جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

جعفر الصادق

تاريخ الولادة80 هـ
تاريخ الوفاة148 هـ
العمر68 سنة
مكان الولادةالمدينة المنورة - الحجاز
مكان الوفاةالمدينة المنورة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • المدينة المنورة - الحجاز

نبذة

جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بن علي بن الشَّهِيْدِ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَيْحَانَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَسِبْطِهِ وَمَحْبُوبِهِ الحُسَيْنِ بنِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ شَيْبَةَ, وَهُوَ عَبْدُ المطلب ابن هَاشِمٍ, وَاسْمُهُ عَمْرُو بنُ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ الإِمَامُ الصَّادِقُ شَيْخُ بَنِي هَاشِمٍ أبي عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ الهَاشِمِيُّ العَلَوِيُّ النَّبَوِيُّ المَدَنِيُّ أَحَدُ الأَعْلاَمِ.

الترجمة

جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بن علي بن الشَّهِيْدِ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَيْحَانَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَسِبْطِهِ وَمَحْبُوبِهِ الحُسَيْنِ بنِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ شَيْبَةَ, وَهُوَ عَبْدُ المطلب ابن هَاشِمٍ, وَاسْمُهُ عَمْرُو بنُ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ الإِمَامُ الصَّادِقُ شَيْخُ بَنِي هَاشِمٍ أبي عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ الهَاشِمِيُّ العَلَوِيُّ النَّبَوِيُّ المَدَنِيُّ أَحَدُ الأَعْلاَمِ.
وَأُمُّه هِيَ أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ التَّيْمِيِّ وَأُمُّهَا هِيَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي بَكْرٍ وَلِهَذَا كَانَ يَقُوْلُ: وَلَدَنِي أبي بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ مَرَّتَيْنِ.
وَكَانَ يَغضَبُ مِنَ الرَّافِضَّةِ, وَيَمقُتُهُم إِذَا عَلِمَ أَنَّهُم يَتَعَرَّضُوْنَ لِجَدِّهِ أَبِي بَكْرٍ ظَاهِراً وَبَاطِناً, هَذَا لاَ رَيْبَ فِيْهِ, وَلَكِنَّ الرَّافِضَّةَ قَوْمٌ جَهَلَةٌ قَدْ هَوَى بِهِمُ الهَوَى فِي الهَاوِيَةِ فَبُعداً لَهُم.
وُلدَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ. وَرَأَى بَعْضَ الصَّحَابَةِ أَحْسِبُهُ رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ وَسَهْلَ بنَ سَعْدٍ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ, أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ, وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ, وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ, وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ -وَرِوَايَتُه عَنْهُ فِي "مُسْلِمٍ"- وَجَدِّه؛ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ, وَالزُّهْرِيِّ, وَمُسْلِمِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ, وَغَيْرِهِم, وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ إلَّا عَنْ أَبِيْهِ, وَكَانَا من جلة علماء المدينة.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ, مُوْسَى الكَاظِمُ, وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ, وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَادِ -وَهُمَا أَكْبَرُ مِنْهُ- وَأبي حَنِيْفَةَ, وَأَبَانُ بن تغلب, وابن جريج, ومعاوية ابن عَمَّارٍ الدُّهْنِيُّ, وَابْنُ إِسْحَاقَ -فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَقْرَانِهِ- وَسُفْيَانُ, وَشُعْبَةُ, وَمَالِكٌ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ, وَوَهْبُ بنُ خَالِدٍ, وَحَاتِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ, وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَالحَسَنُ بنُ صَالِحٍ, وَالحَسَنُ بنُ عَيَّاشٍ -أَخُو أَبِي بَكْرٍ- وَزُهَيْرُ بنُ مُحَمَّدٍ, وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ, وَزَيْدُ بنُ حَسَنٍ الأَنْمَاطِيُّ, وَسَعِيْدُ بنُ سُفْيَانَ الأَسْلَمِيُّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مَيْمُوْنٍ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عِمْرَانَ الزُّهْرِيُّ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ, وَعُثْمَانُ بنُ فَرْقَدٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ ثَابِتٍ البُنَانِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ مَيْمُوْنٍ الزَّعْفَرَانِيُّ, وَمُسْلِمٌ الزَّنْجِيُّ, وَيَحْيَى القَطَّانُ, وَأبي عَاصِمٍ النَّبِيْلُ, وَآخَرُوْنَ.
قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ الدَّرَاوَرْدِيَّ يَقُوْلُ: لَمْ يَروِ مَالِكٌ، عَنْ جَعْفَرٍ حَتَّى ظَهَرَ أَمرُ بَنِي العَبَّاسِ.
قَالَ مُصْعَبٌ: كَانَ مَالِكٌ يَضُمُّه إِلَى آخَرَ. وَقَالَ عَلِيٌّ: عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ, قَالَ: أَملَى عَلَيَّ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَدِيْثَ الطَّوِيْلَ -يَعْنِي: فِي الحَجِّ1- ثُمَّ قَالَ: وَفِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْءٌ, مُجَالِدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ.
قُلْتُ: هَذِهِ مِنْ زَلقَاتِ يَحْيَى القَطَّانِ, بَلْ أَجْمَعَ أَئِمَّةُ هَذَا الشَّأْنِ عَلَى أَنَّ جَعْفَراً أَوْثَقُ مِنْ مُجَالِدٍ, وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى قَوْلِ يَحْيَى. وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ حَكِيْمٍ: قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ جَعْفَرٌ مَا كَانَ كَذُوباً وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ: فِي مُنَاظَرَةٍ جَرَتْ كَيْفَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ عِنْدَك? قال: ثقة وروى عباس، عن يحيى ابن مَعِيْنٍ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ, وَرَوَى أحمد بن زهير والدارمي, وأحمد ابن أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى ثِقَةٌ وَزَادَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى كُنْتُ لاَ أَسْأَلُ يحيى ابن سَعِيْدٍ، عَنْ حَدِيْثِهِ فَقَالَ: لِمَ لاَ تَسْأَلُنِي عَنْ حَدِيْثِ جَعْفَرٍ قُلْتُ: لاَ أُرِيْدُهُ فَقَالَ: إِنْ كَانَ يَحفَظُ فَحَدِيْثُ أَبِيْهِ المُسْنَدُ يَعْنِي حَدِيْثَ جَابِرٍ فِي الحَجِّ ثُمَّ قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَخَرَجَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ إِلَى عَبَّادَانَ وَهُوَ مَوْضِعُ رِبَاطٍ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ البَصْرِيُّوْنَ فَقَالُوا لاَ تُحَدِّثْنَا، عَنْ ثَلاَثَةٍ أَشْعَثَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ وَعَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: أَمَّا أَشْعَثُ فَهُوَ لَكُم وَأَمَّا عَمْرٌو فَأَنْتُم أَعْلَمُ بِهِ وَأَمَّا جَعْفَرٌ فَلَوْ كُنْتُم بِالكُوْفَةِ, لأَخَذَتْكُمُ النِّعَالُ المُطْرَقَةُ.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ وَسُئِلَ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيْهِ وَسُهَيْلٍ عَنْ أَبِيْهِ وَالعَلاَءِ عَنْ أَبِيْهِ أَيُّهَا أَصَحُّ? قَالَ لاَ يُقْرَنُ جَعْفَرٌ إِلَى هَؤُلاَءِ. وَسَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ يَقُوْلُ جَعْفَرٌ لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.
قُلْتُ: جَعْفَرٌ: ثِقَةٌ, صَدُوْقٌ, مَا هُوَ فِي الثَّبْتِ كَشُعْبَةَ, وَهُوَ أَوْثَقُ مِنْ سُهَيْلٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ وَهُوَ فِي وَزْنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَنَحْوِه. وَغَالِبُ رِوَايَاتِه عَنْ أَبِيْهِ مَرَاسِيْلُ.
قَالَ أبي أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: لَهُ حَدِيْثٌ كَثِيْرٌ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَابِرٍ وَعَنْ آبَائِهِ وَنُسَخٌ لأَهْلِ البَيْتِ, وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ الأَئِمَّةُ وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ النَّاسِ كَمَا قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ.
وَعَنْ عَمْرِو بنِ أَبِي المِقْدَامِ, قَالَ: كُنْتُ إِذَا نَظَرتُ إِلَى جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ, عَلِمتُ أَنَّهُ مِنْ سُلاَلَةِ النَّبِيِّيْنَ, قَدْ رَأَيْتُه وَاقِفاً عِنْدَ الجَمْرَةِ يَقُوْلُ سَلُونِي, سَلُونِي.
وَعَنْ صَالِحِ بنِ أَبِي الأَسْوَدِ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ, يَقُوْلُ: سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفقِدُوْنِي, فَإِنَّهُ لاَ يُحَدِّثُكُم أَحَدٌ بَعْدِي بِمِثْلِ حَدِيْثِي.
ابْنُ عُقْدَةَ الحَافِظُ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ بنِ حَازِمٍ, حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الرُّمَّانِيُّ أبي نَجِيْحٍ, سَمِعْتُ حَسَنَ بنَ زِيَادٍ, سَمِعْتُ أَبَا حَنِيْفَةَ, وَسُئِلَ مَنْ أَفْقَهُ مَنْ رَأَيْتَ? قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْقَهَ مِنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ لَمَّا أَقدَمَهُ المَنْصُوْرُ الحِيْرَةَ بَعَثَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا حَنِيْفَةَ إِنَّ النَّاسَ قد فتنوا بجعفر ابن محمد فهيىء لَهُ مِنْ مَسَائِلِكَ الصِّعَابِ فَهَيَّأْتُ لَهُ أَرْبَعِيْنَ مَسْأَلَةً ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَجَعْفَرٌ جَالِسٌ، عَنْ يَمِيْنِه فَلَمَّا بَصُرتُ بِهِمَا دَخَلَنِي لِجَعْفَرٍ مِنَ الهَيْبَةِ مَا لاَ يَدْخُلُنِي لأَبِي جَعْفَرٍ فَسَلَّمتُ وَأَذِنَ لِي فَجَلَستُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ جَعْفَرٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ تَعْرِفُ هَذَا قَالَ: نَعَمْ هَذَا أبي حَنِيْفَةَ ثُمَّ أَتْبَعَهَا قَدْ أَتَانَا ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا حَنِيْفَةَ هَاتِ مِنْ مَسَائِلِكَ نَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللهِ فَابتَدَأْتُ أَسْأَلُه فَكَانَ يَقُوْلُ فِي المَسْأَلَةِ: أَنْتُم تَقُوْلُوْنَ فِيْهَا كَذَا وَكَذَا, وَأَهْلُ المَدِيْنَةِ يَقُوْلُوْنَ كَذَا وَكَذَا, وَنَحْنُ نَقُوْلُ كَذَا وَكَذَا فَرُبَّمَا تَابَعَنَا وَرُبَّمَا تَابَعَ أَهْلَ المَدِيْنَةِ وَرُبَّمَا خَالَفَنَا جَمِيْعاً حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى أَرْبَعِيْنَ مَسْأَلَةً مَا أَخْرِمُ مِنْهَا مَسْأَلَةً ثُمَّ قَالَ أبي حَنِيْفَةَ: أَلَيْسَ قَدْ رَوَيْنَا أَنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ أَعْلَمُهم بِاخْتِلاَفِ النَّاسِ؟.
عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، عَنْ زُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ, قَالَ: قَالَ أَبِي لِجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ: إِنَّ لِي جَاراً يَزْعُمُ أَنَّكَ تَبرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. فَقَالَ جَعْفَرٌ: برىء اللهُ مِنْ جَارِكَ, وَاللهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَنْفَعَنِي اللهُ بِقَرَابَتِي مِنْ أَبِي بَكْرٍ, وَلَقَدِ اشْتكَيتُ شِكَايَةً, فَأَوصَيتُ إِلَى خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثُونَا عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ, قَالَ: كَانَ آلُ أَبِي بَكْرٍ يُدْعَونَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آلَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَرَوَى: ابْنُ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيُّ, وَغَيْرُهُ, عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ, نَحْوَ ذَلِكَ.

مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفْصَةَ, قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَابْنَهُ جَعْفَراً، عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ, فَقَالَ: يَا سَالِمُ! تَوَلَّهُمَا, وَابْرَأْ مِنْ عَدُوِّهِمَا, فَإِنَّهُمَا كَانَا إِمَامَيْ هُدَىً. ثُمَّ قَالَ جَعْفَرٌ: يَا سَالِمُ أَيَسُبُّ الرَّجُلُ جَدَّه أبي بَكْرٍ جَدِّي, لاَ نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ القِيَامَةِ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَتَوَلاَّهُمَا, وَأَبرَأُ مِنْ عَدوِّهِمَا.
وَقَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ, يَقُوْلُ: مَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةٍ عَلَيَّ شَيْئاً إلَّا وَأَنَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةِ أَبِي بَكْرٍ مِثْلَه لَقَدْ وَلَدَنِي مَرَّتَيْنِ.
كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ يَحْيَى الزُّهْرِيُّ, وَطَائِفَةٌ قَالُوا، أَنْبَأَنَا دَاوُدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أبي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الأَدَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيُّ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بنُ أَبِي قُرَيْشٍ الطَّحَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ العَبَّاسِ الهَمْدَانِيُّ أَنَّ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ أَتَاهُم وَهُم يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَرْتَحِلُوا مِنَ المَدِيْنَةِ فَقَالَ: إِنَّكُم إِنْ شَاءَ اللهُ مِنْ صَالِحِي أَهْلِ مِصرِكُم فَأَبلِغُوهُم عَنِّي مَنْ زَعَمَ أَنِّي إِمَامٌ مَعصُومٌ مُفتَرَضُ الطَّاعَةِ, فَأَنَا مِنْهُ بَرِيْءٌ وَمَنْ زَعَمَ أَنِّي أَبْرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَأَنَا مِنْهُ بَرِيْءٌ.
وَبِهِ، عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أبي يَحْيَى جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا حَنَانُ بنُ سَدِيْرٍ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ وَسُئِلَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ: إِنَّكَ تَسْأَلُنِي، عَنْ رَجُلَيْنِ قَدْ أَكَلاَ مِنْ ثِمَارِ الجنة.
وَبِهِ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ قَيْسٍ المُلاَئِيُّ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ محمد يقول برىء اللهُ مِمَّنْ تَبَرَّأَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
قُلْتُ: هَذَا القَوْلُ مُتَوَاتِرٌ، عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ وَأَشْهَدُ بِاللهِ إِنَّهُ لَبَارٌّ فِي قَوْلِهِ غَيْرُ مُنَافِقٍ لأَحَدٍ فَقَبَّحَ اللهُ الرَّافِضَّةَ.
وَرَوَى مَعْبَدُ بنُ رَاشِدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمَّارٍ سَأَلْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ، عَنِ القُرْآنِ فَقَالَ: لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلاَ مَخْلُوْقٍ وَلَكِنَّهُ كَلاَمُ اللهِ.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوْبَ سَمِعْتُ جَعْفَراً يَقُوْلُ: إِنَّا -وَاللهِ- لاَ نَعْلَمُ كُلَّ مَا يَسْأَلُونَنَا عَنْهُ, وَلَغَيْرُنَا أَعْلَمُ مِنَّا.
مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ بنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مَسْلَمَةَ بنِ جَعْفَرٍ الأَحْمَسِيِّ: قُلْتُ لِجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ: إِنَّ قَوْماً يَزْعُمُوْنَ أَنَّ مَنْ طلَّقَ ثَلاَثاً بِجَهَالَةٍ, رُدَّ إِلَى السُّنَّةِ تَجْعَلُونهَا وَاحِدَةً, يَرْوُونَهَا عَنْكُم قَالَ: مَعَاذَ اللهِ, مَا هَذَا مِنْ قَوْلِنَا, مَنْ طلَّقَ ثَلاَثاً, فَهُوَ كَمَا قَالَ.
سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمَّارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ, قَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ مائَةَ مرَّةٍ قَضَى اللهُ لَهُ مائَةَ حَاجَةٍ.
أَجَازَ لَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا أبي عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أبي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَزْوَانَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ أَنَسٍ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: لَمَّا قَالَ لَهُ سُفْيَانُ: لاَ أَقُومُ حَتَّى تُحَدِّثَنِي قَالَ: أَمَا إِنِّي أُحَدِّثُكَ وَمَا كَثْرَةُ الحَدِيْثِ لَكَ بِخَيْرٍ يَا سُفْيَانُ إِذَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْكَ بِنِعْمَةٍ فَأَحْبَبْتَ بَقَاءهَا وَدوَامَهَا فَأَكْثِرْ مِنَ الحَمْدِ وَالشُّكرِ عَلَيْهَا فَإِنَّ اللهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم} [إِبْرَاهِيْمُ: 7] وَإِذَا اسْتَبْطَأْتَ الرِّزقَ فَأَكْثِرْ مِنَ الاسْتِغْفَارِ فَإِنَّ اللهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ} [نوح: 10-12] ,. يَا سُفْيَانُ إِذَا حَزَبَكَ أَمرٌ مِنَ السُّلْطَانِ أَوْ غَيْرِه فَأَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ الفَرَجِ وكنز من كنز الجَنَّةِ فَعَقدَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ وَقَالَ ثَلاَثٌ وَأَيُّ ثَلاَثٍ قَالَ جَعْفَرٌ عَقَلَهَا وَاللهِ أبي عَبْدِ اللهِ وَلَيَنفَعَنَّه اللهُ بِهَا.
قُلْتُ: حِكَايَةٌ حَسَنَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنِ ابْنُ غَزْوَانَ وَضَعَهَا, فَإِنَّهُ كَذَّابٌ.
وَبِهِ قَالَ أبي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أبي أَحْمَدَ الغِطْرِيْفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُكْرَمٍ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ مَسْعُوْدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, قَالَ دَخَلْتُ عَلَى جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَعَلَيْهِ جُبَّةُ خَزٍّ دَكنَاءُ وَكِسَاءُ خَزٍّ أَيدجَانِيٌّ, فَجَعَلتُ أَنظُرُ إِلَيْهِ تَعَجُّباً فَقَالَ: مَا لَكَ يَا ثَوْرِيُّ قلت: يا ابن رسول الله! لَيْسَ هَذَا مِنْ لِبَاسِك وَلاَ لِبَاسِ آبَائِكَ فَقَالَ: كَانَ ذَاكَ زَمَاناً مُقتِراً, وَكَانُوا يَعْمَلُوْنَ عَلَى قَدرِ إِقتَارِهِ وَإِفقَارِه, وَهَذَا زَمَانٌ قَدْ أَسبَلَ كُلَّ شَيْءٍ فِيْهِ عَزَالِيْهِ. ثُمَّ حَسَرَ، عَنْ ردنِ جُبَّتِه, فَإِذَا فِيْهَا جُبَّةُ صُوْفٍ بَيْضَاءُ, يَقصُرُ الذَّيْلُ عَنِ الذَّيلِ, وَقَالَ: لَبِسنَا هَذَا للهِ, وَهَذَا لَكُم, فَمَا كَانَ للهِ أخفيناه وما كان لكم أبديناه.
وَقِيْلَ: كَانَ جَعْفَرٌ يَقُوْلُ: كَيْفَ أَعْتَذِرُ وَقَدِ احْتجَجْتُ, وَكَيْفَ أَحتَجُّ وَقَدْ عَلِمتُ?
رَوَى يَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ هَيَّاجِ بنِ بِسْطَامَ, قَالَ: كَانَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ يُطعِمُ, حَتَّى لاَ يَبْقَى لِعِيَالِه شَيْءٌ.
عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرٍ, وَسُئِلَ: لِمَ حَرَّمَ اللهُ الرِّبَا؟ قَالَ: لِئَلاَّ يَتَمَانعَ النَّاسُ المَعْرُوْفَ.
وَعَنْ هِشَامِ بنِ عَبَّادٍ, سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: الفُقَهَاءُ أُمنَاءُ الرُّسُلِ, فَإِذَا رَأَيْتُمُ الفُقَهَاءَ قَدْ رَكنُوا إِلَى السَّلاَطِيْنِ فَاتَّهِمُوهُم.
وَبِهِ حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ زَيْدِ بنِ الجُرَيْشِ، حَدَّثَنَا الرِّيَاشِيُّ، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ, قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ: الصَّلاَةُ قُربَانُ كُلِّ تَقِيٍّ, وَالحجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيْفٍ, وَزَكَاةُ البَدَنِ الصِّيَامُ, وَالدَّاعِي بِلاَ عَمَلٍ كَالرَّامِي بِلاَ وَتَرٍ, وَاسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ, وَحَصِّنُوا أَمْوَالَكم بِالزَّكَاةِ, وَمَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ, وَالتَّقدِيرُ نِصْفُ العَيْشِ, وَقِلَّةُ العِيَالِ أَحَدُ اليَسَارَيْنِ, وَمَنْ أَحْزَنَ وَالِدَيْه فَقَدْ عَقَّهُمَا, وَمَنْ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِه عِنْدَ مُصِيْبَةٍ فَقَدْ حَبِطَ أَجرُهُ وَالصَّنِيعَةُ لاَ تَكُوْنُ صَنِيْعَةً إلَّا عِنْدَ ذِي حَسَبٍ أَوْ دِيْنٍ, والله ينزل الصبر على قدر المصيبة, وَيُنْزِلُ الرِّزقَ عَلَى قَدرِ المُؤنَةِ, وَمَنْ قَدَّرَ مَعِيْشَتَه رَزَقَهُ اللهُ, وَمَنْ بَذَّرَ مَعِيْشَتَه حَرَمَهُ اللهُ.
وَعَنْ رَجُلٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَعْفَراً يُوْصِي مُوْسَى يَعْنِي ابْنَهُ يَا بُنَيَّ مَنْ قَنعَ بِمَا قُسِمَ لَهُ اسْتَغْنَى وَمَنْ مَدَّ عَيْنَيْهِ إِلَى مَا فِي يَدِ غَيْرِه مَاتَ فَقِيْراً, وَمَنْ لَمْ يَرضَ بِمَا قُسِمَ لَهُ اتَّهمَ اللهَ فِي قَضَائِهِ, وَمَنِ اسْتَصْغَرَ زَلَّةَ غَيْرِه اسْتَعْظَمَ زَلَّةَ نَفْسِه, وَمَنْ كَشَفَ حِجَابَ غَيْرِه انكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ, وَمَنْ سَلَّ سَيْفَ البَغْيِ قُتِلَ بِهِ, وَمَنِ احْتَفَرَ بِئْراً لأَخِيْهِ أَوقَعَهُ اللهُ فِيْهِ, وَمَنْ دَاخَلَ السُّفَهَاءَ حُقِّرَ, وَمَنْ خَالطَ العُلَمَاءَ, وُقِّرَ وَمَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ السُّوءِ اتُّهِمَ يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ أَنْ تُزرِيَ بِالرِّجَالِ فَيُزْرَى بِكَ, وَإِيَّاكَ وَالدُّخُوْلَ فِيْمَا لاَ يَعْنِيكَ فَتَذِلَّ لِذَلِكَ, يَا بُنَيَّ قُلِ الحَقَّ لَكَ وَعَلَيْكَ تُسْتَشَارُ مِنْ بَيْنِ أَقْرِبَائِكَ, كُنْ لِلْقُرْآنِ تَالِياً, وَللإِسْلاَمِ فَاشِياً, وَللمَعْرُوْفِ آمِراً, وَعَنِ المُنْكرِ نَاهِياً, وَلِمَنْ قَطَعَكَ وَاصِلاً, وَلِمَنْ سَكَتَ عَنْكَ مُبتَدِئاً, وَلِمَنْ سَألَكَ مُعطِياً, وَإِيَّاكَ وَالنَّمِيْمَةَ فَإِنَّهَا تَزرَعُ الشَّحْنَاءَ فِي القُلُوْبِ, وَإِيَّاكَ وَالتَّعَرُّضَ لِعُيُوْبِ النَّاسِ فَمَنْزِلَةُ المُتَعَرِّضِ لِعُيُوبِ النَّاسِ كَمَنْزِلَةِ الهَدَفِ, إِذَا طَلَبْتَ الجُوْدَ فَعَلَيْكَ بِمَعَادِنِهِ, فَإِنَّ لِلْجُوْدِ مَعَادِنَ, وَللمَعَادِنِ أُصُوْلاً, وَللأُصُوْلِ فُرُوعاً, وَلِلفُرُوعِ ثَمَراً, وَلاَ يَطِيْبُ ثَمَرٌ إلَّا بِفَرعٍ, وَلاَ فَرعٌ إلَّا بِأَصلٍ, وَلاَ أَصلٌ إلَّا بِمَعدنٍ طَيِّبٍ زُرِ الأَخْيَارَ, وَلاَ تَزُرِ الفُجَّارَ, فَإِنَّهُم صَخْرَةٌ لاَ يَتَفَجَّرُ مَاؤُهَا وَشَجَرَةٌ لاَ يَخضَرُّ وَرَقُهَا وَأَرْضٌ لاَ يظهر عشبها.

وَعَنْ عَائِذِ بنِ حَبِيْبٍ: قَالَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ: لاَ زَادَ أَفْضَلُ مِنَ التَّقوَى, وَلاَ شَيْءَ أَحْسَنُ مِنَ الصَّمتِ وَلاَ عَدوَّ أَضرُّ مِنَ الجَهْلِ, وَلاَ دَاءَ أَدْوَأُ مِنَ الكَذِبِ.
وَعَنْ يَحْيَى بنِ الفُرَاتِ: أَنَّ جَعْفَراً الصَّادِقَ, قَالَ: لاَ يَتِمُّ المَعْرُوْفُ إلَّا بِثَلاَثَةٍ: بِتَعجِيْلِه, وَتَصْغِيْرِه وَسَترِه.
كَتبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانِ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أنبأنا أبي نعيم، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، حدثنا منصور ابن أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ الخَثْعَمِيُّ وَكَانَ مِنَ الأَخْيَارِ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: إِيَّاكُم وَالخُصُومَةَ فِي الدِّيْنِ, فَإِنَّهَا تَشغَلُ القَلْبَ, وَتُورِثُ النِّفَاقَ.
وَيُرْوَى أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ المَنْصُوْرَ وَقَعَ عَلَيْهِ ذُبَابٌ, فَذَبَّهُ عَنْهُ, فَأَلَحَّ, فَقَالَ لِجَعْفَرٍ: لِمَ خَلَقَ اللهُ الذُّبَابَ؟ قَالَ: لِيُذِلَّ بِهِ الجَبَابِرَةَ.
وَعَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ: إِذَا بَلَغَكَ، عَنْ أَخِيْكَ مَا يَسُوؤُكَ, فَلاَ تَغتَمَّ, فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ كَمَا يَقُوْلُ كَانَتْ عُقوبَةً عُجِّلَتْ وَإِنْ كَانَ عَلَى غَيْرِ مَا يَقُوْلُ كَانَتْ حَسَنَةً لَمْ تَعْمَلْهَا.
قَالَ مُوْسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: يَا رَبِّ! أَسْأَلُكَ إلَّا يَذْكُرَنِي أَحَدٌ إلَّا بِخَيْرٍ. قَالَ: مَا فَعَلتُ ذَلِكَ بِنَفْسِي.
أَخْبَرَنَا وَحَدَّثَنَا، عَنْ سَعِيْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَطَّافٍ، أَنْبَأَنَا أبي القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ حَدَّثَنِي الحُمَيْدِيُّ، أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ المَالِكِيُّ القَيْسِيُّ بِمِصْرَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي جِدَارٍ أَخْبَرَنَا أبي عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ رُخَيْمٍ، حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ أَبِي الهَيْذَامِ، أَنْبَأَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ قَالَ قَالَ الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ قَدِمْتُ مَكَّةَ فَإِذَا أَنَا بِأَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ قَدْ أَنَاخَ بِالأَبْطَحِ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُوْلِ اللهِ لِمَ جُعِلَ المَوْقِفُ مِنْ وَرَاءِ الحَرَمِ وَلَمْ يُصَيَّرْ فِي المَشْعَرِ الحَرَامِ فَقَالَ: الكَعْبَةُ بَيْتُ اللهِ وَالحَرَمُ حِجَابُه وَالمَوْقِفُ بَابُه فَلَمَّا قَصَدَه الوَافِدُوْنَ أَوْقَفَهَم بِالبَابِ يَتَضَرَّعُوْنَ فَلَمَّا أَذِنَ لَهُم فِي الدُّخُولِ أَدْنَاهُم مِنَ البَابِ الثَّانِي وَهُوَ المُزْدَلِفَةُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى كثرة تضرعهم وطول اجتهادهم رحمهم فلما رَحِمَهُم أَمَرَهُم بِتَقْرِيْبِ قُربَانِهم فَلَمَّا قَرَّبُوا قُربَانَهم وَقَضَوْا تَفَثَهُم وَتَطَهَّرُوا مِنَ الذُّنُوْبِ الَّتِي كَانَتْ حِجَاباً بَيْنَهُ وَبَيْنَهُم أَمَرَهُم بِزِيَارَةِ بَيْتِه عَلَى طَهَارَةٍ قَالَ فَلِمَ كُرِهَ الصَّومُ أَيَّامَ التَّشرِيْقِ قَالَ لأَنَّهم فِي ضِيَافَةِ اللهِ وَلاَ يَجِبُ عَلَى الضَّيفِ أَنْ يَصُوْمَ عِنْدَ مَنْ أَضَافَه قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ, فَمَا بَالُ النَّاسِ يَتَعَلَّقُوْنَ بأستار الكعبة وهي خرق لا تنقع شيئًا؟ قال: ذاك مِثْلُ رَجُلٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَجُلٍ جُرمٌ, فَهُوَ يَتَعَلَّقُ بِهِ, وَيَطُوفُ حَوْلَه, رَجَاءَ أَنْ يَهَبَ لَهُ ذَلِكَ, ذَاكَ الجُرمَ.
وَمِنْ بَلِيْغِ قَوْلِ جَعْفَرٍ, وَذُكِرَ لَهُ بُخلُ المَنْصُوْرِ, فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي حَرَمَه مِنْ دُنْيَاهُ مَا بَذَلَ لأَجَلِه دِيْنَهُ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِهِ، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي الأَنْصَارِيُّ، أَنْبَأَنَا أبي الحُسَيْنِ بنُ المُهْتَدِي بِاللهِ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلاَنِيُّ، حَدَّثَنَا أبي طَالِبٍ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الكَاتِبُ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ أَبِي حَرْبٍ الصَّفَّارُ، عَنِ الفَضْلِ بنِ الرَّبِيْعِ، عَنْ أَبِيْهِ قال: دعاني المنصور فقال: إن جعفر ابن مُحَمَّدٍ يُلحِدُ فِي سُلْطَانِي, قَتَلَنِي اللهُ إِنْ لَمْ أَقتُلْهُ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَجِبْ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فَتَطَهَّرَ, وَلَبِسَ ثِيَاباً -أَحْسِبُهُ قَالَ: جُدُداً فَأَقبَلْتُ بِهِ فَاسْتَأْذَنتُ لَهُ فَقَالَ: أَدخِلْهُ قَتَلنِي اللهُ إِنْ لَمْ أَقتُلْهُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ مُقْبِلاً قَامَ مِنْ مَجْلِسِه فَتَلَقَّاهُ وَقَالَ: مَرْحَباً بِالنَّقِيِّ السَّاحَةِ البَرِيْءِ مِنَ الدَّغَلِ وَالخِيَانَةِ أَخِي وَابْنِ عَمِّي فَأَقعَدَهُ مَعَهُ عَلَى سَرِيْرِه وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَسَأَلَه، عَنْ حَالِه ثُمَّ قَالَ: سَلْنِي، عَنْ حَاجَتِكَ فَقَالَ: أَهْلُ مَكَّةَ وَالمَدِيْنَةِ قَدْ تَأَخَّرَ عَطَاؤُهُم فَتَأْمُرَ لَهُم بِهِ قَالَ: أَفْعَلُ ثُمَّ قَالَ: يَا جَارِيَةُ ائْتِنِي بِالتُّحْفَةِ فَأَتَتْهُ بِمُدْهنٍ زُجَاجٍ فِيْهِ غَالِيَةٌ فَغَلَّفَه بِيَدِهِ, وَانْصَرَفَ فَاتَّبَعْتُه فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُوْلِ اللهِ أَتَيْتُ بِكَ وَلاَ أَشُكُّ أَنَّهُ قَاتِلُكَ فَكَانَ مِنْهُ مَا رَأَيْتَ وَقَدْ رَأَيْتُكَ تُحَرِّكُ شَفَتَيْكَ بِشَيْءٍ عِنْدَ الدُّخُولِ فَمَا هُوَ قَالَ قُلْتُ: اللَّهُمَّ احرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لاَ تَنَامُ, وَاكْنُفْنِي بِرُكنِكَ الَّذِي لاَ يُرَامُ, وَاحْفَظْنِي بِقُدرَتِكَ عَلَيَّ, وَلاَ تُهلِكْنِي, وَأَنْتَ رَجَائِي رَبِّ كَمْ مِنْ نَعمَةٍ أَنْعَمتَ بِهَا عَلَيَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكرِي, وَكَم مِنْ بَلِيَّةٍ ابْتَلَيْتَنِي بِهَا قَلَّ لَهَا عِنْدَك صَبْرِي, فَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعمَتِه شُكرِي فَلَمْ يَحرِمْنِي وَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلِيَّتِهِ صَبْرِي فَلَمْ يَخْذُلْنِي وَيَا مَنْ رَآنِي على المعاصي فلم يفضحني, وياذا النعم التي لا تحصى أبدا, وياذا المَعْرُوْفِ الَّذِي لاَ يَنْقَطِعُ أَبَداً أَعِنِّي عَلَى دِيْنِي بِدُنْيَا, وَعَلَى آخِرَتِي بِتَقْوَى, وَاحفَظْنِي فِيْمَا غِبتُ عَنْهُ, وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي فِيْمَا خَطَرتُ يَا مَنْ لاَ تَضُرُّه الذُّنُوبُ, وَلاَ تَنقُصُه المَغْفِرَةُ اغْفِرْ لِي مَا لاَ يَضُرُّكَ وَأَعْطِنِي مَا لاَ يَنْقُصُكَ يَا وَهَّابُ أَسْأَلُك فَرَجاً قَرِيْباً وَصَبراً جَمِيْلاً, وَالعَافِيَةَ مِنْ جَمِيْعِ البَلاَيَا, وَشُكرَ العَافِيَةِ.
فَأَعْلَى مَا يَقَعُ لَنَا مِنْ حَدِيْثِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ: مَا أَنْبَأَنَا الإِمَامُ أبي مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ الحَاكِمُ, وَطَائِفَةٌ قَالُوا: أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ، أَنْبَأَنَا أبي مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أبي بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا أبي مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ، حَدَّثَنَا أبي عَاصِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ بِالمَجُوْسِ فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ قَائِماً فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ "سُنُّوا بِهِم سُنَّةَ أهل الكتاب".
هَذَا حَدِيْثٌ عَالٍ فِي إِسْنَادِهِ انْقِطَاعٌ.
أَخْبَرَنَا أبي المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّدِ، أَنْبَأَنَا زَكَرِيَّا بنُ عَلِيِّ بنِ حَسَّانٍ "ح" وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَنْبَأَنَا أبي المُنَجِّى عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ قَالاَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى قَالَ: أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الفَضْلِ بِيْبَى بِنْتُ عَبْدِ الصَّمَدِ الهَرْثَمِيَّةُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا وَقفَ عَلَى الصَّفَا كَبَّرَ ثَلاَثاً وَيَقُوْلُ: "لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٍ" يَصْنَعُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَيَصْنَعُ عَلَى المَرْوَةِ مِثْلَ ذَلِكَ وَكَانَ إِذَا نَزَلَ مِنَ الصَّفَا مَشَى حَتَّى إِذَا انْصبَّتْ قَدمَاهُ فِي بَطْنِ الوَادِي سعى حتى يخرج منه رواه مسلم.

وَبِهِ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ فليح المقرىء بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مَيْمُوْنٍ القَدَّاحُ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يُؤْمِنُ مُؤْمِنٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالقَدَرِ كُلِّهِ, حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ, وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيْبَهُ".
هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ, فِيْهِ نَكَارَةٌ, تَفَرَّد بِهِ: القَدَّاحُ. وَقَدْ قَالَ البُخَارِيُّ: ذَاهبُ الحَدِيْثِ. أَخْرَجَهُ: أبي عِيْسَى، عَنْ زِيَادِ بنِ يَحْيَى عَنْهُ, فَوَقَعَ بَدَلاً بِعُلُوِّ درجة.
قَالَ المَدَائِنِيُّ, وَشَبَابٌ العُصْفُرِيُّ, وَعِدَّةٌ: مَاتَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَدْ مَرَّ أَنَّ مَوْلِدَه سَنَةَ ثَمَانِيْنَ. أَرَّخَهُ: الجِعَابِيُّ وَأبي بَكْرٍ بنُ مَنْجَوَيْه, وَأبي القَاسِمِ اللاَّلْكَائِيُّ فَيَكُوْنُ عُمُرُه ثَمَانِياً وَسِتِّيْنَ سَنَةً -رَحِمَهُ اللهُ-.
لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ البُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيْحِ" بَلْ فِي كِتَابِ "الأَدَبِ", وَغَيْرِه.
وَلَهُ عِدَّةُ أَوْلاَدٍ: أَقدمُهُم إِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ: وَمَاتَ شَابّاً فِي حَيَاةِ أَبِيْهِ, سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ, وَخلَّفَ مُحَمَّداً, وَعَلِيّاً, وَفَاطِمَةَ فَكَانَ لِمُحَمَّدٍ مِنَ الوَلَدِ جَعْفَرٌ, وَإِسْمَاعِيْلُ فَقَطْ فَوَلَدَ جَعْفَرٌ مُحَمَّداً وَأَحْمَدَ دَرَجَ, وَلَمْ يُعْقِبْ فَوُلِدَ لِمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ جعفر وإسماعيل وَأَحْمَدُ, وَحَسَنٌ. فَوُلدَ لِحَسَنٍ: جَعْفَرٌ الَّذِي مَاتَ بِمِصْرَ, سنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَخلَّفَ ابْنَه مُحَمَّداً, فَجَاءهُ خَمْسَةُ بَنِيْنَ. وَوُلِدَ لإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ: أَحْمَدُ وَيَحْيَى وَمُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ دَرَجَ, وَلَمْ يُعْقِبْ. فَوُلِدَ لأَحْمَدَ جَمَاعَةُ بَنِيْنَ: مِنْهُم إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ, المُتَوْفَى بِمِصْرَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فَبنُو مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ عَددٌ كَثِيْرٌ كَانُوا بِمِصْرَ وَبِدِمَشْقَ قَدِ اسْتَوْعَبَهُمْ الشَّرِيْفُ العَابِدُ أبي الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ وَيُعْرَفُ هَذَا بِأَخِي مُحَسِّنٍ كَانَ يَسْكُنُ بِبَابِ تُوْمَا1, مَاتَ قَبْلَ الأَرْبَعِ مائَةٍ, وَذَكَرَ مِنْهُم قَوْماً بِالكُوْفَةِ, وَبَالَغَ فِي نَفْيِ عُبَيْدِ اللهِ المَهْدِيِّ مِنْ أَنْ يَكُوْنَ مِنْ هَذَا النَّسَبِ الشريف, وألف كتابا في أنه دُعِيَ, وَأَنَّ نِحْلَتَهُ خَبِيْثَةٌ, مَدَارُهَا عَلَى المِخرقَةِ وَالزَّنْدَقَةِ.
سير أعلام النبلاء - لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.

 

جَعْفَر بن مُحَمَّد الصَّادِق وَهُوَ ابْن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب الْهَاشِمِي الْقرشِي الْمَدِينِيّ كنيته أَبُو عبد الله أمه أم فَرْوَة بنت الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق وَأم أم فَرْوَة أَسمَاء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصّديق وَكَانَ من سَادَات أهل الْبَيْت فقها وعلما وفضلا كَانَ مولده سنة ثَمَانِينَ وَمَات سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة فِي آخر السّنة وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسِتِّينَ سنة
روى عَن أَبِيه فِي الْوضُوء وَالصَّلَاة وَالصَّوْم وَالْحج وَالْجهَاد والزهد وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر فِي الصَّلَاة وَعَطَاء بن أبي رَبَاح فِي الصَّلَاة
روى عَنهُ عبد الوهاب الثَّقَفِيّ وحاتم بن إِسْمَاعِيل ووهيب بن خَالِد وَالْحسن بن عَيَّاش وَسليمَان بن بِلَال وَالثَّوْري والدراوردي وَيحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ فِي الْحَج وَحَفْص بن غياث فِي الْحَج وَمَالك بن انس وَابْن جريج.

رجال صحيح مسلم - لأحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر ابن مَنْجُويَه.

 

جعفر الصادق

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

جعفر الصَّادق

الصَّادق، الفاضل، الطاهر، عليّ السادس.

الولادة  17 ربيع الأول 80 هـ، الموافق 24 أبريل 702م المدينة المنورة، الحجاز، Umayyad Flag.svg الدولة الأموية

الوفاة    25 شوال 148 هـ، الموافق 8 ديسمبر 765م جنة البقيع، المدينة المنورة، الحجاز،

أبوه: الإمام محمد بن علي الباقر

أمه: 'أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.

زوجاته: فاطمة بنت الحسين الأثرم، وحميدة البربريَّة

ذريته: 11 ولدًا: إسماعيل، عبد الله، موسى الكاظم، إسحاق، محمد، العبَّاس، علي (المعروف بالعريضي)، أبو بكر، أسماء، فاطمة، عائشة.

أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق، (ولد يوم 17 ربيع الأول 80 هـ في المدينة المنورة وتوفي فيها في مساء 25 شوال من سنة 148 هـ)، إمام من أئمة المسلمين وعالم جليل وعابد فاضل من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب وله مكانة جليلة عظيمة لدى جميع المسلمين.

لُقِبَ بالصادق لأنه لم يُعرف عنه الكذب، ويعتبر الإمام السادس لدى الشيعة الإمامية (الإثنا عشرية والخامس عند الإسماعيلية)، وينسب إليه انتشار مدرستهم الفقهية والكلامية. ولذلك تُسمّى الشيعة الإمامية بالجعفرية أيضاً، بينما يرى أهل السنة والجماعة أن علم الإمام جعفر ومدرسته أساسٌ لكل طوائف المسلمين دون القول بإمامته بنصبٍ من الله، وروى عنه كثير من كتَّاب الحديث السنة والشيعة على حدٍ سواء، وقد استطاع أن يؤسس في عصره مدرسة فقهية، فتتلمذ على يده العديد من العلماء. ومن الجدير بالذِكر أن جعفر الصادق يُعتبر واحداً من أكثر الشخصيات تبجيلاً عند أتباع الطريقة النقشبندية، وهي إحدى الطرق الصوفيَّة السنيَّة.

يقال أنه من أوائل الرواد في علم الكيمياء حيث تتلمذ على يديه أبو الكيمياء جابر بن حيان. كذلك فقد كان عالم فلك، ومتكلماً، وأديباً، وفيلسوفاً، وطبيباً، وفيزيائياً.

 

جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. وقد سُمي باسم "جعفر" تيمناً بجده جعفر الطيار الذي كان من أوائل شهداء الإسلام. كُني جعفر الصادق بعدة كِنى منها: أبو عبد الله (وهي أشهرها)، وأبو إسماعيل، وأبو موسى. ولقب بالصادق، والفاضل، والطاهر، والقائم، والكامل، والمنجي.

أم أبيه هي: أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب.

أمه هي: أم فروة فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة.

أمَّا أم أمه فهي: أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة.

وقد اجتمعت في نسبه خصائص ميَّزته عن غيره كما قال الأستاذ عبد الحليم الجندي: «فجعفر قد ولده النبي مرتين. وعليّ مرتين، والصدّيق مرتين، ليدلّ بهذا المجد الذي ينفرد به في الدنيا على أنه نسيج وحده. ومن الناحية الأخرى ولده كِسرى مرتين. ليدلّ الدنيا - من أعلى مواقعها - على أن الإسلام للموالي والعرب. فذلك هو الدين الذي جاء به رسول الله.».

 

مولده ونشأته

وُلد جعفر الصادق في المدينة المنورة بتاريخ 24 أبريل سنة 702م، الموافق فيه 17 ربيع الأول سنة 80 هـ، وهي سنة سيل الجحاف الذي ذهب بالحجاج من مكة. تنص بعض المصادر على أن ولادته كانت يوم الجمعة عند طلوع الشمس وقيل أيضاً يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين، وقالوا سنة ست وثمانين، وقيل في السابع عشر منه. أفاد عدد من علماء الشيعة أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) تنبّأ بولادة جعفر الصادق، وأنَّه هو من كنّاه بالصادق، فقد جاء في الحديث: «إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق، فإن الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدَّعي الإمامة اجتراءً على الله وكذباً عليه، فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري».

اعتبره البعض من أتباع التابعين، إلا أن الظاهر أنه قد رأى سهل بن سعد وغيره من الصحابة، وروى عن أبيه، وعن عروة بن الزبير وعطاءٍ ونافع والزهري وابن المنكدر، وله أيضاً عن عبيد بن أبي رافع. وقد وُصف الصادق بأنه مربوع القامة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أبيض الوجه، أزهر، له لمعان كأنه السراج، أسود الشعر، جعده أشم الأنف قد انحسر الشعر عن جبينه فبدا مزهراً، وعلى خده خال أسود.

والده محمد الباقر هو خامس الأئمة عند الشيعة، وقد اتخذ من ولده جعفر وزيراً، واعتمده في مهمّات أموره، في المدينة وفي سفره إلى الحج، وإلى الشام عندما استدعاه الخليفة هشام بن عبد الملك، وذلك لأنه كان أنبه إخوته ذكراً، وأعظمهم قدراً، وأجلّهم في العامة والخاصة. فكان أبوه الباقر مُعجباً به، ونُقل عنه أنه قال: «إن من سعادة الرجل أن يكون له الولد يعرف فيه شبه خَلقه وخُلقه وشمائله، وإني لأعرف من ابني هذا شبه خَلقي وخُلقي وشمائلي».

وعند أهل السنة والجماعة أن جعفر الصادق كان يُدافع عن الخلفاء الراشدين السابقين لعلي بن أبي طالب، ويمقت الذين يتعرضون لأبي بكر ظاهراً وباطناً ويغضب منهم، ومن الأحاديث التي نقلها عنه أهل السنَّة في هذا المجال حديثُ عن زهير بن معاوية؛ قال فيه: « قال أبي لجعفر بن محمد: إن لي جاراً يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر. فقال جعفرٌ: برئ الله من جارك، والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر، ولقد اشتكيت شكايةً، فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم».

آلت الإمامة - بالمعنى الشيعي- إلى جعفر الصادق عندما بلغ ربيعه الرابع والثلاثين (34 سنة)، وذلك بعد أن توفي والده مسموماً (وفق بعض المصادر)، مثل كتاب الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي، وكان ذلك في ملك هشام بن عبد الملك، وتشير المصادر إلى أن الأخير كان وراء سمّ الباقر. وتنصّ مصادر أخرى على أنَّ جعفر الصادق قال: «قال لي أبي ذات يوم في مرضه: "يا بني أدخل أناساً من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم"، فأدخلت عليه أناساً منهم فقال: "يا جعفر إذا أنا متّ فغسلني وكفني، وارفع قبري أربع أصابع، ورشّه بالماء"، فلما خرجوا قلت له: "يا أبت لو أمرتني بهذا صنعته ولم ترد أن أُدخل عليك قوماً تشهدهم"، فقال: "يا بني أردت أن لا تُنازَع، وكرهت أن يُقال أنه لم يوصِ إليه، فأردت أن تكون لك الحُجة"». ووفق المعتقد الشيعي فإن الإمام الباقر رغب من وراء هذا أن يُعلم الناس بإمامة الصادق من بعده. وفعلاً فقد قام الإمام الصادق بتغسيل والده وتكفينه على ما أوصاه، ودفنه في جنَّة البقيع إلى جانب الصحابة الذين توفوا قبله.

 

زوجاته وأبناؤه

تزوَّج الصادق من نساءٍ عديدات، منهنّ: فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وكان أبوها ابن عم زين العابدين، ومنهن حميدة البربريَّة والدة الإمام موسى الكاظم، واتخذ إماء أخرىات. وكان له عشرة أولاد، وقيل أحد عشر ولداً؛ سبعة من الذكور وأربع إناث، فأما الذكور فهم: إسماعيل (وإليه ينسب المذهب الإسماعيلي)، وعبد الله، وموسى الكاظم، وإسحاق، ومحمد، وعلي (المعروف بالعريضي)، والعبَّاس. وأما الإناث فهن فاطمة وأسماء وفاطمة الصغرى وأم فروة. كانت زوجة الصادق الأولى هي فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهي أم إسماعيل وعبد الله وأم فروة، وبعد وفاتها ابتاع الإمام أمَةً أندلسية، يرجع أصلها إلى بربر المغرب تُدعى (حميدة بنت صاعد)، فأعتقها وعلَّمها أصول الشرع والدين ثم تزوَّجها، فولدت له موسى ومحمد، وقد أجلّها الشيعة وبالأخص نساؤهم؛ لورعها وتقواها وحكمتها، وعُرفت باسم " حميدة خاتون" و"حميدة المصفّاة" بسبب ما قاله زوجها عنها: «حميدة مصفّاة من الأدناس كسبيكة الذهب».

 

 

جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو عبد الله الْمدنِي الصَّادِق
أمه أم فَرْوَة بنت الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر وَأمّهَا أَسمَاء بنت عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَلذَلِك كَانَ يَقُول ولدني أَبُو بكر مرَّتَيْنِ
روى عَن أَبِيه وَالزهْرِيّ وَنَافِع وَابْن الْمُنْكَدر
وَعنهُ الثَّوْريّ وَابْن عُيَيْنَة وَشعْبَة وَيحيى الْقطَّان وَمَالك وَابْنه مُوسَى الكاظم وَآخَرُونَ ولد سنة ثَمَانِينَ وَمَات سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

جعفر الصادق

 

أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم أجمعين؛ أحد الأئمة الاثني عشر على مذهب الإمامية، وكان من سادات أهل البيت ولقب بالصادق لصدقه في مقالته وفضلُه أشهر من أن يذكر، وله كلام في صنعة الكيمياء والزجر والفأل، وكان تلميذه أبو موسى جابر بن حيان الصوفي الطرسوسي قد ألف كتاباً يشتمل على ألف ورقة تتضمن رسائل جعفر الصادق وهي خمسمائة رسالة.
وكانت ولادته سنة ثمانين للهجرة، وهي سنة سيل الجحاف، وقيل: بل ولد يوم الثلاثاء قبل طلوع الشمس ثامن شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين.
وتوفي في شوال سنة ثمان وأربعين ومائة بالمدينة، ودفن بالبقيع في قبر فيه أبوه محمد الباقر وجده علي زين العابدين وعم جده الحسن بن علي، رضي الله عنهم أجمعين، فلله دره من قبر ما أكرمه وأشرفه.
وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنهم أجمعين.
وسيأتي ذكر الأئمة الاثنى عشر - رضي الله عنهم - كل واحد في موضعه إن شاء الله تعالى.
وحكى كشاجم في كتاب " المصايد والمطارد " أن جعفراً المذكور سأل أبا حنيفة - رضي الله عنهما - فقال: ما تقول في محرم كسر رباعية ظبي فقال: يا ابن رسول الله، ما أعلم ما فيه، فقال له: أنت تتداهى ولا تعلم أن الظبي لا يكون له رباعية وهو ثني أبدا

قال الهيثم: حدثني بعض أصحاب جعفر الصادق قال: دخلت على جعفر وموسى بين يديه وهو يوصيه بهذه الوصية، فكان مما حفظت منها أن قال: يا بني أقبل وصيتي واحفظ مقالتي، فإنك إن حفظتها تعش سعيداً وتمت حميداً؛ يا بني إنه من [قنع بما قسم له استغنى، ومن مد عينيه إلى ما في يد غيره مات فقيراً، ومن لم يرض]  بما قسم الله له اتهم الله في قضائه، ومن استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه؛ يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن احتفر لأخيه بئراً سقط فيها، ومن داخل السفهاء حقر، ومن خالط العلماء وقر، ومن دخل مداخل التهم أتهم؛ يا بني قل الحق لك وعليك، وإياك والنميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال؛ يا بني إن طلبت الجود فعليك بمعادنه.
قال أبو الحسن المدائني: بعث أبو جعفر المنصور إلى جعفر بن محمد فأتاه فقال: إني أريد أن أستشيرك في أمر؛ قد رأيت إطباق المدينة على ختري وقد تأنيت بهم مرة بعد أخرى ولا أراهم ينتهون، وقد رأيت أن أبعث إليهم من يجمر نخلها ويغور عيونها فما ترى فسكت جعفر فقال: ما بالك لا تتكلم قال: يا أمير المؤمنين إن سليمان بن داود أعطي فشكر وإن أيوب ابتلي فصبر وإن يوسف قدر فغفر، وقد جعلك الله من نسل الذين يغفرون ويصفحون، قال: فطفئ غيظه.
ويقال إن سليمان بن علي عم المنصور أخذ غلاماً لجعفر فكتب جعفر إليه: أيها الأمير إن الإنسان ينام على الشك ولا ينام على الحرام، فإما أن رددت غلامي وإلا عرضت أمرك على الله خمس مرات في اليوم والليلة؛ فرده عليه.
واشتكى  ابن لجعفر فاشتد جزعه عليه ثم أخبر بموته فسري عنه، فقيل له في ذلك فقال: إنا ندعو الله فيما نحب فإذا وقع ما نكره لم نخالف فيما أحب. وقيل له: ما بلغ من حبك له قال: كان يسرني ألا يكون لي ولد غيره فيشركه في حبي له؛ وفضله اشهر من أن يذكر.
 

[وكان المنصور أراد إشخاصه إلى العراق معه عند مسيره إلى المدينة فاستعفاه من ذلك فلم يعفه، فاستأذنه في المقام بعده أياماً ليصلح أموراً مختلفة، فأبى عليه، فقال له جعفر: سمعت أبي يحدث عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرجل ليبقى أمله وينقضي أجله فليصل رحمه فيزداد في عمره، قال: اله، لقد سمعت ذلك عن أبيك عن جدك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم نعم، فأعفاه من الشخوص وأقره بالمدينة وأجازه ووصله.
وقيل إن المنصور وجه في إشخاص جعفر قبل قتل محمد بن عبد الله، فلما صار إلى النجف توضأ للصلاة ثم قال: اللهم بك استفتح وبك استنجح وبمحمد صلى الله عليه وسلم أتوجه، اللهم إني أدرأ بك في نحره وأعوذ بك من شره، اللهم سهل لي حزونته ولين لي عريكته وأعطني من الخير ما أرجو واضرب عني من الشدة ما أخاف وأحذر؛ قال: فلما دخل عليه قام إليه وأكرمه وبره وغلفه بيده وصرفه إلى منزله، وإنما أشخصه ليقتله. وقال له وسأله عن محمد ابن عبد اله فقال: أقول ما عندي (لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون) ، فقال المنصور: في دون هذا القول منك كفاية، وسجد شكراً لله] .

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي
 

تتمات...

كان عالماً زاهداً عابداً، روى عن أبيه وعطاء وعكرمة، قال محمد بن أبي القاسم عن يحيى بن الفرات قال: قال جعفر بن محمد لسفيان الثوري: لا يتم المعروف إلا بثلاثة: تعجيله وتصغيره وستره.
حدث الزبير عن محمد بن يحيى الربعي [قال:] قال ابن شبرمة: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد فسلمت عليه، وكنت له صديقاً، ثم أقبلت عليه فقلت: أمتع الله بك، هذا رجل من أهل العراق له فقه وعلم، فقال جعفر: لعله الذي يقيس الدين بريه ثم أقبل عليه فقال له: اتق الله ولا تقس الدين برأيك فإن أول من قاس إبليس إذ أمره الله بالسجود لآدم فقال: (أنا خير منه الآية الكريمة) . ثم قال له: هل تحسن أن تقيس رأسك من جسدك فقال: لا، فقال: أخبرني عن الملوحة في العين، وعن المرارة في الأذن، وعن الماء في المنخرين، وعن العذوبة في الفم، لأي شيء جعل ذلك قال: لا أدري، قال له جعفر: إن الله تبارك وعلا خلق العينين فجعلهما شحمتين، وجعل الملوحة فيهما مناً على ابن آدم، ولولا ذلك لذابتا فذهبتا، وجعل المرارة في الأذنين مناً منه عليه، وجعل الماء في المنخرين ليصعد منه النفس وينزل ويجد منه الريح الطيبة من الريح الردية، وجعل العذوبة في الفم ليجد ابن آدم لذة مطعمه ومشربه. ثم قال لأبي حنيفة: أخبرني عن كلمة أولها شرك وآخرها إيمان، ما هي قال: لا أدري، قال: قول الرجل: لا إله إلا الله، فلو قال: لا إله ثم أمسك كان مشركاً، فهذه كلمة أولها شرك وآخرها إيمان. ثم قال: ويحك أيهما أعظم عند الله: قتل النفس التي حرم أم الزنا قال: لا بل قتل النفس، قال جعفر: إن الله قد رضي وقبل في قتل النفس بشاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربعة، فكيف يقوم لك قياس ثم قال: أيهما أعظم عند الله: الصوم أم الصلاة قال: الصلاة، قال: فما بال المرأة إذا حاضت تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة اتق الله يا عبد الله ولا تقس، فإنا نقف نحن غداً وأنت ومن خالفنا بين يدي الله عز وجل فنقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الله تعالى، وتقول أنت وأصحابك: سمعنا وأرينا، فيفعل بنا وبكم ما يشاء.
 

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي

 

جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبي عبد الله ، رضي الله عنهم أجمعين ، كان من سادات أهل البيت ولقب بالصادق لصدقه في مقالته وفضلُه أشهر من أن يذكر، وكانت ولادته سنة (80 ه) ، وتوفي سنة ثمان واربعين ومائة ( 148 ) بالمدينة، ودفن بالبقيع في قبر فيه أبيه محمد الباقر . ينظر : وفيات الأعيان / للبرمكي / 1 / 327 ، وتاريخ الاسلام / 3 / 828 .

 

سنة ثَمَانِي وَأَرْبَعين وَمِائَة.
فِي هَذِه السّنة تُوفي:
جَعْفَر بن مُحَمَّد، عَلَيْهِ السَّلَام

تاريخ العلماء النحويين من البصريين والكوفيين وغيرهم-لأبو المحاسن المفضل التنوخي المعري.

 

 

جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط، الهاشمي القرشي، أبو عبد الله، الملقب بالصادق:
سادس الأئمة الاثني عشر عند الإمامية. كان من أجلاء التابعين. وله منزلة رفيعة في العلم. أخذ عنه جماعة، منهم الإمامان أبو حنيفة ومالك. ولقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب قط. له أخبار مع الخلفاء من بني العباس وكان جريئا عليهم صداعا بالحق. له (رسائل) مجموعة في كتاب، ورد ذكرها في كشف الظنون، يقال إن جابر بن حيان قام بجمعها. مولده ووفاته بالمدينة  .

-الاعلام للزركلي-

 

أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين، أحد الأئمة الاثني عشر على مذهب الإمامية، المتوفى بالمدينة في شوال سنة ثمان وأربعين ومائة عن ثمان وستين سنة ودفن بالبقيع.
كان من سادات أهل البيت، لقب بالصادق لصدقه في مقاله، وفضله أشهر من أن يذكر. وله كلام في صناعة الكيمياء والزجر والعيافة وكان تلميذه جابر بن حيان الطرسوسي، قد ألف كتاباً يشتمل على ألف ورقة يتضمن رسائل جعفر الصادق وهي خمسمائة رسالة. وأمُّه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وقبره عند قبر محمد الباقر وجده علي الأصغر وعم جدِّه الحسن -رضي الله عنهم- أجمعين. ذكره ابن خلِّكان.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة. 

 

 

جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب الذي يقال له الصادق كنيته أبو عبد الله من سادات أهل البيت وعباد أتباع التابعين وعلماء أهل المدينة كان مولده سنة ثمانين سنة سيل الجحاف ومات سنة ثمان وأربعين ومائة وهو بن ثمان وستين سنة
مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار - محمد بن حبان، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ).