عبد الله بن عبد الرحمن النفزي القيرواني

أبي محمد ابن أبي زيد مالك الصغير

تاريخ الولادة310 هـ
تاريخ الوفاة386 هـ
العمر76 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةالقيروان - تونس
أماكن الإقامة
  • المغرب - المغرب
  • القيروان - تونس

نبذة

ابن أبي زيد : الإِمَامُ العلَّامة القُدْوَةُ الفَقِيْهُ، عَالِمُ أَهْلِ المَغْرِبِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زَيْدٍ، القَيْرَوَانِيُّ المَالِكِيُّ، وَيُقَالُ لَهُ: مَالِكٌ الصَّغِيْرُ. وَكَانَ أَحَدَ مَنْ بَرَّزَ فِي العِلْمِ وَالعملِ.

الترجمة

ابن أبي زيد :
الإِمَامُ العلَّامة القُدْوَةُ الفَقِيْهُ، عَالِمُ أَهْلِ المَغْرِبِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زَيْدٍ، القَيْرَوَانِيُّ المَالِكِيُّ، وَيُقَالُ لَهُ: مَالِكٌ الصَّغِيْرُ.
وَكَانَ أَحَدَ مَنْ بَرَّزَ فِي العِلْمِ وَالعملِ.
قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: حَازَ رِئاسَةَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَرُحَلَ إِلَيْهِ مِنَ الأَقطَار, وَنَجُبَ أَصْحَابُهُ، وَكَثُر الآخذُوْنَ عَنْهُ، وَهُوَ الَّذِي لخَّص المَذْهَب، وَمَلأَ البِلاَدَ مِنْ تَوَالِيفِهِ، تفقَّه بِفُقَهَاء القَيْرَوَان، وَعوَّلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ اللَّبَّادِ. وَأَخَذَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ مَسرُورٍ الحجَّام، والعسَّال، وحجَّ فَسَمِعَ مِنْ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الفَتْحِ، وَالحَسَنِ بن نَصْرٍ السُّوسِيِّ، ودرَّاس بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَغَيْرهِم.
سَمِعَ مِنْهُ خَلقٌ كَثِيْر, مِنْهُم: الفَقِيْه عَبْد الرَّحِيْمِ بن العَجُوز السَّبْتِي، وَالفَقِيْه عَبْد اللهِ بن غَالِب السَّبْتِي، وَعَبْد اللهِ بن الوليد بن سعد الأَنْصَارِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الخَوْلاَنِيّ.
صنَّف كِتَابَ "النَّوَادرِ وَالزِّيَادَاتِ" فِي نَحْوِ المائَة جُزْء، وَاختصر "المُدَوَّنَةَ", وَعَلَى هَذَينِ الكِتَابَيْنِ المُعَوَّلُ فِي الفُتْيَا بِالمَغْرِب، وصنَّف كِتَاب "العتَبِيَّة" عَلَى الأَبْوَابِ، وَكِتَاب "الاقتدَاءِ بِمَذْهَبِ مَالِكٍ"، وَكِتَابَ "الرِّسَالَةِ" وَكِتَاب "الثِّقَةِ بِاللهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ"، وكتاب "المعرفة والتفسير"، وكتاب "إعجاز القرآن"، و"كتاب النَّهْي عَنِ الجِدَالِ"، وَرسَالته فِي الرَّدِّ عَلَى القدرية، ورسالته في التوحيد، وكتاب "مَنْ تحرَّك عِنْدَ القِرَاءةِ".
وَقِيْلَ: إِنَّهُ صَنَعَ رِسَالتَه المَشْهُوْرَة وَلَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَكَانَ مَعَ عظمتِهِ فِي العِلْمِ وَالعملِ ذَا برٍّ وَإِيثَارٍ وَإِنفَاقٍ عَلَى الطّلبَةِ وَإِحسَان.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ نفَّذ إِلَى القَاضِي عَبْدِ الوَهَّابِ بن نَصْرٍ المَالِكِيّ أَلفَ دِيْنَار، وَهَذَا فِيْهِ بُعْد, فَإِنَّ عَبْد الوَهَّابِ لَمْ يشْتَهر إلَّا بَعْدَ زَمَانِ أَبِي مُحَمَّدٍ.

نَعم, قَدْ وَصلَ الفَقِيْهَ يَحْيَى بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ العُمَرِيَّ حِيْنَ قَدِمَ القَيْرَوَانَ بِمائَةٍ وَخَمْسِيْنَ دِيْنَاراً، وَجُهّزتْ بِنْتُ الشَّيْخِ أَبِي الحَسَنِ القَابسِي بِأَرْبَع مائَة دِيْنَارٍ مِنْ مَالِ ابْنِ أَبِي زَيْدٍ.
وَقِيْلَ: إِنَّ مُحرِزاً التُّوْنُسِيّ أُتِيَ بِابنَةِ ابْنِ أَبِي زَيْدٍ وَهِيَ زَمِنَة، فَدَعَا لَهَا، فَقَامَتْ، فَعَجِبُوا، وَسَبَّحُوا اللهَ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا قُلْتُ إِلاَّ: بِحُرْمَةِ وَالدِهَا عِنْدَكَ اكشِفْ مَا بِهَا, فَشفَاهَا اللهُ.
قُلْتُ: وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- عَلَى طَريقَةِ السَّلَفِ فِي الأُصُوْلِ، لاَ يَدْرِي الكَلاَمَ، وَلاَ يتَأَوَّلُ، فَنسأَلُ اللهَ التوفيق.
وَقَدْ حدَّث عَنْهُ بِالسِّيْرَة النَّبويَةِ "تَهْذِيْبِ ابْنِ هِشَام" عَبْدُ اللهِ بنُ الوَلِيْدِ بِسَمَاعِهِ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بن الوردِ، لقِيَهُ بِمِصْرَ.
وَلَمَّا توفِّي رَثَاهُ عِدَّةٌ مِنَ الشُّعَرَاء.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الحبَّال: مَاتَ ابْنُ أَبِي زَيْدٍ لِنِصْفِ شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَذَا أرَّخَه أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة، وأرَّخ مَوْتَه القَاضِي عِيَاض وَغَيْرهُ فِي سَنَةِ ست وثمانين وثلاث مائة.

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي

 

 

عبد الله بن أبي زيد المالكي أبي محمد وإليه انتهت الرياسة في الفقه وكان يسمى مالك الصغير وتفقه بأبي الفضل الممسي وبأبي بكر ابن اللباد وله كتب كثيرة ومات سنة ست وثمانين وثلاثمائة.

- طبقات الفقهاء / لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي -.

 

 

عبد الله أبي محمد بن أبي زيد واسم أبي زيد: عبد الرحمن نفزي النسب سكن القيروان وكان إمام المالكية في وقته وقدوتهم وجامع مذهب مالك وشارح أقواله وكان واسع العلم كثير الحفظ والرواية وكتبه تشهد له بذلك فصيح القلم ذا بيان ومعرفة بما يقوله ذاباً عن مذهب مالك قائماً بالحجة عليه بصيراً بالرد على أهل الأهواء يقول الشعر ويجيده ويجمع إلى ذلك صلاحاً تاماً وورعاً وعفة.
وحاز رئاسة الدين والدنيا وإليه كانت الرحلة من الأقطار ونجب أصحابه وكثر الآخذون عنه وهو الذي لخص المذهب وضم نشره وذب عنه وملأت البلاد تآليفه عارض كثير من الناس أكثرها فلم يبلغوا مداه مع فضل السبق وصعوبة المبتدأ وعرف قدره الأكابر وكان يعرف بمالك الصغير.
وقال فيه القابسي: هو إمام موثوق به في ديانته وروايته وقال أبي الحسن: علي بن أبي عبد الله القطان: ما قلدت أبا محمد بن أبي زيد حتى رأيت النسائي يقلده واستجازه بن مجاهد البغدادي وغيره من أصحابه البغداديين واجتمع فيه العلم والورع والفضل والعقل شهرته تغني عن ذكره وكان سريع الانقياد والرجوع إلى الحق.
تفقه بفقهاء بلده وسمع من شيوخها وعول علي أبي بكر بن اللباد وأبي الفضل القيسي وأخذ أيضاً عن محمد بن مسرور بن الغسال وعبد الله بن مسرور بن الحجام والقطان والإبياني وزياد بن موسى وسعدون الخولاني وأبي العرب وأحمد بن أبي سعيد وحبيب: مولى بن أبي سليمان في آخرين.
ورحل فحج وسمع من بن الأعرابي وإبراهيم بن محمد بن المنذر وأبي علي بن أبي هلال وأحمد بن إبراهيم بن حماد القاضي وسمع أيضاً من الحسن بن بدر ومحمد بن الفتح والحسن بن نصر السوسي ودراس بن إسماعيل وعثمان بن سعيد الغرابلي وغيرهم واستجاز بن شعبان والأبهري والمروزي وسمع منه خلق كثير.
وتفقه عنه جلة: فمن أصحابه القرويين: أبي بكر بن عبد الرحمن وأبي القاسم البرادعي واللبيدي وابنا الأجدابي وأبي عبد الله الخواص وأبي محمد مكي المقري. ومن أهل الأندلس: أبي بكر بن موهب المقبري وابن عابد وأبي عبد الله بن الحذاء وأبي مروان القنازعي ومن أهل سبتة: أبي عبد الرحمن بن العجوز وأبي محمد بن غالب وخلف بن ناصر ومن لا يعد كثرة ومن أهل المغرب: أبي علي بن أمد كتوا السجلماسي.

ذكر تآليفه:
له كتاب النوادر والزيادات على المدونة مشهور أزيد من مائة جزء وكتاب مختصر المدونة مشهور أيضاً وعلى كتابيه هذين المعول في التفقه وكتاب تهذيب العتبية وكتاب  الإقتداء بأهل المدينة وكتاب الذب عن مذهب مالك وكتاب الرسالة مشهور وكتاب التنبيه على القول في أولاد المرتدين ومسألة الحبس على أولاد الأعيان وكتاب تفسير أوقات الصلوات وكتاب الثقة بالله والتوكل على الله وكتاب المعرفة واليقين وكتاب المضمون من الرزق وكتاب المناسك ورسالة فيمن تؤخذ عنه تلاوة القرآن والذكر حركة وكتاب رد السائل وكتاب حماية عرض المؤمن وكتاب البيان عن إعجاز القرآن وكتاب الوساوس ورسالة إعطاء القرابة من الزكاة ورسالة النهي عن الجدل ورسالة في الرد على القدرية ومناقضة رسالة البغدادي المعتزلي وكتاب الاستظهار في الرد على الفكرية وكتاب كشف التلبيس في مثله ورسالة الموعظة والنصيحة ورسالة طلب العلم وكتاب فضل قيام رمضان ورسالة الموعظة الحسنة لأهل الصدق ورسالة إلى أهل سجلماسة في تلاوة القرآن ورسالة في أصول التوحيد وجملة تآليفه كلها مفيدة بديعة غزيرة العلم.
وذكر أنه دخل يوماً على أبي سعيد بن أخي هشام يزوره فوجد مجلسه محتفلاً فقال له: بلغني: أنك ألفت كتباً؟ فقال له: نعم أصلحك الله فإن أصبت أخبرتنا وإن أخطأت علمتنا؟ فسكت أبي سعيد ولم يعاوده. وتوفي رحمه الله سنة ست وثمانين وثلاثمائة

الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب - ابن فرحون، برهان الدين اليعمري

 

 

أبو محمَّد عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن النفزي القيرواني: الفقيه النظار الحافظ الحجة إمام المالكية في وقته، كان واسع العلم كثير الحفظ والرواية، كتبه تشهد له بذلك، فصيح القلم يقول الشعر ويجيده مع صلاح وورع وعفة، إليه انتهت رئاسة الدين والدنيا وإليه الرحلة من الآفاق، وهو الذي لخص المذهب ولمَّ نشره وذبّ عنه. تفقه بفقهاء بلده وعوّل عن ابن اللباد وأبي الفضل المميسي، وأخذ عن محمَّد بن مسرور العسال وعبد الله بن مسرور ودراس وأبي العرب والقطان والأبياني وزياد بن موسى وسعدون الخولاني وأحمد بن سعيد وحبيب مولى بن أبي سليمان وجماعة ورحل فحج وسمع من ابن الأعرابي وإبراهيم بن محمَّد بن منذر وأبي علي بن أبي هلال وأحمد بن إبراهيم بن حماد القاضي والحسن بن نصر السوسي وعثمان بن سعيد الغرابلي، واستجاز ابن شعبان والأبهري والمروزي وسمع من خلق كثير وتفقه عنه جماعة جلة منهم أبو بكر بن عبد الرحمن وأبو سعيد البرادعي واللبيدي وابن الأجدابي وأبو عبد الله الخواص وأبو محمَّد مكي بن موهب المقبري وابن عابد وأبو عبد الله الحذاء وأبو مروان والقنازعي وأبو عبد الرحمن بن العجوز وأبو محمَّد بن غالب ومَن لا يعد كثرة، واستجازه جماعة منهم ابن مجاهد البغدادي، له تآليف: منها كتاب النوادر والزيادات على المدونة مشهور أزيد من مائة جزء، ومختصر المدونة مشهور، وعلى كتابيه هذين المعول في المذهب، وكتاب تهذيب العتبية، وكتاب الاقتداء بأهل المدينة، وكتاب الذب على مذهب مالك وكتاب الرسالة مشهور وسأله تأليفها الشيخ محرز بن خلف الآتية ترجمته آخر الخاتمة. ألفها وسنه سبعة عشر عاماً وهي أول تآليفه ووقع التنافس في اقتنائها حتى كتبت بالذهب وكتاب التنبيه على القول في أولاد المرتدين ورسالة الحبس على أولاد الأعيان، وكتاب تفسير أوقات الصلوات، وكتاب الثقة بالله والتوكل عليه، وكتاب المعرفة واليقين وكتاب المضمون من الرزق وكتاب المناسك ورسالة فيمن تأخذه على تلاوة القرآن والذكر حركة، ورسالة في الرد على القدرية، ورسالة في أصول التوحيد وغير ذلك مما هو كثير وكل تآليفه مفيدة بديعة عزيزة ترجمته عالية وشهرته تغني عن التعريف به. توفي سنة 386 هـ[996 م] وسنه 76 ودفن بداره بالقيروان وقبره معروف متبرك به، ورثاه جماعة منهم أبو زكرياء يحيى بن علي الشقراسطي.

شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف

 

 

الإِمَامُ العلَّامة القُدْوَةُ الفَقِيْهُ، عَالِمُ أَهْلِ المَغْرِبِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زَيْدٍ، القَيْرَوَانِيُّ المَالِكِيُّ، وَيُقَالُ لَهُ: مَالِكٌ الصَّغِيْرُ.
وَكَانَ أَحَدَ مَنْ بَرَّزَ فِي العِلْمِ وَالعملِ.
قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: حَازَ رِئاسَةَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَرُحَلَ إِلَيْهِ مِنَ الأَقطَار, وَنَجُبَ أَصْحَابُهُ، وَكَثُر الآخذُوْنَ عَنْهُ، وَهُوَ الَّذِي لخَّص المَذْهَب، وَمَلأَ البِلاَدَ مِنْ تَوَالِيفِهِ، تفقَّه بِفُقَهَاء القَيْرَوَان، وَعوَّلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ اللَّبَّادِ. وَأَخَذَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ مَسرُورٍ الحجَّام، والعسَّال، وحجَّ فَسَمِعَ مِنْ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الفَتْحِ، وَالحَسَنِ بن نَصْرٍ السُّوسِيِّ، ودرَّاس بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَغَيْرهِم.
سَمِعَ مِنْهُ خَلقٌ كَثِيْر, مِنْهُم: الفَقِيْه عَبْد الرَّحِيْمِ بن العَجُوز السَّبْتِي، وَالفَقِيْه عَبْد اللهِ بن غَالِب السَّبْتِي، وَعَبْد اللهِ بن الوليد بن سعد الأَنْصَارِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الخَوْلاَنِيّ.
صنَّف كِتَابَ "النَّوَادرِ وَالزِّيَادَاتِ" فِي نَحْوِ المائَة جُزْء، وَاختصر "المُدَوَّنَةَ", وَعَلَى هَذَينِ الكِتَابَيْنِ المُعَوَّلُ فِي الفُتْيَا بِالمَغْرِب، وصنَّف كِتَاب "العتَبِيَّة" عَلَى الأَبْوَابِ، وَكِتَاب "الاقتدَاءِ بِمَذْهَبِ مَالِكٍ"، وَكِتَابَ "الرِّسَالَةِ" وَكِتَاب "الثِّقَةِ بِاللهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ"، وكتاب "المعرفة والتفسير"، وكتاب "إعجاز القرآن"، و"كتاب النَّهْي عَنِ الجِدَالِ"، وَرسَالته فِي الرَّدِّ عَلَى القدرية، ورسالته في التوحيد، وكتاب "مَنْ تحرَّك عِنْدَ القِرَاءةِ".
وَقِيْلَ: إِنَّهُ صَنَعَ رِسَالتَه المَشْهُوْرَة وَلَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَكَانَ مَعَ عظمتِهِ فِي العِلْمِ وَالعملِ ذَا برٍّ وَإِيثَارٍ وَإِنفَاقٍ عَلَى الطّلبَةِ وَإِحسَان.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ نفَّذ إِلَى القَاضِي عَبْدِ الوَهَّابِ بن نَصْرٍ المَالِكِيّ أَلفَ دِيْنَار، وَهَذَا فِيْهِ بُعْد, فَإِنَّ عَبْد الوَهَّابِ لَمْ يشْتَهر إلَّا بَعْدَ زَمَانِ أَبِي مُحَمَّدٍ.
نَعم, قَدْ وَصلَ الفَقِيْهَ يَحْيَى بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ العُمَرِيَّ حِيْنَ قَدِمَ القَيْرَوَانَ بِمائَةٍ وَخَمْسِيْنَ دِيْنَاراً، وَجُهّزتْ بِنْتُ الشَّيْخِ أَبِي الحَسَنِ القَابسِي بِأَرْبَع مائَة دِيْنَارٍ مِنْ مَالِ ابْنِ أَبِي زَيْدٍ.
وَقِيْلَ: إِنَّ مُحرِزاً التُّوْنُسِيّ أُتِيَ بِابنَةِ ابْنِ أَبِي زَيْدٍ وَهِيَ زَمِنَة، فَدَعَا لَهَا، فَقَامَتْ، فَعَجِبُوا، وَسَبَّحُوا اللهَ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا قُلْتُ إِلاَّ: بِحُرْمَةِ وَالدِهَا عِنْدَكَ اكشِفْ مَا بِهَا, فَشفَاهَا اللهُ.
قُلْتُ: وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- عَلَى طَريقَةِ السَّلَفِ فِي الأُصُوْلِ، لاَ يَدْرِي الكَلاَمَ، وَلاَ يتَأَوَّلُ، فَنسأَلُ اللهَ التوفيق.
وَقَدْ حدَّث عَنْهُ بِالسِّيْرَة النَّبويَةِ "تَهْذِيْبِ ابْنِ هِشَام" عَبْدُ اللهِ بنُ الوَلِيْدِ بِسَمَاعِهِ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بن الوردِ، لقِيَهُ بِمِصْرَ.
وَلَمَّا توفِّي رَثَاهُ عِدَّةٌ مِنَ الشُّعَرَاء.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الحبَّال: مَاتَ ابْنُ أَبِي زَيْدٍ لِنِصْفِ شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَذَا أرَّخَه أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة، وأرَّخ مَوْتَه القَاضِي عِيَاض وَغَيْرهُ فِي سَنَةِ ست وثمانين وثلاث مائة.

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.

 

عبد الله بن أبي زيد القيرواني، أبي محمد، تلميذ ابن اللباد وغيره، وبرع في علوم الشريعة، حتى انتهت إليه إمامة المالكية ورياستها في عصره، وإليه كانت الرحلة من آفاق المغرب، حتى قيل فيه «مالك الأصغر»، وعني بالتأليف، وملأت مصنفاته البلاد، وهو الذي لخص المذهب المالكي، وَرَجَّحَ أَقْوَالَهُ، وجمع بين آراء المتقدمين، ولا سيما في كتابه " النوادر والزيادات " على " المدونة "، إذ استوعب فيه فروع المذهب، فصار بمثابة، " مسند أحمد بن حنبل " عند المحدثين، وهو يخرج في أكثر من عشرين جُزْءًا كبيرًا، وقال ابن خلدون فيه: «وَجَمَعَ ابْنُ أَبِي زَيْدٍ جَمِيعَ مَا فِي الأُمَّهَاتِ مِنَ المَسَائِلِ وَالخِلاَفِ وَالأَقْوَالِ فِي كِتَابِ " النَّوَادِرِ " فَاشْتَمَلَ عَلَى جَمِيعِ أَقْوَالِ المَذَاهِبِ، وَفَرْعِ الأَمَّهَاتِ كُلِّهَا فِي هَذَا الكِتَابِ ... وَزَخَرَتْ بِحَارُ المَذْهَبِ المَالِكِيِّ فِي الأُفُقَيْنِ - المَغْرِبِيِّ وَالأَنْدَلُسِيِّ - إِلَى انْقِرَاضِ دَوْلَةِ قُرْطُبَةَ وَالقَيْرَوَانِ».
وقد ألف ابن أبي زيد " الرسالة المشهورة " التي جمعت في أوراق قليلة عقيدة أهل السنة والفروض في أسلوب بديع، وتناولها المفسرون بأكثر من مائة شرح، وترجم أصلها إلى غير لغة أجنبية، وله أيضًا ردود على أهل البدع والاهواء المخالفة للسنة، وعلى الجملة كان ابن أبي زيد - بعد حركة التشيع الظاهرة في البلاد - كالمجدد للسنة ولمذهب مالك خاصة " ويعد رأسًا للمدرسة المغربية التي محت ما قبلها، وكانت بَدْءًا للحركة الفقهية المنشورة في عهد الدولة الصنهاجية إلى إبان الزحف الهلالي، وكان من الطبقة التي شهدت جلاء الشيعة إلى مصر، وقيام الأمراء من بني زيري الصنهاجيين مكان بني عبيد الله الفاطميين، وقد خفت وطأة التضييق على المالكية إذ أصبح جمعهم بمأمن من المقاومة والتنكيل، وفي ذلك الحين نبغ فقهاء أعلام، وكان في مقدمتهم: عبد الله بن أبي زيد القيرواني. وتوفي ابن أبي زيد سنة 386 هـ.
الكتاب: الإمام المازري - حَسن حُسني بن صالح الصُّمادحي التجيبي. -بتصرف-