محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث أبي عبد الله المصري

تاريخ الولادة182 هـ
تاريخ الوفاة268 هـ
العمر86 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق
  • مصر - مصر

نبذة

- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحكم بْن أعين بْن لَيْث الإِمَام أَبُو عَبْد اللَّه الْمصْرِيّ ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى عَن عَبْد اللَّه بْن وهب وَالشَّافِعِيّ وَبِه تفقه وَطَائِفَة رَوَى عَنهُ النَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وهو مالكي رجع عن مذهب الشافعي توفّي ابْن عَبْد الحكم فِي النّصْف من ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ

الترجمة

مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحكم بْن أعين بْن لَيْث الإِمَام أَبُو عَبْد اللَّه الْمصْرِيّ
أَخُو عَبْد الرَّحْمَن وَسعد
ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة

وروى عَن عَبْد اللَّه بْن وهب وَابْن أَبِي فديك وَأبي ضَمرَة أنس بْن عِيَاض وَأَشْهَب بْن عَبْد الْعَزِيز وَالشَّافِعِيّ وَبِه تفقه وَطَائِفَة
رَوَى عَنهُ النَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حَاتِم وَابْن خُزَيْمَة وَأَبُو الْعَبَّاس الْأَصَم وَابْن صاعد وَأَبُو بكر بْن زِيَاد النَّيْسَابُورِي وَجَمَاعَة
ولازم الشَّافِعِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُدَّة وَقيل إِن الشَّافِعِي كَانَ معجبا بِهِ لفرط ذكائه وحرصه عَلَى الْفِقْه
قَالَ أَبُو عمر الصَّدَفِي رَأَيْت أهل مصر لَا يعدلُونَ بِهِ أحدا ويصفونه بِالْعلمِ وَالْفضل والتواضع
وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة وَقَالَ فِي مَوضِع آخر صَدُوق لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ فِي مَوضِع ثَالِث هُوَ أظرف من أَن يكذب
وَقَالَ أَبُو بكر بْن خُزَيْمَة مَا رَأَيْت فِي فُقَهَاء الْإِسْلَام أعرف بأقاويل الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ من مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحكم وَقَالَ مرّة كَانَ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحكم أعلم من رَأَيْت عَلَى أَدِيم الأَرْض بِمذهب مَالك وأحفظهم لَهُ سمعته يَقُول كنت أتعجب مِمَّن يَقُول فِي الْمسَائِل لَا أَدْرِي قَالَ وَأما الْإِسْنَاد فَلم يكن يحفظه
قلت إِنَّمَا ذكرنَا ابْن عَبْد الحكم فِي الشافعيين تبعا للشَّيْخ أَبِي عَاصِم الْعَبَّادِيّ وللشيخ أَبِي عَمْرو بْن الصّلاح وَكَانَ الْحَامِل لَهما عَلَى ذكره حِكَايَة الْأَصْحَاب عَنهُ مسَائِل رَوَاهَا عَن الشَّافِعِي وَإِلَّا فالرجل مالكي رَجَعَ عَن مَذْهَب الشَّافِعِي
قَالَ ابْن خُزَيْمَة فِيمَا رَوَاهُ الْحَاكِم عَن الْحَافِظ حسينك التَّمِيمِي عَنهُ كَانَ ابْن عَبْد الحكم من أَصْحَاب الشَّافِعِي فَوَقَعت بَينه وَبَين الْبُوَيْطِيّ وَحْشَة فِي مرض الشَّافِعِي
فحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَر السكرِي صديق الرّبيع قَالَ لما مرض الشَّافِعِي جَاءَ ابْن عَبْد الحكم يُنَازع الْبُوَيْطِيّ فِي مجْلِس الشَّافِعِي فَقَالَ الْبُوَيْطِيّ أَنا أَحَق بِهِ مِنْك فجَاء الْحميدِي وَكَانَ بِمصْر فَقَالَ قَالَ الشَّافِعِي لَيْسَ أحد أَحَق بمجلسي من الْبُوَيْطِيّ وَلَيْسَ أحد من أَصْحَابِي أعلم مِنْهُ فَقَالَ لَهُ ابْن عَبْد الحكم كذبت فَقَالَ لَهُ الْحميدِي كذبت أَنْت وَأَبُوك وأمك وَغَضب ابْن عَبْد الحكم فَترك مَذْهَب الشَّافِعِي
فحَدَّثَنِي ابْن عَبْد الحكم قَالَ كَانَ الْحميدِي معي فِي الدَّار نَحوا من سنة وَأَعْطَانِي كتاب ابْن عُيَيْنَة ثمَّ أَبَوا إِلَّا أَن يوقعوا بَيْننَا مَا وَقع
قلت ثمَّ انْتَهَت حَال ابْن عَبْد الحكم إِلَى أَن صنف كتابا سَمَّاهُ الرَّد عَلَى الشَّافِعِي فِيمَا خَالف فِيهِ الْكتاب وَالسّنة وَهُوَ اسْم قَبِيح وَلَقَد نالته بعد هَذَا التصنيف محنة صعبة يطول شرحها
توفّي ابْن عَبْد الحكم فِي النّصْف من ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ
وَفِي الْمُحدثين مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحكم غَيره
رجل رَوَى عَن أَحْمَد بْن مَسْعُود الْمَقْدِسِي
رَوَى الْحَافِظ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ حَدِيثه فِي الْحِلْية فَقَالَ حَدثنَا أَبُو حَامِد أَحْمد ابْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحكم
أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْن يُوسُف بْن أَبِي مُحَمَّد الصَّيْرَفِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِمصْر قَالَ حَدثنَا عبد الْوَهَّاب ابْن ظافر بْن رواج إِجَازَةً
ح وَحدثنَا الشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد رَحمَه اللَّه مِنْ لَفْظِهِ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر ذى الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِالْمَدْرَسَةِ العادلية الْكُبْرَى بِدِمَشْق أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مخلوف بْن جمَاعَة سَمَاعا عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا بن رواج سَمَاعا قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السلَفِي أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد العلاف أَخْبرنِي عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عمر الحمامي حَدثنَا أَبُو بكر أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن مُسلم الْخُتلِي حَدثنَا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْحَرَّانِي حَدثنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد يَعْنِي ابْن الضَّحَّاك بْن يَحْيَى بِمصْر حَدثنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحكم قَالَ سَمِعت الشَّافِعِي يَحْكِي عَن إِنْسَان سَمَّاهُ أَنه سُئِلَ عَن الْعدْل فَقَالَ لَيْسَ أحد يُطِيع اللَّه عز وَجل حَتَّى لَا يعصيه وَلَا أحد يَعْصِي اللَّه عز وَجل حَتَّى لَا يطيعه وَلَكِن إِذا كَانَ أَكثر أَمر الرجل الطَّاعَة لله عز وَجل وَلم يقدم عَلَى كَبِيرَة فَهُوَ عدل
قلت كَذَا جَاءَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَة مُقَيّدا بقوله وَلم يقدم عَلَى كَبِيرَة وَجَاء فِي رِوَايَات أخر مُطلقًا وَالْمُطلق مَحْمُول عَلَى الْمُقَيد
قَالَ مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم حَدثنَا الشَّافِعِي قَالَ ذكرت لمُحَمَّد بْن الْحَسَن الدُّعَاء فِي الصَّلَاة فَقَالَ لي لَا يجوز أَن يدعى فِي الصَّلَاة إِلَّا بِمَا فِي الْقُرْآن وَمَا أشبهه
قلت لَهُ فَإِن قَالَ رجل اللَّهم أَطْعمنِي قثاء وبصلا وعدسا أَو ارزقني ذَلِك أَو أخرجه لي من أَرض أَيجوزُ ذَلِك
قَالَ لَا
قلت فَهَذَا فِي الْقُرْآن فَإِن كنت إِنَّمَا تجيز مَا فِي الْقُرْآن خَاصَّة فَهَذَا فِيهِ وَإِن كنت تجيز غير ذَلِك فَلم حظرت شَيْئا وأبحت شَيْئا
قَالَ فَمَا تَقول أَنْت
قلت كل مَا جَازَ للمرء أَن يَدْعُو اللَّه بِهِ فِي غير صَلَاة فَجَائِز أَن يَدْعُو بِهِ فِي الصَّلَاة بل أستحب ذَلِك لِأَنَّهُ مَوضِع يُرْجَى سرعَة الْإِجَابَة فِيهِ وَالصَّلَاة الْقِرَاءَة وَالدُّعَاء وَالنَّهْي عَن الْكَلَام فِي الصَّلَاة هُوَ كَلَام الْآدَمِيّين بَعضهم لبَعض فى غير أَمر بِصَلَاة

قلت فِي المناظرة رد عَلَى دَعْوَى الشَّيْخ أَبِي مُحَمَّد فِي منع الدُّعَاء بِجَارِيَة حسناء قَالَ ابْن عَبْد الحكم سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول لم يثبت عَن ابْن عَبَّاس فِي التَّفْسِير إِلَّا شَبيه بِمِائَة حَدِيث وَقَالَ سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول ثَلَاثَة أَشْيَاء لَيْسَ لطبيب فِيهَا حِيلَة الحماقة والطاعون والهرم
قلت وَفِي آخر كتاب آدَاب الشَّافِعِي لعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حَاتِم سَمِعت ابْن عَبْد الْأَعْلَى يَقُول قَالَ لي الشَّافِعِي لم أر شَيْئا أَنْفَع للوباء من البنفسج يدهن بِهِ وَيشْرب
قلت والوباء غير الطَّاعُون فَلَا مُنَافَاة بَين الْأَمريْنِ

طبقات الشافعية الكبرى للإمام السبكي

 

 

مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم الْمصْرِيّ الْفَقِيه
روى عَن أَبِيه وَالشَّافِعِيّ والقعنبي وَخلق
وَعنهُ النَّسَائِيّ وَوَثَّقَهُ
وَقَالَ ابْن يُونُس كَانَ الْمُفْتِي بِمصْر فِي أَيَّامه مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ بْنِ أَعْيَنَ بنِ لَيْثٍ، الإِمَامُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أبي عَبْدِ اللهِ المِصْرِيُّ الفَقِيْهُ.
وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ.
وَسَمِعَ: مِنْ: عَبْدِ اللهِ وَهبٍ بعنَايَةِ أَبِيْهِ بِهِ، وَمِنْ أَبِي ضَمْرَةَ اللَّيْثِيِّ وَابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ وَأَيُّوْبَ بنِ سُوَيْدٍ، وَبِشْرِ بنِ بَكْرٍ وَأَشْهَبِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَوَالِدِهِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ وَشُعَيْبِ بنِ اللَّيْثِ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئِ وَالشَّافِعِيِّ، وَإِسْحَاقَ بنِ الفُرَاتِ وَحَرْمَلَةَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَيَحْيَى بنِ سَلاَّمٍ وَسَعِيْدِ بنِ بَشِيْرٍ القُرَشِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ نَافِعٍ الصَّائِغِ وَحَجَّاجِ بنِ رِشْدِيْنَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: النَّسَائِيُّ فِي "سُنَنِهِ" وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ صَاعِدٍ وَعَمْرُو بنُ عُثْمَانَ المَكِّيُّ، وَأبي بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ وَأبي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ علاَّنُ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ دَاوُدَ بنِ وَرْدَانَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حاتم وأبي العباس الأصم، وخلق كثير.
وَكَانَ عَالِمَ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ فِي عَصْرِهِ مَعَ المُزَنِيِّ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَقَالَ مَرَّةً: لاَ بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ: مَا رَأَيْتُ فِي فُقَهَاءِ الإِسْلاَمِ أَعْرَفَ بِأَقَاويلِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ مِنْ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ.
وَقَالَ: كَانَ أَعْلَمَ مَنْ رَأَيْتُ عَلَى أَديمِ الأَرْضِ بِمَذْهَبِ مَالِكٍ، وَأَحْفَظَهُم لَهُ سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَتعجَّبُ مِمَّنْ يَقُوْلُ فِي المَسَائِلِ: لاَ أَدرِي.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: وَأَمَّا الإِسْنَادُ فَلَمْ يَكُنْ يَحْفَظُهُ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ وَكَانَ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ فِيْهِ فوقعَتْ بَيْنَهُ، وَبَيْنَ البُوَيْطِيِّ وَحشَةٌ فِي مَرَضِ الشَّافِعِيِّ فَحَدَّثَنِي أبي جَعْفَرٍ السُّكَّرِيُّ صَدِيْقُ الرَّبِيْعِ قَالَ لَمَّا مَرِضَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ جَاءَ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ ينَازعُ البُوَيْطِيَّ فِي مَجْلِسِ الشَّافِعِيِّ فَقَالَ البُوَيْطِيُّ: أَنَا أَحقُّ بِهِ مِنْكَ فَجَاءَ الحُمَيْدِيُّ وَكَانَ بِمِصْرَ فَقَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: لَيْسَ أَحَدٌ أَحقَّ بِمَجْلِسِي مِنَ البُوَيْطِيِّ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي أَعْلَمَ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ: كَذَبْتَ فَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: كذبتَ أَنْتَ، وأبيك وأمك وغضب ابن عبد الحَكَمِ فَتركَ مَجْلِسَ الشَّافِعِيِّ.
قَالَ: فَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ قَالَ: كَانَ الحُمَيْدِيُّ مَعِي فِي الدَّارِ نَحْواً مِنْ سَنَةٍ، وَأَعْطَانِي كِتَابَ ابْنِ عُيَيْنَةَ ثُمَّ أبيا إلَّا أَنْ يُوقِعُوا بَيْنَنَا مَا، وَقَعَ.
هذِهِ الحِكَايَةُ رَوَاهَا الحَاكِمُ عَنْ حُسَيْنَكٍ عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ.
وَعَنْ أَبِي إِبْرَاهِيْمَ المُزَنِيِّ قَالَ: نظرَ الشَّافِعِيُّ إِلَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَقَدْ رَكِبَ دَابَّتَهُ فَأَتبعَهُ بصرَهُ وَقَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ لِي، وَلداً مِثْلَهُ وَعَلَيَّ أَلْفَ دِيْنَارٍ لاَ أَجِدُ قَضَاءهَا.
قَالَ أبي الشَّيْخِ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ المَكِّيُّ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ يُصَلِّي الضُّحَى فَكَانَ كُلَّمَا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ سَجَدَ سجدتَينِ فَسَأَلَهُ مَنْ يَأْنَسُ بِهِ فَقَالَ: أَسجدُ شُكْراً للهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيَّ مِنْ صَلاَةِ الرَّكْعَتينِ.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ ثِقَةٌ صَدُوْقٌ أَحَدُ فُقَهَاءِ مِصْرَ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ. قُلْتُ: قَدْ تَفَقَّهَ بِمَالِكٍ وَلزِمَهُ مُدَّةً وهو أيضًا في عداد أصحابه الكبار.
أَخبرَنِي عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ عَنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أبي إِسْحَاقَ الشِّيرَازيُّ قَالَ: حُمِلَ مُحَمَّدٌ فِي مِحْنَةِ القُرْآنِ إِلَى ابْنِ أَبِي دَاوُدَ وَلَمْ يُجِبْ إِلَى مَا طُلِبَ مِنْهُ وَرُدَّ إِلَى مِصْرَ وَانتهَتْ إِلَيْهِ الرِّئاسَةُ بِمِصْرَ يَعْنِي: فِي العِلْمِ وَذَكَر غَيْرُهُ أَنَّ ابْنَ عَبْدِ الحَكَمِ ضُرِبَ فَهَرَبَ وَاخْتَفَى.

وَقَدْ نَالَتْهُ مِحنَةٌ أُخْرَى صعبَةٌ مَرَّتْ فِي "تَارِيْخنَا الكَبِيْرِ" فِي تَرْجَمَةِ أَخِيْهِ عَبْدِ الحَكَمِ، الرَّجُل الصَّالِح. قَالَ أبي سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: عُذِّبَ عَبْدُ الحَكَمِ، فِي السِّجْنِ، وَدُخِّنَ عَلَيْهِ، فَمَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ لِكَوْنِهِ اتُّهِمَ بودَائِعَ لَعَلِيِّ بنِ الجَرَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي دُلَيمٍ: لَمْ يَكُنْ فِي الإِخْوَةِ أَفْقَهُ مِنْ عَبْدِ الحَكَمِ، وَقِيْلَ: إِنَّ بنِي عَبْدِ الحَكَمِ غَرِمُوا فِي نَوْبَةِ ابْنِ الجَرَوِيِّ أَكْثَرَ مِنْ أَلفِ أَلفِ دِيْنَارٍ اسْتُصْفِيَتْ، أَمْوَالُهُم وَنُهِبَتْ مَنَازِلُهُم ثُمَّ بَعْدَ مُدَّةٍ أَطلقهُمُ المُتَوَكِّلُ، وَردَّ إِلَيْهِمُ البَعْضَ وَسجنَ القَاضِي الأَصَمَّ الَّذِي ظَلَمَهُم، وَحُلِقَتْ لِحْيتُهُ وضُرِبَ، وَطِيْفَ بِهِ عَلَى حمَارٍ.
قَالَ أبي سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ فِي تَارِيْخِهِ: كَانَ مُحَمَّدٌ هُوَ المُفْتِي بِمِصْرَ فِي أَيَّامِهِ.
قُلْتُ: لَهُ تَصَانِيْفُ كَثِيْرَةٌ مِنْهَا: كِتَابٌ فِي الرَّدِّ عَلَى الشَّافِعِيِّ، وَكِتَابُ أَحْكَامِ القُرْآنِ، وَكِتَابُ الرَّدِّ عَلَى فُقَهَاءِ العِرَاقِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ.
وَمَا زَالَ العُلَمَاءُ قَدِيْماً وَحَدِيْثاً يَرُدُّ بَعْضُهُم عَلَى بَعْضٍ فِي البَحْثِ، وَفِي التَّوَالِيفِ وَبمثلِ ذَلِكَ يتفَقَّهُ العَالِمُ وَتتبرهَنُ لَهُ المشكلاَتُ، وَلَكِن فِي زَمَانِنَا قَدْ يُعَاقَبُ الفَقِيْهُ إِذَا اعتنَى بِذَلِكَ لِسُوءِ نِيَّتِهِ، وَلطلبِهِ للظُّهورِ وَالتَّكَثُّرِ فَيَقُوْمُ عَلَيْهِ قضَاةٌ، وَأَضدَادٌ نَسْأَلُ اللهَ حُسْنَ الخَاتمَةِ، وَإِخْلاَصَ العَمَلِ.
وَقَدْ كَانَ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ مَعَ عَظَمَتِهِ بِمِصْرَ يَرْكَبُ حُمَيْراً ضَعِيْفاً، وَيتوَاضعُ فِي أَمورِهِ وَكَانَ أبيهُ كَمَا قُلْنَا مِنْ كِبَارِ الفُقَهَاءِ مِنْ تَلاَمِذَةِ مَالِكٍ.
قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: مَاتَ مُحَمَّدٌ فِي يَوْمِ الأَرْبعَاءِ نِصْفَ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ القَاضِي بَكَّارُ بنُ قُتَيْبَةَ.
قُلْتُ: وَلَهُ مُصَنَّفٌ فِي أَدبِ "القُضَاةِ" مُفِيْدٌ.
أَخْبَرَتْنَا خَدِيْجَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ الفُرَاوِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَفَّارِ الشِّيرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أبي سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا أبي العَبَّاسِ الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بنِ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ أَمسَكَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ مِنَ الجُوعِ فلَمْ تَكُنْ تُطْعِمُهَا، وَلاَ تُرْسِلُهَا فَتَأَكلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ".
سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن  قايمازالذهبي

 

 

أخوهما أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم: العالم المبرز الحجة النظار رابع المحمدين وكبير العلماء المحققين والفقهاء الراسخين إليه كانت الرحلة وانتهت إليه الرئاسة بمصر، سمع من أبيه وابن وهب وابن القاسم وغيرهم وعنه أبو عبد الرحمن وأبو بكر النيسابوري وأبو حاتم الرازي وأبو جعفر الطبري وابن المواز وغيرهم، له تآليف في كثير من فنون العلم ككتاب أحكام القرآن وكتاب الشروط والوثائق وكتابه الذي زاد فيه على مختصر أبيه وكتاب اختصار كتاب أشهب وكتاب المجالسة أربعة أسفار وكتاب الرد على الشافعي وكتاب الرد على أهل العراق وكتاب القضاة وكتاب الدعوى والبينات، مات منتصف ذي القعدة سنة 268 هـ[881 م] مولده سنة 182 هـ.

شجرة النور الزكية في طبقات المالكية_ لمحمد مخلوف

 

 

محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، المصري، أبو عبد الله:
فقيه عصره. انتهت اليه الرياسه في العلم بمصر. كان مالكي المذهب، ولازم الإمام الشافعيّ، ثم رجع إلى مذهب مالك. وحمل في فتنة القول بخلق القرآن، إلى بغداد، فلم يجب لما طلبوه، فردّ إلى مصر، وتوفي بها.
له كتب كثيرة، منها (الرد على الشافعيّ فيما خالف فيه الكتاب والسنة) قال طاش كبرى زاده: وهو اسم قبيح!، ومنها (أحكام القرآن) و (رد على فقهاء العراق) و (أدب القضاة) و (سيرة عمر بن عبد العزيز - خ) في شستربتي (4265) .

-الاعلام للزركلي-

 

مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم ولصاحبه مُحَمَّد بن رَمَضَان بن شَاكر الزيات الْمَالِكِي كتاب " النَّوَادِر "، عَن الشَّافِعِي، يرويهِ عَن الشَّافِعِي، قَرَأت فِيهِ: سُئِلَ ابْن عبد الحكم عَن الْجِنّ: هَل لَهُم جَزَاء فِي الْآخِرَة على أَعْمَالهم؟ فَقَالَ: نعم، وَالْقُرْآن يدل على ذَلِك، قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {وَلكُل دَرَجَات مِمَّا عمِلُوا} [الْأَحْقَاف: 19] .

وَقَالَ: قَالَ مُحَمَّد فِي الحَدِيث الَّذِي رُوِيَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " صومكم يَوْم نحركم ": هَذَا من حَدِيث الْكَذَّابين.
وَقَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد قَالَ: لَيْسَ يَصح الحَدِيث الَّذِي جَاءَ: " من وسع على عِيَاله يَوْم عَاشُورَاء ... ".

وَقَالَ: مَا أقل مَا يَصح عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كَرَاهِيَة الملاهي.
وَقَالَ: قَالَ مُحَمَّد: كل مَا وضعت على الشَّافِعِي، فَإِنَّمَا هُوَ من تَعْلِيمه.
وَقَالَ: سَمِعت مُحَمَّدًا، سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول: لم يثبت عَن ابْن عَبَّاس فِي التَّفْسِير إِلَّا شَبيه بمئة حَدِيث.
وَقَالَ: قَالَ أبي: يَا بني! الزم هَذَا الرجل فَإِنَّهُ كثير الْحجَج.
يُرِيد: الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ.

-طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح-