عمر بن حسين بن حسن بن أحمد العبادي أبي حفص سراج الدين

تاريخ الولادة804 هـ
تاريخ الوفاة885 هـ
العمر81 سنة
مكان الولادةمصر - مصر
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • القاهرة - مصر

نبذة

عمر بن حُسَيْن بن حسن بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن خَلِيل بن الْحسن السراج أَبُو حَفْص بن الْبَدْر الْعَبَّادِيّ ثمَّ الطنتدائي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. وَرَأَيْت من حذف أَحْمد من نسبه وَأَن عَليّ بن عبد الدَّائِم بن مُحَمَّد وَالْأول أثبت وَيعرف بالعبادي. ولد تَقْرِيبًا كَمَا كتبه بِخَطِّهِ فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بمنية عباد من الغربية

الترجمة

عمر بن حُسَيْن بن حسن بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن خَلِيل بن الْحسن السراج أَبُو حَفْص بن الْبَدْر الْعَبَّادِيّ ثمَّ الطنتدائي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. وَرَأَيْت من حذف أَحْمد من نسبه وَأَن عَليّ بن عبد الدَّائِم بن مُحَمَّد وَالْأول أثبت وَيعرف بالعبادي. ولد تَقْرِيبًا كَمَا كتبه بِخَطِّهِ فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بمنية عباد من الغربية. ثمَّ تحول مِنْهَا وَهُوَ مُمَيّز إِلَى طنتدا فأكمل بهَا فحفظ بهَا حفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ ثمَّ حفظ الْعُمْدَة وَقدم الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ وقطنها فِي الثَّانِيَة من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع عشرَة وَحفظ بهَا سوى مَا تقدم ألفية الحَدِيث والمنهاج الفرعي والأصلي وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والتسهيل ولامية الْأَفْعَال ثلاثتها لِابْنِ مَالك وَعرض على من دب ودرج وَعرف بِقُوَّة الحافظة ومزيد الفطنة فَأقبل على الِاشْتِغَال وتفقه بِغَيْر وَاحِد فَأخذ الْفِقْه عَن الشَّمْس بن البصار الْمَقْدِسِي نزيل القطبية أَخذ عَنهُ الْحَاوِي لمزيد خبرته بِهِ وتعليقه لنكت عَلَيْهِ فِي مجلدين وبالشمس الْبرمَاوِيّ واشتدت ملازمته لَهُ وترافق مَعَ الْمَنَاوِيّ فِي تَقْسِيم مُخْتَصر الْمُزنِيّ عَلَيْهِ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبوصيري فِي آخَرين مِنْهُم الْبُرْهَان البيجوري وَكَانَ قد عرضه عَلَيْهِ جَمِيع الْمِنْهَاج من حفظه وقريبه والشهاب السخاوي والنور بن الشلقامي وَابْن لولو وَالْجمال السمنودي أَخذ عَنهُ تَقْسِيم التَّنْبِيه وَكَذَا قَرَأَهُ بِتَمَامِهِ على التلواني التماسا لمعروفه وَحضر عِنْد الزين القمني درسا وَاحِدًا وَعند الْعَلَاء بن المغلي الْحَنْبَلِيّ كثيرا وَبحث مَعَه والتقي الفاسي الْمَالِكِي حِين قدومه الْقَاهِرَة بالقراسنقرية واستفاد مِنْهُ وجود الْقُرْآن بل تلاه لأبي عَمْرو وَابْن كثير على الشَّمْس الشراريبي، وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والواسطي والكمال بن خير وَالشَّمْس الغراقي وَهُوَ أول حَدِيث سمع عَلَيْهِ الحَدِيث بل الْعلم والبدر حُسَيْن البوصيري وَالْمجد الْبرمَاوِيّ والعز بن جمَاعَة فِي آخَرين مِنْهُم الْجمال الكازروني الْمدنِي وشافهه بِالْإِجَازَةِ والشرف بن الكويك، وَأَجَازَ لَهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَغَيره باستدعاء أبي البركات الغراقي، وَصَحب إِبْرَاهِيم الأدكاوي وَأخذ عَنهُ طَرِيق الْقَوْم وَنقل لي كثيرا من كراماته وأحواله وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الشهَاب الصنهاجي والشمسين الشطنوفي والعجمي ثمَّ عَن الْبُرْهَان بن حجاج الأبناسي قَرَأَ عَلَيْهِ الألفية وَابْن الْهمام وَقَرَأَ عَلَيْهِ شرحها لِابْنِ أم قَاسم وأصول الْفِقْه عَن أبي عبد الله وَأبي الْقسم المغربيين وعَلى ثَانِيهمَا قَرَأَ الْمنطق وَكَذَا أَخذه مَعَ غَيره من الْفُنُون عَن الْفَتْح الباهي الْحَنْبَلِيّ وَعلم الْكَلَام عَن بعض عُلَمَاء الْعَجم قَرَأَ عَلَيْهِ فِي شُرُوح العقائد والمقاصد والمواقف والمعاني وَالْبَيَان عَن الْبِسَاطِيّ مَعَ جَمِيع الجاربردي بل وَحضر فِي كثير من الْفُنُون لَكِن يَسِيرا عِنْد الْعِزّ بن جمَاعَة والفرائض والميقات وَالْعرُوض عَن الشَّمْس الغراقي ولازم ابْن المجدي حَتَّى أَخذ عَنهُ رِسَالَة فِي الجيب وقلم الْغُبَار بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الحوفى أَيْضا وَكتب الْيَسِير على الشَّمْس الطنتدائي نزيل البيبرسية وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي التدريس وَبَعْضهمْ فِي الْإِفْتَاء أَيْضا، وتصدى للتدريس قَدِيما قي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، وَكَانَ أحد شُيُوخه الأبناسي يُرْسل إِلَيْهِ الشهَاب المصطيهي وَغَيره للْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَكتب على الْفتيا فِي سنة ثَمَان وَعشْرين، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة خمس وَعشْرين وزار حراء وَأول مَا تنبه عمل فَقِيه ابْن ططر حَتَّى مَاتَ ثمَّ أَقرَأ ابْن الْأَشْرَف الملقب بعد بالعزيز وارتفق بذلك كُله وَولي إِمَامَة الجمالية فِي سنة سِتّ وَعشْرين ومشيخة التصوف بالباسطية بعد الشهَاب الْأَذْرَعِيّ والأحباس بعد ابْن الْعَيْنِيّ وتدريس الْفِقْه بالبرقوقية بعد الْمحلى وبالقراسنقرية بعد ابْن مَسْعُود ومشيخة سعيد السُّعَدَاء بعد التقي القلقشندي ورسم لَهُ يَوْمئِذٍ بلبلس خلعة ضمور فِي ختم البُخَارِيّ بعد انْقِطَاعه كَانَ عَن الْحُضُور بِسَبَب إهمالها، ورام الْخلَافَة عَن شَيخنَا فِي الْقَضَاء حِين السّفر لآمد فَمَا أمكن كَمَا أَنه لم يُمكنهُ الِاسْتِقْلَال بِهِ مَعَ تلفته إِلَيْهِ وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء طبقَة بعد طبقَة واشتهر اسْمه وَبعد صيته وَتقدم غير وَاحِد من طلبته وَصَارَ شيخ الشَّافِعِيَّة بِدُونِ مدافع عَلَيْهِ مدَار الْفتيا وَإِلَيْهِ النِّهَايَة فِي حفظ الْمَذْهَب وسرده خُصُوصا الْكتب المتداولة بِحَيْثُ يكْتب على أَكثر الفتاوي بديهة بِدُونِ مُرَاجعَة وَعبارَته فِيهَا جَيِّدَة بل وَله نثر حسن وَرُبمَا نظم مَا يكون فِيهِ المقبول، هَذَا مَعَ تقلله من المطالعة وركونه إِلَى الرَّاحَة كَثْرَة حركته بِالْمَشْيِ وَنَحْوه مِمَّا يكون فِي الْغَالِب سَببا لتوقف الحافظة بل والفاهمة أَيْضا ويستحضر مَعَ ذَلِك أَيْضا جملَة صَالِحَة من الحكايات وَالرَّقَائِق والأشعار والنكت وأخبار الصَّالِحين ويشارك فِي غَيرهَا من الْفُنُون مَعَ مزِيد صفائه وتواضعه وَعدم تأنقه فِي مأكله وملبسه وغالب شئونه وهمته مَعَ من يَقْصِدهُ وجلادته فِي إيصاله لغرضه بِحَيْثُ تسارع أهل الظنون فِي جر نفع إِلَيْهِ واحتماله لكثير مِمَّن يجافيه وإعراضه عَمَّن يُؤْذِيه وَلَا ينصفه مَعَ كثرتهم وَكَون فيهم من هُوَ فِي عداد طبقته ورغبته فِي المنسوبين إِلَى الصّلاح وَحسن اعْتِقَاده لَهُم وتبجيلهم حَسْبَمَا كَانَ يحكيه لي وَقد بشره فِي صغره غير وَاحِد مِنْهُم بِخَير كَبِير وَكَثْرَة موافاته فِي الْجَنَائِز وَغَيرهَا ومحاسنه كَثِيرَة، وَتوسع فِي الْإِذْن لكثيرين بالإفتاء والتدريس ونال مِنْهُ البقاعي بِسَبَب فتياه فِي كائنة الْكَنِيسَة مَا كَانَ سَببا للمزيد من حط مِقْدَاره وَكنت مِمَّن صَحبه قَدِيما وقرض لي عدَّة من تصانيفي فأبلغ كَمَا أثْبته مَعَ غير ذَلِك فِي مَوضِع آخر وَحَضَرت بعض دروسه وَكَذَا حضر معي فِي عدَّة ختوم بل حضر مَعَ أخي. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ بعد تعلله مُدَّة وَظهر عَلَيْهِ النَّقْص فِي حركته وَلزِمَ الْفراش مِنْهَا أَكثر من شهر وَصلى عَلَيْهِ بِبَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل جدا ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء وَشهد دَفنه خلق وَبكى النَّاس عَلَيْهِ كثيرا وَذكروا فضائله ومحاسنه ورثاه غير وَاحِد رَحمَه الله وإيانا.

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.