عدنان كامل سرميني

تاريخ الولادة1349 هـ
تاريخ الوفاة1436 هـ
العمر87 سنة
مكان الولادةحلب - سوريا
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • جدة - الحجاز
  • حلب - سوريا

نبذة

نبذة مختصرة عن حياة فضيلة الشيخ الدكتور عدنان كامل سرميني رحمه الله تعالى رحمة واسعة: ولد الشيخ في مدينة حلب، سنة: تسع وأربعين وثلاثمئة وألف للهجرة، والموافقة لعام: ثلاثين وتسعمئة وألف للميلاد، ونشأ في أسرةٍ علمية وبيئةٍ صالحة، فأسرة السرميني من الأسر العلمية الشهيرة بحلب.

الترجمة

نبذة مختصرة عن حياة فضيلة الشيخ الدكتور عدنان كامل سرميني رحمه الله تعالى رحمة واسعة
ولد الشيخ في مدينة حلب، سنة: تسع وأربعين وثلاثمئة وألف للهجرة، والموافقة لعام: ثلاثين وتسعمئة وألف للميلاد، ونشأ في أسرةٍ علمية وبيئةٍ صالحة، فأسرة السرميني من الأسر العلمية الشهيرة بحلب، توارثت العلم الشرعي كابراً عن كابر، ووالده العالم المربي الشيخ محمد كامل السرميني الذي أمضى جلّ حياته إماماً وخطيباً لجامع (البهرمية) بحلب، وكان له الأثر الكبير في مجتمعه.
تلقى الشيخ تعليمه الابتدائي في إحدى المدارس الابتدائية الرسمية في حلب، ولما بلغ من العمر ما يؤهله لدخول المدرسة الشرعية انتسب إلى المدرسة (الخسروية) ـ الثانوية الشرعية ـ وفي هذه المدرسة، التقى جلّ شيوخه الذين تأثر بهم في حياته العلمية والدعوية، وحفظ لهم هذا الفضل عليه، فكان لا يذكرهم إلا بكل إجلال وتوقير، وقد أخذ عنهم مختلف العلوم الشرعية والعربية، وبعض العلوم الكونية، ومن هؤلاء العلماء: العلامة الشيخ محمد راغب الطباخ، والمقرئ الشيخ محمد نجيب خياطة، والشيخ محمد أسعد العبه جي، مفتي الشافعية بحلب، والفقيه الشيخ محمد السلقيني، والشيخ مصطفى الزرقا، والشيخ محمد أبو الخير زين العابدين، والشيخ عبد الله حماد، والشيخ أمين الله عيروض، والشيخ عبد الوهاب سكر، والشيخ محمد ناجي أبو صالح، والفقيه الشيخ محمد الملاح، والمفتي الشيخ محمد الحكيم، والمفتي الشيخ محمد بلنكو ، وغيرهم من علماء حلب الكبار، وتابع الشيخ دراسته في هذه المدرسة المباركة، إلى أن تخرج فيها، حاملاً شهادتها الثانوية الشرعية، عام 1948م.
وفي هذه المرحلة من حياته كان الشيخ المترجم يحضر دروس كبار علماء حلب، من أمثال الشيخ: محمد نجيب سراج الدين، والشيخ أحمد الشماع، والشيخ محمد سعيد الإدلبي بالإضافة لدروس والده الشيخ كامل سرميني، وبعد تخرجه في المدرسة (الخسروية)، انتسب إلى كلية الحقوق في الجامعة السورية بدمشق سنة: 1949م، ثم التحق بكلية الشريعة بجامعة الأزهر سنة: 1951م، حيث تمّ ابتعاثه في منحة دراسية، فجمع في دراسته بين كلية الحقوق بدمشق، وكلية الشريعة بمصر في آن واحد، وتابع الشيخ دراسته في كلتا الجامعتين إلى أن تخرَّج في كلية الحقوق، سنة: 1952م، وفي كلية الشريعة سنة 1954م، حيث درس فيها ثلاث سنوات، وأُعفي من سنة دراسية، لدارسته الشريعة السابقة بعد إجراء اختبار له، نجح فيه بتفوق، وبعد تخرجه في كلية الشريعة، انتسب إلى قسم تخصّص التدريس (دبلوم التربية) في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وتخرَّج فيه سنة: 1955م، وفي مصر لم يكن الشيخ المترجم ينقطع عن مجالس العلم وحلقاته، إذ كان لا ينقطع عن حضور الندوات الدينية لعلماء الدعوة، مثل: الشيخ عبد الحكيم عابدين والشيخ فريد عبد الخالق، وغيرهما من العلماء مصر. 
عاد الشيخ إلى موطنه حلب، موقراً بما حصله من معارف شرعية وقانونية وتربوية، وراح يعمل على نشر هذه العلوم بين طلابه، فعمل مدرساً لمادة التربية الإسلامية في كثير ثانويات حلب، كثانوية الكواكبي، والغزالي، والثانوية العلمية، والمعهد العربي الإسلامي، ودار المعلمات، والثانوية التجارية للبنات. 
وكان لمنهجه في الدعوة إلى الله وإخلاصه في العمل له الأثر الواضح في نفوس طلابه وطالباته، وما يزال الكثيرون منهم يذكرونه بالإجلال والتقدير، وكان يعمل على إحداث مسجد في كل مدرسة ينتقل إليها، فإذا لم يستطع تأمين غرفة لجعلها مسجداً، صلى في ساحة المدرسة مع طلابه، فيضطر مدير المدرسة لتأمين غرفة ليجعلها الشيخ مسجدا.
ومع انشغال الشيخ بنشر العلم، والدعوة إلى الله، لم ينقطع عن طلب العلم الشرعي وقراءة كتبه، فقد كان له مجلس خاص مع رفاقه الذين درس معهم في الأزهر، يقرؤون كتاباً محدداً و يدرسونه ، فإذا انتهوا منه انتقلوا لقراءة غيره من الكتب العلمية، وفي هذه المرحلة من حياة الشيخ المترجم التقى بالشيخ عبد القادر عيسى ، الذي كان في ذلك الوقت شيخ (الطريقة الشاذلية) في حلب، وقد ذاع صيته وانتشرت دعوته التي انطلق بها من (جامع العادلية)، وكان الشيخ عدنان سرميني وأخوه الشيخ هشام ملازمين للشيخ عبد القادر ملازمة الظل، لا ينقطعان عن مجلس من مجالسه، حتى إن الشيخ عبد القادر عندما ألف كتابه (حقائق عن التصوف)، ظن بعض المتابعين أنّ الشيخ عدنان سرميني، هو من ألف هذا الكتاب، ونسبه إلى الشيخ عبد القادر 
في عام 1970 م أعير الشيخ إلى المملكة العربية السعودية مدرساً للتربية الإسلامية، ودرَّس في مدارس الثغر)، وبعد عام واحد انتقل إلى مدارس (الفلاح)، في مدينة (جدة)، واستمر مدرساً فيها ثلاثين عاماً، اهتم بتعليم الطلاب وتربيتهم، وعاملهم معاملة الأب لأبنائه، وتخرج على يديه مئات الطلاب، وأسس حلقات تحفيظ القرآن الكريم في مدارس الفلاح، وقام بإصلاح مسجد المدرسة القديم، وإعداده لاستيعاب أكثر طلاب المدرسة، واهتمَّ بالنشاط الصيفي، وكانت الدورات الصيفية التي تعقد في تلك المدرسة من أنجح الدورات وأكثرها عطاءاً
لم يتوقف الشيخ عن متابعة طلبه العلم، رغم عمله المتواصل في تعليم طلبته وتحفيظ القرآن الكريم، فانتسب إلى كلية الشريعة بجامعة الأزهر، وحصل منها على درجة (الماجستير) وذلك عن رسالته (حجية الإجماع)، بإشراف الدكتور محمد الخضراوي. سنة 1398هـ 
كما حصل منها على درجة (الدكتوراه) في أصول الفقه، سنة 1409هـ عن رسالته: (مقدمة الواجب وحرمة نقيضه)، بإشراف الدكتور: محمد السعيد عبد ربه، ونال في كليتيهما درجة الامتياز.
عمل الشيخ خطيباً في مسجد (الفتيحي) في (جدة) لأكثر من 20 سنة، كانت خُطَبُهُ دروساً عمليَّةً لفهم الإسلام، وبعد الصلاة يجلس للإجابة على أسئلة المصلين، وكانت له بعد صلاة الفجر من كلّ يوم حلقة علمية خصصها لتفسير القرآن الكريم، وكانت سهراته مع إخوانه وأحبابه لا تنقطع، فكانت له سهرة كل أسبوعين مع محبيه من بلدته حلب، يحدثهم على الصفاء الروحي وتهذيب النفس، وبعد أن أمضى الشيخ أكثر من عشرين عاماً في الدعوة والتعليم ونشر العلم في مدينة (جدة )انتقل إلى المدينة المنورة مجاوراً منذ سنة 1423 بعد تفرغه من العمل الوظيفي. وبعد سنواتٍ من مجاورته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، اختار أن يعود إلى بلده حلب، ويقيم فيها إقامة دائمة، وسكن في منزل قريب من مسجد عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وكان بيته مزاراً لأسرته وأهله وأحبته وطلابه. 
طيب القلب، رقيق الحاشية، كريم النفس، آلف مألوف، دائم الابتسامة هادئ، رزين، محب لطلابه، يشجعهم ويثني عليهم. 
طويل القامة، عظيم اللحية، أسمر البشرة، مهاب، يزين رأسه بعمامة بيضاء لفت على (طربوش أحمر) استبدلها بعمامة بيضاء على قلنسوة بيضاء، ثمً ترك العمامة عندما هاجر إلى المملكة العربية السعودية واكتفى بالمنديل فوق القلنسوة 
بقي الشيخ على صفاته وأخلاقه إلى أن أدركته الوفاة في حلب، بعد مرض تلقاه بالرضى والصبر، وذلك صباح يوم الثلاثاء الواقع في الخامس من شهر جمادى الأول، سنة: ست وثلاثين وأربعمئة وألف للهجرة، والموافق للرابع والعشرين من شباط، عام: خمسة عشر وألفين للميلاد، ودفن في حلب.
رحمه الله تعالى رحمة واسعة.