حيدر أحمد ضيف الله

تاريخ الولادة1360 هـ
تاريخ الوفاة1443 هـ
العمر83 سنة
مكان الولادةالميادين - سوريا
مكان الوفاةمرعش - كهرمان مرعش - تركيا
أماكن الإقامة
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • مرعش - كهرمان مرعش - تركيا
  • الميادين - سوريا
  • دمشق - سوريا
  • دير الزور - سوريا

نبذة

ولد في مدينة الميادين – دير الزور عام 1360 للهجرة الشريفة 1942م لأبوين صالحين و عاش طفولته هناك و التحق بالمدارس و الكتاب ليتعلم و يحفظ القران الكريم ثم درس الثانوية في مدارس دير الزور و حصل على الشهادة الثانوية هنالك و التقى ببعض علمائها و درس على أيديهم العلم و المعرفة الشرعية , ثم انتسب إلى دار المعلمين حلب عام 1960 و حاز على أهلية التعليم و تابع تلقيه لعلوم الشريعة على يد بعض علمائها و حصل على إجازة كلية الشريعة من جامعة دمشق عام 1970 و كان خلال هذه الفترة عاملاً في التدريس , الخطابة و التعليم .

الترجمة

بسم الله الرحمن الرحيم

" هذا والــــــــدي "

الحمد لله رب العالمين والصلاة  و السلام على الصادق الوعد الأمين سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

أمسكت بالقلم و بدأت اكتب أحرفاً و كلمات و جملاً و عبارات و أسطراً و ربما صفحات , عن ماذا اكتب و عن أي شخص اتحدث لقد تلعثمت الشفاه بالكلمات و تطايرت الجمل و العبارات و تصاعدت الخفقات و تعالت الآهات و الزفرات ليمر سريعاً شريط الذكريات فتجمد هنالك النظرات بل و تسكب العبرات , نعم يا سادة أتكلم هنا عن ركن من أركان حياتنا و عمود لخيمة ضمتنا و تاج نضعه على رؤوسنا و فخر و ذخر لنا في دنيانا و أخرتنا نعم إنه والدي

إنه الشيخ المربي الأستاذ الوالد حيدر أحمد ضيف الله .

ولد في مدينة الميادين – دير الزور عام 1360 للهجرة الشريفة 1942م لأبوين صالحين و عاش طفولته هناك و التحق بالمدارس و الكتاب ليتعلم و يحفظ القران الكريم ثم درس الثانوية في مدارس دير الزور و حصل على الشهادة الثانوية هنالك و التقى ببعض علمائها و درس على أيديهم العلم و المعرفة الشرعية , ثم انتسب إلى دار المعلمين حلب عام 1960 و حاز على أهلية التعليم و تابع تلقيه لعلوم الشريعة على يد بعض علمائها و حصل على إجازة كلية الشريعة من جامعة دمشق عام 1970 و كان خلال هذه الفترة عاملاً في التدريس , الخطابة و التعليم .

و بعدها عمل في التدريس لمادة التربية الإسلامية و اللغة العربية في المدارس الثانوية في الميادين و ما حولها و كذلك التدريس الديني و الخطابة في مساجدها , اذ كان يخطب الجمعة منذ ان كان في الصف العاشر و يعطي الدروس فيها و يقيم حلق الذكر و مجالس الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم .

و كان عالماً خطيباً مفوهاً لا يدانيه أحد في ذلك مقنعاً بالحجة و البرهان و العلم حتى غدا قبلة الإفتاء للناس (ليس الرسمي اذ أنه رفض ذلك مراراً) يهرعون إليه في حل مشاكلهم و كان أيضاً علماً بارزاً في الإصلاح الاجتماعي و العشائري بين الفئات و العشائر في الخصومات إذ كان لا يرد له طلب في ذلك مما أصلح الله على يديه كثيراً من المشاكل العشائرية و الاجتماعية المستعصية و حقن الله به دماء كثير من المتخاصمين .

سافر إلى الحج مراراً و استقر فترة إعارة في المملكة العربية السعودية حيث درس و علم في الثانويات و المعاهد الشرعية في مكة المكرمة و مدارسها ثم رجع إلى الميادين ليستكمل مسيرته الدعوية في المدارس و المساجد و المناسبات الاجتماعية الدينية و الرسمية داعياً إلى الله و إلى شرعه و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم بكل حكمة و بصيرة , كما ساهم بفاعلية في إنشاء المدرسة الشرعية و كان مدرساً لمادة العقيدة فيها حسبة لله و استمر كذلك مدرساً و خطيباً في الجامع الكبير في الميادين و كان يتصدى و بقوة و برهان للأفكار المنحرفة و البدع و الخرافات ناشراً للعلم و الفضيلة بقلب طاهر رفيق و أسلوب مفعم بالمحبة و الذوق الرفيع فله الفضل الكبير في ترشيد الدعوة الى الله و نشرها في هذه المدينة و ما حولها .

و ظل كذلك يرحمه الله و رضى عنه حتى الهجرة القسرية الى تركيا – مدينة مرعش حيث استقر بها مع بعض احبابه و أبنائه و اخوانه بجوار الشيخ أحمد الجامي متابعاً بعض نشاطه الديني فكان يدرس في المسجد بجوار بيته بعض الطلاب و يقيم المجلس العلمي في بيته المستأجر أحياناً أخرى و كان كثير الحنين إلى وطنه باكياً لما ال اليه داعياً الله تعالى له بالفرج و الامان حتى وافته المنية في مدينة مرعش التركية بعد فترة من المرض ظل فيها صابراً محتسباً ذاكراً لله شاكراً لأنعمه فياضاً بعلوم الدين و التزكية لمن يزوره من أحبابه و أصدقائه تالياً للقرآن الكريم مادحاً لنبيه و حبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .

دائم الذكر و الشكر لله تعالى موصياً بالتقوى و الحفاظ على الصلاة و التعاون و تربية الأبناء على شرع الله و تعليم اللغة العربية و حب الإسلام حتى فاضت روحه الطاهرة عصر يوم الخميس الموافق 25/ محرم 1443 هـ 2/9/2021م . و دفن هناك.

و كانت له جنازة مهيبة قل نظيرها شارك فيها الكثير من الأولياء و العلماء الصالحين و حزن عليه كثير من الناس و أقيمت له كثير من سرادق العزاء في مختلف الأمصار في سوريا و تركيا و المهجر.

رحمه الله تعالى و رضي عنه و أرضاه .

أما عن شيوخه , فقد تلقى العلوم الشرعية على مشايخ كثر منذ صغره وهو ما انفك ينهل من علومهم و كان دائم الدعاء لكل من علمه و رباه ومن اهمهم :

أساتذته في كلية الشريعة بجامعة دمشق المشايخ الدكاترة : محمد اديب الصالح – فوزي فيض الله – إبراهيم السلقيني – نور الدين العتر -  وهبة الزحيلي - محمد سعيد البوطي – محمود مشوح ( مفتي الميادين) .

و من شيوخه الكرام ايضاً و الذين تابع معهم و على أيديهم العلم و التزكية و أجازوه بذلك : الشيخ عبدالقادر عيسى الحلبي – الشيخ أحمد فتح الله الجامي , رضي الله عنهم أجمعين .

و للشيخ رحمة الله عليه و بركاته عائلة كبيرة يحمل أغلبهم الشهادات العلمية المختلفة بالإضافة الى الثقافة الدينية و الشرعية.

أما عن مؤلفاته فلم يهتم كثيراً بهذا الجانب لأن مسيرته الدعوية و هدفها كان هو الانسان و تربيته و تعليمه و تنشئة الجيل المسلم ومن كتبه :

 " إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم "

" الأسرة السعيدة هي الأسرة المسلمة "

و كتاب يوم في حياة مسلم ( لم يطبع)

و له من الكرامات الكثيرة التي شهدنا بعضها و أهمها هي الاستقامة المستمرة على شرع الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم منذ نعومة أظفاره و الى انتقاله الى الرفيق الأعلى زاهداً في الدنيا رغم المغريات معرضاً عن زخرفها متواضعاً شهماً كريماً وقد تجلى اكرام الله له يوم وفاته حيث أسلم الروح بكل يسر و سهولة , من دون عناء أو سكرات وهو يردد لا اله إلا الله حتى أن الجالسين من حوله لم يشعروا بوفاته إلا بعد برهة , و فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها من عصر ذلك اليوم حيث أمطرت السماء في غير وقت مطر ابداً و لمدة وجيزة _دقائق معدودة_ وفوق المنطقة حول بيته فقط و شهد ذلك كثير من الناس حضروا إلى بيت الشيخ رحمه الله و غيرها الكثير مما يكرم الله به أولياءه و نحن شاهدون عليها إن شاء الله .

رحم الله الوالد الكريم رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه مع النبين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا و نفعنا به.

أمين والحمد  لله رب العالمين

 

كتبه الدكتورأحمد بن الشيخ حيدر ضيف الله

23/10/2021 مرعش