إبراهيم بن محمد السلقيني

تاريخ الولادة1352 هـ
تاريخ الوفاة1432 هـ
العمر80 سنة
مكان الولادةحلب - سوريا
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • دبي - الإمارات العربية
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • حلب - سوريا
  • دمشق - سوريا
  • القاهرة - مصر

نبذة

الدكتور إبراهيم سلقيني في مدينة حلب ثاني اكبر مدن الجمهورية العربية السورية، في حي باب المقام في 31-12-1934، وترعرع في كنف ورعاية والديه وجده، والده العلامة الشيخ محمد السلقيني، وجده العلامة الكبير الشيخ إبراهيم سلقيني حيث تلقى عن جده وحفظ عليه أجزاء القرآن الكريم وعدداً من الأحاديث النبوية ومجموعة من المتون وألفية ابن مالك والأجرومية في النحو وغيرها، وتُوفي جده وعمره ثلاث عشرة سنة، وكان رحمه الله تعالى يحوطه برعاية خاصة وكاملة، وحظي منه خيراً كثيراً وتوجيهاً عالياً.

الترجمة

ولد الدكتور ابراهيم السلقيني في مدينة حلب ثاني اكبر مدن الجمهورية العربية السورية، في حي باب المقام في 31-12-1934، وترعرع في كنف ورعاية والديه وجده، والده العلامة الشيخ محمد السلقيني، وجده العلامة الكبير الشيخ إبراهيم سلقيني حيث تلقى عن جده وحفظ عليه أجزاء القرآن الكريم وعدداً من الأحاديث النبوية ومجموعة من المتون وألفية ابن مالك والأجرومية في النحو وغيرها، وتُوفي جده وعمره ثلاث عشرة سنة، وكان رحمه الله تعالى يحوطه برعاية خاصة وكاملة، وحظي منه خيراً كثيراً وتوجيهاً عالياً.
تلقى التعليم الإعدادي والثانوي في الثانوية الشرعية بحلب (الخسروية) وكان اسمها آنذاك الكلية الشرعية وتلقى العلوم عن كبار علماء حلب الشيخ راغب الطباخ والشيخ أحمد الشماع، والشيخ سعيد الإدلبي، ووالده الشيخ محمد السلقيني والشيخ نجيب خباطة، والشيخ محمد بلنكو، والشيخ أبو الخير زين العابدين، والشيخ عبد الوهاب السكر، والشيخ عبد الله حماد، والشيخ محمد جبريني،  والشيخ ناجي أبو صالح وغيرهم، وبعد أن حصل على شهادة الثانوية الشرعية بتفوق، ولم تكن معادلة للشهادة الثانوية العامة.
وفي السنة التالية لتخرجه داوم في المعهد العربي الإسلامي، وكان سابقاً قد حصل على الإعدادية العامة، وهكذا حصل على الثانوية العامة للفرع الأدبي، وتقدم بعد حصوله على الثانويتين للقبول في كلية الطب بجامعة استنبول، بناء على الثانوية العامة للفرع الأدبي، وكانت الثانوية للفرع الأدبي مقبولة في جامعة استنبول، وكذلك تقدم بناء على الثانوية الشرعية للقبول في كلية الشريعة والقانونية بالجامعة الأزهرية في القاهرة، وكان كل ذلك عام 1952 حيث لم تكن في جامعة دمشق قد افتتحت حيث افتتحت في عام 1954 المذكورتين، وسافر إلى اسطنبول، وداوم في كلية الطب بجامعتها أسبوعاً، ولكن غير الطريق، وعاد إلى حلب، ومنها إلى القاهرة، وداوم فيها، وتابع دراسته مداوماً حتى تخرج وحصل على الإجازة منها بتفوق ثم حصل على دبلوم التربية، من كلية التربية، وتقدم بعد تخرجه لمسابقة تعيين مدرسين لمادة التربية الإسلامية وكان ترتيبه الأول فعين في حلب، ودرس في دار المعلمين والمعلمات وبعض الثانويات، ثم عين مديراً لإعدادية اسكندرون الرسمية بحلب.
ثم تابع دراسته العليا في الجامعة الأزهرية، كلية الشريعة والقانون، فحصل على الماجستير بمرتبة جيد جداً، ثم على الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى، وكانت الرسالة بعنوان (تحقيق المراد بأن النهي يقتضي الفساد) (دراسة وتحقيق)، وقام المجمع العلمي العربي بدمشق بطبع الرسالة عام 1973 ثم قامت بطباعتها أيضاً دار الفكر بدمشق.
وعين عضواً في الهيئة التدريسية بجامعة دمشق، وتدرج فيها رئيساً لقسم الفقه، ثم وكيلاً للكلية للشؤون العلمية، ثم عميداً للكلية، كما كان يقوم بالتدريس إضافة لكلية الشريعة في كليتي الحقوق بجامعتي دمشق حلب.
وفي الجانب الاجتماعي تقدم لانتخابات الاتحاد القومي أيام الوحدة، فحصل على أعلى الأصوات، كما تقدم لانتخابات مجلس الشعب في أول دورة منتخبة للمجلس عن مدينة حلب عام 1973 فحصل على أعلى الأصوات أيضاً.
وفي عام 1984 دُعي أستاذاً زائراً لكلية الشريعة في جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
وفي عام 1988 دعي أستاذاً زائراً لكلية الدراسات الإسلامية والعربية وفي دبي، وطلب منه الاستمرار في العمل فيها عميداً لها فاعتذر، وفي عام 1989 تكرر الطلب منه والضغط عليه للقبول وطلبوا من وزارة التعليم العالي الموافقة على إعارته فوافقت الوزارة فسافر إلى دبي في 23/9/1990 وبقي في دبي عميداً للكلية حتى عام 2001، ثم تفرغ للدراسات العليا فيها، وهي كلية ينفق عليها رجل الأعمال والمحسن السيد جمعة الماجد، وبلغ عدد الطلاب والطالبات فيها ما يزيد عن أربعة آلاف طالب وطالبة.
وفي عام 2005 طلب بإلحاح الموافقة على إنهاء عمله والعودة إلى حلب لمتابعة نشاطه في البحث العلمي، والكتابة، والتدريس الطوعي، وبمجرد عودته تم اختياره مفتياً لحلب فاعتذر، وتكرر طلب الموافقة منه على القبول وحضر السيد وزير الأوقاف السابق الدكتور زياد الأيوبي، وسماحة المفتي العام الدكتور الشيخ أحمد حسون ومعهما بعض الوجهاء في حلب إلى بيته، فقبل ذلك في 27/9/2005 ولازال قائماً على عمله حتى وفاته.
موقفه من المرأة:
رفض بشدة قوانين منع تعدد الزوجات ودافع عن تعدد الزوجات، فيقول في بحث له عن قضايا المرأة في الاسلام وقد نشر في مجلة " كلية الدراسات الإسلامية والعربية" في 27 يناير 2010، "وقد فصل العلماء في هذا الإجمال فقالوا: إن شرط إباحة التعدد أن يأنس الشخص من نفسه القدرة على العدل بين الزوجات، وأن يكون قادراً على الإنفاق، وكل ما تتطلبه الحياة الزوجية، بل إن القدرة على ذلك شرط في أصل الزواج، كما جاء في الحديث: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطيع فعليه بالصوم، فإنه له جاء)، والباءة هي ما تتطلبه الحياة الزوجية من تكاليف، فإذا كان هذا في أصل الزواج الفردي، فيكون شرطاً من باب أولى في التعدد، مع شرط التيقن من أنه سيعدل بينهن، أويغلب على ظنه ذلك على الأقل، فإذا انتفى الأمر فلا إباحة.
فما يفعله بعض السفهاء باسم الإسلام من تعدد الزوجات مع عدم العدل، أو عدم القدرة مما يترتب عليه مفاسد كثيرة، ليس من الإسلام في شيء، ولا يعد عيباً يعاب به الإسلام، لأن التشريع شيء، وسوء التطبيق والانحراف عنه شيء آخر.
وإذا كان التعدد مشروعاً في كتاب الله فما يقترحه بعضهم من وجوب منعه بقانون، خروج على شرع الله، ومعارضة صريحة لكتابه، مع ما في تنفيذ ذلك من الرجوع إلى حياة الأخدان، وما يعقبها من تشريد للأطفال وحياة في الملاجئ.
ولم يكتف بعض هؤلاء بمجرد المنع بقانون، بل اقترح فرض عقوبة رادعة لكل من الرجل الذي يقدم عليه، والزوجة التي تقبل، وهذا كما ترى تهور وحجر على الحريات، وإذا كان الزنا غير معاقب عليه في ظل تلك القوانين مادام برضى الطرفين فكيف نعاقب على الزواج الذي تحقق فيه الرضى وزيادة، إذ تحفظ به الحرمات، وتصان الحقوق والأنساب والكرامات، ويتحقق به العدل والمساواة بين الزوجات.
وأما ما يقترحه بعضهم من تقييد التعدد وجعله بإذن خاص من القاضي، فهذا أمر عجيب فإن من الأسباب الداعية للتعدد، ما لا يليق أن يطلع عليه القاضي، ولا غير القاضي، ولو فعلنا ذلك لخرجنا بهذا العقد الذي جعله الله مودة بين الزوجين وسكناً لكل منهما إلى الآخر، إلى جعله صفقة من الصفقات، وعقداً من عقود العمل والمفاوضات".
وحصر الشيخ السلقيني المرأة في أنها وعاء للحمل والولادة وخدمة اهل بيتها وليس هذا فقط بل ايضا عليها ان تغطي سائر جسدها حسب تفسيره لآيات الحجاب حيث يقول عنها في نفس الدراسة "فالحديث عن الآيات  موجه إلى نساء النبي، وهو يتضمن أمرهن أن يلزمن البيوت، كما تأمر المسلمين إن احتاجوا إلى طلب شيء من نساء الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون حديثهم إليهن من وراء ستار، يحجب كلاً عن الآخر، وتعلل الآية ذلك بأنه أدعى إلى طهارة الطرفين، وأنه أبعد عن مظان الريبة، وأحوط في تجنب أسباب الفتنة، وليت شعري إذا كان ذلك هوالأحواط والأطهر لنساء النبي، وهن الطاهرات القانتات، فلا شك أن عامة المسلمين وهن أبعد عن العصمة جداً أحوج إلى الأخذ به والتزامهٍ، وإذا كانت نساء النبي- وهن من هن، أمهات المؤمنين – وصحابة رسول الله – وهم من هم – مأمورين بالسؤال من وراء حجاب، فكيف لا نكون نحن عامة المسلمين مأمورين به باب أولى" ويستطرد "ونسمع بين حين وآخر أن ستر الوجه غير مطلوب، وأن الحجاب الشرعي لا يشمل الوجه، وكل هذه الدعاوي لا تستند إلى دليل تقوم به الحجة، بل في الشرع أدلة قوية تدل على وجوب ستره، وهي الأولى بالأتباع، والأقوى في الحجية، والأوفق بالعمل" ثم ينتقل في نفس الدراسة الى موضوع من اكثر المواضيع الشائكة في قضية المرأة وهي مسألة أن تتولى المرأة وظيفة قيادية أو حتى وظيفة عادية حيث انه ضد عمل المرأة قولا واحدا فليس مسموح للمرأة حسب الشيخ سلقيني أن تخرج من بيتها وإن خرجت فعليها أن تغطي سائر جسدها حتى وجهها، ويقول في موضوع عمل المرأة وتوليها الوظائف القيادية "امتياز الرجل الطبيعي إذ أن تكوين المرأة الفسيولوجي والنفسي لا يرشحها للرئاسة، فهي وإن كانت مثل الرجل في القدرة العقلية، فهو أقدر منها على كفاح الحياة، لأنها تنصرف عن هذا الكفاح قسرا في فترة الحمل والرضاعة، وهي تقضي أيضا أسبوعا في كل شهر في حالة اختلال المزاج.. امتياز الرجل الاجتماعي، إذ أن تفرغه لمهمة التكسب يجعله أليق بمهمة القيادة، وأقدر عليها.. والرجل أحق بالقيادة، كما نصت الآية الكريمة، لأنه أعلم بالمصلحة، وأقدر على تنفيذ بقوته وماله، ولكن مفهوم القيادة في الإسلام ليس التسلط والتحكم والاستعلاء والاستغلال، وإنما الرعاية والحماية والمسؤولية، وهذا ما يتميز به نظام الإسلام من غيره من النظم الأرضية." والملاحظ لحديث الشيخ اننا لو استبدلنا كلمة الرجل بكلمة المرأة سوف لا نجد غضاضة فيه في بيئات تعطي للمرأة حقها في الحياة وكأن من بايع الله ورسوله على الايمان والجهاد في سبيله الرجل فقط دون المرأة، ليس هذا فقط بل يعرج الشيخ السلفي على مسألة الاختلاط محرما ايها ومؤكدا على عدم جواز عمل المرأة من خلال منعه الاختلاط فيقول "وأما ما يتعلق بالاختلاط فأبين ما يلي.. ثم إن إطلاق الأمر في تجاور الرجل والمرأة واختلاطهما، وسفور المرأة أو عريها، لا يخلو من أحد أمرين:
ـ 1. إما أن يؤدي إلى إثارة الشهوة في الجنسين، وزيادة حدتها.
2. أو يؤدي إلى إضعافها، وكسر حدتها كما يزعم بعضهم"، ويستطرد في نفس الدراسة مؤكدا على لزوم المرأة بيتها "صفوة القول: أن خروج المرأة من البيت لم يحمد، وخير الهدي في الإسلام أن تلازم المرأة بيتها كما تدل عليه الآية الكريمة:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنّ} دلالة واضحة، ولكن الإسلام لم يشدد في هذا الباب لكون خروج المرأة من بيتها قد يكون من اللازم في بعض الحالات كخروجها لحج أو مداواة أو أداء شهادة؛ ولا يغير ذلك شيئا من القاعدة في نظام الاجتماع الإسلامي، وهي أنّ دائرة عمل المرأة هي البيت، وأن الدروس التي يتلقاها الطفل في حجر أمه سيكون لها أكبر الأثر في مستقبل حياته."
وهكذا كان الشيخ ابراهيم السلقيني واحدا من ابرز مشايخ الشام الذين يحملون الفكر الوهابي العنصري تجاه المرأة فتعامل معها ليس على كونها انسان يستحق الحياة بكرامة وحرية بل تعامل معها على اساس انها وعاء للإنجاب وخادمة في المنزل.

الوظائف العلمية:

1- مدرس التربية الإسلامية في ثانويات حلب.

2- مدرس التربية الإسلامية في دار المعلمين والمعلمات بحلب.

3- مدرس الفقه وأصوله في كلية الشريعة بجامعة دمشق.

4- مدرس أصول الفقه في كلية الحقوق بجامعة دمشق.

5- مدرس أصول الفقه في كلية الحقوق بجامعة حلب.

6- مدرس أصول الفقه الإسلامي في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض.

7- مدرس أصول الفقه الإسلامي في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

8- أستاذ زائر للتدريس في الدراسات العليا كلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.

9- أستاذ مساعد في كلية الشريعة بجامعة دمشق.

10- أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله في كلية الشريعة بجامعة دمشق.

11- أستاذ أصول الفقه في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي.

 

الوظائف الإدارية التي شغلها:

1- مدير الثانوية الشرعية بحلب.

2- رئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه في كلية الشريعة بجامعة دمشق.

3- وكيل كلية الشريعة للشؤون العلمية في كلية الشريعة بجامعة دمشق.

4- عضو مجلس الشعب عن مدينة حلب

5- عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق.

6- عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي.

7- أستاذ الدراسات العليا بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي.


المؤلفات والبحوث المنشورة:
1- شارك بوضع الخطة الدراسية ومفردات مقررات كلية الشريعة في جامعة دمشق حينما طبق النظام الفصلي فيها.
2-   ألف بعض الكتب للمدارس الثانوية الشرعية ومنها مقرر الفقه للمدارس الشرعية في الجمهورية العربية السورية.
3-  ألف كتب التربية الإسلامية للصف الرابع دور المعلمين والمعلمات في الجمهورية العربية السورية.
4-  شارك في التدريس للدورة التي أقامتها وزارة التربية لمدرسي التربية الإسلامية في سوريا ووضع أملية لها.
5-  حقق بعض المخطوطات ومنها كتاب (تحقيق المراد في أن النهي يقتضي الفساد للحافظ العلائي) وقام المجمع العلمي بدمشق بطبعه ونشره.
6-  كتاب (الفقه الإسلامي أحكام الطهارة والصلاة) المقرر في كلية الشريعة بجامعة دمشق.
7-  كتاب (الفقه الإسلامي أحكام الصوم والزكاة والحج) المقرر في كلية الشريعة بجامعة دمشق.
8-  كتاب التشريع الإسلامي لكلية البريد العربية التابعة لجامعة الدول العربية عام 1983م.
9-  كتاب (أصول الفقه الإسلامي) لطلاب السنة الرابعة من كلية الحقوق في جامعتي دمشق وحلب.
10-  شارك في عدد من الندوات والمؤتمرات والمجامع الفقهية.
11- كتب عددا كبيراً من المقالات في مختلف المجلات والصحف العربية.
توفي الشيخ إبراهيم السلقيني فجر يوم الثلاثاء 6 سبتمبر 2011م الموافق 8 شوال 1432 هـ عن عمر يناهز 77 عامًا بعد تعرضه لأزمة قلبية.

 

 

إبراهيم السلقيني (الحفيد)

1355 ـ 1432 هـ

1934 ـ 2011 م

الدرة الثالثة من جواهر سلسلة آل السلقيني

شيخنا الأستاذ الدكتور الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمد بن الشيخ إبراهيم الخطيب المشهور بالسلقيني الحنفي الحلبي( ).

مفتي محافظة حلب، وعلم من كبار أعلامها، فقيه، عالم، بحاثة، له مشاركة في الحياة العلمية والاجتماعية والسياسية.

ولد في مدينة حلب، في حي (باب المقام)( )، سنة: خمس وخمسين وثلاثمئة وألف للهجرة، الموافق لعام: أربعة وثلاثين وتسعمئة وألف للميلاد، في أسرة توارثت العلم والتقوى، فجده العلامة الشيخ إبراهيم، كان أحد فحول العلماء في مدينة حلب، وقد شارك في إحياء المدرسة (الخسروية)، وأعاد إليها مجدها الغابر في نشر العلم وإفادة الطلاب، ثم عمل مدرسا للعلوم العربية والشرعية فيها، وقد اشتهر بعلمه الغزير وأخلاقه الرفيعة( )، أما والده شيخنا الشيخ محمد فهو أحد فقهاء عصره، العالم الزاهد الداعية، الذي صرف عمره المديد في الدعوة إلى الله، ونشر العلم وإفادة طلاب العلم، وعامة الناس( )، في هذه الأسرة الكريمة، نشأ الشيخ وترعرع في أحضان جده الذي أولاه رعاية خاصة، وأشرف على تعلمه القرآن الكريم، وحفظ بعض سوره وآياته، بالإضافة إلى حفظ بعض المتون في الفقه واللغة العربية، قال لي: (كان للجد - رحمه الله - الفضل الأكبر في تعليمي وفي توجيهي نحو طلب العلم الشرعي وحبه، وكان له الأثر الأكبر- بعد الله سبحانه - في حياتي العلمية والعملية، وتوفي وأنا في الثالثة عشرة من عمري، فتأثرت لوفاته تأثرا عظيماً)( ).

وتلقى الشيخ تعليمه الابتدائي في مدرسة الاستقلال الكائنة في حي (باب المقام)، وكان خلال دراسته في هذه المرحلة من الطلاب المتفوقين دائما، وما أن أتم تعليمه الابتدائي حتى انتسب إلى (المدرسة الخسروية)، التي كانت تدعى (بالكلية الشرعية)، وفي هذه المدرسة المباركة، التقى الشيخ جل شيوخه وأساتذته العظام، الذين تلقى العلم عنهم، وتخلق بأخلاقهم، وتأثر بهم، ومن أساتذته في هذه المدرسة: العلامة الشيخ محمد نجيب خياطة، شيخ قراء حلب، وقد أخذ عنه علوم التلاوة والتجويد والفرائض، والعلامة الشيخ محمد راغب الطباخ، وقد تلقى عنه علوم الحديث الشريف ومصطلحه، بالإضافة إلى الثقافة الإسلامية، والمربي الشيخ عبد الوهاب سكر، وقرأ عليه السيرة النبوية الطاهرة، والتربية الإسلامية، وأعلام الإسلام، كما تلقى الشيخ علم الفقه الحنفي على شيخه الشيخ أحمد الشماع، وحضر دروس شيخه الشيخ محمد سعيد الإدلبي في الفقه الشافعي، وأخذ علوم التعبير والبلاغة والخطابة على شيخه المفتي الشيخ محمد الحكيم، وتلقى علوم اللغة العربية نحوها وصرفها وبلاغتها وآدابها، على شيوخها الأجلاء، أمثال: الشيخ محمد الجبريني، والشيخ عبد القادر كرمان، والأستاذ الشاعر عمر يحيى، ولعل أكثر شيوخه تأثيرا في تكوينه العلمي والثقافي والفكري، والده شيخنا الشيخ محمد السلقيني، الذي أولاه جلّ رعايته واهتمامه، وقرأ له علم الفقه الحنفي وأصوله، وكان دائم المدارسة له في شتى العلوم والفنون، وشيخه الشيخ محمد أبو الخير زين العابدين، الذي درس عليه الشيخ المفتي، علوم العقيدة والتوحيد والمنطق، وتأثر بفكره الحر وآرائه الجريئة، يقول: (الوالد والشيخ محمد أبو الخير زين العابدين والجد - رحمهم الله جميعاّ - كان لهم الأثر الأكبر - بعد الله سبحانه وتعالى - في حياتي العلمية والعملية والفكرية)( )، وتابع الشيخ المترجم دراسته في (المدرسة الخسروية) بنشاط دائم، وتفوق ملحوظ في صفوفها الستة، إلى أن تخرج فيها متفوقاّ على زملائه، عام: 1951م، ولم يكتف الشيخ بما حصله في (الكلية الشرعية) - الثانوية الشرعية - بل عمل على متابعة تحصيله العلمي، وحصل على الثانوية العامة (الفرع الأدبي) في العام التالي، انتسب بعدها إلى كلية الشريعة في جامعة الأزهر في القاهرة، وكلية الحقوق في جامعة دمشق، لكن حبه لطلب العلم الشرعي واهتمامه به، جعله يغادر كلية الحقوق بجامعة دمشق، وهو في السنة الثالثة، ليتفرغ لطلب العلم الشرعي.

وفي جامعة الأزهر انصرف الشيخ إلى تلقي العلم على كبار علماء مصر في ذلك العصر، فأخذ عنهم وتخرج بهم، وكان من أبز شيوخه الذين تأثر بهم في مصر: العلامة الشيخ محمد فهمي أبو سنة، الذي درس عليه علوم الحديث الشريف ومصطلحه، والعلامة الشيخ عبد الوهاب البحيري، وقرأ عليه الحديث الشريف أيضاً، والدكتور الشيخ محمود شلتوت، وأخذ عنه علم الفقه المقارن، والدكتور الشيخ محمد بدران، وأخذ عنه أصول الفقه، والدكتور الشيخ أبو النور زهير، وأخذ عنه أصول الفقه أيضاً، والشيخ محمد الفايد، وقرأ عليه الفقه الحنفي، وغيرهم من علماء مصر الأجلاء، وتابع الشيخ المترجم تحصيله في كلية الشريعة بجامعة الأزهر، بجدّ واجتهاد إلى أن تخرج فيها عام:1956م محصلاً شهادتها (العالية) بتقدير جيد جداً، وكان ترتيبه الثاني على دفعته التي تخرجت معه.

عاد الشيخ المفتي بعدها إلى موطنه، ليعمل على بذل هذا العلم الذي حصله في الأزهر، فعمل مدرساً لمادة التربية الإسلامية في عدد من ثانويات حلب، وفي دار المعلمين والمعلمات، وفي المدرسة (الخسروية) - الثانوية الشرعية - التي تولى إدارتها عام: 1964 إلى عام 1966م، وفي هذه المدرسة ظهرت شخصيته العلمية والإدارية المتميزة، واستطاع بهمته وشجاعته أن ينهض بها، ويضبط نظامها، ويخلصها من بعض الطلاب الفوضويين المنتسبين إليها، ويضع حداّ للفتن والاضطرابات التي كانت تعاني منها، وعندما عورضت بعض قراراته الإصلاحية، قدم الشيخ استقالته من إدارة المدرسة( )، وعاد إلى متابعة تحصيله العلم ونشره بين طلابه.

فعمل مدرساً معاراً في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، في المملكة العربية السعودية، ثمّ انتقل إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وظلً مدرساً فيها إلى عام: 1969م.

وفي هذه المرحلة من حياته، انتسب الشيخ المترجم إلى كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر في القاهرة، ليحصل منها على درجة (الماجستير) في الشريعة الإسلامية، عام: 1969 م، بتفوق ملحوظ، ثمّ تابع تحصيله العلمي فيها، ليحصل على درجة (الدكتوراه) في الفقه الإسلامي وأصوله، وذلك عن دراسته وتحقيقه لكتاب (تحقيق المراد في أن النهي يقتضي الفساد) للحافظ العلائي( )، محققاً مرتبة الشرف الأولى في هذه الدرجة العلمية، وذلك عام: 1972م.

وفي عام: 1974م عين الشيخ عضواً في الهيئة التدريسية بكلية الشريعة بجامعة دمشق، وعمل مدرساً لمادة الفقه في هذه الكلية، وفي عام 1977م، عين وكيلاً لكلية الشريعة للشؤون العلمية في جامعة دمشق، إضافة لعمله في التدريس في كليتي الشريعة والحقوق في الجامعة نفسها، ثمً عين أستاذاً مساعداً للفقه وأصوله، بكلية الشريعة، ثمً رئيساً لقسم الفقه في الكلية المذكورة.

في عام: 1983م، أسندت إليه عمادة كلية الشريعة بجامعة دمشق، وظلً يديرها بهمة واقتدار إلى عام: 1989م، بالإضافة إلى عمله أستاذاً مشاركاً لمادة الفقه في كلية الشريعة، ومادة أصول الفقه في السنة الرابعة من كلية الحقوق بجامعتي دمشق وحلب، وأستاذاً للفقه وأصوله في الدراسات العليا في كلية الشريعة.

في عام: 1990م أعير الشيخ عميداً وأستاذاً لمادة أصول الفقه في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، في الإمارات العربية المتحدة، وأستاذاً للفقه وأصوله للدراسات العليا في الكلية المذكورة، وأستاذ أصول الفقه في المعهد العالي للقضاء في دبي، بالإضافة إلى إشرافه على عدد من رسائل (الماجستير) و(الدكتوراه) في هذه الكلية.

وهكذا نرى أن الشيخ المفتي الدكتور إبراهيم قد صرف جلً حياته في نشر العلم وإفادة الطلاب، يدفعه إلى ذلك حرصه على القيام بأمر الله سبحانه في قوله: (فلولا نفر من كلً فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)( )، ولما يؤمن به من المكانة الرفيعة التي اختص الله بها العلماء وفضلهم على سائر العباد.

ومع انشغال الشيخ بالعلم طلباّ وبذلاً، فقد تبوأ عدداً من المناصب الإدارية والعلمية والسياسية، وشارك في كثير من المؤتمرات والندوات الإسلامية والعالمية والعربية والمحلية، والمجامع الفقهية، وساهم في وضع الخطط والمناهج التعليمية لعدد من الجامعات العربية، فمن المؤتمرات والندوات التي شارك فيها:

1- ملتقى الفكر الإسلامي في الجزائر، عام :1983م.

2- ملتقى الفكر الإسلامي في الجزائر أيضاً، عام: 1985م.

3- مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في (جدة) بالمملكة العربية السعودية، عام: 1997م.

4- مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في (البحرين) عام: 1998م.

5- مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في المنعقد (الرياض)، عام: 2000م.

6- ندوة الاحتشام والسلوك العام وأثره في المجتمع، في كلية الشريعة بجامعة (الشارقة)، عام: 2000م، وقد شارك فيها ببحث عنوانه (مفهوم احتشام المرأة المسلمة ومظاهره) و(لباسها الشرعي مواصفاته وحدوده).

7- شارك في العديد من الندوات التي أقيمت في مدينة حلب، بمناسبة تسميتها عاصمة للثقافة الإسلامية، عام: 1427هـ 2006م.

8- شارك في الندوة التي أقامتها كلية الشريعة بجامعة حلب، بمناسبة افتتاحها عام: 2007 م 1428هـ، وهي بعنوان: (جهود علماء حلب في خدمة العلوم الإسلامية.( )

9- شارك في الندوة التي أقامتها جامعة حلب بالاشتراك مع جامعة غازي عينتاب في تركيا حول (الأوقاف الإسلامية في حلب وغازي عينتاب)( ) عام 2009م.

كان للشيخ المفتي مشاركات كثيرة ومفيدة في وضع الخطط الدراسية لعدد من الجامعات والكليات والدورات التعليمية ومنها:

1- وضع منهاجاً للدورة التي أقامتها وزارة التربية في الجمهورية العربية السورية، لطرق تدريس مادة التربية الإسلامية، لمدرسي هذه المادة وشارك في التدريس فيها.

2- شارك بوضع الخطة الدراسية ومفردات مقررات كلية الشريعة في جامعة دمشق، حينما طبق النظام الفصلي فيها، عام: 1975م.

3- شارك بوضع الخطة الدراسية ومفردات المقررات للدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) في كلية الشريعة بجامعة دمشق، عام 1986م.

4- شارك بوضع الخطة الدراسية ومفردات المقررات لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للمرحلة الجامعية الأولى بدبي، في الإمارات العربية المتحدة، عام: 1990م.

5- شارك بوضع الخطة الدراسية ومفردات المقررات للدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) في كلية الدراسات الإسلامية والعربية، بدبي في الإمارات العربية المتحدة عام: 1997م.

ورغم انشغال الشيخ المترجم في التعليم ونشر العلم، فقد حرص على تأليف بعض الكتب في الفقه الإسلامي وأصوله، لتكون مرجعاً بيد طلابه، ومن الكتب التي ألفها الشيخ:

1- تحقيق المراد في أن النهي يقتضي الفساد للحافظ العلائي (دراسة وتحقيق)، وهو رسالته لنيل درجة (الدكتوراه)، قام المجمع العلمي بطبعه ونشره، كما طبع التحقيق في دار الفكر بدمشق.

2- الفقه الإسلامي، أحكام الطهارة والصلاة، مطبوع ومقرر لطلاب كلية الشريعة في جامعة دمشق.

3- الفقه الإسلامي، أحكام الصوم والزكاة والحج، مطبوع ومقرر لطلاب كلية الشريعة في جامعة دمشق.

4- التشريع الإسلامي، ألفه لكلية البريد العربية، التابعة لجامعة الدول العربية عام 1983م.

5- المرأة في الإسلام.

6- أصول الفقه الإسلامي، مطبوع ومقرر لطلبة السنة الرابعة في كلية الحقوق بجامعتي دمشق وحلب.

7- قام بتأليف بعض الكتب المدرسية، لوزارتي التربية والأوقاف في الجمهورية العربية السورية، ومنها:

• مقرر الفقه الحنفي للصف الأول في المدارس الشرعية في الجمهورية العربية السورية.

• كتاب التربية الإسلامية المقرر للصف الرابع من دور المعلمين والمعلمات في الجمهورية العربية السورية.

8- كتب عدداً كبيراً من البحوث والمقالات العلمية والإسلامية، ونشرها في مختلف الصحف والمجلات العربية والمحلية، منها:

• من أعلام المسلمين (محمد بن جرير الطبري).

• الشريعة الإسلامية (تطبيقها وخصائصها).

• مقاصد الشريعة الإسلامية.

• الإسلام وعمل المرأة.

• أوضاع المرأة في الإسلام.

• منهج البحث العلمي في الإسلام.

• حكم التدخين في الإسلام( ).

وبعد هذا العمر المديد الذي صرفه الشيخ في نشر العلم، والذي امتد إلى أكثر من خمسين عاماً، عاد إلى موطنه، لا ليلقي عصا الترحال في الدعوة إلى الله وبذل العلم لطالبيه، بل لينهض من جديد في الدعوة إلى الله وإفادة الناس، وذلك عن طريق توليه لمنصب الإفتاء في محافظة حلب، فقد أسند إليه هذا المنصب بقرار وزاري عام 2005 م، وقد رضي باستلام هذا المنصب بعد الحاح من قبل المسؤولين، وتدخل بعض العلماء الذين زاروه في منزله، وطلبوا منه قبوله لأنه أهل له، ثم اصطحبوه إلى دار الإفتاء بالإجلال والتكريم، وذلك بتاريخ 27/9/2005 م.

وفي إحدى زياراتي الكثيرة للشيخ في مكتبه، حدثني عن رأيه في هذه المهمة التي كلف بها، فهو يراها مسؤولية عظيمة وضعت على كاهله، فتراه دائم الالتجاء إلى الله أن يعينه على تحمل أعباء هذه المهمة، التي تجرأ عليها كثير من أدعياء العلم، وراحوا يتسابقون إلى إصدار الفتاوى دون بحث أو تثبت، وإعطاء بعض المستفتين الفتاوى التي توافق هواهم، وتساير مصالحهم، وهو يتألم أشدّ الألم لما يسمع من وسائل الإعلام الكثيرة والمنتشرة على شاشات التلفاز من الفتاوى الشاذة والمخالفة للنصوص الشرعية وروحها، و يرى شيخنا المفتي - رحمه الله تعالى - أن حاجة الأمة إلى الفتوى مرتبطة بحاجتها إلى حفظ الدين والنفس والنسب والمال والعقل، وأن مثل هذه الفتاوى لا تصدر إلا عن رجل جمع في قلبه مع مخافة الله - عزّ وجلّ - العلم الشرعي والفهم الصحيح.

ولم يكتف شيخنا في هذه المرحلة من عمره المتقدم بحمل أعباء الإفتاء، بل أضاف إلى ذلك قيامه بعطاء الدروس وإلقاء المحاضرات وحضور المؤتمرات والندوات والاحتفالات العامة التي تقام في المساجد وغيرها، واستغلال ذلك كله في الدعوة إلى الله، كل هذا بالإضافة إلى خطبة الجمعة في جامع أبي حنيفة النعمان، الذي كان يغص بالمصلين المتشوقين لسماع آراء الشيخ المتميزة في كل ما يهم الأمة والمجتمع.

ظل الشيخ - رحمه الله - على نهجه هذا في الإفتاء والدعوة وإفادة الناس، رغم كبر سنه وضعف جسده النحيل، وكم من مرة حدثني عما يعاني من آلام في جسده، وأن معظمها سببه همه وتفكيره فيما تعاني منه الأمة الإسلامية عامة، وأبناء وطنه بشكل خاص.

وعندما قامت الثورة في سوريه على الظلم والطغيان، كان للشيخ - رحمه الله - مواقف مشرفة منها، فقد حذر من مغبة تمادي النظام في طغيانه واستكباره، وشارك مع علماء من حلب في إصدار أكثر من بيان حول ما يجري في سورية، واستنكر سفك الدماء محملاً النظام النصيب الأكبر من المسؤولية، وطالب بإفساح المجال لممارسة حرية التعبير والرأي، ومنع الجهات التي لا تمثل الدولة على اختلاف تسمياتها من التصدي الشرس للمتظاهرين السلميين، والكف عن الاعتقالات التعسفية، وإطلاق سراح معتقلي الرأي، وقد حذر - رحمه الله - منذ وقت مبكر من انتفاضة مدينة حلب، وثورتها فقال : "حلب ليست هادئة، وهي تغلي من تحت الركام، وإن انتفاضتها ستكون عارمة، وقد حاولنا إعطاء الفرصة الكافية للإصلاحات، لكن هناك قوة تحمل، وبعدها لا يمكن الإمساك بزمام الأمور".

ـ شيخنا المفتي في مكتبه في دائرة الإفتاء بحلب ـ

وقد أمضت هذه الأحداث شيخنا المترجم، وأوهت جسده الضعيف، فتعرض لأزمة قلبية أدت إلى وفاته، صباح يوم الثلاثاء، الواقع في الثامن من شهر شوال، سنة: اثنتين وثلاثين وأربعمئة وألف للهجرة، الموافق للسادس من شهر أيلول، عام: أحد عشر وألفين للميلاد، وصارت له جنازة حافلة، حضرها معظم علماء حلب، وكثير من تلاميذ الشيخ ومحبيه، وجمع غفير من سكان مدينة حلب، وصلي عليه في الجامع الأموي الكبير، وعند خروجنا من الجامع، تحولت الجنازة إلى مظاهرة حاشدة، تهتف ضد النظام، الذي اتهمه المتظاهرون بأنه السبب بوفاة الشيخ، وسارت الجنازة بين دموع المشييعين وهتاف الغاضبين، إلى أن وصلت إلى مقبرة (السفيري الوسطانيه)، الشيخ جاكير حيث ووري الثرى.

عظيم النفس، طيب القلب، دائم الفكر، هادئ الحركة، وقور، رزين، يحب كل الناس، وهو محبوب لديهم، لا يرد سائلاً، ولا يمنع عطاء.

جميل الوجه، نحيف الجسم، ممشوق القامة، تزين وجهه لحية بيضاء قصيرة، وتزين رأسه عمامة بيضاء، لفت بإحكام فوق طربوش أحمر.

- رحمه الله وجزاه عنا وعن الأمة خير الجزاء -

ـ جنازة الشيخ المفتي في الجامع الأموي الكبير بحلب ـ

ـ المؤلف مع الدكتور الشيخ إبراهيم سلقيني في جامعة غازي عنتاب ـ

المصادر والمراجع

1- ترجمة خطية تفضل بها الشيخ المترجم رحمه الله.

2- مقابلات ومشافهات متعددة جرت مع المترجم في مكتبه.

3- مقابلات مشافهات مع عدد من تلاميذ الشيخ وإخوانه.

4- مذكرات المؤلف وذكرياته ومعرفته الشخصية بالشيخ المترجم.

من صفحة الاستاذ: محمد عدنان كاتبي