الشَّيْخُ العَالِمُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ المُعَمَّرُ مُسْنِدُ المَغْرِبِ أَبُو الحُسَيْن أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قَاسِمٍ، ابْنُ السَّرَّاجِ الأَنْصَارِيُّ، الإِشْبِيْلِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: خَالِهِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ خَيْرٍ، وَالحَافِظِ أَبِي القَاسِمِ بنِ بَشْكُوَالَ، وَعَبْدِ الحَقِّ بنِ بُوْنُهْ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ زَرْقُوْنَ، وَحَدَّثَ عَنْهُم، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ الجَدِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، وَأَبِي القَاسِمِ الشَّرَّاطِ، وَأَبِي زَيْدٍ السُّهَيْلِيِّ، وَأَكْثَرَ عَنِ السُّهَيْلِيِّ، فَسَمِعَ مِنْهُ "المُوَطَّأَ"، وَ"صَحِيْحَ مُسْلِمٍ"، وَ"الرَّوْضَ الأُنُفَ"، وَرَوَى الكَثِيْرَ، وَتَفَرَّدَ، وَصَارَتِ الرِّحلَةُ إِلَيْهِ بِالمَغْرِبِ، وَحَمَلَ عَنْهُ الحُفَّاظُ.
قَالَ ابْنُ السَّرَّاج فِي بَرْنَامَجِهِ: لَقِيتُ ابْنُ بَشْكُوَالَ بقُرْطُبَةَ: وَسَمِعْتُ مِنْهُ عِدَّةَ دَوَاوِيْنَ مِنْهَا "تَفْسِيْرُ النَّسَائِيِّ" بِسَمَاعِه مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنُ عتَّاب، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ القَابِسِيِّ عَنْ حَمْزَةَ الكِنَانِيِّ، عَنْهُ، وَكِتَابُ "الصِّلَةِ" لَهُ، وَأَشيَاءُ.
قُلْتُ: كَانَ مُوَثَّقاً، فَاضِلاً. وَمِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ يَحْيَى بنُ الحَاج المَعَافِرِيُّ، سَمِعَ مِنْهُ "الرَّوْضَ الأُنُفَ"، فَسَمِعَهُ مِنْهُ فِي سَنَةِ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَسَبْعِ مائَةٍ ابْنُ جَابِرٍ الوَادِيَاشِيُّ.
تُوُفِّيَ ابْنُ السَّرَّاجِ بِبجَايَةَ، فِي سَابِعِ صَفْرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ سَبْعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً.
وَفِيْهَا مَاتَ: المَجْدُ أَحْمَدُ بنُ أبي عَلِيٍّ الإِرْبِلِيُّ نَحْوِيُّ دِمَشْقَ، وَالمُحَدِّثُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ تَامِتِّيت اللَّوَاتِيُّ الفَاسِيُّ بِمِصْرَ، وَواقفُ الصَّدْرِيَّةِ صَدْرُ الدِّيْنِ أَسَعْدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ المُنَجَّى، وَصَاحِبُ الرُّوْمِ عَلاَءُ الدِّيْنِ كيقباذ بن كيخسرو، وَصَاحِبُ المَوْصِلِ بَدْرُ الدِّيْنِ لُؤْلُؤٌ الأَرْمَنِيُّ الأتابكي، والشيخ يوسف القميني الموله.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.