محمد بن إسحاق بن منذر بن السليم الأندلسي
تاريخ الولادة | 302 هـ |
تاريخ الوفاة | 367 هـ |
العمر | 65 سنة |
أماكن الإقامة |
|
- أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم العنزي أبو سعيد "ابن الأعرابي"
- قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح أبي محمد الأموي القرطبي "البياني"
- أحمد بن محمد بن إسماعيل أبي جعفر النحاس "النحاس النحوي"
- محمد بن عبد الملك بن أيمن بن فرج أبي عبد الله القرطبي "ابن أيمن"
- أحمد بن خالد بن يزيد القرطبي أبي عمر "ابن الجباب أحمد"
نبذة
الترجمة
قاضي الجماعة بقرطبة أبو بكر محمَّد بن إسحاق بن منذر بن السليم الأندلسي: الأديب الفقيه الحافظ الفاضل الزاهد العالم العامل. سمع من أحمد بن خالد وابن أيمن وقاسم بن أصبغ وجماعة. رحل فسمع من ابن الأعرابي والزبيدي وابن أبي مطر؛ وعنه أخذ القاضي الأصيلي وغيره. ألّف كتاب التوصل لما ليس في الموطأ وكتاباً في الحديث. مولده سنة 302 هـ وتولى القضاء سنة 356 هـ وتوفي سنة 367 هـ. ترجمته عالية وفضائله جمة [977 م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف
ابن السَّليم:
العلَّامة الرَّبَّانِيُّ قَاضِي الأَنْدَلُسِ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن إسحاق بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ السَّلِيْمِ الأُمَوِيُّ, مَوْلاَهُم المَالِكِيُّ.
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ أَيمنَ, وَأَحْمَدَ بنَ خَالِدِ بنِ الجبَّاب، وَعِدَّةً, وحجَّ فسَمِعَ مِنِ ابنِ الأَعْرَابِي، وَأَبِي جَعْفَرٍ بنِ النَّحَّاسِ النَّحْوِيِّ.
وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلينَ, ذَا زُهدٍ وَتَأَلُّهٍ، وَبَاعٍ طَوِيْلٍ فِي الفِقْهِ, وَاختلاَفِ العُلَمَاءِ, رَأْساً فِي الآدَابِ وَالبلاغَةِ وَالنَّحْوِ, روضَةَ معَارِفٍ, تخرَّج بِهِ أَئِمَّةٌ.
وتوفِّي فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقَدِ أسَنَّ.
حَكَى يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغِيْثٍ أنَّ رَجُلاً مَشرقيّاً يُعرفُ بِالشَّيْبَانِيِّ سَكَنَ الأَنْدَلُسَ, فَرَكِبَ ابْنُ السَّلِيْمِ لِحَاجَةٍ, فَأَلجَأَهُ مَطَرٌ غزيرٌ إِلَى أَنْ دَخَلَ دِهْلِيْزَ الشَّيْبَانِيِّ, فرحَّب بِهِ, وَعَزَمَ عَلَيْهِ, فَنَزَلَ, فَفَاوَضَهُ, وَقَالَ: أَيُّهَا القَاضِي, عِنْدِي جَارِيَةٌ لَمْ يُسْمَعْ أَطيبُ مِنْ صَوتِهَا, فَإِنْ أَذِنْتَ أَسْمَعَتْكَ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، وَأَبيَاتاً, قَالَ: افْعَلْ. فَقَرَأَتْ وغنَّت حَتَّى كَادَ عَقْلُ القَاضِي يَذْهَبُ سُرُوْراً, وَأَخْرَجَ عِشْرِيْنَ دِيْنَاراً لِلْجَارِيَةِ هبَةً وَقَامَ
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي
محمد بن إسحاق بن منذر، أبو بكر ابن السليم:
قاض أندلسي من المالكية، من أهل قرطبة. يقال: لم يكن في الأندلس منذ دخلها الإسلام إلى وقته قاض أعلم منه. ولي المظالم والشرطة بقرطبة إلى أن توفي قاضيها منذر بن سعيد، فولي مكانه (سنة 356) وحمدت سيرته.
وصنف كتاب (التوصيل لما ليس في الموطأ) و (مختصر كتاب المروزي في الاختلاف) .
-الاعلام للزركلي-
محمد أبي بكر بن إسحاق بن منذر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن السليم بن أبي عكرمة واسمه جعفر وهو الداخل إلى الأندلس وهو جعفر بن يزيد بن عبد الله مولى سليمان بن عبد الملك. قيل عبد الله جده رومي وقيل إنه لخمي من أشراف عرب شذونة يؤل سلفه لبني أمية وإليهم تنسب المدينة المعروفة ببني السليم من كورة شذونة نزلوها عند فتحهم الأندلس وهو قرطبي سمع بها من أحمد بن خالد صغيراً ومن محمد بن أيمن ومحمد بن قاسم وعبد الله بن يونس وقاسم بن أصبغ وابن عمر بن دحيم وسعيد بن جابر وغيرهم.
ورحل سنة اثنتين وثلاثين فسمع بمكة من بن الأعرابي وبالمدينة من المرواني القاضي وبمصر من الزبيري وعبد الله بن جعفر البغدادي وأبي جعفر بن النحاس وأبي بهزاذ وابن أبي مطر وأبي العباس السكري ومحمد بن أيوب الرقي وجماعة وانصرف إلى الأندلس وأقبل على الزهد والعبادة ودراسة العلم.
كان حافظاً للفقه بصيراً بالاختلاف عالماً بالحديث ضابطاً لما رواه متصرفاً في علم النحو واللغة حسن الخطاب والبلاغة لين الكلمة متواضعاً حدث وسمع منه كثير. وذكره الحكم أمير المؤمنين فقال: هو فقيه بمذهب مالك حافظ مقدم من أهل المعرفة بالحديث والرجال وله حظ من الأدب لم يل القضاء بقرطبة أفقه منه ولا أعلم إلا منذر بن سعيد لكنه أرسخ في علم أهل المدينة من منذر.
وقال بن مفرج: كان بن السليم راسخاً في العلم مجتهداً في طلبه عالماً بالحديث والفقه. قال غيره: جمع إلى الرواية الواسعة: جودة استنباط الفقه والفتيا والحذق بالفرائض والحساب والتصرف في البلاغة والشعر والتفنن في العلوم حسن العشرة كريم النفس.
وكان جماعة من كبراء العلماء بالأندلس ممن أدركوه قاضياً كابن زرب وغيره يقطعون على أنه لم يكن في قضاة الأندلس منذ دخلها الإسلام إلى وقته قاض أعلم منه. قال أبي محمد الباجي: ما رأيت في المحدثين مثله. وله كتاب التوصل لما ليس في الموطأ واختصار كتاب المروزي في الاختلاف وكتاب المخمس في الحديث. وكان مع علمه من أهل الزهد والتقشف والبر.
وطال هربه من السلطان إلى أن أنشبته الأقدار فنال رئاسة الدين والدنيا بالأندلس فما استحال عن هديه ولا غرته الدنيا بوجه. وكان قد بلغ به التقشف وطلب الحلال إلى أن كان يصيد السمك بنهر قرطبة ويبيع صيده فيأخذ من ثمنه ما يقتات به ويتصدق بفضله.
ونوه الحكم باسمه وقدمه للشورى ثم إلى المظالم الشرطة إلى أن توفي منذر فولاه مكانه قضاء الجماعة وذلك سنة ست وخمسين وجمع له معها الخطبة والصلاة سنة ثمان وخمسين فحمد الناس سيرته. وتوفي يوم الاثنين لخمس أو ست بقين من جمادى الأولى سنة سبع وستين وثلاثمائة مستوراً لم يمسه سوء وسنه خمس وستون سنة. مولده سنة ثنتين وثلاثمائة فلما نعي إلى بن أبي عامر قال: هل سمعتم الذي عاش ما شاء ومات حين شاء فقد رأيناه وهو هذا.
الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب - ابن فرحون، برهان الدين اليعمري
محمد بن إسحاق بن مُنْذر بن إبراهيم بن محمد بن السَّلِيم بن عكْرمة الداخل إلى الأنْدَلُس قاضي الجماعة بِقُرْطُبَة؛ قُرْطِبي جَليل؛ يُكَنَّى: أبا بكر.
سَمِعَ: من أحمد بن خَالد صغيراً، ومن محمد بن عبد الملك بن أَيْمَن، ومحمد آبن قاسم وعَبْد الله بن يونس، وَقَاسِم بن أَصْبَغ، وسعيد بن جَابر، وأحمد بن دُحيم آبن خليل.
ورحل سنة آثنتين وثلاث فسمع بمكَّة: من أبي سعيد بن الأعرابي، وبالمدينة من أبي مروان القاضي المرْوانِيّ، وبمصر: من أحمد بن مسعود الزبيري، وعَبْد الله بن جعفر البغداديّ، وأبي جعفر أحمد بن محمد بن النَّحاس النحوي، وآبن بهزاذ الفَارِسيّ، وأبي العباس السكري، ومحمد بن أيُّوب الرقي وجماعة سواهم.
وآنصرف إلى الأندَلُس فاقبل على الزهد ودراسة العلم، ثم قدم إلى: أحكام المظلم ثم لمّا مات منذر بن سعيد ولى القَضَاء بقُرْطُبَة، وذلك يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ست وخمسين وثلاث مائة. وكان: حافظاً للفقه، بصيراً بالاختلاف، عالماً بالحدِيث، ضابطاً لما رواه متصرفاً في علم النّحو واللغة، حسن الخطابة والبلاغة سمعته يخطب مرة فيجيد.
وكان: لين الكلمة، سهل الخلق، متواضعاً، وكان مع ذلك ذا غور ونكراء. حَدَّث، وسَمِع الناس منه كثيراً، وتُوفِّي (رحمه الله) : يوم الاثنين لخمس أو لسبع بقين من جمادي الأولى سنة سبع وستين وثلاث مائة. ودفن يوم الثلاثاء لصلاة العصر بمقبرة الرَّبض. وصلَّى عليه محمد بن عُبَيْد الله القرشي المُعَيْطِيّ. وكان يذكر: ان مولده سنة آثنتين وثلاث مائة.
وأخبرني من سمعه يقول أمير المؤمنين. - يعني: المستنصر بالله رحمه الله -: يرى مولدنا في عام واحد.
-تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي-