أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم العنزي أبي سعيد

ابن الأعرابي

تاريخ الولادة247 هـ
تاريخ الوفاة340 هـ
العمر93 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةمكة المكرمة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • الحجاز - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • البصرة - العراق
  • الكوفة - العراق

نبذة

بَصرِي الأَصْل سكن بِمَكَّة وَكَانَ فِي وقته شيخ الْحرم وَمَات بهَا صنف للْقَوْم كتبا كَثِيرَة وَصَحب أَبَا الْقَاسِم الْجُنَيْد بن مُحَمَّد وَعَمْرو بن عُثْمَان الْمَكِّيّ وَأَبا الْحُسَيْن النوري وحسنا المسوحي وَأَبا جَعْفَر الحفار وَأَبا الْفَتْح الْحمال وَكَانَ من جلة مشايخهم وعلمائهم مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَاسْنِدِ الحَدِيث وَرَوَاهُ وَكَانَ ثِقَة

الترجمة

سعيد بن الْأَعرَابِي واسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن زِيَاد بن بشر بن دِرْهَم الْعَنزي
بَصرِي الأَصْل سكن بِمَكَّة وَكَانَ فِي وقته شيخ الْحرم وَمَات بهَا صنف للْقَوْم كتبا كَثِيرَة وَصَحب أَبَا الْقَاسِم الْجُنَيْد بن مُحَمَّد وَعَمْرو بن عُثْمَان الْمَكِّيّ وَأَبا الْحُسَيْن النوري وحسنا المسوحي وَأَبا جَعْفَر الحفار وَأَبا الْفَتْح الْحمال وَكَانَ من جلة مشايخهم وعلمائهم مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَاسْنِدِ الحَدِيث وَرَوَاهُ وَكَانَ ثِقَة
أخبرنَا مُحَمَّد بن الْحسن بن الخشاب الْبَغْدَادِيّ قَالَ أخبرنَا أبي سعيد أَحْمد بن مُحَمَّد بن زِيَاد الْأَعرَابِي الصُّوفِي بِمَكَّة قَالَ أخبرنَا أبي يحيى مُحَمَّد ابْن سعيد بن غَالب الضَّرِير قَالَ حَدثنَا وَكِيع عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ (لَا تسبوا أَصْحَابِي فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أَن أحدكُم أنْفق مثل أحد ذَهَبا مَا بلغ مد أحدهم وَلَا نصيفه
سَمِعت أَبَا بكر الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا سعيد بن الْأَعرَابِي يَقُول إِن الله تَعَالَى طيب الدُّنْيَا للعارفين بِالْخرُوجِ مِنْهَا وَطيب الْجنَّة لأَهْلهَا بالخلود فِيهَا فَلَو قيل للعارف إِنَّك تبقى فِي الدُّنْيَا لمات كمدا وَلَو قيل لأهل الْجنَّة إِنَّكُم تخرجُونَ مِنْهَا لماتوا كمدا فطابت الدُّنْيَا بِذكر الْخُرُوج مِنْهَا وَطَابَتْ الْجنَّة بِذكر الخلود فِيهَا
قَالَ وَسمعت ابْن الْأَعرَابِي يَقُول أخسر الخاسرين من أبدى للنَّاس صَالح أَعماله وبارز بالقبيح من هُوَ أقرب إِلَيْهِ من حَبل الوريد
سَمِعت مُحَمَّد بن الْحسن بن الخشاب يَقُول سَمِعت ابْن الْأَعرَابِي يَقُول الْمعرفَة كلهَا الِاعْتِرَاف بِالْجَهْلِ والتصوف كُله ترك الفضول والزهد كُله أَخذ مَا لَا بُد مِنْهُ وَإِسْقَاط مَا بَقِي والمعاملة كلهَا اسْتِعْمَال الأولى فَالْأولى من الْعلم والتوكل كُله طرح الكنف وَالرِّضَا كُله ترك الِاعْتِرَاض والمحبة كلهَا إِيثَار المحبوب على الْكل والعافية كلهَا إِسْقَاط التَّكَلُّف وَالصَّبْر كُله تلقي الْبلَاء بالرحب والتفويض كُله الطُّمَأْنِينَة عِنْد الْمَوَارِد وَالْيَقِين كُله ترك الشكوى عِنْدَمَا يضاد مرادك والثقة بِاللَّه علمك أَنه بك وبمصالحك أعلم مِنْك بِنَفْسِك
سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله يَقُول سَمِعت أَبَا سعيد يَقُول إِن الله تَعَالَى أعَار بعض أَخْلَاق أوليائه أعداءه ليستعطف بهم على أوليائه
قَالَ وَسمعت أَبَا سعيد يَقُول الْقُلُوب إِذا أَقبلت روحت بالأرفاق وَإِذا أَدْبَرت ردَّتْ إِلَى المشاق
قَالَ وَسمعت أَبَا سعيد يَقُول من أصلح الله همته لَا يتبعهُ بعد ذَلِك ركُوب الْأَهْوَال وَلَا مُبَاشرَة الصعاب وَعلا بعلو همته إِلَى أَسْنَى الْمَرَاتِب وتنزه عَن الدناءة أجمع
قَالَ وَسمعت أَبَا سعيد يَقُول اشتغالك بِنَفْسِك يقطعك عَن عبَادَة رَبك واشتغالك بهموم الدُّنْيَا يقطعك عَن هموم الْآخِرَة وَلَا عبد أعجز من عبد نسي فضل ربه وعد عَلَيْهِ تسبيحه وتكبيره الَّذِي هُوَ إِلَى الْحيَاء مِنْهُ أقرب من طلب ثَوَاب عَلَيْهِ أَو افتخار بِهِ
سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن عبد الله الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا سعيد بن الْأَعرَابِي بِمَكَّة يَقُول ثَبت الْوَعْد والوعيد من الله تَعَالَى فَإِن كَانَ الْوَعْد قبل الْوَعيد فالوعيد تهديد وَإِن كَانَ الْوَعيد قبل الْوَعْد فالوعيد مَنْسُوخ وَإِذا اجْتمعَا مَعًا فالغلبة والثبات للوعد لِأَن الْوَعْد حق العَبْد والوعيد حَقه عز وَجل والكريم يتغافل عَن حَقه وَلَا يهمل وَيتْرك مَا عَلَيْهِ
قَالَ وَسمعت أَبَا سعيد بن الْأَعرَابِي يَقُول إِن الله تَعَالَى جعل نعْمَته سَببا لمعرفته وتوفيقه سَببا لطاعته وعصمته سَببا لاجتناب مَعْصِيَته وَرَحمته سَببا للتَّوْبَة وَالتَّوْبَة سَببا لمغفرته والدنو مِنْهُ
قَالَ وَسمعت أَبَا سعيد يَقُول إِن الله تَعَالَى خلق ابْن آدم من الْغَفْلَة وَركب فِيهِ الشَّهْوَة وَالنِّسْيَان فَهُوَ كُله غَفلَة إِلَّا أَن يرحم الله عبدا فينبهه وَأقرب النَّاس إِلَى التَّوْفِيق من عرف نَفسه بِالْعَجزِ والذل والضعف وَقلة الْحِيلَة مَعَ التَّوَاضُع لله وَقل من ادّعى فِي أمره قُوَّة إِلَّا خذل ووكل إِلَى قوته
سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله يَقُول سَمِعت أَبَا سعيد يَقُول مدارج الْعُلُوم بالوسائط ومدارج الْحَقَائِق بالمكاشفة

قَالَ وَسمعت أَبَا سعيد يَقُول من طلب الطَّرِيق إِلَيْهِ وصل إِلَى الطَّرِيق بِجهْد واجتهاد ومجاهدة وَمن طلبه اسْتغنى عَن الطَّرِيق والأدلة وَكَانَ الْحق دَلِيله إِلَيْهِ وموصله لَا غير
قَالَ وَسُئِلَ أبي سعيد مَا الَّذِي ترْضى من أوقاتك فَقَالَ الْأَوْقَات كلهَا لله تَعَالَى وَأحسن الْأَوْقَات وَقت يجْرِي الْحق فِيهِ عَليّ مَا يرضيه عني
قَالَ وَسُئِلَ أبي سعيد عَن أَخْلَاق الْفُقَرَاء فَقَالَ أَخْلَاقهم السّكُون عِنْد الْفقر وَالِاضْطِرَاب عِنْد الْوُجُود والأنس بالهموم والوحشة عِنْد الأفراح
قَالَ وَسمعت أَبَا سعيد يَقُول العارفون بَين ذائق وشائق ووامق فالمقة شاقتهم والشوق ذوقهم فَمن ذاق فِي شوق فروى سكن وَتمكن وَمن ذاق فِيهِ من غير ري أورثه الإنزعاج والهيمان
طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.

 

 

 

 

أبي سعيد بن الأعرابي 247 - 340 للهجرة
أبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري، المعروف بابن الأعرابي. صحب الجنيد والنوري وغيرهما. وكتب وصنف في التصوف وفي غيره.
سكن مكة، ومات بها سنة أربعين وثلثمائة، عن ثلاث وستين سنة.
من كلامه: " أخسر الخاسرين الخاسرين من أبدى للناس صالح عمله، وبارز بالقبيح من هو أقرب اليه من حبل الوريد ".

وسئل عن أخلاق الفقراء، فقال: " أخلاقهم السكون عند الفقد، والاضطراب عند الوجود، والأنس بالهموم، والوحشة عند الأفراح ".
وقال: " خرجت في بعض السنين أريد العراق من مكة، ومعي جماعة من الفقراء، فجئنا إلى بئر في بعض المنازل، وليس معنا ما نستقي به. فقطعنا ما معنا من العباء، وشددناه في ركوة، وسقيت أصحابي، ثم أدليته لأشرب، فانقطعت الركوة والحبل، فارتفع الماء حتى شربت، فتعجب أصحابي، فقلت: " مم تتعجبون؟. هذا يسير في القدرة! ".
ودخلنا الكوفة فاجتمع إلى طرف من الصوفية، فجلسوا يسيراً ثم قاموا، وقالوا: " أخوان تحابا، أحدهما عليل! " فقلت: " أنا معكم " فدخلنا على رجل طريح، وآخر ينظر في وجهه. فلما دخلنا قام وجلس ناحية، فجلس أصحابي عند العليل، وأقبلت أنا على الآخر، وكلما أن العليل أن هو. قال أصحابى: " قد مات! " فقال الآخر: " هاه! " وخرجت نفسه، فصلينا عليهما ".

طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.

 

 

 

أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم، أبو سعيد ابن الأعرابي: مؤرخ من علماء الحديث.
من أهل البصرة. تصوف وصحب الجنيد، وانتقل إلى الحجاز فكان شيخ الحرم المكيّ وتوفي بمكة. له (المعجم) في أسماء شيوخه، و (طبقات النساك) اطلع عليه الذهبيّ واقتبس منه، و (تاريخ البصرة) و (الاختصاص) في ذكر الفقر والغني، و (الإخلاص ومعاني علم الباطن) و (العمر والشيب) و (معاني الزهد وأقوال الناس فيه وصفة الزاهدين - خ) في دار الكتب، و (المواعظ والفوائد - خ) في تذكرة النوادر. وهو غير (ابن الأعرابي) اللغويّ المتوفى قبل ولادة هذا بأعوام .

-الاعلام للزركلي-

 

 

 

 

ابْن الْأَعرَابِي الإِمَام الْحَافِظ الزَّاهِد شيخ الْحرم أَبُو سعيد أَحْمد بن مُحَمَّد بن زِيَاد بن بشر بن دِرْهَم الْبَصْرِيّ الصُّوفِي
صَاحب التصانيف
سمع الْحسن الزَّعْفَرَانِي وَأَبا دَاوُد وخلقا عمل لَهُم معجما

وَمِنْه ابْن جَمِيع وَابْن مَنْدَه
وَكَانَ ثِقَة ثبتاً عَارِفًا عابداً ربانياً كَبِير الْقدر بعيد الصيت
ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة أَرْبَعِينَ وثلاثمائة

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

 

 

الشيخ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن الأعرابي المُحَدِّث الصُّوفي نزيل مكة، المتوفى في ذي القعدة سنة أربعين وثلاثمائة، عن أربع وتسعين سنة.
روى عن الحسن الزعفراني وسعيد بن نصر وخلق. وجمع وصنَّف ورحلوا إليه.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

توجد له ترجمة في كتاب : إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الحافظ أبي القاسم الطبراني- للمنصوري.

 

 

 

أبي سَعِيد بْن الأعرابي واسمه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زِيَاد البصري جاور الحرم وَمَاتَ بِهِ سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة، صحب الجنيد وعمرو بْن عُثْمَان الْمَكِّي والنوري وغيرهم، قَالَ ابْن الأعرابي: أخسر الخاسرين من أبدى لِلنَّاسِ صَالِح أعماله، وبارز بالقبيح من هُوَ أقرب إِلَيْهِ من حبل الوريد.

الرسالة القشيرية.   لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.

 

 

 

أبو سعيد أحمدُ بنُ محمد بن زياد بنِ بشر بنِ درهم بن الأعرابي، وصفه الذهبي بقوله: الإمام المحدث القدوة الصدوقُ الحافظ، شيخ الإسلام، وقال في موضع آخر: وكان ثقة ثبتاً. قال أبو علي الغساني: وليس في رواية ابن الأعرابي كتابُ الفتن والملاحم والحروف والخاتم، وسقط من كتاب اللباس نحو نصفه، وفاته مِن كتاب الوضوء والصلاة والنكاح أوراق كثيرة، وأحاديث خرجها من روايته عن شيوخه، وروى أكثرها عن أبي أُسامة محمد بن عبد الملك الروّاس عن أبي داود على حسب ما قيدته من كتابِ أحمد بن سعيد بن حزْم. توفي سنة أربعين وثلاث مئة، وله أربع وتسعون سنة وأشهر.
وقال أبو الطيب العظيم آبادي: مع نقصانها فيها أيضاً بعضُ الأحاديث الذي ليس في رواية اللؤلؤي، ويذكر الحافظ المزى روايته في "الأطراف".

وهو من تلامذة الإمام أبو داود الذين لازموه وقرؤوا عليه كتاب "السنن".

من مقدمة المحقق: شعَيب الأرنؤوط- لكتاب سنن أبي داود - أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السِّجِسْتاني

 

 

 

ابْنُ الأَعْرَابِيِّ:
أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادِ بن بشر بن درهم, الإِمَامُ المُحَدِّثُ القُدْوَة الصَّدُوْق الحَافِظ, شَيْخُ الإِسْلاَمِ أبي سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ البَصْرِيّ الصُّوْفِيّ, نَزِيْلُ مكة, وشيخ الحرم.
وَمَا هُوَ بِابْنِ مُحَمَّد بن زِيَادٍ الأَعْرَابِيّ اللُّغَوِيّ, ذَاكَ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يُولَد هَذَا بِأَعْوَامٍ عِدَّة.
وُلِدَ سَنَةَ نيفٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَسَمِعَ الحَسَنَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيّ, وَعَبْدَ اللهِ بن أَيُّوْبَ المُخَرِّمِيّ, وَسَعْدَان بنَ نَصْرٍ, وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ الدَّقِيْقِيّ, وَأَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ المُنَادِي, وَعباساً التَّرْقُفِيّ, وَعَبَّاس بن مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيّ, وَإِبْرَاهِيْم بن عَبْدِ اللهِ العَبْسِي, وَأَمماً سِوَاهُم.
خَرَّج عَنْهُم معجماً كَبِيْراً, وَرَحَلَ إِلَى الأَقَالِيْم, وَجَمَعَ وصنَّف, صَحِبَ المَشَايِخ وتعبَّد وتألَّه, وألَّف مَنَاقِب الصُّوْفِيَّة, وَحمل السُّنَن عَنْ أَبِي دَاوُدَ, وَلَهُ فِي غُضُون الكِتَاب زيَادَاتٌ فِي المَتْن وَالسَّنَد.
رَوَى عَنْهُ: أبي عَبْدِ اللهِ بنُ خَفِيْف, وَأبي بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ, وَأبي عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة, وَالقَاضِي أبي عَبْدِ اللهِ بنُ مُفَرِّجٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جُمَيْع الصَّيْدَاوِي, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيّ القَطَّان, وَصَدَقَة بنُ الدّلم, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّحَّاسِ وَعَبْد الوَهَّابِ بن مُنِيْر المِصْرِيّان, وَمُحَمَّد بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ ضَيْفُون, شَيْخُ أَبِي عُمَر بن عَبْدِ البَرِّ, وَأبي الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الطَّرَسُوْسِيّ, وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ مِنَ الحُجَّاج وَالمجَاورين.
وَكَانَ كَبِيرَ الشأن, بعيد الصيت, عالي الإسناد، قَالَ أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ الخشَّاب, سَمِعْتُ ابْنَ الأَعْرَابِيّ يَقُوْلُ: المَعْرِفَةُ كُلُّهَا الاعترَافُ بِالجَهْل, وَالتَّصوفُ كُلُّه تَرْك الفُضُول, وَالزُّهْد كُلُّه أَخْذُ مَا لاَ بُدَّ مِنْهُ، وَالمعَاملَةُ كُلُّهَا اسْتَعمَالُ الأَوْلََى فالأَوْلَى, وَالرِّضَى كُلُّه تَرْك الاعترَاض، وَالعَافيَة كُلُّهَا سقوطُ التَّكلُّف بِلاَ تكَلُّف.
وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- قَدْ صَحِبَ الجُنَيْد, وَأَبَا أَحْمَدَ القَلاَنِسِيَّ.
وعَمِل تَارِيْخاً لِلْبَصْرَة لَمْ أَره, أمَّا كِتَابهُ فِي طَبَقَات النُّسَّاك فَنقَلْتُ مِنْهُ.
وَمِنْ كَلاَمه فِي تَرْجَمَة أَبِي الحُسَيْنِ النُّوْرِي قَالَ: مَاتَ وَهُم يتكلَّمون عِنْدَهُ فِي شَيْءٍ, سكوتهُم عَنْهُ أَوْلَى؛ لأَنَّه شَيْءٌ يتكهَّنون فِيْهِ، ويتعسَّفون بظُنونهم, فَإِذَا كَانَ أَولئك كَذَلِكَ, فَكَيْفَ بِمَنْ حدَّث بعدَهُم? قَالَ أَيْضاً: إِنَّمَا كَانُوا يَقُوْلُوْنَ: جمع, وَصورَةُ الْجمع عِنْد كُلِّ أَحَدٍ بِخِلاَفهَا عِنْد الآخر, وَكَذَلِكَ صُوْرَةُ الفَنَاء، وَكَانُوا يتَّفِقُوْنَ فِي الأَسْمَاء، وَيَخْتلِفُونَ فِي معنَاهَا؛ لأَن مَا تَحْتَ الاسْم غَيْر مَحْصُور؛ لأَنَّهَا مِنَ المَعَارف.
قَالَ: وَكَذَلِكَ عِلْمُ المعْرفَة غَيْرُ محصورٍ, لاَ نهَايَة لَهُ وَلاَ لوُجُوده وَلاَ لِذَوْقِهِ, إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَقَدْ أَحسن فِي المَقَال, فَإِذَا سَمِعْتُ الرَّجُل يَسْأَل عَنِ الجَمْع أَوِ الفَنَاء، أَوْ يُجِيْب فِيْهِمَا, فَاعلمْ أَنَّهُ فَارغٌ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ؛ إِذْ أَهلُهمَا لاَ يَسْأَلُوْنَ عَنْهُ؛ لِعْلمهم أَنَّهُ لاَ يدْرك بِالوَصْف.
قُلْتُ: إِي وَاللهِ, دقَّقوا وعمَّقوا وخاضوا في أسرار عظيمة, ما مَعَهُم عَلَى دَعْوَاهُم فِيْهَا سِوَى ظنٍّ وَخيَالٍ, وَلاَ وَجودَ لتِلْك الأَحْوَال مِنَ الفَنَاء وَالمحو وَالصَّحو وَالسُّكر إلَّا مُجَرَّد خَطَرَات وَوسَاوس, مَا تفُوَّه بعبارَاتهم صِدِّيْق وَلاَ صَاحِبٌ وَلاَ إِمَامٌ مِنَ التَّابِعِيْنَ, فَان طَالبتَهم بدعَاويهم مقَتُوك وَقَالُوا: مَحْجُوب, وَإِن سَلَّمت لَهُم قِيَادك تخبَّط مَا مَعَكَ مِنَ الإِيْمَان, وَهبَطَ بِك الحَال عَلَى الحَيْرَة وَالمُحَال, وَرَمَقْت العُبَّاد بِعَين المَقْت، وَأَهْل القُرْآن وَالحَدِيْثِ بِعَين البُعْد, وَقُلْتَ: مسَاكين محجوبُوْنَ. فلاَ حَوْلَ وَلاَ قوَّة إلَّا بِاللهِ.
فَإِنَّمَا التَّصَوُّف وَالتَأَلُّه وَالسُّلوك وَالسَّيْر وَالمَحَبَّة مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ مِنَ الرِّضَا عَنِ اللهِ, وَلزوم تَقْوَى الله, وَالجِهَادِ فِي سَبِيْل الله، وَالتَأَدُّب بآدَاب الشَّريعَة مِنَ التِّلاَوَة بترتيلٍ وَتدبُّرٍ، وَالقِيَامِ بخَشْيَةٍ وَخشوعٍ, وَصَوْمِ وَقتٍ وَإِفطَار وَقت, وَبَذْلَ المَعْرُوْف، وَكَثْرَة الإِيثَار, وَتَعْلِيم العَوَام, وَالتَّوَاضع لِلْمُؤْمِنين, وَالتعزُّز عَلَى الكَافرين، وَمَعَ هَذَا, فَالله يَهْدِي مَنْ يَشَاء إِلَى صرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ.
وَالعَالِمُ إِذَا عَرِيَ مِنَ التَّصوف وَالتَألُّه فَهُوَ فَارغ, كَمَا أنَّ الصُّوْفِيّ إِذَا عَرِيَ مِنْ عِلْمِ السُّنَّة زلَّ عَنْ سواء السبيل.وَقَدْ كَانَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ مِنْ عُلَمَاء الصُّوْفِيَّة, فترَاهُ لاَ يَقْبَلُ شَيْئاً مِنِ اصطلاَحَات القَوْم إلَّا بحجَّة.
تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ فِي شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ سنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ أَربعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةَ وَأَشهر.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ العَلَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القُرَشِيُّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ القَاضِي, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بنِ زِيَاد, أَخْبَرَنَا سَعْدَان بنُ نَصْرٍ, حدَّثنا سُفْيَانُ, عَنْ عَمْرو بنِ يَحْيَى بنِ عمَارَة, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْس فِيْمَا دُوْنَ خَمْسَة أَوَاقٍ صَدقَة, وَلَيْسَ فِيْمَا دُوْنَ خَمْس ذودٍ صَدَقَة".
وَبِهِ أَخْبَرَنَا أبي سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بِمَكَّةَ, حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ, حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ عَمْرو, عَنْ سَالِم بنِ أَبِي الجَعْد, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ عَلَى ثَقَل النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ يُقَال لَهُ: كركرَة, فَمَاتَ, فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هُوَ فِي النَّار" فَذَهَبُوا ينْظُرُوْنَ إِلَيْهِ فَوجَدُوا عَلَيْهِ عَبَاءةً قَدْ غَلَّها.
قُلْتُ: الجمَّال حَتَّى فِي الصَّحَابَة لَيْسَ بِشَيْءٍ كمَا تَرَى.
وَفِيْهَا: مَاتَ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَيُّوْبَ الطُّوْسِيّ، وَالحَسَنُ بنُ يُوْسُفَ بنِ فُلَيْح الطَّرَائِفِيّ، وَأبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَرْب، وَقَاسِم بن أَصْبَغ -مُحَدِّث الأَنْدَلُس، وَالحُسَيْنُ بنُ صَفْوَانَ البَرْذَعِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الأُسْتَاذ بِبُخَارَى، وَأبي القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْحَاقَ الزَّجَّاجِيّ صَاحِب الجُمَل, وَأبي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بَالُوْيَه بنَيْسَأبيرَ, وَشَيْخُ الحَنَفِيَّة أبي الحَسَنِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ الكَرْخِيّ، وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّة أبي إِسْحَاقَ إبراهيم بن أحمد المروزي.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي