أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي أبي عبد الرحمن

الإمام النسائي

تاريخ الولادة215 هـ
تاريخ الوفاة303 هـ
العمر88 سنة
مكان الولادةنيسابور - إيران
مكان الوفاةمكة المكرمة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • خراسان - إيران
  • الحجاز - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • العراق - العراق
  • الجزيرة - بلاد الشام
  • نسا - تركمانستان
  • دمشق - سوريا
  • الرملة - فلسطين
  • مصر - مصر

نبذة

كان الإمام النسائي من بحور العلم مع الفهم والإتقان والبصر ونقد الرجال وحسن التأليف. نسب الإمام النسائي ومولده: هو الإمام الحافظ الثبت، شيخ الإسلام، ناقد الحديث، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي، صاحب السنن. وُلد (بِنَسا) سنةَ مائتين وخمس عشرة.

الترجمة

ترجمة الإمام النسائي 

كان الإمام النسائي من بحور العلم مع الفهم والإتقان والبصر ونقد الرجال وحسن التأليف.

نسب الإمام النسائي ومولده: هو الإمام الحافظ الثبت، شيخ الإسلام، ناقد الحديث، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي، صاحب السنن. وُلد (بِنَسا) سنةَ مائتين وخمس عشرة.   شيوخ الإمام النسائي: من شيوخ الإمام النسائي إسحاق بن راهويه، وهشام بن عمار، وسمع من قتيبة البَغْلاَنِيِّ المحدث.    

من ملامح شخصيته وأخلاقه:

1-كان يحب طلب العلم والترحال من أجل تحصيله؛ فقد جال البلاد واستوطن مصر، فحسده مشايخها، فخرج إلى الرَّمْلة في فلسطين.

2-كان يجتهد في العبادة؛ قال أبو الحسين محمد بن مظفر الحافظ: "سمعت مشايخنا بمصر يعترفون له بالتقدم والإمامة، ويصفون اجتهاده في العبادة بالليل والنهار، ومواظبته على الحج والجهاد". وقال غيره: "كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وكان له أربع زوجات وسُرِّيَّتان، وكان كثير الجماع، حسن الوجه، مشرق اللون". قالوا: "وكان يقسم للإماء كما يقسم للحرائر".

3-وقد قيل عنه: إنه كان يُنسب إليه شيء من التشيع.   قالوا: ودخل إلى دمشق فسأله أهلها أن يحدثهم بشيء من فضائل معاوية، فقال: "أما يكفي معاوية أن يذهب رأسًا برأس حتى يُروى له فضائل؟!" فقاموا إليه فجعلوا يطعنون في حِضْنَيْهِ (الحِضْنُ: ما دون الإبط إلى الكشح)، حتى أخرج من المسجد الجامع، فسار من عندهم إلى مكة فمات بها.    

 

مكانة الإمام النسائي العلمية: كان الإمام النسائي من بحور العلم مع الفهم والإتقان والبصر ونقد الرجال وحسن التأليف، رحل في طلب العلم إلى خراسان والحجاز ومصر والعراق والجزيرة والشام والثغور، ثم استوطن مصر ورحل الحُفَّاظ إليه، ولم يبقَ له نظير في هذا الشأن. حدَّث عنه أبو بشر الدولابي، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو على النيسابوري، وغيرهم كثير.   قال الحافظ ابن طاهر: "سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه، فقلت: قد ضعَّفه النسائي. فقال: يا بُني، إن لأبي عبد الرحمن شرطًا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم. قلت: صَدَق؛ فإنه ليَّن جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم".   قال الحاكم: "كلام النسائي على فقه الحديث كثير، ومن نظر في سننه تحيَّر في حسن كلامه". وقال ابن الأثير في أول جامع الأصول: "كان شافعيًّا، له مناسك على مذهب الشافعي، وكان ورعًا متحريًا".    

مؤلَّفات الإمام النسائي: ترك الإمام النسائي مجموعة من الكتب، منها:

1-كتاب السنن الكبرى في الحديث. وهو الذي عُرف به، وجاء في سير أعلام النبلاء.

2-كتاب المُجتبَى، وهو السنن الصغرى، من الكتب الستة في الحديث.

3-مسند علي.

4-وله كتاب التفسير في مجلد. 5-الضعفاء والمتروكون في رجال الحديث.    

درجة أحاديث الإمام النسائي: يقول السيوطي في مقدمة شرحه لكتاب السنن للنسائي: "كتاب السنن أقل الكتب بعد الصحيحين حديثـًا ضعيفـًا، ورجلاً مجروحـًا".   وقد اشتهر النسائي بشدة تحريه في الحديث والرجال، وأن شرطه في التوثيق شديد. وقد سار في كتابه (المُجتبى) على طريقة دقيقة تجمع بين الفقه وفن الإسناد، فقد رتَّب الأحاديث على الأبواب، ووضع لها عناوين تبلغ أحيانًا منزلة بعيدة من الدقة، وجمع أسانيد الحديث الواحد في موطن واحد.

من شروح سنن الإمام النسائي: (زهر الرُّبى على المجتبى) لجلال الدين السيوطي المُتوفَّى سنة 911هـ، وهو بمنزلة تعليق لطيف، حلَّ فيه بعض ألفاظه، ولم يتعرض بشيء للأسانيد.   حاشية لأبي الحسن نور الدين بن عبد الهادي السِّندي، المتوفَّى سنة 1136هـ. ومن الشروح الحديثة: (ذخيرة العُقبى في شرح المجتبى) للشيخ محمد بن علي بن آدم الأثيوبي المدرس بدار الحديث الخيرية بمكة، وهو شرح مبسوط، بذل فيه المؤلف جهدًا مشكورًا في نقل الأقوال، وجمعها وترتيبها، وترجيح ما ترجح لديه منها، ويظهر فيه الاهتمام بتراجم الرجال، والعناية بالمسائل اللغوية والنحوية التي تفيد في فهم الحديث، وقد طبع الكتاب مؤخرًا في ثمانية وعشرين جزءًا.    

ثناء العلماء على الإمام النسائي: قال ابن كثير في البداية والنهاية: "أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن النسائي، صاحب السنن، الإمام في عصره، والمقدم على أضرابه وأشكاله وفضلاء دهره، رحل إلى الآفاق، واشتغل بسماع الحديث، والاجتماع بالأئمة الحذاق". وقال الإمام الذهبي: "هو أحفظ من مسلم".   وقال ابن عدي: سمعت منصورًا الفقيه، وأحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي يقولان: "أبو عبد الرحمن النسائي إمام من أئمة المسلمين". وقال الحافظ أبو عبد الرحمن النيسابوري: "أبو عبد الرحمن النسائي الإمام في الحديث بلا مدافعة". وقال أبو الحسن الدار قطني: "أبو عبد الرحمن مُقدَّم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره".     وفاة الإمام النسائي: اختلف في مكان وزمان وفاته، فقيل: تُوفِّي بمكة سنة ثلاثٍ وثلاثمائة. وقيل: تُوفِّي بفلسطين سنة اثنتين وثلاثمائة.  

المراجع: - البداية والنهاية لابن كثير. - الوافي بالوفَيَات للصفدي. - سير أعلام النبلاء للذهبي.

 

قدم إلى مصر للتلقي على "يونس بن عبد الأعلى".

كتاب «تاريخ المصريين» للمؤرخ المصري «ابن يونس الصدفي»

 

النسائي
أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر النسائي، الحافظ؛ كان إمام أهل عصره في الحديث، وله كتاب السنن، وسكن بمصر وانتشرت  بها تصانيفه، وأخذ عنه الناس.
قال محمد بن إسحاق الأصبهاني: سمعت مشايخنا بمصر يقولون: إن أبا عبد الرحمن فارق مصر في آخر عمره، وخرج إلى دمشق، فسئل عن معاوية وماروي من فضائله، فقال: أما يرضى معاوية أن يخرج رأساً برأس، حتى يفضل وفي رواية أخرى: ما أعرف له فضيلة إلا لا أشبع الله بطنك. وكان يتشيع، فمازالوا يدفعون في حضنه حتى أخرجوه من المسجد، وفي روية أخرى: يدفعون في خصييه وداسوه، ثم حمل إلى الرملة فمات بها.
وقال الحافظ أبو الحسن الدارقطني: لما امتحن النسائي بدمشق، قال: احملوني إلى مكة، فحمل إليها فتوفي بها، وهو مدفون بين الصفا والمروة. وكانت وفاته في شعبان من سنة ثلاث وثلثمائة.
وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني: لما داسوه بدمشق مات بسبب ذلك الدوس، وهو منقول، قال: وكان قد صنف كتاب الخصائص في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأهل البيت، وأكثر رواياته فيه عن أحمد بن حنبل، رحمه الله تعالى. فقيل له: ألا تصنف كتاباً في فضائل الصحابة رضي الله عنهم، فقال: دخلت دمشق والمنحرف عن علي رضي الله عنه كثير، فأردت أن يهديهم الله تعالى بهذا الكتاب، وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وكان موصوفاً بكثرة الجماع.
قال الحافظ أبو القاسم المعروف بابن عساكر الدمشقي : كان له أربع زوجات يقسم لهن وسراري، وقال الدارقطني: امتحن بدمشق، فأدرك الشهادة، رحمه الله تعالى.
وتوفي يوم الاثنين، لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر، سنة ثلاث وثلثمائة بمكة، حرسها الله تعالى، وقيل: بالرملة من أرض فلسطين.
وقال أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس، صاحب تاريخ مصر، في تاريخه: إن أبا عبد الرحمن النسائي قدم مصر قديماً، وكان إماما في الحديث، ثقة ثبتا حافظا، وكان خروجه من مصر في ذي القعدة، سنة اثنتين وثلثمائة.
ورأيت بخطي في مسوداتي أن مولده بنسأ في سنة خمس عشرة، وقيل: أربع عشرة ومائتين، والله تعالى أعلم.
ونسبته إلى نسأ - بفتح النون وفتح السين المهملة وبعدها همزة - وهي مدينة بخراسان خرج منها جماعة من الأعيان.

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي

 

 

أَحْمد بن شُعَيْب بن على بن سِنَان بن بَحر الإِمَام الْجَلِيل أَبِي عبد الرَّحْمَن النسائى
أحد أَئِمَّة الدُّنْيَا فِي الحَدِيث وَالْمَشْهُور اسْمه وَكتابه
ولد سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ

وَسمع قُتَيْبَة بن سعيد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَهِشَام بن عمار وَعِيسَى بن حَمَّاد وَالْحُسَيْن بن مَنْصُور السلمى النيسابورى وَعَمْرو بن زُرَارَة وَمُحَمّد بن النَّضر المروزى وسُويد بن نصر وَأَبا كريب وَمُحَمّد بن رَافع وعَلى بن حجر وَأَبا بريد الجرمى وَيُونُس بن عبد الْأَعْلَى وخلقا سواهُم بخراسان وَالْعراق وَالشَّام ومصر والحجاز والجزيرة
روى عَنهُ أَبُو بشر الدولابى وَأَبُو على الْحُسَيْن النيسابورى وَحَمْزَة بن مُحَمَّد الكنانى وَأَبُو بكر أَحْمد بن السّني وَمُحَمّد بن عبد الله بن حيوية وَأَبُو الْقَاسِم الطبرانى وَخلق سواهُم
رَحل إِلَى قُتَيْبَة وَهُوَ ابْن خمس عشرَة سنة وَقَالَ أَقمت عِنْده سنة وشهرين
وَسكن مصر وَكَانَ يسكن بزقاق الْقَنَادِيل وَكَانَ يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا وَكَانَ كثير الْجِمَاع وَله أَربع زَوْجَات يقسم لَهُنَّ وَلَا يَخْلُو مَعَ ذَلِك عَن السرارى
وَدخل دمشق فَسئلَ عَن مُعَاوِيَة رضى الله عَنهُ ففضل عَلَيْهِ عليا كرم الله وَجهه فَأخْرج من الْمَسْجِد وَحمل إِلَى الرملة
وَأنكر عَلَيْهِ بَعضهم تصنيفه كتاب الخصائص لعلى رضى الله عَنهُ وَقيل لَهُ كَيفَ تركت تصنيف فَضَائِل الشَّيْخَيْنِ فَقَالَ دخلت إِلَى دمشق والمنحرف بهَا عَن على كثير فصنفت كتاب الخصائص رَجَاء أَن يهْدِيهم الله ثمَّ صنف بعد ذَلِك فَضَائِل الصَّحَابَة رضى الله عَنْهُم
قَالَ أَبُو على النيسابورى حَافظ خُرَاسَان فى زَمَانه حَدثنَا الإِمَام فى الحَدِيث بِلَا مدافعة أَبُو عبد الرَّحْمَن النسائى
وَقَالَ مَنْصُور الْفَقِيه وَأَبُو جَعْفَر الطحاوى رحمهمَا الله النسائى إِمَام من أَئِمَّة الْمُسلمين
وَقَالَ الدارقطنى أَبُو عبد الرَّحْمَن مقدم على كل من يذكر بِهَذَا الْعلم من أهل عصره

وَقَالَ ابْن طَاهِر المقدسى سَأَلت سعد بن على الزنجانى عَن رجل فوثقه فَقلت قد ضعفه النسائى فَقَالَ يَا بنى إِن لأبى عبد الرَّحْمَن شرطا فى الرِّجَال أَشد من شَرط البخارى وَمُسلم
وَقَالَ مُحَمَّد بن المظفر الْحَافِظ سَمِعت مَشَايِخنَا بِمصْر يصفونَ اجْتِهَاد النسائى فى الْعِبَادَة بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار وَأَنه خرج إِلَى الْفِدَاء مَعَ أَمِير مصر فوصف من شهامته وإقامته السّنَن المأثورة فى فدَاء الْمُسلمين واحترازه عَن مجَالِس السُّلْطَان الذى خرج مَعَه والانبساط فى المأكل وَأَنه لم يزل ذَلِك دأبه إِلَى أَن اسْتشْهد بِدِمَشْق من جِهَة الْخَوَارِج
وَقَالَ الدارقطنى كَانَ ابْن الْحداد أَبُو بكر كثير الحَدِيث وَلم يحدث عَن غير النسائى وَقَالَ رضيت بِهِ حجَّة فِيمَا بينى وَبَين الله
قلت سَمِعت شَيخنَا أَبَا عبد الله الذهبى الْحَافِظ وَسَأَلته أَيهمَا أحفظ مُسلم بن الْحجَّاج صَاحب الصَّحِيح أَو النسائى فَقَالَ النسائى ثمَّ ذكرت ذَلِك للشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد تغمده الله برحمته فَوَافَقَ عَلَيْهِ
وَقد اخْتلفُوا فى مَكَان موت النسائى فَالصَّحِيح أَنه أخرج من دمشق لما ذكر فَضَائِل على قيل مَا زَالُوا يدافعون فى خصيتية حَتَّى أخرج من الْمَسْجِد ثمَّ حمل إِلَى الرملة فتوفى بهَا
قَالَ أَبُو سعيد بن يُونُس توفى بفلسطين يَوْم الِاثْنَيْنِ لثلاث عشرَة خلت من صفر سنة ثَلَاث وثلاثمائة
وَقيل حمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا بَين الصَّفَا والمروة

 

طبقات الشافعية الكبرى للإمام السبكي

 

أَحْمد بن شُعَيْب بن على بن سِنَان بن بَحر بن عبد الرَّحْمَن النسائى بَقِيَّة الْأَئِمَّة الْأَعْلَام
سمع قُتَيْبَة بن سعيد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وخلقا كثيرا بخراسان وَالْعراق وَالشَّام والحجاز
روى عَنهُ أبي بشر الدولابى وَأبي بكر بن السنى وَأبي الْقَاسِم الطبرى
وَسكن زقاق الْقَنَادِيل فى مصر وصنف السّنَن الثَّلَاثَة وَعمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وفضائل على
وَكَانَ مليح الْوَجْه ظَاهر الدَّم مَعَ كبر السن وَكَانَ كثير الْجِمَاع مَعَ صَوْم يَوْم وَفطر يَوْم آخر
وَله أَربع زَوْجَات وَلَا يَخْلُو من سَرِيَّة وَيكثر أكل الديوك المسمنة الْكِبَار
قَالَ الدارقطنى أبي عبد الرَّحْمَن مقدم على كل من يذكر هَذَا الْفَنّ من أهل عصره
وَتوفى يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَالِث عشر صفر سنة ثَلَاث وثلاثمائة

المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبي إسحاق، برهان الدين. 

 

 

أَبُو عبد الرَّحْمَن أَحْمد بن شُعَيْب بن عَليّ بن سِنَان بن بَحر بن دِينَار الْخُرَاسَانِي النَّسَائِيّ
القَاضِي الإِمَام الْحَافِظ شيخ الْإِسْلَام أحد الْأَئِمَّة المبرزين والحفاظ المتقنين والأعلام الْمَشْهُورين طَاف الْبِلَاد وَسمع من خلائق
روى عَنهُ ابْن جوصا وَابْن السّني وَأَبُو سعيد بن الْأَعرَابِي والطَّحَاوِي وَأَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي وَابْن عدي وَابْن يُونُس والعقيلي وَابْن الأخرم وَأَبُو عوَانَة وَآخَرُونَ
قَالَ أَبُو عَليّ رَأَيْت من أَئِمَّة الحَدِيث أَرْبَعَة فِي وطني وأسفاري اثْنَان بنيسابور مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَإِبْرَاهِيم بن أبي طَالب وَأَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ بِمصْر وعبدان بالأهواز

وَقَالَ الْحَاكِم كَانَ النَّسَائِيّ أفقه مَشَايِخ مصر فِي عصره وأعرفهم بِالصَّحِيحِ والسقيم من الْآثَار وأعرفهم بِالرِّجَالِ
وَقَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ أحفظ من مُسلم بن الْحجَّاج
لَهُ من الْكتب السّنَن الْكُبْرَى وَالصُّغْرَى وخصائص عَليّ ومسند عَليّ ومسند مَالك وَغير ذَلِك مَاتَ سنة ثَلَاث وثلاثمائة شَهِيدا ومولده سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار النسائي الشافعي، أحد أئمة الدنيا في الحديث، المتوفى بمكة في صفر سنة ثلاث وثلاثمائة، عن ثمان وثمانين سنة.
ولد بنيسابور، فرحل وسمع من إسحق بن راهويه ومحمد بن رافع وأخذ عن قتيبة وأبي داود السجستاني وغيرهم.
وحدّث بخراسان والشام ومصر والحجاز والعراق والجزيرة.
روى عنه أبو بشر الدُّولابي وأبو القاسم الطّبراني وأبو جعفر الطَّحَاوي وابن السُّنِّي. أقام بمصر مدة.
قال الحاكم: كان أحد مشايخ مصر وأعرفهم وصنَّف "السنن الكبرى" وجرَّد منه "السنن الصغرى" صحيحًا وسماه "المجتبى" وهو المراد عند إطلاق "السنن" وشرطه أشد من شرط مسلم وله "مسند مالك" و"مناسك" و"كتاب الخصائص" في فضل علي وأهل البيت، صنَّفه بدمشق فنسبوه إلى التشيع وأخرجوه منها، فسار إلى مكة ومات ودفن بين الصفا والمروة، وقيل لما طعنوه بجامع دمشق مات بذلك. وقال ابن نقطة: إنه مات بالرَّملة.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

النسائي:                      
الإِمَامُ الحَافِظُ الثَّبْتُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، نَاقِدُ الحَدِيْثِ، أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبِ بنِ عَلِيِّ بنِ سِنَانَ بنِ بَحْرِ الخُرَاسَانِيُّ، النَّسَائِيُّ، صَاحِبُ "السُّنَنِ".
وُلِدَ بِنَسَا فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، وَطَلَبَ العِلْمَ فِي صِغَرِهِ، فَارْتَحَلَ إِلَى قُتَيْبَةَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ بِبَغْلاَنَ سَنَةً، فَأَكْثَرَ عَنْهُ.
وَسَمِعَ مِنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدِ بن النضر بن مساور، وسويد ابن نَصْرٍ، وَعِيْسَى بنِ حَمَّادٍ زُغْبَةَ، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدَةَ الضَّبِّيِّ، وَأَبِي الطَّاهِرِ بنِ السَّرْحِ، وَأَحْمَدَ ابن مَنِيْعٍ، وَإِسْحَاقَ بنِ شَاهِيْنَ، وَبِشْرِ بنِ مُعَاذٍ العَقَدِيِّ، وَبِشْرِ بنِ هِلاَلٍ الصَّوَّافِ، وَتَمِيْمِ بنِ المنتصر، والحارث بن مِسْكِيْنٍ، وَالحَسَنِ بنِ الصَّبَّاحِ البَزَّارِ، وَحُمَيْدِ بنِ مَسْعَدَةَ، وَزِيَادِ بنِ أَيُّوْبَ، وَزِيَادِ بنِ يَحْيَى الحَسَّانِيّ، وَسَوَّارِ بنِ عَبْدِ اللهِ العَنْبَرِيِّ، وَالعَبَّاسِ بنِ عَبْدِ العَظِيْمِ العَنْبَرِيِّ، وَأَبِي حُصَيْن عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ اليَرْبُوْعِيِّ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بنِ وَاصِلٍ، وَعَبْدِ الجَبَّارِ بنِ العَلاَءِ العَطَّارِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الحَلَبِيِّ، ابْنِ أَخِي الإِمَامِ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ شُعَيْبٍ بنِ اللَّيْثِ، وَعَبْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارِ، وَأَبِي قُدَامَةَ عُبَيْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدٍ، وَعتبَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ المَرْوَزِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ حُجْرِ، وَعَلِيِّ بنِ سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ الكِنْدِيِّ، وَعَمَّارِ بنِ خَالِدٍ الوَاسِطِيِّ، وَعِمْرَانَ بنِ مُوْسَى القَزَّازِ، وَعَمْرو بنِ زُرَارَةَ الكِلاَبِيِّ، وَعَمْرو بنِ عُثْمَانَ الحِمْصِيِّ، وَعَمْرو بنِ عَلِيٍّ الفَلاَّسِ، وَعِيْسَى بنِ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيِّ، وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ الرَّمْلِيِّ، وَكَثِيْرِ بنِ عُبَيْدٍ، ومحمد ابن أَبَانٍ البَلْخِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ آدَمَ المَصِّيْصِيِّ، وَمُحَمَّدِ بن إسماعيل ابن عُلَيَّةَ قَاضِي دِمَشْقَ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ زُنْبُوْرٍ المَكِّيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ لُوَيْن، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رِزْمَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عبد المَلِكِ بنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ المُحَارِبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ العَلاَءِ الهَمْدَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ المَصِّيْصِيِّ الجَوْهَرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُثَنَّى، وَمُحَمَّدِ بنِ مُصَفَّى، وَمُحَمَّدِ بنِ مَعْمِرِ القَيْسِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الحَرَشِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ هَاشِمٍ البَعْلَبَكِّيِّ، وَأَبِي المُعَافَى مُحَمَّدِ بنِ وَهْبٍ، وَمجَاهِدِ بنِ مُوْسَى، وَمَحْمُوْدِ بنِ غَيْلاَنَ، وَمَخْلَدِ بنِ حَسَنِ الحَرَّانِيِّ، وَنَصْرِ بنِ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيِّ، وَهَارُوْنَ بنِ عَبْدِ اللهِ الحَمَّالِ، وَهَنَّادِ بنِ السَّرِيِّ، وَالهَيْثَمِ بنِ أَيُّوْبَ الطَّالْقَانِيّ، وَوَاصِلِ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَوَهْبِ بنِ بيَان، وَيَحْيَى بنِ دُرُسْت البَصْرِيِّ، ويحيى بن موسى خَتِّ، وَيَعْقُوْبَ الدَّوْرَقِيِّ، وَيَعْقُوْبَ بنِ مَاهَانِ البَنَّاءِ، ويوسف بن حماد المَعْنِي، ويوسف بن عيسى الزُّهْرِيِّ، وَيُوْسُفَ بنِ وَاضِحٍ المُؤَدِّبِ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ، وَإِلَى أَنْ يَرْوِي عَنْ رُفَقَائِهِ.
وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، مَعَ الفَهْمِ، وَالإِتْقَانِ، وَالبَصَرِ، وَنَقْدِ الرِّجَالِ، وَحُسْنِ التَّأْلِيْفِ.
جَالَ فِي طَلَبِ العِلْمِ فِي خُرَاسَانَ، وَالحِجَازِ، وَمِصْرَ، وَالعِرَاقِ، وَالجَزِيْرَةِ، وَالشَّامِ، وَالثُّغُوْرِ، ثُمَّ اسْتَوْطَنَ مِصْرَ، وَرَحَلَ الحُفَّاظُ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَبْقَ لَهُ نَظِيْرٌ فِي هَذَا الشَّأْنِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أبي بِشْرٍ الدُّوْلاَبِيُّ، وَأبي جَعْفَرٍ الطحاوي، وأبي علي النيسأبيري، وحمزة ابن مُحَمَّدٍ الكِنَانِيُّ، وَأبي جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ النَّحَّاس النَّحْوِيُّ، وَأبي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَدَّادِ الشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ الخَضِرِ الأُسْيُوْطِيُّ، وَأبي بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السِّنِيّ، وَأبي القَاسِمِ سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ الأَحْمَرِ الأَنْدَلُسِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن حَيُّوْيَه النَّيْسَأبيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى المَأْمُوْنِيُّ، وَأَبْيَضُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبْيَضَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
وَكَانَ شَيْخاً مَهِيْباً مَلِيْحَ الوَجْهِ ظَاهِرَ الدَّمِ حَسَنَ الشَّيْبَةِ.
قَالَ: قَاضِي مِصْرَ أبي القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي العَوَّامِ السَّعْدِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَعْيَنَ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ المُبَارَكِ: إِنَّ فلاَنَا يَقُوْلُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} [طه: 14] مَخْلُوْقٌ فَهُوَ كَافِرٌ. فَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: صَدَقَ، قَالَ النَّسَائِيُّ: بِهَذَا أَقُوْلُ.
وَعَنِ النَّسَائِيِّ، قَالَ: أَقَمْتُ عِنْدَ قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ سَنَةً وَشَهْرَيْنِ.
وَكَانَ النَّسَائِيُّ يَسْكُنُ بِزُقَاقِ القَنَادِيْلِ بِمِصْرَ.
وَكَانَ نَضِرَ الوَجْهِ مَعَ كِبَرِ السِّنِّ، يُؤْثِرُ لِبَاسَ البُرُوْدِ النَّوْبِيَّةِ وَالخُضْرِ، وَيُكْثِرُ الاسْتِمَتَاعَ، لَهُ أَرْبَعُ زَوْجَاتٍ، فَكَانَ يَقْسِمُ لَهُنَّ، وَلاَ يَخْلُو مَعَ ذَلِكَ مِنْ سُرِّية، وَكَانَ يُكْثِرُ أَكْلَ الدُّيُوْكِ تُشْترَى لَهُ وَتُسَمَّن وَتُخْصَى.
قَالَ مَرَّةً بَعْضُ الطَّلَبَةِ: مَا أَظُنُّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إلَّا أَنَّهُ يَشْرَبُ النَّبِيْذَ لِلنُّضْرَةِ الَّتِي فِي وَجْهِهِ.
وَقَالَ آخَرُ: لَيْتَ شِعْرِي مَا يَرَى فِي إِتيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ؟ قَالَ: فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: النَّبِيْذُ حَرَامٌ، وَلاَ يَصِحُّ فِي الدُبُرِ شَيْءٌ. لَكِنْ حَدَّثَ مُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ القُرَظِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "اسقِ حَرْثَكَ حَيْثُ شِئْتَ". فَلاَ يَنْبَغِي أَنْ يَتَجَاوَزَ قَوْلُهُ.

قُلْتُ: قَدْ تَيَقَنَّا بِطُرُقٍ لاَ مَحِيْدَ عَنْهَا نَهَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ أَدْبَارِ النِّسَاءِ، وَجَزَمْنَا بِتَحْرِيْمِهِ، وَلِيَ فِي ذَلِكَ مصنف كبير.
وَقَالَ الوَزِيْرُ ابْنُ حِنْزَابَةُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ مُوْسَى المأَمونِيَّ -صَاحِبُ النَّسَائِيّ قَالَ: سَمِعْتُ قَوْماً يُنْكِرُوْنَ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ كِتَاب "الخَصَائِص" لِعَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَتَرْكَهُ تَصْنِيْفَ فَضَائِلَ الشَّيْخَيْنِ، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: دَخَلتُ دِمَشْقَ وَالمُنْحَرِفُ بِهَا عَنْ عَلِيٍّ كَثِيْر، فَصَنَّفْتُ كِتَابَ "الخَصَائِصِ" رَجَوْتُ أَنْ يَهْدِيَهُمُ الله تَعَالَى. ثُمَّ إِنَّهُ صَنَّفَ بَعْدَ ذَلِكَ فَضَائِلَ الصَّحَابَةِ، فَقِيْلَ لَهُ: وَأَنَا أَسْمَعُ أَلاَ تُخْرِجُ فَضَائِلَ مُعَاوِيَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أُخْرِجُ؟ حَدِيْثَ: "اللَّهُمَّ لاَ تُشْبِعْ بَطْنَهُ" فَسَكَتَ السائل.
قُلْتُ: لَعَلَّ أَنْ يُقَالْ هَذِهِ مَنْقَبَةٌ لِمُعَاوِيَةَ لِقَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ مَنْ لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجعَلْ ذَلِكَ لَهُ زَكَاةً وَرَحْمَةً".
قَالَ مَأْمُوْن المِصْرِيُّ، المُحَدِّثُ: خَرَجْنَا إِلَى طَرَسُوْسَ مَعَ النَّسَائِيّ سَنَةَ الفِدَاءِ، فَاجتَمَعَ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ مُرَبَّعٌ، وَأبي الآذَانِ، وَكِيْلَجَةُ، فَتَشَاوَرُوا: مَنْ يَنْتَقِي لَهُمْ عَلَى الشُّيُوْخِ؟ فَأَجْمَعُوا عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ، وَكَتَبُوا كُلُّهُم بَانتِخَابِهِ.
قَالَ الحَاكِمُ: كَلاَمُ النَّسَائِيِّ عَلَى فَقْهِ الحَدِيْثِ كَثِيْرٌ، وَمَنْ نَظَرَ فِي "سُنَنِهِ" تَحَيَّرَ فِي حُسْنِ كَلاَمِهِ.
قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ فِي أَوَّلِ "جَامِعِ الأُصُوْلِ": كَانَ شَافِعِيّاً لَهُ مَنَاسِكٌ عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ وَكَانَ وَرِعاً مُتَحَرّياً قِيْلَ: إِنَّهُ أَتَى الحَارِثَ بنَ مِسْكِيْنٍ فِي زِيٍّ أَنْكَرَهُ، عَلَيْهِ قَلَنْسُوَةٌ وَقَبَاءٌ، وَكَانَ الحَارِثُ خَائِفاً مِنْ أُمُورٍ تَتَعَلَّقُ بِالسُّلْطَانِ، فَخَافَ أَنْ يَكُوْنَ عَيناً عَلَيْهِ، فَمَنَعَهُ، فَكَانَ يَجِيْءُ فَيَقْعُدُ خَلْفَ البَابِ وَيَسْمَعُ، وَلذَلِكَ مَا قَالَ: حَدَّثَنَا الحَارِثُ وَإِنَّمَا يَقُوْلُ: قَالَ الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ قراءة عليه وأنا أسمع.
قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: وَسَأَل أَمِيْرٌ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ "سُنُنِهِ": أَصَحِيْحٌ كُلَّهُ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: فَاكتُبْ لَنَا مِنْهُ الصَّحِيْحَ. فَجَرَّدَ المُجْتَنَى.
قُلْتُ: هَذَا لَمْ يَصِحَّ، بَلِ المُجْتَنَى اخْتِيَارُ ابْنُ السُّنِّيّ.
قَالَ الحَافِظُ أبي عَلِيٍّ النَّيْسَأبيرِيُّ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ فِي الحَدِيْثِ بِلاَ مُدَافَعَةٍ أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ.

وَقَالَ أبي طَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ الحَافِظُ: مَنْ يَصْبُرُ عَلَى مَا يَصْبِرُ عَلَيْهِ النَّسَائِيّ؟! عنده حديث ابن لهيعة ترجمة تَرْجَمَةً -يَعْنِي: عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ لُهِيْعَةَ- قَالَ: فَمَا حَدَّثَ بِهَا.
قَالَ أبي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُقَدَّمٌ عَلَى كُلِّ مَنْ يُذْكَرُ بِهَذَا العِلْمِ مِنْ أَهْلِ عَصْرِهِ.
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ طَاهِرٍ: سَأَلْتُ سَعْدَ بنَ عَلِيٍّ الزِّنْجَانِيَّ عَنْ رَجُلٍ، فَوَثَّقَهُ. فَقُلْتُ: قَدْ ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ. فَقَالَ: يَا بُنَيَّ! إِنَّ لأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَرْطاً فِي الرِّجَالِ أَشَدَّ مِنْ شَرْطِ البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ.
قُلْتُ: صَدَقَ فَإِنَّهُ لَيَّنَ جَمَاعَةً مِنْ رِجَالِ صَحِيْحَي البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ الحَافِظُ: سَمِعْتُ مَشَايخَنَا بِمِصْرَ يَصِفُونَ اجتِهَادَ النَّسَائِيّ فِي العِبَادَةِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَّهُ خَرَجَ إِلَى الفِدَاءِ مَعَ أَمِيْرِ مِصْرِ فوصف مِنْ شَهَامَتِهِ وَإِقَامَتِهِ السُّنَنِ المَأْثُورَةِ فِي فَدَاءِ المُسْلِمِينَ، وَاحْتِرَازِهِ عَنْ مَجَالِسِ السُّلْطَانِ الَّذِي خَرَجَ مَعَهُ، وَالاَنبسَاطِ فِي المَأْكَلِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبهُ إِلَى أَنِ اسْتُشْهِدَ بِدِمَشْقَ مِنْ جِهَةِ الخَوَارِجِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ أبي بَكْرٍ بنُ الحَدَّادِ الشَّافِعِيُّ كَثِيْرَ الحَدِيْثِ وَلَمْ يُحَدِّثْ عَنْ غَيْرِ النَّسَائِيِّ، وَقَالَ: رَضِيْتُ بِهِ حُجَّةً بَيْنِي وَبَيْنَ اللهِ تَعَالَى.
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ": حَدَّثَنَا أبي عَبِدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ القَاضِي بِمِصْرَ. فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
وَقَالَ أبي عَوَانَةَ فِي "صَحِيْحِهِ": حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ قَاضِي حِمْصَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ قُدَامَةَ. فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
رَوَى أبي عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، عَنْ حَمْزَةَ العَقْبِيِّ المِصْرِيِّ وَغَيْرِهِ، أَنَّ النَّسَائِيَّ خَرَجَ مِنْ مِصْرَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ إِلَى دِمَشْقَ فَسُئِلَ بِهَا عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَمَا جَاءَ فِي فَضَائِلِهِ. فَقَالَ: لاَ يَرْضَى رَأْساً برَأْسٍ حَتَّى يُفَضَّلَ؟ قَالَ: فَمَا زَالُوا يَدْفَعُوْنَ فِي حِضْنَيْهِ حَتَّى أُخْرِجَ مِنَ المَسْجَدِ، ثُمَّ حُمِلَ إِلَى مَكَّةَ فَتُوُفِّيَ بِهَا. كَذَا قَالَ، وَصَوَابهُ: إِلَى الرَّمْلَةِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: خَرَجَ حَاجّاً فَامتُحِنَ بِدِمَشْقَ، وأدرك الشهادة فقال: احمِلُونِي إِلَى مَكَّةَ. فَحُمِلَ وَتُوُفِّيَ بِهَا، وَهُوَ مَدْفُونٌ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ: وَكَانَ أَفْقَهَ مَشَايِخِ مِصْرَ فِي عَصْرِهِ، وَأَعْلَمَهُم بِالحَدِيْثِ والرجال.

قَالَ أبي سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ إِمَاماً حَافِظاً ثَبْتاً، خَرَجَ مِنْ مِصْرَ فِي شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ بفِلَسْطِيْنَ فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ لِثَلاَثِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ صَفَرِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ.
قُلْتُ: هَذَا أَصحُّ، فَإِنَّ ابْنَ يُوْنُسَ حَافِظٌ يَقِظٌ وَقَدْ أَخَذَ عَنِ النَّسَائِيِّ، وَهُوَ بِهِ عَارِفٌ. وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي رَأْسِ الثَّلاَثِ مائَةٍ أَحْفَظ مِنَ النَّسَائِيِّ، هُوَ أَحْذَقُ بِالحَدِيْثِ وَعِلَلِهِ وَرِجَالِهِ مِنْ مُسْلِمٍ، وَمِنْ أَبِي دَاوُدَ، وَمِنْ أَبِي عِيْسَى، وَهُوَ جَارٍ فِي مِضْمَارِ البُخَارِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ إلَّا أَنَّ فِيْهِ قَلِيْلَ تَشَيُّعٍ وَانحِرَافٍ عَنْ خُصُومِ الإِمَامِ عَلِيٍّ، كمُعَاوِيَةَ وَعَمْرو، وَاللهِ يُسَامِحُهُ.
وَقَدْ صَنَّفَ "مُسْنَدَ عَلِيٍّ" وَكِتَاباً حَافِلاً فِي الكُنَى، وَأَمَّا كِتَاب: "خَصَائِص عَلِيٍّ" فَهُوَ دَاخِلٌ فِي "سُنَنِهِ الكَبِيْرِ" وَكَذَلِكَ كِتَاب "عَمَل يَوْمٍ وَليْلَةٍ" وَهُوَ مُجَلَّدٌ، هُوَ مِن جُمْلَةِ "السُّنَنِ الكَبِيْرِ" فِي بَعْضِ النُّسَخِ، وَلَهُ كِتَابِ "التَّفْسِيْرِ" فِي مُجَلَّدٍ، وَكِتَابِ "الضُّعَفَاءِ" وَأَشيَاء، وَالَّذِي وَقَعَ لَنَا مِنْ "سُنَنِهِ" هُوَ الكِتَابُ "المُجْتَنَى" مِنْهُ، انتِخَابِ أَبِي بَكْرٍ بنِ السُّنِّيّ، سَمِعْتُهُ مَلَفَّقاً مِنْ جَمَاعَةٍ سَمِعُوهُ مِنِ ابْنِ بَاقَا بِرِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ المَقْدِسِيِّ، سَمَاعاً لِمُعْظَمِهِ، وَإِجَازَةً لِفَوْتِ لَهُ مُحَدَّدٍ فِي الأَصْلِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أبي مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمَدٍ الدُّونِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا القَاضِي أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ الكَسَّارِ، حَدَّثَنَا ابْنُ السُّنِّيّ عَنْهُ.
وَمِمَّا يُرْوَى اليَوْمَ فِي عَامِ أَرْبَعَةٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسَبْعِ مائَةٍ مِنَ السُّنَنِ عَالِياً جُزْآنِ الثَّانِي مِنَ الطَّهَارَةِ وَالجُمُعَةِ، تَفَرَّدَ البُوصِيرِيُّ بِعُلُوِّهِمَا فِي وَقْتِهِ، وَقَدْ أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ بِهِمَا، عَنِ البُوصِيْرِيِّ فَبَيْنِي وَبَيْنَ النَّسَائِيِّ فِيْهِمَا خَمْسَة رِجَالٍ.
وعِنْدِي جُزْءٌ مِنْ حَدِيْثِ الطَّبَرَانِيِّ، عَنِ النَّسَائِيِّ، وَقَعَ لَنَا بِعُلُوٍّ أَيْضاً.
وَوَقَعَ لَنَا جُزْءٌ كَبِيْرٌ انتَخَبَهُ السِّلَفِيُّ مِنَ "السُّنَنِ"، سَمِعْنَاهُ مِنَ الشَّيْخِ أَبِي المَعَالِي بنِ المُنَجَّا التَّنُوْخِيّ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أبي طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا الدُّوْنِيُّ، وَبَدْرُ بنُ دُلَفٍ الفَركِيُّ بِسَمَاعِهِمَا مِنَ الكَسَّارِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبي بَكْرٍ بنُ السُّنِّيّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ نَهَى عَنِ البَوْلِ فِي المَاءِ الرَّاكِدِ".
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبِيْدَة بن حُمَيْد، عَنْ يُوْسُفَ بنِ صُهَيْبٍ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ لَمْ يَأْخُذْ شَارِبَهُ فلَيْسَ مِنَّا".

قَالَ أبي عَلِيٍّ الحَافِظُ سَأَلْتُ النَّسَائِيَّ مَا تَقُولُ فِي بَقِيَّةَ؟ فَقَالَ: إِنْ قَالَ: حَدَّثَنَا، وَأَخْبَرَنَا، فَهُوَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المراغي: سمعت النسائي يقول: محمد بن حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ كَذَّابٌ.
قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، وَشُهْدَةَ العَامِرِيَّةِ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ بِهَمَذَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ لي أبي عبد الله ابن مَنْدَةَ: الَّذِيْنَ أَخْرَجُوا الصَّحِيْحَ وَمِيَّزُوا الثَّابِتَ مِنَ المعلول، والخطأ من الصواب أربعة: البخاري، ومسلم، وَأبي دَاوُدَ، وَأبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ.
وَمِمَّنْ مَاتَ مَعَهُ: المُحَدِّثُ، أبي الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِسْحَاقَ الصُّوْفِيُّ الصَّغِيْرُ بِبَغْدَادَ.
وَالمُفَسِّرُ، أبي جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ فَرَحٍ البَغْدَادِيُّ الضَّرِيْرُ، المُقْرِئُ.
وَالمُفَسِّرُ، أبي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ النَّيْسَأبيرِيُّ الأَنْمَاطِيُّ، الحَافِظُ.
وَالمُسْنِدُ، أبي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الجَوْزِيُّ.
وَالمُحَدِّثُ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرٍ النَّيْسَأبيرِيُّ البُشْتِيُّ.
وَالحَافِظُ جَعْفَرُ بنُ أحمد ابن نَصْرٍ الحَصِيْرِيّ.
وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ الحَافِظُ.
وَالمُحَدِّثُ، أبي الحُسَيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ السِّمْنَانِيُّ.
وَالمُحَدِّثُ، عُمَرُ بنُ أَيُّوْبَ السَّقَطِيُّ بِبَغْدَادَ.
ورَأْسُ المُعْتَزِلَةِ أبي عَلِيٍّ الجُبَائِيُّ.
وَالحَافِظُ، مُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ الهَرَوِيُّ شَكَّرُ.

سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن  قايمازالذهبي

 

توجد له ترجمة في كتاب : إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الحافظ أبي القاسم الطبراني- للمنصوري.

 

يوجد له ترجمة في كتاب: (بغية الطلب في تاريخ حلب - لكمال الدين ابن العديم)

 

أَبو عبد الرحمن، أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر النسائي الحافظ.
كان إمام عصره في الحديث، وله كتاب "السنن"، وسكن بمصر، وانتشرت بها تصانيفه، وأخذ عنه الناس

قال محمد بن إسحاق الأصبهاني: سمعت مشايخنا بمصر يقولون: إن أبا عبد الرحمن فارق مصر في آخر عمره، وخرج إلى دمشق، فسئل عن معاوية، وما روي من فضائله، فقال: أما يرضى معاوية أن يخرج رأسًا برأس حتى يفضل؟! وفي رواية أخرى: ما أعرف له فضيلة إلا: لا أشبع الله بطنك، وكان يتشيع، فما زالوا يدفعون في حضنه حتى أخرجوه من المسجد، وفي رواية أخرى: يدفعون في خصيته وداسوه، ثم حُمل إلى الرملة، فمات بها.
وقال الحافظ أَبو الحسن الدارقطني: لما امتُحن النسائي بدمشق، قال: احملوني إلى مكة، فحمل إليها، فتوفي بها، وهو مدفون بين الصفا والمروة.
وكانت وفاته في شعبان من سنة 303.
وقال الحافظ أَبو نعيم الأصفهاني: لما داسوه بدمشق، مات بسبب ذلك الدوس، وهو منقول، قال: وكان قد صنف كتاب "الخصائص" في فضل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وأهلِ البيت، وأكثر رواياته فيه عن أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى -، فقيل له: ألا تصنف كتابًا في فضائل الصحابة - رضي الله عنهم -؟ فقال: دخلت دمشق والمنحرفُ عن علي - رضي الله عنه - كثير، فأردت أن يهديهم الله تعالى بهذا الكتاب، وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وكان موصوفًا بكثرة الجماع.
قال الحافظ أَبو القاسم المعروف بابن عساكر الدمشقي: كان له أربع زوجات يقسم لهنَّ، وسراري.
وقال الدارقطني: امتحن بدمشق، فأدرك الشهادة، وتوفي يوم الاثنين لثلاثَ عشرةَ ليلة خلت من صفر سنة 303 بمكة - حرسها الله تعالى -، وقيل: بالرملة من أرض فلسطين.
وقال أَبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس صاحب "تاريخ مصر" في تاريخه: إن أبا عبد الرحمن النسائي قدم مصر قديمًا، وكان إمامًا في الحديث، ثقة حافظًا ثبتًا، وكان خروجه من مصر في ذي القعدة سنة 302.

قال ابن خلكان: ورأيت بخطي في مسوداتي أن مولده: بنَساء، في سنة 215، وقيل: سنة 214، والله تعالى أعلم. ونسبته إلى نَساء - بفتح النون وفتح السين وبعدها همزة -، وهي مدينة بخراسان، خرج منها جماعة من الأعيان.

التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.