أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقرئ التميمي أبي بكر

أبي بكر بن مجاهد

تاريخ الولادة245 هـ
تاريخ الوفاة324 هـ
العمر79 سنة
مكان الولادةبغداد - العراق
مكان الوفاةبغداد - العراق
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق

نبذة

هو: أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي الحافظ الأستاذ البغدادي، شيخ الصنعة وشيخ القراء في عصره، والمقدم منهم على جميع أهل زمانه. نشأ «أبي بكر بن مجاهد» منذ نعومة أظافره على حفظ القرآن، وأكبّ إكبابا منقطع النظير على قراءات القرآن، وتفسيره، واعرابه، وروايات حروفه وطرقه، تساعده في ذلك حافظة واعية لا يرتسم فيها شيء الا يثبت وكأنما يحفر فيها حفرا، كما كان يساعده ذكاء نافذ ومعرفة واعية بالرواية والقراء.

الترجمة

 أبي بكر بن مجاهد
هو: أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي الحافظ الأستاذ البغدادي، شيخ الصنعة وشيخ القراء في عصره، والمقدم منهم على جميع أهل زمانه.
نشأ «أبي بكر بن مجاهد» منذ نعومة أظافره على حفظ القرآن، وأكبّ إكبابا منقطع النظير على قراءات القرآن، وتفسيره، واعرابه، وروايات حروفه وطرقه، تساعده في ذلك حافظة واعية لا يرتسم فيها شيء الا يثبت وكأنما يحفر فيها حفرا، كما كان يساعده ذكاء نافذ ومعرفة واعية بالرواية والقراء.
وقد مضى يختلف إلى شيوخ القراءات في عصره حتى أخذ عنهم جميعا، وكأنما تحولت حافظته سجلّا ضخما بجميع القراءات بطرقها ورواياتها الكثيرة. ومن أهم شيوخه «عبد الرحمن بن عبدوس» الثقة الضابط المحرر، تلميذ «أبي عمر الدوري» إذ يقول «ابن مجاهد»: قرأت على «ابن عبدوس» قراءة نافع من أول القرآن إلى خاتمته نحوا من عشرين ختمة.
ويذكر «ابن مجاهد» في مستهل حديثه عن «ابن كثير» وأسانيده لقراءته أنه قرأ بها على «قنبل» شيخ القراء بمكة المكرمة سنة مائتين وثمانية وسبعين للهجرة، مما يدل على أنه رحل لسماع القراءات إلى أمصارها في مكة المكرمة،
والمدينة المنورة، والكوفة والبصرة، ودمشق. وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على شدّة تعلق «ابن مجاهد» بجمع الروايات، وحفظ الطرق والقراءات.
ومن يتتبع شيوخ «ابن مجاهد» يجدهم بلغوا العشرات وكلهم من خيرة علماء علم القراءات وحسبي أن أشير هنا إلى بعض هؤلاء: منهم: محمد بن إسحاق أبي ربيعة، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير، وأحمد بن يحيى ثعلب، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وأحمد بن فرح، وإدريس بن عبد الكريم، والحسن بن العباس بن أبي مهران، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن أبي داود، وغير هؤلاء كثير.
وبعد أن تلقى «ابن مجاهد» جميع قراءات القرآن الكريم جلس للإقراء وتعليم المسلمين حروف القرآن الكريم. وفي هذا المعنى يقول عنه «ابن الجزري»:
وبعد صيت «ابن مجاهد» واشتهر أمره، وفاق نظراءه مع الدين والحفظ والخير، ولا أعلم أحدا من شيوخ القراءات أكثر تلاميذ منه، ولا بلغنا ازدحام الطلبة على أحد كازدحامهم عليه، حكى «ابن الأخرم»: أنه وصل إلى «بغداد» فرأى في حلقة «ابن مجاهد» نحوا من ثلاثمائة مصدّر . وقال «علي بن عمر» المقرئ: كان «ابن مجاهد» له في حلقته أربعة وثمانون خليفة يأخذون على الناس.
من هذا يتبين أن الذين تلقوا القرآن على «ابن مجاهد» وأخذوا عنه حروف القراءات عدد كثير أذكر منهم ما يلي: «إبراهيم بن أحمد الخطّاب، والحسن بن أحمد بن عبد الغفّار الفارسي، والحسن بن سعيد المطوعي، والحسين بن خالويه النحوي، والحسين بن محمد بن حبشي، وزيد بن علي، وعبد السلام بن بكّار، وعبد الله بن الحسين أبي أحمد السامري، وغير هؤلاء كثير. ويقول «الذهبي»:
آخر من روى السبعة لابن مجاهد «أبي اليمن الكندي» تفرد بعلوّ رواية الكتاب، عن «ابن توبة» عن «الصريفيني» عن «أبي حفص الكتّاني عنه» . كما أكبّ «ابن مجاهد» على دراسة الحديث النبوي الشريف، وحدث عن عدد كبير من علماء الحديث منهم: «عبد الله بن أيوب المخزومي، ومحمد بن عبد الله الزهيري، وزيد بن إسماعيل الصائغ، وسعدان بن نصر، وأحمد ابن منصور الرمادي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن سعد العوفي، وعباس الدوري، وأبي رفاعة العدوي»، وغيرهم كثير.
ولم يقتصر «ابن مجاهد» على تعليم القرآن وحروفه، بل تصدّر أيضا لرواية الحديث النبوي الشريف. ومن الذين رووا عنه: «أبي طاهر بن أبي هاشم، وأحمد بن عيسى، وأبي بكر الجعابي، وأبي القاسم بن النخاس، وأبي الحسين بن البوّاب، وأبي بكر بن شاذان، وطلحة بن محمد بن جعفر، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي حفص بن شاهين» وآخرون. بلغ «ابن مجاهد» القمّة في المجد وبعد الصيت، واحتل مكانة سامية مما استوجب ثناء العلماء عليه، وفي هذا يقول «الخطيب البغدادي»: كان «ابن مجاهد» ثقة، مأمونا، كتب إليّ «أبي طاهر محمد بن الحسين المعدّل» من الكوفة، عن «أحمد بن يحيى» النحوي، قال: في سنة ست وثمانين ومائتين، ما بقي في عصرنا هذا أحد أعلم بكتاب الله من «أبي بكر بن مجاهد» . وقال «أبي عمرو الداني»: فاق «ابن مجاه في عصره، سائر نظرائه من أهل صناعته، مع اتساع علمه، وبراعة فهمه، وصدق لهجته، وظهور نسكه .
توفي «ابن مجاهد» بعد حياة حافلة بتعليم القرآن، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام يوم الاربعاء في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة من الهجرة. ودفن في مقبرة له بباب البستان في الجانب الشرقي ببغداد، وصلّى عليه «الحسن بن عبد الله الهاشمي». رحم الله «ابن مجاهد» رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

 

أحمد بن موسى بن العباس التميمي، أبو بكر بن مجاهد:
كبير العلماء بالقراآت في عصره. من أهل بغداد. وكان حسن الأدب، رقيق الخلق، فطنا جوادا. له (كتاب القراآت الكبير) وكتاب (قراءة ابن كثير) و (قراءة أبي عمرو) و (قراءة عاصم) و (قراءة نافع) و (قراءة حمزة) و (قراءة الكسائي) و (قراءة ابن عامر) و (قراءة النبي صلى الله عليه وسلم) و (كتاب الياآت)
وكتاب (الهاآت).

-الاعلام للزركلي-

 

أَحْمد بن مُوسَى بن الْعَبَّاس بن مُجَاهِد المقرىء أَبِي بكر
شيخ الْقُرَّاء فى وقته ومصنف السَّبْعَة
ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ
سمع الرمادى وسعدان بن نصر وَمُحَمّد بن عبد الله المخرمى وَأَبا بكر الصغانى وَجَمَاعَة
قَرَأَ الْقُرْآن على قنبل وأبى الزَّعْرَاء بن عَبدُوس وَغَيرهمَا

روى عَنهُ الحَدِيث أَبُو حَفْص بن شاهين وَأَبُو بكر بن شَاذان والدارقطنى وَخلق
وَكَانَ ثِقَة مَأْمُونا قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن خلائق
قَالَ عبد الْوَاحِد بن أَبى هَاشم سَأَلَ رجل ابْن مُجَاهِد لم لَا تخْتَار لنَفسك حرفا يحمل عَنْك قَالَ نَحن إِلَى أَن نعمل أَنْفُسنَا فى حفظ مَا مضى عَلَيْهِ أَئِمَّتنَا أحْوج منا إِلَى اخْتِيَار حرف يقْرَأ بِهِ من بَعدنَا
وَقَالَ ثَعْلَب مَا بقى فى عصرنا أعلم بِكِتَاب الله من ابْن مُجَاهِد
وَعَن عبيد الله الزهرى قَالَ انتبه أبي فَقَالَ رَأَيْت يَا بنى كَأَن من يَقُول مَاتَ مقوم وحى الله فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذا بِابْن مُجَاهِد قد مَاتَ
وَقَالَ أَبُو عَمْرو الدانى فاق ابْن مُجَاهِد فى عصره سَائِر نظاره من أهل صناعته مَعَ اتساع علمه وبراعة فهمه وَصدق لهجته وَظُهُور نُسكه
توفى سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة
وَمن كَلَامه وفوائده
قَالَ من قَرَأَ لأبى عَمْرو وتمذهب للشافعى واتجر فى الْبَز وروى شعر ابْن المعتز فقد كمل ظرفه
قيل إِن ابْن مُجَاهِد قَالَ للشَّيْخ أَبى بكر الشبلى رضى الله عَنهُ أَيْن فِي الْعلم إِفْسَاد مَا ينْتَفع بِهِ
قَالَ لَهُ فَأَيْنَ قَوْله {فَطَفِقَ مسحا بِالسوقِ والأعناق} وَلَكِن أَيْن مَعَك يَا مقرىء فى الْقُرْآن الْمُحب لَا يعذب حَبِيبه
فَسكت قَالَ الشبلى قَوْله تَعَالَى {وَقَالَت الْيَهُود وَالنَّصَارَى نَحن أَبنَاء الله وأحباؤه}

طبقات الشافعية الكبرى للإمام السبكي

 

 

ابن مجاهد :
الإِمَامُ المُقْرِئُ المُحَدِّثُ النَّحْويُّ، شَيْخُ المقرِئين، أبي بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى بنِ العَبَّاسِ بنِ مُجَاهِدٍ البَغْدَادِيُّ. مُصَنِّفُ كِتَابِ "السَّبْعَةِ".
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَسَمِعَ مِنْ: سَعْدَان بنِ نَصْرٍ، وَالرَّمَادِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ إسحاق الصاغاني، وعبد الله ابن مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ وَطَبَقَتِهِم.
تَلاَ عَلَى قُنْبُل، وَأَبِي الزَّعْرَاء بنِ عَبْدُوس وَأَخَذَ الحُرُوْفَ عَرْضاً عَنْ طَائِفَة، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عِلْم هَذَا الشَّأْنِ وتصدر مدة.
وقرأَ عَلَيْهِ خَلْقٌ كَثِيْرٌ: مِنْهُم عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَبِي هَاشِمٍ، وَأبي عِيْسَى بَكَّار، وَالحَسَن المُطَّوِّعِيّ، وَأبي بَكْرٍ الشَّذَائِي، وَأبي الفَرَجِ الشَّنَبُوذِيُّ، وَأبي أَحْمَدَ السَّامَرِّي، وَأبي عَلِيٍّ بنُ حَبَش، وَأبي الحُسَيْنِ عُبَيْد اللهِ بن البَوّاب، وَمَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدٍ القَزَّاز.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ شَاهِيْنٍ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَأبي بَكْر بنُ شَاذَانَ، وَأبي حَفْصٍ الكَتَّانِيُّ، وَأبي مُسْلِم الكَاتِبُ وَعِدَّةٌ.
قَالَ أبي عَمْرٍو الدَّانِيُّ: فَاق ابْنُ مُجَاهِد سَائِر نَظَائِرِهِ مَعَ اتسَاعِ علْمه، وَبَرَاعَة فَهمه، وَصِدْق لهْجَته، وَظُهُور نُسكه.
تصدَّر فِي حَيَاة مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الكِسَائِيّ.
قَالَ ابْنُ أَبِي هَاشِم: قَالَ رَجُلٌ لاِبْنِ مُجَاهِد: لمَ لاَ تختَار لِنَفْسِك حَرْفاً؟ قَالَ: نَحْنُ إِلَى أَنْ تَعْمَلَ أَنفُسنَا فِي حِفْظِ مَا مَضَى عَلَيْهِ أَئمَّتُنَا، أَحْوَجُ مِنَّا إِلَى اخْتِيَار.
وَقِيْلَ: كَانَ ابْنُ مُجَاهِدٍ صَاحِبَ لُطف وَظَرْف يُجِيْدُ مَعْرِفَةَ الموسيقَى.
وَكَانَ فِي حَلْقته مِنَ الَّذِيْنَ يَأْخذُوْنَ عَلَى النَّاسِ أَرْبَعَةٌ وَثَمَانُوْنَ مُقْرِئاً.
تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أربع وعشرين وثلاث مائة.
سَمِعْتُ كِتَابَهُ بِإِسْنَادٍ عَالٍ.
وَمَاتَ مَعَ ابْنِ مُجَاهِد، عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُبشِّرٍ الوَاسِطِيُّ، وَأبي الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الأَشْعَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَافِظ بَقِيِّ بنِ مَخلْدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ الرَّبِيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ الجِيزيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بن محمد بن نصر المديني.

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي

 

أَحْمد بن مُوسَى [245 - 324] )
ابْن الْعَبَّاس بن مُجَاهِد، أَبُو بكر الْمُقْرِئ.
إِمَام الْقُرَّاء فِي وقته وَبعده، والمقدم فِي علم الْقُرْآن ومعارفه.
وَسمع الحَدِيث، وَحدث بِهِ عَن: عبد الله بن أَيُّوب المخرمي، وسعدان بن نصر، والرمادي، والصغاني، وعباس الدوري، وَخلق كثير من طبقتهم وَمِمَّنْ بعدهمْ.
وَمِمَّنْ روى عَنهُ غير وَاحِد من الْأَعْلَام: كالدارقطني، والجعابي، وَابْن شاهين، وَأبي طَاهِر ابْن أبي هَاشم، وَغَيرهم.
قَالَ الْخَطِيب: وَكَانَ ثِقَة مَأْمُونا، يسكن الْجَانِب الشَّرْقِي، وَذكر بِإِسْنَادِهِ عَن أبي الْعَبَّاس ثَعْلَب أَنه قَالَ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ومئتين: مَا بَقِي فِي عصرنا هَذَا أحد أعلم بِكِتَاب الله تَعَالَى من أبي بكر ابْن مُجَاهِد.

وَكَانَ - رَحمَه الله - من أهل الظّرْف، قد جَاءَ عَنهُ فِي ذَلِك أَشْيَاء، وَخرج يَوْمًا فَقَالَ: من قَرَأَ بِقِرَاءَة أبي عَمْرو، وتمذهب بِمذهب الشَّافِعِي، واتجر بالبز، وروى من شعر ابْن المعتز؛ فقد كمل ظرفه.
وَفِي رِوَايَة: وتفقه بِفقه الشَّافِعِي، وَلَيْسَ فِيهَا الْبَز وَالشعر، كَأَنَّهُ كَانَ يتَكَرَّر هَذَا الْكَلَام مِنْهُ على وُجُوه مُتعَدِّدَة.
وروى الْخَطِيب بِإِسْنَادِهِ عَن أبي الْفضل الزُّهْرِيّ قَالَ: انتبه أبي فِي اللَّيْلَة الَّتِي مَاتَ فِيهَا أَبُو بكر ابْن مُجَاهِد الْمُقْرِئ، فَقَالَ: يَا بني، ترى من مَاتَ اللَّيْلَة؟ فَإِنِّي قد رَأَيْت فِي مَنَامِي كَأَن قَائِلا يَقُول: مَاتَ اللَّيْلَة مقوم وَحي الله عز وَجل مُنْذُ خمسين سنة، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذا ابْن مُجَاهِد قد مَاتَ.
وَعَن أبي عَليّ عِيسَى بن مُحَمَّد الطوماري قَالَ: رَأَيْت أَبَا بكر ابْن مُجَاهِد فِي النّوم كَأَنَّهُ يقْرَأ، وَكَأَنِّي أَقُول لَهُ: يَا سَيِّدي، أَنْت ميت، وتقرأ؟ ! وَكَأَنَّهُ يَقُول لي: كنت أَدْعُو فِي دبر كل صَلَاة، وَعند ختم الْقُرْآن أَن يَجْعَلنِي مِمَّن يقْرَأ فِي قَبره، فَأَنا مِمَّن يقْرَأ فِي قَبره رَضِي الله عَنهُ.
مَاتَ رَحمَه الله فِي شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وَثَلَاث مئة بِبَغْدَاد.

قَالَ الْخَطِيب: حَدثنِي الْأَزْهَرِي قَالَ: سَمِعت عِيسَى بن عَليّ بن عِيسَى الْوَزير يَقُول: أتيت أَبَا بكر ابْن مُجَاهِد عَائِدًا، وَأطَال عِنْده قوم حَضَرُوا لعيادته، فَقَالَ لي: يَا أَبَا الْقَاسِم، عِيَادَة ثمَّ مَاذَا؟ فصرف من حضر، وهممت بالانصراف، فَأمرنِي بِالرُّجُوعِ إِلَيْهِ، ثمَّ أَنْشدني عَن مُحَمَّد بن الجهم:
(لَا تفجرن مَرِيضا جِئْت عائده ... إِن العيادة يَوْم إِثْر يَوْمَيْنِ)

(بل سَله عَن حَاله وادع الْإِلَه لَهُ ... واقعد بِقدر فوَاق بَين حلبين)

(من زار غبا أَخا دَامَت مودته ... وَكَانَ ذَاك صلاحا للخليلين)

قلت: قَوْله: بَين حلبين، أَي: بَين الشخبين، لَا بَين سَاعَتِي الْحَلب.

-طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح-

 

الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن موسى بن عباس بن مجاهد البَغْدادي المُقْرئ، المتوفى بها في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، عن ثمانين سنة.
كان إمام القراءة في وقته وبعده. قرأ على قُنبل وأبي الزعراء وأخذ عنه ابن كثير وغيره. وصنَّف "كتاب القراء السبعة" و"كتاب الشّاذة" وهو أول مسبع، ثم اقتفى القراء أثره وفاق على أقرانه، مع اتساع علمه وبراعة فهمه.
حدّث عن سعدان بن نصر وأَحمد الرَّمَادي وأبي بكر الصغَّاني وعباس الدُّوري. وعنه ابن شَاذَان والدارقطني وابن شاهين وخلق. وتصدر للإقراء، فازدحم الناس عليه. ذكره الداني وابن الأثير.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.