الطالع": وكان ظاهريًا، وبعد ذلك انتمى إلى الشافعي، وكان أبو البقا يقول: إنه لم يزل ظاهريًا، قال ابن حجر: كان أبو حيان يقول: محال أن يرجع عن مذهب الظاهر مَنْ علقَ بذهنه، انتهى. ولقد صدق في مقاله، فمذهب الظاهر هو أول الفكر، وآخر العمل عندَ مَنْ منُح الإنصاف، ولم يَرِدْ على فطرته ما يغيرها عند أهلها، وليس هو مذهب داود الظاهري وأتباعه فقط، بل هو مذهب أكابر العلماء المقيدين بنصوص الشرع من عصر الصحابة إلى الآن - وداود واحد منهم -، وإنما اشتهر عنه الجمود في مسائل وقفَ فيها على الظاهر حيث لا ينبغي الوقوف، وأهمل أنواع القياس ما لا ينبغي لمنصف إهماله.
وبالجملة: فمذهب الظاهر: هو العمل بظاهر الكتاب والسنة بجميع الدلالات، وطرح التعويل على محض الرأي الذي لا يرجع إليهما بوجه من وجوه الدلالة، وأنت إذا أمعنت النظر في مقالات أكابر المجتهدين المشتغلين بالأدلة، وجدتَها مذهبَ الظاهر بعينه، بل إذا رُزقت الانصافَ، وعرفت العلومَ الاجتهادية كما ينبغي، ونظرت في علوم الكتاب والسنة حقَّ النظر، كنت ظاهريًا؛ أي: عاملاً بظاهر الشرع، منسوبًا إليه، لا إلى داود الظاهري، فإن نسبتك ونسبته إلى الظاهر متفقة، وهذه النسبة هي مساوية النسبة إلى الإيمان والإسلام، وإلى خاتم الرسل - عليه أفضل الصلاة والتسليم -، وإلى مذهب الظاهر بالمعنى الذي أشار إليه ابنُ حزم، بقوله:
وما أَنا إلا ظاهِرِيٌّ وإِنَّني ... على ما بَدا حتى يقومَ دليلُ
انتهى.
قال الصلاح الكتبي: الشيخ الإمام الحافظ العلامة، فريد العصر، وشيخ الزمان، وإمام النحاة، أثيرُ الدين أبو حيان، قرأ القرآن بالروايات، وسمع الحديث ببلاد الأندلس، وجزيرة إفريقية، وثغر الإسكندرية وبلاد مصر والحجاز، وحصل الإجازات من الشام، وغير ذلك، وطلب وحصل، وكتب واجتهد، وله أشعار رائقة، وأبيات فائقة، أورد جملة منها في "الفوات". وكذا ذكر المَقَّري في "نفح الطيب" نبذة من أشعاره الرائقة، وقد مدحه كثير من الشعراء والكبار الفضلاء، وذكر أشعارهم في مدائحه.
وقال: الإمامُ العلامة، لسانُ العرب، وترجمان الأدب، وجامعُ الفضائل، عمدة وسائل السائل، حجة المقلدين، زين المجتهدين، أفضل الآخرين، وارث علوم الأولين، وكان سبب انحرافه عن شيخ الإسلام ابن تيمية: أنه قال يومًا عنده: كذا قال سيبويه، فقال شيخ الإسلام: يكذب سيبويه، واعترض عليه في غير موضع.
وإلا، فأبو حيان هو الذي أنشأ في المجلس ارتجالاً في مدح شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى رحمة واسعة -:
لما أتينا تقيَّ الدين لاح لنا ... داعٍ إلى الله فردٌ ما له وَزَرُ
على مُحَيَّاه من سيما الألى صحبوا ... خيرَ البريةِ نورٌ دونه القمرُ
حِبْرٌ تسربلَ منه دهرُه حِبَرًا ... بحرٌ تقاذفُ من أمواجه الدُّرَرُ
قامَ ابن تَيْمِيَّةٍ في نَصرِ شِرْعَتنا ... مَقامَ سيدِ تَيْمٍ إذ عَصَتْ مُضَرُ
فأظهرَ الحسنَ إذ آثارُه دَرَسَتْ ... وأخمدَ الشرَّ إذ طارت له الشَّرَرُ
كُنا نحدثُ عن حبرٍ يجيء، فها ... أنتَ الإمامُ الذي قد كانَ يُنتظَرُ
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.

 

 

الشيخ الإمام أبو حيان محمد بن يوسف بن حيان النفزي الغرناطي (هو النحوي المشهور والمفسر صاحب البحر المحيط)
الملقب في البلاد المشرقية (أثير الدين) رحمه الله تعالى:
سيف النصرة، المدافع عن أهل البصرة، وإمام صناعة النحو، المتقلب في حججها بين الإثبات والمحو، والغيم والصحو، لو مر به أبو الأسود لقال: سلام، ثم أراه كيف ينقسم الكلام، أو مر بأبي بشر لقال يا بشراي هذا غلام . كان رحمه الله برا يغرف من بحر، ونسيم سحر، يهب على تلك البلاد من شحر، رحل عن الأندلس والغصن ناضر، وزمن الشبيبة حاضر، وقد برع في علم اللسان، وفي أغراضه الحسان، واستقر بمصر على الطير الميامين، والبر الكفيل الضمين، وصحب الركبان إلى الحرم الأمين، ورفع له لواء الشهرة الذي له يشار، ولظله تحدى العشار، فقصد درسه، وعرف بالإنجاب غرسه، وتغالى فيه الغلاة، واعتنت به الأمراء والولاة، وتأكد بينه وبينهم بسبب أبنائهم الموالاة، وكثرت لديه العوائد والصلات، وانتفعت المغاربة بجاهه مدة حياته، واهتدت سراتهم بنور آياته، وساعده أمله، وكان ممن طال عمره وحسن عمله، واحب الراوين، وزين الاواوين، وكان له شعر مهاده في الإجادة وثير، ودعابة يثيرها الطبع فتثير، وأن لم ألق هذا الرجل فهو من بلدي، وتأخرت وفاته عن مولدي، إلى أن أجاز ولدي. ومن شعره، قال رحمه الله تعالى حسبما نقل عن خطه: قدم علينا الشيخ المحدث أبو العلاء محمد بن أبي بكر البخاري الفرضي بالقاهرة في طلب الحديث، وكان رجلا حسنا طيب الأخلاق لطيف المزاج، فكنا نسايره في طلب الحديث، فإذا رأى صورة حسنة قال، هذا حديث على شرط البخاري، فنظمت هذه الأبيات:
بدا كهلال الأفق وقت طلوعه ... ومال كغصن الخيزران المنعم
غزال رخيم الدل وافى مواصلا ... موافقة منه على الرغم لوم
مليح غريب الحسن أصبح معلما ... بحمرة خد بالمحاسن معلم
وقالوا: على شرط البخاري قد أتى ... فقلت على شرط البخاري ومسلم قال فقال لي: يا مولانا أنا البخاري فمن مسلم؟ قلت له: أنت البخاري وأنا مسلم، قلت: ولو كنت المخاطب لكان مدى الدعابة أفسح، ومن العصمة أن لا تجد.
ومن أبياته في غرض التصوف قوله في جيد كلامه:
تفردت لما أن جمعت بذاتي ... وأسكنت لما أن بدت حركاتي
فلم أر في الأكوان لأنني ... أزحت عن الأغيار روح حياتي
وقدستها عن رتبة لو تعينت ... لها دائما دامت لها حسراتي
فها أنا قد أصعدتها عن حضيضها ... إلى رتبة تقضي لها بثبات
تشاهد معنى روضه أذهب العنا ... وأيقظني للحق بعد سناتي أقامت زمانا في حجاب فعندما ... تزحزح عنها رامت الخلوات
لنقضي بها ما فات من طيب أنسنا ... بها وننال الجمع بعد شتات ومن شعره في النسيب وما يناسبه قوله:
كتم اللسان ومدمعي قد باحا ... وثوى الأسى عندي وأنسي راحا
إني لصب طي ما نشر الهوي ... نشرا وما زال الهوى فضاحا
وبمهجتي من لا أصرح باسمه ... ومن الإشارة ما يكون صراحا
ريم أروم حنوه وجنوحه ... ويروم عني جفوة وجماحا
أبدي لنا من شعره وجبينه ... خدين ذا ليلا وذا إصباحا
عجبا له يأسو الجسوم بطبه ... ولكم بأرواح أثار جراحا
فبلفظه برء الأخيذ ولحظه ... أخذ البريء فما يطيق براحا
نادمته في ليلة لا ثالث ... إلا أخوه البدر غار فلاحا
يا حسنها من ليلة لو إنها ... دامت ومدت للوصال جناحا
وقال رحمه الله تعالى في الغرض المذكور أيضا:
نور بخدك أم توقد نار ... وضنى بجفنك أم كئوس عقار
وشذا بريقك أم تأرج مسكة ... وسنا بثغرك أم شعاع دراري
جمعت معاني الحسن فيك فأصبحت ... قيد القلوب وفتنة الأبصار 
متصاون خفر إذا ناطقته ... أغضى حياء في سكون وقار
في وجهه زهرات روض تجتلى ... من نرجس مع وردة وبهار
خاف اقتطاف الورد من وجناته ... فأدار من آس سياج عذار
وتسللت نمل العذار بخده ... ليردن شهدة ريقه المعطار
وبخده ورد حمتها وردها ... فوقفن بين الورد والإصدار
كم ذا أواري في هواه محبتي ... ولقد وشى بي فيه فرط أواري
ومن نظمه في المقطوعات وإن عدت لها إجادة فهي ظنة ذلك، قال رحمه الله تعالى:
أرحت في البيت من الإيناس بالناس ... كما غنيت عن الأكياس بالياس
وصرت في البيت وحدي لا أرى أحدا ... بنات فكري وكتبي هن جلاسي
وقال أيضا رحمه الله:
وزهدني في جمعي المال أنه ... إذا ما انتهى عند الفتى فارق العمرا
فلا روحه يوما أراح من العنا ... ولم يكتسب حمدا ولم يدخر أجرا
وقال أيضا رحمه الله:
أجل شفيع ليس يمكن رده ... دراهم بيض للجروح مراهم
تصير صعب الأمر أسهل ما أرى ... وتقضي لبانات الفتى وهو نائم
ومن أبدع ما ينسب إليه من المقطوعات قوله:
عداتي لهم فضل علي ومنة ... فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا
هم بحثوا عن زلتي فسترتها ... وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا 
ومن النسيب:
سال في الخد للحبيب عذار ... وهو لاشك سائل محروم
وسألت التثامه فتجنى ... فأنا اليوم سائل محروم 
ومن ذلك في فتى يسمى بمظلوم:
وما كنت أدري إن مالك مهجتي ... يسمى بمظلوم وظلم جفاؤه
إلى أن دعاني للهوى فأجبته ... ومن يك مظلوما أجيب دعاؤه 
وقال أيضا:
جن غيري بعارض فترجى ... أهله أن يفيق عما قريب
وفؤادي بعارضين مصاب ... فهو داء أعيا فؤاد الطبيب 
وقال أيضا:
وذي شفة لمياء زينت بشامة ... من المسك في ترشافها يذهب النسك
ظمئت إليها ريقة كوثرية ... بمثل لآلي ثغرها ينظم السلك
تعل بمعسول كأن رضابه ... مدام من الفردوس خاتمة مسك 
وقال أيضا رحمه الله:
بعيد ود، قريب صد ... كثير عتب، قليل عتبى
كالشمس ظرفا، كالمسك عرفا ... كالخشف طرفا، كالصخر قلبا
الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة - لسان الدين بن الخطيب، محمد بن عبد الله.

 

 

محمد بن يوسف النّفزى الغرناطى أبو عبد الله.
أثير الدين، الشهير بأبى حيّان النّحوى.
ولد بغرناطة سنة 654 وله نظم رائق من نظمه بعد انتقاله لمصر:
يا فرقة أبدلتنى بالسرور أسى … وأسهرت ناظرا قد طال ما نعما
أنّى يكون اجتماع بين مفترق … جسم بمصر، وقلب حلّ أندلسا؟ !
ومن نظمه:
تعشّقته شيخا كأن مشيبه … على وجنتيه ياسمين على ورد
أخا الفضل يدرى ما يراد من الهوى … أمنت عليه من رقيب ومن صدّ 
وقالوا: الورى أقسام فى شرعة الهوى … لسود اللّحى ناس وناس إلى المرد
ألا إننى لو كنت أصبو لأمرد … صبوت إلى هيفاء مائسة القدّ
وسود اللحى أبصرت فيهم مشاركا … فأحببت أن أبقى بأبيضها وحدى
ودفن بمقابر الصوفية.
وله من التصانيف «البحر المحيط فى التفسير» و «لآلئ النهر، المستخرجة من البحر» و «الوهّاج على مذهب الشافعى» و «الأنور الأجلى، فى اختصار المحلّى» على مذهب أبى داود، و «التكميل، فى شرح التسهيل و «منهج السالك، على ألفية ابن مالك» لم يكمل، و «زهر الملك فى نحو الترك، و [«الإسفار الملخص من شرح سيبويه للصفار» و «المبدع فى التصريف »]. و «كتاب الارتضاء، فى الفرق بين الضاد والظاء»، و «عقود اللآلى، فى القراءات السبع العوالى»، و «المورد العمر، فى قراءة أبى عمرو»، و «الأثير، فى قراءة ابن كثير»، و «غاية المطلوب، فى قراءة أبى يعقوب»، و «الحلل الحالية، فى الأسانيد العالية» و «الأمالى، فى شرح القالى»، و «كتاب النكت الحسان، فى شرح غاية الإحسان»، و «كتاب الشذا، فى مسألة كذا»، و «ارتشاف الضّرب، فى معرفة كلام العرب»، و «اختصار بداية المجتهد»، و «تقريب التقريب والتدريب» فى مثل التقريب، و «التنخيل، فى شرح التسهيل»، و «رشح النفع، فى القراءات السبع». كتاريخه عن نحاة الأندلس، وعن مشيخة ابن أبى منصور، ومشيخته هو وتاريخ الأندلس
وله تاريخ، وديوان شعر فى ثلاث مجلدات، و «اللمحة البدرية، فى علم العربية» وشرحها ابن هشام شرحا غريبا.
وله غير هذه رحمة الله عليه.
توفى سنة 745 ودفن بمقابر الصوفية .
قال عن نفسه: وعدة من أخذت عنه أربعمائة وخمسون شخصا، وأما من أجازنى فكثير جدا، وقد تلقى عنهم الحديث والقراءات والنحو واللغة والفقه والتاريخ والأدب وغيرها فى الأندلس ومصر وشمال إفريقية والحجاز حتى صار علما فيما تلقاه؛ على ما تشهد له به مؤلفاته العديدة. راجع ترجمته فى الدرر الكامنة 4/ 302 - 310، وهدية العارفين 2/ 152 - 153، وبغية الوعاة 121 - 123، وفوات الوفيات 2/ 282، ونكت الهميان 280، وغاية النهاية 2/ 285 - 286، والكتيبة الكامنة 81 - 86، وطبقات الشافعية 6/ 31 - 33، وحسن المحاضرة 1/ 508، 534 - 536، وشذرات الذهب 6/ 145 - 147، والنجوم الزاهرة 10/ 111 - 115.
وفى هذه السنة أخذت الجزيرة الخضراء، أعادها الله دار إسلام بمحمد وآله.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ‍)

 


يوجد له ترجمة في: الإحاطة في أخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب.