شمس الإسلام أبي الطيب سهل بن محمد بن سليمان الصعلوكي
تاريخ الوفاة | 404 هـ |
مكان الوفاة | نيسابور - إيران |
أماكن الإقامة |
|
- عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي البوسنجي أبي الحسن جمال الإسلام "الفوشنجي"
- عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه الجويني "ركن الإسلام أبي محمد"
- زين الإسلام أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري
- أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي الخسروجردي البيهقي
- أحمد بن الحسين أبي الحسين الرازي "الفناكي أحمد"
نبذة
الترجمة
أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان الصعلوكي الحنفي : من بني حنيفة، تفقه على أبيه أبي سهل وكان فقيهاً أديباً، جمع رياسة الدين والدنيا، وأخذ عنه فقهاء نيسابور.
- طبقات الفقهاء / لأبو اسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي -.
سهل بن مُحَمَّد [000 - 000]
ابْن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مُوسَى بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم، الإِمَام أَبُو الطّيب ابْن الإِمَام أبي سهل الصعلوكي الْحَنَفِيّ - من بني حنيفَة الْقَبِيلَة الْمَعْرُوفَة - الْعجلِيّ
الْفَقِيه الأديب.
قَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله فِيهِ: مفتي نيسابور وَابْن مفتيها، وأكتب من رَأينَا من عُلَمَائِنَا وأنظرهم، وَقد كَانَ بعض مَشَايِخنَا يَقُول: من أَرَادَ أَن يعلم أَن النجيب ابْن النجيب يكون بِمَشِيئَة الله تَعَالَى فَلْينْظر إِلَى سهل ابْن أبي سهل.
سمع أَبَاهُ الْأُسْتَاذ أَبَا سهل، وتفقه عِنْده، وَبِه تخرج.
وَسمع أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب، وَأَبا عَليّ حَامِد الْهَرَوِيّ. وَأَبا عَمْرو ابْن نجيد، وأقرانهم من الشُّيُوخ.
ودرس، وَاجْتمعَ إِلَيْهِ الْخلق الْيَوْم الْخَامِس من وَفَاة أَبِيه سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مئة.
وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْفُقَهَاء بنيسابور وَسَائِر مدن خُرَاسَان.
وتصدر للْفَتْوَى وَالْقَضَاء والتدريس.
وَخرجت الْفَوَائِد من مسموعاته، وَحدث وأملى.
قَالَ الْحَاكِم: ويلغني أَنه وضع فِي مَجْلِسه أَكثر من خمس مئة محبرة عَشِيَّة الْجُمُعَة الثَّالِث وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مئة.
قَالَ الْحَاكِم: سَمِعت الْأُسْتَاذ أَبَا سهل، وَذكر فِي مَجْلِسه عقل وَلَده سهل، وتمكنه مِنْهُ، وعلو همته، وَأَكْثرُوا وَقَالُوا، فَلَمَّا فرغوا قَالَ: سهل وَالِد.
وَسمعت الرئيس أَبَا مُحَمَّد الميكالي يَقُول غير مرّة: النَّاس بتعجبون من كِتَابَة الْأُسْتَاذ أبي سهل، وَسَهل أكتب مِنْهُ.
قَالَ الشَّيْخ: وَقد قيل لم يكن بخراسان أكتب من أبي مُحَمَّد المكيالي فِي وقته.
قَالَ الْحَاكِم: وَسمعت أَبَا الْأَصْبَغ عبد الْعَزِيز بن عبد الْملك، وَانْصَرف إِلَيْنَا من نيسابور وَنحن ببخارى، فَسَأَلْنَاهُ: مَا الَّذِي اسْتَفَدْت هَذِه الكرة بنيسابور؟ فَقَالَ: رُؤْيَة سهل ابْن أبي سهل، فَإِنِّي مُنْذُ فَارَقت وطني بأقصى الْمغرب وَجئْت إِلَى أقْصَى الْمشرق مَا رَأَيْت مثله.
وروينا عَن الإِمَام سهل هَذَا رَحمَه الله أَنه قَالَ فِي قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فضل عَائِشَة على النِّسَاء كفضل الثَّرِيد على سَائِر الطَّعَام ": أَرَادَ فضل ثريد عَمْرو العلى الَّذِي عظم نَفعه وَقدره، وَعم خَيره وبره، وَبَقِي لَهُ ولعقبه ذكره، حَتَّى قَالَ فِيهِ الْقَائِل:
(عَمْرو العلى هشم الثَّرِيد لِقَوْمِهِ ... وَرِجَال مَكَّة مسنتون عجاف)
قَالَ الشَّيْخ: أبعد سهل رَحمَه الله فِي تَأْوِيل الحَدِيث.
قَالَ: وَالَّذِي أرَاهُ أَن مَعْنَاهُ تَفْضِيل ثريد كل طَعَام على بَاقِي ذَلِك الطَّعَام، وَسَائِر، بِمَعْنى: بَاقٍ، وَهُوَ كَذَلِك، فَإِن خير اللَّحْم قد حصل فِيهِ، فَهُوَ أفضل مِنْهُ.
-طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح-
سهل بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مُوسَى بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم الْعجلِيّ الْحَنَفِيّ نسبا الْأُسْتَاذ الْكَبِير وَالْبَحْر الْوَاسِع أَبُو الطّيب الصعلوكي ولد الْأُسْتَاذ أبي سهل هُوَ الْفَقِيه الأديب مفتي نيسابور النجيب ابْن النجيب الصعلوكي إِلَّا أَنه الْغَنِيّ الَّذِي لَا يسْأَل إِلَّا ويجيب مَا أمه الطَّالِب إِلَّا وجده سهلا وَلَا أمله الرَّاغِب إِلَّا وتلقاه بالبشر وَقَالَ لَهُ أَهلا جمع بَين رياستي الدّين وَالدُّنْيَا وَاتفقَ عُلَمَاء عصره على إِمَامَته وسيادته وَجمعه بَين الْعلم وَالْعَمَل والأصالة والرياسة يضْرب الْمثل باسمه وتضرب أكباد الْإِبِل للرحلة إِلَى مَجْلِسه وَكَانَ يلقب شمس الْإِسْلَام
سمع أَبَاهُ الْأُسْتَاذ أَبَا سهل وَبِه تفقه وَعَلِيهِ تخرج ولديه رَبِّي وَمُحَمّد بن يَعْقُوب الْأَصَم وَأَبا عَمْرو بن نجيد وَأَبا عَليّ الرفاء وَغَيرهم
روى عَنهُ الْحَاكِم أَبُو عبد الله والحافظ أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ وَمُحَمّد بن سهل وَأَبُو نصر الشاذياخي وَآخَرُونَ
قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ فَقِيها أديبا جمع رياسة الدّين وَالدُّنْيَا وَأخذ عَنهُ فُقَهَاء نيسابور
وَقَالَ الْحَاكِم الْفَقِيه الأديب مفتي نيسابور وَابْن مفتيها وأكتب من رَأَيْنَاهُ من علمائها وأنظرهم
قَالَ وَقد كَانَ بعض مَشَايِخنَا يَقُول من أَرَادَ أَن يعلم النجيب ابْن النجيب يكون بِمَشِيئَة الله تَعَالَى فَلْينْظر إِلَى سهل بن أبي سهل
وَاجْتمعَ إِلَيْهِ الْخلق الْيَوْم الْخَامِس من وَفَاة الْأُسْتَاذ أبي سهل سنة تسع وَسِتِّينَ وثلاثمائة
وَقد تخرج بِهِ جمَاعَة من الْفُقَهَاء بنيسابور وَسَائِر مدن خُرَاسَان وتصدى للْفَتْوَى وَالْقَضَاء والتدريس
قَالَ وَخرجت لَهُ الْفَوَائِد من سماعاته وَحدث وأملى
قَالَ وَبَلغنِي أَنه وضع فِي مَجْلِسه أَكثر من خَمْسمِائَة محبرة عَشِيَّة الْجُمُعَة الثَّالِث وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة
وَكَانَ أَبوهُ يَقُول سهل وَالِد وَدخلت على الْأُسْتَاذ فِي ابْتِدَاء مَرضه وَسَهل غَائِب إِلَى بعض ضيَاعه وَكَانَ الْأُسْتَاذ يشكو مَا هُوَ فِيهِ فَقَالَ غيبَة سهل أَشد عَليّ من هَذَا الَّذِي أَنا فِيهِ
وَسمعت الرئيس أَبَا مُحَمَّد الميكالي يَقُول النَّاس يتعجبون من كِتَابَة الْأُسْتَاذ أبي سهل وَسَهل أكتب مِنْهُ
وَسمعت أَبَا الْأَصْبَغ عبد الْعَزِيز بن عبد الْملك وَانْصَرف إِلَيْنَا من نيسابور وَنحن ببخارى فَسَأَلْنَاهُ مَا الَّذِي اسْتَفَدْت هَذِه الكرة بنيسابور فَقَالَ رُؤْيَة سهل بن أبي سهل فَإِنِّي مُنْذُ فَارَقت وطني بأقصى الْمغرب وَجئْت إِلَى أقْصَى الْمشرق مَا رَأَيْت مثله
وَقَالَ أَبُو عَاصِم الْعَبَّادِيّ هُوَ الإِمَام فِي الْأَدَب وَالْفِقْه وَالْكَلَام والنحو والبارع فِي النّظر
وَقَالَ الْحَافِظ الإِمَام أثير الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن غَانِم بن أبي زيد المقرىء فِي كِتَابه الَّذِي سَمَّاهُ الْكتاب الَّذِي أعده شَافِعِيّ فِي مَنَاقِب الإِمَام الشَّافِعِي سهل بن مُحَمَّد الصعلوكي كَانَ فِيمَا قيل عَالما فِي شخص وَأمة فِي نفس وَإِمَام الدُّنْيَا بِالْإِطْلَاقِ وشافعي عصره بالإطباق وَمن لَو رَآهُ الشَّافِعِي لقرت عينه وَشهد أَنه صدر الْمَذْهَب وعينه وَأَنا إِن شَاءَ الله أذكر محَاسِن هَذَا الإِمَام فِي كتاب شِفَاء الصُّدُور فِي طبقَة الْأَصْحَاب ليقف على حَاله الْجَاهِل والعالم فَإِن فضائله أشهر وَأكْثر من أَن يحملهَا هَذَا الْموضع
انْتهى ذكره بعد أَن أنْشد الأبيات الَّتِي أَنْشَأَهَا المطوعي وسنذكرها
قلت وَقد كتبت هَذَا من خطّ شَيخنَا الْحَافِظ أبي الْعَبَّاس بن المظفر وَلم يثبت أَن الْحَافِظ أثير الدّين الْمشَار إِلَيْهِ نَقله من المطوعي فِي كتاب الْمَذْهَب وَأَن المطوعي صنف الْكتاب الْمَذْكُور للْإِمَام سهل الْمَذْكُور
وَأسْندَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر فِي كتاب التَّبْيِين إِلَى الْحَاكِم أبي عبد الله قَالَ سَمِعت الشَّيْخ أَبَا الْوَلِيد حسان بن مُحَمَّد فَذكر حِكَايَة ابْن سُرَيج والأبيات الَّتِي أنشدها فِي أَنه عَالم الْمِائَة الثَّالِثَة ثمَّ كَلَام الْحَاكِم فِي سهل والأبيات الَّتِي أنشدت فِيهِ وَقد ذكرنَا ذَلِك فِي الطَّبَقَات الْوُسْطَى فِي تَرْجَمَة سهل وَلم نذكرهُ فِي هَذَا الْكتاب فِي تَرْجَمته لأَنا قدمْنَاهُ فِي ديباجة الْكتاب والأبيات الَّتِي ذيلناها عَلَيْهِ فَلَا حَاجَة إِلَى الْإِعَادَة نعم نذكرها نظما فِي هَذَا الْمَعْنى الَّذِي لم يسْبق لَهُ ذكر فَنَقُول وَذكر أَبُو حَفْص عمر بن عَليّ المطوعي فِي كتاب الْمَذْهَب فِي ذكر مَشَايِخ الْمَذْهَب عَن بعض أهل عصره
(إِنَّا روينَا عَن نَبِي الْهدى ... فِي السّنة الْوَاضِحَة السامية)
(بِأَن لله امْرأ قَائِما ... بِالدّينِ فِي كل تناهي مائَة)
(فعمر الحبر حَلِيف العلى ... قَامَ بِهِ فِي الْمِائَة البادئة)
(وَالشَّافِعِيّ المرتضى بعده ... قَرَّرَهُ فِي الْمِائَة الثَّانِيَة)
(وَابْن سُرَيج فراج لَهُ ... فِي الْمِائَة الثَّالِثَة التالية)
(وَالشَّيْخ سهل عُمْدَة للورى ... فِي الْمِائَة الرَّابِعَة الحالية)
مَاتَ الْأُسْتَاذ أَبُو الطّيب فِي شهر رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعمِائَة بنيسابور
وَقَالَ أَبُو سعيد الشحام رَأَيْته فِي الْمَنَام فَقلت أَيهَا الشَّيْخ فَقَالَ دع الشَّيْخ فَقلت وَتلك الْأَحْوَال الَّتِي شاهدتها فَقَالَ لم تغن عَنَّا فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي بمسائل كَانَت تسْأَل عَنْهَا الْعَجز
وَمن الرِّوَايَة عَن الْأُسْتَاذ سهل بن أبي سهل
أَنبأَنَا الْمسند أَبُو التقى صَالح بن مُخْتَار الْإِسْنَوِيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع بِالْقَاهِرَةِ والخطيب عز الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر سَمَاعا عَلَيْهِ بقاسيون قَالَا أَنبأَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الدَّائِم بن نعْمَة الْمَقْدِسِي قَالَ الأول سَمَاعا وَقَالَ الثَّانِي حضورا أَنبأَنَا يحيى بن مَحْمُود الثَّقَفِيّ أخبرنَا جدي الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد التَّيْمِيّ أخبرنَا أَبُو نصر مُحَمَّد بن سهل السراج حَدثنَا أَبُو الطّيب سهل بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الصعلوكي حَدثنَا أَبُو سهل بشر بن يحيى المهرجاني حَدثنَا عبد الله بن نَاجِية حَدثنَا أَحْمد بن يحيى الْجلاب حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن عَن سُفْيَان عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن رَجَاء بن حَيْوَة عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِنَّمَا الْحلم بالتحلم وَإِنَّمَا الْعلم بالتعلم وَمن يتحر الْخَيْر يُعْطه وَمن يتوق الشَّرّ يوقه)
وَمن شعره وَقد أنْشدهُ أَبُو عَاصِم فِي الطَّبَقَات
(سلوت عَن الدُّنْيَا عَزِيزًا قبلتها ... وجدت بهَا لما تناهت بآمالي)
(علمت مصير الدَّهْر كَيفَ سَبيله ... فزايلتها قبل الزَّوَال بأحوالي)
وَمن كَلَامه ورشيق عباراته فِي حكمه وَفِي فَتَاوِيهِ
فَمن حَكِيم كَلَامه من تصدر قبل أَوَانه فقد تصدى لهوانه
وَقد أوردهُ الْعَبَّادِيّ فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمته عَنهُ وَفِي تَرْجَمَة أَبِيه الْأُسْتَاذ أبي سهل عَنهُ
وَقد قيل أَخذه من مَنْصُور الْفَقِيه حَيْثُ قَالَ الْكَلْب أغْلى قيمَة الْبَيْتَيْنِ اللَّذين قدمناهما فِي تَرْجَمَة مَنْصُور فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة
وَمِنْه إِذا كَانَ رضَا الْخلق معسورة لَا يدْرك كَانَ ميسوره لَا يتْرك
قلت أرشق مِنْهُ قَول الْفُقَهَاء الميسور لَا يسْقط بالمعسور
وَهُوَ مَأْخُوذ من قَول أفْصح من نطق بالضاد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِذا أَمرتكُم بِأَمْر فَأتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم)
وَمِنْه إِنَّمَا يحْتَاج إِلَى إخْوَان الْعشْرَة لزمان الْعسرَة
وَمن رَشِيق فَتَاوِيهِ أجَاب وَقد سُئِلَ عَمَّن مَاتَ وَلم تُوجد الْوَدِيعَة فِي تركته هَل يضمنهَا لَا إِن مَاتَ عرضا نعم إِن مَاتَ مَرضا وَعَن لعب الشطرنج إِذا سلم المَال من الخسران وَالصَّلَاة عَن النسْيَان فَذَلِك أنس بَين الخلان كتبه سهل بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان
وَقَالَ مستدلا على أَن وَطْء الثّيّب لَا يمْنَع المُشْتَرِي من الرَّد بِالْعَيْبِ إِلْمَام من غير إيلام فَلَا يمْنَع قِيَاسا على الِاسْتِخْدَام
وَمن الْمسَائِل والفوائد عَنهُ
قَالَ ابْن الصّلاح روينَا عَن الإِمَام سهل أَنه قَالَ فِي قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فضل عَائِشَة على النِّسَاء كفضل الثَّرِيد على سَائِر الطَّعَام) أَرَادَ فضل ثريد عَمْرو العلى الَّذِي عظم نَفعه وَقدره وَعم خَيره وبره وَبَقِي لَهُ ولعقبه ذكره حَتَّى قَالَ الْقَائِل فِيهِ
(عَمْرو العلى هشم الثَّرِيد لِقَوْمِهِ ... وَرِجَال مَكَّة مسنتون عجاف)
(سنت إِلَيْهِ الرحلتان كِلَاهُمَا ... سفر الشتَاء ورحلة الأضياف)
قَالَ ابْن الصّلاح أبعد سهل فِي تَأْوِيل الحَدِيث وَالَّذِي أرَاهُ أَن مَعْنَاهُ تَفْضِيل ثريد كل طَعَام على بَاقِي ذَلِك الطَّعَام وَسَائِر بِمَعْنى بَاقٍ وَهُوَ كَذَلِك فَإِن خير اللَّحْم حصل فِيهِ فَهُوَ أفضل مِنْهُ
قلت إِذا كَانَ يُرِيد عَمْرو العلى فِي ذَلِك الزَّمَان هُوَ الْمَشْهُور فَمَا أبعد سهل بل مَا قَالَه هُوَ الصَّوَاب وَالْألف وَاللَّام فِي الثَّرِيد تَنْصَرِف إِلَى الْمَعْهُود والمعهود عِنْدهم الْمَشْهُور لديهم ثريد عَمْرو العلى
ثمَّ أَنْت ترى الْبَيْت كَيفَ أوردهُ ابْن الصّلاح وَرِجَال مَكَّة مسنتون عجاف وَمن خطّ شَيخنَا الْحَافِظ الثبت أَبى الْحجَّاج الْمزي نقلته وَالْقَصِيدَة مَكْسُورَة الْفَاء فَيحْتَاج حِينَئِذٍ إِلَى التَّحَمُّل والتأويل فِي كسر الْفَاء من عجاف وَهِي صفة لمسنتون الَّذِي هُوَ خبر رجال مَكَّة وَالنَّاس كَذَلِك ينشدون الْبَيْت ويستشكلونه وَالَّذِي رَأَيْته فِي السِّيرَة فِي أصُول مُعْتَمدَة صَحِيحَة مَا نَصه
(عَمْرو العلى هشم الثَّرِيد لِقَوْمِهِ ... قوم بِمَكَّة مُسنَّتَيْنِ عجاف)
(سنت إِلَيْهِ الرحلتان كِلَاهُمَا ... سفر الشتَاء ورحلة الأضياف)
وعزاهما ابْن إِسْحَاق لشاعر من قُرَيْش لم يُعينهُ وعَلى هَذَا لَا إِشْكَال فِيهِ
فرع من بَاب الْإِقْرَار
عَن الْأُسْتَاذ أبي الطّيب قَالَ القَاضِي أَبُو سعد الْهَرَوِيّ إِن الشَّيْخ أَبَا الطّيب يَعْنِي سهلا الصعلوكي فِيمَا أَحسب وَافق أَبَا حنيفَة على أَن من قَالَ فِي جَوَاب الْمُدَّعِي عَلَيْهِ بِالْغَصْبِ مَا غصبت من أحد قبلك وَلَا بعْدك يكون مقرا لَهُ بِالْغَصْبِ
والمجزوم بِهِ فِي الرَّافِعِيّ وَشرح الْمِنْهَاج للوالد أَنه لَيْسَ بِإِقْرَار
وناقل هَذِه الْمقَالة عَن ابْن الصعلوكي فِيمَا أَحسب هُوَ القَاضِي أَبُو عَاصِم الْعَبَّادِيّ فَتَبِعَهُ تِلْمِيذه القَاضِي أَبُو سعد وَقد وَافق أَبُو الطّيب أَبَا حنيفَة فِي مسَائِل من هَذَا النَّوْع ينكرها بعض أَصْحَابنَا أَو كثير مِنْهُم
مِنْهَا لَو قَالَ أَعْطِنِي الْألف الَّتِي لي عَلَيْك فَقَالَ نعم
وَافق أَبُو الطّيب الصعلوكي أَبَا حنيفَة أَنه إِقْرَار
وَمِنْهَا لَو قَالَ فِي الْجَواب لقد عممتني بِهَذَا أَو مَا أَكثر مَا يتقاضاني بِهِ أَو وَالله لأقضينك
وَافق أَبُو الطّيب أَبَا حنيفَة على أَنه إِقْرَار
وَفِي الرَّافِعِيّ بعد أَن نقل عَن أبي حنيفَة فِي هَذِه الصُّورَة وَمَا شابهها قَوْله بِأَنَّهَا إِقْرَار إِن أَصْحَابنَا مُخْتَلفُونَ والميل إِلَى مُوَافَقَته فِي أَكثر الصُّور أَكثر
وَلم يبين الْأَكْثَر الَّذِي ميلهم إِلَى مُوَافَقَته فِيهِ
أما لَو قَالَ عَليّ ألف إِلَّا أَن يَبْدُو لي
فَهَل هُوَ إِقْرَار هَذِه الْمَسْأَلَة لَيست فِي الرَّافِعِيّ وَحكى النَّوَوِيّ فِيهَا وَجْهَيْن فِي زَوَائِد الرَّوْضَة عَن الْعدة وَالْبَيَان وَقَالَ لَعَلَّ الْأَصَح أَنه إِقْرَار
وَجزم الشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد فِي شرح الْمِنْهَاج بِتَصْحِيحِهِ فَقَالَ إِقْرَار فِي الْأَصَح وَالْمَشْهُور فِي الْمَذْهَب الْمَنْصُوص خلاف مَا صححناه وَلَا نَعْرِف مَا صححناه عَن أحد من أَصْحَابنَا إِلَّا عَن أبي الطّيب الصعلوكي وَهُوَ مَعْرُوف بِهِ وَإِنَّمَا أَشَارَ صاحبا الْعدة وَالْبَيَان بِالْوَجْهَيْنِ إِلَى قَوْله مَعَ مُقَابِله
قَالَ القَاضِي أَبُو سعد فِي الإشراف إِذا قَالَ عَليّ ألف إِلَّا أَن يَبْدُو لي فَهُوَ اسْتثِْنَاء صَحِيح نَص عَلَيْهِ الشَّافِعِي وَهُوَ قَول أبي حنيفَة وَالشَّيْخ أَبُو الطّيب لم يصحح هَذَا الِاسْتِثْنَاء فَجعله بِمَنْزِلَة عَليّ عشرَة إِلَّا عشرَة لِأَنَّهُ اسْتثِْنَاء يدْفع الْجَمِيع وَالشَّافِعِيّ قاسه على قَوْله إِن شَاءَ الله
وَهُوَ يمْنَع الْوُجُوب
انْتهى
فَهَذَا الْمَنْقُول فِي الْمَسْأَلَة غير أَن قياسها على إِن شَاءَ الله لَا يَتَّضِح كل الوضوح
فَإِن بَينهمَا فارقا من جِهَة أَن قَوْله إِلَّا أَن يَبْدُو لي مَعَ قَوْله على ألف مِمَّا يتهافت فَإِن ثُبُوت الشَّيْء على الْمَرْء لَا يتَوَقَّف على أَن يَبْدُو لَهُ بِخِلَاف مَشِيئَة الله
فَلَعَلَّ مَا صَححهُ النَّوَوِيّ وَشَيخنَا أوجه غير أَن الظَّن أَنَّهُمَا لَو اطلعا على أَن الْمَنْصُوص الْمَشْهُور خِلَافه لوقفا عَن التَّصْحِيح أَو لأمعنا النّظر فِي الْمَسْأَلَة إمعانا زَائِدا فَلَا يَنْبَغِي أَن يعْتَمد تصحيحهما فِي هَذِه الْمَسْأَلَة إِلَّا بعد إحكام النّظر
وَنَظِير الْمَسْأَلَة لَو قَالَ مَتى تقضي حَقي فَقَالَ غَدا
جعلهَا الرَّافِعِيّ مثل الصُّور الَّتِي قَالَ أَبُو حنيفَة إِنَّهَا إِقْرَار وَأَن الْأَصْحَاب مُخْتَلفُونَ وميلهم إِلَى وفاقه فِي الْأَكْثَر أَكثر والمقتصر على النّظر فِي كَلَامه هَذَا يحْسب أَن الرَّاجِح عندنَا فِي هَذِه الصُّورَة أَنَّهَا إِقْرَار ومنقول الْمَذْهَب أَنَّهَا غير إِقْرَار
قَالَ القَاضِي أَبُو سعد يحْتَمل أَنه أَرَادَ غَدا فِي نَار الله تَعَالَى أَقْْضِي حَقك لِأَنَّك ظلمتني فِي هَذِه الدَّعْوَى وَيحْتَمل أُجِيب غَدا أَو غَدا يتَبَيَّن خطؤك
وَقَالَ القَاضِي يشْرَح الرَّوْيَانِيّ يحْتَمل أَن يُرِيد غَدا يكون غَائِبا أَو مَيتا
قلت وهب أَنَّهَا احتمالات بعيدَة إِلَّا أَن الْإِقْرَار يبْنى على الْيَقِين
وَمِنْهَا لَو قَالَ أَسْرج دَابَّة فلَان هَذِه
قَالَ نعم
أَو أَخْبرنِي زيد أَن لي عَلَيْك ألفا فَقَالَ نعم
قَضِيَّة كَلَام الرَّافِعِيّ أَنه إِقْرَار وصريح كَلَام القَاضِي أبي سعد أَنه على الْخلاف وَظَاهره أَن جادة الْمَذْهَب أَنه غير إِقْرَار وَأَنه لَا يَقُول بِكَوْنِهِ إِقْرَارا من أَصْحَابنَا غير أبي الطّيب الصعلوكي وَأَنه وَافق فِيهِ أَبَا حنيفَة فَلْينْظر النَّاظر هَذِه الْأَلْفَاظ وليشبعها فكرا وكشفا فَإِنِّي لم أستوعب النّظر فِيهَا وَلم أمعن فِيهَا كتب الْمَذْهَب وَلَا يَنْبَغِي لأحد أَن يقْتَصر فِيهَا على الرَّافِعِيّ وَالرَّوْضَة فَإِن كَلَام من ذَكرْنَاهُ يدل على أَن جادة الْمَذْهَب على خلاف مَا يفهمانه
طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي
سهل بن محمد بن سليمان الصعلوكي النيسابورىّ، أبو الطيّب: مفتي نيسابور، وابن مفتيها. له (الفوائد) جمعها من مسموعاته .
-الاعلام للزركلي-
العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة بِخُرَاسَانَ، الإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ، سهل بن الإِمَامِ أَبِي سَهْلٍ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بن مُحَمَّدٍ، العِجْلِيُّ الحَنَفِيُّ، ثُمَّ الصُّعْلُوْكِيّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الفَقِيْهُ الشافعي.
تفقه على والده.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الرّفَّاء، وَطَائِفَة.
وَدرَّس وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّة.
قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ مِنْ أَنْظَرِ مَنْ رأَينَا، تَخَرَّجَ به جمعة، وحدث وأملى.
قَالَ: وَبلغنِي أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسه أَكْثَرُ مِنْ خَمْس مائَة محبرَة.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيّ: كَانَ أَبُو الطَّيِّبِ فَقِيْهاً أَدِيْباً، جَمَعَ رِئاسَةَ الدُّنْيَا وَالدِّيْن، وَأَخَذَ عَنْهُ فُقَهَاءُ نَيْسَابُوْر. وقال الحاكم: كان أبو يُجِلُّه، وَيَقُوْلُ: سهلٌ وَالد.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ الحَاكِم وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سَهْل الشَّاذْيَاخِيّ، وَآخَرُوْنَ.
وَلَهُ أَلْفَاظٌ بَدِيْعَة، مِنْهَا: مَنْ تَصَدَّرَ قَبْلَ أَوَانِهِ، فَقَدْ تَصَدَّى لِهَوَانِهِ.
وَقَالَ: إِذَا كَانَ رِضَى الْخلق معسوراً لاَ يُدرك، كَانَ رِضَى الله مِيسوراً لاَ يُترك، إِنَّا نحتَاج إِلَى إِخوَان العُشرَة لوقت العُسْرَة.
وَكَانَ بَعْضُ العُلَمَاء يعدُّ أَبَا الطَّيِّبِ المجدِّدَ للأُمَّة دِيْنَهَا عَلَى رَأْسِ الأَرْبَع مائَة، وَبَعْضُهُم عدَّ ابْن البَاقِلاَّنِيّ، وبعضهم عد الشيخ أبا حامد الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَهُوَ أَرجحُ الثَّلاَثَة.
تُوُفِّيَ الإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَع مائَة فِي عشر الثَّمَانِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: السُّلَيْمَانِيّ، وَشَيْخُ القرَّاء أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ المَلِكِ بن بَكْرَانَ النَّهروَانِيّ، وَقَاضِي قُرْطُبَة أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَاقِد المَالِكِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ حَاتِم بن أَبِي حَاتِمٍ مُحَمَّد بن يَعْقُوْبَ الهَرَوِيّ مُؤَلّف "السُّنَن الكبير".
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.
سهل الصعلوكي الْفَقِيه الْخُرَاسَانِي الْحَنَفِيّ مِمَّن جمع رياسة الدّين وَالدُّنْيَا خرج عَلَيْهِ يَوْمًا وَهُوَ فى موكبه من سجن همام يَهُودِيّ فى إطمار سحم من دخانه قَالَ ألستم تروون عَن نَبِيكُم أَن الدِّينَا سجن الْمُؤمن وجنة الْكَافِر وَأَنا عبد كَافِر وَترى حَالي وَأَنت مُؤمن ونرى حالك فَقَالَ لَهُ الْحَمد لله إِذا صرت غَدا إِلَى عَذَاب كَانَت هَذِه جنتك وَإِذا صرت أَنا إِلَى نعم الله ورضوانه كَانَ هَذَا سجني فَعجب الْخلق من فهمه وبداهته ذكر هَذِه التَّرْجَمَة هَكَذَا الْقُرْطُبِيّ فى كتاب قمع الْحِرْص
الجواهر المضية في طبقات الحنفية - عبد القادر بن محمد بن نصر الله القرشي محيي الدين الحنفي.