نور الدين عتر
تاريخ الولادة | 1356 هـ |
تاريخ الوفاة | 1442 هـ |
العمر | 86 سنة |
مكان الولادة | حلب - سوريا |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الأستاذ الدكتور العلامة المحقق د. نور الدين عتر
هو الإمام العلامة المفسر، المحدث الحافظ الفقيه، الأستاذ الدكتور نور الدين عتر الحسني نسبة الحنفي مذهباً، الحلبي مولداً، نزيل دمشق، ذو السبق في علوم الحديث النبوي الشريف روايةً ودرايةً في مجالات التدريس والتحقيق والتأليف. سليل أسرة علمية عريقة في التقى والصلاح، راسخة في علوم الشريعة والحقيقة.
ولد الأستاذ الدكتور نور الدين عتر في حلب الشهباء عام 1356هـ، الموافق 1937م، وكان والده (الحاج محمد عتر) من خواص تلاميذ العلامة الجليل الإمام الشيخ العارف بالله: محمد نجيب سراج الدين رحمه الله ورضي عنه، وكان الحاج محمد رحمه الله عالماً عاملاً مربياً مرشداً، وقد نذر مولوده لخدمة دين الله تعالى، وهيّأ له الأسباب، فأتم الله تعالى ذلك بلطفه وجوده. درس في الثانوية الشرعية (الخسروية) وتميز بالتفوق والسبق في العلم والعمل من وقتها، حصل على الشَّهادة الثَّانوية الشَّرعية عام 1954م حائزاً الرتبة الأولى، ثم التحق مباشرة بجامعة الأزهر في مصر حاز الليسانس عام 1958م، وكان الخريج الأوَّل على دفعته. وكان موضع نظر أساتذته الأجلاء من شيوخ الأزهر وعلمائه لما رأوه فيه من مخايل النجابة والجد والتقى، وقد قسم له المولى الإفادة من علماء عاملين ربانيين منهم: الشيخ مصطفى مجاهد، الشيخ محمد محمد السماحي، والشيخ عبد الوهاب البحيري، والشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمهم الله تعالى وأعلى مقامهم. إلا أن صاحب الأثر الأكبر في تكوينه العلمي والروحاني هو سراج الأمة في عقودها الأخيرة شيخ الإسلام العلامة الشيخ عبد الله سراج الدين الحسيني، الحافظ المفسر، والعارف المحقق...
والدكتور نور الدين حفظه الله تعالى ابن أخته وصهره زوج ابنته.
في عام 1964م حاز على الشَّهادة «العالِمية» من درجة أستاذ (الدُّكتوراه)، من شعبة التَّفسير والحديث بتقدير ممتاز مع الشرف، حيث قدَّم أطروحته: «طريقة الترمذي في جامعه، والموازنة بينه وبين الصَّحيحين»، والتي تعدُّ نموذجاً فريداً من حيث المضمون والمنهج؛ وغدت طريقته في تبويبها نمطاً فريداً اعتمده كثير من الباحثين في مناهج المحدثين.
وبعد تحصيل الدكتوراه عاد لسوريا مباشرة، درّس في المرحلة الثانوية لفترة يسيرة، ثم عُيِّن مدرِّساً لمادة الحديث النَّبويِّ في الجامعة الإسلامية منذ عام 1965م، إلى عام 1967م، في المدينة المنوَّرة، على ساكنها أفضل الصَّلاة وأتمُّ السَّلام.
وفي عام 1967م عاد إلى دمشق ليعُيِّن مدرِّساً ثم أستاذاً في كلية الشَّريعة بجامعة دمشق فيها، ودرَّس مادتي الحديث والتفسير في كليات الآداب في جامعتي دمشق وحلب، كما درّس في العديد من الجامعات العربية والإسلامية لفترات وجيزة، إضافة إلى العديد من المساجد. ولا زال - بفضل الله عز وجل - يباشر عمله في التدريس الجامعي إلى يومنا هذا . وقد تخرج على يده آلاف المدرّسين، منهم نخبة متميزة من العلماء والأساتذة.
كما عمل خبيراً مختصاً لتقويم مناهج الدراسات الجامعية الأولى ومناهج مرحلة الدراسات العليا في جامعات متعدِّدة في العالم الإسلامي.
أشرف على عشرات الأطروحات الجامعية من دكتوراه وماجستير، وهو محكَّم لبحوث الترقية لمدرّسي الجامعات، وعرف بدقته الشديدة في تحكيمه.
تجاوزت مؤلفاته الخمسين ما بين تحقيق وتأليف، أبرزها كتاب: (منهج النقد في علوم الحديث) الذي اعتبر مرحلة تاريخية جديدة في علم المصطلح بعد مرحلة شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني.
وكتابه (إعلام الأنام) الذي يعد تحفة فريدة في الحديث التحليلي، أبدع في بيان كيفية استنباط فقهاء الأمة الأحكام المختلفة من النص الواحد. وكتبه عموماً تتسم بالابتكار في التبويب، وتكثيف المعلومات مع وضوحها للمتخصص في آن، وهذا قل ما يجتمع، وأكثر مؤلفاته معتمدة كمقررات جامعية في العديد الجامعات، كجامعة دمشق والأزهر وغيرها.
هو لطلابه أب شفوق ومعلم صارم ومربٍ مصلح، أثر في حياتهم العلمية والدعوية، وكانت له الأيادي البيضاء في افتتاح الكثير من المعاهد والمدارس الشرعية، ومساعدة عدد من طلاب العلم مادياً في الخفاء
الشيخ العلامة مع كونه من أكبر علماء الحديث الشريف في وقتنا هذا إن لم يكن أكبرهم على الإطلاق، يتميز بالناحية الروحية الواضحة، فتزكية النفس غايته، وإدراك رضا الله ورسوله هدفه، زاهدٌ في المناصب والدنيا، متواضعٌ، سمحٌ، رحيمٌ، نقي الصدر نقاء الثلج، خاشعٌ، رقيق القلب بكاءٌ، وإن من يحضر مجالسه من ذوي الألباب يجزم أن الشيخ يحيا في عالم من أحبهم قلبه وتعلق بهم من السيد الأكرم صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعه، ولذلك فإنه رغم ضخامة إنجازاته يختار الخفاء دائماً، والبعد عن الأضواء ما أمكنه، بل لا نبالغ إن قلنا إن منهجه هضم النفس والتواضع، مع عطية ربانية من الوقار والهيبة، يؤتيها الله تعالى أهل الصدق والاستقامة.
الدكتور نور الدين عطية من المولى سبحانه وتعالى لبلاد الشام ، إنه بحق محدث الشام وبركة الزمان .
فنسأل الله عز وجل أن يرحمه
ويرضى عنه وعنا به وأن يعوض
الأمة الإسلامية خيراً .
مأخوذة من صفحة فضيلة الشيخ المربي : علي جمعة حفظه الله تعالى.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10164779954450144&id=90845230143
وقد رثاه أحد أحبابه الكرام فقال:
تَا للهِ حَــــقًّـا كُــــــنْـتَ نُورَ الـــدِّيـنِ
نِــلْـتَ الـعُـلَا فِي الـعِـلْمِ وَالـتَّـمْكِـينِ
فَلَئِنْ ثَوَيْتَ فَإِنَّ حُبَّكَ قَدْ ثَوَىٰ
فِي الــقَـلْبِ مِنْ وُدٍّ لَـكُمْ وَحَــنِـينِ
مَا مَاتَ مَنْ أَحْـيَـا شَـرِيـعَـةَ دِيـنِـنَـا
بِـالـبَـحْـثِ وَالـتَّـعْـلِـيمِ وَالــتَّــلْــقِـينِ
قَـدْ ضَمَّ رَمْسُكَ بَـدْرَ تَمٍّ قَدْ حَوَىٰ
عَـلَـمًـا يَـــجِـلُّ كَـجَـوْهَرٍ مَــكْــنُـونِ
سَيَظَلُّ نُورُ جَلِيلِ عِلْمِكَ سَاطِعًا
فِـي الــهَـدْيِ وَالإِرْشَادِ وَالــتَّــبْـيِـينِ
عِلْمُ الحَدِيـثِ بِكُمْ تَـبـَدَّىٰ رَاسِخًـا
صَوْنًـا لَهُ مِنْ مُدَّعٍ وَمَـهِـينِ
فِي الـفِقْهِ وَالـتَّـفْسِيرِ أَثْمَرَ جُهْدُكُمْ
فِي خَيْرِ نَـهْجٍ مُـحْـكَمٍ وَمَـصُـونِ
فِي الجَامِعَاتِ لَكُمْ عَظِيمُ فَضَائِـلٍ
فِـي نَـشْـرِ عِلْمٍ لَـمْ تَـكُنْ بِـضَنِينِ
وَكَذَا المَسَاجِدُ كَمْ حَوَتْ مِنْ حَلْـقَــةٍ
بِكُمُ لِـمَـقْـصِـدِ مُـخْـلِصٍ وَفَــطِـينِ
قَضَّيْتَ عُمْرَكَ لِلْمَعَارِفِ نَـاشِـرًا
وَمُـعَـــلِّمًـا بِـــتَـوَاضُعٍ وَسُـــــكُـونِ
وَثَـنَـاءُ مَنْ عَلَّمْتَ أَضْحَىٰ شَاهِدًا
لِـرِضَاءِ رَبِّكَ رَاجِــيًـا بِــيَـقِـينِ
بَلْ أَنْتَ لِـلْإِسْـلَامِ دِرْعُ حِـمَـايَـةٍ
مِـنْـهُ بَـحَـبْـلٍ رَاسِخٍ وَمَـــتِـينِ
يَا رَبِّ فَارْحَمْ مَنْ نُـقِـرُّ بِـفَـضْـلِـهِ
وَبِحُسْنِ خُـلْـقٍ فَـاضِلٍ وَرَزِينِ
إِنِّـي أُوَاسِـي أَهْـــلَـهُ وَصِــحَــــــابَـهُ
بِــالـــصَّـبْرِ مِنْ قَـلْـبٍ شَجٍ وَحَزِيـنِ
وَصَلَاةُ رَبِّـي لِـلــنَّـبِـيِّ وَآلِهِ
وَصِحَــابِـه وَتَــعُـمُّ نُورَ الــدِّيـنِ
وَمَعَ الــسَّلامِ وَطِـــيـبِ مِسْكٍ ذَاخِرٍ
وَتَــقِـيـهِ مِنْ كُــرُبَـاتِـــنَـا وَتَـقِـيـنِـي
حلب: 7 صفر 1442 هـ / 24 أيلول 2020م
نظمها: يحيى محمود فتلون