شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي

الشيخ زروق أحمد

تاريخ الولادة846 هـ
تاريخ الوفاة899 هـ
العمر53 سنة
مكان الولادةتازة - المغرب
مكان الوفاةمصراتة - ليبيا
أماكن الإقامة
  • بجاية - الجزائر
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • فاس - المغرب
  • مصراتة - ليبيا
  • القاهرة - مصر

نبذة

الشيخ العارف بالله شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي المغربي وقيل اسمه أحمد بن أحمد بن محمد الفاسي المالكي، المعروف بالشيخ زَرّوق، شارح "الحكم", المتوفى سنة [تسع وتسعين وثمان مائة]

الترجمة

الشيخ العارف بالله شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي المغربي وقيل اسمه أحمد بن أحمد بن محمد الفاسي المالكي، المعروف بالشيخ زَرّوق، شارح "الحكم", المتوفى سنة [تسع وتسعين وثمان مائة] له ثلاثة شروح على "الحكم العطائية" وله كتاب "قواعد الطريقة في الجمع بين الشريعة والحقيقة".

سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

 

أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمَّد بن عيسى البرنسي الفاسي: الشهير بزروق الشيخ الكامل الولي العارف بالله الواصل الصالح الزاهد الفاضل العالم العامل شيخ الطريقة وإمام الحقيقة. أخذ عن أئمة من أهل المشرق والمغرب منهم حلولو والمشذالي والرصاع والسنوسي والشيخ الجزولي والمجاصي والقوري والنور السنهوري وابن زكري والولي التازي والتنسي والثعالبي وأحمد الحباك والماواسي والخروبي الكبير وهو عن الأبي وغيرهم مما هو كثير وعنه من لا يعد كثرة منهم الحطاب الكبير والخروبي الصغير والشمس والناصر اللقانيان وسفين وطاهر بن زيان القسنطيني والولي الشعراني والقطب أبو الحسن البكري وكفاه شرفاً بأخذ هذين الشيخين عنه له تآليف مكررة معروفة من وقف عليها عرف قدره في العلوم الظاهرية والباطنية منها تسعة وعشرون شرحاً على الحكم العطائية وشرحان على حزب البحر للإمام الشاذلي وشرح على كبيره وشرح على مشكلاته وشرح قطع الششتري وشرح على أسماء الله الحسنى وله النصيحة الكافية وقواعد في التصوف وعدة المزيد الصادق كبير جليل وتعليق على البخاري وشرحان على الرسالة وشرح إرشاد ابن عسكر وشرح مختصر خليل والقرطبية والوغليسية والغافقية وشرح العقيدة القدسية للغزالي وشرح الحقائق والدقائق للمقري وشرح المراصد في التصوف لشيخه ابن عقبة وإغاثة المتوجه المسكين على طريق الفتح والتمكين والنصح الأنفع والجنة للمعتصم من البدع بالسنة وجزء صغير في علم الحديث ورسائل كثيرة لأصحابه فيها مواعظ وحكم وآداب وغير ذلك مما هو كثير، وكان يميل إلى الاختصار مع تحريرات وتحقيقات قلّ أن توجد لغيره عرف بنفسه وأحواله وشيوخه في كناشته وبالجملة فقدره فوق ما يذكر وهو آخر أئمة الصوفية المحققين الجامعين لعلمي الحقيقة والشريعة. مولده سنة 846 هـ وتوفي في صفر سنة 899 هـ[1493م]، بمسراطة من عمل طرابلس وقبره متبرك به.

 شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف

أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي
الشهير بزروق الولى الصالح، ذو التآليف الحسنة، والرواية المستحسنة.
أخذ عن الإمام الفورى، وعن جماعة، حسبما فى فهرسته

ترجم لنفسه فيها وفى غيرها فقال: «ولدت يوم الخميس طلوع الشمس ثامن وعشرين من المحرم سنة ست وأربعين وثمانمائة. وتوفيت أمى يوم السبت بعده، وأبى يوم الثلاثاء بعده كلاهما فى سابعى. فبقيت بعين الله بين جدتى الفقيهة: أم البنين. فكفلتنى حتى بلغت العشر. وحفظت القرآن. وتعلمت صناعة الخرز. ثم نقلنى الله بعد بلوغى سن سادس عشر الى القراءة. فقرأت الرسالة على الشيخين على السطى وعبد الله الفخار-قراءة بحث وتحقيق-والقرآن على جماعة منهم: القورى والزرهونى: وكان رجلا صالحا. والمجاصى. والأستاذ الصغير. بحرف نافع. واشتغلت بالتصوف والتوحيد. فأخذت الرسالة القدسية. وعقائد الطوسى على الشيخ عبد الرحمن المجدولى وهو من تلاميذ الأبى. وبعض التنوير على القورى. وسمعت عليه البخارى كثيرا وتفقهت عليه فى كل أحكام عبد الحق الصغرى. وجامع الترمذى. وصحبت جماعة من المباركين لا تحصى كثرة بين فقيه وفقير. ا. هـ‍ ومن تاليفه التى تميزت بالاختصار مع التحرير: شرحان على الرسالة وشرح مختصر خليل. وشرح الوغليسية، وشرح العقيدة القدسية للغزالى، ونيف وعشرون شرحا على الحكم. والجنة للمعتصم من البدع بالسنة. وتعليق لطيف على البخارى قدر عشرين كراسة اقتصر فيه على ضبط الألفاظ وتفسيرها وجزء صغير فى علم الحديث. . الخ. راجع ترجمته فى نيل الابتهاج ص 84 - 87، وشجرة النور الزكية 1/ 267 - 268 والضوء اللامع 1/ 222 والخزانة التيمورية 3/ 121
توفى بإزليتن قرب طرابلس. بين تاجورة وقصر أحمد. وقبره مزار هناك سنة 899.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ‍)

 

أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي، أبو العباس، زروق:
فقيه محدث صوفي. من أهل فاس (بالمغرب) تفقه في بلده وقرأ بمصر والمدينة، وغلب عليه التصوف فتجرد وساح، وتوفي في تكرين (من قرى مسراتة، من أعمال طرابلس الغرب) له تصانيف كثيرة يميل فيها إلى الاختصار مع التحرير، وانفرد بجودة التصنيف في التصوف. من كتبه (شرح مختصر خليل) في فقه المالكية، و (النصيحة الكافية لمن خصه الله بالعافية - ط) و (القواعد - ط) في التصوف، و (إعانة المتوجه المسكين، على طريق الفتح والتمكين - خ) اقتنيت نسخة منه كتبت سنة 969 وله عدة شروح للحكم العطائية، منها (شرح - خ) في خزانة الرباط (401 جلا) و (الحوادث والبدع - خ) رسالة، في أول المجموعة (1157 كت) في خزانة الرباط. و (الجنة، للمعتصم من البدع بالسنة) و (البدع التي يفعلها فقراء الصوفية) مئة فصل. و ((الكناشة) و (رحلة) و (شرح رسالة أبي زيد القيرواني - ط) فقه وللشيخ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي، كتاب (الأنوار السنية على الوظيفة الزروقية - خ) وقعت لي منه نسخة مغربية متقنة، عرّف فيها زروقا ب أبي العباس (أحمد بن محمد ابن عيسى البرنوسي الفاسي الشاذلي) نسبة الى جده، باختصار أبيه أحمد. وقال: (توفي سنة 896) وهذه رواية ثانية في سنة وفاته، ذكرها بعض المترجمين له أيضا .

-الاعلام للزركلي-

 

 

يقول عن نفسه رضي الله عنه : ولدت يوم الخميس عند طلوع الشمس 28 من شهر محرم 846 هجري و توفيت أمي يوم السبت بعده و أبي يوم الثلاثاء بعده، كلاهما في سابعي، فبقيت بعون الله بين جدتي الفقيهة أم البنين فكفلتني نفعنا الله بها و الفقيرة إلى رحمة الله, فكفلتني أم البنين حتى بلغت العشر فقرأت القرآن.

فأدخلتني الصنعة, فتعلمت صناعة الخرز, ثم نقلني الله تعالى بعد بلوغي السادس عشر إلى القراءة فقرات الرسالة على الشيخ علي السطي و الشيخ عبد الله الفخار قراءة بحث و تحقيق, ثم قرأت القرآن على جماعة منهم القوري والزرهوني و كان رجلا صالحا, و المجاصي و الأستاذ الصغير كل ذلك بقراءة نافع, ثم اشتغلت بالتصوف و التوحيد, فأخذت الرسالة القدسية و عقائد الطوسي و عقائد السنوسي على الشيخ عبد الرحمن المجدولي وهو من تلاميذ الأبي, و أخذت بعض التنوير على أبي عبد الله القوري و سمعت عليه البخاري كثيرا و تفقهت عليه في كل من, أحكام عبد الحق الصغرى و جامع الترمذي " وأخذت ذلك تفقها " و صحبت من السالكين جماعة لا تحصى بين فقيه و فقير. و لفظ " زروق إنما جاءني من جهة الجد كان أزرق العينين و اكتسبه من أمه. إهـ

وهو من قبيلة البرانس البربرية التي تعيش في منطقة جبل البرانس ما بين فاس و تازة، و ولد رضي الله عنه في قرية تليوان بتلك المنطقة، لوالد كان من أهل الولاية والصلاح، حيث شيد على مدفنه في القرية بناية أنيقة تشتمل على مسجد جامع ومكان لسكن الإمام وتعرف بزاوية سيد أحمد زروق ولها أوقاف، ويحظى ضريح والده بتعظيم واحترام أهل القبيلة، وتشير السيرة التي كتبها الإمام إلى انه ولد وشب في مدينة فاس، وقد ورث زروق هذا اللقب عن جده الذي كان ازرق العينيين زرقة معروفة في العرق البربري، وحين ولد زروق اسماه أبوه محمدا، لكن ما لبث أن عرف باسم أبيه (أحمد) حين توفي الأب واحتفظ باسمه، وكان أحمد وحيد أبويه، وتوفي كلاهما في الأسبوع نفسه الذي تلا ميلاده نتيجة للطاعون الذي ضرب فاس في عام ولادته، وتربى في حجر جدته لأمه فاطمة والتي كانت تكنى بأم البنين أسوة بفاطمة بنت عبد الله الفهري وهي التي أنشأت جامع القرويين سنة 245 هــ، وكانت جدته سيدة فقيهة صالحة، وكانت الأسرة ذات عوز، وكانت الجدة ورعة صابرة، وحرصت الجدة على أن يشب حفيدها على خير وجه، فعلمته الصلاة وأمرته بها وهو ابن خمس، وأدخلته الكتاب في ذلك السن وعلمته التوحيد والتوكل والأيمان والديانة بطريقة ذكية، وكان تأثيرها على حفيدها عظيماً في صغره، ولما ناهز الاحتلام كانت تعينه بمالها على الاستقامة وتمنعه من الفساد، وتدربه على نضد الكتب ليتخذها وسيلة لتعلم القراءة للدين وحرفة لمعاشه، وكانت جدته أول من لقنه أصول السلوك وطرق التصرف في الحياة والمجتمع وساعدها في ذلك أفراد العائلة جميعهم، كما كان رضي الله عنه تلميذا مواظباً هادئاً في الكتاب، فأتم حفظ القران الكريم وهو ابن عشرة، كما تعلم الخرازة في تلك السن، وتوفيت جدته وهو في تلك السن، وتولى أحد أقاربه تربيته، وصار يكسب قوته بعد وفاة جدته كصبي خراز، حتى بلغ السادسة عشرة من عمره.

انتظم وهو ابن ستة عشر في سلك طلبة جامع القرويين والمدرسة العنانيه معاً، وصار يتردد عليهما لدراسة أمهات كتب المذهب المالكي والحديث والأصول وقواعد العربية، كما درس بعضاً من كتب التصوف، وتتلمذ على أشهر علماء فاس وفقهائها آنذاك، وعددهم يزيد على ثلاثين فقيهاً و محدثاً وفقيراً، كما درس أمهات الكتب، ومنها كتاب التنوير لابن عطاء الله السكندري، وبدأ صلته بمشايخ الطريقة الشاذلية وهو في العشرينات من عمره، فلزم مريدا للشيخ محمد الزيتوني بزاوية الشاذلية في فاس، وكتب تعليقه الأول على حكم ابن عطاء الله وهو في الرابعة والعشرين من عمره (عام 870 هــ ) وفي هذه السنة انطلق أحمد في سياحة أربعين يوماً كاملة بأمر شيخه، زار خلالها ضريح الشيخ شعيب أبو مدين بن الحسين ( المتوفى عام 596 هـ / 1198 م ) في تلمسان، وعاد إلى فاس بعد مخاطر عديدة قابلته في رحلته، وعناءً شديداً تكبده، ومكث في فاس بعدها ثلاث سنين مشتغلاً بالدرس والتأليف.

واتصل بشيوخ من البلاد المغاربية, كالشيخ الإمام عبد الرحمن الثعالبي و إبراهيم التازي و المشدالي و الشيخ حلواو و السراج الصغير و أحمد بن سعيد بن الحباك و ابن الرصّاع و الحافظ التنسي و الإمام السنوسي و ابن زكريا و أبو مهدي عيسى المواسي.

وفي عام 873هـ / 1468م . عزم زروق على أداء فريضة الحج، واستشار شيخه أحمد بن الحسن الغمارى فأشار عليه بأن يفعل وأذن له، فتحرك إلى القاهرة ومكث فيها فترة قصيرة، ثم غادرها إلى مكة والمدينة، وبعد أداء مناسك الحج لبث في المدينة مجاوراً مدة عام، حيث التقى ببعض مشايخ التصوف، ثم عاد من الحج إلى القاهرة واستقر فيها عام 876 هـ / 1471 م ، اتصل فيه بشيوخ التصوف وطرقه، وحضر الدروس في الأزهر، وكان من أهم من اتصل بهم من العلماء والمشايخ: محمد السخاوي، وأحمد بن حجر، وأبو اسحق التنوخي، ونور الدين السنهوري، و الولي شهاب الدين الأفشيطي و القطب أحمد بن عقبة الحضرمي و الذي أصبح مريدا في زاويته، وقرأ خلال تلك السنة من أمهات الكتاب في الفقه والحديث والتصوف، وبذلك اجتمع له في المغرب والمشرق شيوخ من الفقهاء والفقراء، وهو أمر أثر في مستقبل حياته وأفكاره، حيث رأى أن الفقه والتصوف موضوعان مترابطان، ومن هنا أطلق عليه لقب " الجامع بين الشريعة والحقيقة".

وقد كان للشيخ أحمد بن عقبة الحضرمي القادري اليمني والذي استوطن مصر تأثير كبير على الشيخ أحمد زروق، كما شهد من كراماته، وصحبه يستهدي بنصحه ثمانية شهور سلكه خلالها في طريقته القادرية وصار احد مريديه المخلصين، ثم قفل عائداً إلى بلده عام 877 هـ / 1473 م . وظل يتبادل الرسائل مع شيخه في طريق عودته إلى طرابلس الغرب فتونس و بجاية ( الجزائر) و فاس التي وصلها عام 879 هـ وخرج فقهاؤها لاستقباله على أطرافها، وعاش رضي الله عنه في فاس أربع سنوات كان خلالها دائم الهجوم على الفقهاء الجاهلين، والقراء المداهنين، والصوفية المنافقين في كثير من مؤلفاته ورسائله، وقد قوبل بصعوبة وسؤ فهم، إلا انه رغم كل الصعوبات استطاع إن يجمع بعض الأتباع الذي شكلوا فيما بعد نواة الطريقة الزروقية في المغرب، وقرر أن يهجر موطنه الأول الذي تنكر له إلى مستقر جديد، فقصد بجاية عام 884 هـ / 1479 م . حيث كان له رفاق وأتباع، ثم غادرها في أواخر سنة 884 هــ إلى القاهرة للاجتماع بشيخه الحضرمي، وقضى في القاهرة بقية العام و العام الذي يليه، و جدد علاقته مع العلماء، و صار شيخاً علماً له مكانته و يتحلق من حوله طلبة العلم و الأتباع، في السنة التالية ( 886 هــ / 1481 م ) قرر الشيخ السفر إلى مصراته بليبيا.

و قبل رحيله عن القاهرة ذهب لشيخه الحضرمي يودعه، فأخذ الحضرمي رقعة وكتب عليها هذين البيتين ورفعها إليه:

عش حامل الذكر بين الناس وارض به    فذاك أسلم للدنيا وللدين

من خالط الناس لم تسلم ديانته    و لم يزل بين تحريك و تسكين

و مصراته ثالث كبريات مدن ليبيا بعد طرابلس غرباً و بنغازي شرقاً، وهي مدينة كان سكانها عند الفتح الإسلامي بربراً خلصاً، و قد أقام الشيخ قبل استقراره بمصراته في طرابلس لفترة من الزمان و عرف مشاهير رجالها، ويعدّ بعضهم ضمن شيوخ زروق كأحمد بن عبد الرحمن اليزليتني المعروف بحلولو ، و علي الخروبي الطرابلسي وكان صديقاً حميماً للشيخ زروق و صار ابنه محمد احد أتباع الشيخ المخلصين .

جاء الشيخ إلى مصراته عام 886 هــ/ 1481 م وطاب له فيها المقام حيث قضى فيها بقية أيام حياته،وقد تكون المدينة أعجبته ببساطتها وصفائها، وبحياتها شبه البدوية ، ولعل ما ذكره المؤرخ الصوفي محمد بن ناصر الدرعي بعد مرور قرن من ذلك الزمان يصف مصراته ويقول: " وحسب مصراته أن زروق اختارها مسكناً وان الله اختارها له مدفناً، ذلك لما طبع عليه غالب أهلها من الحياء والتقشف ومحبة الصالحين والاعتناء بالمنتسب إلى طريقتهم ، ولما طبعوا عليه من الكلام من عدم الفحش، ولما فيهم من السخاء ولين الجانب للغريب ، وغير ذلك "

وقد كان من أقران الشيخ ولي مسلاته الشيخ عبد الواحد الدكالي وهو شيخ ولي زليتن الشهير عبد السلام الأسمر، حيث كان يأتي إليه الشيخ زروق من مصراته إلى بلد مسلاته على فرس حمراء وبيده رمح كما ذكر ذلك الشيخ عبد السلام الأسمر ، وقد أصاب الشيخ زروق في مصراته المكانة الرفيعة والتوقير العظيم من أهلها بسبب مكانته العلمية وشهرته الصوفية، وأصبح واحداً من أهلها ، وتجمع الطلبة والمريدون من حوله ، وصارت له الصدارة في مجالسهم ، وغدا ينشر علمه بين الناس في المسجد الذي كان يؤدي فيه صلاته قرب منزله، وتزوج أمة الجليل بنت أحمد بن زكريا المصراتي وحملت له ولدين وبنتاً ، فضلاً عن زوجته الفاسية فاطمة الزلاعية الني لحقت به من المغرب.

ولم يغادر مصراته بعد استقراره بها سوى مرتين ، الأولى سنة 91/ 892 هــ إلى الجزائر ليرعى بعض شؤونه هناك ويحضر أسرته، والثانية سنة 894 هـــ (1489م ) حيث أدى فريضة الحج للمرة الثالثة الأخيرة ، وقضى بعدها السنوات الأربع الباقية من حياته القصيرة الحافلة, أخذ عنه جماعة منهم الشمس اللقاني والشيخ محمد بن عبد الله الحطاب و الشيخ زين الدين طاهر القسنطيني نزيل مكة في جماعة.

وفي اليوم الثاني عشر من شهر صفر سنة 899 هـ ( 1493 م) وهي آخر سنه في سني القرن التاسع الهجري توفي أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى، زروق ، في خلوته، وعمره أربعة وخمسون عاماً ، وكان يدعو ربه أن يقبضه إليه قبل أن يشهد القرن العاشر، وقد استجاب الله لدعوته تلك ، وكان كل ما تركه من ارث بعده ، نصف فرس يشاركه فيها رجل مصراتي ، وبرنوساً أبيض وجبة وثوباً من الصوف ، ومسبحة أهداها إليها الحضرمي ، وأربعة عشر مجلداً من المؤلفات من مختلف الموضوعات .

لقد ولد فقيراً، وعاش فقيراً ومات فقيراً كما ولد وكما عاش رغم انتشار صيته وخدمة الدنيا وأهلها له.

أما النسوة والأولاد الذين خلفهم وراءه فهم زوجة زروق فاطمة الفاسية التي أنجبت له ولديه أحمد الأكبر وأحمد الأصغر ، وزوجته المصراتيه – امة الجليل – التي جاءته بإبنيه أحمد أبي الفتح وأحمد أبي الفضل بالإضافة إلى ابنته منها عائشة ، وقد توفي الثلاثة الأخيرين واحداً تلو الأخر ، أما ولداه أحمد الأكبر وأحمد الأصغر فقد غادرا مصراته بعد موته إلى المغرب، واستقر بهم الأمر في قسنطينة من مدن الجزائر ، وبعد فترة عاد ابنه أحمد الأصغر المعروف بأحمد الطالب إلى مصراته مرسلاً من قبل أخيه ليأخذ نصيب أمه وأخيه من ارث والده ويعود إلى الجزائر ، كما فاز ابنه أحمد الأكبر من ارث والده بسمعته وصيته ، وخلفه في شي من النفوذ على أتباعه بالجزائر ، ولم يسمع بعد هذا شي عن آل الشيخ زروق.

كان رضي الله عنه رجلاً قصيراً جميل الصورة ابيض البشرة، وكان يعاني من مرض يعاوده مدة أربعة أشهر بين الحين والأخر لمدة طويلة من عمره وكان خلال فترة مرضه لا يأكل سوى الزيتون الأسود، كما كان رضي الله عنه إنساناً خجولاً حيياً، و كان عصبيّ المزاج سريع الانفعال لحساسيته المفرطة وذلك قبل أن يبلغ الأربعين، ولم يبق شيء من ذلك بعد أن تجاوز الأربعين، وكان متواضعاً تقياً مرحاً لطيف المعشر وسهل المخالطة، وكان يخاطب أصحابه برقة ولطف ويناديهم بكني مضحكة أحياناً، وكان أتباعه سعداء كل السعادة بتلك الكنى.

وحين توفاه الله تكلم الناس من حوله عن تعدد كراماته وخوارقه، ولعل من أهم كراماته تلك الكنوز التي خلفها وراءه من المؤلفات العديدة والتي رغم ما فقد منها – وهو كثير – إلا أنها تشهد على انه رغم حياته القصيرة ترك تراثاً ثميناً وكبيراً وبأسلوب سهل ممتنع دقيق ومنظم.

و قد صنف المهتمون مؤلفات الشيخ زروق بحوالي 39 مؤلفاً في التصوف و 6 مؤلفات في الحديث و 10 مؤلفات في علم السيمياء ومؤلفان في السير الذاتية والتراجم وديوان شعر ومؤلفان في الطب ومؤلفان في تفسير القران الكريم وشرح الفاتحة و 10 مؤلفات في الفقه وثلاثة مؤلفات في علم الحروف ومؤلفان في العقائد ، فضلاً عن الشروح و التعليقات المختلفة، ومنها على سبيل التعريف 17 شرحاً للحكم العطائية.

تآليفه

- مفتاح السداد الفهمي في شرح (الإرشاد الفقهي) لابن عسكر البغدادي .

- شرح مختصر خليل في فقه المالكية.

- تعليق على مسلم

- شرح رسالة أبي زيد القيرواني

- علم مصطلح الحديث

- شرح الوغليسية.

- شرح القرطبية.

- شرح الغافقية.

- شرح العقيدة القدسية للغزالي.

- أكثر من عشرين شرح على حكم ابن عطاء.

- شرحان على حزب البحر.

- شرح الحزب الكبير لأبي الحسن الشاذلي و شرح مشكلاته.

- رسالة الأنس في التنبيه على عيوب النفس أو الرجز المعيوب

- رسالة في ترغيب سكنى المدينة

- شرح الدقائق والحقائق للتلمساني

- شرح الحقائق للمقلي.

- شرح قطع الششتري.

- شرح الأسماء الحسنى.

- شرح المراصد في التصوف لشيخه القطب أبي العباس أحمد بن عقبة الحضرمي.

- النصح الأنفع و الجنة للمعتصم من البدع بالسنة.

- مناسك الحج في الفقه

- إعانة المتوجه المسكين على طريق الفتح و التمكين.

- كتاب القواعد في التصوف.

- عدة المريد الصادق من أسباب المقت في بيان الطريق و ذكر حوادث الوقت " كتاب جليل في موضوعه فيه مائة فصل , بين فيه البدع التي يفعلها فقراء الصوفية".

- البدع والحوادث

- كتاب النصيحة الكافية لمن خصه الله بالعافية.

- تحفة المريد.

- الروضة.

- مزيل اللبس عن أدب أسرار القواعد الخمس.

- الكناشة.

- رسالة أصول الطريق

- شرح نظم ابن البناء الفاسي في التصوف.

- تعليق على البخاري "اقتصر فيه غالبا على ضبط الألفاظ للمحصلين لرياضة العلم و العمل

 

وبذلك صدقت عبارة الشيخ حين سأله خادمه أحمد عبد الرحيم يوماً بعد استقراره في مصراته: " إلا نبني هنا زاوية ونتخذ لها أوقافاً ؟ " وكان جواب الشيخ بالنفي القاطع وهو يقول : " يا أحمد نحن لا تفوح رائحة مسكنا إلا بعد ما نتسوس تحت التراب " و بعد وفاة الشيخ بعشرين عاماً كاملة كثر خلالها عدد الزائرين لضريحه ، وذاع صيته في الأفاق ، بنى أحمد عبد الرحيم جامعاً بجانب الضريح وعاش فيه ، وصار هذا الجامع بمرور الزمن " زاوية سيدي أحمد زروق" وأصبحت احد المعالم الرئيسية في المنطقة، ومعهداً دينياً معروفا في البلاد الليبية، يقصده كل من أتم حفظ الفران الكريم، ليقضى فيه فتره من الزمان يدرس خلالها اللغة العربية وأصول الفقه والشريعة والمعرفة الدينية الضرورية ، كما كانت مأوى للفقراء والمساكين ، ومقصداً للعلماء والفقهاء والصوفية من جميع أنحاء العالم الإسلامي ، وتتكون الزاوية من مسجد جامع وضريح الشيخ ومكتبة ومعهد لتحفيظ القران ، ولعل واقعها الآن لا يدل على ماضيها المشرق حيث تحتاج الزاوية إلى الإصلاح والتحديث.

كان للشيخ في حياته سلسلتان تصله أحداهما بالشيخ أبي الحسن الشاذلي، وتربطه الثانية بالشيخ عبد القادر الجيلاني ، وقد وضع الشيخ خلال حياته طريقة عرفت باسمه " الزروقية " يلحقها مؤرخو الطرق بالطريقة الشاذلية على أنها فرع منها ، وهي طريقة صوفية سنية اشتهرت في المغرب، وتفرع عنها ثلاثة عشر فرعاً تعتبر امتداداً لها، وانتشرت في الأقطار المغربية ومصر والحجاز ولبنان وفلسطين وجزيرة رودس وتشاد والنيجر، وسنفرد الحديث عنها في تصنيف أخر.

يفرغ المداد في الكتابة عن سيرة الشيخ زروق رحمه الله ولا يؤدّى حقه ، ونكتفي بما انقضى من الحديث عنه، ونختتم سيرته بذكر أسماء بعض تلاميذه: سيدي الشيخ إبراهيم الفحام و سيدي الشيخ عبد السلام الأسمر وليّ زليتن، والشيخ شمس الدين اللقاني المصري، والشيخ محمد علي الخروبي الولي الطرابلسي الشهير، وأبو حفصى عمر ألوزاني عالم الجزائر الشهير ، والشيخ أحمد بن يوسف الراشدي المصلح المشهور، وأبو راوي الفحل وليّ سوسة، وإبراهيم الخياط اليمني وكثير غيرهم ، ولم يقتصر تأثير الشيخ على تلاميذه، بل تعداه إلى تلاميذهم و تلاميذ تلاميذهم وهلم جرا، وفيما يلي باقة من أقوال الصالحين في الشيخ رحمه الله:

- " أنا دعوة زروق " أبو حفصى الوازني

- " إنه رأس السبعة الأبدال " محمد الزيتوني

- " الجامع بين الشريعة والحقيقة " قالها الكثير من العلماء

- " الولي الصالح المتبرك به حياً وميتا القطب " نور الدين الحسن اليوسي

- " من ليس في قلبه محبة زروق، فليس بمؤمن" أبو راوي الفحل

- " كان زاهداً ، فاضلاً ، منقطعاً إلى الله سبحانه وتعالى ، عارفاً به دالاً عليه، له همة عالية ، تخرج عليه جماعة، وانتفع به الناس شرقاً وغرباً، وله بركات ظاهرة ، وكرامات باهرة في الحياة وبعد الممات " محمد بن خليل بن غلبون صاحب التذكار

- "حجة الله في أرضه، ارتفع صيته عند الخاصة والكافة ، فهو كعبة الزوار، وحرم الأنوار ، ومعدن الأسرار ، الحي في قبره ، يتشعر ذلك كل من له ذوق سليم ، وطبع مستقيم" الحسين بن محمد السعيد الشريف الورثيلاني الجزائري.

- " هو قمة من قمم التصوف " الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر

- " لله دره ما اعلمه بالطريق وما اتبعه للسنة" عبد الرحمن الفكون

ونختتم سيرة الإمام أحمد زروق رحمه الله بأبيات من قصيدة لبعض أهل المحبة في الشيخ:

آ زروق أهل الله في كل برهة    ومأوى العفاة في اليسار وفي العسر

فلا زلت للإحسان أهلا وموطناً    ومأوى الخصال الساميات لدى الدهر

عليكم من الرحمن أزكى تحية    وأسمى مهابات إلى الحشر والنشر

وصلى الذي ولاك مجداً وسؤدداً    على المنتقى المبعوث للسود والحمر

و آله والأزواج طراً وصحبه    ذوي النجدة الفيحاء والسادة الغرّ

 

تذييل

 

الشيخ الزروق وتسلسل حديث المصافحة

ذكر الشيخ محمد سليمان الروداني وهو عالم جليل ولد ونشأ وتعلم في المغرب وجاور بالحرمين وتوفي بدمشق سنة 1094 في سنده لروايته لحكم بن عطاء الله كما ذكره في حديث المصافحة حيث قال : " وأبو عثمان المغربي صافح أيضا محمد الخروبي الطرابلسي ، وهو صافح سيدي أحمد زروق، وهو صافح الشمس السخاوي..." إلى أن وصل إلى " خلف بن تميم قال :" دخلنا على أبي هرمز نعوده، فقال : دخلنا على انس بن مالك نعوده فقال : صافحت بكفي هذه كف رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فما مسست خزاً ولا حريراً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال أبو هرمز فقلنا لأنس : صافحنا بالكف التي صافحت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصافحنا فما مسست خزاً ولا حريراً ألين من كفه، وقال: السلام عليكم. قال خلف فقلنا لأبي هرمز : فصافحنا بالكف التي صافحت بها أنساً فصافحنا ، فما مسست خزاً ولا حريراً ألين من كفه، وقال: السلام عليكم ، وهكذا مسلسلاً بهذا إلى الشيخ زروق".

ومن الفوائد التي يعطيها حديث المصافحة هذا هي :

1. شدة الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتعلق به ابتداء من الصحابة والتابعين ومن اقتدى بهم من بعدهم تقديراً وحباً وتبركاً.

2. إن بين يد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشريفة و يد الشيخ زروق خمس عشرة يداً، وهي منقبة تزاد في مناقبه.

3.مشروعية التبرك بآثار الصالحين.

 

المصادر

البستان في ذكر الأولياء و العلماء بتلمسان لابن مريم التلمساني

جمع وتصنيف ترجمة الزروق للمهندس / نبيل معين عساف

 

 

 

معلومات شخصية

الميلاد    846 هـ

قرية تليوان (قرب تازة)

الوفاة      899 هـ

مصراتة (غرب ليبيا)

الإقامة    المغرب العربي

المذهب الفقهي       مالكية

العقيدة     أهل السنة، أشاعرة

الحياة العملية

المهنة     كاتب سير ذاتية  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات

اللغات     العربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات

تأثر بـ     ابن عطاء الله السكندري

أثر في    عبد السلام الأسمر، إبراهيم أفحام

تعديل مصدري - تعديل طالع توثيق القالب

أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي المعروف بـزرّوق (846 هـ - 899 هـ) الفقيه المالكي المعروف..صاحب الشروحات المعتمدة عند المالكية، ومن أهم من اعتنى بجانب التربية والسلوك في الكتابات الإسلامية.. وتذكر العديد من المصادر أنّ الزروق قام بحركة تصحيحية لمسيرة التصوف التي كانت حصيلة سنوات من التعلم والسفر بين الحواضر العلمية في العالم الإسلامي والتي اعتبر العديد من المؤرخين أنها أظهرت التصوف كمنهج حياة متكامل وفق الكتاب والسنة.

 

 

حياته

ولد بتازة بالمغرب سنة 846 هـ، مات أبوه وهو رضيع فنشأ يتيماً وتولى جده لأمه تربيته، وكانت أمه تُعرف بالزهد والتقوى والصلاح. زرّوق هو لقب جده الذي كان بعينه زرقة، فقالوا: زرّوق ومن ثم أطلقت على ذريته من بعده.

كان مالكي المذهب حيث قرأ رسالة ابن أبي زيد القيرواني في فقه المالكية على الشيخ عبد الله الفخار وعلى السبطي بحثاً وتحقيقاً، وكان محباً للتصوف فأخذ الطريقة على يد الشيخ المسلِّك عبد الله المكي وأخذ عن محمد بن القاسم القوري وغيره. وتوفي بمدينة مصراتة (غرب ليبيا) سنة 899 هـ.

 

مشايخه

أخذ عن الشيخ يحي العيدلي والشيخ أبي عبد الله الفخار والقوري والزرهوني والمجاصي وعبد الرحمن المجدولي والسنهوري ،و الحافظين الدميري والسخاوي والرصاع والأخضر وإبراهيم المازني والمشدالي وابن المهدي المواسي والشيخ أحمد بن عقبى الحضرمي والشيخ الشهاب الأفشيطي وغيرهم كثيرون من علماء المغرب وتونس ومصر.

 

سفره إلى مصر

رحل زروق إلى مصر قادما من بجاية حيث أسس زاوية سيدي أحمد زروق البرنسي في أواخر عام 1479م الموافق لعام 884هـ، والتقى في القاهرة مع الشيخ أبي العباس الحضرمي وأخذ عنه الطريقة وصار شيخه في السلوك وانتسب إليه ولازمه. واشتغل في مصر بعلوم اللغة العربية وأصول الفقه فدرس على الجوجري وغيره من العلماء، وقرأ بلوغ المرام ودرس علم الاصطلاح على الحافظ السخاوي وتأثر به.

 

وكانت له شهرة كبيرة في أرض مصر فكان يدرس في الجامع الأزهر وكان يحضر درسه ما يزيد على 6 آلاف مستمع. وتولى إمامة المالكية وصار المرجع في المذهب وانتفع على يديه خلق كثير.

 

أثره ومكانته

يعتبر الشيخ زرّوق من أهم مراجع علماء المالكية وتكاد لا تخلو أغلب المصنفات في الفقه المالكي من ذكر فتاواه واجتهاداته وشروحاته، كما أن الشيخ زرّوق من أهم من نظّر واعتنى بالتصوف، واجتهد في إبراز كون التصوف من تعاليم الإسلام المهمة، لما يحمله من معاني الإحسان والتزكية، وكان لا يلتفت إلى غلاة المتصوفة ولا يقرّهم على بدعهم وتجاوزاتهم، واتجه إلى تبيين التصوف الحقيقي الّذي أقره علماء السلف مثل الأئمة مالك[؟] والشافعي وأحمد بن حنبل.

 

أسس مركزا إسلاميا في مصراتة بعد أن اختارها ليستقر بها سنة 886 هجرية الموافق 1448 م وعرف المركز باسم زاوية سيدي أحمد زروق البرنسي، وكان لهذا أثر كبير على الحياة العلمية والاجتماعية والتربوية على صعيد العالم الإسلامي.

 

وللشيخ أحمد زرّوق مخطوطات كثيرة في مختلف مكتبات العالم يرجع إليها الباحثون في شتى مجالات علوم الشريعة والتصوف.

 

أقوال العلماء فيه

قال العلامة عبد الرؤوف المناوي عنه: عابد من بحر الغيب يغترف وعالم بالولاية يتصف تحلى بعقود القناعة والعفاف وبرع في معرفة الفقه والتصوف والأصول والخلاف. خطبته الدنيا فخاطب سواها وعرضت عليه المناصب فردها وأباها.

 

وقال المناوي: كان سريع الحفظ دائم الإطراق كثير التأدب مع من تقدمه في السن محافظاً على الامتثال.

قال عنه الشيخ الخروبي((أن الشيخ لم تفته صلاة الجماعة أربعين سنة)).

معاصريه

جمعته مع الشيخ عبد الواحد الدكالي مودّة كبيرة وصحبة، فقد كانا رفيقين في مصر وعلى تواصل دائم في ليبيا كما أن الشيخ زرّوق التقى بالشيخ عبد السلام الأسمر وهو صبي ولمس أنّ للشيخ الأسمر مستقبلا واعدا في العلم والدعوة.

 

تلاميذه

شمس الدين اللقاني

ناصر الدين اللقاني

الحطاب الكبير

الخروبي الصغير

إبراهيم الزرهوني

عبد العزيز القسنطيني

مكتبة أحمد زروق

 

شرح الوغليسية

تعدّ مكتبة الشيخ أحمد زروق عريقة بقدر عراقة الزاوية التي أسسها في مدينة مصراتة بليبيا، فهما مرتبطتان في الزمان والمكان والمؤسس، وحال كونها تأسست قبل قرابة 560 عاما فهي تعدّ كذلك من أقدم المكتبات في المنطقة، وتحظى المكتبة باهتمام دولي حيث يرتادها الباحثون من دول عدة وهي كذلك على تواصل مع مراكز علمية خارج ليبيا، وفيما يلي قائمة ببعض محتويات المكتبة من كتب ومخطوطات ذات قيمة عالية:

 

شرح الوغليسية.

صور المراتب وتكميل المراغب.

فتح المواهب وكنز المطالب.

جواهر الإكليل في نظم مختصر خليل.

عدة المريد الصادق.

الوظيفة الزرّوقية.

شرح حكم ابن عطاء الله السكندري.

ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها.

وفيما يلي عرض لبعض المخطوطات:

 

مناسك الحج في الفقه.

شرح القطابية في الفقه.

شرح الدقائق والحقائق للتلمساني

تعليق على البخاري.

تعليق على مسلم.

شرح مختصر خليل.

البدع والحوادث.

علم مصطلح الحديث.

مؤلفاته

من مؤلفات أحمد زروق:

 

الجنة للمعتصم من البدع بالسنّة.

تفسير القرآن العظيم.

شرح رسالة أبي زيد القيرواني.

ثلاثة شروح على متن القرطبية.

ستة وثلاثون شرحاً على الحكم العطائية (لابن عطاء الله السكندري).

شرح لكتاب دلائل الخيرات.

النصيحة الكافية لمن خصّه الله بالعافية.

قواعد التصوف على وجه يجمع بين الشريعة والحقيقة ويصل الأصول والفقه بالطريقة.

العقائد الخمس.

شرح حزب البحر للإمام الشاذلي.

شرح كتاب صدور الترتيب.

شرح أسماء الله الحسنى، المسمى المقصد الاسما.

المصدر: من ويكيبيديا