قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف أبي رجاء البلخي
قتيبة بن سعيد البلخي
تاريخ الولادة | 149 هـ |
تاريخ الوفاة | 240 هـ |
العمر | 91 سنة |
مكان الولادة | بلخ - أفغانستان |
أماكن الإقامة |
|
- عبد الرحمن بن أبي الرجال
- ربيع بن بدر بن عمرو بن جراد التميمي "أبو العلاء"
- مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري أبو عبد الله "الإمام مالك بن أنس"
- سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي "سفيان بن عيينة"
- وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي أبي سفيان "وكيع بن الجراح"
- عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي المصري أبي عبد الرحمن
- مفضل بن فضالة بن عبيد الحميري الرعيني المصري أبي معاوية "القتباني"
- عبد الله بن وهب بن مسلم الفهري أبي محمد "ابن وهب"
- الوليد بن مسلم بن السائب الدمشقي القرشي أبي العباس "الحافظ الأموي"
- الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي أبي الحارث
- عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي المروزي أبي عبد الرحمن
- مروان بن معاوية بن الحارث الفزاري أبي عبد الله
- أبي إسحاق إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري
- الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي اليربوعي أبي علي
- بكر بن مضر بن محمد "أبي عبد الملك المصري"
- حاتم بن إسماعيل أبي إسماعيل الكوفي
- رشدين بن سعد بن مفلح بن هلال المهري المصري "أبي الحجاج"
- حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي أبي إسماعيل "الأزرق"
- حرب بن أبي العالية أبي معاذ "حرب بن مهران"
- عبثر بن القاسم الزبيدي أبي زبيد
- سلام بن سليم الحنفي أبي الأحوص "أبي الأحوص"
- المنكدر بن محمد بن المنكدر التيمي
- داود بن عبد الرحمن المكي العطار أبي سليمان
- خلف بن خليفة بن صاعد الأشجعي "أبي أحمد خلف"
- الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي البزاز أبي عوانة
- عبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار أبي تمام الأسلمي
- جرير بن عبد الحميد بن جرير بن قيس الضبي الرازي
- محمد بن جعفر أبي عبد الله الهذلي "غندر"
- محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك أبي إسماعيل "ابن أبي فديك"
- إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي
- عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان أبي عبيدة البصري التنوري
- شريك بن عبد الله بن أبي شريك النخعي أبي عبد الله القاضي
- معاوية بن عمار بن أبي معاوية الدهني البجلي "معاوية بن عمار الدهني البجلي"
- يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله القاري "يعقوب بن عبد الرحمن القاري"
- المغيرة بن عبد الرحمن المدني الحزامي "المغيرة بن عبد الرحمن المدني"
- عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي المديني
- عبد الواحد بن زياد العبدي أبي بشر
- يزيد بن زريع العيشي أبي معاوية البصري "أبي معاوية البصري"
- هشيم بن بشير بن أبي خازم أبي معاوية السلمي "أبي معاوية السلمي الواسطي"
- أبي محمد عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدراوردي المدني
- جعفر بن سليمان الحريشي الضبعي أبي سليمان
- حجاج بن محمد الأعور الهاشمي أبي محمد
- أحمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن بشار النسائي
- إسحاق بن إبراهيم بن نصر النيسابوري أبو يعقوب "البشتي"
- محمد بن أحمد بن معاذ بن سعد الموازيني "أبو العلاء البلخي"
- عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرة التميمي "أبو يحيى"
- محمد بن علي بن الفضل أبي العباس المديني البغدادي فستقة "فستقة محمد"
- عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني "أبو عبد الرحمن"
- أبوسليمان داود بن الحسين بن عقيل بن سعيد الخسروجردي البيهقي "البيهقي"
- جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفريابي أبي بكر
- سلم بن جنادة بن سلم بن خالد العامري السوائي الكوفي "أبي السائب"
- أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي أبي عبد الرحمن "الإمام النسائي"
- مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ "الإمام مسلم"
- أبي يوسف الأخرم
- عبد الله بن محمد بن مالك النيسابوري أبي محمد "عبدوس"
- محمد بن علي بن الحسن بن بشر المحدث أبي عبد الله "الحكيم الترمذي"
- أحمد بن إبراهيم بن مالك أبي علي القوهستاني
- أبي العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي "السراج محمد"
- أبي العباس الحسن بن سفيان بن عامر الشيباني النسوي
- يحيى بن زكريا بن يحيى أبي زكريا النيسأبيري الأعرج
- محمد بن عبد الله بن مخلد أبي الحسين الأصبهاني "صاحب الشافعى ووراق الربيع بن سليمان"
- زكريا بن يحيى بن إياس بن سلمة السجزي أبي عبد الرحمن "خياط السنة"
- محمد بن علي بن سهل الأنصاري البغدادي المروزي
- عبد الله بن محمد بن يسار الفرهياني أبي محمد "الفرهاذاني"
- علي بن الحسن بن سهل البلخي البجلي
- الحسن بن الطيب بن حمزة الشجاعي البلخي "أبي علي"
- محمد بن عبد بن خالد أبي بكر النخعي البلخي
- عبد الله بن محمد بن علي أبي علي البلخي "البلخي"
- عبدان بن محمد بن موسى أبي محمد المروزي الجنوجردي
- أبو نعيم الفضل بن عبد الله بن مخلد التميمي
- محمد بن عبد الله بن عامر السمرقندي "أبي بكر"
- زيد بن إسماعيل بن سيار بن مهدي الصائغ
- أبي بكر عبد الصمد بن هارون القيسي "قاتل قتيبة"
- أحمد بن سلمة بن عبد الله أبي الفضل البزار النيسابوري "المعدل"
- حامد بن سهل أبي محمد البخاري
- عبد الله بن أبي الخوارزمي
- إسحاق بن موسى بن عمران الإسفرايني أبي يعقوب
- عبدان بن محمد بن عيسى أبي محمد المروزي الجنوجردى
- محمد بن عقيل الفريابي أبي سعيد وعقيل
- إسحاق بن موسى بن عبد الرحمن بن عبيد اليحمدي أبي يعقوب الأستراباذي "ابن أبي عمران الشافعي"
- أحمد بن قدامة بن محمد بن عبد الله بن فرقد أبي حامد البلخي
نبذة
الترجمة
قتيبة
هُوَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ، المُحَدِّثُ، الإِمَامُ، الثِّقَةُ, الجَوَّالُ، رَاوِيَةُ الإِسْلاَمِ, أبي رَجَاءَ قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدِ بنِ جَمِيْلِ بنِ طَرِيْفٍ الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُمُ، البَلْخِيُّ، البَغْلاَنِيُّ، مِنْ أَهْلِ قَرْيَةِ "بَغْلاَنَ" مِنْ موالي الحجاج بن يوسف الأمير الظالم, وهو بن أَخِي وَشِيْمِ بنِ جَمِيْلٍ الثَّقَفِيِّ.
وَقَدْ كُنْتُ عَمِلْتُ لَهُ تَرْجَمَةً مَعَهَا نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِيْنَ حَدِيْثاً مِنَ العَوَالِي، وَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ, وَأَحْبَبْتُ الآنَ عَمَلَهَا عَلَى أَنْمُوذَجِ نُظَرَائِهِ.
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ.
قَالَ الحَافِظُ أبي أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: اسْمُهُ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَقُتَيْبَةُ لقب. وقال الحافظ بن مَنْدَةَ: اسْمُهُ عَلِيُّ بنُ سَعِيْدٍ. وَقِيْلَ: كَانَ لَهُ أَخٌ اسْمُهُ: قُديد بنُ سَعِيْدٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُ: قُتَيْبَةُ مُشْتَقٌ مِنَ القِتْبِ، وَهُوَ المِعَى، يُقَالُ: طَعَنْتُهُ, فَانْدَلَقَتْ أَقْتَابُ بَطْنِهِ أَيْ: خَرَجَتْ.
نَعَمْ، وَارْتَحَلَ قُتَيْبَةُ فِي طَلَبِ العِلْمِ، وَكَتَبَ مَا لاَ يُوْصَفُ كَثْرَةً. وَذَلِكَ فِي سَنَةِ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، فَحَمَلَ الكَثِيْرَ عَنْ مَالِكٍ, وَاللَّيْثِ, وَشَرِيْكٍ, وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ, وَأَبِي عَوَانَةَ, وبن لَهِيْعَةَ, وَبَكْرِ بنِ مُضَرَ, وَكَثِيْرِ بنِ سُلَيْمٍ صَاحِبِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَعَبْثَرِ بنِ القَاسِمِ, وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ, وَأَبِي الأَحْوَصِ سَلاَّمِ بنِ سُلَيْمٍ, وَمُفَضَّلِ بنِ فَضَالَةَ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ, وَجَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ, وَحَرْبِ بنِ أَبِي العَالِيَةِ, وَحَمَّادِ بنِ يَحْيَى الأَبَحِّ, وَخَلَفِ بنِ خَلِيْفَةَ, وَدَاوُدَ العَطَّارِ, وَشِهَابِ بنِ خِرَاشٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ المَدِيْنِيِّ, وَرُشْدِيْنَ بنِ سَعْدٍ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الرجال, وبن المُبَارَكِ, وَعَبْدِ الوَارِثِ, وَالعَطَّافِ بنِ خَالِدٍ, وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ, وَفَرَجِ بنِ فَضَالَةَ, وَأَبِي هَاشِمٍ كَثِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَيْلِيِّ, وَالمُنْكَدِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ, وَهُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ, وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ, وَيَزِيْدَ بنِ المِقْدَامِ بنِ شُرَيْحٍ, وَيَعْقُوْبَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِسْكَنْدَرَانِيِّ, وَالمُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِزَامِيِّ, وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَمُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الفِطْرِيِّ, وَمُعَاوِيَةَ بنِ عَمَّارٍ الدهني، وخلق كثير. وينزل إلى غُنْدَر، ووكيع، والوليد بن مسلم، وبن وَهْبٍ، وَطَبَقَتِهِم ثُمَّ إِلَى حَجَّاجٍ الأَعْوَرِ، وَابْنِ أَبِي فُدَيك.
حَدَّثَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ، وَنُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الحَرَّانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ -فَأَكْثَرَ- وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَأبي بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَطَائِفَةٌ مَاتُوا قَبْلَهُ.
وَرَوَى عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأبي دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي كُتُبِهِم, فَأَكْثَرُوا، وَرَوَى بن مَاجَهْ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ عَنْهُ، وعن بن أَبِي شَيْبَةَ عَنْهُ. وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ أَيْضاً عَنْ رَجُلٍ, عَنْهُ. وَرَوَى النَّسَائِيُّ, عَنْ زَكَرِيَّا الخَيَّاطِ, عَنْهُ. وَرَوَى عَنْهُ: يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَأبي زُرْعَةَ، وَأبي حَاتِمٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ، وَعَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَوَّارٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ الفَقِيْهُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بَشَّارٍ النَّسَائِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُسْتِيُّ القَاضِي، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرٍ البُشْتِيُّ -بِمُعْجَمَةٍ- النَّيْسَأبيرِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ الطَّيِّبِ البَلْخِيُّ، وَوَلَدُهُ عَبْدُ اللهِ بنُ قُتَيْبَةَ، وَعَبْدَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ طَيْفُوْرٍ النَّسَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ الدَّوِيْرِيُّ -وَدَوِيْرُ: بِفَتْحِ أَوَّلِهِ؛ قَرْيَةٌ بِخُرَاسَانَ- وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الحَكِيْمُ التِّرْمِذِيُّ، وَأبي العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ مَوْتاً الوَاعِظُ أبي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ البَلْخِيُّ الزَّاهِدُ المُتَوَفَّى سَنَةَ سبع عشرة، وثلاثمائة؛ الَّذِي رَوَى عَنْهُ: أبي بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ فِي "مُعْجَمِهِ" بِالإِجَازَةِ الَّذِي قِيْلَ: إِنَّهُ وَعَظَ مَرَّةً, فَمَاتَ فِي المَجْلِسِ مِنْ تَذْكِيْرِهِ أَرْبَعَةُ أَنْفُسٍ.
قَالَ أبي بَكْرٍ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ ذَكَرَ قُتَيْبَةَ, فَأَثْنَى عَلَيْهِ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، مِنْ طَرِيْقِ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ: قُتَيْبَةُ ثِقَةٌ. وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيُّ، وَزَادَ: صدوق.
وقال أبي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ خِراش: صَدُوْقٌ.
قَالَ أبي دَاوُدَ: قَدِمَ قُتَيْبَةُ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ, فَجَاءهُ أَحْمَدُ وَيَحْيَى.
وَقَالَ فِيْهِ أبي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ أَيْضاً: حَضَرْتُهُ بِبَغْدَادَ، وَقَدْ جَاءهُ أَحْمَدُ, فَسَأَلَهُ عَنْ أَحَادِيْثَ, فَحَدَّثَهُ بِهَا. وَجَاءَ أبي بَكْرٍ بنُ أبي شيبة، وبن نُمَيْرٍ بِالْكُوْفَةِ إِلَيْهِ لَيْلَةً، وَحَضَرتُ مَعَهُمَا, فَلَمْ يَزَالاَ يَنْتَخِبَانِ عَلَيْهِ، وَأَنْتَخِبُ مَعَهُمَا إِلَى الصُّبْحِ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الكَرْمِيْنِيُّ: قَالَ لِي قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ: مَا رَأَيْتَ فِي كِتَابِي مِنْ عَلاَمَةِ الحُمْرَةِ, فَهُوَ علاَمَةُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَمَا رَأَيْتَ مِنْ الخُضْرَةِ, فَهُوَ عَلاَمَةُ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدِ بنِ فَرْوَةَ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ يَقُوْلُ: انْحَدَرتُ إِلَى العِرَاقِ أَوَّلَ مَرَّةٍ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ, وَكُنْتُ يَوْمَئِذٍ ابْنَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَبَّوَيْه: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ يَقُوْلُ: كُنْتُ فِي حَدَاثَتِي أَطلُبُ الرَّأْيَ, فَرَأَيْتُ -فِيْمَا يَرَى النَّائِمُ- أَنَّ مَزَادَةً دُلِّيَتْ مِنَ السَّمَاءِ, فَرَأَيْتُ النَّاسَ يَتَنَاوَلُونَهَا فَلاَ يَنَالُونَهَا, فَجِئتُ أَنَا, فَتَنَاوَلْتُهَا, فَاطَّلَعتُ فِيْهَا, فَرَأَيْتُ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ, فَلَمَّا أَصبَحتُ جِئْتُ إِلَى مِخْضَعٍ البَزَّازِ -وَكَانَ بَصِيْراً بِعِبَارَةِ الرُّؤْيَا- فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ رُؤْيَايَ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ عَلَيْكَ بِالأَثَرِ فَإِنَّ الرَّأْيَ لاَ يَبْلُغُ المَشْرِقَ وَالمَغْرِبَ، إِنَّمَا يَبلُغُ الأَثَرُ. فَتَرَكتُ الرَّأْيَ, وَأَقبَلْتُ عَلَى الأَثَرِ.
وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ جَرِيْرٍ اللاَّلُ، عَنْ قُتَيْبَةَ، قَالَ لِي أَبِي: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ, فِي يَدِهِ صَحِيفَةٌ, فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, مَا هَذِهِ الصَّحِيفَةُ? قَالَ: فِيْهِ أَسَامِي العُلَمَاءِ. قُلْتُ: نَاوِلْنِي أنظر فيه اسم ابْنِي فَنَظَرتُ, فَإِذَا فِيْهِ اسْمُ ابْنِي.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَيَّارٍ الفرهياني: قُتَيْبَةُ: صَدُوْقٌ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الكِبَارِ إِلاَّ وَقَدْ حَمَلَ عَنْهُ بِالعِرَاقِ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَأبي خَيْثَمَةَ, وَعَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ, وَالحُمَيْدِيُّ بِمَكَّةَ.
وَسَمِعْتُ عَمْرَو بنَ عَلِيٍّ يَقُوْلُ: مَرَرْتُ بِمِنَىً عَلَى قُتَيْبَةَ, وَعَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ يَكْتُبُ عَنْهُ, فَجُزْتُ وَلَمْ أَحْمِلْ عَنْهُ, فَنَدِمْتُ.
أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ المَرْوَزِيُّ: أبي رَجَاءَ قُتَيْبَةُ مَوْلَى الحَجَّاجِ بن يوسف, فكان قتيبة يتولى ثقيف, وَيَذْكُرُ كَرَامَةَ جَدِّهِ عَلَى الحَجَّاجِ, وَأَنَّ الحَجَّاجَ كَانَ إِذَا جَلَسَ عَلَى سَرِيْرِهِ, جَلَسَ جَدِّي عَلَى كُرْسِيٍّ عَنْ يَمِيْنِهِ. قَالَ: وَكَانَ أبي رَجَاءَ رَجُلاً رَبْعَةً, أَصْلَعَ, حُلوَ الوَجْهِ, حَسَنَ اللِّحْيَةِ, وَاسِعَ الرَّحلِ, غَنِيّاً مِنَ أَلوَانِ الأَمْوَالِ: مِنَ الدَّوَابِّ, وَالإِبِلِ, وَالبَقَرِ, وَالغَنَمِ, وَكَانَ كَثِيْرَ الحَدِيْثِ. لَقَدْ قَالَ لِي: أَقِمْ عِنْدِي هَذِهِ الشَّتوَةِ, حَتَّى أُخْرِجَ لَكَ مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ عَنْ خَمْسَةِ أُنَاسِيَّ. فَقُلْتُ: لَعَلَّ أَحَدَهُمْ عُمَرُ بنُ هَارُوْنَ? قَالَ: لاَ كُنْتُ كَتَبتُ عَنْ عُمَرَ بنِ هَارُوْنَ وَحدَهُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِيْنَ أَلفاً, وَلَكِنْ وَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحِ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ, وَجَرِيْرٌ, وَمُحَمَّدُ بنُ بَكْرٍ البُرْسَانِيُّ, وَنَسِيتُ الخامس. قال: وكان ثبتًا فِيْمَا رَوَى صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ. سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
قَالَ: وَمَاتَ لِلَيلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَعْبَانَ, سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَهُوَ فِي تِسْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ كتب الحديث عن ثلاث طبقات: الليث وبن لَهِيْعَةَ, إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ كَتَبَ عَن إِدْرِيْسَ وَوَكِيْعٍ, وَالعَنْقَزِيِّ، وَنَحْوِهِم، ثُمَّ كَتَبَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ, وَسَعِيْدِ بنِ سُلَيْمَانَ.
وَأَمَّا مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ فَقَالَ: وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ، سَنَةَ مَوْتِ الأَعْمَشِ، وَسَمِعْتُهُ يقول: حضرت موت بن لَهِيْعَةَ, وَشَهِدْتُ جَنَازَتَهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الوَاعِظُ، وَبَيْنَهُمَا فِي المَوْتِ ثَمَانِيَةٌ وَتِسْعُوْنَ عَاماً.
وَأَمَّا الخَطِيْبُ، فَقَالَ فِي كِتَابِ "السَّابِقِ وَاللاَحِقِ": حَدَّثَ عَنْهُ: نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ, وَأبي العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَبَيْنَ وَفَاتَيْهِمَا أَرْبَعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.
قَالَ بن المُقْرِئِ فِي "مُعْجَمِهِ": حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَأبيرِيُّ، سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: كُنَّا عَلَى بَابِ قُتَيْبَةَ, فَمَرِضَ رَجُلٌ كَانَ مَعَنَا، يَقُوْلُ: لاَ أَخْرُجُ حَتَّى أُكَبِّرَ عَلَى قُتَيْبَةَ. قَالَ: فَمَاتَ, فَأَخْبَرُوا بِهِ قُتَيْبَةَ, فَخَرَجَ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ, وَكَتَبَ عَلَى قَبْرِهِ: هَذَا قَبْرُ قَاتِلِ قُتَيْبَةَ.
وَقَدْ رَوَى: أبي نَصْرٍ, عَنْ قُتَيْبَةَ, قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ, فالله أعلم.
وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ, عَنْ أَبِي العَبَّاسِ السَّرَّاجِ, قَالَ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: هَذَا قَوْلُ الأَئِمَّةِ فِي الإِسْلاَمِ, وَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ: نَعرِفُ رَبَّنَا -عَزَّ وَجَلَّ- فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَى عَرْشِهِ كَمَا قَالَ: تَعَالَى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] .
وَمِمَّا بَلَغَنَا مِنْ شِعْرِ قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ قَوْلُهُ:
لَوْلاَ القَضَاءُ الَّذِي لاَ بُدَّ مُدْرِكُه ... وَالرِّزْقُ يَأْكُلُهُ الإِنْسَانُ بِالقَدَرِ
مَا كَانَ مِثْلِيَ فِي بَغْلاَنَ مَسْكَنُهُ ... وَلاَ يَمُرُّ بِهَا إِلاَّ عَلَى سَفَرِ
وكَانَتْ رِحْلَةُ النَّسَائِيِّ إِلَى قُتَيْبَةَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ سَنَةً كَامِلَةً، وَكَتَبَ عَنْهُ شَيْئاً كَثِيْراً، لَكِنَّهُ امتَنَعَ وَتَحَرَّجَ مِنْ رِوَايَةِ "كِتَابِ ابْنِ لَهِيْعَةَ"؛ لِضَعْفِهِ عِنْدَهُ.
وَقِيْلَ: كَانَ سَبَبَ نُزُوْحِ قُتَيْبَةَ مِنْ مَدِيْنَةِ بَلْخَ، وَانقِطَاعِهِ بِقَرْيَةِ بَغْلاَنَ؛ أَنَّهُ حَضَرَ عِنْدَهُ مَالِكٌ, وَجَاءهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ البَلْخي لِلسَّمَاعِ، فَبَرَزَ قُتَيْبَةُ، وَقَالَ: هَذَا مِنَ المُرْجِئَةِ. فَأَخْرَجَهُ مَالِكٌ مِنْ مَجْلِسهِ -وكان لإبراهيم سَوْرةٌ كَبِيْرَةٌ بِبَلَدِهِ- فَعَادَى قُتَيْبَةَ, وَأَخْرَجَهُ.
وَمَا عَلِمتُهُمْ نَقَمُوا عَلَى قُتَيْبَةَ سِوَى ذَلِكَ الحَدِيْثِ المَعْرُوْفِ فِي الجَمعِ فِي السَّفَرِ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: عَمِلَ أَبِي طَعَاماً وَدَعَا إِسْحَاقَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ ابْنِي هَذَا قَدْ أَلَحَّ عَلَيَّ فِي الخُرُوْجِ إِلَى قُتَيْبَةَ, فَمَا ترى? فنظر إلي, وقال: هَذَا قَدْ أَكْثَرَ عَنِّي وَهُوَ يَجْلِسُ بِالقُربِ مِنِّي, وَأبي رَجَاءَ عِنْدَهُ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا, فَأَرَى أَنْ تَأْذَنَ لَهُ عَسَى أَنْ يَنْتَفِعَ.
أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أبي الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ إِجَازَةً, قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أبي إِسْحَاقَ المُزَكِّي، أَخْبَرَنَا أبي العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ مُعَاذٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيْغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا إِلَى العَصْرِ فَيُصَلِّيَهُمَا جَمِيْعاً, وَإِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ المَغْرِبِ أَخَّرَهَا حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ العِشَاءِ, فَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ المغرب عجل العشاء فصلاها مع المغرب".
مَا رَوَاهُ أَحَدٌ عَنِ اللَّيْثِ سِوَى قُتَيْبَةَ. وَقَدْ أَخْرَجَهُ عَنْهُ أبي دَاوُدَ, وَالتِّرْمِذِيُّ, وَأَمَّا النسائي, فامتنع من إخراجه؛ لنكارته.
أَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أبي اليُمن الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أبي بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ, حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الإِسْفَرَايِيْنِيُّ الفَقِيْهُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَكَ بنِ مَهْدِيٍّ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا أبي مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ -وَرَّاقُ مَحْمُوْدِ بنِ غَيْلاَنَ- حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى النَّيْسَأبيرَيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ مُعَاذٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكَ, فَكَانَ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ حَتَّى يَدْخُلَ وَقْتُ العَصْرِ, فَيَجْمَعَ بَيْنَهُمَا". مُخْتَصَرٌ.
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ", فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً نازلة بست درج.
وَمِنْ أَعجَبِ الأُمُورِ: أَنَّ أَبَا عِيْسَى التِّرْمِذِيَّ حَدَّثَ بِهِ عَنْ قُتَيْبَةَ وَرَوَاهُ نَازِلاً كَمَا هُوَ مَوْجُوْدٌ فِي نُسَخٍ عِدَّةٍ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سُلَيْمَانَ البَلْخِيُّ عَنْ زَكَرِيَّا بنِ يَحْيَى اللُّؤْلُؤِيِّ, عَنْ أَبِي بَكْرٍ الأَعْيَنِ, عَنْ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ, عَنْ أَحْمَدَ عَنْ قُتَيْبَةَ, فَهَذَا مِنْ طُرُقِ النَّوَازِلِ.
قَالَ أبي عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: رُوَاتُهُ أَئِمَّةٌ, ثِقَاتٌ, وَهُوَ شَاذُّ الإِسْنَادِ وَالمَتْنِ, ثُمَّ لاَ نَعرِفُ لَهُ عِلَّةً نُعَلِّلُهُ بِهَا, فَلَو كَانَ الحَدِيْثُ عِنْدَ الليث عن أبي الزبير عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ لَعَلَّلْنَا بِهِ الحَدِيْثَ, وَلَوْ كَانَ عِنْدَ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ لَعَلَّلْنَا بِهِ, فَلَمَّا لَمْ نَجِدْ لَهُ عِلَّةً خَرَجَ عَنْ أَنْ يَكُوْنَ مَعْلُوْلاً, ثُمَّ نَظَرنَا فَلَمْ نَجِدْ لِيَزِيْدَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ رِوَايَةً, وَلاَ وَجَدنَا هَذَا المَتْنَ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الطُّفَيْلِ, وَلاَ عِنْدَ أَحَدٍ مِمَّنْ يَرْوِيْهِ عَنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ غَيْرَ أَبِي الطُّفَيْلِ, فَقُلْنَا هُوَ شَاذٌ, وَأَئِمَّةُ الحَدِيْثِ إِنَّمَا سَمِعُوهُ مِنْ قُتَيْبَةَ تَعَجُّباً مِنْ إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ, وَلَمْ يَبْلُغْنَا عَنْ أَحَدٍ مِنْهُم أَنَّهُ ذَكَرَ لَهُ عِلَّةً.
قُلْتُ: بَلْ رَوَوْهُ فِي كُتُبِهِم, وَاسْتَغْرَبَهُ بَعْضُهُم.
قَالَ الحَاكِمُ: وَقَدْ قَرَأَ عَلَيْنَا أبي عَلِيٍّ الحَافِظُ هَذَا, وَحَدَّثَنَا بِهِ عَنِ النَّسَائِيِّ, وَهُوَ إِمَامُ عَصْرِهِ عَنْ قُتَيْبَةَ. وَلَمْ يَذْكُرْ أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَلاَ أبي عَلِيٍّ لِلْحَدِيْثِ عِلَّةً, فَنَظَرنَا فَإِذَا هُوَ مَوْضُوْعٌ. وَقُتَيْبَةُ: ثِقَةٌ, مَأْمُوْنٌ. فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ الفَقِيْهُ، حَدَّثَنَا بن خُزَيْمَةَ, سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ حَفْصَوَيْه -نَيْسَأبيرِيٌّ, صَاحِبُ حَدِيْثٍ- يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: قُلْتُ لِقُتَيْبَةَ: مَعَ مَنْ كَتَبتَ عَنِ اللَّيْثِ حَدِيْثَ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ؟ قَالَ: مَعَ خَالِدٍ المَدَائِنِيِّ. قَالَ البُخَارِيُّ: وَكَانَ خَالِدٌ هَذَا يُدْخِلُ عَلَى الشُّيُوْخِ الأَحَادِيْثَ. وَقَدْ قَالَ أبي دَاوُدَ عَقِيبَهُ: لاَ يَرْوِيْهِ إِلاَّ قُتَيْبَةُ وَحْدُهُ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ غَرِيْبٌ تَفَرَّدَ بِهِ قُتَيْبَةُ وَالمَعْرُوْفُ حَدِيْثُ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ يَعْنِي عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ مُعَاذٍ أَنَّهُم خَرَجُوا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزْوَةِ تَبُوْكَ, فَكَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ وَبَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ يَعْنِي: وَلَيْسَ فِيْهِ جَمْعُ التَّقْدِيْمِ.
قَالَ أبي سَعِيْدٍ: لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ إِلاَّ قُتَيْبَةُ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ غَلِطَ, وَإِنَّ مَوْضِعَ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ أبي الزُّبَيْرِ.
قُلْتُ: فَيَكُوْنُ قَدْ غَلِطَ فِي الإِسْنَادِ, وَأتَى بِلَفْظٍ مُنْكَرٍ جِدّاً. يَرَوْنَ: أَنَّ خَالِداً المَدَائِنِيَّ أَدْخلَهُ عَلَى اللَّيْثِ, وَسَمِعَهُ قُتَيْبَةُ مَعَهُ, فَاللهُ أَعْلَمُ.
قُلْتُ: هَذَا التَّقْرِيْرُ يُؤَدِّي إِلَى أَنَّ اللَّيْثَ كَانَ يَقْبَلُ التَّلْقِيْنَ، وَيَروِي مَا لَمْ يَسْمَعْ, وَمَا كان كَذَلِكَ، بَلْ كَانَ حُجَّةً مُتَثَبِّتاً, وَإِنَّمَا الغَفْلَةُ وَقَعَتْ فِيْهِ مِنْ قُتَيْبَةَ, وَكَانَ شَيْخَ صِدْقٍ, قَدْ رَوَى نَحْواً مِنْ مائَةِ أَلْفٍ, فَيُغْتَفَرُ لَهُ الخَطَأُ فِي حَدِيْثٍ وَاحِدٍ.
أَخْبَرَنَا أبي المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ المُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أبي جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ, عَنِ العَلاَءِ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَناً كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ, يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً, وَيُمْسِي كَافِراً, وَيُمْسِي مُؤْمِناً, وَيُصْبِحُ كَافِراً, يَبِيْعُ دِيْنَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا".
رَوَاهُ مُسْلِمٌ, عَنْ قُتَيْبَةَ, عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، وَالتِّرْمِذِيُّ: عَنْهُ، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ.
وَمَاتَ مَعَ قُتَيْبَةَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ خَلْقٌ، مِنْهُم: سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ الحَدَثَانِيُّ, وَسُوَيْدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ, وَأبي ثَوْرٍ إِبْرَاهِيْمُ بنُ خَالِدٍ الكَلْبِيُّ الفَقِيْهُ, وَأبي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَتَّابٍ الأَعْيَنُ, وَالحَسَنُ بنُ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ, وَمُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الجَرْجَرَائِيُّ, وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ غِيَاثٍ البَصْرِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ خَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الطحان.
سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي
قُتَيْبَة بن سعيد بن جميل بن طريف الْبَلْخِي أَبُو رَجَاء الثَّقَفِيّ
أحد أَئِمَّة الحَدِيث
روى عَن مَالك وَاللَّيْث وَابْن لَهِيعَة وَأبي عوَانَة وَخلق
وَعنهُ الْأَئِمَّة الْخَمْسَة وَعبد الله بن أَحْمد وَآخَرُونَ
أثنى عَلَيْهِ أَحْمد وَقَالَ هُوَ آخر من سمع من ابْن لَهِيعَة مَاتَ سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ عَن نَحْو تسعين سنة
طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.
قُتَيْبَة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثَّقَفِيّ مَوْلَاهُم البغلاني بغلان بَلخ كنيته أَبُو رَجَاء
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس السراج مَاتَ ليومين خلتا من شهر رَمَضَان سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ
روى عَن مَالك بن أنس فِي الْإِيمَان وَغَيره وَاللَّيْث بن سعد وَجَرِير بن عبد الحميد وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وعبد العزيز الدَّرَاورْدِي وَيَعْقُوب بن عبد الرحمن وَأبي عوَانَة والأحوص وَابْن أبي حَازِم وَخلف بن خَليفَة فِي الْوضُوء وجعفر بن سُلَيْمَان والمغيرة بن عبد الرحمن وفضيل بن عِيَاض فِي الصَّلَاة وحاتم بن إِسْمَاعِيل فِي الصَّلَاة وَالزَّكَاة وَبكر بن مُضر ومروان الْفَزارِيّ وَعبد الْوَاحِد بن زِيَاد فِي الصَّلَاة وَالزَّكَاة والمفضل بن فضَالة فِي الصَّلَاة وَحَمَّاد بن زيد فِي الصَّلَاة وسُفْيَان بن عُيَيْنَة فِي الْحَج وَغَيره وَمُعَاوِيَة بن عمار فِي الْحَج ووكيع فِي الْأَشْرِبَة.
رجال صحيح مسلم - لأحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر ابن مَنْجُويَه.
قُتَيْبَة بن سعيد أبي رَجَاء الْبَلْخِي روى عَن مَالك وَاللَّيْث وإمامنا قَالَ قُتَيْبَة بن سعيد حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا مُحَمَّد بن سَلمَة عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عبيد الله بن طَلْحَة بن كريز عَن الْحسن عَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ أَنه دعى إِلَى ختان فَأبى وَقَالَ كُنَّا على عهد النَّبِي لَا نأتي الْخِتَان وَلَا ندعي إِلَيْهِ وَقَالَ قُتَيْبَة بن سعيد لما مَاتَ الثَّوْريّ مَاتَ الْوَرع وَلَوْلَا أَحْمد بن حَنْبَل لأحدثوا فِي الدّين قيل لقتيبة يَا أَبَا رَجَاء تضم أَحْمد إِلَى التَّابِعين قَالَ إِلَى كبار التَّابِعين حدث عَن الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيّ ثمَّ إِنَّه حدث عَن سِتَّة أنفس عَنهُ وَكَانَ قَصده الْكَمَال بإمامنا وَمن نقل عَنهُ من الْأَئِمَّة قَالَ أبي عِيسَى حَدثنَا عبد الله بن سُلَيْمَان عَن زَكَرِيَّا بن يحيى اللولي عَن أبي بكر الْأَعْين عَن يحيى بن معِين عَن عَليّ الْمَدِينِيّ عَن أَحْمد بن حَنْبَل عَن قُتَيْبَة توفّي فِي شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ
المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبي إسحاق، برهان الدين.
قتيبة بن سعيد بن جميل الثقفي بالولاء، أبو رجاء البغلاني:
من أكابر رجال الحديث. ولد في بغلان (من قرى بلخ) وسكن العراق. روى عنه البخاري 308 أحاديث، ومسلم 668 حديثا .
-الاعلام للزركلي-