حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي

الخطابي

تاريخ الولادة319 هـ
تاريخ الوفاة388 هـ
العمر69 سنة
مكان الوفاةبست - أفغانستان
أماكن الإقامة
  • بست - أفغانستان
  • ماوراء النهر - أفغانستان
  • خراسان - إيران
  • نيسابور - إيران
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • البصرة - العراق
  • بغداد - العراق

نبذة

حمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خطاب الإِمَام أَبِي سُلَيْمَان الخطابي البستي وَيُقَال إِنَّه من سلالة زيد بن الْخطاب بن نفَيْل الْعَدْوى وَلم يثبت ذَلِك كَانَ إِمَامًا فى الْفِقْه والْحَدِيث واللغة أَخذ الْفِقْه عَن أَبى بكر الْقفال الشاشى وأبى على بن أَبى هُرَيْرَة وَمن تصانيفه معالم السّنَن وَهُوَ شرح سنَن أَبى دَاوُد وَله غَرِيب الحَدِيث وشرح الْأَسْمَاء الْحسنى وَكتاب الْعُزْلَة وَكتاب الغنية عَن الْكَلَام وَأَهله وَغير ذَلِك توفى ببست فى ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلاثمائة

الترجمة

حمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خطاب الإِمَام أَبِي سُلَيْمَان الخطابي البستي
وَيُقَال إِنَّه من سلالة زيد بن الْخطاب بن نفَيْل الْعَدْوى وَلم يثبت ذَلِك كَانَ إِمَامًا فى الْفِقْه والْحَدِيث واللغة
أَخذ الْفِقْه عَن أَبى بكر الْقفال الشاشى وأبى على بن أَبى هُرَيْرَة
وَسمع الحَدِيث من أَبى سعيد بن الأعرابى بِمَكَّة وأبى بكر بن داسة بِالْبَصْرَةِ وَإِسْمَاعِيل الصفار بِبَغْدَاد وأبى الْعَبَّاس الْأَصَم بنيسابور وطبقتهم
روى عَنهُ الشَّيْخ أَبُو حَامِد الإسفراينى وَأَبُو عبد الله الْحَاكِم الْحَافِظ وَأَبُو نصر مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان البلخى الغزنوى وَأَبُو مَسْعُود الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الكرابيسى وَأَبُو عَمْرو مُحَمَّد بن عبد الله الرزجاهى البسطامى وَأَبُو ذَر عبد ابْن أَحْمد الهروى وَأَبُو عبيد الهروى صَاحب الغريبين وَعبد الغافر بن مُحَمَّد الفارسى وَغَيرهم
وَذكره أَبُو مَنْصُور الثعالبى فى كتاب الْيَتِيمَة وَسَماهُ أَحْمد وَهُوَ غلط وَالصَّوَاب حمد

وَذكره الإِمَام أَبُو المظفر بن السمعانى فى كتاب القواطع فى أصُول الْفِقْه عِنْد الْكَلَام على الْعلَّة وَالسَّبَب وَالشّرط وَقَالَ قد كَانَ من الْعلم بمَكَان عَظِيم وَهُوَ إِمَام من أَئِمَّة السّنة صَالح للاقتداء بِهِ والإصدار عَنهُ انْتهى
وَمن تصانيفه معالم السّنَن وَهُوَ شرح سنَن أَبى دَاوُد وَله غَرِيب الحَدِيث وشرح الْأَسْمَاء الْحسنى وَكتاب الْعُزْلَة وَكتاب الغنية عَن الْكَلَام وَأَهله وَغير ذَلِك
توفى ببست فى ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلاثمائة
وَمن الْفَوَائِد والغرائب والأشعار عَنهُ
أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ إِذْنا خَاصّا أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْن اليونينى وشهدة العامرية أخبرنَا جَعْفَر الهمدانى
ح وَكتب إِلَى أَحْمد بن أَبى طَالب عَن جَعْفَر وَغَيره عَن مُحَمَّد بن عبد الهادى عَن أَبى طَاهِر السلفى قَالَ جَعْفَر سَمَاعا قَالَ سَمِعت أَبَا المحاسن الرويانى بالرى يَقُول سَمِعت أَبَا نصر البلخى بغزنة يَقُول سَمِعت أَبَا سُلَيْمَان الخطابى يَقُول سَمِعت أَبَا سعيد ابْن الأعرابى وَنحن نسْمع عَلَيْهِ هَذَا الْكتاب يعْنى كتاب السّنَن لأبى دَاوُد وَأَشَارَ إِلَى النُّسْخَة الَّتِى بَين يَدَيْهِ يَقُول لَو أَن رجلا لم يكن عِنْده من الْعلم إِلَّا الْمُصحف الذى فِيهِ كتاب الله ثمَّ هَذَا الْكتاب لم يحْتَج مَعَهُمَا إِلَى شىء من الْعلم بتة
أخبرنَا الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس بن المظفر بقراءتى عَلَيْهِ أخبرنَا عبد الْوَاسِع بن عبد الكافى الأبهرى إجَازَة أخبرنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن أَبى جَعْفَر بن على القرطبى سَمَاعا أخبرنَا الْقَاسِم بن الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر حَدثنَا عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد بن أَحْمد الخوارى إجَازَة وَحدثنَا عَنهُ أَبى سَمَاعا ح قَالَ ابْن المظفر وَأخْبرنَا يُوسُف بن مُحَمَّد المصرى إجَازَة أخبرنَا إِبْرَاهِيم ابْن بَرَكَات الخشوعى سَمَاعا أخبرنَا الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم بن عَسَاكِر إجَازَة أخبرنَا عبد الْجَبَّار الخوارى أنشدنا الشَّيْخ الإِمَام أَبُو سعيد القشيرى أخبرنَا الشَّيْخ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَبْدَانِ الكرمانى أنشدنا أَبُو الْحسن بن أَبى عمر أنشدنى أَبُو سُلَيْمَان الخطابى لنَفسِهِ
(ارْض للنَّاس جَمِيعًا ... مثل مَا ترْضى لنَفسك)
(إِنَّمَا النَّاس جَمِيعًا ... كلهم أَبنَاء جنسك)
(غير عدل أَن توخى ... وَحْشَة النَّاس بأنسك)
(فَلهم نفس كنفسك ... وَلَهُم حس كحسك)
وَبِه إِلَى أَبى الْحسن بن أَبى عمر وَهُوَ النوقانى قَالَ سَمِعت أَبَا سُلَيْمَان الخطابى يَقُول الْغنى مَا أَغْنَاك لَا مَا عناك
قَالَ وسمعته يَقُول عش وَحدك حَتَّى تزور لحدك احفظ أسرارك وَشد عَلَيْك أزرارك
وَمن شعر الخطابى غير مَا تقدم
(وَمَا غربَة الْإِنْسَان فى شقة النَّوَى ... وَلكنهَا وَالله فى عدم الشكل)
(وإنى غَرِيب بَين بست وَأَهْلهَا ... وَإِن كَانَ فِيهَا أسرتى وَبهَا أهلى)

وَمِنْه
(فسامح وَلَا تستوف حَقك كُله ... وأبق فَلم يسْتَوْف قطّ كريم)
(وَلَا تغل فى شئ من الْأَمر واقتصد ... كلا طرفى قصد الْأُمُور ذميم)
ذكر الخطابى فى معالم السّنَن الحَدِيث الذى رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَفِيه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رد شَهَادَة القانع لأهل الْبَيْت وأجازها لغَيرهم وَاقْتصر فِيهِ على قَوْله (القانع السَّائِل والمستطعم وأصل القنوع السُّؤَال وَيُقَال فى القانع إِنَّه الْمُنْقَطع إِلَى الْقَوْم يخدمهم وَيكون فى حوائجهم وَذَلِكَ مثل الْأَجِير وَالْوَكِيل وَنَحْوه)
وَمعنى رد هَذِه الشَّهَادَة التُّهْمَة فى جر النَّفْع إِلَى نَفسه لِأَن القانع لأهل الْبَيْت ينْتَفع بِمَا يصير إِلَيْهِم من نفع إِلَى أَن قَالَ وَمن رد شَهَادَة القانع لأهل الْبَيْت بِسَبَب جر الْمَنْفَعَة فَقِيَاس قَوْله أَن يرد شَهَادَة الزَّوْج لزوجته لِأَن مَا بَينهمَا من التُّهْمَة فى جر النَّفْع أَكثر وَإِلَى هَذَا ذهب أَبُو حنيفَة انْتهى
وَقد تبعه جمَاعَة من الْأَصْحَاب مِنْهُم القاضى الْحُسَيْن فَقَالَ فى تعليقته مَا نَصه فرع شَهَادَة القانع لأهل الْبَيْت لَا تقبل وَهُوَ الذى انْقَطع فى مكاسبه والتجأ إِلَى أهل بَيت يؤاكلهم ويرمى عَن قوسهم فَلَا تقبل شَهَادَته لَهُم لما فِيهِ وَلما هُوَ عَلَيْهِ من سُقُوط الْمُرُوءَة
قَالَ القاضى رَحمَه الله وَلَو كَانَت الزَّوْجَة بِهَذِهِ الصّفة أَقُول لَا تقبل شهادتها انْتهى
وَصَاحب الْبَحْر الرويانى اتبع الخطابى فى كَلَامه هَذَا
والْحَدِيث ذكره من أَصْحَابنَا زَكَرِيَّا الساجى والماوردى وَلم يشبعوا عَلَيْهِ كلَاما والرويانى اقْتصر فِيهِ على كَلَام الخطابى وَقَالَ فى شَهَادَة أحد الزَّوْجَيْنِ للْآخر الصَّحِيح عندى أَنَّهَا لَا تقبل فَفِيهَا تُهْمَة قَوِيَّة خَاصَّة فى زَمَاننَا قَالَ وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان الخطابى إِنَّه الْقيَاس على القانع الذى ورد بِهِ النَّص
قلت وَمَسْأَلَة القانع مَعَ وُرُود حَدِيث فِيهَا لم أجد من أشبعها قولا وَقَلِيل من خصها بِالذكر وَلم أرها فى شئ من كتب الرافعى والنووى وَابْن الرّفْعَة من خصها بِالذكر وَلم أرها فى شئ من كتب الرافعى والنووى وَابْن الرّفْعَة بل لَا أحفظها مَقْصُودَة بِالذكر فى غير تعليقة القاضى وَمن بعده مِمَّن سأذكره
والذى أقوله فِيهَا إِن الحَدِيث إِن صَحَّ وَكَانَ مَعْنَاهُ مَا ذكر فَلَا مدفع لَهُ وواجب الرُّجُوع إِلَيْهِ غير أَنه لَا يكَاد يثبت وَلَفظه مُضْطَرب وَمَعْنَاهُ مُخْتَلف فِيهِ
أما توقفنا فى ثُبُوته فَمن قبل أَنه من حَدِيث مُحَمَّد بن رَاشد وَفِيه كَلَام عَن سُلَيْمَان بن مُوسَى الدمشقى وَفِيه أَيْضا كَلَام قَالَ البخارى عِنْده مَنَاكِير عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده
وَأما اضْطِرَاب لَفظه فَلفظ أَحْمد لَا تجوز شَهَادَة خائن وَلَا خَائِنَة وَلَا ذى غمر على أَخِيه وَلَا شَهَادَة القانع لأهل الْبَيْت والقانع الذى ينْفق عَلَيْهِ أهل الْبَيْت وَلَفظ أَبى دَاوُد رد شَهَادَة الخائن والخائنة وذى الْغمر على أَخِيه ورد شَهَادَة القانع لأهل الْبَيْت وأجازها لغَيرهم
وفى لفظ آخر عِنْده لم يذكر القانع بِالْكُلِّيَّةِ
وَرَوَاهُ الدارقطنى من حَدِيث عَائِشَة وَلَفظه وَلَا القانع من أهل الْبَيْت لَهُم
رَوَاهُ من حَدِيث يزِيد بن أَبى زِيَاد وَقَالَ يزِيد بن أَبى زِيَاد هَذَا لَا يحْتَج بِهِ
قلت وَذكر ابْن أَبى حَاتِم فى الْعِلَل أَن أَبَا زرْعَة الرازى قَالَ إِنَّه حَدِيث مُنكر
وَأما الِاخْتِلَاف فى مَعْنَاهُ فَمَا ذكره الخطابى اعْتمد فِيهِ على قَول أَبى عبيد القانع السَّائِل والمستطعم وَقَالَ أَيْضا قد يُقَال إِنَّه الْمُنْقَطع إِلَى الْقَوْم يخدمهم وَيكون فى حوائجهم
قلت وَلَعَلَّ هَذَا أشبه بِمَعْنى الحَدِيث وَقد تقدم فى بعض أَلْفَاظه مَا يُؤَيّدهُ وَمَعَ هَذَا الِاضْطِرَاب يقف الِاحْتِجَاج بِهِ
وَأما شَهَادَة أحد الزَّوْجَيْنِ للْآخر وَقِيَاس أَبى سُلَيْمَان لَهَا على القانع فموضع نظر وأوضح مِنْهُ مَا ذكره القاضى من قِيَاس الزَّوْجَة على القانع لَا القانع فَإِن الزَّوْجَة هى الَّتِى تستجر النَّفْع بِمَال زَوجهَا وَمن أجل ذَلِك حكى بعض الْأَصْحَاب قولا إِن شهادتها لَهُ ترد بِخِلَاف شَهَادَته لَهَا غير أَنه ضَعِيف وبعيد الشّبَه من القانع فَإِنَّهَا إِنَّمَا تَأْخُذ النَّفَقَة عوضا فَلَا يَقع بهَا من التُّهْمَة مَا يَقع للقانع وَلَا يحملهَا على مَا يحملهُ
والرافعى لم يذكر القانع لَا مَقْصُودا وَلَا مستطردا وَحكى فى شَهَادَة أحد الزَّوْجَيْنِ للْآخر ثَلَاثَة أَقْوَال أَصَحهَا عِنْده وَعند النووى الْقبُول

قَالَ وفى التَّهْذِيب طَريقَة قَاطِعَة بِهِ وَثَالِثهَا قبُول الزَّوْج دون الزَّوْجَة
وَلم يزدْ الرافعى على ذَلِك
وفى الْمَسْأَلَة وَجه رَابِع أَن شهادتها تقبل لَهُ إِن كَانَ مُوسِرًا وَإِن كَانَ مُعسرا فَوَجْهَانِ
وخامس أَنَّهَا ترد فِيمَا إِذا شهِدت بِمَال هُوَ قدر قوتها ذَلِك الْيَوْم وَلَا مَال للزَّوْج غَيره لعود النَّفْع إِلَيْهَا يَقِينا وَتقبل فى غير هَذِه الْحَالة لِأَنَّهُ لَا يتَحَقَّق عود النَّفْع إِلَيْهَا
حَكَاهُمَا القاضى شُرَيْح فى كتاب أدب الْقَضَاء وَجزم فِيمَن انْقَطع إِلَى كنف رجل يراعيه وَينْفق عَلَيْهِ أَنه لَا يمْتَنع بذلك قبُول شَهَادَته
قلت وَهَذَا هُوَ القانع بِعَيْنِه وَإِن لم يُصَرح بِلَفْظِهِ فَفِيهِ مُخَالفَة لما جزم بِهِ القاضى من الرَّد وَمَا ذكره من الْقبُول هُوَ الذى لَا تكَاد تَجِد سواهُ فى أذهان النَّاس وَهُوَ الْفِقْه الظَّاهِر إِن لم يثبت الحَدِيث
حكى الخطابى فى معالم السّنَن عَن أَبى ثَوْر أَنه قَالَ الْجَمَاعَة فى الْجُمُعَة كَسَائِر الصَّلَوَات
وَهَذَا رد على دَعْوَى ابْن الرّفْعَة أَنه لَا خلاف فى اشْتِرَاط الْجَمَاعَة الْجُمُعَة بِشَرْط أَن يكون أَبُو ثَوْر لَا يرى وجوب الْجَمَاعَة فى سَائِر الصَّلَوَات وَإِلَّا فَمَتَى رأى ذَلِك لم يكن فِيهِ دَلِيل إِلَّا على أَنه يكفى فِيهَا إِمَام ومأموم فَلم ينف عَنْهَا أصل الْجَمَاعَة
ذهب الخطابى إِلَى أَن أكل الثوم والبصل لَيْسَ عذرا فى ترك الْجُمُعَة
قَالَ النووى فى كَلَام الخطابى إِشَارَة إِلَى تَحْرِيم الْبَوْل فى الطَّرِيق وَهُوَ الذى ينبغى لحَدِيث اتَّقوا اللعانين وَلما فِيهِ من إِيذَاء الْمُسلمين وَلَكِن الْأَصْحَاب متفقون على أَن كراهيته كَرَاهِيَة تَنْزِيه
كره الخطابى للْمَرْأَة لبس خَاتم الْفضة لِأَنَّهُ من شعار الرِّجَال قَالَ بِخِلَاف خَاتم الذَّهَب
وَمن كَلَام الخطابى فى حَدِيث ابْن عَبَّاس الذى أخرجه أَبُو دَاوُد قضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فى دِيَة الْمكَاتب يقتل فيودى مَا أدّى من كِتَابَته دِيَة الْحر وَمَا بقى دِيَة الْمَمْلُوك
كَذَا أخرجه أَبُو دَاوُد وَرَوَاهُ النسائى مُرْسلا
قَالَ الخطابى أجمع عَامَّة الْفُقَهَاء أَن الْمكَاتب عبد مَا بقى عَلَيْهِ دِرْهَم فى جِنَايَته وَالْجِنَايَة عَلَيْهِ وَلم يذهب إِلَى الْعَمَل بِهَذَا الحَدِيث أحد فِيمَا بلغنَا إِلَّا إِبْرَاهِيم النخعى وروى فى ذَلِك شئ عَن على كرم الله وَجهه وَإِذا صَحَّ الحَدِيث وَجب الْعَمَل بِهِ إِذا لم يكن مَنْسُوخا وَلَا مُعَارضا بِمَا هُوَ أولى مِنْهُ انْتهى
قلت وَقد حكى هَذَا القَوْل عَن الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل رضى الله عَنهُ
اسْتحْسنَ ابْن السمعانى أَبُو المظفر فى كتاب القواطع قَول الخطابى لَيْسَ كل سَبَب عِلّة وَلَكِن كل عِلّة سَبَب كَمَا أَنه لَيْسَ كل دَلِيل عِلّة وَلَكِن كل عِلّة دَلِيل وَوَصفه بِمَا ذَكرْنَاهُ عَنهُ آنِفا من الْمَدْح

وَهَذَا الْكَلَام حسن فى بادئ الرأى للتفرقة بَين الْعلَّة وَالسَّبَب إِلَّا أَن فِيهِ تسمحا فَإِن الْعلَّة مَا بِهِ الشئ وَالسَّبَب مَا عِنْده الشئ لَا بِهِ فهما قِسْمَانِ لَيْسَ أَحدهمَا أَعم من الآخر فَلَا يَصح هَذَا الْكَلَام وَهَذَا لَا يقبل من الخطابى وَإِن علا شَأْنه فى الْعُلُوم الَّتِى يدريها غير الْكَلَام فَلَيْسَ هُوَ من صناعته
وَقد تكلمنا عَن السَّبَب وَالْعلَّة كلَاما مَبْسُوطا فى كتاب الْأَشْبَاه والنظائر وفى كتاب منع الْمَوَانِع على لِسَان أَصْحَاب هَذِه الْعُلُوم
قَالَ الخطابى فى كِتَابه تَفْسِير اللُّغَة الَّتِى فى مُخْتَصر المزنى فى بَاب الشُّفْعَة بلغنى عَن إِبْرَاهِيم بن السرى الزّجاج النحوى إِنَّه كَانَ يذهب إِلَى أَن الصَّاد تبدل سينا مَعَ الْحُرُوف كلهَا لقرب مخرجهما فَحَضَرَ يَوْمًا عِنْد على ابْن عِيسَى فتذاكرا هَذِه الْمَسْأَلَة وَاخْتلفَا فِيهَا وَثَبت الزّجاج على مقَالَته فَلم يَأْتِ على ذَلِك إِلَّا قَلِيل من الْمدَّة فَاحْتَاجَ الزّجاج إِلَى كتاب إِلَى بعض الْعمَّال فى الْعِنَايَة فجَاء إِلَى على بن عِيسَى الْوَزير ينتجز الْكتاب فَلَمَّا كتب على بن عِيسَى صدر الْكتاب وانْتهى إِلَى ذكره كتب وَإِبْرَاهِيم بن السرى من أخس إخوانى
فَقَالَ الرجل أَيهَا الْوَزير الله الله فى أمرى فَقَالَ لَهُ على بن عِيسَى إِنَّمَا أردْت أخص وَهَذِه لغتك فَأَنت أبْصر فَإِن رجعت وَإِلَّا أنفذت الْكتاب بِمَا فِيهِ فَقَالَ قد رجعت أَيهَا الْوَزير فَأصْلح الْحَرْف وطوى الْكتاب

طبقات الشافعية الكبرى للإمام السبكي

 

 

الْخطابِيّ الإِمَام الْعَلامَة الْمُفِيد الْمُحدث الرّحال أَبُو سُلَيْمَان حمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خطاب البستي
صَاحب التصانيف
سمع أَبَا سعيد بن الْأَعرَابِي وَأَبا بكر بن داسة والأصم وَمِنْه الْحَاكِم
وصنف شرح البُخَارِيّ ومعالم السّنَن وغريب الحَدِيث وَشرح الْأَسْمَاء الْحسنى وَالْعُزْلَة وَغير ذَلِك
وَكَانَ ثِقَة متثبتا من أوعية الْعلم أَخذ اللُّغَة عَن أبي عمر الزَّاهِد وَالْفِقْه عَن الْقفال وَابْن أبي هُرَيْرَة وَوهم من سَمَّاهُ أَحْمد وَله شعر جيد مَاتَ ببست فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلاثمائة

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

حمد بن محمد بن إبراهيم ابن الخطاب البستيّ، أبو سليمان:
فقيه محدّث، من أهل بست (من بلاد كابل) من نسل زيد بن الخطاب (أخي عمر بن الخطاب) له (معالم السنن - ط) مجلدان، في شرح سنن أبي داود، و (بيان إعجاز القرآن - ط) و (إصلاح غلط المحدثين - ط) باسم (إصلاح خطأ المحدثين) و (غريب الحديث - خ) قال الميمني في مذكراته: منه مخطوطة كاملة كتبت سنة 488 في خزانة عاشر أفندي باستنبول، الرقم234 و (شرح البخاري - خ) باسم (تفسير أحاديث الجامع الصحيح للبخاريّ) منه نسخة في الرباط (180 أوقاف) . وله شعر أورد منه الثعالبي في (اليتيمة) نتفا جيدة، وكان صديقا له. توفي في بست (في رباط على شاطئ هيرمند)  .

-الاعلام للزركلي-

 

الإمام الحافظ الحُجَّة أبو سليمان حَمْد بن محمد بن إبراهيم بن الخَطَّاب الخَطَّابي البُسْتي، الفقيه الشافعي، المتوفى بها في ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة عن تسع وستين سنة.
كان إماماً، جليل القدر في الفقه واللغة وغيرهما، له تصانيف حسنة، منها "أعلام الحديث في شرح البخاري وشرح أبي داود" وسَمَّاه "معالم السُّنن" و"كتاب غريب الحديث" و"شرح أسماء الله الحسنى" و"كتاب العُزْلَة". سمع [من] ابن الأعرابي وأبي بكر بن دَاسَة وأبي العباس الأصم، وعنه الحاكم أبو عبد الله وأبو ذرّ الهَرَوي وأبو عُبيد الهَرَوي وأبو حامد الإسفرايني. قال السمعاني: كان حُجَّة، صدوقاً، رحل إلى العراق والحجاز وجال خراسان وخرج إلى ما وراء النهر وتفقه بالقَفَال الشاشي وغيره وأخذ الأدب عن أبي عُمَر الزاهد وإسمعيل الصفار وألف في فنون.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب أبي سليمان الخطابي البستي – ت في ربيع الآخر سنة: 388 ه ببست – من شيوخه: القفال الشاشي ، وابن أبى هريرة – من تلاميذه: أبي حامد الإسفراينى، وأبي عبد الله الحاكم من مصنفاته: غريب الحديث ، ومعالم السنن –ينظر: طبقات الشافعية الكبرى – 3 / 282 .

 

الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ اللُّغَوِيُّ، أَبُو سُلَيْمَانَ، حَمْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ خَطَّابٍ البُسْتِيّ الخطَّابي، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
وُلِدَ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيّ بِمَكَّةَ، وَمن إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ الصفَّار وَطبقتِه بِبَغْدَادَ، وَمن أَبِي بَكْرٍ بنِ دَاسَة وغيره بالبصرة، ومن أبي العَبَّاس الأَصَمّ، وَعِدَّة بِنَيْسَابُوْرَ. وعُنِيَ بِهَذَا الشَّأْن مَتْناً وَإِسْنَاداً.
وَرَوَى أَيْضاً عَنْ أَبِي عَمْرٍو بنِ السَّمَّاك، ومُكْرَم القَاضِي، وَأَبِي عُمَرَ غُلاَم ثَعْلَب، وَحَمْزَة بنِ مُحَمَّدٍ العَقَبي، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد، وَجَعْفَر بن مُحَمَّدٍ الخُلْدِي.
وَأَخَذَ الفِقْهَ عَلَى مَذْهَب الشَّافِعِيّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ القفَّال الشَّاشِي، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَنُظَرَائِهِمَا.
حدَّث عنه: أبو عبد الله الحاكم, وهو مِنْ أَقْرَانِهِ فِي السنِّ والسَّنَد، وَالإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَأَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّزجاهي، والعلَّامة أَبُو عُبَيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيّ، وَأَبُو مَسْعُوْدٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَرَابِيْسِيّ، وَأَبُو ذَر عَبْدُ بنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ البَلْخِيّ الغَزْنوِي، وَجَعْفَر بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ المَرُّوْذِيّ المُجَاور، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الغزنوِي المُقْرِئ، وَعَلِيُّ بن الحسن السِّجْزِيّ الفَقِيْه، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الفَارِسِيّ الفَسَويّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيّ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَشُهْدَةُ بِنْتُ حسَّانٍ قَالاَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ المَالِكِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفي قَالَ: وَأَمَّا أَبُو سُلَيْمَان الشَّارحُ لِكتَاب أَبِي دَاوُدَ، فَإِذَا وَقَفَ مُنْصِفٌ عَلَى مصنَّفاته، واطَّلَع عَلَى بَدِيْع تَصَرُّفَاتِه فِي مُؤَلَّفَاته، تحقَّق إِمَامتَهَ وَديَانتَه فِيمَا يُورِدُهُ وَأَمَانتَه، وَكَانَ قَدْ رحلَ فِي الحَدِيْثِ وَقرَاءةِ العُلوم، وطوَّف، ثُمَّ ألَّف فِي فُنُوْنٍ مِنَ العِلْم وصنَّف، وَفِي شُيُوْخه كَثْرَةٌ، وَكَذَلِكَ فِي تصانيفه، منها "شرح السنن"، الذي عوَّلنا عَلَى الشّروع فِي إِملاَئِه وَإِلقَائِه، وَكِتَابه فِي غَرِيْب الحَدِيْثِ، ذَكر فِيْهِ مَا لَمْ يَذكُرْهُ أَبُو عُبَيْدٍ، وَلاَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي كتَابَيْهِمَا، وَهُوَ كِتَابٌ مُمتع مُفِيْد، وَمُحصِّلُه بِنِيَّةٍ موفَّقٌ سَعِيْدٌ، ناوَلَنِيه القَاضِي أَبُو المَحَاسِنِ بِالرَّيّ، وَشَيْخُه فِيْهِ عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيّ, يَرْوِيْهِ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَلَمْ يَقع لِي مِنْ تَوَالِيفه سِوَى هذَيْن الكتَابينِ مَنَاولَةً لاَ سَمَاعاً عِنْد اجتمَاعِي بِأَبِي المَحَاسِن، لِعَارضَةٍ قَدْ بَرَّحت بِي، وَبلغتْ مِنِّي، لولاَهَا لمَا تَوَانيتُ فِي سَمَاعهِمَا، وَقَدْ رَوَى لَنَا الرَّئِيْس أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيّ كِتَاب "العُزلَة" عَنْ أَبِي عَمْرٍو الرَّزْجَاهِي، عَنْهُ، وَأَنَا أَشكُّ هَلْ سَمِعتُه كَامِلاً أَوْ بَعْضه.
إِلَى أَنْ قَالَ السِّلَفي: وحدَّث عَنْهُ أَبُو عُبَيْدٍ الهَرَوِيّ فِي كِتَاب"الغَرِيْبين"، فَقَالَ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَطَّابِي، وَلَمْ يكنِّه. وَوَافقه عَلَى ذَلِكَ أَبُو مَنْصُوْرٍ الثَّعَالِبِيّ فِي كِتَاب "اليَتيمَةِ"، لكنَّه كَنَّاه، وقال: أبو سُلَيْمَان أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البُسْتِي صَاحب "غَرِيْبِ الحَدِيْثِ"، وَالصَّوَابُ فِي اسْمِهِ: حَمْدٌ، كَمَا قَالَ الجمُّ الغَفِيْرُ، لاَ كَمَا قَالاَهُ، وَقَالَ أَحدُ الأُدَبَاء مِمَّنْ أَخَذَ عَنِ ابْنِ خُرَّزاذ النَّجيرمي: وَهُوَ أَبُو سُلَيْمَانَ حَمْد بن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الخَطَّابِ البُسْتِيّ مِنْ وَلدِ زَيْد بن الخَطَّابِ، وَلَهُ -رَحِمَهُ اللهُ- شِعْرٌ هُوَ سحر.
قُلْتُ: وَلَهُ "شَرْحُ الأَسْمَاء الحُسْنَى"، وَكِتَابُ: "الغُنيَة عَنِ الكَلاَم وَأَهلِه" وَغَيْر ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ وَشُهْدَةُ قَالاَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَحَاسِنِ الرُّويَانِي، سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ البَلْخِيّ، سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الخَطَّابِي، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ بن الأَعْرَابِيِّ وَنَحْنُ نَسْمَعُ عَلَيْهِ هَذَا الكِتَاب -يَعْنِي: سُنَن أَبِي دَاوُدَ- يَقُوْلُ: لَوْ أنَّ رَجُلاً لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنَ العِلْمِ إلَّا المُصْحَفُ الَّذِي فِيْهِ كِتَابُ اللهِ، ثُمَّ هَذَا الكِتَاب، لَمْ يَحْتَجْ معهما إلى شيء من العلم بتة.
قَالَ أَبُو يَعْقُوْبَ القرَّاب: توفِّي الخَطَّابِي ببُسْتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قُلْتُ: وَفِيْهَا مَاتَ محدِّث إِسْفَرَايِيْن أَبُو النَّضْرِ شَافعُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَوَانَة الإِسْفَرَايِيْنِيّ فِي عَشرِ التِّسْعِيْنَ، وَمُحَدِّث بُرُوجرد؛ القَاضِي أَبُو الحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ البُرُوْجِرْدِيُّ فِي عشر المائَة، يَرْوِي عَنِ ابْنِ جَرِيْر، وَالبَاغَنْدِي. وَمسندُ نَيْسَابُوْر أَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بن مُحَمَّدٍ الفَامِي، وَمُقْرِئُ مِصْر أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عِرَاك الحَضْرَمِيّ، وَمُقْرِئُ العِرَاق أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الشَّنَبُوْذِي، وَشَيْخ الأَدبِ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ المُظَفَّر الحَاتِمِيُّ بِبَغْدَادَ، وَمُسندُ مَرْو أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحَدَّادِيُّ الفَقِيْهُ عَنْ مائَة عَام، وَعَالِمُ مِصْر أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الأُدْفُوِيُّ المُقْرِئ المفسِّر، ومحدِّث مَكَّة أَبُو يَعْقُوْبَ يُوْسُفُ بن أَحْمَدَ بنِ الدَّخِيل.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ كِتَابَةً، عَنْ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ سرُور الحَافِظ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ غَانِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ البَلْخِيّ، حدَّثنا حَمْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا أَبُو داود، حدثنا بنُ حُزابة، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا أسباط، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الإِيْمَانُ قَيَّدَ الفَتْكَ، لاَ يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ" 1.
وَهُوَ القَائِلُ:
وَمَا غُرْبَةُ الإِنسَانِ فِي شُقَّة النَّوَى ... ولكنَّها وَاللهِ فِي عَدَمِ الشَّكْلِ
وَإِنِّيْ غريبٌ بَيْنَ بستٍ وَأَهْلِهَا ... وَإِنْ كَانَ فِيْهَا أُسرتي وَبِهَا أهلي
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.

 

حمد بن مُحَمَّد [319 - 388] 
ابْن إِبْرَاهِيم بن الْخطاب.
الْفَقِيه الأديب أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ البستي، صَاحب التصانيف المتداولة.
قَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله الْحَافِظ: أَقَامَ عندنَا بنيسابور سنتَيْن وَحدث بهَا، وَكَثُرت الْفَوَائِد من علومه.
سمع أَبَا عَليّ الصفار، وَأَبا جَعْفَر الرزاز، وَغَيرهمَا.
روى عَنهُ إِسْحَاق الْحَافِظ، وَعبد الْوَهَّاب الْخطابِيّ، وَغَيرهمَا.
توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مئة.
لأبي الْفَتْح عَليّ بن مُحَمَّد البستي فِي أبي سُلَيْمَان:

(أَخ تبَاعد عني شخصه ودنا ... مَعْنَاهُ مني فَلم يظعن وَقد ظعنا)

(أَبَا سُلَيْمَان سر فِي الأَرْض أَو فأقم ... بِحَيْثُ شِئْت دنا مثواك أَو شطنا)

(مَا أَنْت غَيْرِي فأخشى أَن تُفَارِقنِي ... فديت روحك يَا روحي فَأَنت أَنا)

وَأنْشد أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ رَحمَه الله لنَفسِهِ:
(دَعْنِي فلست أخلق ديباجتي ... وَلست أبدي للورى حَاجَتي)

(منزلتي يحفظها منزلي ... وباحتي تكرم ديباجتي)

وَقد أوردهما مَعَ بَيت ثَالِث صَاحب " رَوْضَة الْجنان فِي محَاسِن شعر أبي الْفَتْح البستي " لَهُ.
وَله تصانيف فِي فنون جليلة بديعة، مِنْهَا كِتَابه الموسوم ب: " شعار الدّين " فِي أصُول الدّين، الْتزم فِيهِ إِيرَاد أوضح مَا يعرفهُ من الدَّلَائِل من غير أَن يجرد طَريقَة الْمُتَكَلِّمين، عَابَ فِيهِ مَا هُوَ المتداول بَين النَّاس من قَوْلهم فِي صِفَات الله الذاتية: إِنَّهَا قديمَة، وَاخْتَارَ أَن يُقَال فِيهَا: أزلية، قَالَ: لِأَن معنى الأول هُوَ مَا لم يزل كَانَ، وَمعنى قديم هُوَ مَا لَهُ صفة هِيَ الْقدَم، وَلَا يجوز أَن يكون للصفة صفة، وَقسم فِيهِ الْمُتَشَابه إِلَى مَا يتَأَوَّل، وَإِلَى مَا لَا يتَأَوَّل، بل يجرى على لَفظه من غير كَيفَ وتشبيه، الأول كَقَوْلِه تَعَالَى: " تقربت مِنْهُ باعا ... أَتَيْته هرولة "، وَذكر أَن كل الْعلمَاء تَأَوَّلَه على الْقبُول من الله لعَبْدِهِ.
وَمثله أَيْضا: الحقو، فِي حَدِيث قطع الرَّحِم. وَقَوله: فِي جنب الله.
وَجعل الاسْتوَاء من الْقسم الثَّانِي.
وَصرح بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي السَّمَاء، وَقَالَ: زعم بَعضهم أَن معنى الاسْتوَاء هَا هُنَا الِاسْتِيلَاء، وَنزع فِيهِ بِبَيْت مَجْهُول لم يقلهُ من يَصح الِاحْتِجَاج بقوله.
قَالَ شرويه: روى عَن ابْن عدي الْحَافِظ وَغَيره، روى عَنهُ: أَبُو سهل غَانِم، وَمَا رَأَيْت أحدا من أهل بلدنا روى عَنهُ.
على ظهر كتاب أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المَسْعُودِيّ الفنجديهي - كتاب " الْإِعْلَام " للخطابي - مَا صورته:
أنشدنا مَوْلَانَا نصْرَة الدّين، حجَّة الْإِسْلَام، إِمَام الْأَئِمَّة، مقتدى الْفَرِيقَيْنِ، بَقِيَّة الْمَشَايِخ أَبُو المحاسن مَسْعُود بن مُحَمَّد الغانمي رَضِي الله

عَنهُ فِي أبي سُلَيْمَان الْخطابِيّ مُصَنف الْكتاب لنَفسِهِ:
(لله در الأوحد الْخطابِيّ ... الْمَاجِد الْمَعْدُود فِي الأقطاب)

(جمع " المعالم " فَهِيَ أَعْلَام الْهدى ... كعرائس تهدى إِلَى الْخطاب)

(أَلْفَاظه أبهى وأشهى لَذَّة ... من تمر آزاذ لَدَى الإرطاب)

(أَو زبدة مخضت بمخض وطابها ... والزبد يستصفى بمخض وطاب)

(وَله الشَّرَائِع والحقائق بتة ... أنوارها مزجت بفصل خطاب)

(فَالله يرحمه ويشكر سَعْيه ... وثناؤه يُرْجَى بطاب طَابَ)

أَي: الطّيب الطّيب، بدل: " وثناؤه يصفو بِغَيْر وطاب "، أَي: مزج.
وَمِمَّا رَأَيْت من كتب أبي سُلَيْمَان: كتاب " الغنية عَن الْكَلَام وَأَهله "، و " الرسَالَة الناصحة فِيمَا يعْتَقد فِي الصِّفَات ".
وَمن شعره:
(تحرز من الْجُهَّال جهدك إِنَّهُم ... وَإِن لبسوا ثوب الْمَوَدَّة أَعدَاء)

(وَإِن كَانَ فيهم من يَسُرك قربه ... فَكل لذيذ الطّعْم أَو جله دَاء)

-طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح-

أَبو سليمان، حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب، الخطابي البستي.
كان فقيهًا أَديبًا محدثًا، له التصانيف البديعة، منها: "غريب الحديث"، و"معالم السنن في شرح سنن أبي داود"، و"أعلام السنن في شرح البخاري"، و"كتاب الشجاج"، وكتاب "شأن الدعاء"، وكتاب "إصلاح غلط المحدثين"، وغير ذلك.
سمع بالعراق أبا علي الصفار، وأبا جعفر الرزاز، وغيرهما، وروى عنه الحاكم أَبو عبد الله بن البَيِّع النيسابوريُّ، وعبد الغفار بن محمد الفارسي، وأبو القاسم، عبد الوهاب بن أبي سهل الخطابي، وغيرهم، وذكره صاحب "يتيمة الدهر"، وأنشد له:
وما غُربةُ الإنسانِ في شُقَّةِ النوى ... ولكنَّها واللهِ في عَدَمِ الشَّكْلِ
وإنِّي غريبٌ بينَ "بُسْتَ" وأهلِها ... وإن كانَ فيها أسرتي وبها أَهلي
وأنشد له أيضًا:
شرُّ السباعِ العوادي دونه وَزَرٌ ... والناسُ شَرّهم ما دونَه وَزَرُ
كَمْ معشرٍ سَلِموا لم يؤذِهم سَبُعٌ ... وما ترى بَشَرًا لم يؤذِهِ بَشَرُ
وأنشد له أيضًا - عفا الله عنه -:
فسامِحْ ولا تستوفِ حقَّك كلَّه ... وأَبقِ فلِم يَسْتقص قَطُّ كريمُ
ولا تَغْلُ في شيءٍ من الأمرِ واقتصدْ ... كِلا طَرَفَيْ قصدِ الأمورِ ذميمُ
وذكر له أشياء غير ذلك، وكان يشبَّه في عصره بأبي عبيد القاسم بن سلام علمًا وأدبًا، وورعًا وزهدًا، وتدريسًا وتأليفًا.
وكانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة 388 بمدينة "بُست" رح.
والخَطَّابي - بفتح الخاء المعجمة وتشديد الطاء المهملة -: نسبة إلى جده الخطاب المذكور، وقيل: إنه من ذرية زيد بن الخطاب، فنسب إليه، والله أعلم. والبُسْتي - بالضم -: نسبة إلى "بُسْت"، وهي مدينة من بلاد كابل بين هراة وغزنة، كثيرة الأشجار والأنهار، وقد سُمع في اسم أبي سليمان: أحمد أيضًا، بإثبات الهمزة، والصحيح الأول.
قال الحاكم أَبو عبد الله، محمدُ بنُ البَيِّع: سألتُ أبا القاسم المظفرَ بنَ طاهر بنِ محمد البستي الفقيه، عن اسم أبي سليمان الخطابي: أحمد، أو حمد؛ فإن بعض الناس يقول: أحمد، فقال: سمعته يقول اسمي الذي سميت به: حمد، ولكن الناس كتبوا: أحمد، فتركته عليه، وقال أَبو القاسم: أنشدنا أَبو سليمان لنفسه:
ما دُمْتَ حَيًّا فدارِ الناسَ كلَّهم ... فإنما أنتَ في دارِ المُداراةِ
من يَدْرِ دارَى ومن لم يدرِ سوف يُرى ... عَمَّا قليل نديمًا للنَّداماتِ

التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.