أبو جعفر أحمد بن يوسف بن يعقوب بن على الفهرى اللّبلى.
مولده بها سنة 610.
أخذ عن يحيى بن عبد الكريم، وبإشبيلية، عن أبى على: عمر بن محمد بن محمد بن عمر الأزدى، وأبى القاسم: عبد الرحمن بن رحمون، وببجاية عن أبى الحسين : أحمد بن محمد بن السّراج، وبتونس عن أحمد بن علىّ الحميرى البلاطى، وبالإسكندرية، عن شرف الدين بن أبى الفضل المرسى، وأخذ عن عبد العظيم المنذرى، وشرف الدين، التلمسانى.
ومن تآليفه: كتاب تحفة المجد الصريح فى شرح كتاب الفصيح واختصره فى مجلد، وبغية الآمال ، فى المنطق، بجميع مستقبلات الأفعال، ووشى الحلل، فى شرح أبيات الجمل، وتقييد فى النحو، وفهرسة ذكر فيها مشيخته، وعقيدة صغيرة فى أصول الدين وتسبيح موجز.
توفى غرة المحرّم عام 691 .
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ)
اللّبلي (623 - 691 هـ) (1226 - 1292 م).
أحمد بن يوسف بن يعقوب بن علي الفهري اللبلي (بفتح اللام تليها باء موحدة ساكنة نسبة إلى لبلة من أعمال إشبيلية) أبو العباس، وأبو جعفر، النحوي الأديب، الراوية، المحدث المقرئ.
ولد بلبلة، وأخذ ببلده عن أبي زكرياء يحيى بن عبد الكريم الفندلاوي، وبإشبيلية عن أبي علي عمر بن محمد بن عمر الأزدي الشّلوبين وهو من مشاهير أصحابه، وأبي الحسن بن الدباج، كما أخذ عن الأعلم البطليوسي، وابن لب الشاطبي، وبسبتة من أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأزدي وأبي القاسم عبد الرحمن بن رحمون، ومحمد بن محمد العنسي، ثم ارتحل إلى العدوة وسكن بجيلية وأقرأ بها مدة، وأخذ فيها عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن السراج، ثم ارتحل إلى تونس وأخذ بها عن أبي العباس أحمد بن علي الحميري البلاطي، ثم ارتحل إلى المشرق للحج، فأخذ بالإسكندرية من شرف الدين بن أبي الفضل المرسي، وعبد الرحمن بن مكي سبط الحافظ السلفي، وعبد العزيز بن الحسين، وبمصر عن شرف الدين يحيى بن عبد الله بن يحيى الفهري ابن التلمساني، وناصر الدين بن أبي الفتوح بن ناهض الحصري، وبالقاهرة عن أبي عبد الله محمد بن لب بن خيرة، ومحي الدين محمد بن محمد بن سراقة، وعزّ الدين بن عبد السلام، والحافظ عبد العظيم المنذري، ولقي العلاّمة القاضي ابن دقيق العيد الذي قال له حين دخل عليه: خير مقدم، ثم سأله بعد حين بم انتصب خير مقدم؟ فقال له:
على المصدر، وهو من المصادر التي لا تظهر أفعالها، وقد ذكره سيبويه، ثم سرد عليه الباب من أوله إلى آخره لأنه كان يحفظ أكثره، فأكرمه القاضي وعظمه، وقرأ قصيدة الشاطبية على صهر أبي القاسم الشاطبي زوج ابنته كمال الدين أبي الحسن علي بن شجاع، ولقي المحدث رشيد الدين العطار المالكي وغيرهم، ومن شيوخه محمد القاياتي الأغماتي الأيلي (انفرد بذكره التجيبي في برنامجه ص 271) ودخل دمشق فأخذ عن الحسين بن إبراهيم بن الحسن الأربلي، وأخذ المعقولات عن عبد الحميد الخسروشاهيّ، وغيرهما.
قال الغبريني في «عنوان الدراية»: ولم يستفد بالمشرق علما لأنه ما ارتحل إلاّ بعد الأستاذية والاقتصار على ما علم.
وبعد رجوعه من المشرق استقر بتونس واتخذها وطنا مزاولا بها التدريس والتأليف إلى أن مات في غرة محرم، ودفن بعد العصر بداره.
أخذ عنه ابن جابر الوادي آشي، وأبو حيان، وابن رشيد، والعبدري، والقاسم بن يوسف التجيبي سمع منه كتاب الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة لابن شاس وأجازه له.
وكان يقرئ الكبار الموطأ، والشاطبية، والتيسير للداني، ويعلم الصبيان.
تآليفه:
الإعلام بحدود قواعد الكلام، تكلم فيه على الكلم الثلاث الاسم والفعل والحرف.
بغية الآمال في معرفة النطق بجميع مستقبلات الأفعال، اقترح عليه تأليفه شيخه عزّ الدين بن عبد السلام. طبع في تونس سنة 1972 بعنوان (بغية الآمال في معرفة مستقبل الأفعال) بتحقيق الأستاذ جعفر ماجد، في 105 ص من القطع الكبير عدا الفهارس.
تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح، ألّفه باقتراح من الوزير أبي بكر ابن الوزير ابن الحسن بن غالب، وقدمه لخزانة الوزير أبي القاسم ابن الوزير أبي علي. ذكر أنه جمعه من تواليف عدة ذكرها في أوله ربما ما يعلم بعضها ولا لمن هي منسوبة إلاّ منه. ويزيد في أهمية هذا الكتاب أنه يوجد من بين مصادره التي سماها في خطبته كتب يعتبر بعضها ضائعا وهي:
موعب اللغة لأبي تمام بن غالب المعروف بالتياني القرطبي المتوفى سنة 426/ 1035.
جامع اللغة لمحمد بن جعفر التميمي المعروف بالقزاز القيرواني المتوفى سنة 412/ 1021.
واعي اللغة لأبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي الإشبيلي المتوفى سنة 582/ 1186.
كتاب السماء والعالم لمحمد بن أبان بن سيد اللخمي القرطبي المتوفى سنة 354/ 965.
وهذا الكتاب الأخير يوجد السفر الثالث منه بخزانة القرويين ويوجد الجزء الأول من كتاب تحفة المجد الصريح بالزاوية الحمزية بالمغرب الأقصى، مبتور الآخر، وبخط أندلسي. اختصر هذا الكتاب في مجلد وسمّاه لباب تحفة المجد الصريح.
رفع التلبيس عن حقيقة التجنيس.
شرح أبيات أدب الكاتب.
شرح كتاب إصلاح المنطق لابن السكيت.
تقييد في النحو.
تسبيح مرجّز.
عقيدة منظومة على بحر الرجز ، قال العبدري: «وقد أخذ يحفظها صبيان المكتب رغبة في نشرها والانتفاع بها، وحملني حتى سمعتها، وحرضني على نشرها رجاء الانتفاع بذلك».
كتاب في التصريف ضاهى به الممتع لمعاصره ابن عصفور.
تأليف في الأذكار.
الكرم والصفح والغفران والعفو.
فهرسة كبرى وصغرى في أسماء شيوخه وعمن أخذوا، وذكر مروياته وعدد تآليفه.
وشي الحلل في شرح أبيات الجمل، ذكر الشيخ أبو الطيب بن علوان التونسي عن والده الشهير بالمصري أنه وقع «وشي الحلل» للملك المستنصر الحفصي بتونس. فدفعه المستنصر للأستاذ أبي الحسن حازم القرطاجني، وأمره أن يتعقب عليه ما فيه من خلل وجده فحكى أبو عبد الله القطان المسفّر - وكان يخدم حازما - قال:
كنت يوما بدار أبي الحسن حازم، فسمعت نقر الباب فخرجت فإذا بالفقيه أبي جعفر، فرجعت وأخبرت أبا الحسن، فقام مبادرا حتى أدخله وبالغ في بره وإكرامه فرأى الكتاب بين يديه فقال له: يا أبا الحسن قال الشاعر:
* وعين الرضا عن كل عيب كليلة *
فقال له: يا فقيه أبا جعفر، أنت سيدي وأخي، ولكن هذا أمر الملك لا يمكن فيه إلاّ قول الحق والعلم لا يحتمل المداهنة.
فقال له: فأخبرني بما عثرت عليه.
فقال: نعم، فأظهر له مواضع فسلمها أبو جعفر، وبشرها وأصلحها بخطه
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الرابع - من صفحة 202 الى صفحة 206 - للكاتب محمد محفوظ