سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي
أبو عبد الله
تاريخ الولادة | 97 هـ |
تاريخ الوفاة | 161 هـ |
العمر | 64 سنة |
مكان الولادة | الكوفة - العراق |
مكان الوفاة | البصرة - العراق |
أماكن الإقامة |
|
- سعيد بن مسروق بن عدي الثوري "أبو سفيان"
- عبد الله بن عون بن أرطبان "أبو عون المزني"
- طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي
- بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة أبي عبد الملك
- عثمان بن عمير البجلي أبي اليقظان
- أبي مسعود سعيد بن إياس الجريري
- سماك بن حرب بن أوس الذهلي أبي المغيرة
- إياد بن لقيط السدوسي الكوفي
- الربيع بن صبيح البصري
- سعيد بن سنان الشيباني أبي سنان
- سلمة بن دينار أبي حازم الأعرج
- إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري أبي إسحاق
- محمد بن راشد المكحولي الخزاعي أبي يحيى
- إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي البجلي أبي عبد الله "إسماعيل بن هرمز"
- حميد الطويل بن أبي حميد تيرويه أبي عبيدة البصري
- عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق "أبي محمد عبد الرحمن بن القاسم"
- محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان القرشي "أبي بكر"
- عمرو بن يحيى بن عمارة المازني
- عبيد بن مهران المكتب الكوفي
- جبلة بن سحيم التيمي الشيباني "أبي سويرة"
- جامع بن أبي راشد
- أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم بن صخير الهروي
- بختري بن المختار العبدي
- خالد بن سلمة الفأفأ المخزومي القرشي الكوفي
- أبي عطاء عبد الله بن عطاء الطائفي المكي
- الحسن بن عمرو الفقيمي التميمي
- عبد الله بن أبي لبيد الثقفي الأخنسي المدني
- برد بن سنان أبي العلاء الدمشقي
- راشد بن كيسان أبي فزارة العبسي الكوفي
- سليمان بن طرخان أبي المعتمر البصري "سليمان التيمي"
- الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري "أبي الربيع"
- زياد بن إسماعيل القرشي المكي السهمي
- عمرو بن مرة بن عبد الله المرادي الجملي أبي عبد الله الكوفي
- سلم بن عبد الرحمن النخعي
- إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي الأموي
- ثابت بن عبيد الأنصاري الكوفي
- سليمان بن أبي سليمان فيروز أبي إسحاق الشيباني
- فراس بن يحيى الهمداني أبي يحيى
- عروة بن الحارث الهمداني أبي فروة
- منصور بن المعتمر أبي عتاب "أبي عتاب السلمي الكوفي"
- يزيد بن عبد الرحمن الدالاني أبي خالد الأسدي الكوفي
- عطية بن الحارث الهمداني أبي روق
- إسماعيل بن كثير الحجازي أبي هاشم
- عمرو بن دينار أبي محمد القرشي الأثرم المكي الجمحي
- وقدان العبدي أبي يعفور الكوفي "أبي يعفور الكوفي"
- أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي المكي "أبي موسى الأموي"
- ليث بن أبي سليم أيمن بن زنيم
- منصور بن صفية بنت شيبة بن عثمان القرشي المكي
- قيس بن وهب الهمداني الكوفي
- بشير بن سليمان أبي إسماعيل الأسلمي النهدي الكوفي
- المختار بن فلفل "مختار بن فلفل الكوفي"
- أجلح بن عبد الله بن حسان الكندي أبي حجية
- يحيى بن سعيد بن حيان التيمي أبي حيان الكوفي "أبي حيان الكوفي"
- حكيم بن جبير الأسدي الثقفي الأسدي الكوفي
- سالم بن عجلان الأفطس الجزري الحراني الأموي أبي محمد
- سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف "سعد بن إبراهيم أبي إسحاق"
- جعفر بن برقان الكلابي أبي عبد الله الجزري
- أسامة بن زيد الليثي "أبي زيد"
- سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي الكوفي أبي محمد "الأعمش"
- موسى بن نافع الحناط أبي شهاب الأكبر الهذلي "أبي شهاب الأكبر الهذلي"
- إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة الهاشمي السدي الأعور الكوفي "السدي إسماعيل"
- حميد بن قيس أبي صفوان الأعرج المكي "الأعرج حميد بن قيس المكي"
- آدم بن سليمان مولى خالد بن خالد والد يحيى بن آدم
- عاصم بن سليمان الأحول أبي عبد الرحمن البصري
- مزاحم بن زفر بن الحارث "مزاحم"
- داود بن أبي هند أبي بكر القشيري البصري "داود بن دينار"
- ثور بن يزيد الكلاعي أبي خالد الشامي الحمصي
- طارق بن عبد الرحمن البجلي الكوفي
- يحيى بن أبي إسحاق الحضرمي "يحيى بن أبي إسحاق"
- أبي يزيد سهيل بن أبي صالح ذكوان السمان
- أبي الهذيل حصين بن عبد الرحمن السلمي
- إبراهيم بن المهاجر البجلي الكوفي
- إبراهيم بن عقبة بن أبي عياش
- إبراهيم بن عبد الأعلى الكوفي
- سلمة بن كهيل بن حصين بن تمارح الحضرمي "أبي يحيى"
- محمد بن عبد الرحمن بن عبيد مولى آل طلحة
- غيلان بن جامع المحاربي الكوفي "أبي عبد الله"
- يحيى بن دينار أبي هاشم الرماني الواسطي "يحيى بن دينار"
- توبة بن أسيد بن كيسان العنبري أبي المورع
- عبد الله بن ذكوان أبي الزناد
- عثمان بن عاصم بن حصين أبي حصين "عثمان بن عاصم أبي حصين"
- عبد الكريم بن مالك أبي سعيد الجزري
- زيد بن جبير بن حرمل الجشمي
- إبراهيم بن محمد بن المنتشر بن الأجدع الهمداني
- حجاج بن فرافصة الباهلي العابد
- أبي عون خصيف بن عبد الرحمن الخضرمي الجزري
- حكيم بن الديلم المدائني الكوفي
- بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري "أبي بردة الكوفي"
- جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب "جعفر الصادق"
- الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد القرشي المديني
- الأسود بن قيس النخعي الكوفي كنيته أبو قيس "الأسود بن قيس النخعي"
- إبراهيم بن ميسرة الطائفي
- الأغر بن الصباح التميمي الكوفي
- أبي يسار عبد الله بن أبي نجيح الثقفي
- عثمان بن المغيرة الثقفي أبي المغيرة الكوفي
- عبد الرحمن بن دينار زاذان القتات أبي يحيى الكوفي
- عمارة بن جوين أبي هارون العبدي البصري العبدي
- حطان بن خفاف أبي الجويرية الجرمي
- سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة
- يزيد بن عبد الله بن خصيفة المدني "يزيد بن عبد الله بن خصيفة"
- عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة النخعي الكوفي
- معبد بن خالد الجدلي القيسي أبي القاسم الكوفي
- عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب
- محمد بن عقبة مولى الزبير
- عثمان بن حكيم بن عباد بن حنيف
- علقمة بن مرثد أبي الحارث الحضرمي الكوفي
- جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي أبي عبد الله "جابر بن يزيد الجعفي"
- زيد بن الحواري البصري أبي الحواري العمي القاضي
- هشام بن عروة بن الزبير بن العوام أبي المنذر القرشي "هشام أبي المنذر"
- زيد بن أسلم العدوي المدني أبي أسامة
- حنظلة بن أبي سفيان الجمحي القرشي
- موسى بن أبي عائشة الهمداني الكوفي "موسى بن أبي عائشة"
- زبيد بن الحارث بن عبد الكريم اليامي الكوفي
- يونس بن عبيد بن دينار أبي عبد الله العبدي القيسي البصري "أبي عبد الله العبدي القيسي البصري"
- زياد بن علاقة بن مالك أبي مالك الثعلبي الكوفي "زياد بن علاقة أبي مالك"
- موسى بن عقبة بن أبي عياش "موسى بن عقبة"
- سعد بن طارق بن أشيم أبي مالك الأشجعي
- الحسن بن عبيد الله بن عروة النخعي الكوفي
- عبد الله بن دينار العدوي المدني "عبد الله أبي عبد الرحمن"
- عبد الله بن طاوس بن كيسان اليماني الخولاني الهمداني
- أبي عثمان ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ القرشي التيمي "ربيعة الرأي ربيعة"
- حبيب بن الشهيد الأزدي أبي محمد
- سالم بن أبي أمية المدني أبي النضر "سالم بن أبي أمية أبي النضر"
- حماد بن أبي سليمان مسلم الكوفي أبي إسماعيل "الفقيه حماد"
- الزبير بن عدي الهمداني الكوفي أبو عدي
- أشعث بن سليم أبي الشعثاء بن الأسود المحاربي الكوفي "أشعث بن سليم بن الأسود الكوفي"
- حبيب بن أبي عمرة الأسدي القصاب أبو عبد الله
- حبيب بن أبي ثابت قيس بن دينار أو هند أبي يحيى الأسدي الكوفي
- محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي المكي أبي الزبير "أبو الزبير المكي محمد بن مسلم"
- فضيل بن غزوان بن جرير أبي محمد الضبي
- رباح بن أبي معروف المكي
- عون بن أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي الكوفي
- أبي بكر أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني
- فضيل بن مرزوق أبي عبد الرحمن "فضيل بن مرزوق"
- عبد العزيز بن رفيع أبي عبد الله
- أبي المنازل خالد بن مهران البصري "الحذاء خالد"
- محارب بن دثار بن كردوس السدوسي الشيباني أبي النضر الكوفي أبي المطرف
- قيس بن مسلم الجدلي العدواني أبي عمرو الكوفي
- عياش بن عمرو العامري التميمي الكوفي
- حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل التيمي الزيات "الزيات حمزة بن حبيب"
- حمران بن أعين الكوفي
- جامع بن شداد أبي صخرة المحاربي الكوفي
- محمد بن العلاء بن كريب الهمداني أبي كريب "أبو كريب الهمداني"
- محمد بن يحيى بن فياض الزماني "أبو الفضل"
- عبد الله بن عمران بن رزين العابدي "أبو القاسم"
- سليمان بن عيسى بن نجيح السجزي "أبو يحيى"
- يزيد بن هارون بن زاذي "أبوخالد السلمي الواسطي"
- علي بن الجعد بن عبيد الجوهري "أبو الحسن البغدادي"
- المعافى بن عمران بن نفيل "أبو مسعود الأزدي"
- عبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد الرقي "أبو وهب"
- أحمد بن عبد الله بن يونس التيمي اليربوعي الكوفي
- مسلم بن إبراهيم أبي عمرو الأزدي الفراهيدي "أبي عمرو الأزدي"
- الحارث بن منصور الواسطي أبي منصور "أبي سفيان"
- محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى أبي يحيى الكوفي الأسدي "ابن كناسة محمد"
- خلف بن تميم أبي عبد الرحمن التميمي الكوفي
- الحكم بن عبد الله بن مسلمة بن عبد الرحمن البلخي أبي مطيع
- شعيب بن حرب أبي صالح المدائني
- سلمه بن الفضل أبي عبد الله الرازي "الأبرش"
- عبد الملك بن عبد الرحمن الصنعاني الذماري
- سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي "سفيان بن عيينة"
- عبد الحميد بن عبد الرحمن الكوفي الحماني
- أبي عمرو الربيع بن زياد الضبي
- أبي سعيد إبراهيم بن طهمان بن شعبة الخراساني الهروي
- زكريا بن دويد بن محمد بن الأشعث الكندي أبي أحمد
- الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني أبي علي
- عبد الغفار بن الحسن أبي خازم
- وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي أبي سفيان "وكيع بن الجراح"
- عبد الصمد بن حسان أبي يحيى المروزي
- عبد الله بن داود بن عامر بن الربيع الهمداني الخريبي
- سلم بن سالم البلخي أبي محمد
- عبد الله بن عمر بن غانم الرعيني القيرواني أبي محمد "عبد الله بن عمر الرعيني"
- عنبسة بن خارجة الغافقي أبي خارجة
- عبد الله بن وهب بن مسلم الفهري أبي محمد "ابن وهب"
- الوليد بن مسلم بن السائب الدمشقي القرشي أبي العباس "الحافظ الأموي"
- محمد بن صبيح العجلي أبي العباس القاص الكوفي "ابن السماك محمد"
- عمر بن علي بن عطاء المقدمي أبي حفص
- عبد الله بن نمير الخارفي أبي هشام الكوفي الهمداني
- يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي البتلهي الدمشقي أبي عبد الرحمن
- عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي المروزي أبي عبد الرحمن
- إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري أبي إسحاق
- معاوية بن صالح بن حدير أبي عمرو الحضرمي الحمصي "أبي عمرو الحضرمي الحمصي"
- قبيصة بن الليث بن قبيصة بن برمة الأسدي "أبي عيسى"
- بكر بن خنيس الكوفي
- موسى بن داود الضبي أبي عبد الله
- عيسى بن موسى البخاري أبي أحمد "غنجار عيسى"
- يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة البصري أبي زكريا
- عمرو بن محمد العنقزي أبي سعيد
- المغيرة بن سقلاب الجزري أبي بشر
- عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث العامري
- عبد الكريم بن روح بن عنبسة بن سعيد بن أبي عياش البصري "أبي سعيد"
- عبد الغني بن رفاعة بن عبد الملك اللخمي المصري
- يحيى بن سليمان الطائفي أبي محمد "أبي زكريا"
- يحيى بن عبد الله بن الأهتم "يحيى بن أبي الحجاج الأهتمي أبي أيوب"
- حجوة بن مدرك الغساني الكوفي المنبجي
- شاذ بن فياض أبي عبيدة اليشكري "هلال"
- بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين البصري السيريني
- محمد بن كثير العبدي أبي عبد الله "محمد بن كثير العبدي"
- محمد بن محبب أبي همام الدلال
- خلاد بن يحيى بن صفوان أبي محمد السلمي
- إسحاق بن يوسف بن مرداس أبي محمد "الأزرق"
- إسحاق بن إسماعيل الطالقاني أبي يعقوب
- روح بن عبادة بن العلاء القيسي البصري أبي محمد
- الحجاج بن محمد المصيصي أبي محمد
- عمرو بن يحيى بن عمارة المازني
- زيد بن الحباب بن الريان أبي الحسين المصيصي العكلي
- إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم أبي بشر الأسدي "ابن علية إسماعيل"
- إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي "أبي بشر"
- حامد بن يحيى بن هانئ البلخي "أبي عبد الله"
- حماد بن أسامة بن زيد القرشي الكوفي أبي أسامة
- عمر بن عمرو بن بشر العسقلاني "أبي حفص"
- خالد بن يزيد أبي الهيثم العدوي العمري "أبي الوليد"
- محمد بن ميسر أبي سعد الجعفي الصاغاني
- الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الثقفي العقيلي أبي محمد
- عمرو بن محمد القرشي أبي سعيد
- عبد الملك بن إبراهيم الجدي "أبي عبد الله"
- محمد بن مسلم بن شونيز الطائفي أبي عبد الله
- حماد بن عيسى بن عبيدة بن الطفيل الجهني
- مفضل بن صدقة بن سعيد الحنفي أبي حماد
- حماد بن الوليد الأزدي البغدادي الكوفي
- إسماعيل بن إبراهيم التيمي أبي يحيى
- حارث بن النعمان بن سالم الأكفاني "أبي النضر"
- إسماعيل بن عبد الملك بن سوار الزئبقي البناني
- أحمد بن عبدة بن موسى الضبي "أبي عبد الله"
- سعيد بن سالم الكوفي القداح "أبي عثمان"
- خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن سلمة المخزومي
- عاصم بن يوسف اليربوعي التميمي "أبي عمرو"
- موسى بن عامر بن عمارة بن خريم أبي عامر المري
- عبد الله بن يزيد بن عبد الرحمن الأهوازي العدوي "أبي عبد الرحمن المقرئ"
- الربيع بن يحيى بن مقسم أبي الفضل المرئي الأشناني
- أبي عيسى سليم بن عيسى بن سليم بن عامر "أبي محمد سليم"
- عبيد الله بن عبيد الرحمن أبي عبد الرحمن الأشجعي
- عمار بن سيف الضبي أبي عبد الرحمن
- حفص بن عبد الله بن راشد أبي عمرو النيسابوري
- يعلى بن عبيد بن أبي أمية أبي يوسف الطنافسي
- حسين بن علي بن فتح أبي عبد الله الجعفي الكوفي "ابن الوليد"
- محمد بن زياد بن عبيد الله بن زياد بن الربيع الزيادي "أبي عبد الله"
- عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله أبي عمرو السبيعي
- جرير بن عبد الحميد بن جرير بن قيس الضبي الرازي
- معاوية بن هشام الأسدي أبي الحسن "معاوية بن هشام الأسدي"
- الأسود بن عامر أبي عبد الرحمن "شاذان"
- معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان بن الحر أبي المثنى "أبي المثنى العنبري البصري"
- محمد بن جعفر أبي عبد الله الهذلي "غندر"
- عمر بن عبد الله بن رزين أبي العباس السلمي
- إسحاق بن سليمان الرازي العبدي الكوفي
- عطاء بن مسلم الخفاف أبي مخلد
- محمد بن مطرف بن داود أبي غسان الليثي "أبي غسان المدني"
- مالك بن سعير بن الخمس التميمي أبي محمد "أبي الأحوص"
- بشر بن السري الأفوه البصري أبي عمرو
- عبد الرحمن بن عثمان الثقفي أبي بحر
- زيد بن يزيد بن أبي الزرقاء التغلبي الموصلي
- إسماعيل بن عمرو بن نجيح البجلي الكوفي
- خالد بن الحارث بن عبيد بن سليمان أبي عثمان الهجيمي "خالد الصدوق"
- محمد بن بشر بن الفرافصة بن المختار العبدي الكوفي أبي عبد الله
- قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان أبي عامر السوائي "قبيصة بن عقبة السوائي"
- يحيى بن مضر أبو زكرياء القيسي
- الفضل بن عمرو بن حماد بن زهير بن درهم التيمي الملائي "أبي نعيم الفضل بن دكين"
- عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الكوفي
- عمر بن هارون بن يزيد بن جابر بن سلمة
- مسيب بن شريك بن مجربة بن ربيعة الشقري البخاري "أبي سعيد"
- يحيى بن آدم بن سليمان بن خالد أبي زكريا الصلحي "أبي زكريا الصلحي الكوفي المخزومي"
- عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي أبي محمد
- موسى بن مسعود أبي حذيفة البصري النهدي
- خالد بن عمرو بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص القرشي
- يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص "يحيى بن سعيد بن أبان"
- يوسف بن أسباط أبي يعقوب
- هشام بن يوسف أبي عبد الرحمن الصنعاني "القاضي هشام"
- أبي عبد الرحمن المصيصي
- محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان أبي عبد الله "الفريابي"
- مصعب بن المقدام الخثعمي الكوفي
- يحيى بن سليم القرشي الطائفي "أبي زكريا الخراز الحذاء الطائفي"
- عبد الله بن رجاء أبي عمران البصري المكي
- محمد بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي الكوفي الأحدب
- عمر بن سعد أبي داود الحفري الكوفي
- محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر أبي أحمد الزبيري "أبي أحمد الزبيري محمد"
- يزيد بن زريع العيشي أبي معاوية البصري "أبي معاوية البصري"
- عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري البصري "أبي سعيد"
- يحيى بن اليمان العجلي الكوفي أبي زكريا
- عبد الملك بن عمرو أبي عامر القيسي "أبي عامر العقدي"
- القاسم بن يزيد الجرمي أبي يزيد
- سليمان بن داود بن الجارود أبي داود الطيالسي "أبي داود"
- يحيى بن الضريس بن يسار أبي زكريا البجلي "أبي زكريا البجلي"
- جرير بن عبد الحميد بن قرط الرازي الآبي أبي عبد الله
- قرعوس بن العباس بن قرعوس بن حميد
- إبراهيم بن رستم المروزي أبي بكر
- حفص بن عبد الرحمن بن عمر البلخي النيسأبيري أبي عمر
- عبد الله بن فروخ الفارسي أبي محمد
- أبي سليمان الداراني عبد الرحمن بن احمد بن عطية العنسي "أبي سليمان الداراني"
- يحيى بن سعيد الأموي الكوفي
- الجارود بن يزيد العامري النيسابوري أبي الضحاك
- بهلول بن حسان بن سنان التنوخي
- حماد بن دليل أبي زيد
- الحسين بن حفص بن فضل بن يحيى الميداني الأصبهاني أبي محمد
- إبراهيم بن موسى الوزدولي
- محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني أبي عبد الله
- النعمان بن عبد السلام بن حبيب التيمي الأصبهاني أبي المنذر
- عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري أبي بكر الصنعاني
- علي بن زياد التونسي أبي الحسن "علي بن زياد التونسي"
- البهلول بن راشد القيرواني
- أبي إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور البلخي
- أبي سفيان محمد بن حميد البصري المعمري
- يحيى بن هاشم أبي زكريا السمسار
نبذة
الترجمة
أبي عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري: ولد في خلافة سليمان بن عبد الملك سنة ست وتسعين وقيل سبع ومات سنة إحدى وستين ومائة في خلافة المهدي. قال سفيان بن عيينة: ما رأيت رجلاً أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري. وقال ابن أبي ذئب: ما رأيت أحداً من أهل العراق يشبه ثوريكم هذا.
وقال أحمد بن حنبل: دخل الأوزاعي وسفيان على مالك فلما خرجا قال: أحدهما أكثر علماً من صاحبه ولا يصلح للإمامة، والآخر يصلح للإمامة قلت لأبي عبد الله: فمن الذي عنى مالك أنه أعلم الرجلين؟ هو سفيان؟ قال: نعم هو سفيان أوسعهما عالماً.
وقال عبد الله بن المبارك: لا نعلم على وجه الأرض أعلم من سفيان. وقال علي بن المديني: سالت يحيى - يعني ابن سعيد - فقلت: أيما أحب إليك: رأي مالك أو رأي سفيان؟ فقال: سفيان، لا نشك في هذا، ثم قال يحيى: وسفيان فوق مالك في كل شيء.
وقال أبو أسامة: كان عمر بن الخطاب في زمانه رأس الناس وهو جامع، وكان بعده ابن عباس، وكان بعده الشعبي في زمانه، وكان بعد الشعبي في زمانه سفيان، وكان بعد الثوري في زمانه يحيى بن آدم.
ونقل عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري وعبد الله بن المبارك وحسان بن عبيد وزيد بن أبي الزرقاء ووكيع والحسين بن حفص ومحمد بن يوسف الفريابي ومحمد بن عبد الوهاب القناد والقاسم بن يزيد الجرمي.
- طبقات الفقهاء / لأبو اسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي -.
سفيان بن سعيد بن مسروق بن حَبِيْبِ بنِ رَافِعِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ موهبة بن أبي ابن عَبْدِ اللهِ بنِ مُنْقِذِ بنِ نَصْرِ بنِ الحَارِثِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَامِرِ بنِ مِلْكَانَ بن ثور بنِ عَبْدِ مَنَاةَ بنِ أُدِّ بنِ طَابِخَةَ بنِ إِلْيَاسَ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عدنان.
وَكَذَا نَسَبَهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفٍ التَّيْمِيِّ, غَيْرَ أَنَّهُ أَسقَطَ مِنْهُ مُنْقِذاً,، وَالحَارِثَ, وَزَادَ بَعْدَ مَسْرُوْقٍ حَمْزَةَ, وَالبَاقِي سَوَاءٌ.
وَكَذَلِكَ ذَكَرَ نَسَبَهُ: الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ, وَابْنُ سَعْدٍ, وَأَنَّهُ مِنْ ثَوْرِ طَابِخَةَ. وَبَعْضُهُم قَالَ: هُوَ مِنْ ثَورِ هَمْدَانَ, وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
هُوَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ, إِمَامُ الحُفَّاظِ, سَيِّدُ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ فِي زَمَانِهِ, أبي عَبْدِ اللهِ الثَّوْرِيُّ, الكُوْفِيُّ, المُجْتَهِدُ, مُصنِّفُ كِتَابِ "الجَامِعِ".
وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ اتِّفَاقاً, وَطَلَبَ العِلْمَ وَهُوَ حَدَثٌ بِاعتنَاءِ وَالِدِه المُحَدِّثِ الصَّادِقِ: سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ الثَّوْرِيِّ وَكَانَ وَالِدُهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّعْبِيِّ وَخَيْثَمَةَ بن عبد الرحمن ومن ثقات الكوفيين وعداده فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ. رَوَى لَهُ الجَمَاعَةُ السِّتَّةُ فِي دَوَاوِيْنِهِم وَحَدَّثَ عَنْهُ أَوْلاَدُهُ: سُفْيَانُ الإِمَامُ, وَعُمَرُ, وَمُبَارَكٌ, وَشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ, وَزَائِدَةُ, وَأبي الأَحْوَصِ، وَأبي عَوَانَةَ، وَعُمَرُ بنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وآخرون.
ومات سنة ست وعشرين، ومئة.
مُعْجَمُ شُيُوْخِ أَبِي عَبْدِ اللهِ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عُقْبَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُنْتَشِرِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُهَاجِرٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مَيْسَرَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مَزْيَدٍ الخُوْزِيُّ، وَأَجْلَحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَآدَمُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَأُسَامَةُ بن زيد، وإسرائيل أبي موسى، وأسلم المِنْقَرِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَخْزُوْمِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ السُّدِّيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ كَثِيْرٍ، وَالأَسْوَدُ بنُ قَيْسٍ، وَأَشْعَثُ بنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَالأَغَرُّ بنُ الصَّبَّاحِ، وَأَفْلَتُ بنُ خَلِيْفَةَ، وَإِيَادُ بنُ لَقِيْطٍ، وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَأَيُّوْبُ بنُ مُوْسَى، وَالبَخْتَرِيُّ بنُ المُخْتَارِ، وَبُرْدُ بنُ سِنَانٍ، وَبُرَيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَبَشِيْرٌ أبي إِسْمَاعِيْلَ، وَبَشِيْرٌ صَاحِبُ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَبُكَيْرُ بنُ عَطَاءٍ، وَبَهْزُ بنُ حَكِيْمٍ، وَبِنَانُ بنُ بِشْرٍ، وَتَوْبَةُ العَنْبَرِيُّ، وَثَابِتُ بنُ عُبَيْدٍ، وَأبي المِقْدَامِ ثَابِتُ بنُ هُرْمُزَ، وَثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ، وَثُوَيْرُ بنُ أَبِي فَاخِتَةَ، وَجَابِرٌ الجُعْفِيُّ، وَجَامِعُ بنُ أَبِي رَاشِدٍ، وَجَامِعُ بنُ شَدَّادٍ، وَجَبَلَةُ بنُ سُحَيْمٍ، وَجَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ، وَجَعْفَرٌ الصَّادِقُ، وَجَعْفَرُ بنُ مَيْمُوْنٍ، وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِهِ، وَحَبِيْبُ بنُ الشَّهِيْدِ، وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي عَمْرَةَ، وَحَجَّاجُ بنُ فُرَافِصَةَ، وَالحَسَنُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَالحَسَنُ بنُ عَمْرٍو الفُقَيْمِيُّ، وَحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحَكِيْمُ بنُ جُبَيْرٍ، وَحَكِيْمُ بنُ الدَّيْلَمِ، وَحَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَحُمْرَانُ بنُ أَعْيَنَ، وَحُمَيْدُ بنُ قَيْسٍ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، وَحَنْظَلَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَخَالِدُ بنُ سَلَمَةَ الفَأْفَاءُ، وَخَالِدٌ الحَذَّاءُ، وَخُصَيْفُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأبي الجَحَّافِ دَاوُدُ بنُ أَبِي عَوْفٍ، وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَرَاشِدُ بنُ كَيْسَانَ، وَرَبَاحُ بنُ أَبِي مَعْرُوْفٍ، وَالرَّبِيْعُ بنُ أَنَسٍ، وَالرَّبِيْعُ بنُ صَبِيْحٍ، وَرَبِيْعَةُ الرَّأْيُ، وَالرُّكَيْنُ بنُ الرَّبِيْعِ، وَزُبَيْدٌ اليَامِيُّ، وَالزُّبَيْرُ بنُ عَدِيٍّ، وَزِيَادُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَزِيَادُ بنُ عِلاَقَةَ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ مَشْيَخَتِهِ، وَزَيْدُ بنُ أَسْلَمَ، وَزَيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَزَيْدٌ العَمِّيُّ، وَسَالِمٌ الأَفْطَسُ، وَسَالِمٌ أبي النَّضْرِ، وَسَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَسَعْدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ كَعْبٍ، وَسَعِيْدٌ الجُرَيْرِيُّ، وَأبي سِنَانٍ سَعِيْدُ بنُ سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ الصَّغَيْرُ، وَأبيهُ سَعِيْدٌ، وَسَلْمٌ العَلَوِيُّ، وَأبي حَازِمٍ سَلَمَةُ بنُ دِيْنَارٍ، وَسَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِهِم، وَسَلَمَةُ بنُ نُبَيْطٍ، وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَسِمَاكٌ، وَسُمَيٌّ، وَسُهَيْلٌ، وَشَبِيْبُ بنُ غَرْقَدَةَ، وَشَرِيْكُ بنُ أَبِي نَمِرٍ، وَشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ، وَذَلِكَ فِي النَّسَائِيِّ، وَصَالِحُ بنُ صَالِحِ بنِ حَيٍّ، وَصَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، وَصَفْوَانُ بنُ سُلَيْمٍ، وَالضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ، وأبي سِنَانٍ ضِرَارُ بنُ مُرَّةَ، وَطَارِقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَطَرِيْفٌ أبي سُفْيَانَ السَّعْدِيُّ، وَطُعْمَةُ بنُ غَيْلاَنَ، وَطَلْحَةُ بنُ يَحْيَى، وَعَاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُوْدِ، وَعَاصِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَعَاصِمُ بنُ كُلَيْبٍ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَابِرٍ البَصْرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ دِيْنَارٍ، وَأبي الزِّنَادِ عَبْدُ الله، وعبد الله بن الربيع بن خيثم، وَعَبْدُ اللهِ بنُ السَّائِبِ الكُوْفِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ المَقْبُرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ شُبْرُمَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ شَدَّادٍ الأَعْرَجُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ طَاوُوْسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ بن خيثم، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَطَاءٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَوْنٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عِيْسَى، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي لَبِيْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، وَعَبْدُ الله بن أبي نجيج، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَامِرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ ثَرْوَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَارِثِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زِيَادِ بنِ أَنْعَمَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَابِسٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الأَصْبَهَانِيِّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلْقَمَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ رُفَيْعٍ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مَالِكٍ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ أبي أُمَيَّةَ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي بَشِيْرٍ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، وَعَبْدَةُ بنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي زِيَادٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَعُبَيْدُ بنُ الحَسَنِ، وَعُبَيْدُ بنُ مِهْرَانَ المُكَتِّبُ، وَعُبَيْدٌ الصِّيْدُ، وَعُثْمَانُ بنُ الحَرْبِ، وَعُثْمَانُ بنُ حَكِيْمٍ، وَأبي حَصِيْنٍ عُثْمَانُ بنُ عَاصِمٍ، وَأبي اليَقْظَانِ عُثْمَانُ بنُ عُمَيْرٍ، وَعُثْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، وَعُثْمَانُ البَتِّيُّ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَعِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ، وَعَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَدٍ، وَعَلِيُّ بنُ الأَقْمَرِ، وَعَلِيُّ بنُ بَذِيْمَةَ، وَعَلِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ، وَعَمَّارٌ الدهني، وعمارة بن القعقاع، وَعُمَرُ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ، وَعُمَرُ بنُ يَعْلَى، وعمرو بنُ دِيْنَارٍ، وَعَمْرُو بنُ عَامِرٍ الأَنْصَارِيُّ، وَعَمْرُو بنُ قَيْسٍ المُلاَئِيُّ، وَعَمْرُو بنُ مُرَّةَ، وَهُوَ مِنْ قُدَمَاءِ شُيُوْخِهِ، وَعَمْرُو بنُ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ، وَعَمْرُو بنُ يَحْيَى بنِ عُمَارَةَ، وَعِمْرَانُ بنُ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ، وَعِمْرَانُ بنُ مُسْلِمٍ الجُعْفِيُّ، وَعِمْرَانُ البَارِقِيُّ، وَعِمْرَانُ القَصِيْرُ، وَعُمَيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَثْعَمِيُّ، وَعَوْنُ بنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَالعَلاَءُ بنُ خَالِدٍ، وَالعَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالعَلاَءُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ، وَعَيَّاشٌ العَامِرِيُّ، وَعِيْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعِيْسَى بنُ أَبِي عَزَّةَ، وَعِيْسَى بنُ مُوْسَى الحَرَشِيُّ، وَغَالِبٌ أبي الهُذَيْلِ، وَغَيْلاَنُ بنُ جَامِعٍ، وَفُرَاتٌ القَزَّازُ، وَفِرَاسُ بنُ يَحْيَى، وَفُضَيْلُ بنُ غَزْوَانَ، وَفُضَيْلُ بنُ مَرْزُوْقٍ، وَفِطْرُ بنُ خَلِيْفَةَ، وَقَأبيسُ بنُ أَبِي ظِبْيَانَ، وَأبي هَاشِمٍ القَاسِمُ بنُ كَثِيْرٍ، وَقَيْسُ بنُ مُسْلِمٍ، وَهُوَ مِنْ قُدَمَائِهِم، وَقَيْسُ بنُ، وَهْبٍ، وَكُلَيْبُ بنُ، وَائِلٍ، وَلَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَمُحَارِبُ بنُ دِثَارٍ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي أَيُّوْبَ الثَّقَفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ رَاشِدٍ المَكْحُوْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الزُّبَيْرِ الحَنْظَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ الطَّائِفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ طَارِقٍ المَكِّيُّ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَجْلاَنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، وَأبي الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِهِم، وَمُخَارِقٌ الأَحْمَسِيُّ، وَالمُخْتَارُ بنُ فُلْفُلٍ، وَمُخَوَّلُ بنُ رَاشِدٍ، وَمُزَاحِمُ بنُ زُفَرَ، وَمُصْعَبُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُرَحْبِيْلَ، وَمُطَرِّفُ بنُ طَرِيْفٍ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ طَلْحَةَ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، وَمَعْبَدُ بنُ خَالِدٍ، وَمَعْمَرُ بنُ رَاشِدٍ، وَمُغِيْرَةُ بنُ مِقْسَمٍ، وَمُغِيْرَةُ بنُ النُّعْمَانِ، وَالمِقْدَامُ بنُ شُرَيْحٍ، وَمَنْصُوْرُ بنُ حَيَّانَ، وَمَنْصُوْرُ بنُ صَفِيَّةَ، وَمَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ، وَمُوْسَى بنُ أَبِي عَائِشَةَ، وَمُوْسَى بنُ عُبَيْدَةَ، وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، وَمَيْسَرَةُ بنُ حَبِيْبٍ، وَمَيْسَرَةُ الأَشْجَعِيُّ، وَأبي حَمْزَةَ مَيْمُوْنٌ الأَعْوَرُ، وَنُسَيْرُ بنُ ذُعْلُوْقٍ، وَنَهْشَلُ بنُ مُجَمِّعٍ، وَنُوْحُ بنُ أَبِي بِلاَلٍ، وَهَارُوْنُ بنُ عَنْتَرَةَ، وَهِشَامُ بنُ إسحاق، وهشام بن حسان، وهشام بن عائد، وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، وَهِشَامُ بنُ أَبِي يَعْلَى، وَوَاصِلٌ الأَحْدَبُ، وَوَبْرُ بنُ أَبِي دُلَيْلَةَ، وَوَرْقَاءُ بنُ إِيَاسٍ، وَالوَلِيْدُ بنُ قَيْسٍ السَّكُوْنِيُّ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيُّ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأنصاري، ويحيى بن هانىء بنِ عُرْوَةَ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، وَيَزِيْدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، وَيَعْلَى بنُ عَطَاءٍ، وَيُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ، وَأبي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَأبي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَأبي بَكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الجَهْمِ، وَأبي جَعْفَرٍ الفَرَّاءُ، وَأبي حَنَانٍ الكَلْبِيُّ، وَأبي الجُوَيْرِيَةِ الجَرْمِيُّ، وَأبي حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، وَأبي خَالِدٍ الدَّالاَنِيُّ، وَأبي رَوْقٍ الهَمْدَانِيُّ، وَأبي السَّوْدَاءِ النَّهْدِيُّ، وَأبي شِهَابٍ الحَنَّاطُ الكَبِيْرُ مُوْسَى، وَأبي عَقِيْلٍ مَوْلَى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وَأبي فَرْوَةَ الهَمْدَانِيُّ، وَأبي مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، وَأبي هَارُوْنَ العَبْدِيُّ، وَأبي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ، وَأبي يَحْيَى القَتَّاتُ، وَأبي يَعْفُوْرَ العَبْدِيُّ.
وَيُقَالُ: إِنَّ عَدَدَ شُيُوْخِهِ سِتُّ مائَةِ شَيْخٍ، وَكِبَارُهُمُ الَّذِيْنَ حَدَّثُوهُ عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وابن عباس، وأمثالهم، وَقَدْ قَرَأَ الخَتْمَةَ عَرْضاً عَلَى حَمْزَةَ الزَّيَّات أَرْبَعَ مَرَّاتٍ.
وَأَمَّا الرُّوَاةُ عَنْهُ فَخَلْقٌ, فَذَكَرَ أبي الفَرَجِ بنُ الجَوْزِيِّ أَنَّهُم أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِيْنَ أَلْفاً، وَهَذَا مَدْفُوْعٌ مَمْنُوْعٌ, فَإِنْ بَلَغُوا أَلْفاً, فَبِالجَهْدِ، وَمَا عَلِمتُ أَحَداً مِنَ الحُفَّاظِ رَوَى عَنْهُ عَدَدٌ أَكْثَرَ مِنْ مَالِكٍ، وَبَلَغُوا بِالمَجَاهِيلِ، وَبِالكَذَّابِيْنَ أَلْفاً، وَأَرْبَعَ مائَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ القُدَمَاءِ مِنْ مَشْيَخَتِه، وَغَيْرِهِم خَلْقٌ مِنْهُم: الأَعْمَشُ، وَأَبَانُ بنُ تَغْلِبَ، وَابْنُ عَجْلاَنَ، وَخُصَيْفٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَجَعْفَرٌ الصَّادِقُ، وَجَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ، وَأبي حَنِيْفَةَ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَمِسْعَرٌ، وَشُعْبَةُ، وَمَعْمَرٌ، وَكُلُّهُم مَاتُوا قَبْلَه، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، وَأبي إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيُّ، وَأَحْوَصُ بنُ جَوَّابٍ، وَأَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَأُمَيَّةُ بنُ خَالِدٍ، وبشر بن السري، وَبِشْرُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَبَكْرُ بنُ الشَّرُوْدِ، وَبُكَيْرُ بنُ شِهَابٍ، وَثَابِتُ بنُ مُحَمَّدٍ العَابِدُ، وَثَعْلَبَةُ بنُ سُهَيْلٍ، وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَجَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ، وَالحَارِثُ بنُ مَنْصُوْرٍ الوَاسِطِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ، وَالحُسَيْنُ بنُ حَفْصٍ، وَحُصَيْنُ بنُ نُمَيْرٍ، وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَأبي أُسَامَةَ، وَحَمَّادُ بنُ دُلَيْلٍ، وَحَمَّادُ بنُ عِيْسَى الجُهَنِيُّ، وَحُمَيْدُ بنُ حَمَّادٍ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَخَالِدُ بنُ عَمْرٍو القُرَشِيُّ، وَخَلَفُ بنُ تَمِيْمٍ، وَخَلاَّدُ بنُ يَحْيَى، وَدُبَيْسٌ المُلاَئِيُّ، وَرَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، وَزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، وَزَيْدُ بنُ الحُبَابِ، وَسُفْيَانُ بنُ عُقْبَةَ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَأبي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَسَهْلُ بنُ هَاشِمٍ البَيْرُوْتِيُّ، وَأبي الأَحْوَصِ سَلاَّمٌ، وَشُعَيْبُ بنُ إِسْحَاقَ، وَشُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ، وَأبي عَاصِمٍ، وضَمْرَةُ، وَعَبَّادٌ السَّمَّاكُ، وَعَبْثَرُ بنُ القَاسِمِ، وَعَبْدُ اللهِ الخُرَيْبِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءَ المَكِّيُّ لاَ الغُدَانِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ، وَهْبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الوَلِيْدِ العَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ الذِّمَارِيِّ، وَعَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَعُبَيْدُ اللهِ الأَشْجَعِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَعُبَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ أَخٌ لِيَحْيَى، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي بَكْرٍ الإِسْفَذْنِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ خَاتِمَةُ أَصْحَابِه الأَثْبَاتُ، وَعَلِيُّ بنُ حَفْصٍ المَدَائِنِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ قَادِمٍ، وَعَمْرُو بنُ مُحَمَّدٍ العَنْقَزِيُّ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وَأبي الهُذَيْلِ غَسَّانُ بنُ عُمَرَ العِجْلِيُّ، وَأبي نُعَيْمٍ، وَالفَضْلُ السِّيْنَانِيُّ، وَفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ، وَالقَاسِمُ بنُ الحَكَمِ، وَالقَاسِمُ بنُ يَزِيْدَ الجَرْمِيُّ، وَقَبِيْصَةُ، وَمَالِكٌ، وَمُبَارَكُ بنُ سَعِيْدٍ أَخُوْهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الأَسَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ القَنَّادُ، وَمُحَمَّدُ بنُ كثير العبدي، ومصعب بنُ مَاهَانَ، وَمُصْعَبُ بنُ المِقْدَامِ، وَأبي هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَبَّبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ، وَمَخْلَدُ بنُ يَزِيْدَ، وَمُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ هِشَامٍ، وَمُعَلَّى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَاسِطِيُّ، ومهران بن أبي عمر، وأبي خليفة مُوْسَى بنُ مَسْعُوْدٍ، وَمُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَنَائِلُ بنُ نَجِيْحٍ، وَالنُّعْمَانُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَهَارُوْنُ بنُ المُغِيْرَةِ، وَوَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحِ، وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَيَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي غَنِيَّةَ، وَيَحْيَى بنُ يَمَانٍ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي حَكِيْمٍ، وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَيَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ، وَيُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ، وَيُوْنُسُ بنُ أَبِي يَعْفُوْرَ، وَأبي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأبي بَكْرٍ الحَنَفِيُّ، وَأبي دَاوُدَ الحَفَرِيُّ، وَأبي سُفْيَانَ المَعْمَرِيُّ، وَأبي عَامِرٍ العَقَدِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم.
قَالَ يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ العَابِدُ: حَدَّثَنَا أبي المُثَنَّى, قَالَ: سَمِعْتُهُم بِمَرْوَ يَقُوْلُوْنَ: قَدْ جَاءَ الثَّوْرِيُّ, قَدْ جَاءَ الثَّوْرِيُّ. فَخَرَجتُ أَنظُرُ إِلَيْهِ, فَإِذَا هُوَ غُلاَمٌ قَدْ بَقَلَ، وَجْهُهُ.
قُلْتُ: كَانَ يُنَوَّه بِذِكْرِهِ فِي صِغَرِهِ مِنْ أَجْلِ فَرْطِ ذَكَائِهِ، وَحِفْظِه، وَحَدَّثَ وَهُوَ شَابٌّ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَغَيْرُهُ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئاً قَطُّ فَخَانَنِي.
قُلْتُ: أَجَلُّ إِسْنَادٍ لِلْعِرَاقِيِّينَ: سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُوْرٍ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ.
وَقَالَ شُعْبَةُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأبي عَاصِمٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُم: سُفْيَانُ الثوري أمير المؤمنين في الحديث.
وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: كَتَبتُ عَنْ أَلفٍ، وَمائَةِ شَيْخٍ مَا كَتَبتُ عَنْ أَفْضَلَ مِنْ سُفْيَانَ.
وَعَنْ أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ قَالَ: مَا لَقِيْتُ كُوْفِيّاً أُفَضِّلُهُ عَلَى سُفْيَانَ.
وَقَالَ البَرَاءُ بنُ رُتَيْمٍ: سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ أَفْضَلَ مِنْ سُفْيَانَ. فَقِيْلَ لَهُ: فَقَدْ رَأَيتَ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ، وَعَطَاءً، وَمُجَاهِداً، وَتَقُوْلُ هَذَا? قَالَ: هُوَ مَا أَقُوْلُ مَا رَأَيتُ أَفْضَلَ مِنْ سُفْيَانَ.
وَقَالَ ابْنُ المَهْدِيِّ: مَا رَأَتْ عَيْنَايَ أَفْضَلَ مِنْ أَرْبَعَةٍ -أَوْ مِثْلَ أَرْبَعَةٍ- مَا رَأَيتُ أَحْفَظَ لِلْحَدِيْثِ مِنَ الثَّوْرِيِّ، وَلاَ أَشدَّ تَقَشُّفاً مِنْ شُعْبَةَ، وَلاَ أَعقَلَ مِنْ مَالِكٍ، وَلاَ أَنصَحَ لِلأُمَّةِ مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ.
وَرَوَى، وَكِيْعٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنِّي. وَقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي رِزْمَةَ: قَالَ رَجُلٌ لِشُعْبَةَ: خَالَفَكَ سُفْيَانُ. فَقَالَ: دَمَغْتَنِي.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ، وُهَيْبٌ يُقدِّمُ سُفْيَانَ فِي الحِفْظِ عَلَى مَالِكٍ.
وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ شُعْبَةَ، وَلاَ يَعْدِلُهُ أَحَدٌ عِنْدِي.، وَإِذَا خَالَفَهُ سُفْيَانُ أَخَذْتُ بِقَوْلِ سُفْيَانَ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: رَأَيتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ, لاَ يُقدِّمُ عَلَى سُفْيَانَ أَحَداً فِي زَمَانِهِ فِي الفِقْهِ، وَالحَدِيْثِ، وَالزُّهدِ، وَكُلِّ شَيْءٍ.
ابْنُ شَوْذَبٍ: سَمِعْتُ أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيَّ يَقُوْلُ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الكُوْفَةِ أَحَدٌ أَفْضَلُ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: رَأَى أبي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ مُقْبِلاً فَقَالَ: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم 12.]
وَرُوِيَ مِنْ وَجُوْهٍ عَنْ يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ, قَالَ: مَا رَأَيتُ كُوْفِيّاً أَفْضَلَ مِنْ سُفْيَانَ.
سُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ: حَدَّثَنَا أبي يَحْيَى الحِمَّانِيُّ, سَمِعَ أَبَا حَنِيْفَةَ يَقُوْلُ: لَوْ كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي التَّابِعِيْنَ, لَكَانَ فِيْهِم لَهُ شَأْنٌ. وَعَنْ أَبِي حَنِيْفَةَ قَالَ: لَوْ حَضَرَ عَلْقَمَةُ، وَالأَسْوَدُ, لاَحْتَاجَا إِلَى سُفْيَانَ.
وَرَوَى ضَمْرَةُ, عَنِ المُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ, قَالَ: سُفْيَانُ عَالِمُ الأُمَّةِ، وَعَابِدُهَا.
أبي دَاوُدَ الحَفَرِيُّ, عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: مَا رَأَيتُ أَشْبَهَ بِالتَّابِعِيْنَ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
وَقَالَ أبي قَطَنٍ عَنْ شُعْبَةَ: سَادَ سُفْيَانُ النَّاسَ بِالوَرَعِ، وَالعِلْمِ.
يَعْقُوْبُ الحَضْرَمِيُّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: سُفْيَانُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: قَالَ مَا رَأَيتُ رَجُلاً أَعْلَمَ بِالحَلاَلِ، وَالحَرَامِ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: مَا رَأَيتُ مِثْلَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
وَعَنِ ابْنِ المُبَارَكِ قَالَ: مَا نُعِتَ لِي أَحَدٌ فَرَأَيتُهُ إلَّا، وَجَدْتُهُ دُوْنَ نَعْتِهِ إلَّا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: قَالَ لِي ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَنْ تَرَى بِعَيْنَيْكَ مِثْلَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ حَتَّى تَمُوْتَ.
عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ شَقِيْقٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ, قَالَ: مَا أَعْلَمُ عَلَى الأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْ سُفْيَانَ.
وَعَنْ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ قَالَ: مَا أَدرَكْنَا مِثْلَ سُفْيَانَ، وَلاَ أَنفعَ مِنْ مُجَالَسَتِهِ.
وَقَالَ أبي مُعَاوِيَةَ: مَا رأيت رجلًا قَطُّ أَحْفَظَ لِحَدِيْثِ الأَعْمَشِ مِنَ الثَّوْرِيِّ كَانَ يَأْتِي فَيُذَاكرُنِي بِحَدِيْثِ الأَعْمَشِ فَمَا رَأَيتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْهُ بِهَا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: سُفْيَانُ أَعْلَمُ بِحَدِيْثِ الأَعْمَشِ مِنَ الأَعْمَشِ.
وَقَالَ ابْنُ عَرْعَرَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: سُفْيَانُ أَثبتَ مِنْ شُعْبَةَ، وَأَعْلَمَ بِالرِّجَالِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ زُنْبُوْرٍ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: كَانَ سُفْيَانُ -وَاللهِ- أَعْلَمَ مِنْ أَبِي حَنِيْفَةَ.
وَقَالَ ابْنُ رَاهَوَيْه: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ ذَكَرَ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، وَمَالِكاً، وَابْنَ المُبَارَكِ فَقَالَ: أَعْلَمُهُم بِالعِلْمِ سُفْيَانُ.
وَقَالَ أبي بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَحْفَظَ مِنْ سُفْيَانَ ثُمَّ شعبة.
وقال بشرالحافي: كَانَ الثَّوْرِيُّ عِنْدَنَا إِمَامَ النَّاسِ.، وَعَنْهُ قَالَ: سُفْيَانُ فِي زَمَانِهِ كَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ فِي زَمَانِهِمَا.
قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيْثِ الأَعْمَشِ، وَمَنْصُوْرٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ مِنَ الثَّوْرِيِّ.، وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ قَالَ: مَا رَأَيتُ مِثْلَ الثَّوْرِيِّ.، وَقَالَ أبي بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: إِنِّيْ لأَرَى الرَّجُلَ يَصحَبُ سُفْيَانَ فَيَعْظُمُ فِي عَيْنِي.
وَقَالَ وَرْقَاءُ، وَجَمَاعَةٌ: لَمْ يَرَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مِثْلَ نَفْسِهِ.، وَعَنْ شُعَيْبِ بنِ حَرْبٍ قَالَ: إِنِّيْ لأَحسِبُ أَنَّهُ يُجَاءُ غَداً بسفيان حجة من الله على خلفه يَقُوْلُ لَهُم: لَمْ تُدْرِكُوا نَبِيَّكُم قَدْ رَأَيتُم سُفْيَانَ.
قَالَ أبي عُبَيْدَةَ الآجُرِّيُّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُوْلُ: لَيْسَ يَخْتَلِفُ سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ فِي شَيْءٍ إلَّا يَظفرُ بِهِ سُفْيَانُ خَالَفَهُ فِي أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِيْنَ حَدِيْثاً القَوْلُ فِيْهَا قَوْلُ سفيان.
وعن يحيى بن معين قال: ماخالف أَحَدٌ سُفْيَانَ فِي شَيْءٍ إلَّا كَانَ القَوْلُ قَوْلَ سُفْيَانَ.
رَوَى يَحْيَى بنُ نَصْرِ بنِ حَاجِبٍ عَنْ، وَرْقَاءَ قَالَ: لَمْ يَرَ الثَّوْرِيُّ مِثْلَ نَفْسِه.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَصْحَابُ الحَدِيْثِ ثَلاَثَةٌ: ابْنُ عَبَّاسٍ فِي زَمَانِهِ، وَالشَّعْبِيُّ فِي زَمَانِهِ، وَالثَّوْرِيُّ فِي زَمَانِهِ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لاَ أَعْلَمُ سُفْيَانَ صَحَّفَ فِي شَيْءٍ قَطُّ إلَّا فِي اسْمِ امْرَأَةِ أَبِي عُبَيْدَةَ كَانَ يَقُوْلُ: حُفَيْنَةُ يَعْنِي: الصَّوَاب: بِجِيْمٍ.
وَرَوَى المَرُّوْذِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ قَالَ: أَتَدْرِي مَنِ الإِمَامُ? الإِمَامُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لاَ يَتَقَدَّمُهُ أَحَدٌ فِي قَلْبِي.
قَالَ الخُرَيْبِيُّ: مَا رَأَيتُ أَفْقَهَ مِنْ سُفْيَانَ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: جَالَسْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ القَاسِمِ، وَصَفْوَانَ بنَ سُلَيْمٍ، وَزَيْدَ بنَ أَسْلَمَ, فَمَا رَأَيتُ فِيْهِم مِثْلَ سُفْيَانَ.
قَالَ أبي قَطَنٍ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: إِنَّ سُفْيَانَ سَادَ النَّاسَ بِالوَرَعِ، وَالعِلْمِ. وَقَالَ قَبِيْصَةُ: مَا جَلَسْتُ مع سفيان مجلسًاإلَّا ذَكَرتُ المَوْتَ مَا رَأَيتُ أَحَداً كَانَ أَكْثَرَ ذِكْراً لِلْمَوْتِ مِنْهُ.
وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ خُبَيْقٍ, عَنْ يُوْسُفَ بنِ أَسْبَاطٍ: قَالَ لِي سُفْيَانُ بَعْدَ العِشَاءِ: نَاوِلْنِي المِطْهَرَةَ أَتَوَضَّأْ. فَنَاوَلْتُهُ فأخذها بيمينه، ووضع يساره عَلَى خَدِّهِ فَبَقِيَ مُفَكِّراً، وَنِمْتُ ثُمَّ قُمْتُ، وَقْتَ الفَجْرِ فَإِذَا المِطْهَرَةُ فِي يَدِهِ كَمَا هِيَ فَقُلْتُ: هَذَا الفَجْرُ قَدْ طَلعَ فَقَالَ: لَمْ أَزَلْ مُنْذُ نَاوَلْتَنِي المِطْهَرَةَ أَتَفَكَّرُ فِي الآخِرَةِ, حَتَّى السَّاعَةَ.
وَقَالَ يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: سُئِلَ الثَّوْرِيُّ عَنْ مَسْأَلَةٍ، وَهُوَ يَشْتَرِي شَيْئاً, فَقَالَ: دَعنِي فَإِنَّ قَلْبِي عِنْدَ دِرْهَمِي.
وَرَوَى مُوْسَى بنُ العَلاَءِ عَنْ حُذَيْفَةَ المَرْعَشِيِّ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: لأَنْ أُخَلِّفَ عَشْرَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ يُحَاسِبُنِي اللهُ عَلَيْهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحتَاجَ إِلَى النَّاسِ.
وَقَالَ رَوَّادُ بنُ الجَرَّاحِ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ المَالُ فِيْمَا مَضَى يُكْرَهُ فَأَمَّا اليَوْمَ فَهُوَ تُرْسُ المُؤْمِنِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَاهِلِيُّ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الثَّوْرِيِّ يُشَاوِرُهُ فِي الحَجِّ قَالَ: لاَ تَصْحَبْ مَنْ يُكرَمُ عَلَيْكَ فَإِنْ سَاوَيتَه فِي النفقة أضربك، وَإِنْ تَفَضَّلَ عَلَيْكَ اسْتَذَلَّكَ.
وَنَظَرَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، وَفِي يَدِهِ دَنَانِيْرُ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ تُمْسِكُ هَذِهِ الدَّنَانِيْرَ قَالَ: اسْكُتْ فَلَوْلاَهَا لتمندل بنا الملوك.
قلت: قَدْ كَانَ سُفْيَانُ رَأْساً فِي الزُّهدِ، وَالتَّأَلُّهِ، وَالخَوْفِ رَأْساً فِي الحِفْظِ رَأْساً فِي مَعْرِفَةِ الآثَارِ رَأْساً فِي الفِقْهِ لاَ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّيْنِ، وَاغْتُفِرَ لَهُ غَيْرُ مَسْأَلَةٍ اجْتَهَدَ فِيْهَا، وَفِيْهِ تَشَيُّعٌ يَسِيْرٌ كَانَ يُثَلِّثُ بِعَلِيٍّ، وَهُوَ عَلَى مَذْهَبِ بَلَدِهِ أَيْضاً فِي النَّبِيذِ، وَيُقَالُ: رَجَعَ عَنْ كل ذَلِكَ.، وَكَانَ يُنْكِرُ عَلَى المُلُوْكِ، وَلاَ يَرَى الخُرُوْجَ أَصْلاً، وَكَانَ يُدَلِّسُ فِي رِوَايَتِهِ، وَرُبَّمَا دَلَّسَ عَنِ الضُّعَفَاءِ، وَكَانَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ مُدَلِّساً لَكِنْ مَا عُرِفَ لَهُ تَدْلِيْسٌ عَنْ ضَعِيْفٍ.
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ دَاوُدَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ: لِي إِحْدَى وَسِتُّوْنَ سَنَةً.
وَكِيْعٌ: وُلِدَ سُفْيَانُ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَتِسْعِيْنَ، وَمَاتَ، وَلَهُ ثَلاَثٌ، وَسِتُّوْنَ سَنَةً.
سُفْيَانُ بنُ، وَكِيْعٍ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: مَاتَ سُفْيَانُ، وَلَهُ مائَةُ دِيْنَارٍ بِضَاعَةً فَأَوْصَى إِلَى عَمَّارِ بنِ سَيْفٍ فِي كُتُبِهِ فَأَحْرَقَهَا، وَلَمْ يُعْقِبْ سُفْيَانُ كَانَ لَهُ ابْنٌ فَمَاتَ قَبْلَهُ فَجَعَلَ كُلَّ شَيْءٍ لَهُ لأُخْتِهِ، وَوَلَدِهَا، وَلَمْ يُورِثْ أَخَاهُ المُبَارَكَ شَيْئاً، وَتُوُفِّيَ المُبَارَكُ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: بَلَغَنِي أَنَّ شَرِيْكاً، وَالثَّوْرِيَّ، وَإِسْرَائِيْلَ، وَفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ، وَغَيْرَهُم مِنْ فُقَهَاءِ الكُوْفَةِ، وُلِدُوا بِخُرَاسَانَ كَانَ يُبْعَثُ بِآبَائِهِم فِي البُعُوثِ، وَيَتَسَرَّى بَعْضُهُم، وَيَتَزوَّجُ بَعْضُهُم فَلَمَّا قَفَلُوا نَقَلُوْهُم إِلَى الكُوْفَةِ، وَمَسْرُوْقٌ جَدُّ الثَّوْرِيِّ شَهِدَ الجَمَلَ مَعَ عَلِيٍّ.
أبي العَيْنَاءِ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ خُبَيْقٍ قَالَ يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا أَخَذَ فِي ذِكْرِ الآخِرَةِ يَبُولُ الدَّمَ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: مَا بَلَغَنِي عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- حَدِيْثٌ قَطُّ إلَّا عَمِلْتُ بِهِ، وَلَوْ مَرَّةً.
حَاتِمُ بنُ الوَلِيْدِ الكَرْمَانِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ أَبِي بُكَيْرٍ يَقُوْلُ: قِيْلَ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: إِلَى مَتَى تَطلُبُ الحَدِيْثَ? قَالَ:، وَأَيُّ خَيْرٍ أَنَا فِيْهِ خَيْرٌ مِنَ الحَدِيْثِ فَأَصِيْرُ إِلَيْهِ? إِنَّ الحَدِيْثَ خَيْرُ عُلُوْمِ الدُّنْيَا.
يَحْيَى القَطَّانُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: إِنَّ أَقْبَحَ الرَّعِيَّةِ أَنْ يَطلُبَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: دَعَا الثَّوْرِيُّ بِطَعَامٍ وَلَحْمٍ, فَأَكَلَهُ, ثُمَّ دَعَا بِتَمْرٍ وَزُبْدٍ, فَأَكَلَهُ, ثُمَّ قَامَ، وَقَالَ: أَحْسِنْ إِلَى الزَّنْجِيِّ، وَكُدَّهُ.
أبي هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ يَمَانٍ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: إِنِّيْ لأَرَى الشَّيْءَ يَجبُ عَلَيَّ أَنْ أَتكلَّمَ فِيْهِ فَلاَ أَفْعَلُ فَأبيلُ دَماً.
ابْنُ مَهْدِيٍّ: كُنَّا مَعَ الثَّوْرِيِّ جُلُوْساً بِمَكَّةَ فَوَثَبَ، وَقَالَ: النَّهَارُ يَعْمَلُ عَمَلَه.
وَعَنْ سُفْيَانَ: مَا، وضع رجل يده في قصعة رجلإلَّا ذَلَّ لَهُ.
أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ مَا لاَ أُحصِيْهِ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ اللَّهُمَّ سَلِّمْنَا، وَارْزُقنَا العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا، وَالآخِرَةِ.
قَالَ يَحْيَى بنُ يَمَانٍ: قَالَ سُفْيَانُ: مَا شيء أبغض إلي من صحبة قارىء، وَلاَ شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ صُحْبَةِ فَتَىً.
أبي هِشَامٍ: حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: لَيْسَ الزُّهدُ بِأَكْلِ الغَلِيْظِ، وَلُبْسِ الخَشِنِ، وَلَكِنَّهُ قِصَرُ الأَمَلِ، وَارْتِقَابُ المَوْتِ.
يَحْيَى بنُ يَمَانٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: المَالُ دَاءُ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَالعَالِمُ طَبِيْبُ هَذِهِ الأُمَّةِ فَإِذَا جَرَّ العَالِمُ الداء إلى نفسه فمتى يبرىء الناس? وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: مَا نَعْلَمُ شَيْئاً أَفْضَلَ مِنْ طَلَبِ العِلْمِ بِنِيَّةٍ.
الخُرَيْبِيُّ: عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: احْذَرْ سَخَطَ اللهِ فِي ثَلاَثٍ: احْذَرْ أَنْ تُقَصِّرَ فِيْمَا أَمَرَكَ، وَاحْذَرْ أَنْ يَرَاكَ، وَأَنْتَ لاَ تَرْضَى بِمَا قَسَمَ لَكَ، وَأَنْ تَطْلُبَ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا فَلاَ تَجِدْهُ أَنْ تَسَخْطَ عَلَى رَبِّكَ.
قَالَ خَالِدُ بنُ نِزَارٍ الأَيْلِيُّ: قَالَ سُفْيَانُ: الزُّهْدُ زُهْدَانِ: زُهْدُ فَرِيْضَةٍ، وَزُهْدُ نَافِلَةٍ. فَالفَرْضُ: أَنْ تَدَعَ الفَخْرَ، وَالكِبْرَ، وَالعُلُوَّ، وَالرِّيَاءَ، وَالسُّمْعَةَ، وَالتَّزَيُّنَ لِلنَّاسِ.، وَأَمَّا زُهدُ النَّافِلَةِ: فَأَنْ تَدَعَ مَا أَعْطَاكَ اللهُ مِنَ الحَلاَلِ فَإِذَا تَرَكتَ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ صَارَ فَرِيْضَةً عَلَيْكَ إلَّا تَترُكَهُ إلَّا للهِ.
وَقِيْلَ: إِنَّ عَبْدَ الصَّمَدِ عَمَّ المَنْصُوْرِ دَخَلَ عَلَى سُفْيَانَ يَعُودُهُ فَحَوَّلَ، وَجْهَهُ إِلَى الحَائِطِ، وَلَمْ يَرُدَّ السَّلاَمَ فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: يَا سَيْفُ أَظُنُّ أَبَا عَبْدِ اللهِ نَائِماً. قَالَ: أَحسِبُ ذلك أَصْلَحَكَ اللهُ فَقَالَ سُفْيَانُ: لاَ تَكْذِبْ لَسْتُ بِنَائِمٍ. فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ لَكَ حَاجَةٌ? قَالَ: نَعَمْ ثَلاَثُ حَوَائِجَ: لاَ تَعُودَ إِلَيَّ ثَانِيَةً، وَلاَ تَشْهدَ جِنَازَتِي، وَلاَ تَترَحَّمَ عَلَيَّ فَخَجِلَ عَبْدُ الصَّمَدِ، وَقَامَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ:، وَاللهِ لقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لا أخرج إلَّا، ورأسه معه.
قَالَ يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: قَالَ سُفْيَانُ: زَيِّنُوا العِلْمَ وَالحَدِيْثَ بِأَنْفُسِكُم، وَلاَ تَتَزَيَّنُوا بِهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: طُلِبَ سُفْيَانُ فَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فَنَفَذَ المَهْدِيُّ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَهُوَ عَلَى مَكَّةَ فِي طَلَبِهِ فَأُعْلِمَ سُفْيَانُ بِذَلِكَ، وَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: إِنْ كُنْتَ تُرِيْدُ إِتْيَانَ القَوْمِ فَاظْهَرْ حَتَّى أَبعَثَ بِكَ إِلَيْهِم، وَإِلاَّ فَتَوَارَ. قَالَ: فَتَوَارَى سُفْيَانُ، وَطَلَبَهُ مُحَمَّدٌ، وَأَمَرَ مُنَادِياً فَنَادَى بِمَكَّةَ: مَنْ جَاءَ بِسُفْيَانَ فَلَهُ كَذَا، وَكَذَا. فَلَمْ يَزَلْ مُتَوَارِياً بِمَكَّةَ لا يظهر لأَهْلِ العِلْمِ، وَمَنْ لاَ يَخَافُهُ.
وَعَنْ أَبِي شِهَابٍ الحَنَّاطِ, قَالَ: بَعَثَتْ أُخْتُ سُفْيَانَ بِجِرَابٍ مَعِي إِلَى سُفْيَانَ، وَهُوَ بِمَكَّةَ فِيْهِ كَعكٌ، وَخشكنَانُ, فَقَدِمْتُ, فَسَأَلْتُ عَنْهُ, فَقِيْلَ لِي: رُبَّمَا قَعَدَ عِنْدَ الكَعْبَةِ مِمَّا يَلِي الحَنَّاطِيْنَ. فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ مُسْتَلْقِياً فَسلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يُسَائِلْنِي تِلْكَ المُسَاءلَةَ، وَلَمْ يُسلِّمْ عَلَيَّ كَمَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ, فَقُلْتُ: إِنَّ أُخْتَكَ بَعثَتْ مَعِي بِجِرَابٍ. فَاسْتَوَى جَالِساً، وَقَالَ: عَجِّلْ بِهَا. فَكَلَّمتُهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: يَا أَبَا شِهَابٍ! لاَ تَلُمْنِي, فَلِي ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ لَمْ أَذُقْ فِيْهَا ذوَاقاً, فَعَذَرْتُهُ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فَلَمَّا خَافَ مِنَ الطَّلَبِ بِمَكَّةَ, خَرَجَ إِلَى البَصْرَةِ، وَنَزَلَ قُرْبَ مَنْزِلِ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ ثُمَّ حَوَّلَه إِلَى جِوَارِهِ، وَفَتَحَ بَيْنَهُ وَبَيْنَه بَاباً, فَكَانَ يَأْتِيْهِ بِمُحَدِّثِي أَهْلِ البَصْرَةِ, يُسلِّمُوْنَ عَلَيْهِ، وَيَسْمَعُوْنَ مِنْهُ. أَتَاهُ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وَمُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَمَرْحُوْمٌ العَطَّارُ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَأَتَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ فَلَزِمَهُ، وَكَانَ أبي عَوَانَةَ يُسلِّمُ عَلَى سُفْيَانَ بِمَكَّةَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: لاَ أَعْرِفُهُ.، وَلَمَّا عَرَفَ سُفْيَانُ أَنَّهُ اشْتُهِرَ مَكَانُهُ، وَمَقَامُهُ قَالَ لِيَحْيَى: حَوِّلْنِي فَحَوَّلَهُ إِلَى مَنْزِلِ الهَيْثَمِ بنِ مَنْصُوْرٍ فَلَمْ يَزَلْ فِيْهِ فَكلَّمَهُ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ فِي تَنَحِّيهِ عَنِ السُّلْطَانِ، وَقَالَ: هَذَا فَعْلُ أَهْلِ البِدَعِ، وَمَا يُخَافُ مِنْهُم. فَأَجْمَعَ سُفْيَانُ، وَحَمَّادٌ عَلَى أَنْ يَقْدَمَا بَغْدَادَ، وَكَتَبَ سُفْيَانُ إِلَى المَهْدِيِّ، وَإِلَى يَعْقُوْبَ بنِ دَاوُدَ الوَزِيْرِ فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ فَقِيْلَ: إنهم يغضبون من هذا فبدأ بهم فَقِيْلَ: إِنَّهُم يَغضَبُوْنَ مِنْ هَذَا. فَبَدَأَ بِهِم، وَأَتَاهُ جَوَابُ كِتَابِهِ بِمَا يُحبُّ مِنَ التَّقْرِيْبِ، وَالكَرَامَةِ، وَالسَّمْعِ مِنْهُ، وَالطَّاعَةِ فَكَانَ عَلَى الخُرُوْجِ إِلَيْهِ فَحُمَّ، وَمَرِضَ، وَحَضَرَ المَوْتُ فَجَزِعَ فَقَالَ لَهُ مَرْحُوْمُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: مَا هَذَا الجَزَعُ? فَإِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى الرَّبِّ الَّذِي كُنْتَ تَعبُدُه. فَسَكَنَ، وَقَالَ: انْظُرُوا مَنْ هُنَا مِنْ أصحابنا الكُوْفِيِّيْنَ. فَأَرسَلُوا إِلَى عُبَادَانَ فَقَدِمَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ، وَأَوْصَى ثُمَّ مَاتَ.
وَأُخْرِجَتْ جِنَازَتُه عَلَى أَهْلِ البَصْرَةِ فَجْأَةً فَشَهِدَه الخَلْقُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبْجَرَ، وَكَانَ رَجُلاً صَالِحاً، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ هُوَ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ.
أبي هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ:، حَدَّثَنَا، وَكِيْعٌ قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بنُ حَوْشَبٍ الوَالِي عَلَى سُفْيَانَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَأَعْرضَ عَنْهُ فَقَالَ: يَا سُفْيَانُ نَحْنُ، وَاللهِ أَنفعُ لِلنَّاسِ مِنْكَ نَحْنُ أَصْحَابُ الدِّيَاتِ، وَأَصْحَابُ الحمَالاَتِ، وَأَصْحَابُ حَوَائِجِ النَّاسِ، وَالإِصْلاَحِ بَيْنَهُم، وَأَنْتَ رَجُلُ نَفْسِكَ. فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ سُفْيَانُ فَجَعَلَ يُحَادِثُه ثُمَّ قَامَ فَقَالَ سُفْيَانُ: لقَدْ ثَقُلَ عَلَيَّ حِيْنَ دَخَلَ، وَلقَدْ غَمَّنِي قِيَامُهُ مِنْ عِنْدِي حِيْنَ قَامَ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَحْفَظَ لِمَا عِنْدَهُ مِنَ الثَّوْرِيِّ. قِيْلَ لَهُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَرحَلَ إِلَى الزُّهْرِيِّ? قَالَ: لَمْ تَكُنْ دَرَاهِمَ.
قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَوْقَ مَالِكٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ رَوَاهَا ابْنُ المَدِيْنِيِّ عَنْهُ.
قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: قَالَ لِي سُفْيَانُ: لَوْ كَانَتْ كُتُبِي عِنْدِي, لأَفَدتُكَ عِلْماً, كُتُبِي عِنْدَ عجوز بالنيل.
الكُدَيْمِيُّ: حَدَّثَنَا أبي حُذَيْفَةَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: كُنَّا نَأتِي أَبَا إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيَّ، وَفِي عُنُقِ إِسْرَائِيْلَ -يَعْنِي: حَفِيْدَه- طَوْقٌ مِنْ ذَهَبٍ.
ابْنُ المَدِيْنِيِّ, قَالَ: كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ يَقُوْلُ: إِذَا اجتمع هذان على شَيْءٍ, فَذَاكَ قَوِيٌّ -يَعْنِي: سُفْيَانَ، وَأَبَا حَنِيْفَةَ.
عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ: عَنْ سُفْيَانَ, قَالَ: حُفَّاظُ النَّاسِ أَرْبَعَةٌ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنِ أَبِي خالد، وعبد الملك بن أبي سُلَيْمَانَ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ. قُلْتُ: فَالأَعْمَشُ? فَأَبَى أَنْ يَجْعَلَهُ مَعَهُم.
أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: سَمِعْتُ زَائِدَةَ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ سُفْيَانُ فَقَالَ: ذَاكَ أَفْقَهُ أَهْلِ الدُّنْيَا.
وَكِيْعٌ, عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنِّي.
ابْنُ حُمَيْدٍ: سَمِعْتُ مِهْرَانَ الرَّازِيَّ يَقُوْلُ: كَتَبتُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ أَصْنَافَهُ, فَضَاعَ مِنِّي كِتَابُ الدِّيَاتِ, فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ, فَقَالَ: إِذَا وَجَدْتَنِي خَالِياً فَاذْكُرْ لِي حَتَّى أُمِلَّهُ عَلَيْكَ. فَحَجَّ فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ طَافَ بِالبَيْتِ، وَسَعَى ثُمَّ اضْطَجَعَ فَذَكَّرْتُهُ فَجَعَلَ يُمْلِي عَلَيَّ الكِتَابَ بَاباً فِي إِثرِ بَابٍ حَتَّى أَمْلاَهُ جَمِيْعَهُ مِنْ حِفْظِه.
قَالَ الزَّعْفَرَانِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَسْأَلُ عَفَّانَ: أَيُّهُمَا أَكْثَرُ غَلطاً سُفْيَانُ أَوْ شُعْبَةُ? قَالَ شُعْبَةُ بِكَثِيْرٍ. فَقَالَ أَحْمَدُ: فِي أَسْمَاءِ الرِّجَالِ.
عَبْدُ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: سَلُونِي عَنْ عِلْمِ القُرْآنِ، وَالمَنَاسِكِ, فَإِنِّي عَالِمٌ بِهِمَا.
أبي قُدَامَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: مَا كَتَبتُ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا كَتَبتُهُ عَنِ الأَعْمَشِ.
إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي اللَّيْثِ: سَمِعْتُ الأَشْجَعِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مِنَ الثَّوْرِيِّ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ.
قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: مَاتَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَأَنَا بِالكُوْفَةِ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي سُفْيَانُ نَنْتَظِر الجَنَازَةَ فَقَالَ: يَا يَحْيَى خُذْ حَتَّى أُحَدِّثُكَ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بِعَشْرَةِ أَحَادِيْثَ لَمْ تَسْمَعْ مِنْهَا بِشَيْءٍ فَحَدَّثَنِي بِعَشْرَةٍ، وَكُنْتُ بِمَكَّةَ، وَبِهَا الأَوْزَاعِيُّ فَلَقِيَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَلَى الصَّفَا فَقَالَ: يَا يَحْيَى خَرَجَ الأَوْزَاعِيُّ اللَّيْلَةَ? قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: اجْلِسْ لاَ تَبرَحْ حَتَّى أُحَدِّثُكَ عَنْهُ بِعَشْرَةٍ لَمْ تَسْمَعْ مِنْهَا بِشَيْءٍ. قُلْتُ:، وَأَيَّ شَيْءٍ سَمِعْتُ أَنَا مِنْهُ? فَلَمْ يَدَعنِي حَتَّى حَدَّثَنِي عَنْهُ بِعَشْرَةِ أَحَادِيْثَ لَمْ أَسْمَعْ مِنْهَا بِوَاحِدٍ.
قَالَ الأَشْجَعِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: لَوْ هَمَّ رَجُلٌ أَنْ يَكْذِبَ فِي الحَدِيْثِ، وَهُوَ فِي بَيْتٍ فِي جَوْفِ بَيْتٍ لأَظهَرَ اللهُ عَلَيْهِ.
عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: مَا رَأَيتُ رَجُلاً أَعْرَفَ بِالحَدِيْثِ مِنَ الثَّوْرِيِّ.
القَوَارِيْرِيُّ: قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: بَاتَ عِنْدِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيْثَيْنِ أَحَدُهُمَا: عَنْ عَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ فَقَامَ يُصَلِّي فَرفَعتُ المُصَلَّى فَإِذَا هُوَ قَدْ كَتَبَهُمَا عَنِّي.
أبي مُسْهِرٍ: عَنْ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ قَالَ: دَخَلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بنِ أَبِي قَيْسٍ الأَزْدِيِّ فَاحْتَبَسَ عِنْدَهُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ: إِنَّهُ كَذَّابٌ.
قَالَ أبي مُسْهِرٍ: قَتَلَهُ أبي جَعْفَرٍ فِي الزَّنْدَقَةِ.
أبي العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيُّ:، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُشْكَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: كُنْتُ أَقعُدُ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَيُحَدِّثُ فَأَقُوْلُ مَا بقي من علمه شيء إلَّا، وَقَدْ سَمِعْتُهُ ثُمَّ أَقعُدُ عِنْدَهُ مَجْلِساً آخَرَ فَيُحَدِّثُ فَأَقُوْلُ مَا سَمِعْتُ مِنْ عِلْمِهِ شَيْئاً.
الفَلاَّسُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ زِيَادٍ يَقُوْلُ لِيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ فِي حَدِيْثٍ: يَا أَبَا سَعِيْدٍ قَدْ خَالَفَكَ أَرْبَعَةٌ. قُلْتُ: مَنْ? قَالَ: زَائِدَةُ، وَشَرِيْكٌ، وَأبي الأَحْوَصِ، وَإِسْرَائِيْلُ. فَقَالَ يَحْيَى: لَوْ كَانَ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ مِثْلَ هَؤُلاَءِ كَانَ سُفْيَانُ أَثبتَ مِنْهُم.
عَبْدُ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: لَوْ قِيْلَ: اخْتَرْ لِهَذِهِ الأُمَّةِ رَجُلاً يَقُوْمُ فِيْهَا بِكِتَابِ اللهِ، وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ لاَختَرتُ لَهُم سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ.
أبي هَمَّامٍ:، حَدَّثَنَا المُبَارَكُ بنُ سَعِيْدٍ قَالَ: رَأَيتُ عَاصِمَ بنَ أَبِي النجود يجيء إلى سفيان الثوري يستقيه، وَيَقُوْلُ: يَا سُفْيَانُ أَتَيْتَنَا صَغِيْراً، وَأَتَيْنَاكَ كَبِيْراً.
عباس: عن ابن المعين قال: ليس أحدًا فِي حَدِيْثِ الثَّوْرِيِّ يُشبِهُ هَؤُلاَءِ ابْنُ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَوَكِيْعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ثُمَّ قَالَ:، وَالأَشْجَعِيُّ ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. قَالَ:، وَبَعدَ هَؤُلاَءِ فِي سُفْيَانَ يَحْيَى بنُ آدَمَ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَأبي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأبي حُذَيْفَةَ، وَقَبِيْصَةُ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ هِشَامٍ، وَالفِرْيَابِيُّ. قُلْتُ: فَأبي دَاوُدَ الحَفَرِيُّ قَالَ: أبي دَاوُدَ رَجُلٌ صَالِحٌ.
قَالَ الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ أَكْثَمَ يَقُوْلُ: كَانَ فِي النَّاسِ رُؤَسَاءُ كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ رَأْساً فِي الحَدِيْثِ، وَأبي حنيفة رأسًا في القباس، وَالكِسَائِيُّ رَأْساً فِي القُرَّاءِ فَلَمْ يَبْقَ اليَوْمَ رَأْسٌ فِي فَنٍّ مِنَ الفُنُوْنِ.
قُلْتُ: كَانَ بَعْدَ طَبَقَةِ هَؤُلاَءِ رُؤُوْسٌ, فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ رَأْساً فِي الحَدِيْثِ، وَأبي عُبَيْدَةَ مَعْمَرٌ رَأْساً فِي اللُّغَةِ، وَالشَّافِعِيُّ رَأْساً فِي الفِقْهِ، وَيَحْيَى الزُّبَيْرِيُّ رَأْساً فِي القِرَاءاتِ، وَمَعْرُوْفٌ الكَرْخِيُّ رَأْساً فِي الزُّهدِ.
ثُمَّ كَانَ بَعْدَهُم ابْنُ المَدِيْنِيِّ رَأْساً فِي الحَدِيْثِ، وَعِلَلِهِ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ رَأْساً فِي الفِقْهِ، وَالسُّنَّةِ، وَأبي عُمَرَ الدُّوْرِيُّ رَأْساً فِي القِرَاءاتِ، وَابْنُ الأَعْرَابِيِّ رَأْساً فِي اللُّغَةِ، وَالسَّرِيُّ السَّقَطِيُّ رَأْساً فِي الزُّهدِ.
وَيُمْكِنُ أَنْ نَذْكُرَ فِي كُلِّ طَبَقَةٍ بَعْدَ ذَلِكَ أَئِمَّةً عَلَى هَذَا النَّمَطِ إِلَى زَمَانِنَا فَرَأْسُ المُحَدِّثِيْنَ اليَوْمَ أبي الحَجَّاجِ القُضَاعِيُّ المِزِّيُّ، وَرَأْسُ الفُقَهَاءِ القَاضِي شَرَفُ الدِّيْنِ البَارِزِيُّ، وَرَأْسُ المُقْرِئِيْنَ جَمَاعَةٌ، وَرَأْسُ العَرَبِيَّةِ أبي حَيَّانَ الأَنْدَلُسِيُّ، وَرَأْسُ العُبَّادِ الشَّيْخُ عَلِيٌّ الوَاسِطِيُّ فَفِي النَّاسِ بَقَايَا خَيْرٍ، وَللهِ الحَمْدُ.
عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: نَزَلَ عِنْدَنَا سُفْيَانُ، وَقَدْ كُنَّا نَنَامُ أَكْثَرَ اللَّيْلِ فَلَمَّا نَزَلَ عندنا ما كنا ننام إلَّا أَقَلَّهُ، وَلَمَّا مَرِضَ بِالبَطَنِ كُنْتُ أَخدِمُه، وَأَدَعُ الجَمَاعَةَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: خِدمَةُ مُسْلِمٍ سَاعَةً أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ الجَمَاعَةِ فَقُلْتُ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا? قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لأَنْ أَخْدُمَ رَجُلاً مِنَ المُسْلِمِيْنَ عَلَى عِلَّةٍ يَوْماً، وَاحِداً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ صَلاَةِ الجَمَاعَةِ سِتِّيْنَ عَاماً لَمْ يَفُتْنِي فِيْهَا التَّكْبِيْرَةُ الأُوْلَى.
قَالَ: فَضجَّ سُفْيَانُ لَمَّا طَالتْ عِلَّتُهُ فَقَالَ: يَا مَوْتُ يَا مَوْتُ ثُمَّ قَالَ: لاَ أَتَمَنَّاهُ، وَلاَ أَدْعُو بِهِ. فَلَمَّا احْتُضِرَ بَكَى، وَجَزِعَ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا هَذَا البُكَاءُ? قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ لِشِدَّةِ مَا نَزَلَ بِي مِنَ المَوْتِ المَوْتُ، وَاللهِ شَدِيْدٌ. فَمَسِسْتُهُ فَإِذَا هُوَ يَقُوْلُ: رُوْحُ المُؤْمِنِيْنَ تَخْرُجُ رَشَحاً فَأَنَا أَرْجُو. ثُمَّ قَالَ: اللهُ أَرْحَمُ مِنَ الوَالِدَةِ الشَّفِيْقَةِ الرَّفِيْقَةِ إِنَّهُ جَوَادٌ كَرِيْمٌ، وَكَيْفَ لِي أَنْ أُحِبَّ لِقَاءهُ، وَأَنَا أَكرَهُ المَوْتَ. فَبَكَيتُ حَتَّى كِدْتُ أَنْ أَخْتَنِقَ أُخْفِي بُكَائِي عَنْهُ، وَجَعَلَ يَقُوْلُ: أَوَّه.. أَوَّهُ مِنَ المَوْتِ.
قَالَ عَبْدُ الرحمن: فما سمعته يقول: أوه، ولا يئنإلَّا عِنْدَ ذَهَابِ عَقْلِهِ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَباً بِرَسُوْلِ رَبِّي ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أُسْكِتَ حَتَّى أَحْدَثَ ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ قَضَى ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ اذهب إِلَى حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ فَادْعُهُ لِي فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَحْضُرَنِي.، وَقَالَ: لَقِّنِّي قَوْلَ: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ. فَجَعَلتُ أُلَقِّنُهُ.
قَالَ: وَجَاءَ حَمَّادٌ مُسْرِعاً حَافِياً, مَا عَلَيْهِ إلَّا إِزَارٌ, فَدَخَلَ وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ, فَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ: بَارَكَ اللهُ فِيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ. فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَيْ أَخِي مَرْحَباً. ثُمَّ قَالَ: يَا حَمَّادُ خُذْ حِذْرَكَ، واحذر هذا المصرع.، وذكر فضلًا طَوِيْلاً ضَعُفَ بَصَرِي أَنَا عَنْ قِرَاءتِهِ. رَوَاهُ الحَاكِمُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ الرَّازِيِّ مِنْ أَصلِ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا أبي سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَسَّانٍ السَّمْتِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ ... فَذَكَرَهُ.، وَهَذَا إِسْنَادٌ مُظْلِمٌ.
وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ: أَنَّ السُّلْطَانَ دَخَلَ عَلَى سُفْيَانَ، وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ: دَعُوْنِي أُكَفِّنُه. فَقُلْنَا لَهُ: إِنَّهُ أَوْصَى أَنْ يُكَفَّنَ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِ فَكَفَّنَهُ السُّلْطَانُ بَعْدَ ذَلِكَ بِكَفَنٍ بِسِتِّيْنَ دِيْنَاراً، وَقِيْلَ: قُوِّمَ بِثَمَانِيْنَ دِيْنَاراً
مُحَمَّدُ بنُ سَهْلِ بنِ عَسْكَرٍ:، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: بَعَثَ أبي جَعْفَرٍ الخَشَّابِيْنَ حِيْنَ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، وَقَالَ: إِنْ رَأَيتُم سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فَاصْلِبُوْهُ. فَجَاءَ النَّجَّارُوْنَ، وَنَصَبُوا الخَشَبَ، وَنُودِيَ عَلَيْهِ فَإِذَا رَأْسُهُ فِي حَجْرِ الفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، وَرِجْلاَهُ في حجر بن عُيَيْنَةَ فَقِيْلَ لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ اتَّقِ اللهَ لاَ تُشَمِّتْ بِنَا الأَعْدَاءَ فَتَقَدَّمَ إِلَى الأَسْتَارِ ثُمَّ أَخَذَهُ، وَقَالَ: بَرِئْتُ مِنْهُ إِنْ دَخَلَهَا أبي جَعْفَرٍ. قَالَ: فَمَاتَ أبي جَعْفَرٍ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ فَأُخبِرَ بِذَلِكَ سُفْيَانُ, فَلَمْ يَقُلْ شَيْئاً.
هَذِهِ كَرَامَةٌ ثَابِتَةٌ, سَمِعَهَا: الحَاكِمُ, مِنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ المُزَكِّيِّ, سَمِعْتُ السَّرَّاجَ, عَنْهُ.
الحَاكِمُ: سَمِعْتُ محمد بن صالح بن هانىء, سَمِعْتُ الفَضْلَ الشَّعْرَانِيَّ, سَمِعْتُ القَوَارِيْرِيَّ سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ, يَقُوْلُ: رَأَيتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فِي المَنَامِ, مَكْتُوْبٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِغَيْرِ سَوَادٍ: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّه} [البَقَرَةُ: 137] .
عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ: مَا تُرِيْدُ إِلَى شَيْءٍ إِذَا بَلَغتَ مِنْهُ الغَايَةَ تَمنَّيْتَ أَنْ تَنْفَلِتَ مِنْهُ كَفَافاً.
أبي قُدَامَةَ السَّرَخْسِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِذَا قِيْلَ لَهُ: إِنَّهُ رُؤِيَ فِي المَنَامِ يَقُوْلُ: أَنَا أَعْرَفُ بِنَفْسِي مِنْ أَصْحَابِ المَنَامَاتِ.
قَالَ أبي بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: كَانَ سُفْيَانُ يُنْكِرُ عَلَى مَنْ يَقُوْلُ: العِبَادَاتُ لَيْسَتْ مِنَ الإِيْمَانِ، وَعَلَى مَنْ يُقَدِّمُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ أَحَداً مِنَ الصَّحَابَةِ إلَّا أَنَّهُ كَانَ يُقَدِّمُ عَلِيّاً عَلَى عُثْمَانَ.
رَوَاهَا الحَاكِمُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ.
مُحَمَّدُ بنُ سَهْلِ بنِ عَسْكَرٍ:، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ مَالِكاً، وَالأَوْزَاعِيَّ، وَابْنَ جُرَيْجٍ، وَالثَّوْرِيَّ، وَمَعْمَراً يَقُوْلُوْنَ: الإِيْمَانُ قَوْلٌ، وَعَمَلٌ يَزِيْدُ، وَيَنْقُصُ.
الحَاكِمُ، حَدَّثَنَا أبي الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المزكي، حدثنا جعفر الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: إِنَّ قَوْماً يَقُوْلُوْنَ لاَ نَقُوْلُ لأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ إلَّا خَيْراً، وَلَكِنْ عَلِيٌّ أَوْلَى بِالخِلاَفَةِ مِنْهُمَا. فَمَنْ قَالَ ذَلِكَ فَقَدْ خَطَّأَ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَلِيّاً، وَالمُهَاجِرِيْنَ، وَالأَنْصَارَ، وَلاَ أَدْرِي تَرتفِعُ مَعَ هَذَا أَعْمَالُهُم إِلَى السَّمَاءِ?.
أبي سَعِيْدٍ الأَشَجُّ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيْسَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ بِالكُوْفَةِ رَجُلاً أَتْبَعَ لِلسُّنَّةِ، وَلاَ أَودُّ أَنِّي فِي مِسلاَخِهِ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
وَعَنْ زَيْدِ بنِ الحُبَابِ قَالَ: خَرَجَ سُفْيَانُ إِلَى أيوب، وابن عون فترك التشنيع.
وَقَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَكْثَرُوا فِي المَهْدِيِّ فَمَا تَقُوْلُ فِيْهِ? قَالَ: إِنْ مَرَّ عَلَى بَابِكَ فَلاَ تَكُنْ فِيْهِ فِي شَيْءٍ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ.
مُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: تَرَكَتْنِي الرَّوَافِضُ، وَأَنَا أَبغُضُ أَنْ أَذْكُرَ فَضَائِلَ عَلِيٍّ.
الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ زِيَادٍ المَصِّيْصِيُّ سَمِعْتُ الفِرْيَابِيَّ سَمِعْتُ سُفْيَانَ، وَرَجُلٌ يَسْأَلُهُ عَنْ مَنْ يَشتُمُ أَبَا بَكْرٍ? فَقَالَ: كَافِرٌ بِاللهِ العَظِيْمِ. قَالَ: نُصَلِّي عَلَيْهِ قَالَ: لاَ، وَلاَ كَرَامَةَ قَالَ: فَزَاحَمَهُ النَّاسُ حَتَّى حَالُوا بَيْنِي، وَبَيْنَهُ فَقُلْتُ لِلَّذِي قَرِيْباً مِنْهُ: مَا قَالَ? قُلْنَا: هُوَ يَقُوْلُ: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ مَا نَصْنعُ بِهِ? قَالَ: لاَ تَمَسُّوهُ بِأَيْدِيْكُم ارْفَعُوْهُ بِالخَشَبِ حَتَّى تواروه في قبره.
عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبَانٍ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: مَنْ قَدَّمَ عَلَى أَبِي بكر، وعمرًا أَحَداً فَقَدْ أَزرَى عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ، وَهُوَ عَنْهُم رَاضٍ.
عَبَّاسٌ:، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: امسَحْ عَلَيْهِمَا مَا تَعَلَّقَتَا بِالقَدَمِ، وَإِنْ تَخَرَّقَا. قَالَ: وَكَذَلِكَ خِفَافُ المُهَاجِرِيْنَ، وَالأَنْصَارِ مُخَرَّقَةٌ مُشَقَّقَةٌ.
مَشَايِخُ حَدَّثَ عَنْهُمُ الثَّوْرِيُّ، وَحَدَّثُوا هُمْ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَجْلاَنَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ أبي إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ المُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ سَلَمَةُ الأَبْرَشُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ أَبَانُ بنُ تَغْلِبَ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ الحَسَنُ بنُ صَالِحِ بنِ حَيٍّ خَارِجَةُ بنُ مُصْعَبٍ خُصَيْفُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ أبي الأَحْوَصِ سَلاَّمُ بنُ سُلَيْمٍ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ شَرِيْكٌ القَاضِي الأَوْزَاعِيُّ أبي بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ ابْنُ جُرَيْجٍ فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ أبي حَنِيْفَةَ، وَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحِ. سَمَّى هَؤُلاَءِ الحَاكِمُ.
وَرَوَى سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ, عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ, عَنِ الثَّوْرِيِّ.
وَرُوِيَ عَنِ الثَّوْرِيِّ, قَالَ: أُحبُّ أَنْ يَكُوْنَ صَاحِبُ العِلْمِ فِي كِفَايَةٍ, فَإِنَّ الآفَاتِ إِلَيْهِ أَسرَعُ، وَالأَلسِنَةَ إِلَيْهِ أَسرَعُ.
قَالَ زَائِدَةُ: كَانَ سُفْيَانُ أَفْقَهَ النَّاسِ.
وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: مَا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْ سُفْيَانَ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: مَا رَأَى سفيان مثل نفسه.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ: قُلْتُ لابْنِ المُبَارَكِ: رَأَيتَ مِثْلَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ? فَقَالَ:، وَهَلْ رَأَى هُوَ مِثْلَ نَفْسِهِ?، وَقَالَ الخُرَيْبِيُّ: مَا رَأَيتُ مُحَدِّثاً أَفْضَلَ مِنَ الثَّوْرِيِّ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: مَا كَتَبتُ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا كَتَبتُ عَنِ الأَعْمَشِ.
وَقَالَ أبي أُسَامَةَ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ رَأَى بِعَيْنِه مِثْلَ سُفْيَانَ فَلاَ تُصَدِّقْهُ.
وَقَالَ شَرِيْكٌ: نَرَى أَنَّ سُفْيَانَ حُجَّةٌ للهِ عَلَى عِبَادِه.
قَالَ أبي الأَحْوَصِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ:، وَدِدْتُ أَنِّي أَنْجُو مِنْ هَذَا الأَمْرِ كَفَافاً لاَ عَلَيَّ، وَلاَ لِيَ.
وَقَالَ أبي أُسَامَةَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: لَيْسَ طَلَبُ الحَدِيْثِ مِنْ عِدَّةِ المَوْتِ لَكِنَّهُ عِلَّةٌ يَتشَاغَلُ بِهِ الرَّجُلُ.
قُلْتُ: يَقُوْلُ هَذَا مَعَ قَوْلِه لِلْخُرَيْبِيِّ: لَيْسَ شَيْءٌ أَنفعُ لِلنَّاسِ مِنَ الحَدِيْثِ.
وَقَالَ أبي دَاوُدَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: مَا أَخَافُ عَلَى شَيْءٍ أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ إلَّا الحَدِيْثَ.
وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ:، وَدِدْتُ أَنِّي قَرَأْتُ القُرْآنَ، وَوَقَفتُ عِنْدَهُ لَمْ أَتَجَاوَزْهُ إِلَى غَيْرِهِ.، وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: مَنْ يَزْدَدْ عِلْماً يَزْدَدْ، وَجَعاً، وَلَوْ لَمْ أَعْلَمْ كَانَ أَيْسَرَ لِحُزْنِي.
وَعَنْهُ: قَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ عِلْمِي نُسِخَ مِنْ صَدْرِي أَلَسْتُ أُرِيْدُ أَنْ أُسْأَلَ غَداً عَنْ كُلِّ حَدِيْثٍ رَوَيتُهُ: أَيْش أَرَدْتَ بِهِ? قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: كَانَ الثوري قد غلبت عليه شَهْوَةُ الحَدِيْثِ مَا أَخَافُ عَلَيْهِ إلَّا مِنْ حبه للحديث.
قُلْتُ: حُبُّ ذَاتِ الحَدِيْثِ، وَالعَمَلُ بِهِ للهِ مَطْلُوْبٌ مِنْ زَادِ المَعَادِ، وَحُبُّ رِوَايَتِهِ وَعَوَالِيْه والتكثر بمعرفته وفهمه مَذْمُوْمٌ مَخُوفٌ فَهُوَ الَّذِي خَافَ مِنْهُ سُفْيَانُ وَالقَطَّانُ، وَأَهْلُ المرَاقبَةِ, فَإِنَّ كَثِيْراً مِنْ ذَلِكَ، وَبَالٌ عَلَى المُحَدِّثِ.
وَرَوَى مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُوْلُ: رَأَيتُ الثَّوْرِيَّ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: مَا وَجَدْتَ أَفْضَلَ؟. قَالَ: الحَدِيْثَ.
وَقَالَ الفِرْيَابِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا عَملٌ أَفْضَلُ مِنَ الحَدِيْثِ, إِذَا صحَّتِ النِّيَّةُ فِيْهِ.
وَقَالَ ضَمْرَةُ: كَانَ سُفْيَانُ رُبَّمَا حَدَّثَ بِعَسْقَلاَنَ, يَبْتِدِئُهُم يَقُوْلُ: انْفَجَرتِ العُيُونُ! يَعجَبُ مِنْ نَفْسِهِ.
مُهَنَّا بنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ صَاحِبٌ لَنَا لِسُفْيَانَ: حَدِّثْنَا كَمَا سَمِعْتَ. فَقَالَ: لاَ وَاللهِ, لاَ سَبِيْلَ إِلَيْهِ مَا هُوَ إلَّا المَعَانِي.
وَقَالَ زَيْدُ بنُ الحُبَابِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: إِنْ قُلْتَ: إِنِّي أُحَدِّثُكُم كَمَا سَمِعْتُ فَلاَ تُصَدِّقُوْنِي.
أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ:، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: كُنَّا نَكونُ عِنْدَ سُفْيَانَ فَكَأَنَّهُ قَدْ أُوقِفَ لِلْحِسَابِ فَلاَ نجترىء أَنْ نُكَلِّمَهُ فَنُعَرِّضُ بِذِكْرِ الحَدِيْثِ فَيَذهبُ ذَلِكَ الخُشُوْعُ فَإِنَّمَا هُوَ، حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: رَأَيتُ سُفْيَانَ بِصَنْعَاءَ يُمْلِي عَلَى صَبِيٍّ، ويستملي له.
وعن سفيان قال: لَوْ لَمْ يَأْتِنِي أَصْحَابُ الحَدِيْثِ لأَتَيْتُهُم سَيَأْتِي بَقِيَّةُ هَذَا الفَصْلِ.
الفِرْيَابِيُّ: عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى المَهْدِيِّ فَقُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ -رضي الله عنه- أتفق فِي حَجَّتِهِ اثْنَيْ عَشَرَ دِيْنَاراً، وَأَنْتَ فِيْمَا أَنْتَ فِيْهِ. فَغَضِبَ، وَقَالَ: تُرِيْدُ أَنْ أَكُوْنَ مِثْلَ هَذَا الَّذِي أَنْتَ فِيْهِ. قُلْتُ: إِنْ لَمْ يَكُنْ مِثْلَ مَا أَنَا فِيْهِ فَفِي دُوْنِ مَا أَنْتَ فِيْهِ. فَقَالَ، وَزِيْرُهُ: جَاءتْنَا كُتُبُكَ فَأَنفَذْتُهَا. فَقُلْتُ: مَا كَتَبتُ إِلَيْكَ شَيْئاً قَطُّ.
الخُرَيْبِيُّ: عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: مَا أَنفَقتُ دِرْهَماً فِي بِنَاءٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ يَمَانٍ: عَنْ سُفْيَانَ: لَوْ أَنَّ البَهَائِمَ تَعقِلُ مِنَ المَوْتِ مَا تَعْقِلُوْنَ مَا أَكَلتُمْ مِنْهَا سَمِيْناً. ثُمَّ قَالَ ابْنُ يَمَانٍ: مَا رَأَيتُ مِثْلَ سُفْيَانَ أَقْبَلتِ الدُّنْيَا عَلَيْهِ فَصَرَفَ، وَجْهَهُ عَنْهَا.
قَالَ أبي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: كُنْتُ فِي مَسْجِدِ الخَيْفِ مَعَ سُفْيَانَ، وَالمُنَادِي يُنَادِي: مَنْ جَاءَ بِسُفْيَانَ فَلَهُ عَشْرَةُ آلاَفٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ لأَجلِ الطَّلَبِ هَربَ إِلَى اليَمَنِ فَسُرِقَ شَيْءٌ فَاتَّهَمُوا سفيان. قال: فأتوا بي معن بن زائد، وَكَانَ قَدْ كُتِبَ إِلَيْهِ فِي طَلَبِي, فَقِيْلَ لَهُ: هَذَا قَدْ سَرَقَ مِنَّا. فَقَالَ: لِمَ سَرَقْتَ مَتَاعَهُم? قُلْتُ: مَا سَرَقْتُ شَيْئاً. فَقَالَ لهم: تنحوا لأسائله. ثم أقبل علي فقال: مَا اسْمُكَ? قُلْتُ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرحمن. فقال: نشدتك الله لما انتسبت.
قُلْتُ: أَنَا سُفْيَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ. قَالَ: الثَّوْرِيُّ? قُلْتُ: الثَّوْرِيُّ. قَالَ: أَنْتَ بُغْيَةُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ. قُلْتُ: أَجَلْ فَأَطْرَقَ سَاعَةً, ثُمَّ قَالَ: مَا شِئْتَ فَأَقِمْ، وَمتَى شِئْتَ فَارْحَلْ فَوَاللهِ لَوْ كُنْتَ تَحْتَ قَدَمِي مَا رَفَعتُهَا.
قَرَأْتُهَا عَلَى إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أبي عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَنْبَأَنَا أبي نُعَيْمٍ، أَنْبَأَنَا أبي الشَّيْخِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ مُعَاذٍ البَصْرِيَّ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ سَمِعْتُ سُفْيَانَ فَذَكَرَهَا.
وَكِيْعٌ, عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: مَا عَالَجْتُ شَيْئاً أَشدَّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِي مَرَّةً عَلَيَّ، وَمَرَّةً لِي.
عَنْ سُفْيَانَ: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ} [الأَعْرَافُ: 182] .، وَ [القَلَمُ: 144] . قَالَ: نُسْبِغُ عَلَيْهِم النِّعَمَ، وَنَمْنَعُهُمُ الشُّكْرَ.
أبي إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: البُكَاءُ عَشْرَةٌ أَجزَاءٍ: جُزْءٌ للهِ، وَتِسْعَةٌ لِغَيْرِ اللهِ فَإِذَا جَاءَ الَّذِي للهِ فِي العَامِ مَرَّةً فَهُوَ كَثِيْرٌ.
قَالَ خَلَفُ بنُ تَمِيْمٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: مَنْ أَحَبَّ أَفْخَاذَ النِّسَاءِ لَمْ يُفْلِحْ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رُسْتَه: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: بَاتَ سُفْيَانُ عِنْدِي فَجَعَلَ يَبْكِي فَقِيْلَ لَهُ. فَقَالَ: لَذُنُوبِي عِنْدِي أَهْوَنُ مِنْ ذَا، وَرَفَعَ شَيْئاً مِنَ الأَرْضِ إِنِّيْ أَخَافُ أَنْ أُسْلَبَ الإِيْمَانَ قَبْلَ أَنْ أَمُوْتَ.
وَعَنْ سُفْيَانَ: السَّلاَمَةُ فِي أَنْ لاَ تُحبَّ أَنْ تُعْرَفَ.
وَرَوَى رُسْتَه عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: قَدِمَ سُفْيَانُ البَصْرَةَ، وَالسُّلْطَانُ يَطْلُبُهُ فَصَارَ إِلَى بُسْتَانٍ فَأَجَّرَ نَفْسَهُ لِحِفْظِ ثِمَارِهِ فَمَرَّ بِهِ بَعْضُ العَشَّارِيْنَ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ يَا شَيْخُ? قَالَ: مَنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ. قَالَ: أَرُطَبُ البَصْرَةِ أَحْلَى أَمْ رُطَبُ الكُوْفَةِ? قَالَ: لَمْ أَذُقْ رُطَبَ البَصْرَةِ. قَالَ: مَا أَكْذَبَكَ البَرُّ، وَالفَاجِرُ، وَالكِلاَبُ يَأْكُلُوْنَ الرُّطَبَ السَّاعَةَ.، وَرَجَعَ إِلَى العَامِلِ فَأَخْبَرَهُ لِيُعجِبَهُ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَدْرِكْهُ فَإِنْ كُنْتَ صَادِقاً فَإِنَّهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَخُذْهُ لِنَتَقَرَّبَ بِهِ إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ فَرَجَعَ فِي طَلَبِهِ فَمَا قَدَرَ عليه.
قَالَ شُجَاعُ بنُ الوَلِيْدِ: كُنْتُ أَحجُّ مَعَ سُفْيَانَ, فَمَا يَكَادُ لِسَانُهُ يَفتُرُ مِنَ الأَمْرِ بِالمَعْرُوْفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ, ذَاهِباً وَرَاجِعاً.
وَعَنْ سُفْيَانَ: أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى خُرَاسَانَ فِي حَقٍّ لَهُ, فَأَجَّرَ نَفْسَهُ مِنْ جَمَّالِيْنَ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَعْيَنَ: كُنْتُ مَعَ سُفْيَانَ وَالأَوْزَاعِيِّ, فَدَخَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيٍّ- وَهُوَ أَمِيْرُ مَكَّةَ- وَسُفْيَانُ يَتوَضَّأ، وَأَنَا أَصُبُّ عَلَيْهِ, كَأَنَّهُ بَطَّأَهُ، وَهُوَ يَقُوْلُ: لاَ تَنْظُرُوا إِلَيَّ, أَنَا مُبْتَلَىً. فَجَاءَ عَبْد الصَّمَدِ, فَسَلَّمَ, فَقَالَ لَهُ سُفْيَان: مَنْ أَنْتَ? فَقَالَ: أَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ. فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ? اتَّقِ اللهَ اتَّقِ اللهَ، وَإِذَا كَبَّرْتَ فَأَسْمِعْ.
قَالَ يَحْيَى بنُ يَمَانٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأَرَى المُنْكَرَ فَلاَ أَتكلَّمُ فَأبيلُ أَكدمَ دَماً.
قُلْتُ: مَعَ جَلاَلَةِ سُفْيَانَ كَانَ يُبِيْحُ النَّبِيذَ الَّذِي كَثِيْرُهُ مُسكِرٌ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ كِتَابَةً عَنِ اللَّبَّانِ، أنبأنا الحداد أنأنا أبي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ سَلَمٍ، حَدَّثَنَا الأَبَّارُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ المَيْمُوْنِيُّ: سَمِعْتُ يَعْلَى بنَ عُبَيْدٍ يَقُوْلُ: قَالَ سُفْيَانُ: إني لآتي الدعوة، وما أَشْتَهِي النَّبِيذَ فَأَشْرَبُهُ لَكِي يَرَانِي النَّاسُ.
المُحَارِبِيُّ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ لِلْغُلاَمِ إِذَا رَآهُ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ: احْتلَمْتَ? فَإِنْ قَالَ: لاَ. قَالَ: تَأَخَّرْ.
يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: لَيْسَ شَيْءٌ أَقطَعَ لِظِهْرِ إِبْلِيسَ مِنْ قَوْلِ: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ.
عَنْ سُفْيَانَ:، وَسُئِلَ: مَا الزُّهدُ? قَالَ: سُقُوطُ المَنْزِلَةِ.، وَعَنْهُ: قَالَ: إِنِّيْ لأَلْقَى الرَّجُلَ أُبْغِضُهُ فَيَقُوْلُ: كَيْفَ أَصْبَحتَ? فَيَلِيْنُ لَهُ قَلْبِي. فَكَيْفَ بِمَنْ آكُلُ طَعَامَهُم?، وَكِيْعٌ: عَنْ سُفْيَانَ: لَوْ أَنَّ اليَقِيْنَ ثَبتَ فِي القَلْبِ لَطَارَ فَرَحاً أَوْ حُزْناً أَوْ شَوْقاً إِلَى الجَنَّةِ أَوْ خَوْفاً مِنَ النَّارِ. قَالَ قُتَيْبَةُ: لَوْلاَ سُفْيَانُ لَمَاتَ الوَرَعُ.
ابْنُ المُبَارَكِ: قَالَ لِي سُفْيَانُ: إِيَّاكَ، وَالشُّهْرَةَ فَمَا أتيت أحدً اإلَّا، وَقَدْ نَهَى عَنِ الشُّهرَةِ.
وَعَنِ الفِرْيَابِيِّ قَالَ: أَتَى سُفْيَانُ بَيْتَ المَقْدِسِ فَأَقَامَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، وَرَابَطَ بِعَسْقَلاَنَ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً، وَصَحِبتُهُ إِلَى مَكَّةَ.
أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ لِلإِنْسَانِ خَيْراً مِنْ أَنْ يَدْخُلَ جُحْراً.
قَالَ عَطَاءُ بنُ مُسْلِمٍ: قَالَ لِي الثَّوْرِيُّ: إِذَا كُنْتَ بِالشَّامِ فَاذْكُرْ مَنَاقِبَ عَلِيٍّ، وَإِذَا كُنْتَ بِالكُوْفَةِ فَاذْكُرْ مَنَاقِبَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ.
وَعَنْهُ: مَنْ أَصْغَى بِسَمْعِهِ إِلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ، وَهُوَ يَعْلَمُ خَرَجَ مِنْ عِصمَةِ اللهِ، وَوُكِلَ إلى نفسه، وعنه: من يسمع بِبِدْعَةٍ فَلاَ يَحْكِهَا لِجُلَسَائِهِ لاَ يُلقِهَا فِي قُلُوْبِهِم.
قُلْتُ: أَكْثَرُ أَئِمَّةِ السَّلَفِ عَلَى هَذَا التَّحذِيرِ يَرَوْنَ أَنَّ القُلُوْبَ ضَعِيْفَةٌ، وَالشُّبَهُ خَطَّافَةٌ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ: إِذَا رَأَيتَ عِرَاقِيّاً فَتعوَّذْ مِنْ شَرِّهِ، وَإِذَا رَأَيتَ سُفْيَانَ فَسَلِ اللهَ الجَنَّةَ.
وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ: أَنَّ الثَّوْرِيَّ أَوْصَى أَنْ تُدْفَنَ كُتُبُهُ، وَكَانَ نَدِمَ عَلَى أَشْيَاءَ كَتَبَهَا عَنْ قَوْمٍ.
عَبْدُ اللهِ بنُ خُبَيْقٍ: حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بنُ جَمِيْلٍ عَنْ مُفَضَّلِ بنِ مُهَلْهِلٍ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ سُفْيَانَ فَوَافَيْنَا بِمَكَّةَ الأَوْزَاعِيَّ فَاجْتَمَعْنَا فِي دَارٍ، وَكَانَ عَلَى المَوْسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيٍّ فَدَقَّ دَاقٌّ البَابَ قُلْنَا: مَنْ ذَا? قَالَ: الأَمِيْرُ. فَقَامَ الثَّوْرِيُّ فَدَخَلَ المَخْرَجَ، وَقَامَ الأَوْزَاعِيُّ فَتَلَّقَاهُ فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الشَّيْخُ? قَالَ: أَنَا الأَوْزَاعِيُّ. قَالَ: حَيَّاكَ اللهُ بِالسَّلاَمِ أَمَا إِنَّ كُتُبَكَ كَانَتْ تَأْتِيْنَا فَنَقضِيَ حَوَائِجَك مَا فَعَلَ سُفْيَانُ. قَالَ: فَقُلْتُ: دَخَلَ المَخْرَجَ. قَالَ: فَدَخَلَ الأَوْزَاعِيُّ فِي إِثْرِهِ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مَا قَصَدَ إلَّا قَصْدَكَ. فَخَرَجَ سُفْيَانُ مُقَطِّباً فَقَالَ: سَلاَمٌ عَلَيْكُم كَيْفَ أَنْتُم? فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ: أَتَيْتُ أَكْتُبُ عَنْكَ هَذِهِ المَنَاسِكَ قَالَ: أَوَّلاً أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ أَنفعُ لَكَ مِنْهَا? قَالَ: وَمَا هُوَ? قَالَ: تَدَعُ مَا أَنْتَ فِيْهِ قَالَ: وَكَيْفَ أَصْنَعُ بِأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ? قَالَ: إِنْ أَرَدْتَ كَفَاكَ اللهُ أَبَا جَعْفَرٍ. فَقَالَ لَهُ الأَوْزَاعِيُّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ إِنَّ هَؤُلاَءِ لَيْسَ يَرضُوْنَ مِنْكَ إلَّا بِالإِعْظَامِ لَهُم. فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو إِنَّا لَسْنَا نَقْدِرُ أَنْ نَضْرِبَهُم، وَإِنَّمَا نُؤَدِّبُهُم بِمِثْلِ هَذَا الَّذِي تَرَى. قَالَ مُفَضَّلٌ: فَالتَفَتَ إِلَيَّ الأَوْزَاعِيُّ فَقَالَ لِي: قُمْ بِنَا مِنْ هَا هُنَا فَإِنِّي لاَ آمَنُ أَنْ يَبْعَثَ هَذَا مَنْ يَضَعُ فِي رِقَابِنَا حِبَالاً، وَإِنَّ هَذَا مَا يُبَالِي.
يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ الزُّهدَ فِي شَيْءٍ أَقلَّ مِنْهُ فِي الرِّئَاسَةِ تَرَى الرَّجُلَ يَزْهَدُ فِي المَطْعَمِ، وَالمَشْرَبِ، وَالمَالِ، وَالثِّيَابِ فَإِنْ نُوزِعَ الرِّئَاسَةَ حَامَى عَلَيْهَا، وَعَادَى.
عَبْدُ اللهِ بنُ خُبَيْقٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ جَنَّادٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بنُ مُسْلِمٍ قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ المَهْدِيُّ بَعَثَ إِلَى سُفْيَانَ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ خَلَعَ خَاتَمَهُ فَرمَى بِهِ إِلَيْهِ، وَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ هَذَا خَاتَمِي فَاعمَلْ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. فَأَخَذَ الخَاتَمَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: تَأْذَنُ فِي الكَلاَمِ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ? قُلْتُ لِعَطَاءٍ: قَالَ لَهُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَتَكَلَّمُ عَلَى أَنِّي آمِنٌ? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لاَ تَبعثْ إِلَيَّ حَتَّى آتِيَكَ، وَلاَ تُعْطِنِي حَتَّى أَسْأَلَكَ. قَالَ: فَغَضِبَ، وَهَمَّ بِهِ فَقَالَ لَهُ كَاتِبُهُ: أَلَيْسَ قَدْ آمَنْتَهُ? قَالَ: بَلَى. فَلَمَّا خَرَجَ حَفَّ بِهِ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا: مَا مَنَعَكَ، وَقَدْ أَمَرَكَ أَنْ تَعْمَلَ فِي الأُمَّةِ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ? فَاسْتَصْغَرَ عُقُوْلَهُم، وَخَرَجَ هَارباً إِلَى البَصْرَةِ.
وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: لَيْسَ أَخَافُ إِهَانَتَهُم إِنَّمَا أَخَافُ كَرَامَتَهُم فَلاَ أَرَى سَيِّئَتَهُم سَيِّئَةً لَمْ أَرَ لِلسُّلْطَانِ مِثْلاً إلَّا مِثْلاً ضُرِبَ عَلَى لِسَانِ الثَّعْلَبِ قَالَ: عَرَفْتُ لِلْكَلْبِ نَيِّفاً وَسَبْعِيْنَ دُستَاناً لَيْسَ مِنْهَا دُستَانٌ خَيْراً مِنْ أَنْ لاَ أَرَى الكَلْبَ، وَلاَ يَرَانِي.
مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ: سمعت سفيان يقول: أدخلت على أبي جَعْفَرٍ بِمِنَىً فَقُلْتُ لَهُ: اتَّقِ اللهَ فَإِنَّمَا أُنْزِلْتَ فِي هَذِهِ المَنْزِلَةِ، وَصِرتَ فِي هَذَا المَوْضِعِ بِسُيُوْفِ المُهَاجِرِيْنَ، وَالأَنْصَارِ، وَأَبْنَاؤُهُم يَمُوْتُوْنَ جُوعاً. حَجَّ عُمَرُ فَمَا أَنفَقَ إلَّا خَمْسَةَ عَشَرَ دِيْنَاراً، وَكَانَ يَنْزِلُ تَحْتَ الشَّجرِ. فَقَالَ: أَتُرِيْدُ أَنْ أَكُوْنَ مِثْلَكَ? قُلْتُ: لاَ، وَلَكِنْ دُوْنَ مَا أَنْتَ فِيْهِ، وَفَوْقَ مَا أَنَا فِيْهِ. قَالَ: اخْرُجْ.
قَالَ عِصَامُ بنُ يَزِيْدَ: لَمَّا أَرَادَ سُفْيَانُ أَنْ يُوَجِّهَنِي إِلَى المَهْدِيِّ قُلْتُ لَهُ: إِنِّيْ غُلاَمٌ جَبَلِيٌّ لَعَلِّي أَسقُطُ بِشَيْءٍ فَأَفضَحُكَ. قَالَ: يَا نَاعِسُ تَرَى هَؤُلاَءِ الَّذِيْنَ يجيؤوني? لَوْ قُلْتُ لأَحَدِهِم لَظَنَّ أَنِّي قَدْ أَسدَيتُ إِلَيْهِ مَعْرُوْفاً، وَلَكِنْ قَدْ رَضِيْتُ بِكَ قُلْ مَا تَعْلَمُ، وَلاَ تَقُلْ مَا لاَ تَعْلَمُ. قَالَ: فَلَمَّا رَجَعتُ قُلْتُ: لأَيِّ شَيْءٍ تَهرُبُ مِنْهُ، وَهُوَ يَقُوْلُ: لَوْ جَاءَ لَخَرَجْتُ مَعَهُ إِلَى السُّوْقِ فَأَمَرْنَا، وَنَهَيْنَا? فَقَالَ: يَا نَاعِسُ حَتَّى يَعْمَلَ بِمَا يَعْلَمُ فَإِذَا فَعَلَ لَمْ يَسعْنَا إلَّا أَنْ نَذهَبَ فَنُعَلِّمَهُ مَا لاَ يَعْلَمُ. قَالَ عِصَامٌ: فَكَتَبَ مَعِي سُفْيَانُ إِلَى المَهْدِيِّ، وَإِلَى، وَزِيْرِه أَبِي عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ فَجَرَى كَلاَمِي فَقَالَ: لَوْ جَاءنَا أبي عَبْدِ اللهِ لَوَضَعْنَا أَيْدِيَنَا فِي يَدِهِ، وَارْتَدَيْنَا بُرْداً، وَاتَّزَرْنَا بِآخَرَ، وَخَرَجنَا إِلَى السُّوْقِ، وَأَمَرْنَا بِالمَعْرُوْفِ، وَنَهَيْنَا عَنِ المُنْكرِ فَإِذَا تَوَارَى عَنَّا مِثْلُ أَبِي عَبْدِ اللهِ لقَدْ جَاءنِي قُرَّاؤُكُمُ الَّذِيْنَ هُم قُرَّاؤُكُم فَأَمَرُوْنِي، وَنَهَوْنِي، وَوَعَظُوْنِي، وَبَكَوْا، وَاللهِ لِي، وَتَباكَيتُ لَهُم ثُمَّ لَمْ يفجأني من أحدهمإلَّا أَنْ أَخْرَجَ مِنْ كُمِّهِ رُقْعَةً: أَنِ افعَلْ بِي كَذَا، وَافعَلْ بِي كَذَا فَفَعَلتُ، وَمَقَتُّهُم. قَالَ:، وَإِنَّمَا كَتَبَ إِلَيْهِ لأَنَّهُ طَالَ مَهْرَبُهُ أن يعطيه الأمان فأتيته فقدمت عَلَيْهِ البَصْرَةَ بِالأَمَانِ ثُمَّ مَرِضَ، وَمَاتَ.
أبي نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ, سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: أَملَى عَلَيَّ سُفْيَانُ كِتَابَهُ إِلَى المَهْدِيِّ, فَقَالَ: اكْتُبْ مِنْ سُفْيَانَ بنِ سَعِيْدٍ, إِلَى مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ. فَقُلْتُ: إِذَا كَتَبتَ هَذَا لَمْ يَقرَأْهُ. قَالَ: اكْتُبْ كَمَا تُرِيْدُ. فَكَتَبتُ. ثُمَّ قَالَ: اكْتُبْ: فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إلَّا هُوَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَهُوَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٍ. فَقُلْتُ: مَنْ كَانَ يَكْتُبُ هَذَا الصَّدْرَ? قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُوْرٌ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُهُ.
وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ الفَرَّاءِ, قَالَ: كَتبَ سُفْيَانُ إِلَى المَهْدِيِّ مَعَ عِصَامِ جَبْرٍ: طَرَدْتَنِي، وَشَرَّدْتَنِي، وَخَوَّفْتَنِي، وَاللهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَأَرْجُو أَنْ يَخِيْرَ اللهُ لِي قَبْلَ مَرْجُوْعِ الكِتَابِ. فَرَجَعَ الكِتَابُ وَقَدْ مَاتَ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أبي المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا أبي عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أبي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ هَارُوْنَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ شَاذَانَ النَّيْسَأبيرِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُوْدٍ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: أُدْخِلْتُ عَلَى المَهْدِيِّ بِمِنَىً فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِالإِمْرَةِ فَقَالَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ طَلَبْنَاكَ فَأَعجَزْتَنَا فَالحَمْدُ للهِ الَّذِي جَاءَ بِكَ فَارْفعْ إِلَيْنَا حَاجَتَكَ. فَقُلْتُ: قَدْ مَلأتَ الأَرْضَ ظُلْماً، وَجَوْراً فَاتَّقِ اللهَ، وَلْيَكُنْ مِنْكَ فِي ذَلِكَ عِبرَةً. فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ: أَرَأَيتَ إِنْ لَمْ أَسْتطِعْ دَفْعَهُ? قَالَ: تخليه، وَغَيْرَكَ. فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ: ارْفَعْ إِلَيْنَا حَاجَتَكَ. قُلْتُ: أَبْنَاءُ المُهَاجِرِيْنَ، وَالأَنْصَارِ، وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحسَانٍ بِالبَابِ فَاتَّقِ اللهَ، وَأَوْصِلْ إِلَيْهِم حُقُوقَهُم. فَطَأطَأَ رَأْسَه فَقَالَ أبي عُبَيْدِ اللهِ: أَيُّهَا الرَّجُلُ ارْفَعْ إِلَيْنَا حَاجَتَكَ. قُلْتُ:، وَمَا أَرْفَعُ? حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: حَجَّ عُمَرُ فَقَالَ لِخَازنِهِ: كَمْ أَنفَقْتَ? قَالَ: بَضْعَةَ عَشَرَ دِرْهَماً.، وَإِنِّيْ أَرَى هَا هُنَا أُمُوْراً لاَ تُطِيْقُهَا الجِبَالُ.
وَبِهِ: قَالَ أبي نُعَيْمٍ:، حَدَّثَنَا سَعْدُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي: لَقِيَنِي الثَّوْرِيُّ بِمَكَّةَ فَأَخذَ بِيَدِي، وَسَلَّم عَلَيَّ ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَإِذَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَاعِدٌ عَلَى بَابِهِ يَنْتَظِرُهُ، وَكَانَ، وَالِيَ مَكَّةَ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: مَا أَعْلَمُ فِي المُسْلِمِيْنَ أَحَداً أَغَشَّ لَهُم مِنْكَ. فَقَالَ سُفْيَانُ: كُنْتُ فِيْمَا هُوَ أَوجبُ عَلَيَّ مِنْ إِتْيَانِكَ إِنَّهُ كَانَ يَتَهَيَّأُ لِلصَّلاَةِ فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ أَنَّهُ قَدْ جَاءهُ قَوْمٌ فَأَخبَرُوْهُ أَنَّهُم قَدْ رَأَوُا الهِلاَلَ هِلاَلَ ذِي الحِجَّةِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْمُرَ مَنْ يَصعَدُ الجِبَالَ ثُمَّ يُؤْذِنُ النَّاسَ بِذَلِكَ، وَيَدُهُ فِي يَدِي، وَتَرَكَ عَبْدَ الصَّمَدِ قَاعِداً عَلَى البَابِ فَأَخَرَجَ إِلَيَّ سُفرَةً فِيْهَا فَضْلَةٌ مِنْ طَعَامٍ: خُبْزٍ مُكَسَّرٍ وَجُبنٍ, فَأَكَلنَا. قَالَ: فَأَخَذَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ, فَذَهَبَ بِهِ إِلَى المَهْدِيِّ وَهُوَ بِمِنَىً فَلَمَّا رَآهُ صَاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: ما هذه الفساطيط? ما هذه السرادقات?.
قَالَ عَطَاءٌ الخَفَّافُ: مَا لَقِيْتُ سُفْيَانَ إلَّا بَاكِياً فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ? قَالَ: أَتَخوَّفُ أَنْ أَكُوْنَ فِي أُمِّ الكِتَابِ شَقِيّاً.
قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: جَرَّ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ سُفْيَانَ إِلَى الفَضَاءِ فَتَحَامَقَ عَلَيْهِ, لِيُخَلِّصَ نَفْسَهُ مِنْهُ, فَلَمَّا عَلِمَ أَنَّهُ يَتحَامَقُ أَرْسَلَه، وَهَرَبَ هُوَ..، وَذَكَرَ الحِكَايَةَ. رَوَاهَا: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ الوَلِيْدِ عَنْ عَبْدِ اللهِ أَخِي رُسْتَه عَنْهُ.
ابْنُ المُبَارَكِ, عَنْ سُفْيَانَ, قَالَ: لَيْسَ بِفَقِيْهٍ مَنْ لَمْ يَعُدَّ البَلاَءَ نِعْمَةً، وَالرَّخَاءَ مُصِيْبَةً.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: رَأَيتُ الثَّوْرِيَّ فِي الحَرَمِ بَعْدَ المَغْرِبِ صَلَّى ثُمَّ سَجَدَ سَجدَةً فَلَمْ يَرْفَعْ حَتَّى نُودِيَ بِالعشَاءِ.
وَبِهِ: قَالَ أبي نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، حَدَّثَنَا عَارِمٌ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا مَنْصُوْرٍ أَعُودُهُ فَقَالَ لِي: بَاتَ سُفْيَانُ فِي هَذَا البَيْتِ، وَكَانَ هُنَا بُلْبُلٌ لابْنِي فَقَالَ: مَا بَالُ هَذَا مَحْبُوساً? لَوْ خُلِّيَ عَنْهُ. قُلْتُ: هُوَ لابْنِي، وَهُوَ يَهَبُهُ لَكَ. قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ أُعْطِيْهِ دِيْنَاراً. قَالَ: فَأَخَذَهُ فَخَلَّى عَنْهُ فَكَانَ يَذْهَبُ، وَيَرْعَى فَيَجِيْءُ بِالعَشِيِّ فَيَكُوْنُ فِي نَاحِيَةِ البَيْتِ فَلَمَّا مَاتَ سُفْيَانُ تَبِعَ جِنَازَتَه فَكَانَ يَضطَرِبُ عَلَى قَبْرِهِ ثُمَّ اخْتَلَفَ بَعْدَ ذَلِكَ لَيَالِيَ إِلَى قَبْرِهِ فَكَانَ رُبَّمَا بَاتَ عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا رَجَعَ إِلَى البَيْتِ ثُمَّ، وَجَدُوْهُ مَيْتاً عِنْدَ قَبْرِهِ فَدُفِنَ عِنْدَهُ.
أبي مَنْصُوْرٍ هو بسر من مَنْصُوْرٍ السَّلِيْمِيُّ: كَانَ سُفْيَانُ مُختَفِياً عِنْدَهُ بِالبَصْرَةِ بَعْدَ أَنْ خَرَجَ مِنْ دَارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ قَالَهُ الطَّبَرَانِيُّ.
وَفِي غَيْرِ حِكَايَةٍ: أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ يَقْبَلُ هَدِيَّةَ بَعْضِ النَّاسِ، ويثيب عليها.
وَعَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: مَا كُنْتُ أَقدِرُ أَنْ أَنظُرَ إِلَى سُفْيَانَ اسْتِحْيَاءً، وَهَيْبَةً مِنْهُ.
وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحُنَيْنِيُّ: قَالَ لَنَا الثَّوْرِيُّ، وَسُئِلَ قَالَ: لَهَا عِنْدِي أَوَّلُ نَوْمَةٍ تَنَامُ مَا شَاءتْ لاَ أَمنَعُهَا فَإِذَا اسْتَيْقَظَتْ فَلاَ أُقِيْلُهَا وَاللهِ.
الحُسَيْنُ بنُ عَوْنٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ رَجُلاً أَفْضَلَ مِنْ سُفْيَانَ لَوْلاَ الحَدِيْثُ كَانَ يُصَلِّي مَا بَيْنَ الظُّهرِ وَالعَصْرِ، وَبَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ, فَإِذَا سَمِعَ مُذَاكَرَةَ الحَدِيْثِ, تَرَكَ الصَّلاَةَ، وَجَاءَ.
وَقَالَ خَلَفُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِذَا أَخَذتَ فِي الحَدِيْثِ نَشطتَ وَأَنْكَرتُكَ، وَإِذَا كُنْتَ فِي غَيْرِ الحَدِيْثِ كَأَنَّكَ مَيِّتٌ! فَقَالَ: أَمَا عَلِمتَ أَنَّ الكَلاَمَ فِتْنَةٌ?
قَالَ مِهْرَانُ الرَّازِيُّ: رَأَيتُ الثَّوْرِيُّ إِذَا خَلَعَ ثِيَابَهُ طَوَاهَا، وَقَالَ: إِذَا طُوِيَتْ رَجَعَتْ إِلَيْهَا نَفْسُهَا.
وَقِيْلَ: الْتَقَى سُفْيَانُ، وَالفُضَيْلُ فَتَذَاكرَا فَبَكَيَا فَقَالَ سُفْيَانُ: إِنِّيْ لأَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ مَجْلِسُنَا هَذَا أَعْظَمَ مَجْلِسٍ جَلَسْنَاهُ بَركَةً. فَقَالَ لَهُ فُضَيْلٌ: لَكِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُوْنَ أَعْظَمَ مَجْلِسٍ جَلَسْنَاهُ شُؤْماً أَلَيْسَ نَظَرتَ إِلَى أَحْسَنِ مَا عِنْدَكَ فَتَزَيَّنْتَ بِهِ لِي، وَتزَيَّنتُ لَكَ فَعَبَدْتَنِي، وَعَبَدْتُك? فَبَكَى سفيان حتى علاء نَحِيبُهُ ثُمَّ قَالَ: أَحْيَيْتَنِي أَحْيَاكَ اللهُ.
أبي سَعِيْدٍ الأَشَجُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَارِثِيَّ يَقُوْلُ: دَفَنَ سُفْيَانُ كُتُبَهُ, فَكُنْتُ أُعِيْنُهُ عَلَيْهَا فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَفِي الركاز الخمس فَقَالَ: خُذْ مَا شِئْتَ, فَعزلْتُ مِنْهَا شَيْئاً كَانَ يُحَدِّثُنِي مِنْهُ.
عَنْ يَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ: قَالَ سُفْيَانُ: لَوْ كَانَ مَعَكُم مَنْ يَرْفَعُ حَدِيْثَكم إِلَى السُّلْطَانِ, أَكُنْتُم تَتَكَلَّمُوْنَ بِشَيْءٍ? قُلْنَا: لاَ. قَالَ: فَإِنَّ مَعَكُم مَنْ يَرْفَعُ الحَدِيْثَ.
وعن سفيان: الزاهد فِي الدُّنْيَا هُوَ الزُّهدُ فِي النَّاسِ، وَأَوَّلُ ذَلِكَ زُهْدُك فِي نَفْسِكَ.
عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَبِي خِدَاشٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ, سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: خَرَجْتُ حَاجّاً أَنَا، وَشَيْبَانُ الرَّاعِي مُشَاةً فَلَمَّا صِرنَا بِبَعْضِ الطَّرِيْقِ إِذَا نَحْنُ بِأَسَدٍ قَدْ عَارَضَنَا فَصَاحَ بِهِ شَيْبَانُ فَبَصْبَصَ، وَضربَ بِذَنْبِه مِثْلَ الكَلْبِ, فَأَخَذَ شَيْبَانُ بِأُذُنِهِ, فَعَرَكَهَا, فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الشُّهرَةُ لِي? قَالَ: وَأَيَّ شُهْرَةٍ تَرَى يَا ثَوْرِيُّ? لَوْلاَ كَرَاهِيَةُ الشُّهرَةِ مَا حَملتُ زَادِي إِلَى مَكَّةَ إلَّا عَلَى ظَهْرِهِ.
الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيُّ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدٍ: أَكَانَ لِسُفْيَانَ امْرَأَةٌ? قَالَ: نَعَمْ رَأَيتُ ابْناً لَهُ بَعثَتْ بِهِ أُمُّهُ إِلَيْهِ فَجَاءَ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ سُفْيَانُ: لَيْتَ أَنِّي دُعِيتُ لِجنَازَتِكَ. قُلْتُ لِمُحَمَّدٍ: فَمَا لَبِثَ حَتَّى دَفَنَهُ? قَالَ: نَعَمْ.
وَعَنْ سُفْيَانَ: مَنْ سُرَّ بِالدُّنْيَا نزع خوف الآخرة من قلبه.
وَعَنْهُ: {وَمُلْكًا كَبِيرًا} [الإِنْسَانُ: 20] . قَالَ: اسْتِئْذَانُ المَلاَئِكَةِ عَلَيْهِم.
الفِرْيَابِيُّ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ، وَسُفْيَانَ يَقُوْلاَنِ: لَمَّا أُلقِيَ دَانِيَالُ فِي الجُبِّ مَعَ السِّبَاعِ قَالَ: إِلَهِي بِالعَارِ، وَالخِزْيِ الَّذِي أَصَبْنَا سَلَّطْتَ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَعْرِفُكَ.
وَقَالَ الخُرَيْبِيُّ: جلَسْتُ إِلَى إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَدْهَمَ فَكَأَنَّهُ عَابَ عَلَى سُفْيَانَ تَرْكَ الغَزْوِ، وَقَالَ: هَذَا الأَوْزَاعِيُّ يَغْزُو، وَهُوَ أَسنُّ مِنْهُ. فَقُلْتُ لِبَهِيْمٍ: مَا كَانَ يَعْنِي سُفْيَانُ فِي تَرْكِ الغَزْوِ? قَالَ: كَانَ يَقُوْلُ: إِنَّهُم يُضَيِّعُوْنَ الفَرَائِضَ.
قَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: كُنَّا نَتعَزَّى عَنِ الدُّنْيَا بِمَجْلِسِ سُفْيَانَ.
خَلَفُ بنُ تَمِيْمٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: وَجَدْتُ قَلْبِي يَصْلُحُ بَيْنَ مَكَّةَ، وَالمَدِيْنَةَ مَعَ قَوْمٍ غُربَاءَ أصحاب صوب، وَعِبَاءٍ.
وَعَنْ، وَكِيْعٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سُفْيَانَ لسفيان: اذهب فاطلب العلم حتى أعولك بمعزلي فَإِذَا كَتَبتَ عِدَّةَ عَشْرَةِ أَحَادِيْثَ فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ فِي نَفْسِكَ زِيَادَةً فَاتَّبِعْهُ، وَإِلاَّ فَلاَ تتعن.
قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: لَمْ يَبْقَ مَنْ يَجْتَمِعُ عَلَيْهِ العَامَّةُ بِالرِّضَى وَالصِّحَّةِ, إلَّا مَا كَانَ مِنْ رَجُلٍ، وَاحِدٍ بِالكُوْفَةِ يَعْنِي: سُفْيَانَ- قَالَ وَكِيْعٌ: كَانَ سُفْيَانُ بَحْراً.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: مَا رَأَيتُ رَجُلاً بِالعِرَاقِ يُشْبِهُ ثَوْرِيَّكُم هَذَا.
وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ: مَا رَأَيتُ بِالكُوْفَةِ مَنْ أود أني في مسلاخه إلَّا سفيان.
قَالَ الفِرْيَابِيُّ: زَارَنِي ابْنُ المُبَارَكِ فَقَالَ: أَخرِجْ إِلَيَّ حَدِيْثَ الثَّوْرِيِّ فَأَخَرَجْتُهُ إِلَيْهِ فَجَعَلَ يَبْكِي حَتَّى أَخضَلَ لِحْيَتَهُ وَقَالَ: رَحِمَهُ اللهُ مَا أَرَى أَنِّي أَرَى مِثْلَه أَبَداً.
وَقَالَ زَائِدَةُ: سُفْيَانُ أَفْقَهُ أَهْلِ الدُّنْيَا.
قَالَ زَيْدُ بنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ: كَانَ المُعَافَى يَعِظُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا هَذَا المُزَاحُ? لَيْسَ هَذَا مِنْ فِعْلِ العُلَمَاءِ، وَسُفْيَانُ يَقْبَلُ مِنْهُ.
رَوَى ضَمْرَةُ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: يَثَّغِرُ الغُلاَمُ لِسَبْعٍ، وَيَحْتَلِمُ بَعْدَ سَبْعٍ, ثُمَّ يَنْتَهِي طُوْلُهُ بَعْدَ سَبْعٍ ثُمَّ يَتَكَامَلُ عَقْلُهُ بَعْدَ سَبْعٍ ثُمَّ هِيَ التَّجَارِبُ.
قَالَ أبي أُسَامَةَ: مَرِضَ سُفْيَانُ, فَذَهَبتُ بِمَائِهِ إِلَى الطَّبِيْبِ, فَقَالَ: هَذَا بَولُ رَاهِبٍ, هَذَا رَجُلٌ قَدْ فَتَّتَ الحُزْنُ كَبِدَهُ, مَا لَهُ دَوَاءٌ.
قَالَ ضَمْرَةُ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: إِنَّمَا كَانَتِ العِرَاقُ تَجِيْشُ عَلَيْنَا بِالدَّرَاهِمِ وَالثِّيَابِ ثُمَّ صَارَتْ تَجِيْشُ عَلَيْنَا بِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَكَانَ سُفْيَانُ يَقُوْلُ: مَالِكٌ لَيْسَ لَهُ حِفْظٌ.
قُلْتُ: هَذَا يَقُوْلُهُ سُفْيَانُ لِقَوَّةِ حَافِظَتِهِ بِكَثْرَةِ حَدِيْثِه، وَرِحلَتِهِ إِلَى الآفَاقِ، وَأَمَّا مَالِكٌ فَلَهُ إِتقَانٌ، وَفِقهٌ لاَ يُدْرَكُ شَأْوُهُ فيه، وله حفظ تام ف-رضي اللهُ عَنْهُمَا.
وَقَالَ أبي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سُفْيَانُ فَقِيْهٌ حَافِظٌ زَاهِدٌ إِمَامٌ هُوَ أَحْفَظُ مِنْ شُعْبَةَ.
وَقَالَ أبي زُرْعَةَ: سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنْ شعبة في الإسناد، والمتن.
قَالَ عَبْدُ المُؤْمِنِ النَّسَفِيُّ: سَأَلْتُ صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ جَزَرَةَ عَنْ سُفْيَانَ، وَمَالِكٍ, فَقَالَ: سُفْيَانُ لَيْسَ يَتَقَدَّمُهُ عِنْدِي أَحَدٌ، وَهُوَ أَحْفَظُ، وَأَكْثَرُ حَدِيْثاً، وَلَكِنْ كَانَ مَالِكٌ يَنتَقِي الرِّجَالَ، وَسُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنْ شُعْبَةَ، وَأَكْثَرُ حَدِيْثاً يَبلُغُ حَدِيْثُه ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً، وَشُعْبَةُ نَحْوُ عَشْرَةِ آلاَفٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَنْبَأَنَا أبي سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَنْبَأَنَا أبي سَعِيْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ حَدَّثَنِي المُغِيْرَةُ بنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنِي سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّكُم مَحْشُوْرُوْنَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً". ثُمَّ قَرَأَ. {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأَنْبِيَاءُ:104] .إلَّا، وَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيْمُ -عَلَيْهِ السلام يوم القيامة إلَّا، وَإِنَّ نَاساً مِنْ أَصْحَابِي يُؤْخَذُ بِهِم ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُوْلُ: أَصْحَابِي أَصْحَابِي فَيُقَالُ: إِنَّهُم لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّيْنَ عَلَى أَعْقَابِهِم مُنْذُ فَارَقْتَهُم فَأَقُوْلُ كَمَا قَالَ العَبْدُ الصَّالِحُ عِيْسَى: " {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِم} [المائدة: 117] إِلَى قَوْله {الْعَزِيزُ الْحَكِيم} أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ, عَنِ ابن كثير.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ هِبَة اللهِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ, عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَنْبَأَنَا أبي يَعْلَى الصَّأبينِيُّ، أَنْبَأَنَا أبي سَعِيْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَسْلَمَ المِنْقَرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقْرِئَكَ سُوْرَةً. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، وَسُمِّيْتُ لَكَ? قَالَ: "نَعَمْ". قُلْتُ لأُبِيٍّ: فَرِحْتَ بِذَلِكَ? قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي. وَهُوَ يَقُوْلُ: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يُوْنُسُ: 58] .
قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ لِسُفْيَانَ دَرسٌ مِنَ الحَدِيْثِ يَعْنِي يُدرِّسُ حَدِيْثَهُ.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ ثَابِتٍ الجَزَرِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: طَلَبتُ العِلْمَ فَلَمْ يَكُنْ لِي نِيَّةٌ ثُمَّ رَزَقَنِي اللهُ النِّيَّةَ.
وَعَنْ يَحْيَى بنِ يَمَانٍ, عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: إِنِّيْ لأَمُرُّ بِالحَائِكِ فَأَسُدُّ أُذُنِي مَخَافَةَ أَنْ أَحْفَظَ مَا يَقُوْلُ. قَالَ القَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَا رَأَيْنَا أَحْفَظَ مِنْ سُفْيَانَ.
قَالَ أبي عُبَيْدَةَ بنُ أَبِي السَّفَرِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن محمد المفلوج سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ يَمَانٍ سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: مَا أُحَدِّثُ مِنْ كُلِّ عَشْرَةٍ بِوَاحِدٍ. ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: قَدْ كَتَبتُ عَنْهُ عِشْرِيْنَ أَلْفاً، وَأَخْبَرَنِي الأَشْجَعِيُّ أَنَّهُ كَتَبَ عَنْهُ ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً.
قَالَ أبي نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: الإِيْمَانُ يَزِيْدُ، وَيَنْقُصُ.
هَارُوْنُ بنُ أَبِي هَارُوْنَ العَبْدِيُّ: حَدَّثَنَا حَيَّانُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ سَمِعَ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} [الإِخْلاَصُ: 1] . مَخْلُوْقٌ, فَقَدْ كَفَرَ بِاللهِ.
وَقَالَ زَيْدُ بنُ الحُبَابِ: كَانَ سُفْيَانُ يُفَضِّلُ عَلِيّاً عَلَى عُثْمَانَ.
وَعَنْ عَثَّامِ بنِ عَلِيٍّ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: لاَ يَجْتَمِعُ حُبُّ عَلِيٍّ، وَعُثْمَانَ إلَّا فِي قُلُوْبِ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ.
وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ عَنْ سُفْيَانَ: اسْتَوْصُوا بِأَهْلِ السُّنَّةِ خَيْراً, فَإِنَّهُم غُرَبَاءُ.
وَقَالَ مُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: لَمْ يُصَلِّ سُفْيَانُ عَلَى ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ لِلإِرْجَاءِ.
وَقَالَ شُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ: قَالَ سُفْيَانُ: لاَ يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتَ حَتَّى يَكُوْنَ إِخفَاءُ " {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ} فِي الصَّلاَةِ أَفْضَلَ عِنْدَكَ مِنَ الجَهْرِ.
وَقَالَ وَكِيْعٌ, عَنْ سُفْيَانَ فِي الحَدِيْثِ: مَا يَعدُّ لَهُ شَيْءٌ لِمَنْ أَرَادَ بِهِ اللهَ.
وَعَنْهُ: يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُكْرِهِ، وَلدَهُ عَلَى العِلْمِ فَإِنَّهُ مَسْؤُوْلٌ عَنْهُ.
عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ حَسَّانٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يقول: الإسناد سلاح المؤمن فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ سِلاَحٌ فَبِأَيِّ شَيْءٌ يُقَاتِلُ.
قَبِيْصَةُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: المَلاَئِكَةُ حُرَّاسُ السَّمَاءِ، وَأَصْحَابُ الحَدِيْثِ حُرَّاسُ الأَرْضِ، وَقَالَ يَحْيَى بنُ يَمَانٍ: قِيْلَ لِسُفْيَانَ: لَيْسَتْ لَهُمْ نِيَّةٌ يَعْنِي أَصْحَابَ الحَدِيْثِ? قَالَ: طَلَبُهُم لَهُ نِيَّةٌ لَوْ لَمْ يَأْتنِي أَصْحَابُ الحَدِيْثِ لأَتَيْتُهُم فِي بُيُوتِهِم.
وَقَالَ الخُرَيْبِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: لَيْسَ شَيْءٌ أَنفعَ لِلنَّاسِ مِنَ الحَدِيْثِ.
وَقَالَ مَعْدَانُ الَّذِي يَقُوْلُ فِيْهِ ابْنُ المُبَارَكِ: هُوَ مِنَ الأَبْدَالِ: سَأَلْتُ الثَّوْرِيَّ عَنْ قَوْلِهِ: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحَدِيْدُ: 4] . قَالَ: عِلْمُهُ.
وَسُئِلَ سُفْيَانُ عَنْ أَحَادِيْثِ الصِّفَاتِ فَقَالَ: أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءتْ.
وَقَالَ أبي نُعَيْمٍ عَنْهُ: وَدِدْتُ أَنِّي أَفلَتُّ مِنَ الحَدِيْثِ كَفَافاً، وَقَالَ أبي أُسَامَةَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَدِدْتُ أَنَّ يَدِي قُطِعَتْ، وَلَمْ أَطْلُبْ حَدِيْثاً.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ قول سُفْيَانُ: مَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِي غَيْرَ الحَدِيْثِ. قَالَ: لأَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الضُّعَفَاءِ.
قُلْتُ: وَلأَنَّهُ كَانَ يُدَلِّسَ عَنْهُم، وَكَانَ يَخَافُ مِنَ الشهوة، وعدم النية في بعض الأحايين.
قَالَ أبي نُعَيْمٍ: كَانَ سُفْيَانُ يَخْضِبُ قَلِيْلاً إِذَا دَخَلَ الحَمَّامَ.
وَقَالَ قَبِيْصَةُ: كَانَ سُفْيَانُ مَزَّاحاً كُنْتُ أَتَأَخَّرُ خَلْفَهُ مَخَافَةَ أَنْ يُحِيِّرَنِي بِمُزَاحِهِ.
وَرَوَى الفَسَوِيُّ عَنْ عِيْسَى بنِ مُحَمَّدٍ: أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ يَضْحَكُ حَتَّى يَسْتَلْقِيَ، وَيَمُدَّ رجليه.
قَالَ زَيْدُ بنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ: كَانَ سُفْيَانُ يَقُوْلُ لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ: تَقَدَّمُوا يَا مَعْشَرَ الضُّعَفَاءِ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ يَمَانٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ لِرَجُلٍ: ادْنُ مِنِّي, لَوْ كُنْتَ غَنِيّاً مَا أَدْنَيْتُكَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: مَا رَأَيتُ الأَمِيْرَ وَالغَنِيَّ أَذَلَّ مِنْهُ فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ.
قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: يَزْعُمُوْنَ أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ يَشْرَبُ النَّبِيذَ. أَشْهَدُ لقَدْ وُصِفَ لَهُ دَوَاءٌ فَقُلْتُ: نَأتِيْكَ بِنَبِيذٍ? فَقَالَ: لاَ ائْتِنِي بِعَسَلٍ وَمَاءٍ.
قَالَ خَلَفُ بنُ تَمِيْمٍ: رَأَيتُ الثَّوْرِيَّ بِمَكَّةَ، وَقَدْ كَثُرُوا عَلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّا للهِ أَخَافُ أَنْ يَكُوْنَ اللهُ قَدْ ضَيَّعَ هَذِهِ الأُمَّةَ حَيْثُ احْتَاجَ النَّاسُ إِلَى مِثْلِي.
وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لَوْلاَ أَنْ أُسْتَذَلَّ لَسَكَنْتُ بَيْنَ قَوْمٍ لاَ يَعْرِفُونِي.
وَنَقَلَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ مُسْتَكِيْناً فِي لِبَاسِه عَلَيْهِ ثِيَابٌ رَثَّةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: آجَرَ سُفْيَانُ نَفْسَه مِنْ جَمَّالٍ إِلَى مَكَّةَ فأمروه يعمل لهم خبزة فلم تجىء جَيِّدَةً فَضَرَبَهُ الجَمَّالُ فَلَمَّا قَدِمُوا مَكَّةَ دَخَلَ الجَمَّالُ فَإِذَا سُفْيَانُ قَدِ اجْتَمَعَ حَوْلَهُ النَّاسُ. فسأل? فقالوا: هذا سفيان الثَّوْرِيُّ فَلَمَّا انْفَضَّ عَنْهُ النَّاسُ تَقَدَّمَ الجمَّالُ إِلَيْهِ، وَقَالَ: لَمْ نَعْرِفْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ. قَالَ: مَنْ يُفسِدُ طَعَامَ النَّاسِ يُصِيْبُهُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ.
قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ مُرسَلَةٌ، وَكَيْفَ اخْتَفَى طُوْلَ الطَّرِيْقِ أَمرُ سُفْيَانَ فَلَعَلَّهَا فِي أَيَّامِ شَبَابِهِ.
وَرَوَى يَحْيَى بنُ يَمَانٍ عَنْ سُفْيَانَ: اصحَبْ مَنْ شِئْتَ ثُمَّ أَغْضِبْهُ ثُمَّ دُسَّ إِلَيْهِ مَنْ يَسْأَلُهُ عَنْكَ.
وَقَالَ قَبِيْصَةُ عَنْ سُفْيَانَ: كَثْرَةُ الإِخْوَانِ مِنْ سَخَافَةِ الدِّيْنِ.
وَعَنْ سُفْيَانَ: أَقِلَّ مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ تَقِلُّ غِيْبَتُكَ.
قَالَ قَبِيْصَةُ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا نَظَرتَ إِلَيْهِ كَأَنَّهُ رَاهِبٌ فَإِذَا أَخذَ فِي الحَدِيْثِ أَنْكَرْتَه.
قُلْتُ: قَدْ كَانَ لَحِقَ سُفْيَانَ خَوْفٌ مُزعِجٌ إِلَى الغَايَةِ. قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كُنَّا نَكُونُ عِنْدَهُ فَكَأَنَّمَا، وُقِّفَ لِلْحِسَابِ، وَسَمِعَهُ عَثَّامُ بنُ عَلِيٍّ يَقُوْلُ: لَقَدْ خِفتُ اللهَ خَوْفاً عَجَباً لِي كَيْفَ لاَ أَمُوْتُ? وَلَكِنْ لِي أَجَلٌ، وَدِدْتُ أَنَّهُ خُفِّفَ عَنِّي مِنَ الخَوْفِ أَخَافُ أَنْ يَذْهَبَ عَقْلِي.
وَقَالَ حَمَّادُ بنُ دُلَيْلٍ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُذهِبَ عَنِّي مِنْ خَوْفِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كُنْتُ أَرمُقُ سُفْيَانَ فِي اللَّيْلَةِ بَعْدَ اللَّيْلَةِ يَنهَضُ مَرْعُوباً يُنَادِي: النَّارَ النَّارَ شَغَلَنِي ذِكْرُ النَّارِ عَنِ النَّوْمِ، وَالشَّهَوَاتِ.
وَقَالَ أبي نُعَيْمٍ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا ذَكَرَ الموت, لم ينتفع به أيامًا.
وَقَالَ يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: كَانَ سُفْيَانُ يَبُولُ الدَّمَ مِنْ طُوْلِ حُزنِهِ وَفِكْرَتِهِ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: لَمَّا قَدِمَ سُفْيَانُ عَلَيْنَا طَبَختُ لَهُ قدرَ سِكْبَاجٍ فَأَكَلَ ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِزَبِيْبِ الطَّائِفِ فَأَكَلَ ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّزَّاقِ اعْلِفِ الحِمَارَ، وَكُدَّهُ. ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى الصَّبَاحِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الفُضَيْلِ: رَأَيتُ الثَّوْرِيَّ سَاجِداً فَطفتُ سَبْعَةَ أَسَابِيْعَ قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ.
وَعَنْ مُؤَمَّلِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ قَالَ: أَقَامَ سُفْيَانُ بِمَكَّةَ سَنَةً فَمَا فَتَرَ مِنَ العِبَادَةِ سِوَى مِنْ بَعْدِ العَصْرِ إِلَى المَغْرِبِ كَانَ يَجْلِسُ مَعَ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، وَذَلِكَ عِبَادَةٌ.
وَعَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ: كُنْتُ لاَ أَسْتطِيْعُ سَمَاعَ قِرَاءةِ سُفْيَانَ مِنْ كَثْرَةِ بُكَائِهِ.
وَقَالَ مُؤَمَّلٌ: دَخَلْتُ عَلَى سُفْيَانَ، وَهُوَ يَأْكُلُ طَبَاهِجَ بِبَيْضٍ فَكَلَّمتُهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: لَمْ آمُرْكُم أَنْ لاَ تَأْكُلُوا طَيِّباً اكْتَسِبُوا طَيِّباً وَكُلُوا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: أَكَلْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ خُشْكَنَانِجَ, فَقَالَ: هَذَا أُهْدِيَ لَنَا.، وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَكَلَ سُفْيَانُ مَرَّةً تَمْراً بِزُبْدٍ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى زَالَتِ الشَّمْسُ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ سَارَ إِلَى اليَمَنِ بِأَرْبَعَةِ آلاَفٍ مُضَارَبَةً, فأنفق الربح.
وَعَنْ يَحْيَى بنِ المُتَوَكِّلِ, قَالَ سُفْيَانُ: إِذَا أَثْنَى عَلَى الرَّجُلِ جِيْرَانُهُ أَجْمَعُوْنَ فَهُوَ رَجُلُ سُوءٍ لأَنَّهُ رُبَّمَا رَآهُم يَعصُوْنَ, فَلاَ يُنْكِرُ، وَيَلقَاهُم بِبِشْرٍ.
وَقَالَ فُضَيْلٌ, عَنْ سُفْيَانَ: إِذَا رَأَيتَ الرَّجُلَ مُحَبَّباً إِلَى جِيْرَانِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُدَاهِنٌ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي غَنِيَّةَ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَصفَقَ وَجْهاً فِي ذَاتِ الله مِنْ سُفْيَانَ.
وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: إِنَّ هَؤُلاَءِ المُلُوْكَ قَدْ تَرَكُوا لَكُمُ الآخِرَةَ فَاتْرُكُوا لَهُمُ الدُّنْيَا.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ لِوُهَيْبٍ: وَرَبِّ هَذِهِ البَنِيَّةِ إني لأحب الموت.
وَعَنِ ابْنِ المَهْدِيِّ, قَالَ: مَرِضَ سُفْيَانُ بِالبَطَنِ, فَتَوَضَّأَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ سِتِّيْنَ مَرَّةً, حَتَّى إِذَا عَايَنَ الأَمْرَ, نَزَلَ عَنْ فِرَاشِهِ, فَوَضَعَ خَدَّهُ بِالأَرْضِ، وَقَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ مَا أَشدَّ المَوْتِ، وَلَمَّا مَاتَ غَمَّضْتُهُ، وَجَاءَ النَّاسُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَعَلِمُوا.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: كَانَ سُفْيَانُ يَتَمَنَّى المَوْتَ لِيَسلَمَ مِنْ هَؤُلاَءِ, فَلَمَّا مَرِضَ كَرِهَهُ، وَقَالَ لِي: اقْرَأْ عَلَيَّ "يس". فَإِنَّهُ يُقَالُ: يُخَفَّفُ عَنِ المَرِيْضِ فَقَرَأْتُ فَمَا فرغت حتى طفىء.
وَقِيْلَ: أُخْرِجَ بِجِنَازَتِهِ عَلَى أَهْلِ البَصْرَةِ بَغْتَةً فشهده الخلق، وصلى عليه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبْجَرَ الكُوْفِيُّ بِوَصِيَّةٍ مِنْ سفيان لصلاحه.
قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: أَقَامَ سُفْيَانُ فِي اخْتِفَائِهِ نَحْوَ سَنَةٍ.
وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ.
قُلْتُ: الصَّحِيْحُ: مَوْتُهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى كَذَلِكَ أَرَّخَهُ الوَاقِدِيُّ، وَوَهِمَ خَلِيْفَةُ فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ.
قَالَ يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: رَأَيتُ الثَّوْرِيَّ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: أَيُّ الأَعْمَالِ، وَجَدْتَ أَفْضَلَ? قَالَ: القُرْآنُ. فَقُلْتُ: الحَدِيْثَ? فَوَلَّى وَجْهَه.
وَقَالَ بَكْرُ بنُ خَلَفٍ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ قَالَ: رَأَيتُ سُفْيَانَ فِي المَنَامِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! مَا، وَجَدْتَ أَنفَعَ? قَالَ: الحَدِيْثُ، وَقَالَ سُعَيْرُ بنُ الخِمْسِ: رَأَيتُ سُفْيَانَ فِي المَنَامِ يَطِيرُ مِنْ نَخْلَةٍ إِلَى نَخْلَةٍ، وَهُوَ يَقْرَأُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ} . [الزُّمَرُ:74] .
وَقَالَ أبي أُسَامَةَ: لَقِيْتُ يَزِيْدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ صَبِيْحَةَ اللَّيْلَةِ الَّتِي مَاتَ فِيْهَا سُفْيَانُ فَقَالَ لِي: قِيْلَ لِي اللَّيْلَةَ فِي مَنَامِي: مَاتَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ. فَقُلْتُ لِلَّذِي يَقُوْلُ فِي المَنَامِ: مَاتَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ? قَالَ: نَعَمْ.
وَقَالَ مُصْعَبُ بنُ المِقْدَامِ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ آخِذاً بِيَدِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَهُوَ يَجزِيه خَيْراً.
وَقَالَ أبي سَعِيْدٍ الأَشَجُّ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَعْيَنَ قَالَ: رَأَيتُ سُفْيَانَ بنَ سَعِيْدٍ فَقُلْتُ: مَا صَنَعْتَ? قَالَ: أَنَا مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ.
تَمَّتِ التَّرْجَمَةُ، وَالحَمْدُ للهِ.
سير أعلام النبلاء - لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي
سُفْيَان بن سعيد بن مَسْرُوق بن عدي الثَّوْريّ ثَوْر بن عبدمناة بن اد بن طانجة وَيُقَال ثَوْر تَمِيم كنيته أَبُو عبد الله كَانَ من سَادَات أهل زَمَانه فقها وورعا وحفظا وإتقانا شمائله فِي الصّلاح والورع أشهر من أَن يحْتَاج إِلَى الإعراف فِي ذكرهَا
كَانَ مولده سنة خمس وَتِسْعين فِي إِمَارَة سُلَيْمَان بن عبد الملك فِيمَا قعد بَنو الْعَبَّاس راوده الْمَنْصُور على أَن يَلِي الحكم فأبي وَخرج من الْكُوفَة هَارِبا لِلنِّصْفِ من ذِي الْعقْدَة سنة خمس وَخمسين وَمِائَة ثمَّ لم يرجع إِلَيْهَا حَتَّى مَاتَ وَكَانَ مَوته بِالْبَصْرَةِ فِي دَار عبد الرحمن بن مهْدي فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة وَهُوَ ابْن سِتّ وَسِتِّينَ سنة
روى عَن أبي الزبير فِي الْإِيمَان وَالصَّلَاة وَغَيرهَا وَقيس بن مُسلم وَالْأَعْمَش وزبير اليامي وَسعد بن إِبْرَاهِيم فِي الصَّلَاة وآدَم بن سُلَيْمَان وَالْمُخْتَار بن فلفل وعبد الملك بن عُمَيْر وَسَالم أبي النَّضر والمقدام بن شُرَيْح فِي الْوضُوء وَمَنْصُور فِي الْوضُوء وَعَمْرو بن قيس الْملَائي وعلقمة فِي الْوضُوء وَالصَّلَاة وَسَلَمَة بن كهيل وَأَيوب بن مُوسَى وَزيد بن أسلم وَالضَّحَّاك بن عُثْمَان وَطَلْحَة بن يحيى فِي الْإِيمَان وَالْقدر وَأبي حَازِم بن دِينَار وَأبي إِسْحَاق السبيعِي وَعون بن أبي حجيفة وَالْأسود بن قيس وعبد الله بن أبي لبيد وَعُثْمَان بن حَكِيم أبي سهل فِي الصَّلَاة وَسماك بن حَرْب وَعَمْرو بن مرّة فِي الصَّلَاة وَيحيى بن أبي إِسْحَاق وَإِسْمَاعِيل السّديّ ومحارب وابي حُصَيْن عُثْمَان فِي الصَّلَاة وَالْحُدُود ومُوسَى بن عقبَة وجعفر بن مُحَمَّد وحبِيب بن أبي ثَابت فِي الصَّلَاة والجنائز وعبد العزيز بن رفيع فِي الصَّلَاة وَالْحج وَمَكْحُول بن رَاشد فِي الصَّلَاة وَأبي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ فِي الْجَنَائِز وَإِسْمَاعِيل بن أُميَّة فِي الزَّكَاة وَالْحُدُود ومزاحم بن ظفر فِي الزَّكَاة وابي الزِّنَاد فِي الصَّوْم والبيوع وَغَيرهمَا وعبد الكريم الْجَزرِي فِي الصَّوْم وعبد الله بن عَطاء فِي الصَّوْم وَيحيى بن سعيد فِي الصَّوْم وَالْحسن بن عبيد الله فِي الْحَج وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْمُنْتَشِر فِي الْحَج وَعَيَّاش العامري فِي الْحَج وَسليمَان التَّيْمِيّ فِي الْحَج وَذكر مُوسَى والحريري فِي الْحَج وَإِبْرَاهِيم بن عبد الأعلى فِي الْحَج وحصن بن عبد الكريم فِي الْحَج وَمُحَمّد بن عقبَة فِي الْحَج وعبد الرحمن بن الْقَاسِم فِي الطَّلَاق وَسمي مولى أبي بكر فِي الْحَج وعبد الله بن دِينَار فِي الْحَج وَالْعِتْق وَغَيرهَا وَيُونُس بن عبيد فِي النِّكَاح وَأَشْعَث بن أبي الشعْثَاء فِي النِّكَاح والأطعمة وَمُحَمّد بن أبي بكر بن عَمْرو بن حزم وَأَيوب السّخْتِيَانِيّ فِي النِّكَاح وَالْحُدُود وخَالِد الْحذاء فِي النِّكَاح وَمُحَمّد بن عبد الرحمن مولى آل طَلْحَة فِي الطَّلَاق وَعَاصِم الْأَحول فِي الطَّلَاق وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد فِي الطَّلَاق وَأبي بكر بن أبي الْجُهَيْم فِي الطَّلَاق وعبد الله بن طَاوس فِي الْبيُوع وَعَمْرو بن دِينَار فِي الْبيُوع وَغَيره وَابْن أبي نجيح فِي الْبيُوع وَابْن عون فِي الْوَصَايَا وفراس بن يحيى فِي ملك البمين وعبيد الله بن عمر فِي الْحُدُود وَدَاوُد بن أبي هِنْد فِي الْحُدُود وطارق بن عبد الرحمن فِي الْجِهَاد وَسلم بن عبد الرحمن فِي الْجِهَاد وَأَبِيهِ سعيد بن مَسْرُوق فِي الضَّحَايَا وَحَمَّاد بن أبي سُلَيْمَان فِي الْأَشْرِبَة وجبلة بن سحيم فِي الْأَطْعِمَة وَسُهيْل فِي الْأَدَب وَغَيره ومعبد بن خَالِد فِي الطِّبّ ومُوسَى بن أبي عَائِشَة فِي الطِّبّ وَعَمْرو بن يحيى بن عمَارَة فِي ذكر الْأَنْبِيَاء وَزِيَاد بن إِسْمَاعِيل فِي الْقدر وَأبي حَيَّان التَّيْمِيّ فِي الْفِتَن وعبيد المكتب فِي الزّهْد وعبد الرحمن بن عَابس فِي الزّهْد وَمَنْصُور بن صَفِيَّة فِي الزّهْد
روى عَنهُ عبد الرحمن بن مهْدي ووكيع وَمُعَاوِيَة بن هِشَام وَيحيى بن سعيد وعبد الرزاق وعبد الله بن نمير وَيزِيد بن هَارُون وَأَبُو عَامر الْعَبْدي وَعبيد بن سعيد الْأمَوِي وَإِسْحَاق الْأَزْرَق وَأَبُو أُسَامَة والأشجعي وَعَبدَة بن سُلَيْمَان وَأَبُو أَحْمد الزبيرِي وَقبيصَة بن عقبَة وَيحيى بن آدم وعبيد الله بن مُوسَى وَأَبُو عَاصِم وَأَبُو دَاوُد الْجفْرِي وَمُحَمّد بن حميد المعمري وَأَبُو نعيم وَيزِيد بن زُرَيْع وَابْن وهب وروح بن عبَادَة وجعفر بن عون وَالْفِرْيَابِي وَعَمْرو بن مُحَمَّد العنقري وَمصْعَب بن الْمِقْدَام وَبشر بن السّري وَالْحُسَيْن بن حَفْص.
رجال صحيح مسلم - لأحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر ابن مَنْجُويَه.
سُفْيَان بن سعيد بن مَسْرُوق الثَّوْريّ أَبُو عبد الله الْكُوفِي
أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام
روى عَن أَبِيه وَزِيَاد بن علاقَة وحبِيب بن أبي ثَابت وَأَيوب وجعفر الصَّادِق وَخلق
وَعنهُ ابْن الْمُبَارك وَيحيى الْقطَّان وَخلق وَآخرهمْ موتا من الثِّقَات عَليّ ابْن الْجَعْد
قَالَ شُعْبَة وَغير وَاحِد سُفْيَان أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث
وَقَالَ ابْن الْمُبَارك كتبت عَن ألف وَمِائَة شيخ مَا كتبت عَن أفضل من سُفْيَان
وَقَالَ ابْن مهْدي مَا رَأَيْت أحفظ للْحَدِيث من الثَّوْريّ
وَقَالَ شُعْبَة إِن سُفْيَان سَاد النَّاس بِالْعلمِ والورع ولد سنة سبع وَتِسْعين وَمَات بِالْبَصْرَةِ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة
طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.
سُفْيَان بن سعيد الثَّوْريّ ذكر الصَّيْمَرِيّ عَن عَليّ بن مسْهر أَن سُفْيَان بن سعيد أَخذ عَنهُ علم أبي حنيفَة وَنسخ مِنْهُ كتبه وَكَانَ أَبُو حنيفَة ينهاه عَن ذَلِك ولد فى خلَافَة سُلَيْمَان بن عبد الْملك وَسمع مَنْصُور وَالْأَعْمَش وَغَيرهَا رورى عَنهُ شُعْبَة وَابْن عُيَيْنَة فى خلق قَالَ ابْن عُيَيْنَة ابْن عَبَّاس فى زَمَانه وَالشعْبِيّ فى زَمَانه وَالثَّوْري فى زَمَانه قَالَ عبد الرَّزَّاق بعث أَبُو جَعْفَر الخشابين حِين خرج إِلَى مَكَّة فَقَالَ إِن رَأَيْتُمْ سُفْيَان الثَّوْريّ فاصلبوه فجَاء النجارون فنصبوا الْخشب وَنُودِيَ سُفْيَان فَإِذا رَأسه فى حجر الفضيل بن غِيَاض وَرجله فى حجر ابْن عُيَيْنَة قَالَ فَقَالُوا يَا أَبَا عبد الله اتَّقِ الله وَلَا تشمت بِنَا الْأَعْدَاء قَالَ فَتقدم إِلَى الأستار فَأَخذهَا وَقَالَ بَرِئت مِنْهُ إِن دَخلهَا أَبُو جَعْفَر قَالَ فَمَاتَ قبل أَن يدْخل مَكَّة قَالَ قبيصَة رَأَيْت الثَّوْريّ فى الْمَنَام فَقلت مَا فعل الله بك فَقَالَ شعر ... نظرت إِلَى رَبِّي كفاحا فَقَالَ لي ... هَنِيئًا رضائ عَنْك يَا بن سعيد
لقد كنت قواما إِذا أظلم الدجى ... بعبرة مشتاق وقلب عميد
فدونك فاختر أَي قصرأردته ... وزرني فَإنَّك مِنْك غير بعيد ...
ولد سنة سبع وَتِسْعين وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَمِائَة وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة وروى لَهُ الشَّيْخَانِ
الجواهر المضية في طبقات الحنفية - عبد القادر بن محمد بن نصر الله القرشي محيي الدين الحنفي.
سفيان بن سعيد بن مسروق سفيان ، من بني ثور بن عبد مناة، من مضر، أبو عبد الله:
أمير المؤمنين في الحديث. كان سيد أهل زمانه في علوم الدين والتقوى. ولد ونشأ في الكوفة، وراوده المنصور العباسي على أن يلي الحكم، فأبى. وخرج من الكوفة (سنة 144 هـ فسكن مكة والمدينة. ثم طلبه المهدي، فتوارى. وانتقل إلى البصرة فمات فيها مستخفيا. له من الكتب (الجامع الكبير) و (الجامع الصغير) كلاهما في الحديث، وكتاب في (الفرائض) وكان آية في الحفظ. من كلامه: ما حفظت شيئا. فنسيته. ولابن الجوزي كتاب في مناقبه.
-الاعلام للزركلي-
له ترجمة في كتاب مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار - محمد بن حبان، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ).
أَبو عبد الله، سفيان بنُ سعيد بنِ مسروق بنِ حبيب رافع الثوريُّ الكوفيُّ.
كان إمامًا في علم الحديث وغيره من العلوم.
وأجمع الناس على دينه، وورعه، وزهده، وثقته، وهو أحد الأئمة المجتهدين، ويقال: إن الشيخ أبا القاسم الجنيد كان على مذهبه على اختلاف فيه.
قال سفيان بن عيينة: ما رأيت رجلًا أعلمَ بالحلال والحرام من سفيانَ الثوريِّ.
سمعَ الحديث من أبي إسحقَ السَّبيعيِّ، والأعمش، ومَنْ في طبقتهما، وسمع منه الأوزاعيُّ، وابن جريج، ومحمد بن إسحق، ومالك، وتلك الطبقة.
قال المسعودي: في "مروج الذهب": قال المهدي: اكتبوا عهده على قضاء الكوفة على ألا يعترض عليه في حكم، فكتب عهده، ودفع إليه، فأخذه وخرج، فرمى به في دجلة، وهرب، فطُلب في كل بلد فلم يوجد، ولما امتنع من قضاء الكوفة، وتولاه شريك بن عبد الله النخعي، قال الشاعر:
تَحَرَّزَ سفيانٌ وَفَرَّ بدينِهِ ... وأَمْسى شريكٌ مَرْصَدًا للدَّراهِمِ
وحكي عن أبي صالح شعيب بن حرب المدائني، وكان أحد السادة الأئمة الأكابر في الحفظ والدين: أنه قال: إنني لأحسب يجاء بسفيان الثوري في القيامة حجةً من الله على الخلق، يُقال لهم: لم تدركوا نبيكم - عليه أفضل الصلاة والسلام -، فلقد رأيتم سفيان الثوري، ألا اقتديتم به؟
مولده في سنة 95، وقيل: ست، وقيل: سبع وتسعين للهجرة، وتوفي بالبصرة سنة 161 متواريًا من السلطان، ودفن عشاء، ولم يُعقّب، والثوريُّ: نسبة إلى ثورِ بن عبد مناة، وثمَّ ثوريٌّ آخرُ من بني تميم، وثوريٌّ آخر بطن من همدان.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.