محمد بن مصطفى بن يوسف بن علي الطنطاوي
تاريخ الولادة | 1241 هـ |
تاريخ الوفاة | 1306 هـ |
العمر | 65 سنة |
مكان الولادة | طنطا - مصر |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
- سعيد الخالدي الدمشقي الشاذلي
- محمد عطا الله بن إبراهيم بن ياسين الكسم
- محمد سعيد بن قاسم بن صالح الحلاق القاسمي
- محمد صالح بن أحمد بن سعيد المنير الشافعي الدمشقي
- سليم بن محمد بن يوسف بن حسن بن يوسف سمارة
- بهاء الدين محمد بن عبد الغني بن حسن البيطار
- بكري بن عبد الغني بن أحمد البغال الدمشقي
- إسماعيل بن عبد الغني بن طالب الميداني
- أحمد بن محي الدين بن مصطفى الإغريسي الجزائري
- أحمد بن عبد الله بن سعيد الحلبي
- أحمد بن محمد بن عبد الله الخاني الخالدي النقشبندي
- عبد الباقي بن محمد السعيد بن محيي الدين
- محمود بن محمد بن حسن البيطار
- محمد بن محمد الجديني
- رضا بن أحمد بن عبد الله بن سعيد الحلبي
نبذة
الترجمة
العلامة الجليل المتمكن الشيخ محمد بن مصطفى بن يوسف بن علي الطنطاوي الأزهري الشافعي الحسيني الدمشقي: العلامة المتفنن المتقن الفلكي.
ولد بطنطا، لكن قد وقع التدافع بين المترجمين له في سنة مولده ، فجعله زكي مجاهد من مواليد سنة أربعين وثلاث مئة وألف، وجعله الدهلوي من مواليد سنة إحدى وأربعين، وجعله القاسمي من مواليد سنة ثلاثين ، ولعله الأقرب للصواب ، فقد نقله القاسمي في: (تعطير المشام سماعا من الشيخ عبد القادر وقد تلقى العلم أول ما تلقى في الجامع الأحمدي ، فهو من أعيان خريجي ذلك المعهد العريق ، وسافر إلى حلب ودمشق في صباه ، سنة 1255ه، فأقام خمس سنوات ، وقرأ على علمائها، ثم عاد إلى مصر سنة 1260ه، وحضر في الأزهر مدة خمس سنوات على كبار شيوخه ، کالبرهان الباجوري ، والبرهان السقا، والخضري صاحب الحاشية، ومصطفى المبلط ، والبلتاني، وعليش، قال العلامة عبد الستار الدهلوي في: (فيض الملك): (حتى أزهر به الأزهر).
ورجع إلى دمشق سنة1265ه. فبرع في علوم الفلك وغيرها ، وسمع صحيح البخاري من أوله إلى آخره من الأمير عبد القادر الجزائري في مدرسة دار الحديث الأشرفية.
وصنف كتبا مختصرة، منها (دیباجة لطيفة لبيان كيفية العمل بالجدولین)، مخطوط في الظاهرية ، و (مقدمة في بيان العمل بالجداول) مخطوط فيها أيضا، وتعاليق و حواش على أكثر الكتب التي درسها ، قال أحمد بك الحسيني: (وله تعليقات على جل الكتب التي تدرس في الأزهر من الشروح والحواشي، لو جمعت لبلغت مجلدات) .
وقد توفي يوم الأربعاء، سلخ ربيع الثاني ، سنة 1306 ه ودفن بمقبرة الباب الصغير ، بجوار سیدنا بلال.
أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.
محمد بن مصطفى بن يوسف بن علي الطنطاوي:
فلكي مصري، من الشافعية. ولد بطنطا وسافر إلى حلب ودمشق في صباه (سنة 1255 هـ فأقام خمس سنوات. وقرأ على علمائها ثم عاد إلى مصر وقرأ في الأزهر خمس سنوات. ورجع إلى دمشق (1265 هـ فبرع في علوم الفلك وغيرها
وصنف كتبا مختصرة، منها (ديباجة لطيفة لبيان كيفية العمل بالجدولين - خ) في الظاهرية، و (مقدمة في بيان العمل بالجداول - خ) فيها أيضا، وتعاليق وحواش على أكثر الكتب التي درّسها .
-الاعلام للزركلي-
الشيخ محمد بن الشيخ مصطفى بن الشيخ يوسف بن الشيخ علي الطنطاوي الأزهري
إنسان طرف الفضل ومقلة مآقيه، وفارع هضبة البيان وراقي مراقيه، زرت على الفضل أطوافه: وما اهتاجت إلا للكمال أشواقه، ترقى في معارج العلوم إلى أن استوى على عرش المنطوق والمفهوم، فلا ريب أنه في النباهة آية، لم تفته من مطالبه غاية، فكل خاطر ينفد إلا خاطره، وكل سحاب ينفد إلا سحاب يسح من فكره ماطره. تحلى بالصيانة والزهد، وبذل في الإقبال على الديانة الجهد، أن أطلق لسانه في التقرير والبيان، تذكرت قول حجة الإسلام: ليس في الإمكان، وإن جلس في مجلس عمه السرور، وخاله الحاضرون أنه من اللطف والرقة مفطور. له من النباهة مكان مكين، يطلع له من كل ناحية على جيش البلاغة كمين، ومع وقاره الذي يعرف، يبدو له من النكات ما يستملح ويستطرف.
ولد في طنطا سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف، ومات أبيه وعمره أربع سنين، وماتت أمه وعمره ست سنين، وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، على الشيخ محمد الشبرويشي، ثم دخل جامع السيد البدوي للطلب، فقرأ على السيد محمد أبي النجا المشهور صاحب الحاشية والشيخ عبد الوهاب بركات والشيخ علي حمزة مدة، وانتفع بهم وأجازوه بالإجازة العامة، ثم سافر مع أخيه الأكبر إلى بلاد الروم وبلاد الترك، ثم دخل حلب وقرأ على الشيخ أحمد الترمنيني وغيره، وأجازوه، ثم رحل إلى الشام سنة ألف ومائتين وخمس وخمسين، وقرأ على الشيخ سعيد الحلبي والشيخ عبد الرحمن الطيبي والشيخ عبد الرحمن الكزبري، وأخذ طريقة النقشية على المرشد الكامل الشيخ محمد الخاني الخالدي، فانتفع به حتى صار إذا ذهب إلى مكان يجعله خليفة عنه، ثم إنه في سنة ألف ومائتين وستين عاد إلى مصر، ودخل الجامع الأزهر، وانقطع للطلب بهمة وجد واجتهاد، فقرأ على شيخ الأوان الشيخ إبراهيم الباجوري والشيخ إبراهيم السقا والشيخ عليش المغربي والشيخ مصطفى البلتاني والشيخ مصطفى المبلط والشيخ محمد الخضري، وأكثر قراءته عليه في العلوم الغريبة كالميقات والفلك والجبر والمقابلة، إلى أن صار إماماً في العلوم العقلية والنقلية، مع شدة ذكائه وحفظه، ثم رجع إلى الشام واستوطن دمشق في محلة الميدان سنة ألف ومائتين وخمس وستين، وجلس في حجرة في جامع سيدنا صهيب الرومي، فأقبل عليه الطلبة، ولم يزل يقرئ الطالبين إلى سنة ألف ومائتين واثنتين وسبعين، توفي والدي فحضرت عنده في دروسه كلها، ولم أزل أقرأ عليه إلى سنة ألف ومائتين وثمان وسبعين.
رحل المترجم المرقوم إلى داخل البلد بأمر حضرة الأمير السيد عبد القادر الجزائري، فاستأجر له داراً وعين له معاشاً، وأرسل إليه جميع أولاده للقراءة عنده، فكان يقرؤهم ويقرئ غيرهم في حجرته في مدرسة البدرقية، وكان مع ذلك يشتغل بحساب جداول مما يتعلق بالجيوب وغيرها، مما له تعلق بعلم الفلك والميقات والربع المقنطر والمجيب والاسطرلاب، وقد قرأت عليه جملة رسائل مما يتعلق بذلك.
وفي سنة ألف ومائتين وتسعين حصل خلل في بسيطة منارة جامع بني أمية المسماة بمأذنة العروس، فحسب المترجم سائر أعمالها وجعل لها جداول بعدة الأعمال، ورسم غيرها وأزالها، ووضع بسيطته في مكانها، وكنت في معيته حين رسمها من ابتدائها إلى انتهائها. وله أيضاً رسالة حسبها في رسم الربع المقنطر، لعرض دمشق لحل وقد رسمت عدة أرباع على حسابها. والحاصل أنه في كل علم عمدة ولكل مشكلة عدة، رقيق القلب رحيم، سخي الكف كريم، غير أن دهره قد عانده وعاكسه في آخر أمره وما ساعده، وهذا من دأبه مع أهل الفضائل، وذوي المآثر والشمائل، إلا أن المترجم يقابل ذلك بالتسليم والرضى، ويعلم أن ذلك مما جرى به القدر والقضاء. ومن نظمه في مديح راشد باشا والي ولاية سورية لأمر اقتضى ذلك:
أضحت دمشق ببهجة ومسرة ... تزهو على كل البلاد بنضرة
تهفو القلوب إلى محاسنها التي ... خصت بها من بين كل مدينة
وغدت تطاول كل قطر بالذي ... حازته من مخزون أعلى رتبة
فأقرت الأقطار طراً أنها ... من بينها خصت بكل فضيلة
وبلاد سوريا اكتست من حسنها ... حللاً فعمت أهلها بمسرة
لا تعجبوا والي حماها راشد ... بل مرشد والرشد أعلى خلة
ومحمدي الخلق وهو محمد ... ولذاته كل القلوب أحبت
أحيا بها العدل الذي يا طالما ... تاقت له كل النفوس وحنت
والأمن قد عم الأنام جميعهم ... فتقلدوا منه بأوفى منة
شهم تهاب الأسد سطوته فما ... أبقى لأهل الشر أدنى شوكة
وبحلمه وسع البرية كلها ... وله على الأعداء أعظم سطوة
متهلل بالبشر تلقاه وقد ... ملئت قلوب الحلق منه بهيبة
ورث المكارم كابراً عن كابر ... متحلياً منها بأعظم حلية
سحبان عند بيانه هو باقل ... والبحر عند نداه أصغر قطرة
لا عيب فيه غير أن نزيله ... لا ينثني إلا بأعظم غبطة
لما خشيت الظلم لذت ببابه ... فظفرت من عدل بأعلى بغية
وحباني من إكرامه ببشاشة ... ولطافة من غير سابق عرفة
فأخذت في شكري لأنعمه فما ... أديت شكراً واجباً للنعمة
فعلمت أني لا أطيق سوى الدعا ... لجنابه كيما أفوز بسنة
فأقول يا رب العباد أدم له ... عزاً وجنبه لكل كريهة
وافسح لنا في عمره يا ربنا ... وانله ما يرجوه من أمنية
فإليك يا رب البيان قصيدة ... بصفاتكم جملت وإن تك قلت
نرجو القبول تفضلاً وتكرماً ... والعفو عن تقصيرها بالمرة
أبقاك ربي سالماً كل المدى ... ما غرد القمري فوق الأيكة
ومحمد الطنطاوي أنشأ قائلا ... أضحت دمشق ببهجة ومسرة
وله قصائد كثيرة وتقيدات شهيرة، لا يحسن استقصاؤها للخروج عن المطلوب من الاختصار، وكذلك لو أردت أن أذكر عفته وتفصيل تعيين الحكومة له مقادير من المعاش ولم يقبلها ورعاً وزهداً، لأدى المقام إلى الخروج عن المرام. وفي سنة خمس وثلاثمائة وألف رسم بسيطة في ميدان دمشق الشام في جامع الدقاق المعروف بكريم الدين إلا أن البسيطة التي في جامع بني أمية كان حسابها على الأفق الحقيقي، وأما هذه الثانية فإنها على الأفق المرئي، فلذلك كانت الثانية أحسن من الأولى، لأنها لا تحتاج إلى الالتفات لدقائق الاختلاف، وتم عملها ورسمها وحفرها، وصنع لها مكان في المنارة لوضعها فيه في أول برج الجدي، فعاجله المرض قبل ذلك، وتوفي غرة جمادى الأولى عام ألف وثلاثمائة وستة، ودفن في تربة باب الصغير قرب مدفن سيدنا بلال من جهة الغرب، ولم يتخلف عن جنازته إلا ما ندر من السوقة والأخيار والأعيان، سقى الله ثراه صبيب الرحمة والغفران، وبعد موته بقليل قد وضعت في مكانها، والأوقات تستفاد منها بغاية الضبط، جزاه الله خيراً وأعظم له منة وأجراً.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.