إبراهيم بن عمر بن حسن بن الرباط ابن أبي بكر البقاعي
تاريخ الولادة | 809 هـ |
تاريخ الوفاة | 885 هـ |
العمر | 76 سنة |
مكان الولادة | البقاع - لبنان |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
- أحمد بن علي بن محمد بن أحمد العسقلاني أبي الفضل "ابن حجر العسقلاني"
- محمد بن علي بن محمد بن يعقوب القاياتي أبي عبد الله شمس الدين
- محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد القيسي أبي عبد الله شمس الدين "ابن ناصر الدين"
- الشرف موسى بن أحمد بن موسى بن عبد الله السبكي القاهري "ابن سيد الدار موسى"
- أبي بكر بن محمد بن عبد المؤمن بن حريز الحصني تقي الدين "التقي الحصني"
- إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي برهان الدين أبي الوفاء "سبط ابن العجمي"
- محمد بن محمد بن محمد بن علي الدمشقي أبي الخير شمس الدين "ابن الجزري"
- محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد السيواسي السكندري كمال الدين "ابن الهمام"
- أبي بكر بن أحمد بن محمد بن عمر الأسدي الشهبي تقي الدين "ابن قاضي شهبة"
- التاج أبي حاد محمد بن بهادر بن عبد الله الدمشقي
- محمد بن ناصر الدين محمد بن محمد السالمي الكركي "تاج الدين ابن الغرابيلي محمد"
- محمد بن محمد بن أبى القاسم بن محمد المشدالي البجالي المغربي أبي الفضل "أبي الفضل محمد"
- عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي أبي الفضل جلال الدين "ابن الكتب"
- محمد بن عبد القادر بن مدين الأشموني
- عبد العزيز بن عمر بن محمد الهاشمي أبي فارس عز الدين "أبي الخير ابن فهد"
- عبد الوهاب بن أبي بكر بن أحمد بن محمد الحسيني الصلتي الدمشقي تاج الدين "ابن الواعظ"
- شمس الدين أحمد بن محمد بن عبد الله الرملي "ابن الملاح"
- نور الدين علي بن إبراهيم بن أبي بكر المقسي الكلبشاوي "الكلبشي علي"
- محيي الدين أبي الفتوح عبد القادر بن إبراهيم بن سليمان المحلي "ابن السفيه عبد القادر"
- محمد بن محمد بن محمد الدلجي العثماني شمس الدين
- محمد بن عمر بن محمد النصيبي جلال الدين أبي بكر
نبذة
الترجمة
إبراهيم بن عمر ت 885
هو: إبراهيم بن عمر بن حسن بن الربا: بضم الراء بعدها باء موحدة خفيفة، ابن أبي بكر البقاعي. نزيل القاهرة ثم دمشق.
وهو أستاذ ثقة ضابط حجة، قارئ، محدث، مفسّر، مؤلف.
ولد تقريبا سنة تسع وثمان مائة بقرية من عمل «البقاع» ثم تحوّل إلى «دمشق» ثم فارقها ودخل بيت المقدس، ثم رحل إلى «القاهرة»، وفي القاهرة اتصل بعلمائها وأخذ عنهم القراءات القرآنية، والفقه، والنحو، وغير ذلك من العلوم.
فقد قرأ القراءات على «الجزري» جمعا بالعشرة، إلى سورة «البقرة».
وقرأ على «التاج بن بهادر» الفقه، والنحو.
وأخذ عن «الحافظ ابن حجر، وأبي الفضل المغربي» وغيرهما وبرع في جميع العلوم وفاق الأقران.
ثم صنف الكثير من الكتب في شتى العلوم، وفي هذا يقول «محمد بن علي الشوكاني» ت 1250 هـ:
ومن أمعن النظر في كتاب «إبراهيم بن عمر» الذي جعله في المناسبات بين الآي والسور علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علمي المعقول، والمنقول.
ثم يستطرد «الشوكاني» قائلا: وكثيرا ما يشكل عليّ شيء في الكتاب العزيز فأرجع إلى مطولات التفسير، ومختصراتها، فلا أجد ما يشفي، وأرجع الى هذا الكتاب فأجد ما يفيد في الغالب.
وقد رحل «إبراهيم بن عمر» إلى الحجاز فأدّى فريضة الحج، ثم عاد إلى «القاهرة» وجلس للتعليم، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ويتتلمذون عليه في شتى الفنون. ثم عاد إلى «دمشق» بعد حياة حافلة بطلب العلم، والتعليم والتصنيف فوافاه الأجل المحتوم وتوفي ليلة السبت ثامن عشر رجب سنة خمس وثمانين وثمانمائة، ودفن خارج «دمشق» من جهة قبر عاتكة.
وتذكر لنا كتب التاريخ أن «إبراهيم بن عمر» رثى نفسه في حياته فقال:
نعم انني عما قريب لميت ... ومن ذا الذي يبقى على الحدثان
كأنك بي أنعى عليك وعندها ... ترى خيرا صمّت له الأذنان
فلا حسد يبقى لديك ولا قلى ... فينطق في مدحي بأيّ معان
وتنظر أوصافي فتعلم أنها ... علت عن مدان في أعزّ مكان
فكم من عزيز بي بذل جماحه ... ويطمع فيه ذو شقا وهوان
فيا ربّ من تفجأ بهول يودّه ... ولو كنت موجودا لديه دعاني
رحم الله «إبراهيم بن عمر» وجزاه الله أفضل الجزاء.
معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ
برهان الدين إبراهيم البقاعي
هو الشيخ إبراهيم بن عمر بن حسن الرُّباط أبو الحسن برهان الدين البقاعي الشافعي ولد سنة 809 هـ تسع وثمانمائة من الهجرة في قرية (خربة روها) من عمل البقاع بلبنان، ونشأ بها ثم هاجر إلى دمشق برفقة جده لأمه علي بن محمَّد السليمي.
حياته العلمية:
رحل في طلب العلم إلى حلب وبيت المقدس والقاهرة والإسكندرية ودمياط وأقام بمكة وزار المدينة والطائف.
درس الحديث والتفسير والقراءات والتاريخ والفقه، وبرع واجتهد حتى أصبح من الأئمة المتقنين المتجرين في علوم شتى، وعينه ابن حجر لقراءة الحديث في القلعة، ودرس القراءات بالمدرسة المؤيدة وكان شيخاً للقراء بتربة أم الصالح.
شيوخه:
1 - محمَّد محمَّد بن الجزري.
2 - ابن حجر العسقلانى.
3 - ابن ناصر الدين محمَّد بن عبد الله القيسي الدمشقي.
4 - ابن قاضي شهبة أبو بكر بن أحمد الدمشقي.
5 - البرهان الحلبي إبراهيم بن محمَّد، أبو إسحاق سبط ابن العجمى.
6 - عبد الرحيم بن القاضي الناصر محمَّد.
7 - محمَّد بن علي القاهري، قاضي القضاة ومحقق الوقت وعلامة الآفاق.
8 - محمَّد بن عبد الواحد السيواسي الاسكندري.
تلاميذه:
1 - أحمد بن خليل اللبودي.
مؤلفاته:
من مؤلفاته ما هى مطبوعة ومنها المخطوطة ومنها المفقودة.
فأما المطبوعة:
1 - تحذير العباد من أهل العناد ببدعة الاتحاد.
2 - تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي.
3 - سر الروح.
4 - عنوان العنوان بتجريد أسماء الشيوخ والتلامذة والأقران.
5 - مصاعد النظر للإشراف على مقاصد الصور.
6 - نظم الدرر في تناسب الآى السور.
وأما المخطوطة:
7 - إتمام إيساغوجي.
8 - الأجودة السرية عن الألغاز الجزرية.
9 - أخبار الجلاد في فتح البلاد.
10 - أدلة البرهان القويم على تناسب آى القرآن العظيم.
11 - الاسترشاد بآيات الجهاد.
12 - أسواق الأشواق من مصارع العشاق.
13 - إظهار العصر لأسرار أهل العصر.
14 - الإعلام لسيد الهجرة إلى الشام.
15 - الأقوال البديعة في حكم النقل من الكتب القديمة.
16 - الإيذان بفتح أسرار التشهد والآذان.
17 - الباحة في علمي الحساب والمساحة.
18 - بذل النصح والشفقة للتعريف بصحبة ورقه.
19 - تهديم الأركان من ليس في الإمكان أبدع مما كان.
20 - جواهر البحار في نظم سيرة النبي المختار.
21 - دلالة البرهان على أن ليس في الإمكان أبدع مما كان.
22 - ضوابط الإشارات إلى أجزاء علم القراءات.
23 - عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران.
24 - الفتح القدسي في آية الكرسي.
25 - القول المفيد في أصول التجويد.
26 - ما لا يستغني عنه إنسان من ملح اللسان.
27 - مختصر سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وثلاثة من الخلفاء الراشدين.
28 - النكت والفوائد على شرح العقائد.
29 - الوفيات.
وأما المفقودة فهي:
30 - الإباحة في شرح الباحة.
31 - أحسن الكلام المنتقي من ذم الكلام.
32 - الإدراك لفن الاحتباك.
33 - أسد البقاع الناهسة في معتدي المقادسة.
34 - الإسفار عن أشردة الأسفار.
35 - إشعار الواعي بأشعار البقاعي.
36 - أشلاء الباز على ابن الخياز.
37 - الاطلاع على حجة الوداع.
38 - إنارة الفكر بما هو الحق وفي كيفية الذكر.
39 - بيان الإجماع على منع الاجتماع في بدعة الغناء والسماع.
40 - تدمير المعارض في تكفير ابن الفارض.
41 - تهذيب جمل الخونجي.
42 - الجامع المبَيّن لما قيل في "وكأيّن".
43 - خير الزاد والمنتقي من كتاب الاعتقاد.
44 - دلائل البرهان لمنصفي الإخوان على طريق الإيمان.
45 - رفع اللثام عن عرائس النظام.
46 - السيف المسنون اللماع على المفتي بالابتداع.
47 - شرح جمع الجوامع في أصول الفقه.
48 - شرح جواهر البحار في نظم سيرة النبي المختار.
49 - شرح الهداية إلى علوم الدراية لابن الجزري.
50 - صواب الجواب للسائل المرتاب.
51 - عظم وسيلة الإصابة في صنعة الكتابة.
52 - الفارض لتكفير ابن الفارض.
53 - القول المعروف في بدعة دائم المعروف.
54 - كفاية القاري.
55 - النكت الوفية في شرح الألفية للعراقي.
وهناك كتب نسبت إليه وهي:
1 - الأصل الأصيل في تحريم النقل من التوراة والإنجيل.
2 - الخجل في نهاية الأمل.
3 - العدة في أخبار الردة.
4 - القول المألوف في الرد على منكر المعروف.
وفاته:
توفي رحمه الله في دمشق سنة 885 هـ خمس وثمانين وثمانمائة من الهجرة وصلى عليه في الجامع الأموي، ودفن بالتربة الحمرية جهة قبر عاتكة.
إمتاَعُ الفُضَلاء بتَراجِم القرّاء فِيما بَعدَ القَرن الثامِن الهِجري- للساعاتي
إبراهيم بن عمر بنِ حسنٍ البقاعيُّ (مولده البقاع في سوريا سنة (809 هـ 1409 م).).
قال في "البدر الطالع": برع في جميع العلوم، وفاق الأقران، لا كما قال السخاوي: إنه ما بلغ رتبة العلماء، بل قصارى أمره إدراجه في الفضلاء، وأنه ما أتقن فنًا، قال: وتصانيفه شاهدة بما قلته.
قلت: بل تصانيفه شاهدة بخلاف ما قال، وإنه من الأئمة المتقنين المتبحرين في جميع المعارف، ولكن هذا من كلام الأقران في بعضهم بعضًا بما يخالف الإنصاف؛ لما يجري بينهم من المناقشات تارة على العلم، وتارة على الدنيا، وقد كان المترجَم له منحرفًا عن السخاوي، وجرى بينهما - من المناقضة والمراسلة والمخالفة - ما يوجب عدم قبول [قول] أحدهما على الآخر، ومن أمعن النظر في كتاب المترجَم له في التفسير الذي جعله في المناسبة بين الآي والسور (له تفسير سماه: "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور" في سبعة أجزاء، لم يطبع، قلت: بل طبع عدة طبعات، أهمها طبعة حيدر آباد الدكن في نيف وعشرين جزءًا.)، علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء، الجامعين بين علمي المعقول والمنقول، وكثيرًا ما يشكل عليّ شيء في الكتاب العزيز، فأرجع إلى مطولات التفسير ومختصراتها، فلا أجد ما يشفي، وأرجع إلى هذا الكتاب، فأجد ما يفيد في الغالب. وقد نال منه علماء عصره بسبب تصنيف هذا الكتاب، وأنكروا عليه النقل من التوراة والإنجيل، وترسلوا عليه، وأغروا به الرؤساء، ورأيت له رسالة يجيب بها عليهم، وينقل الأدلة على جواز النقل من الكتابين، وفيها ما يشفي، ولما تنكَّر له الناس، وبالغوا في أذاه، لمَّ أطرافه، وتوجه إلى دمشق، وقد كان بلغ جماعة من أهل العلم في التعرض له بكل ما يكره إلى حد التكفير، حتى رتبوا عليه دعوى عند القاضي المالكي، وقد كان رام المالكيُّ الحكمَ بكفره وإراقة دمه، وقد امتحن الله أهلَ تلك الديار بقضاة من المالكية يتجرؤون على سفك الدماء بما لا يحل به أدنى تعزير، فأراقوا دماء جماعة من أهل العلم جهالةً وضلالة على الله، ومخالفة لشريعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتلاعبًا بدينه، بمجرد نصوص فقهية، واستنباطات فروعية ليس عليها أثارة من علم، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولم يزل المترجَم له - رحمه الله - يكابد الشدائد، ويناهد العظائم قبل رحلته من مصر، وبعد رحلته إلى دمشق، حتى توفاه الله في سنة 885، وقد ترجم له السخاوي ترجمة مظلِمة، كلها سب وانتقاص، وطوَّلها بالمثالب، بل ما زال يحطُّ عليه في جميع كتابه المسمى بالضوء اللامع؛ لأن المترجَم له كتب لأهل عصره تراجم، ونال من أعراض جماعة منهم، لا سيما الأكابر الذين أنكروا عليه، فكان السخاوي ينقل قوله في ترجمة أولئك الأكابر، ويناقضه، وينتقصه، ولشعراء عصره فيه أمداح وأهاجي، وما زالتِ الأشرافُ تُهجى وتُمْدَحُ. ومن محاسنه التي جعلها السخاوي من جملة عيوبه: ما نقله عنه: أنه قال في وصف نفسه: إنه لا يخرج نفسه عن الكتاب والسنة، بل هو منطبع بطباع الصحابة، وهذه منقبة شريفة، ومرتبة منيفة - رحمهم الله جميعًا، ورحمنا -، انتهى.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.
إبراهيم بن عمر بن حسن بن الرِّبَاط
بِضَم الرَّاء بعْدهَا مُوَحدَة خَفِيفَة ابْن علي بن أَبى بكر البقاعي نزيل الْقَاهِرَة ثمَّ دمشق الإمام الْكَبِير برهَان الدَّين ولد تَقْرِيبًا سنة 809 تسع وثمان مائَة بقرية من عمل الْبِقَاع وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحوَّل إلى دمشق ثمَّ فَارقهَا وَدخل بَيت الْمُقَدّس ثمَّ الْقَاهِرَة وَقَرَأَ على التَّاج بن بهادر فِي الْفِقْه والنحو وعَلى الجزرى فِي القرا آتٍ جَمِيعًا للعشرة على أثْنَاء سُورَة الْبَقَرَة
وَأخذ عَن التقي الحصني والتاج الغرابيلي والعماد بن شرف والشرف السبكي والْعَلَاء القلقشندي والقاياني والحافظ ابْن حجر وأبي الْفضل المغربي وبرع فِي جَمِيع الْعُلُوم وفَاق الأقران لَا كَمَا قَالَ السخاوي أَنه مَا بلغ رُتْبَة الْعلمَاء بل قصارى أمره إدراجه فِي الْفُضَلَاء وَأَنه مَا علمه أتقن فَنًّا قَالَ وتصانيفه شاهدة بِمَا قلته قلت بل تصانيفه شاهدة بِخِلَاف مَا قَالَه وَأَنه من الْأَئِمَّة المتقنين المتبحرين فِي جَمِيع المعارف وَلَكِن هَذَا من كَلَام الأقران فِي بَعضهم بعض بِمَا يُخَالف الإنصاف لما يجري بَينهم من المنافسات تَارَة على الْعلم وَتارَة على الدُّنْيَا وَقد كَانَ المترجم لَهُ منحرفاً عَن السخاوي والسخاوي منحرفاً عَنهُ وَجرى بَينهمَا من المناقضة والمراسلة والمخالفة مَا يُوجب عدم قبُول أَحدهمَا على الآخر وَمن أمعن النظر فِي كتاب المترجم لَهُ فِي التَّفْسِير الَّذِي جعله فِي الْمُنَاسبَة بَين الآي والسور علم أَنه من أوعية الْعلم المفرطين فِي الذكاء الجامعين بَين علمي الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول وَكَثِيرًا مَا يشكل على شئ فِي الْكتاب الْعَزِيز فأرجع إلى مطولات التفاسير ومختصراتها فَلَا أجد مَا يشفي وأرجع إلى هَذَا الْكتاب فأجد مَا يُفِيد فِي الْغَالِب وَقد نَالَ مِنْهُ عُلَمَاء عصره بِسَبَب تصنيف هَذَا الْكتاب وأنكروا عَلَيْهِ النَّقْل من التَّوْرَاة والإنجيل وترسلوا عَلَيْهِ وَأغْروا بِهِ الرؤساء وَرَأَيْت لَهُ رِسَالَة يُجيب بهَا عَنْهُم وينقل الْأَدِلَّة على جَوَاز النَّقْل من الْكِتَابَيْنِ وفيهَا مَا يشفي وَقد حجّ ورابط وانجمع فَأخذ عَنهُ الطّلبَة فِي فنون وصنَّف التصانيف وَلما تنكر لَهُ النَّاس وبالغوا فِي أَذَاهُ لمّ أَطْرَافه وَتوجه إلى دمشق وَقد كَانَ بلغ جمَاعَة من أهل الْعلم فِي التَّعَرُّض لَهُ بِكُل مَا يكره إلى حد التَّكْفِير حَتَّى رتبوا عَلَيْهِ دَعْوَى عِنْد القاضي المالكي أَنه قَالَ إن بعض المغاربة سَأَلَهُ أَن يفصل في تَفْسِيره بَين كَلَام الله وَبَين تَفْسِيره بقوله أي أَو نَحْوهَا دفعاً لما لَعَلَّه يتَوَهَّم وَقد كَانَ رام المالكي الحكم بِكُفْرِهِ وإراقة دَمه بِهَذِهِ الْمقَالة حَتَّى ترامى المترجم لَهُ على القاضي الزيني بن مزهر فعذره وَحكم بإسلامه وَقد امتحن الله أهل تِلْكَ الديار بقضاه من الْمَالِكِيَّة يتجرون على سفك الدِّمَاء بِمَا لَا يحل بِهِ أدنى تَعْزِير فأراقوا دِمَاء جمَاعَة من أهل الْعلم جَهَالَة وضلالة وجرأة على الله وَمُخَالفَة لشريعة رَسُول الله وتلاعباً بِدِينِهِ بِمُجَرَّد نُصُوص فقهية واستنباطات فروعية لَيْسَ عَلَيْهَا اثارة من علم فانا لله وإنا إليه رَاجِعُون وَلم يزل المترجم لَهُ رَحمَه الله يكابد الشدائد ويناهد العظائم قبل رحلته من مصر وَبعد رحلته إلى دمشق حَتَّى توفاه الله بعد أَن تفتت كبده كَمَا قيل في لَيْلَة السبت ثامن عشر رَجَب سنة 885 خمس وَثَمَانِينَ وثمان مائَة وَدفن خَارج دمشق من جِهَة قبر عَاتِكَة وَقد ترْجم لَهُ السخاوي تَرْجَمَة مظْلمَة كلهَا سب وانتقاص وطولها بالمثالب بل مَا زَالَ يحط عَلَيْهِ فى جَمِيع كِتَابه الْمُسَمّى بالضوء اللامع لِأَن المترجم لَهُ كتب لأهل عصره تراجم ونال من أَعْرَاض جمَاعَة مِنْهُم لاسيما الأكابر الَّذين أَنْكَرُوا عَلَيْهِ فَكَانَ السخاوي ينْقل قَوْله في تَرْجَمَة أُولَئِكَ الأكابر ويناقضه وينتقصه ولشعراء عصره فِيهِ أمداح وأهاجى
وَمَا زَالَت الأشراف تهجى وتمدح
وَهُوَ كثير النظم جيد النثر في تراجمه ومراسلاته ومصنفاته وَهُوَ مِمَّن رثى نَفسه فى حيوته فَقَالَ
(نعم إنني عَمَّا قريب لمَيت ... وَمن ذَا الذي يبْقى على الْحدثَان)
(كَأَنَّك بي أنعى عَلَيْك وَعِنْدهَا ... ترى خَبرا صمّت لَهُ الأذنان)
(فَلَا حسد يبْقى لديك وَلَا قلى ... فينطق في مدحي بأي معَان)
(وَتنظر أوصافى فتعلم أَنَّهَا ... علت عَن مدان في أعز مَكَان)
(ويمسي رجَالًا قد تهدّم ركنهم ... فمدمعهم لي دَائِم الهملان)
(فكم من عَزِيز بي يذل جماحه ... ويطمع فِيهِ ذُو شقا وهوان)
(فيارب من تفجأ بهول يوده ... وَلَو كنت مَوْجُودا لَدَيْهِ دعانى)
(ويارب شخص قد دهته مُصِيبَة ... لَهَا الْقلب أَمْسَى دَائِم الخفقان)
(فيطلب من يجلو صداها فَلَا يرى ... وَلَو كنت جلتها يدي ولساني)
(وَكم ظَالِم نالته مني غَضَاضَة ... لنصرة مظلوم ضَعِيف وجنان)
(وَكم خطة سامت ذووها معرة ... أُعِيدَت بِضَرْب من يَدي وطعان)
(فإن يرثني من كنت أجمع شَمله ... بتشتيت شملي فالوفاء رثاني)
وَمن محاسنه الَّتِى جعلهَا السخاوي من جملَة عيوبه مَا نَقله عَنهُ أَنه قَالَ في وصف نَفسه أَنه لَا يخرج عَن الْكتاب وَالسّنة بل هُوَ متطبع بطباع الصَّحَابَة انْتهى وَهَذِه منقبة شريفة ومرتبة منيفة
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني
الشيخ الإمام برهان الدين إبراهيم بن عمر بن حسن الرُّبَاط -بضم الراء المهملة وفتح الموحدة مخففةً - بن علي بن أبي بكر البِقَاعي الشافعي المفسر، المتوفى بدمشق في 18 رجب سنة 885 خمس وثمانين وثمانمائة وعمره ست وسبعون [سنة].
ولد بقرية [خَرْبَة] رَوْحا من عمل البقاع، ثم تحول إلى دمشق، ثم إلى القدس والقاهرة وحَصَّل العلوم، ثم عاد إلى دمشق وسكن بها.
أخذ القراآت عن ابن الجزري وغيره والحديث عن الحافظ ابن حجر وابن الأهدل والفقه عن التقي ابن قاضي شهبة ولازم القَايَاتي وغيره وبَرَعَ في الفنون ودأب في الحديث وسمع في رحلته من البرهان الحلبي والواسطي والبِرْمَاوي وخلق يجمعهم "معجمه" الذي سَمَّاه "عنوان الزمان" وحَجَّ وأقام بمكة وركب البحر في عدة غزوات ورابط وولي نظر [الجامع] الفَاكْهَاني وتدريس القراآت المؤيدية، فقام بكتاب الله وسنة رسوله، فتكلَّموا فيه على العادة.
أخذ عنه أبو راشد وابن قُرَيْبَة وهو تلميذه الخاص الذي أوصى بكل تصانيفه له.
وله تصانيف حسنة، منها "الجواهر والدُّرر في تناسب الآي والسور" وقد اشتهر بـ"المناسبات" و"عنوان العنوان" و"الأحوال القويمة" و"النكت على شرح العقائد" و"سرُّ الروح" "مختصر كتاب الروح" لابن القيم و"القول المفيد في التجويد" و"كفاية القاري" و"الاطلاع على حجَّة الوداع" وديوان شعره المسمى بـ"إشعار الواعي [باشعار البقاعى] " وشعره كثير والجيد منه وسط و"الباحة في المساحة" و"أحسن الكلام" و"خير الزاد" و"تهديم الأركان" و"دلالة البرهان" و"السيف المسلول اللّماع [على المفتي المفتون بالابتداع] " و"أشلاء الباز [على ابن الخباز] " وشرح "جمع الجوامع" و"أسد البقاع الناهسة" و"جواهر البحار" وشرحه في السِّيرة "إظهار العصر ذيل إنباء الغمر"، و"الضوابط والإشارات لعلم القراءات" و"تحرير الإصابة في علم الكتابة" و"ما لا يستغني عنه الإنسان من ملح اللِّسان" في النحو و"رفع اللِّثام عن عرائس النظام" في العروض. ذكره السَّخَاوي والسُّيوطي.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.