عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن التوني الدمياطي أبي محمد شرف الدين

ابن الماجد الحافظ الدمياطي

تاريخ الولادة613 هـ
تاريخ الوفاة705 هـ
العمر92 سنة
مكان الولادةدمياط - مصر
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • العراق - العراق
  • بغداد - العراق
  • ماردين - تركيا
  • حلب - سوريا
  • حماة - سوريا
  • دمشق - سوريا
  • الإسكندرية - مصر
  • القاهرة - مصر
  • دمياط - مصر

نبذة

عبد الْمُؤمن بن خلف بن أَبى الْحسن بن شرف الدّمياطي شرف الدَّين. ولد في آخر سنة 613 ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَنَشَأ بدمياط وَكَانَ يعرف بِابْن الْمَاجِد وَكَانَ جميل الصُّورَة جداً حَتَّى كَانَ أهل دمياط إذا بالغوا في وصف الْعَرُوس قَالُوا كأنها ابْن الْمَاجِد وتشاغل أَولا بالفقه ثمَّ طلب الحَدِيث.

الترجمة

عبد الْمُؤمن بن خلف بن أَبى الْحسن بن شرف الدّمياطي شرف الدَّين
ولد في آخر سنة 613 ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَنَشَأ بدمياط وَكَانَ يعرف بِابْن الْمَاجِد وَكَانَ جميل الصُّورَة جداً حَتَّى كَانَ أهل دمياط إذا بالغوا في وصف الْعَرُوس قَالُوا كأنها ابْن الْمَاجِد وتشاغل أَولا بالفقه ثمَّ طلب الحَدِيث بعد أَن دخل الْعشْرين وجاوزها فَسمع بالإسكندرية في سنة 632 من أَصْحَاب السلفي وبالقاهرة مِنْهُم وَغَيرهم ولازم المنذري وَحج فِي سنة 643 فَسمع بالحرمين وَدخل الشَّام سنة 645 ثمَّ دخل الجزيرة وَالْعراق وَكتب الْكثير وَبَالغ وَجمع مُعْجم شُيُوخه فِي أَربع مجلدات وَبلغ عَددهمْ ألف شيخ ومائتي شيخ وَخمسين شَيخا وأملى فِي حَيَاة مشايخه وَكتب عَن جمَاعَة من رفقائه قَالَ المزي مَا رَأَيْت أحفظ مِنْهُ وَقَالَ الذهبي كَانَ مليح الْهَيْئَة حسن الْخلق بسّاماً فصيحاً لغوياً مقريا جيد الْعبارَة كَبِير النَّفس صَحِيح الْكتب مُفِيدا جداً فِي المذاكرة وَقَالَ ابْن سيد النَّاس سمعته يَقُول دخلت على جمَاعَة يقرؤن الحَدِيث فَمن ذكر عبد الله بن سَلام فشددوا لامه فَقلت سَلام عَلَيْكُم سَلام عَلَيْكُم وصنّف كتاباً فِي الصَّلَاة الْوُسْطَى وَآخر في الْخَيل وقبائل الْخَزْرَج وقبائل الأوس وَالْعقد الثّمن فِيمَن اسْمه عبد الْمُؤمن والمسانية والسيرة النبويه وَغير ذَلِك وَكَانَ لَهُ نظم متوسط وروى عَنهُ جمَاعَة مَاتُوا قبله بدهر وَطَالَ عمره وَتفرد بأَشْيَاء وَحمل عَن الصّنعاني عشْرين كتاباً من تصانيف فِي اللُّغَة والْحَدِيث وأزكى في علم النّسَب على الْمُتَقَدِّمين وَوَصفه أَبُو حَيَّان بحافظ الْمشرق وَالْمغْرب قَالَ الذهبي كَانَ موسعاً عَلَيْهِ فِي الرزق وَله حُرْمَة وجلالة مَاتَ في خَامِس ذي الْقعدَة سنة 705 خمس وَسَبْعمائة
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني

 

 

الدمياطي الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ الْحجَّة الْفَقِيه النسابة شيخ الْمُحدثين شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الْمُؤمن بن خلف بن أبي الْحسن التوني الشَّافِعِي
ولد سنة ثَلَاث عشر وسِتمِائَة وتفقه وبرع وَطلب الحَدِيث فَرَحل وَجمع فأوعى وَعمل مُعْجم شُيُوخه فِيهِ ألف وثلاثمائة شيخ وَكَانَ إِمَامًا حَافِظًا صَادِقا متقناً جيد الْعَرَبيَّة غزير اللُّغَة وَاسع الْفِقْه رَأْسا فِي النّسَب كيساً متواضعاً
صنف كتاب الْخَيل وَالصَّلَاة الوسطي
قَالَ الذَّهَبِيّ سَمِعت أَبَا الْحجَّاج الْمزي وَمَا رَأَيْت أحدا أحفظ مِنْهُ لهَذَا الشَّأْن يَقُول مَا رَأَيْت فِي الحَدِيث أحفظ من الدمياطي مَاتَ فَجْأَة فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسَبْعمائة
طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

 

عبد المؤمن بن خلف الدمياطيّ، أبو محمد، شرف الدين:
حافظ للحديث، من أكابر الشافعية. ولد بدمياط. وتنقل في البلاد، وتوفي فجأة في القاهرة.
قال الذهبي: كان مليح الهيأة، حسن الخلق، بساما، فصيحا لغويا مقرئا، جيد العبارة، كبير النفس، صحيح الكتب، مفيدا جدا في المذاكرة. وقال المزي: ما رأيت أحفظ منه.
من كتبه " معجم " ضمنه أسماء شيوخه وهم نحو ألف وثلاثمائة، في أربع مجلدات، و " كشف المغطى، في تبيين الصلاة الوسطى - ط " و " المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح - خ " و " قبائل الخزرج " و " العقد المثمن فيمن اسمه عبد المؤمن " و " المختصر في سيرة سيد البشر - خ " وكتاب " فضل الخيل - ط " و " التسلي والاغتباط بثواب من تقدم من الأفراط - خ " .
-الاعلام للزركلي-

 


عبد المؤمن بن خلف بنِ شرفٍ، يعرف بالدمياطيِّ الإمامُ، البارعُ، الحافظُ، النسابةُ، المجوِّدُ، علم المحدثين، عمدة النقاد.
ولد سنة 613، ووفاته في سنة 705.
طلب الحديث، وسمع من أصحاب السِّلَفي، وعُني بهذا الشأن روايةً ودرايةً، ولازم الحافظَ زكيَّ الدين، وسمع بالحرمين، وارتحل إلى الشام والجزيرة والعراق، وكتب العالي والنازل، وحدَّث وصنَّف، وأملى في حياة كبار مشايخه.
وكان مليحَ الهيئة، جميل الصورة، وكتب عنه طائفة، منهم: أبو حيان، وفتح الدين بن سيد الناس، والمزي، والتقي السبكي، والنووي، وما زال يسمع الحديث إلى أن مات فجاءة، وصُلِّي عليه بدمشق غائبًا - رحمه الله -.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.

 

 

عبد الْمُؤمن بن خلف بن أبي الْحسن بن شرف ابْن الْخضر بن مُوسَى التوني الْحَافِظ شرف الدّين الدمياطي من أهل تونة قَرْيَة من عمل دمياط بِضَم التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَإِسْكَان الْوَاو بعْدهَا نون ثمَّ هَاء
كَانَ الْحَافِظ زَمَانه وأستاذ الأستاذين فِي معرفَة الْأَنْسَاب وَإِمَام أهل الحَدِيث الْمجمع على جلالته الْجَامِع بَين الدِّرَايَة وَالرِّوَايَة بالسند العالي للقدر الْكثير وَله الْمعرفَة بالفقه
وَكَانَ يلقب شرف الدّين وَله كنيتان أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو أَحْمد
تفقه بدمياط على الْأَخَوَيْنِ الْإِمَامَيْنِ أبي المكارم عبد الله وَأبي عبد الله الْحُسَيْن ابْني الْحسن بن مَنْصُور السَّعْدِيّ وَسمع بهَا مِنْهُمَا وَمن الشَّيْخ أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُوسَى بن النُّعْمَان وَهُوَ الَّذِي أرشده لطلب الحَدِيث بعد أَن كَانَ مُقْتَصرا على الْفِقْه وأصوله
ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة وَاجْتمعَ بحافظها زكي الدّين عبد الْعَظِيم الْمُنْذِرِيّ ولازمه سِنِين وَتخرج بِهِ وبرز فِي حَيَاته
وَسمع من الجم الْغَفِير وَالْعدَد الْكثير بالإسكندرية ودمشق وحلب ولازم بهَا الْحَافِظ أَبَا الْحجَّاج يُوسُف بن خَلِيل وَسمع بِمَكَّة وَالْمَدينَة وبغداد وماردين وحماة وَغَيرهَا
وَخرج بِبَغْدَاد أَرْبَعِينَ حَدِيثا للْإِمَام أَمِير الْمُؤمنِينَ المستعصم الشَّهِيد ابْن الْمُسْتَنْصر وَله مصنفات كَثِيرَة حَسَنَة
وَحدث قَدِيما سمع مِنْهُ الشَّيْخ أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأبيوردي وَكتب عَنهُ فِي مُعْجم شُيُوخه وَمَات قبله بتسع وَثَلَاثِينَ سنة
وروى عَنهُ من الْأَئِمَّة تلاميذه الْحَافِظ أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن الزكي الْمزي وَقَالَ مَا رَأَيْت أحفظ مِنْهُ والحافظ أَبُو عبد الله الذَّهَبِيّ والحافظ أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن سيد النَّاس والحافظ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن شامة الطَّائِي والحافظ الْوَالِد رَحمَه الله وَكَانَ الْحَافِظ الْوَالِد أَكْثَرهم مُلَازمَة لَهُ وأخصهم بِصُحْبَتِهِ هُوَ آخر خلق الله من الْمُحدثين بِهِ عهدا
ودرس بِالْقَاهِرَةِ لطائفة الْمُحدثين بِالْمَدْرَسَةِ المنصورية وَهُوَ أول من درس فِيهَا لَهُم
ولد سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَتُوفِّي فَجْأَة عقيب فِرَاق الْوَالِد لَهُ فِي الْخَامِس عشر من ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسَبْعمائة وَدفن بمقابر بَاب النَّصْر من الْقَاهِرَة
وَهَذَا سُؤال كتب بِهِ إِلَيْهِ الشَّيْخ شرف الدّين اليونيني من بعلبك فَأَجَابَهُ بِجَوَاب مُشْتَمل على فَوَائِد وَأَنا أذكر السُّؤَال وَالْجَوَاب
وجدت بِخَط الشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد رَحمَه الله وأجازنيه ونقلته من خطه أخبرنَا شَيخنَا الْحَافِظ شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الْمُؤمن بن خلف الدمياطي قِرَاءَة من لَفظه وَنحن نسْمع فِي يَوْم الْأَحَد سَابِع ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة قَالَ يَقُول العَبْد الْفَقِير إِلَى رَحْمَة الله المستغفر من زلله وذنبه عبد الْمُؤمن بن خلف الدمياطي إِنَّه ورد عَلَيْهِ سُؤال من الإِمَام شرف الدّين أبي الْحُسَيْن عَليّ بن الإِمَام الزَّاهِد تَقِيّ الدّين مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عبد الله اليونيني أيده الله وَهُوَ مَا يَقُول فلَان يعنيني عَن هَذِه الْمَسْأَلَة وَهِي أَن الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ جمال الدّين أَبَا الْفرج عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْجَوْزِيّ رَحمَه الله ذكر فِي كتاب من تأليفه نفى النَّقْل ذكر فِي جملَة من الحَدِيث فَلَمَّا انْتهى فِي أَثْنَائِهِ إِلَى حَدِيث تَوْبَة كَعْب بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ فِي هَذَا الحَدِيث أَن هِلَال ومرارة شَهدا بدر وَكَذَلِكَ أخرجه الإِمَام أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم رَضِي الله عَنْهُم وهلال ومرارة مَا ذكرهَا أحد فِيمَن شَهدا بَدْرًا وَقد ذكرهمَا ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة فِيمَن لم يشْهد بَدْرًا
وَمَا زلت أبحث عَن هَذَا وأعجب من الْعلمَاء الَّذين رَوَوْهُ وَكَيف لم ينبهوا عَلَيْهِ وَلَا قَالَ لي فِيهِ أحد من مشايخي شَيْئا حَتَّى رَأَيْت أَبَا بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَانِئ الإِمَام الملقب بالأثرم رَحمَه الله قد نبه عَلَيْهِ فِي كتاب نَاسخ الحَدِيث ومنسوخه فَقَالَ كَانَ الزُّهْرِيّ وَاحِد أهل زَمَانه فِي حفظ الحَدِيث وَلم يحفظ عَلَيْهِ الْوَهم إِلَّا الْيَسِير
من ذَلِك قَوْله فِي حَدِيث كَعْب بن مَالك إِن هِلَال بن أُميَّة ومرارة بن الرّبيع شَهدا بَدْرًا
وَلم يَكُونَا من أهل بدر فَهَذَا من وهم الزُّهْرِيّ فَهَذَا آخر كَلَامه فِي هَذَا الْكتاب الْمُسَمّى بِنَفْي النَّقْل
وَقَالَ فِي جَامع المسانيد لَهُ فِي آخر حَدِيث كَعْب بن مَالك وَقد وهم الزُّهْرِيّ فِي ذكره هِلَال ومرارة من أهل بدر
وَذكر أَسمَاء من شهد بَدْرًا فِي كِتَابه التلقيح والمدهش مُرَتبا على حُرُوف المعجم وَلم يذكر هلالا وَلَا مرَارَة
وَذكر شَيخنَا الإِمَام الْحَافِظ ضِيَاء الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ رَحمَه الله فِي كِتَابه الْمُسَمّى بالسنن وَالْأَحْكَام عَن الْمُصْطَفى عَلَيْهِ أفضل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كتاب غزوات النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَسمَاء من شهد بَدْرًا ورتب أَسْمَاءَهُم على حُرُوف المعجم وَبَين مَا وَقع فيهم من الخرف فَقَالَ فِي حرف الْمِيم فِي الْأَسْمَاء المفردة مرَارَة بن الرّبيع رَضِي الله عَنهُ ذكره كَعْب بن مَالك رَضِي الله عَنهُ فِي حَدِيث تَوْبَته وَلم أره فِي شَيْء من الْمَغَازِي وَحَدِيثه فِي الصَّحِيحَيْنِ ثمَّ قَالَ فِي بَاب الْهَاء هِلَال بن أُميَّة الوَاقِفِي لم أر أحدا من أهل الْمَغَازِي ذكره فِي أهل بدر وَفِي حَدِيث تَوْبَة كَعْب بن مَالك ذكره من أهل بدر وَحَدِيث كَعْب فِي الصَّحِيحَيْنِ وَالله أعلم بِالصَّوَابِ هَذَا آخر كَلَامه
قلت وَأَنا الْمَمْلُوك العَبْد الْفَقِير عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله اليونيني عَفا الله عَنهُ وَقد ذكرهمَا فِي أهل بدر الإِمَام الْحَافِظ إِمَام أهل الْمغرب بل والمشرق أَيْضا أَبُو عمر يُوسُف بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْبر رَحمَه الله فِي كِتَابه الِاسْتِيعَاب أَنَّهُمَا شَهدا بَدْرًا عِنْد ذكر تَرْجَمَة كل مِنْهُمَا وذكرهما إِمَام الدُّنْيَا أَبُو عبد الله البُخَارِيّ رَضِي الله عَنهُ فِي غير حَدِيث تَوْبَة كَعْب عِنْد ذكره أَسمَاء من شهد بَدْرًا ذكر مرَارَة وهلالا وذكرهما الْحَافِظ أَبُو عَليّ الغساني فِي تَقْيِيده وَهل اطلع شَيخنَا وَسَيِّدنَا على من ذكرهمَا غير من ذكره الْمَمْلُوك فِيمَن شهد بَدْرًا وَبَين وَجه الصَّوَاب فِي ذَلِك وَمَا يتَرَجَّح عِنْده من ذَلِك مثابين مَأْجُورِينَ رَضِي الله عَنْهُم
فَأَجَابَهُ عبد الْمُؤمن بِأَن قَالَ لم يشْهد مرَارَة وَلَا هِلَال بَدْرًا وَلَا أحد أَيْضا وَإِن ذكرهمَا الإِمَام أَحْمد والبخري وَمُسلم وَإِمَام الغرب والشرق وَغَيرهم لِأَن بَعضهم قلد بَعْضًا فزل والمقلد الْأَصْلِيّ الإِمَام أَبُو بكر مُحَمَّد بن مُسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهَاب بن عبد الله بن حَارِث بن زهرَة بن كلاب وَمِنْه أَتَى الْوَهم وَمن ذكرهمَا فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة مِمَّن شَهدا أحدا فلقدم إسلامهما لَا لشهودهما الْوَقْعَة
وَأما قَول الإِمَام شرف الدّين أبقاه الله لصَاحب الِاسْتِيعَاب إِمَام الغرب والشرق فَلَقَد عثرت لَهُ على عدَّة أَوْهَام كَثِيرَة فِي كِتَابه
فَمِنْهَا أَنه ذكر عُثْمَان بن عبيد الله بن عُثْمَان بن عَمْرو بن كَعْب بن سعد ابْن تيم بن مرّة بن كَعْب التَّيْمِيّ فِي الصَّحَابَة وَلَا تعرف لَهُ صُحْبَة وَلَا إِسْلَام بن الحصبة لوَلَده عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن أخي طَلْحَة بن عبيد الله بن عُثْمَان التَّيْمِيّ أسلم عَام الْفَتْح وَله صُحْبَة وَرِوَايَة قتل مَعَ ابْن الزبير بِمَكَّة
وَمِنْهَا أَنه ذكر جبر بن عتِيك بن قيس بن هيشة بن الْحَارِث بن أُميَّة بن مُعَاوِيَة بن مَالك بن عَوْف بن عَمْرو بن مَالك بن الْأَوْس وَزَاد فِي نسبه الْحَارِث بَين عتِيك وَقيس وَالصَّحِيح أَن الْحَارِث بن قيس بن هيشة عَم جبر لَا جده
وَأسْقط فِي كِتَابه جَابر بن عتِيك بن قيس بن الْأسود بن مري بن كَعْب بن غنم بن سَلمَة أَخا عبد الله بن عتِيك بن قيس أحد الْخَمْسَة الخزرجيين الَّذين قتلوا أَبَا رَافع ابْن أبي الْحقيق بِخَيْبَر وَقد روى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ لوَلَده عبد الْملك بن جَابر بن عتِيك عَن جَابر بن عبد الله بن عَمْرو بن حرَام عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (إِذا حدث الرجل الْقَوْم ثمَّ الْتفت فَهِيَ أَمَانَة)
وَمِنْهَا أَنه ذكر زيد بن عَاصِم بن كَعْب بن مُنْذر بن عَمْرو بن عَوْف بن مبذول الْمَازِني وَلَا صُحْبَة لَهُ وَإِنَّمَا الصُّحْبَة لِوَلَدَيْهِ حبيب وَعبد الله صَاحب حَدِيث الْوضُوء وَغَيره ولأمهما أم عمَارَة نسيبة بنت كَعْب بن عَمْرو بن عَوْف ابْن مبذول صُحْبَة ومشاهد وَرِوَايَة
وَكَعب وَمُنْذِر فِي نسب عَاصِم وهم ثَان وَصَوَابه زيد بن عَاصِم بن عَمْرو بن عَوْف بن مبذول بن عَمْرو بن غنم بن مَازِن بن النجار الْمَازِني وَهُوَ ابْن عَم زَوجته أم عمَارَة نسيبة أُخْت عبد الله شَهدا بَدْرًا وَمَا بعْدهَا وَعبد الرَّحْمَن شهد أحدا وَمَا بعْدهَا وخَالِد قتل يَوْم بِئْر مَعُونَة والْحَارث قتل يَوْم الْيَمَامَة فهم أَوْلَاد كَعْب بن عَمْرو بن عَوْف بن مبذول ثمَّ خلف على أم عمَارَة غزيَّة بن عَمْرو بن عَطِيَّة بن خنساء بن مبذول الْمَازِني
فَولدت لَهُ تميما وَالِد عباد بن تَمِيم وَخَوْلَة وَلَهُمَا صُحْبَة
وغزية هُوَ الَّذِي شهِدت مَعَه أم عمَارَة الْعقبَة وأحدا لَا زيد بن عَاصِم كَمَا قَالَ إِمَام الغرب والشرق
وَمِنْهَا أَنه ذكر أسيد بن ظهير أخي مظهر وخديج أَوْلَاد رَافع بن عدي ابْن زيد بن عَمْرو بن يزِيد بن دشم بن حَارِثَة فَأَخْطَأَ فِيهِ من وَجْهَيْن
أَحدهمَا زِيَادَة عَمْرو بن زيد وَالثَّانِي يزِيد وَإِنَّمَا هُوَ زيد بِغَيْر يَاء فِي أَوله
وَذكر نِسْبَة أَبِيه على الصَّوَاب فَقَالَ ظهير بن رَافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حَارِثَة
وَأَخْطَأ أَيْضا فِي نسب ابْن عَمه فَقَالَ رَافع بن خديج بن رَافع بن عدي بن زيد ابْن جشم بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْحَارِثِيّ فنسبه إِلَى الْخَزْرَج وَهُوَ من الْأَوْس أخى الْخَزْرَج ابنى حَارِثَة بن ثَعْلَبَة العنقاء بن عَمْرو مزيقياء بن عَامر مَاء السَّمَاء بن حَارِثَة الغطريف بن امْرِئ الْقَيْس البطريق بن ثَعْلَبَة البهلول بن مَازِن بن الأزد بن الْغَوْث ابْن نبت بن مَالك بن زيد بن كهلان أخى حمير ابنى سبأ بن يشجب بن يعرب ابْن قحطان وَأم الْأَوْس والخزرج قيلة بنت كَاهِل بن عذرة بن سعد هذيم بن قضاعة فظهير وبيته من بني حَارِثَة بن الْحَارِث بن الْخَزْرَج بن عَمْرو وَهُوَ النبت بن مَالك بن الْأَوْس وَفِي الْخَزْرَج بَنو الْحَارِث بن الْخَزْرَج الَّذين قَالَ فيهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (خير دور الْأَنْصَار دَار بني النجار ثمَّ دَار بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج ثمَّ جَار بني سَاعِدَة وَفِي كل دور الْأَنْصَار خير)
فَمن بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج نقباءهم عبد الله بن رَوَاحَة وَسعد بن الرّبيع الْمَقْتُول يَوْم أحد وثابت بن قيس بن شماس خطيب الْأَنْصَار وخارجة بن زيد ختن أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَبشير بن سعد وَالِد عُثْمَان وَأَوْس بن أَرقم وَأَخُوهُ زيد وخلاد بن سُوَيْد الْمَقْتُول يَوْم بني قُرَيْظَة بالرحى وَولده السَّائِب وَغَيرهم فَهَؤُلَاءِ يُقَال لَهُم الحارثيون الخزرجيون وَأُولَئِكَ يُقَال لَهُم الحارثيون الأوسيون
وَذكر أَيْضا إِمَام الشرق والغرب حاجبا وحبيبا وحبابا أَوْلَاد زيد بن تيم بن أُميَّة بن خفاف بن بياضة بن سعيد
وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ بياضة بَين خفاف بن سعيد بن مرّة بن مَالك بن الْأَوْس
فَقَالَ فِي كل وَاحِد مِنْهُم الْأنْصَارِيّ البياضي وَلَيْسوا ببياضيين لأَنهم من الْأَوْس وبياضة من الْخَزْرَج وبياضة الَّذِي فِي نسبهم لَيْسَ هُوَ بِبَطن فينسبوا إِلَيْهِ وَالَّذِي ينْسب إِلَيْهِ هُوَ بياضة أَخُو زُرَيْق ابْنا عَامر بن زُرَيْق بن عبد حَارِثَة بن مَالك بن غضب بن جشم بن الحزرج وحاجب وأخواه من الْأَوْس
وَذكر أَيْضا إِمَام الغرب والشرق فِي الصَّحَابَة حَارِثَة بن مَالك بن غضب بن جشم ابْن الْخَزْرَج
وَهَذَا من أفحش الْغَلَط وأقبحه من وَجْهَيْن اثْنَيْنِ
أَحدهمَا أَنه جاهلي قديم بَينه وَبَين أَوْلَاد من الصَّحَابَة نَحْو من ثَمَانِيَة آبَاء أَو تِسْعَة فَكيف يَصح وجوده فِي زمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فضلا عَن صحبته إِيَّاه
الثَّانِي أَن اسْمه عبد حَارِثَة وَهُوَ جد بياضة وزريق ابْني عَامر بن زُرَيْق بن عبد حَارِثَة فاسقط عبدا وَذكر حَارِثَة
وَذكر أَيْضا فِي كِتَابه حليمة بنت أبي ذُؤَيْب عبد الله بن الْحَارِث بن شجنة بن جَابر بن ناصرة بن فصية بِضَم الْفَاء تَصْغِير فصاة وَهِي النواة
وَزوجهَا الْحَارِث بن عبد الْعُزَّى بن رِفَاعَة بن ملان بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوَازن أخي سليم ومازن أَوْلَاد مَنْصُور بن عِكْرِمَة بن خصفة بن قيس عيلان وَلَا يعرف لَهَا صُحْبَة وَلَا إِسْلَام
وَذكر أَنَّهَا أَتَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم حنين وَبسط لَهَا رِدَاءَهُ وروت عَنهُ وروى عَنْهَا عبد الله بن جَعْفَر
وَهَذَا كُله لَا يَصح وَرِوَايَة ابْن جَعْفَر عَنْهَا مُنْقَطِعَة لم يُدْرِكهَا وَالَّتِي أَتَتْهُ يَوْم حنين هِيَ بنتهَا الشيماء وَاسْمهَا جدامة وَقيل حذافة وَكَانَت تحضن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ أمهَا وتوركه وَإِنَّمَا جَاءَتْهُ حليمة بِمَكَّة قَدِيما قبل النُّبُوَّة وَقد تزوج خَدِيجَة فأعطتها خَدِيجَة أَرْبَعِينَ شَاة وجملا موقعا للظعينة ثمَّ انصرفت إِلَى أَهلهَا
وَذكر أَيْضا مرَارَة بن الرّبيع الْعمريّ من بني عَمْرو بن عَوْف وَلم يكن مِنْهُم صَرِيحًا وَإِنَّمَا هُوَ حَلِيف لَهُم وَهُوَ مرَارَة بن الرّبيع بن عَمْرو بن الْحَارِث بن زيد بن الْجد بن العجلان بن حَارِثَة بن ضبيعة بن حرَام بن جعل بن عَمْرو بن جشم بن وذم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني أخي فران بن بلي بن عَمْرو بن الحاف ابْن قضاعة
وَبَنُو العجلان بطن من بلي حلفاء بني زيد بن مَالك بن عَوْف بن عَمْرو بن عَوْف ابْن مَالك بن الْأَوْس وَمِنْهُم عَاصِم ومعن ابْنا عدي بن الْجد بن عجلَان شَهدا بَدْرًا وَمَا بعْدهَا وَمِنْهُم عُوَيْمِر بن الْحَارِث بن زيد بن حَارِثَة بن الْجد بن العجلان الَّذِي رمى زَوجته بِشريك بن عَبدة بِفَتْح الْبَاء بن مغيث بن الْجد بن العجلان وَهُوَ ابْن سَحْمَاء وَهِي أمه وَشهد عَبدة أحدا
وَذكر أَيْضا هِلَال بن أُميَّة الوَاقِفِي وَلم يصل نسبه بواقف بل قصر فِيهِ وَهُوَ هِلَال بن أُميَّة بن عَامر بن قيس بن عبد الأعلم بن عَامر بن كَعْب بن وَاقِف واسْمه سَالم بن امْرِئ الْقَيْس بن مَالك بن الْأَوْس وَلم يشْهد من بني وَاقِف أحد بَدْرًا وَلَا أحدا أَيْضا وَإِنَّمَا ذكر فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة مَعَ من شهد أحدا لقدم إِسْلَامه
وَذكر أَيْضا علبة بن زيد فقصر فِي نسبه وَهُوَ علبة بن زيد أخى جبر وَالِد أبي عبس بن جبر أحد قتلة كَعْب بن الْأَشْرَف وأخى صَيْفِي وقيظي أَيْضا وَالِد مربع وَأَوْس الْمُنَافِقين
وَزيد بن مربع هُوَ الَّذِي بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم عَرَفَة إِلَى قوم بالموقف
يَقُول لَهُم (كونُوا على مشاعركم فَإِنَّكُم على إِرْث من إِرْث إِبْرَاهِيم)
أربعتهم زيد وَصَيْفِي وجبر وقيظي أَوْلَاد عَمْرو أخى عدي بن زيد بن جشم بن حَارِثَة
وعلبة أحد البكائين الَّذين {توَلّوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أَلا يَجدوا مَا يُنْفقُونَ}
وَلما حض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الصَّدَقَة وَجَاء كل رجل من الْأَنْصَار بطاقته وَمَا عِنْده قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّه لَيْسَ عِنْدِي مَا أَتصدق بِهِ إِلَّا عرض وسَادَة حشوها لِيف ودلو استسقي بِهِ المَاء اللَّهُمَّ إِنِّي أَتصدق بعرضي على من ناله من خلقك فَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مناديا يُنَادي أَيهَا الْمُتَصَدّق بعرضه فَقَامَ علبة
فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِن الله قد قبل صدقتك)
وَفِي كتاب إِمَام الشرق والغرب أَوْهَام أخر تركت ذكرهَا اختصارا وَكنت عزمت على جمعهَا فِي كتاب فَإِن يسر الله فعلت
وَأما إِمَام الدُّنْيَا أَبُو عبد الله البُخَارِيّ فَفِي جَامعه الصَّحِيح أَوْهَام مِنْهَا
فِي بَاب من بَدَأَ بالحلاب وَالطّيب عِنْد الْغسْل ذكر فِيهِ حَدِيث عَائِشَة (كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا اغْتسل من الْجَنَابَة دَعَا بِشَيْء نَحْو الحلاب فَأخذ بكفه) الحَدِيث ظن البُخَارِيّ أَن الحلاب ضرب من الطّيب فَوَهم فِيهِ وَإِنَّمَا هُوَ إِنَاء يسع حلب النَّاقة وَهُوَ أَيْضا المحلب بِكَسْر الْمِيم
وَحب المحلب بِفَتْح الْمِيم من العقاقير الْهِنْدِيَّة
وَذكر فِي بَاب مسح الرَّأْس كُله من حَدِيث مَالك عَن عَمْرو بن يحيى عَن أَبِيه أَن رجلا قَالَ لعبد الله بن زيد وَهُوَ جد عَمْرو بن يحيى أتستطيع أَن تريني كَيفَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَوَضَّأ
قَوْله جد عَمْرو بن يحيى وهم وَإِنَّمَا هُوَ عَم أَبِيه وَهُوَ عَمْرو بن أبي حسن وَعَمْرو بن يحيى بن عمَارَة بن أبي حسن تَمِيم بن عَمْرو بن قيس بن محرث ابْن الْحَارِث بن ثَعْلَبَة بن مَازِن بن النجار الْمَازِني وَلأبي حسن صُحْبَة وَقد ذكره فِي الْبَاب بعده على الصَّوَاب من حَدِيث وهيب عَن عَمْرو بن يحيى عَن أَبِيه قَالَ شهِدت عَمْرو بن أبي حسن سَأَلَ عبد الله بن زيد عَن وضوء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحَدِيث
وَذكر فِي أَيْضا فِي بَاب إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة فَلَا صَلَاة إِلَّا الْمَكْتُوبَة من حَدِيث شُعْبَة عَن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن حَفْص بن عَاصِم عَن رجل من الأزد يُقَال لَهُ مَالك بن بُحَيْنَة
وَقد وهم شُعْبَة فِي قَوْله مَالك بن بُحَيْنَة وَإِنَّمَا هُوَ وَلَده عبد الله بن بُحَيْنَة وَقد رَوَاهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة على الصَّوَاب
فَأَما ابْن ماجة فَرَوَاهُ من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أَبِيه عَن حَفْص عَن عبد الله بن بُحَيْنَة وَرَوَاهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث أبي عوَانَة عَن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن حَفْص عَن ابْن بُحَيْنَة يَعْنِي عبد الله وَلَيْسَ لمَالِك صُحْبَة وَإِنَّمَا الصُّحْبَة لوَلَده عبد الله بن مَالك بن القشب
هَذَا قَول ابْن سعد
وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ مَالك بن معبد بن القشب وَهُوَ جُنْدُب بن نَضْلَة بن عبد الله بن رَابِع بن محضب بن مُبشر بن صَعب بن دهمان بن نصر بن زهران بن كَعْب بن الْحَارِث بن كَعْب بن عبد الله بن مَالك بن نصر بن الأزد
وبحينة أم عبد الله بنت الْحَارِث بن الْمطلب بن عبد منَاف وَاسْمهَا عَبدة أُخْت عُبَيْدَة بن الْحَارِث بن الْمطلب الْمَقْتُول يَوْم بدر رَفِيق حَمْزَة وَعلي الَّذين برزوا يَوْم بدر لعتبة بن ربيعَة وأخيه شيبَة بن ربيعَة بن عبد شمس بن عبد منَاف والوليد ابْن عتبَة ولبحينة صُحْبَة
وَذكر فِيهِ أَيْضا فِي بَاب من يقدم فِي اللَّحْد فِي الْجَنَائِز قَالَ جَابر فَكفن أبي وَعمي فِي نمرة وَاحِدَة وَلم يكن لجَابِر عَم وَإِنَّمَا هُوَ عَمْرو بن الجموح بن زيد ابْن حرَام بن كَعْب كَانَت عِنْده عَمه جَابر هِنْد بنت عَمْرو بن حرَام بن ثَعْلَبَة بن حرَام بن كَعْب بن غنم بن كَعْب بن سَلمَة
وَذكر فِيهِ أَيْضا فِي غَزْوَة الْمَرْأَة الْبَحْر عَن عبد الله بن مُحَمَّد عَن مُعَاوِيَة بن عَمْرو عَن أبي إِسْحَاق عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ عَن أنس قَالَ دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على بنت ملْحَان الحَدِيث
قَالَ أَبُو مَسْعُود سقط بَين أبي إِسْحَاق وَبَين أبي طوالة عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن معمر بن حزم زَائِدَة بن قدامَة الثَّقَفِيّ
وَذكر فِيهِ أَيْضا فِي مَنَاقِب عُثْمَان بن عَفَّان أَن عليا جلد الْوَلِيد بن عقبَة ثَمَانِينَ
وَالَّذِي رَوَاهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار عَن الداناج عبد الله بن فَيْرُوز عَن حضين بن الْمُنْذر عَن عَليّ أَن عبد الله بن جَعْفَر جلده وَعلي يعد فَلَمَّا بلغ أَرْبَعِينَ قَالَ عَليّ أمسك
وَذكر فِيهِ أَيْضا فِي بَاب وُفُود الْأَنْصَار حَدثنَا عَليّ حَدثنَا سُفْيَان قَالَ كَانَ عَمْرو يَقُول سَمِعت جَابر بن عبد الله يَقُول شهد بِي خالاي الْعقبَة قَالَ عبد الله بن مُحَمَّد قَالَ ابْن عُيَيْنَة أَحدهمَا الْبَراء بن معْرور
وَهَذَا وهم إِنَّمَا خالاه ثَعْلَبَة وَعَمْرو ابْنا عنمة بن عدي بن سِنَان بن نابي بن عَمْرو بن سَواد بن غنم بن كَعْب بن سَلمَة أختهما أنيسَة بنت عنمة أم جَابر بن عبد الله
وَذكر فِيهِ أَيْضا فِي بَاب فضل من شهد بَدْرًا فَابْتَاعَ بَنو الْحَارِث بن عَامر بن نَوْفَل بن عبد منَاف خبيبا وَكَانَ خبيب هُوَ قتل الْحَارِث بن عَامر يَوْم بدر
وَهَذَا وهم مَا شهد خبيب بن عدي بن مَالك بن عَامر بن مجدعة بن جحجبا ابْن كلفة بن عَوْف بن عَمْرو بن عَوْف بن مَالك بن الْأَوْس بَدْرًا وَلَا قتل الْحَارِث وَإِنَّمَا الَّذِي شهد بَدْرًا وَقتل الْحَارِث بن عَامر هُوَ خبيب بن إساف بن عنبة بن عَمْرو بن خديج بن عَامر بن جشم بن الْحَارِث بن الْخَزْرَج
وَفِي الْجَامِع أَوْهَام غير ذَلِك
وَهَذَا قَول عبد الْمُؤمن بن خلف الدمياطي خَادِم السّنة النَّبَوِيَّة بالديار المصرية وَهِي الْجند الغربي السَّالِم من الْفِتَن لما روى أَبُو شُرَيْح عبد الرَّحْمَن بن شُرَيْح الإسكندري عَن عميرَة بن أبي نَاجِية عَن أَبِيه عَن عَمْرو بن الْحمق الْخُزَاعِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (تكون فتن خير النَّاس فِيهَا أَو أسلم النَّاس فِيهَا الْجند الغربي) فَلذَلِك قدمت عَلَيْكُم مصر وَعَمْرو بن الْحمق مدفون بِظَاهِر بَال الْعِمَادِيّ من الْموصل زرته فِي رحلتي قَتله عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عُثْمَان بن عبد الله بن ربيعَة بن الْحَارِث بن حبيب بتَشْديد الْيَاء ابْن الْحَارِث بن مَالك بن حطيط بن جشم بن ثَقِيف الْمَدْعُو بِابْن أم الحكم وَهِي أمه بنت أبي سُفْيَان وَحمل رَأسه إِلَى خَاله مُعَاوِيَة بِالشَّام وَكَانَ خَاله ولاه الْكُوفَة ومصر وَقَالَ الشّعبِيّ وَهُوَ أول رَأس نقل
وَكَانَ عَمْرو بن الْحمق أحد الرُّءُوس الَّذين سَارُوا إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ أبي عبد الله وَأبي عَمْرو عُثْمَان بن عَفَّان أخي عفيف وعَوْف وَالْحكم والمغيرة أَوْلَاد أبي الْعَاصِ أخى الْعَاصِ وَأبي الْعيص والعيص وهم الأعياص والعصاة وإخواتهم حَرْب وَأَبُو حَرْب وسُفْيَان وَأَبُو سُفْيَان وَيُقَال هم العنابس لأَنهم كَانُوا يَوْم عكاظ مَعَ أخيهم خرب فَقَاتلُوا قتالا شَدِيدا فشبهوا بالأسد فَقيل لَهُم العنابس والأسد يُقَال لَهُ عَنْبَسَة
وأخورهم عَمْرو الْجواد وَأَبُو عَمْرو جد عقبَة بن أبي معيط بن أبي عَمْرو عشرتهم أَوْلَاد أُميَّة الْأَكْبَر أخى حبيب أمهما بعجن بنت عبيد بن رؤاس
وَأُميَّة الْأَصْغَر هُوَ جد الثريا بنت عبد الله بن الْحَارِث بن أُميَّة الْأَصْغَر تزَوجهَا سُهَيْل بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَقَالَ
(أَيهَا المنكح الثاريا سهيلا ... عمرك الله كَيفَ يَلْتَقِيَانِ)
(هِيَ شامية إِذا مَا اسْتَقَلت ... وَسُهيْل إِذا مَا اسْتَقل يماني)
وَعبد أُميَّة وَنَوْفَل وأمهم عبلة بنت عبيد من بني حَنْظَلَة بن مَالك بن زيد مَنَاة ابْن تَمِيم وإليها ينْسب وَلَدهَا فَيُقَال لَهُم العبلات وأخواهم عبد الْعُزَّى وَرَبِيعَة أَوْلَاد عبد شمس أخى هَاشم وَالْمطلب وَنَوْفَل أَوْلَاد عبد منَاف واسْمه الْمُغيرَة قَالَ الشَّاعِر وَهُوَ مطرود الْخُزَاعِيّ فِي أَوْلَاد عبد منَاف
(إِن الْمُغيرَات وأبناءهم ... لخير أَحيَاء وأموات)
(أَرْبَعَة كلهم سيد ... أَبنَاء سَادَات لسادات)
(أخلصهم عبد منَاف فهم ... عَن لوم من لَام بمنجاة)
(ميت بسلمان وميت بردمان ... وميت وسط غزات)
(وميت أوجعني فَقده ... مَاتَ بشرقي البنيات)
مَاتَ هَاشم بغزة وَمَات الْمطلب بردمان وَمَات نَوْفَل بسلمان مَاء على طَرِيق مَكَّة من الْعرَاق وَمَات عبد شمس بِمَكَّة وَدفن بالحجون
آخِره وَالْحَمْد لله وَحده
أنشدنا الشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد رَحمَه الله من لَفظه فِي ثَانِي عيد الْأَضْحَى سنة اثْنَتَيْنِ خمسين وَسَبْعمائة قَالَ أنشدنا شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد الدمياطي من لَفظه لنَفسِهِ
(روينَا بِإِسْنَاد عَن ابْن مُغفل ... حَدِيثا شهيرا صَحَّ من عِلّة الْقدح)
(بِأَن رَسُول الله حِين مسيره ... لثامنة وافته فِي غَزْوَة الْفَتْح)
(تَلا خير مقروء على خير مُرْسل ... فَرجع فِي الْآيَات من سُورَة الْفَتْح)
طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي

 

 

عبد المؤمن بن خلف بن أبى الحسن بن العفيف شرف الدين 
ابن الخضر بن موسى الدمياطى-بالدال المهملة.
التوفى المولد. وتونه بليدة ببحيرة تنيس ولد في المحرم سنة 614 وفيها ولد موفّق الدين أبو عبد الله الخراسانى، وعبد المؤمن المذكور: إمام عصره في الحديث، ومؤرخ مصر وحافظها.
ذو الرحلة الشهيرة: والمشيخة الكثيرة، وكان ذاكرا للجرح والتعديل، والأسانيد، والوفيات، والمواليد.
أجاز لابن الزبير: أحمد الأصغر.
وله تآليف جمّة منها: معجم شيوخه-الذين لقيهم، وأخذ عنهم بالحجاز، والشام، والجزيرة، والعراق، وديار مصر، وغيرها، وهى في سفرين يزيد عددهم على ألف شيخ وثلاثمائة شيخ. وكتاب: «الأربعين المتباينة الإسناد، المخرجة على الصحيح من حديث بغداد». وكتاب: «الأعيان الجياد، من شيوخ بغداد»، وكتاب: «الأربعين الموافقات العوالى»، وكتاب: «الأربعين السباعية الأبدال»، وكتاب: «المائة التّساعية الأبدال»، وكتاب: «التّساعية المطلقة»، وكتاب: «فضل الخيل»، و «فضل قبائل الخزرج بن حارثة»، وكتاب: «أخبار بنى المطلب بن عبد مناف»، وكتاب: «أخبار بنى نوفل بن عبد مناف»، وكتاب: «أخبار بنى جمح بن عمرو بن هصيص»، وكتاب: «أخبار بنى سهم بن عمرو بن هصيص»، وكتاب «كشف المغطّى، فى تبيين الصلاة الوسطى». ذكر فيه ستة عشر قولا، وكتاب: «ستة الأيام من شوال»، وكتاب: «الذكر والتسبيح أعقاب الصلوات»، وكتاب: «العقد المثمن، فيمن تسمى بعبد المؤمن»، و «المجالس البغدادية» التى أملاها ببغداد، و «المجالس الشمسية»، و «المجالس القطبية»، وكتاب: «التسلّى والاغتباط، لمن تقدم من الإفراط»، وكتاب: «المصافحات» وله نظم.
توفى غدوة بوم الأحد الخامس عشر لذى قعدة سنة 705 ودفن من الغد بظاهر باب القصر، وصلّى عليه القاضى بدر الدين بن جماعة.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ‍)

 

 

شرف الدين الدمياطى.
الفقيه، المحدث،
الرحالة، المسند، المكثر شهر بلقبه.
توفى سنة 705
هو عبد المؤمن بن خلف بن أبى الحسن بن شرف الدمياطى أبو أحمد وأبو محمد شرف الدين. قال ابن حجر: ولد بتونة من تبريز من عمل تنيس في آخر سنة 13 ونشأ بدمياط ونشاغل أولا بالفقه، ثم طلب الحديث بعد أن دخل العشرين وجاوزها، فسمع بالإسكندرية في سنة 36 من أصحاب السلفى، وبالقاهرة منهم ومن ابن المقير والطبقة، ولازم المنذرى وحج سنة 43 فسمع بالحرمين ودخل الشام سنة 45 ثم دخل الجزيرة، والعراق، وكتب الكثير، وجمع معجم شيوخه فى أربع مجلدات، وحدث، وأملى في حياة مشايخه، وكتب عنه جماعة من رفاقه، وبلغ عدد مشايخه ألف شيخ، ومائتى شيخ، وخمسين شيخا، وله إجازة من ابن اللتى وأبى نصر ابن الشيرازى. قال المزى: ما رأيت أحفظ منه. وصنف كتابا في الصلاة وآخر في الحيل، وقبائل الخزرج، وقبائل الأوس والعقد الثمن فى من اسمه عبد المؤمن، والمتباينة والسيرة النبوية وغير ذلك. قال الذهبى: كان ملح الهيئة، حسن الخلق، بساما فصيحا، لغويا مقرئا جيد العبارة، كبير النفس، صحيح الكتب، مفيدا، جيد المذاكرة. وقال ابن سيد الناس: سمعته يقول دخلت على جماعة يقرءون الحديث فمر عبد الله بن سلام فشددوا لامه فقلت: سلام عليكم سلام سلام! وكان له نظم متوسط وحدث بالإجازة العامة عن المؤيد الطوسى وغيره، وحدث عنه كمال الدين بن العديم، ومات قبله بدهر، وأبو الحسين اليونينى، وهو من أقرانه، والإخائيان القاضيان، والقونوى: وأبو حيان، والمزى، وخلائق من مصر والقاهرة، والرحلين، وطال عمره؛ وتفرد بأشياء؛ فإنه كان قد أكثر عن يوسف بن خليل وكان تلا بالسبع على الكمال العباسى. وإجازاته في مجلد، وحمل عن الصعانى عشرين كتابا من تصانيفه في اللغة والحديث وأربى في علم النسب على المتقدمين ثم قال ابن حجر: ورأيت بخط أبى حيان: ؟ ؟ ؟ حافظ المشرق والمغرب، فذكره. قال الذهبى: كان موسما عليه في الرزق، وله حرمة وجلالة مات في خامس عشر ذى القعدة سنة 705 أرخه البرزالى وكان قد قرئ عليه ميعاد من الحديث وصعد إلى بيته فغشى عليه في السلم وأصعد ميثا رحمه الله تعالى.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ‍)