عبد اللَّطِيف بن عَليّ الزين الشارمساحي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي، / كَانَ أَبوهُ من مدركي بَلَده ففارقه وَقدم الْقَاهِرَة وَقد قَارب الْأَرْبَعين فقطن الْأَزْهَر وَحفظ الْحَاوِي ثمَّ لَازم فِيهِ الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَابْن حسان والعبادي وَغَيرهم كالبدر أبي السعادات وَفِي الْفَرَائِض الزين البوتيجي وبرع فيهمَا وَأذن لَهُ فِي التدريس والافتاء، وتصدى لذَلِك قبل حفظه الْقُرْآن ثمَّ أقبل عَلَيْهِ حَتَّى حفظه وانتفع بِهِ جمَاعَة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْبَدْر الطلخاوي والأمين بن النجار، وتنزل فِي الخانقاة الصلاحية وَكَانَ ذَا إقدام وَكَلَام، وناب فِي الْقَضَاء عَن البُلْقِينِيّ فَمن بعده وَجمع فِي آدابه شَيْئا، وتحول إِلَى بولاق فسكنه وانتفع بِهِ أهل تِلْكَ الخطة تدريسا وافتاء حَتَّى مَاتَ، وَقد زَاد على السّبْعين فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بعد مرض طَوِيل، وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الخطيري وَدفن بالقرافة رَحمَه الله وإيانا.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.