العباس بن عيسى بن محمد الممسي أبي الفضل
تاريخ الوفاة | 333 هـ |
مكان الوفاة | المهدية - تونس |
أماكن الإقامة |
|
- جعفر بن أحمد بن عبد السلام البزاز أبي الفضل
- أحمد بن أبي سليمان بن داود أبي جعفر "الصواف"
- جبلة بن حمود بن عبد الرحمن الصدفي "أبي مصعب"
- أحمد بن مروان بن محمد الدينوري أبي بكر "المالكي الخياش"
- موسى بن عبد الرحمن بن حبيب أبي الأسود "القطان موسى"
- محمد بن زبان بن حبيب أبي بكر الحضرمي
- يحيى بن عمر بن يوسف الكناني أبي زكريا "يحيى بن عمر الكناني"
نبذة
الترجمة
المَمْسِيّ: الإِمَامُ المُفْتِي أبي الفَضْلِ العَبَّاس بنُ عِيْسَى الممسِيّ, المَالِكِيّ, العَابِد.
أَخَذَ عَنْ مُوْسَى القطَّان القيرواني وغيره.
وَكَانَ مُنَاظراً صَاحِبَ حُجَّة.
حجَّ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ, وردَّ عَلَى الطَّحَاوِيّ فِي مَسْأَلَة النَّبِيذ, ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الغَرْبِ، وَأَقبَلَ عَلَى شَأْنه, ذكرهُ عيَاض القَاضِي.
فلمَّا قَامَ أبي يَزِيْدَ مَخْلَد بنَ كنْدَاد الأَعْرَج رَأْسُ الخَوَارِج عَلَى بنِي عُبَيْد, خَرَجَ هَذَا الممسِي مَعَهُ فِي عددٍ مِنْ عُلَمَاء القَيْرَوَان؛ لَفَرْط مَا عمَّهم مِنَ البلاَء, فَإِنَّ العُبَيْدِي كَشَفَ أَمرَه، وَأَظْهَرَ مَا يُبْطنُهُ, حَتَّى نصبُوا حَسَنَ الضَّرِيْر السَبَّاب فِي الطُرُق بِأَسجَاع لقَّنوه يَقُوْلُ: العنُوا الغَار وَمَا حوَى, وَالكِسَاء وَمَا وَعَىَ، وَغَيْر ذَلِكَ, فَمَنْ أَنكر ضُرِبَتْ عُنُقُه، وَذَلِكَ فِي أَوَّلِ دَوْلَةِ الثَّالِث إِسْمَاعِيْل, فَخَرَجَ مَخْلَد الزَّنَاتِي المَذْكُوْر صَاحِبُ الِحمَارَة، وَكَانَ زَاهِداً, فتحرَّك لقيَامِهِ كُلُّ أَحَد, فَفَتَحَ البِلادَ، وَأَخَذَ مَدِيْنَة القَيْرَوَان, لَكِنْ عَمِلَت الخَوَارِجُ كُلّ قبيحٍ حَتَّى أَتَى العُلَمَاء أَبَا يَزِيْدَ يَعيبُوْنَ عَلَيْهِ, فَقَالَ: نُهْبُكم حلاَلٌ لَنَا, فلاَطفُوهُ حَتَّى أَمرَهُم بالكَفِّ, وتحصَّن العُبَيْديُّ بِالمهديَّةِ.
وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا يَزِيْدَ لَمَّا أَيقن بِالظُّهور غَلَبَتْ عَلَيْهِ نَفْسه الخَارجيَّة، وَقَالَ لأَمرَائِه: إِذَا لقِيتُم العُبَيْدِيَّة فَانهزمُوا عَنِ القَيْرَوَانيين حتى ينال منهم عدوهم, ففعلوا ذلك, فاستُشْهِد خَلْق، وَذَلِكَ سنَة نَيِّفٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
فَالخَوَارِجُ أَعدَاءُ المُسْلِمِيْنَ، وَأَمَّا العُبَيْدِيَّة البَاطنيَة فَأَعدَاءُ الله ورسوله.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي
العباس بن عيسى بن محمد بن عيسى ابن العباس، أبو الفضل الممسي: فقيه مالكي، ممن استشهد في محاربة الفاطميين بإفريقية. نسبته إلى ممس (من قرى المغرب) حفظ القرآن ابن ثماني سنين، والموطأ ابن خمس عشرة سنة.
وزار مصر في خروجه إلى الحج (سنة 317 هـ وأقام بها ذلك العام، فأخذ عن علمائها وأحبوه وقدموه. وصنف كتابا في (تحريم المسكر) ناقض فيه كتابا للطحاوي، كما صنف في (قبول الأعمال) وغير ذلك. ولزم العزلة في القيروان إلى أن قام مخلد بن كيداد على الفاطميين - بني عبيد - وخرج معه علماء القيروان ومنهم صاحب الترجمة. قال القاضي عياض: (كان أهل السنة بالقيروان أيام بني عبيد في حال شديدة من الاهتضام تجري عليهم المحن في أكثر الأيام ولما أظهر بنو عبيد أمرهم ونصبوا حسينا الأعمى السباب، لعنه الله، في الأسواق للسب بأسجاع لقنها، ثم انتقل منها إلى سب النبي صلى الله عليه وسلم في ألفاظ حفظها كقوله: العنوا الغار وما وعى والكساء وما حوى، وغير ذلك، وعلقت رؤوس الحمر على أبواب الحوانيت عليها قراطيس معلقة مكتوب فيها أسماء الصحابة، اشتد الأمر على أهل السنة فمن تكلم أو تحرك قتل ومثل به، وذلك في أيام الثالث من بني عبيد وهو إسماعيل الملقب بالمنصور، لعنه الله، سنة 331 وكان في قبائل زنانة رجل منهم يكنى أبا يزيد ويعرف بالأعرج صاحب الحمار، اسمه مخلد بن كيداد من بني يفرن وكان يتحلى بنسك عظيم ويلبس جبة صوف قصيرة الكمين ويركب حمارا وقومه له على طاعة عظيمة وكان يبطن رأي الصفرية ويتمذهب بمذاهب الخوارج، فقام على بني عبيد والناس يتمنون قائما عليهم فتحرك الناس بقيامه واستجابوا له وفتح البلاد ودخل القيروان وفر إسماعيل الى مدينتهم (المهدية) فنفر الناس مع أبي يزيد إلى حربه وخرج فيهم فقهاء القيروان وصلحاؤهم..وكان فيمن خرج معه أبو الفضل الممسي (وهو مريض) وربيع بن سليمان القطان وأبو العرب بن تميم وأبو إسحاق السبائي - وآخرون (سماهم القاضي عياض) وبعد أن وصف اجتماعاتهم في المصلى من يوم الاثنين لثلاث عشرة بقيت لجمادى الأولى سنة 333 إلى يوم الجمعة، وخروجهم بعد الصلاة بالسلاح والطبول، قال: وركزوا بنودهم قبالة باب الجامع وكانت تسعة بنود (سمى أصحابها وما كان مكتوبا عليه) أحدها بند أحمر، للممسي مكتوب في: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، لا حكم إلا للَّه وهو خير الحاكمين) وذكر أن خطيب الجمعة (أحمد بن أبي الوليد) أعلمهم بالخروج يوم السبت، فخرج الناس مع أبي يزيد لجهادهم فرزقوا الظفر عليهم وحصروهم في المهدية) .
ويستفاد من كلامه بعد ذلك أن أبا يزيد وأصحابه تخلوا في معركة أخرى (في رجب) عن علماء القيروان، فقتل من هؤلاء 85 رجلا، بينهم أبو الفضل الممسي. استشهد بباب المهدية. ولبعض الشعراء مراث فيه .
-الاعلام للزركلي-
أبو الفضل عباس بن عيسى المميسي: نسبة لقرية مميس بإفريقية، الفقيه الورع الزاهد الإمام الثقة العابد العالم العامل صاحب الفضائل الجمة مع فصاحة لسان ونزاهة وعدالة وعلو همة. أخذ عن جبلة ويحيى بن عمر وموسى القطان وجماعة من أهل المشرق والمغرب منهم ابن المنتاب وأبو بكر بن مروان المالكي، وعنه جماعة منهم ابن أبي زيد وكان يتشبه به في أحواله وأبو الأزهر بن معتب وأبو حارث. قال السبأي: حفظ القرآن وهو ابن ثمان سنين والموطأ وهو ابن خمس عشرة سنة. له تآليف منها: كتاب في تحريم الخمر ناقض به كتاب الطحاوي، وكتاب في أصول الأعمال، واختصار كتاب ابن المواز. مات في رجب سنة 333 هـ[944 م]، قرب المهدية في حرب بني عبيد، وفي المدارك ما ملخصه: اتفق شيوخ القيروان على الخروج على ملوك أهل الشيعة بني عبيد وقتالهم، منهم أبو إسحاق السبأي، وأبو الحسن علي بن سعيد الخراط، وأبو العرب محمد التميمي، وأبو الفضل صاحب الترجمة، وربيع القطان، ومروان العابد، وإبراهيم بن المثنى. وقد جنّدوا الجنود والبنود ثم خرجوا إلى المهدية، وكانت الهزيمة عليهم فاستشهد عالم كثير، فمن الأئمة والعباد خمس وئمانون، منهم ربيع القطان وصاحب الترجمة، ورثاه جماعة بقصائد منهم ابن أبي زيد وأبو القاسم الفزاري، وقد أطال في المدارك في ترجمة أبي الفضل وربيع المذكورين.
العباس بن عيسى بن محمد بن عيسى بن العباس أبي الفضل الممسي وممسى: قرية هناك. كان فقيهاً فاضلاً بها - عابداً. أثنى عليه أهل مصر سمع من موسى القطان والبجلي وجبلة بن حمود وأحمد بن سليمان.
كان يتكلم - في علم مالك - كلاماً عالياً ويفهم علم الوثائق فهماً جيداً ويناظر في الجدل وفي مذاهب أهل النظر - على رسم المتكلمين والفقهاء مناظرة حسنة. وكان لسانه مبيناً وقلمه بليغاً - مع حصافة العقل وذكاء الفهم وكان في المناظرة والفقه أجزل منه في الكلام.
وكان من أهل المروءة والانقباض والصيانة لم يكن في طبقته أفقه منه ولا أصون. وعني بالنظر والخلاف وألف الأجدابي في فضائله.
قال: كان من أهل الحفظ والذكاء والعلم بالوثائق صالحاً قواماً صواماً ورعاً حافظاً للفقه والحجة لمذهب مالك درس كلام القاضي إسماعيل.
وذكره أبي الحسن القابسي وفضله وقال: ما بين محمد بن سحنون وأبي الفضل أشبه بمحمد منه لعلمه وورعه وزهده واجتهاده وكان من العاملين ويقال إن أهل مصر لم يعجبوا ممن ورد عليهم من المغرب إلا من ثلاثة: من ابن طالب أعجب منه أولئك الجلة وموسى القطان فإنه كان من أجل أصحاب سحنون وأبي الفضل الممسي. وقال أبي محمد بن أبي زيد عند قتله -: وددت أن القيروان سبيت ولم يقتل أبي الفضل. وكان يثني عليه جداً.
وألف كتاباً في تحريم الخمر ناقض به كتاب الطحاوي وله كتاب في أصول الأعمال وكتاب في اختصار كتاب محمد بن المواز وسمع في حجته حديثاً كثيراً. سمع بمصر من جعفر بن أحمد بن عبد السلام وأبي بكر الحضرمي وأبي عبيد الله بن الربيع الجيزي وأبي الحسين بن المنتاب بمكة وغيرهم.
أخذ عنه أبي محمد بن أبي زيد ومحمد بن حارث وأبي بكر الزويلي وأبي الأزهر بن مغيث وغيرهم ولما انصرف من رحلته لزم الانقباض والنسك إلى أن مات قتيلاً شهيداً رحمه الله تعالى. وتوفي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وهو على حالته من الاجتهاد وكان من أهل النظافة وعلو الهمة والنزاهة - على غاية. وكان له نعل لبيت مائه وآخر لمشيه في داره وآخر يمشي به إلى مصلاه وسلك أبي محمد بن أبي زيد مسلكه في هيئته وهمته وسمته. وحفظ القرآن وهو بن ثمان سنين والموطأ وهو بن خمسة عشر.
وقال محمد ابنه: كان أبي لا يدخل أحد مرحاضه سواه وفيه آنيته وجميع ما يحتاج إليه ومفتاحه معه فيوم قتل سمعنا أنيته انكسرت فيه ولها وجبة فقالت الوالدة: أعطانا الله خيرها فإذا بها الساعة التي استشهد فيها رحمه الله تعالى
الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب - ابن فرحون، برهان الدين اليعمري