أحمد بن أبي سليمان داود أبي جعفر:
مولى ربيعة، الفقيه، الأديب. يعرف بالصواف.
روى عن أبيه، وروى عن سحنون بن سعيد - وكان من مقدمي أصحابه -.
سمع منه أبي العرب، وغيره.
قال ابن أبي سعيد: كان حافظا للفقه، مقدما فيه، مع ورع وصيانة لعلمه أديبا راوية للشعر، كثير القول له، أحد كبار المالكية ووجوههم. وقال أبي العرب: كان شيخا صالحا ثقة، فقيها كريم الأخلاق، بارا بمن قصده، مسارعا في حوائجه. وقال الباجي: هو فقيه. وقال القاضي عياض: قال ابن حارث: كانت له بالشعر عناية في أول أمره، فلما صار إلى درجة العلم وصحبة العلماء ترك قوله. قال: ولم يكن معدودا في أهل الحفظ ولا في أهل المعرفة بما دقّ من العلم. وقال القاضي عياض أيضا: قال عيسى بن مسكين: أحمد ابن أبي سليمان حكيم. قال غيره: كان أكثر كلامه حكمة.
ولد سنة ست ومئتين، ويقال: سنة ثمان.
وتوفي في آخر رمضان سنة إحدى وتسعين ومئتين.
جمهرة تراجم الفقهاء المالكية.
أحمد بن أبي سليمان واسم أبيه داود ويعرف بالصواف يكنى بأبي جعفر من الطبقة الثالثة من إفريقية من مقدمي رجال سحنون. سمع من الكبار وسمع منه الأعيان أبي العرب: محمد وغيره وكان حافظاً للفقه مقدماً فيه مع ورع في دينه أحد كبار المالكية ووجوههم وذكره أبي العرب وأثنى عليه ثناء طويلاً. صحب سحنون عشرين سنة وكان يقول للمشتغلين: أنا حبس وكتبي حبس. وله أشعار كثيرة فمنها:
سألبس للصبر ثوباً جميلاً ... وأفتل للفقر حبلاً طويلاً
وأصبر بالرغم لا بالرضا ... أخلص نفسي قليلاً قليلاً
وكان رحمه الله يفتي في الذي يفتح حوانيت في الشارع قبالة دار رجل أنه يمنع. توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين ومولده سنة ست وقيل ثمان ومائتين.
الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب - ابن فرحون، برهان الدين اليعمري
الصواف (204 - 291 هـ) (819 - 904 م)
أحمد بن أبي سليمان داود الربعي المعروف بالصواف القيرواني، الفقيه الشاعر الكاتب، من مقدمي رجال سحنون الذي أجازه جميع كتبه، ولازمه عشرين سنة إلى أن توفي، ويسمى جوهرة أصحاب سحنون.
أخذ عنه أبو العرب التميمي، وسمع منه جماعة منهم عمر بن عبد الله بن مسرور، وعلي بن مسرور الدباغ، وأبو ميسرة أحمد بن نزار، وابن اللباد، وحبيب بن الربيع.
قال الخشني: «وكان يحسن الشعر ويقوله، وكانت عنايته به في ابتداء أمره ثم لما صار إلى درجة العلم وصحبة العلماء ترك الشعر وصنعته».ولعل الصحيح أنه أقل من قول الشعر لأنه استمر على نظمه بعد أن تقدمت به السن وبلغ من العمر ثمانين سنة على ما يستفاد من قصيدة له طالعها:
ولمّا فجا عمري ثمانين حجة … وأيقنت أني قد قربت من المدى
وفي كبر سنه قال قصيدة له:
دعيت معلما إذ صرت شيخا … وأيام الشبيبة كنت بورا
قال الخشني: «ولم يكن معدودا من أهل الحفظ ولا في أهل المعرفة بما دق من العلم»، وقال غيره: كان ثقة في علمه، كريم الأخلاق، أكثر كلامه حكمة حتى أنه نقش على خاتمه «أحمد تفكر تعتبر».وله أشعار كثيرة في النصح والموعظة وكان يقول: أنا حبس وكتبي حبس على طلبة العلم.
توفي في رمضان سنة 291 ودفن بباب سلم بالقيروان.
مؤلفاته:
كتاب الحجر، ألفه للصاحب بن عباد ووجهه له فقال الصاحب: ردوا الحجر من حيث أتى ثم قبله ووصله.
رسالة حسنة طويلة إلى بعض الكتاب في شأن الحماسة ذكرها أبو منصور الثعالبي في «يتيمة الدهر»
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثالث - صفحة 256 - للكاتب محمد محفوظ