الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلى عبد المهيمن بن محمد بن عبد المهيمن الحضرمي (الفقيه الكاتب النحوي اللغوي المحدث أبو محمد عبد المهيمن الحضرمي السبتي (676 - 749) يرتفع نسبه إلى الصحابي الجليل العلاء بن الحضرمي، وأصل سلفه من اليمن. كانت لآل الحضرمي صلة قرابة ببني العزفي أصحاب سبتة، وعينوا الفقيه محمد بن عبد المهيمن الحضرمي (والد المترجم به) قاضيا بها 683 واستمر مشكور الحال حتى أخذ النصريون سبتة 75 فارتحل مع ابنه وأسرته إلى غرناطة وأقام بها مدة، ثم أذن لهم صاحب غرناطة بالعودة إلى سبتة والقاضي طاعن في السن، ضعيف، فتوفي سنة 712، وقد وصفه الذين ترجموا له بالفضل والعلم والاستقامة والصرامة. واتصل أبو محمد عبد المهيمن بالدولة المرينية حين استقدمه من سبتة الأمير عثمان بن يعقوب ابن عبد الحق، فكتب له العلامة، ثم استكتبه ابنه أبو الحسن علي، واصطحبه في أسفاره وتنقلاته، وتوفي بتونس سنة 749 عام الطاعون الجارف. ترجم له لسان الدين في الإحاطة وعده في شيوخه، وأثنى عليه. ونقل المقري في النفح جملة من أخباره وأشعاره وقال «كان عالي الهمة. سريا، أعطى المنصب حقه، وكان لا يحتمل الضيم واحتقار العلم. . سريع الجواب. .» وقد نبغ من بعده ابنه أبو سعيد وحفيده عبد المهيمن الذي كتب العلامة لأبي العباس أحمد المستنصر المريني.)
[كنيته:]
يكنى أبا محمد. وأدركته، ورأيته.
وهو من أهل سبته، وأصل سلفه من الأندلس، من بيت القضاة، والعلماء، والإمارة. ولجدّه الأمير كريب بالأندلس ثورة.
وكان أبوه قاضي الجماعة بسبته. قدّمه الأمير أبو طالب عبد الله بن الأمير أبي القاسم العز في اللّخمي.
وكتب عبد المهيمن هذا للأمير يحيى بن الأمير أبي طالب العزفي بسبتة.
وكتب قبل ذلك بالأندلس لخال جدّنا أمير المسلمين الغالب بالله الناصر لدين الله أبي عبد الله محمد المخلوع بن جدنا أمير المسلمين الغالب بالله أبي عبد الله محمد صاحب الدبّوس، ابن جدّنا الأمير أبي الحجاج يوسف الشهير بالأحمر، ابن جدّنا أمير المؤمنين المنصور بالله أبي بكر محمد بن خميس بن نصر الخزرجي.
وكتب بالعدوة أيضا لأمير المسلمين السّعيد بفضل الله أبي سعيد عثمان ابن أمير المسلمين المنصور بالله أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق، العلامة. ثم كتبها لابنه أمير المسلمين المنصور بالله أبي الحسن علي-رحمه الله-ولم يزل عليها إلى أن ارتحل السلطان أبو الحسن إلى تونس؛ فلما استقر بها أخّره عن العلامة، فمات بتونس سنة خمسين وسبعمئة.
حاله-رحمه الله تعالى-:
هو فخر الكتّاب والعلماء، وصدر الصّدور الكرماء. ذو همة سمت فوق الكواكب، وذو بلاغة وذهن ثاقب. وقدره في العلماء معروف، وبيته بالنّسب الصّريح موصوف. صاحب رواية وحديث، وذاكر رجال في قديم من الزمان وحديث إلى تحصيل العلوم، ومعرفة بالمجهول منها والمعلوم. وأما كتاب سيبويه فكان بمسائله عارفا، وعلى قراءته بطول عمره مداوما وعاكفا. لم يكن له بالمعرفة به قرين، ولقد تصدّر لإقرائه وهو ابن عشرين. وقد دوّن الكثير من العلوم وصنف، وقرّط مسامع الفهوم وشنف.
فمن قوله رحمه الله تعالى:
نفسي الفداء لعهد كنت أعهده ... وطيب عيش تقضّى كلّه كرم
وجيرة كان لي أنس بوصلهم ... والأنس أفضل ما في الوصل يغتنم
كانوا نعيم فؤادي والحياة له ... فالآن كلّ وجودي بعدهم عدم
بانوا فعاد نهاري كلّه ظلما ... وكان قربهم يمحى به الظّلم
والعين منّي لا ترقا محاجرها ... كأنّها سحب تهمي وتنسجم
تبكي عهود وصال منهم سلفت ... كأنّما هي في إنسانها حلم
لئن ضحكت سرورا بالوصال لقد ... بكيت للبعد حزنا والدّموع دم
«هم علّموني البكا ما كنت أعرفه ... يا ليتهم علّموني كيف أبتسم!»
أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن - إسماعيل بن يوسف الخزرجي الأنصاري النصري المعروف بابن الأحمر.
عبد المهيمن بن محمد بن عبد المهيمن، أبو محمد الحضرميّ:
صاحب القلم الأعلى بفاس، وصدرها في عصره. كان غزير العلم بالأدب والتاريخ. ولد ونشأ بسبتة. وولي كتابة الإنشاء ل أبي الحسن المريني بفاس. وتوفي بتونس في الطاعون الجارف. قال ابن القاضي: تقدم في علم الحديث وضبط رجاله، يحمل عن ألف شيخ قد حلّاهم وذكر هم في " مشيخة " ضاعت من يده وذهب بضياعها علم كثير. وله شعر. قلت: ورأيت في مكتبة اللورنزيانة (بفلورنس) مخطوطا (رقم 88 شرقي) مصدرا بما يأتي: " السفر الثاني من إيضاح المنهج في الحمع بين التنبيه والمبهج ل أبي الفتح ابن جني، مما عني بجمعه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ابن منذر بن ملكون الحضرميّ رضي الله عنه، بتتبع عمر بن محمد بن عبد الله الأزدي وإصلاحه، رحمهم الله أجمعين بفضله ومنه، صيره ديوانا وأجزاءا لتكمل به الفائدة، العبد المذنب عبد المهيمن ابن محمد بن عبد المهيمن الحضرميّ، وفقه الله " .
-الاعلام للزركلي-
أبو محمَّد عبد المهيمن بن محمَّد بن عبد المهيمن الحضرمي السبتي: المولد التونسي القرار العلامة المتحلي بالوقار خاتمة الصدور عظيم الرؤساء المتفنن الحامل لواء المنظوم والمنثور الإِمام في الحديث واللغة والتاريخ قرأ على أبي جعفر بن الزبير وغيره وروى عن ابن رشيد وأجازه وأبي عبد الله بن خميس وابن عبد الرفيع وخلف المنتوري وابن الغماز وابن الشاط وأجاز له مالك بن المرحل وأبو الفتح ابن سيد الناس، يحمل العلم عن ألف شيخ ذكرهم في تأليف ضاع بضياعه علم كثير وعنه لسان الدين ابن الخطيب وابن خلدون والإمام المقري وأبو القاسم عبد الله بن يوسف بن رضوان وغيرهم له أربعينيات في الحديث مولده سنة 675هـ وتوفي بتونس بالطاعون الجارف سنة 749 هـ[1348 م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف
يوجد له ترجمة في: الإحاطة في أخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب.
عبد المهيمن بن محمد الحضرمى السبتى الفقيه الأديب الكاتب.
أخذ عن أبى الربيع، وابن الغمّاز، وابن صالح، وله تقدّم في علم الحديث، وضبطه، ومعرفة رجاله، يحمل عن ألف شيخ قد حكاهم، وذكرهم في مشيخته، ضاعت من يده، وضاع بضياعها علم كثير.
ومن شيوخه: أبو جعفر بن الزبير، والإمام أبو عبد الله: محمد بن خميس التّلمسانى.
وكان كاتبا عند أبى سعيد، وأبى الحسن. وكان من عادته-إذا تخلّف لمرض، أو راح لبلد-توجّه الأوامر إليه التى لا بدّ من علامته فيها: إذ كان صاحب العلامة، فلما مرض مرضه-لذى توفى منه-قدّم في مكانه: الفقيه أبو الفضل بن عبد الله بن أبى مرين.
وتوفى بتونس في صحبة الحسن المرينى سنة 749 ودفن بالزلاج .
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ)
الحضرمي (675 - 749 هـ) (1276 - 1349 م)
عبد المهيمن بن محمد بن عبد المهيمن الحضرمي السبتي، المحدّث، الفقيه الكاتب، الخطيب، النحوي.
أخذ عن ابن أبي الربيع، وأبي صالح الكناني الخطيب، وابن الغمّاز، وغيرهم ورد إلى تونس ضمن الوفد العلمي المصاحب للسلطان أبي الحسن المريني عند استيلائه على تونس سنة 748/ 1348، ولقيه ابن خلدون، وحضر مجلسه، وأخذ عنه كثيرا، وسمع عليه بعض الموطأ، وهو يرويه عن أبي جعفر بن الزبير وجملة من مشيخة أهل سبتة، ويتصل سنده فيه بالقاضي عياض، وأبي العباس العزفي صاحب «الدر المنظم في المولد المعظم» وأجاز ابن خلدون إجازة عامة كما أخذ عنه اجازة وسماعا الامهات الست، وكتاب ابن الصلاح، والسيرة لابن إسحاق، وكتبا أخرى كثيرة، ومن تلامذته عبد الله بن أبي القاسم محمد بن أحمد بن جزي الغرناطي، أجازه بتصانيف ابن الحاجب عن غير واحد من أشياخه منهم عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد العزيز الهوّاري، ومحمد بن محمد الكتامي التلمساني عرف بابن الخضار فيما أجازه غير مرة مشافهة كلاهما عن ابن الحاجب اجازة، ويحمل تصانيف ابن مالك سماعا لبعضها، واجازة لجميعها عن ابن النحاس، ومحمد بن أبي الفتح البعلبكي من تلامذة ابن مالك.
جلس للتدريس بتونس في مجلس السلطان أبي الحسن المريني، وكان القارئ هو الشيخ ابن عرفة في صحيح مسلم حديث مالك بن مغول بكسر الميم وفتح الواو، فقال له عبد المهيمن وابن الصباغ: مغول بفتح الميم وكسر الواو، فأعادها القارئ ابن عرفة كما قرأها أول مرة قاصدا خلافه، فضحك السلطان وأدار وجهه لعبد المهيمن وقال له: أراه لم يسمع منك، فأجابه بقوله: «لا تبديل لخلق الله» وقد ضبط النووي اللفظ بالوجهين في كتاب الإيمان، ومن نظم أبي حيان في عهد المهيمن:
ليس في الغرب عالم … غير عبد المهيمن
نحن في العلم هكذا … أنا منه وهو مني
وكان كاتبا للعلامة عند السلطان أبي سعيد، والسلطان أبي الحسن المرينيين، وكان من عادته إذا تخلف لمرض أو سافر لبلد توجه الأوامر إليه التي لا بد من علامته فيها، وهذه العلامة توضع أسفل الأوامر والمكاتيب السلطانية.
وكان محدثا ضابطا حافلا له معرفة برجال الحديث، يروي عن ألف شيخ ذكرهم في «مشيخته» التي ضاعت في حياته، وضاع معها علم كثير، وكانت له خزانة كتب نفيسة تزيد على ثلاثة آلاف سفر في الحديث، والفقه، والعربية، والأدب، وسائر العلوم، مضبوطة كلها ومقابلة، ولا يخلو سفر منها من ثبت بخط بعض شيوخه المعروفين في سنده إلى مؤلفه.
تخلف عن واقعة القيروان لما كان به من علة النقرس، ولما وصل الخبر بهزيمة السلطان أبي الحسن المريني إلى تونس وقع اضطراب فالتجأ اتباعه إلى القصبة والتجأ المترجم له إلى دار ابن خلدون في المدينة خشية أن يصاب معهم بمكروه، وبعد الهزيمة خرج السلطان إلى سوسة، وركب منها البحر إلى تونس وسخط على المترجم عدم التجائه إلى القصبة، واسند كتابه العلامة لأبي الفضل ابن الرئيس عبد الله بن أبي مدين، وأقام المترجم عاطلا عن العمل ثم أعاده السلطان إلى كتابة العلامة.
له أربعينية تساعية في الحديث
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثاني - صفحة 158 - للكاتب محمد محفوظ