إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل الكركي أبي الفضل برهان الدين

ابن الكركي البرهان

تاريخ الولادة835 هـ
تاريخ الوفاة922 هـ
العمر87 سنة
مكان الولادةالقاهرة - مصر
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • القاهرة - مصر
  • قايتباي- الإسكندرية - مصر

نبذة

إبراهيم الكركي: إبراهيم الشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة برهان الدين بن الكركي المصري الحنفي. كان فاضلاً عالماً عارفاً بالميقات ووضعياته، ذكياً لطيفاً، حسن العشرة والمعاملة، وفيه عفة وكرم باشر القضاء بعفة وديانة، وضبط للأوقاف وصرفها إلى أربابها، وكان ذا فصاحة في اللسان العربي والتركي، ولم يزل في عزة وارتفاع قدر خصوصاً عند الملوك والأتراك.

الترجمة

وفيهَا فِي عصر يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس شعْبَان توفّي الْعَلامَة إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْبُرْهَان أَبُو الْوَفَاء ابْن الزين الْمقري أبي هُرَيْرَة أبن الشَّمْس بن الْمجد الكركي الأَصْل القاهري المولد وَالدَّار الْحَنَفِيّ أَمَام السُّلْطَان وَيعرف بِابْن الكركي غريقاً شَهِيدا فِي بركَة الْفِيل تَحت منزله بهَا وَكَانَ مولده وَقت الزَّوَال من يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَأمه أم ولد جركسية فحفظ الْقُرْآن وَأَرْبَعين النَّوَوِيّ والشاطبية ومختصر الْقَدُورِيّ والفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَعرض على عُلَمَاء عصره كالشهاب ابْن حجر وَالْعلم البُلْقِينِيّ والعلمان القلقشندي واللؤلؤي السَّقطِي وَسعد الدّين بن الديري وَابْن الْهمام وَجَمَاعَة آخَرين وَكَتَبُوا كلهم لَهُ وَسمع صَحِيح مُسلم أَو أَكْثَره على الزين الزَّرْكَشِيّ وتلى الْقُرْآن على بَعضهم وجود الْقِرَاءَة مَعَ رؤسائها وَأكْثر من مُلَازمَة الشَّافِعِي وَاللَّيْث وَغَيرهمَا من الْمشَاهد الجليلة وعادت بركَة أَرْبَابهَا وزوارها عَلَيْهِ وَفِي غُضُون ذَلِك مقبل على الْعلم وتحصيله يتَوَجَّه لمنقوله ومعقوله فَأخذ الْمِيقَات عَن الْبَدْر القيمري وَالْفِقْه والعربية عَن الشَّمْس امام الشيخوخة وَكَذَا أَخذ عَن النَّجْم الْغَزِّي قَاضِي الْعَسْكَر بل والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَسمع عَلَيْهِ الشِّفَاء مُلَفقًا بِقِرَاءَة قارئين وَقَرَأَ الصَّحِيحَيْنِ على الشهَاب أَحْمد بن صَالح الْحلَبِي الْحَنَفِيّ ابْن الْعَطَّار وَحضر دروسه بل حضر دروس الْكَمَال ابْن الْهمام ولازم التقي الحصني وَكَذَا النقي الشمني والكافياجي وَعظم اخْتِصَاصه بهم
وَمِمَّا أَخذ عَن الشمني التَّفْسِير وعلوم الحَدِيث وَالْفِقْه والأصلين والعربية والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا بقرَاءَته وَمرَّة غَيره تَحْقِيقا ودراية وبقراءته أَيْضا الشِّفَاء وَالْبُخَارِيّ وَدخل مَعَهم فِي كثير من مشكلات كتب هَذِه الْفُنُون وَغَيرهَا وأذنوا لَهُ فِي اقرائها
وَلما سَافر قايتباي فِي أَيَّام امارته قبل أَن يصير إِلَيْهِ الْملك إِلَى بعض الْبِلَاد أستصحبه أماماً ثمَّ لم يلبث إِلَى أَن أرتقى إِلَى السلطنة فقربه وَأَدْنَاهُ وأحبه فَبَلغهُ مناه وأختص بِهِ عَمَّن عداهُ وخوله مزِيد النعم وشمله فِيهَا يلتمسه بنعم وَأَعْطَاهُ قِرَاءَة البُخَارِيّ بالقلعة وولاه تدريس أَمَاكِن مُتعَدِّدَة ومشيخة الصُّوفِيَّة فِي بَعْضهَا وخطابة بعض الْمدَارِس واقطاع ورتب لَهُ فِي كل يَوْم دِينَارا وحوالي وعدة وظائف كَانَت مَعَه وَمَعَ أَبِيه بِجَامِع طولون من رئاسة وَغَيرهَا بِحَيْثُ قيل ان المستقر فِي متحصله اليومي من جهاته شَيْء كثير سوى مَا يساق إِلَيْهِ من الْهَدَايَا والعطايا كاعطائه فِي جهاز ابْنة لَهُ فِيمَا قيل ألف دِينَار من السُّلْطَان وَمن الدوادار مثلهَا بل ازيد ونوه بِهِ فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة وَكَانَ شَأْنه أَعلَى من ذَلِك إِذْ كَانَ الْقُضَاة وَغَيرهم من الْأَعْيَان مِمَّن يتَرَدَّد لبابه ويتلذذ بخطابه بل مَال الْفُضَلَاء من الغرباء وَغَيرهم إِلَى الأستفادة مِنْهُ وَسَمَاع مباحثه والأنتفاع بتنويهه ومساعدته وبمساعدته اسْتَقر شَيْخه الحصني فِي مشيخة الشَّافِعِي وَلم يزل يزِيد اخْتِصَاصه بالسلطان بِحَيْثُ لم يخْتَلف عَنهُ فِي أَسْفَاره حَتَّى انه دخل مَعَه الشَّام وحلب وَبَيت الْمُقَدّس وَمَكَّة وَالْمَدينَة
قَالَ السخاوي أَنه تمنى بِحَضْرَتِهِ الْمَوْت فانزعج من ذَلِك وَقَالَ بل انا أتمناه لتقرأ عَليّ عِنْد قَبْرِي وتزورني وَنَحْو ذَلِك وَلذَا لم يجب سُؤَاله فِي مشيخه مدرسته المكنية قَالَ وَقد صنف وافتى وَحدث وروى ونظم ونثر ونقب وَتعقب وخطب وَوعظ وَقطع وَوصل وَقدم واخر
وَمن تصانيفه فِي الْفِقْه فَتَاوَى مبوبه فِي مجلدين وحاشية على توضيح ابْن هِشَام هَذَا كُله مَعَ الفصاحة والبلاغة وَحسن الْعبارَة الْمُقْتَضِيَة للانتظام والربط والانسجام والضبط وجودة الْخط ولطف الْعشْرَة والظرف والميل إِلَى النادرة واللطف ومزيد الذكاء والتفنن وَسُرْعَة البديهة الَّتِي يَتَّضِح بهَا التَّبْيِين وطراوة النغمة والأعتراف بِالنعْمَةِ والطبع الْمُسْتَقيم الَّذِي لَا يمِيل بِهِ غَالِبا لدني وَلَا لئيم وَلم يزل فِي ازدياد من الترقي حَتَّى بلغ مبلغا عَظِيما إِلَى أَن كَانَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ تنكد خاطر السُّلْطَان من جِهَته فَمَنعه من الْحُضُور فِي حَضرته فَتوجه للإقراء فِي بَيته لفنون الْعلم والفتيا إِلَى أَن كَانَ فِي مستهل ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَتِسْعين عَاد للْإِمَامَة على عَادَته ثمَّ أُعِيد لكل من قِرَاءَة الحَدِيث ومشيخة الأشرفية فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا قَالَ الشَّيْخ جَار الله بن فَهد رَحمَه الله أَقُول وَبعد الْمُؤلف فِي زمَان النَّاصِر ابْن الْأَشْرَف قايتباي تولى قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِالْقَاهِرَةِ مستهل الْمحرم عَام ثَلَاث وتسعمائه ثمَّ عزل عَن الْقَضَاء فِي سنة سِتّ وَتِسْعمِائَة وَاسْتمرّ مَفْصُولًا حَتَّى عرض عَلَيْهِ الْقَضَاء شرف الغوري فَلم يقبله فَاسْتحْسن الْملك مِنْهُ ذَلِك وَصَارَ مبجلاً مُعظما حَتَّى مَاتَ رَحمَه الله    

-النور السافر عن أخبار القرن العاشر-لمحي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس.

 

إبراهيم الكركي: إبراهيم الشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة برهان الدين بن الكركي المصري الحنفي. كان فاضلاً عالماً عارفاً بالميقات ووضعياته، ذكياً لطيفاً، حسن العشرة والمعاملة، وفيه عفة وكرم باشر القضاء بعفة وديانة، وضبط للأوقاف وصرفها إلى أربابها، وكان ذا فصاحة في اللسان العربي والتركي، ولم يزل في عزة وارتفاع قدر خصوصاً عند الملوك والأتراك، وكان له ثروة وأملاك وجهات كثيرة، ومتع حتى بموت أعدائه أمامه ودرس بالأشرفية وغيرها. قال العلائي: وقد وقفت له على سماع في صحيح البخاري بحفظ الزركشي في نسخة الشيخونية، وكان يقول: إنه سمع عليه في صحيح مسلم أيضاً، وقد اشتغل على التقويين الشمني والحصكفي، وأخذ الأخذ عن ابن العطار، وكانت وفاته يوم الثلاثاء خامس شعبان سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة غريقاً تجاه منزله من بركة الفيل بسب أنه كان توضأ بسلالم قيطونه، فانفرك به القبقاب، فانكفأ في البركة، ولم يتفق أحد يسعفه فاستبطأوه فتطلبوه، فوجدوا عمامته عائمة وفردة القبقاب على السلم، فعلموا سقوطه في البركة، فوجدوه ميتاً ونال الشهادة، ودفن بفسقيته التي أنشأها بتربة الأتابك يشبك بقرب السلطان قايتباي - رحمه الله تعالى - وتردد الأمير طومان باي الذي صار سلطاناً بعد موت الغوري إلى بيته، وذهب ماشياً إلى جنازته هو ومن بمصر من الأعيان، وصلي عليه بسبيل المؤمنين ضحوة الأربعاء سادس شعبان المذكور، وصلي عليه وعلى البرهان بن أبي شريف وآخرين غائبة في جامع دمشق يوم الجمعة تاسع عشر محرم سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة - رحمه الله تعالى -.

- الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة -

 

 

الشيخ برهان الدين أبو الفضل إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن إسمعيل الكَرَكي الأصل القاهري الحنفي، المتوفى في حدود سنة [اثنتين وعشرين وتسعمائة].
ولد بالقاهرة سنة خمس وثلاثين وثمانمائة وحفظ القرآن وتفقه وقرأ الحديث ولازم التّقي الحصني والشُّمُنِي وحضر دروس الكافيجي وأخذ عن ابن الهُمَام وغيره وولي المناصب وعاشر الملوك وجمع في الفقه فتاوى سماه "الفيض" وصنَّف "حاشية على توضيح ابن هشام". ذكره تقي الدين نقلاً عن "الضوء".
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.