محمد بن يعقوب بن يوسف السناني النيسابوري

أبي العباس الأصم

تاريخ الولادة247 هـ
تاريخ الوفاة346 هـ
العمر99 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةنيسابور - إيران
أماكن الإقامة
  • خراسان - إيران
  • نيسابور - إيران
  • الكوفة - العراق
  • بغداد - العراق
  • الجزيرة - بلاد الشام
  • طرسوس - تركيا
  • حمص - سوريا
  • دمشق - سوريا
  • عسقلان - فلسطين
  • بيروت - لبنان
  • دمياط - مصر

نبذة

مُحَمَّد بن يَعْقُوب ابْن يُوسُف، أَبُو الْعَبَّاس السناني النَّيْسَابُورِي، الْمَعْرُوف ب: الْأَصَم. رِوَايَة كتب الشَّافِعِي - رَحمَه الله عَلَيْهِ - و " مُسْند " الشَّافِعِي الْمَعْرُوف؛ لَيْسَ من جمع الشَّافِعِي وتأليفه، وَإِنَّمَا جمعه من سماعات الْأَصَم بعض أَصْحَابه، وَكَذَلِكَ لَا يستوعب جَمِيع حَدِيث الشَّافِعِي، فَإِنَّهُ مَقْصُور على مَا كَانَ عِنْد الْأَصَم من حَدِيثه. قَالَ الْحَاكِم: ألحق الأباء وَالْأَبْنَاء والأحفاد بالأجداد، وَمثله الْحَاكِم

الترجمة

مُحَمَّد بن يَعْقُوب [247 - 346] )
ابْن يُوسُف، أَبُو الْعَبَّاس السناني النَّيْسَابُورِي، الْمَعْرُوف ب: الْأَصَم.
رِوَايَة كتب الشَّافِعِي - رَحمَه الله عَلَيْهِ - و " مُسْند " الشَّافِعِي الْمَعْرُوف؛ لَيْسَ من جمع الشَّافِعِي وتأليفه، وَإِنَّمَا جمعه من سماعات الْأَصَم بعض أَصْحَابه، وَكَذَلِكَ لَا يستوعب جَمِيع حَدِيث الشَّافِعِي، فَإِنَّهُ مَقْصُور على مَا كَانَ عِنْد الْأَصَم من حَدِيثه.
قَالَ الْحَاكِم: ألحق الأباء وَالْأَبْنَاء والأحفاد بالأجداد، وَمثله الْحَاكِم بالْحسنِ بن الْحُسَيْن بن مَنْصُور، فَإِنَّهُ سمع من أبي الْعَبَّاس " الرسَالَة "، ثمَّ سَمعهَا مِنْهُ فِي نُسْخَة ابْنه أَبُو الْحسن، ثمَّ حافده. قَالَ: وَمثل هَذَا كثير، وَكَفاهُ شرفا أَن يحدث طول تِلْكَ السنين فَلَا يجد أحد من النَّاس فِيهِ مغمزا بِحجَّة.
وَذكر أَنه لم ير الرحالة إِلَى أحد وَفِي شَيْء من بِلَاد الْإِسْلَام أَكثر مِنْهَا إِلَيْهِ، وَأَنه رأى على بَابه من أهل الأندلس وبلاد الْمغرب، وَمن أهل طراز وأسفيجاب، وَمن أهل فَارس وخوزستان، وَمن أهل المنصورة ومولتان، وبلاد بست وسجستان، فناهيك بذلك شرفا واشتهارا وعلوا فِي الدّين وَالدُّنْيَا.
ولد أَبُو الْعَبَّاس سنة سبع وَأَرْبَعين ومئتين.
سَمعه الْحَاكِم غير مرّة يذكر ذَلِك.
وَرَأى مُحَمَّد بن يحيى الذهلي وَلم يسمع مِنْهُ، ثمَّ سمع سَماع الْأُمَّهَات: كتاب " الْمَبْسُوط " للشَّافِعِيّ رَضِي الله عَنهُ، إِلَى أَن استوفى سماعهَا، وبعسقلان، وبيروت، ودمشق، ودمياط، وطرسوس، وحمص، والجزيرة، والكوفة، وبغداد، ثمَّ انْصَرف إِلَى خُرَاسَان ابْن ثَلَاثِينَ سنة، وَهُوَ مُحدث كَبِير.
قَالَ الْحَافِظ الْبَيْهَقِيّ: أخبرنَا الْحَاكِم قَالَ: خرج علينا أَبُو الْعَبَّاس الْحِكَايَة وَفِيمَا لَا أرويه أَنه غسله أَبُو عَمْرو ابْن مطر وَصلى عَلَيْهِ، وقبره بمقبرة شاهنبر.
وَبِالْإِسْنَادِ قَالَ: سَمِعت الرجل الصَّالح ... الْحِكَايَة.
حكى الْحَاكِم مَا مُخْتَصره؛ أَن أَبَا الْعَبَّاس حدث ب " مَعَاني " الْفراء سنة نَيف وَسبعين ومئتين، وَحدث بِكِتَاب " الرسَالَة " قبل ذَلِك، فَإِن الإِمَام أَبَا بكر ابْن خُزَيْمَة قَالَ لأَصْحَابه: اذْهَبُوا فاسمعوها مِنْهُ، فَإِنِّي لَا أتفرغ لقراءتها.
وروى أَن مُحَمَّد بن زِيَاد القباني سمع كتاب " الْمعَانِي " للفراء مِنْهُ سنة سبع وَسبعين ومئتين، وَذكر أَن أَبَا عَمْرو الْمُسْتَمْلِي سمع مِنْهُ مَعَ أَبِيه عَن الرّبيع سنة ثَلَاث وَسبعين.
وروى عَن أبي حَامِد الأعمشي أَنه كتب عَن أبي الْعَبَّاس فِي مجْلِس مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب سنة خمس وَسبعين.
روى عَنهُ: أَبُو عَمْرو الْحِيرِي، وَأَبُو عبد الله، وَأَبُو الْوَلِيد الْفَقِيه، وَأَبُو جَعْفَر ابْن حمدَان، وَأَبُو بكر ابْن أبي عُثْمَان، وَأَبُو أَحْمد ابْن عدي الْحَافِظ، وَأَبُو بكر ابْن عَليّ الْحَافِظ، وَأَبُو عَليّ الثَّقَفِيّ، وَأَبُو الْقَاسِم الْمُذكر، فِي عدد كثير غَيرهم.
قَالَ الْحَاكِم: سَمِعت أَبَا أَحْمد الْحَافِظ يَقُول: سَمِعت عبد الرَّحْمَن ابْن أبي حَاتِم الرَّازِيّ يَقُول: مَا بَقِي لكتاب " الْمَبْسُوط " راو غير أبي الْعَبَّاس الْوراق، ويبلغنا أَنه ثِقَة صَدُوق.
قَالَ الْحَاكِم: أنشدنا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد البسطامي الْفَقِيه لنَفسِهِ يمدح الشَّيْخ أَبَا الْعَبَّاس بِحَضْرَتِهِ فِي مَسْجده، وَذكر قصيدة، اختصرت على مَا ترى فِيهَا لَا على ولائها:
(أَلا لَا تكن مغرى بِوَصْف النَّوَاضِح ... وَنوى كخط فِي الصَّحِيفَة لائح)
(وَخذ فِي امتداح المعقلي مُحَمَّد ... تكن عِنْد كل النَّاس أصدق مادح)
(أعز كريم ذُو فَضَائِل جمة ... تلِيق بِهِ مستحسنات المدائح)
(أَتَيْتُك من بسطَام يَا غَايَة المنى ... لطيب ذكر مِنْك فِي النَّاس لائح)
(سأسمع مِمَّن لَيْسَ يعرف مثله ... بِأَرْض سجستان وَلَا بالأباطح)
(عُلُوم الإِمَام الشَّافِعِي فَإِنَّهَا ... نتائج آثَار النَّبِي المناصح)
(أفد وامنح الطلاب علما حويته ... وَلَا تَكُ للطلاب غير مسامح)
(وأنعم وَقد أُوتيت سؤلك يَا فَتى ... ونلت الْأَمَانِي من رِوَايَة نَاصح)
(تجدني مجيدا فِي امتداحك قَائِلا ... بِفَضْلِك مَا دَامَت حَيَاة جوارحي)
(فَإِن من الْآدَاب حظي وافر ... تجيش بحار الشّعْر تَحت جوانحي)

-طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح-

 

الْأَصَم الإِمَام الْمُفِيد الثِّقَة مُحدث الْمشرق أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن يُونُس بن معقل بن سِنَان الْأمَوِي مَوْلَاهُم المعقلي النَّيْسَابُورِي
مُحدث عصره بِلَا مدافعة ولد سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَحدث سِتا وَسبعين سنة
حدث عَنهُ الْحَاكِم وَخلق وَتفرد فِي الدُّنْيَا بإجازته أَبُو نعيم الْحَافِظ مَاتَ فِي ربيع الْأُخَر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وثلاثمائة

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

الأصم :
محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الإمام المحدِّث, مسند العصر, رحلة الوقت, أبي العباس الأموي, مولاه السِّنَانِيُّ المَعْقِلِيُّ النَّيْسَأبيرِيُّ الأَصَمُّ, وَلَدُ المُحَدِّث الحَافِظِ أَبِي الفَضْل الورَّاق.
كَانَ أبيهُ مِنْ أَصْحَاب إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه, وَعَلِيِّ بن حُجْر، وَكَانَ كَمَا قَالَ أبي عَبْدِ اللهِ: الحَاكِمُ من أَحسن النَّاس خَطّاً, رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَد الدُّوْرِيّ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ العَتَكِيُّ، وَابنُه أبي العَبَّاسِ الأَصَمُّ, وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَقَدِ ارْتَحَلَ بَابنِه أَبِي العَبَّاس إِلَى الآفَاق، وسمَّعَه الكُتُبَ الكِبَارَ.
فسَمِعَ مِنْ: أَحْمَد بن يُوْسُفَ السُّلَمِيّ، وَأَحْمَدَ بن الأَزهَر, وَكَانَ خَاتمَةَ أَصحَابهمَا بِهَا, لكنَّه عُدِمَ سَمَاعه مِنْهُمَا, وَسَمِعَ بِأَصْبَهَانَ مِنْ هَارُوْنَ بن سُلَيْمَانَ، وَأَسِيْد بن عَاصِم, وَبِبَغْدَادَ مِنْ زَكَرِيَّا بن يَحْيَى أَسد المَرْوَزِيّ, صَاحب سُفْيَان بنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبَّاس الدُّوْرِيّ, وَمُحَمَّد بن إِسْحَاقَ الصَّغَانِيِّ، وَيَحْيَى بن أَبِي طَالِبٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُنَادِي، وَعِدَّة, وَبِمصر مِنْ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَالرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ المُرَادِيُّ، وَبَحْرُ بنُ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيّ وَأَقرَانِهم, وَبِدِمَشْقَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ هِشَام بن ملاَّس

النُّمَيْرِي, وَيَزِيْدَ بن عَبْدِ الصَّمَدِ، وَأَبِي زُرْعَةَ النَّصْرِي, وَببَيْرُوْت مِنْ: العَبَّاس بن الوَلِيْدِ العُذْرِيّ، وَبَالكُوْفَةِ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيِّ, وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الحَارِثِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ العَامِرِيِّ.
وحدَّث بكتَاب الأُم للشَافعِي عَنِ الرَّبِيْع, وطال عمره, وبَعُدَ صيته, وتزاحم عليه الطَّلبَة, وَجمِيع مَا حدَّث بِهِ إِنَّمَا رَوَاهُ مِنْ لَفْظه, فَإِنَّ الصَّممَ لحِقَه وَهُوَ شَابٌّ, لَهُ بِضْع وَعِشْرُوْنَ سَنَةً, بَعْد رُجُوعه مِنَ الرِّحْلَة, ثُمَّ تَزَايد بِهِ، وَاسْتحكَم بِحَيْثُ إِنَّهُ

عَصْره، وَلَمْ يَخْتلفْ أَحدٌ فِي صِدْقه وَصحَّة سَماعَاته، وضبْط أَبِيهِ يَعْقُوْب الوَرَّاق لَهَا, وَكَانَ يَرْجِع إِلَى حُسْن مَذْهب وَتديُّن, وَبَلَغَنِي أَنَّهُ أَذَّن سبعينَ سَنَةً فِي مسجِدِه, قَالَ: وَكَانَ حَسَن الخُلُق, سخيَّ النَّفْس, وَرُبَّمَا كَانَ يحتَاجُ إِلَى الشَّيْء لِمَعَاشه فيُورق وَيَأْكُل مِنْ كسب يَده, وَهَذَا الَّذِي يُعَاب بِهِ مِنْ أَنَّهُ كَانَ يَأْخذُ عَلَى الحَدِيْث, إِنَّمَا كَانَ يَعِيْبُه بِهِ مَنْ لاَ يَعْرِفُهُ, فَإِنَّهُ كَانَ يكره

 

ذَلِكَ أَشدَّ الكرَاهَة, وَلاَ ينَاقش أَحداً فِيْهِ, إِنَّمَا كَانَ ورَّاقه وَابنُه يطلُبَان النَّاس بِذَلِكَ, فَيكْرَه هُوَ ذَلِكَ، وَلاَ يقدِرُ عَلَى مخَالِفتهمَا.
سَمِعَ مِنْهُ الآباءُ وَالأَبنَاءُ وَالأَحْفَاد, وَكفَاهُ شَرَفاً أَنْ يحدِّث طول تِلْكَ السِّنين، وَلاَ يجدُ أَحدُ فِيْهِ مَغْمزاً بحُجَّةٍ، وَمَا رأَينَا الرِّحْلَة فِي بلاَدٍ مِنْ بلاَد الإِسْلاَم أَكْثَرَ مِنْهَا إِلَيْهِ, فَقَدْ رَأَيْت جَمَاعَةً مِنْ أَهْلِ الأَنْدَلُس, وَجَمَاعَةً مِنْ أَهْلِ طرَاز وَإِسْبيجَاب عَلَى بَابه، وَكَذَا جَمَاعَة مِنْ أَهْلِ فَارس، وَجَمَاعَة مِنْ أَهْلِ الشَّرْق.
سمِعته غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَرَحَلَ بِهِ أبيهُ عَلَى طَرِيْق أَصْبَهَان فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ فسَمِعَ بِهَا، وَلَمْ يَسْمَعْ بِالأَهْواز وَلاَ البَصْرَة حَرْفاً, ثُمَّ حَجَّ، وَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ أَحْمَدَ بن شَيْبَان الرَّمْلِيِّ صَاحبِ ابْنِ عُيَيْنَه, سَمِعَ بِهَا مِنْهُ فَقَطْ, وَسَمِعَ بِمِصْرَ، وَعَسْقلاَن, وَبَيْرُوْتَ, وَدِمْيَاط, وَطَرَسُوْس, سَمِعَ بِهَا مِنْ أَبِي أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيِّ، وَسَمِعَ بحِمْص مِنْ مُحَمَّد بن عَوْف، وَأَبِي عُتْبَة أَحْمَد بنِ الفَرَجِ، وَبَالجَزِيْرَة مِنْ مُحَمَّد بنِ عَلِيِّ بنِ مَيْمُوْن الرَّقِّيِّ، وَسَمِعَ المغازي من لفظ العطاردي، وَسَمِعَ مصنَّفَات عَبْد الوَهَّابِ بنِ عَطَاء مِنْ يَحْيَى بنِ أَبِي طَالِبٍ, وَسَمِعَ مُصنَّفَات زَائِدَة، والسنن لأَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيّ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصَّاغَانِي، وَسَمِعَ العِللَ لعَلِيِّ بن المَدِيْنِيِّ مِنْ حَنْبَل، وَسَمِعَ معَانِي القُرْآن مِنْ مُحَمَّد بن الجَهْمِ السِّمَّرِيّ، وَسَمِعَ التَّارِيْخ مِنْ عَبَّاس الدُّوْرِيّ, ثُمَّ انْصَرف إِلَى خُرَاسَانَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً.
سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: حدَّثت بكتَاب معَانِي القُرْآن فِي سَنَةِ نَيِّف وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
قَالَ الحَافِظُ أبي حَامِد الأَعْمَشِيُّ: كتَبْنَا عَنْ أَبِي العَبَّاس بنِ يَعْقُوْبَ الورَّاق فِي مَجْلِسِ مُحَمَّد بن عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاء سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
الحَاكِم: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ الفَضْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بن خُزَيْمَةَ, سَمِعْتُ جَدِّي, وسُئِل عَنْ سَمَاع كتَاب المَبْسوط مِنْ أَبِي العَبَّاس الأَصَمِّ فَقَالَ: اسمعُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ ثِقَةٌ, قَدْ رَأَيْتُهُ يسمعُ مَعَ أَبِيهِ بِمِصْرَ, وَأبيهُ يضبِطُ سَمَاعَه.
الحَاكِم: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَنْصُوْر القَاضِي, سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْم بنَ عَدِيّ, وَاجتَمَعَ جَمَاعَةٌ يسأَلونه المُقَام بِنَيْسَأبيرَ لقرَاءةِ المَبْسوط فَقَالَ: يَا سُبْحَانَ اللهِ, عندكُم رَاوِي هَذَا الكِتَاب الثِّقَة المَأْمُوْنُ أبي العباس الأَصَمِّ, وَأَنْتُم تريدُوْنَ أَنْ تسمعُوهُ مِنْ غَيْره.
أبي أَحْمَدَ الحَاكِم: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ يَقُوْلُ: مَا بَقِيَ لكتَاب المَبْسوط راوٍ غَيْرَ أَبِي العَبَّاس الورَّاق, وَبَلَغَنَا أَنَّهُ ثِقَةٌ صَدُوْقٌأبي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم: حَضَرْتُ أَبَا العَبَّاسِ يَوْماً فِي مَسْجده, فَخَرَجَ ليؤذِّن لصَلاَة العَصْر, فوقَفَ مَوْضِع المئْذَنِة ثُمَّ قَالَ بصوتٍ عالٍ: أَخْبَرَنَا الرَّبِيْع بنُ سُلَيْمَانَ, أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيّ, ثُمَّ ضَحِكَ وَضَحِكَ النَّاسُ, ثُمَّ أذَّن.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الأَصَمّ وَقَدْ خَرَجَ وَنَحْنُ فِي مسجدِه, وَقَدِ امتلأَتِ السِّكَّةُ مِنَ النَّاسِ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ يُمْلِي عَشِيَّة كُلِّ يَوْمِ اثْنَيْنِ مِنْ أُصُولِهِ, فلمَّا نَظَرَ إِلَى كَثْرَة النَّاس وَالغُرباءِ وَقَدْ قَامُوا يُطرقُوْنَ لَهُ, وَيحملونه عَلَى عواتِقِهِم مِنْ بَاب دَاره إِلَى مَسْجده, فَجَلَسَ عَلَى جِدَار المَسْجَد وَبَكَى طَوِيْلاً, ثُمَّ نَظَرَ إِلَى المُسْتَمْلِي فَقَالَ: أُكْتبْ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الأَشَجَّ, سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ إِدْرِيْس يَقُوْلُ: أَتيتُ يَوْماً بَاب الأَعْمَش بَعْد مَوْتِهِ, فَدَقَقْت البَاب فَأَجَابتَنِي جَارِيَةٌ عرَّفتني: هَاي هَاي تَبْكِي: يَا عَبْدَ اللهِ مَا فعلَ جمَاهيرُ العَرَب الَّتِي كَانَتْ تَأَتِي هَذَا البَابَ, ثُمَّ بَكَى الْكثير, ثُمَّ قَالَ: كأنِّي بِهَذِهِ السكة لا يدخلها أحد مِنْكُم, فَإِنِّي لاَ أَسمعُ, وَقَدْ ضَعُفَ البَصَر, وَحَان الرَّحيل, وَانقضَى الأَجَلُ, فَمَا كَانَ إلَّا بَعْد شَهْرٍ أَوْ أَقلّ مِنْهُ حَتَّى كُفَّ بَصَره, وَانقطعت الرِّحلَة, وَانْصَرَفَ الغُرباء, فَرَجَعَ أَمره إِلَى أنَّه كَانَ ينَاول قَلمًا فَيَعْلَمُ أَنَّهُم يطلُبُونَ الرِّوَايَة فَيَقُوْلُ: حدَّثنا الرَّبِيْع, وَكَانَ يحفَظُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً, وَسَبْع حكَايَاتٍ, فيرويهَا, وَصَارَ بِأَسوَأَ حالٍ حَتَّى تُوُفِّيَ.
وقَرَأْت بخطِّ أَبِي عَلِيٍّ الحَافِظ يحثُّ أَبَا العَبَّاسِ الأَصَمَّ عَلَى الرُّجُوع عَنْ أَحَادِيْثَ أَدخلوهَا عَلَيْهِ, حَدِيْثِ الصَّغَانِيّ عَنْ عَلِيِّ بنِ حَكِيْم, عَنْ حُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ, حَدِيْث "قَبْض العِلْم, وَحَدِيْث أَحْمَدَ بنِ شَيْبَان, عَنِ ابْنِ عُيَيْنَة, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ سَالِمٍ, عَنْ أَبِيهِ, بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سرية ...
قَالَ: فَوَقَّعَ أبي العَبَّاسِ: كُلُّ مَنْ رَوَى عَنِّي هَذَا فَهُوَ كذَّاب، وَلَيْسَ هَذَا فِي كتَابِي.
توفِّي أبي العَبَّاسِ فِي الثَّالِثِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ربيعٍ الآخر سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَمَاتَ أبيهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ بِنَيْسَأبيرَ فِي أَوَّلهَا عَنْ نَحْو سِتِّيْنَ سَنَةً، وَكَانَ ذَا مَعْرِفَة وَفَهْم.
حدَّث عَنْ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَمُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ وعِدَّة.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ, وَابْن أَبِي حَاتِمٍ، وَمُحَمَّد بن مَخْلَد, وكان بديع الخط.

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي

 

محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل ابن سنان الأموي بالولاء، أبو العباس الأصم:
محدّث، من أهل نيسابور، ووفاته بها. رحل رحلة واسعة، فأخذ عن رجال الحديث بمكة ومصر ودمشق والموصل والكوفة وبغداد. وأصيب بالصمم بعد إيابه. قال ابن الجوزي: كان يورّق ويأكل من كسب يده، وحدّث ستا وسبعين سنة، سمع منه الآباء والأبناء والأحفاد. وقال ابن الأثير: كان ثقة أمينا .

-الاعلام للزركلي-