محمد عدنان بن محمد غشيم

تاريخ الولادة1362 هـ
تاريخ الوفاة1440 هـ
العمر78 سنة
مكان الولادةحلب - سوريا
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا

نبذة

هو الشيخُ محمد عدنان بن محمد غشيم، ووالدتُه فطوم حاضري توفيت سنة: 1980م. وُلِدَ الشيخُ حفظَه الله تعالى في عام: 1943م في منطقة البلّاط التحتاني، المسمى بـ: (جب القبة). تزوجَ الشيخُ سنةَ: 1965م من السيدةِ فاطمة أبو راس (6)، وله منها ولدان: محمَّد نصر، وعامر، وهما متزوِّجان.

الترجمة

مقدمة 
الحمدُ لله وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى وبعد:
العلماءُ على منـزلةٍ رفيعةٍ مِنَ العلمِ والفهمِ، سواءٌ بمجالاتِ العلمِ كلِها أو بعضِها، ولو عَرَفَ الناسُ منـزلةَ علِمهم لكانَ ذلك حافزًا لهم أَنْ يرحلوا إليهم، ويلتَفوا حولهم؛ ليسمعوا منهم ويسألُوهم، وذلك خيرٌ لهم مِنْ سؤالِ الجهالِ الذين لنْ يهدوهم إلا إلى الهلاك.
وترك التعريفِ بالعلماءِ وإثباتِ حقوقِهم ومنـزلَتِهم العلمية لِبعدِ موتهم حرصًا على عدمِ فتنة العالِم، ليسَ عذرًا ليُغْفلَ حقُّ العلماء ويضيع في حياتِهم، ولذلك حرصتُ على البدءِ بترجمةِ الشيخِ، ليعرفَهُ الناسُ وطلبةُ العلمِ، ويتزودوا من علمه.
راجيًا مِنَ الله أنْ تكونَ هذه خطوة أولى يتابِعُني طلبةُ العلم ليُظْهِرُوا علمَ أهلِ الفضلِ والصلاح، فلقدْ سئم الناسُ من إصدارِ الألقابِ على بعض مَنْ لا يستحقونها، ومِنْ تَصَدُّر الجُهال، وهذا راجعٌ فيما أعتقد إلى ضعفِ التعريفِ بالعلماء.
فإنَّ فقْد العلماء الصادقين بابٌ واسع للضلال والإِضلال، والمدح لا حرجَ فيه إذا كان بحقِّه، لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قد أَذِنَ به، جاء في الحديث:
مدحَ رجلٌ رجلًا عندَ النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم : «ويحك قطعت عُنقَ صاحِبك، قطعت عُنقَ صاحبِك، مرارًا، إذا كان أحدُكم مادحاً صاحبَه-لا محالةَ-فليقل: أحسب فلانًا والله حسيبه ولا أُزكِّي على الله أحدًا، أحسبه إنْ كان يعلم ذاك كذا وكذا» (1).
فلم ينه الرسول صلى الله عليه وسلم عن المدحِ ولكنْ جعل له ضوابط.
وإنَّ العلماء أحق الناسِ بالمدح لا سيَّما إذا تسبب ذلك المدحُ بحب الناسِ لهم والاقتداءِ بهم ونشرِ علمِهم، والعلماءُ أكثر الناسِ أمنًا على أنفسهم من المدح، فعلمُهم حصنٌ لهم من الاغترار بما يُمدَحُونَ به.
وفضيلةُ الشيخ محمد عدنان غشيم أحد العلماء الذين بذلوا حياتهم جهادًا متواصلًا بالدعوةِ والتدريسِ وقضاءِ حوائجِ الناس ونصرة المظلومين.
ويجب أنْ يُعطى كلُّ عالمٍ حقَّه، ومِن حقِّ العالم أنْ يُوصفَ بما هو أهلٌ له، من غير غلوٍّ في وصفه ولا إجحاف في حقِّه، فإذا عُرفتْ منـزلتُه العلمية كان حريًّا بالأمة أنْ تعرفَ حقَّه، وتُنـزلَه منـزلَتَه.
فقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «أنزلوا الناسَ منازلَهم» (2)، وجاء في الحديثِ عنه صلى الله عليه وسلم : «ليس مِن أُمتي مَن لم يُجلَّ كبيرَنا، ويَرحم صغيرَنا، ويعرفْ لعالمِنا حقَّه» (3).
ولقد دعاني للكتابة في هذا أنَّ صفة المشيخةِ قد أعطيت لِمَن ليس لهم فيها نصيبٌ، وَوُصِفَ بالمجتهد من لا يعرفُ صحيحَ الحديثِ من ضعيفه، وياليت الأمرَ وقفَ عند هذا الحد، بل إنَّه تعدى حتى وُصِف أهل الشرِ مِنْ أرباب العقائدِ الفاسدة والعقولِ الدنسة بأنَّهم روادُ المجتمع وقادةُ الشعوب، وهذا لعمرُ الله ظلمٌ لهذه الأمة أنْ يُصدّر فيها أمثال هؤلاء، ولقد حرصوا على تقديمِ من يخدم مصالحهم، وذلك بإضفاء الأوصافِ الضخمة والعظيمة عليه، حتى لو كان جاهلًا بدين الله، فاختلط على الناس مَنْ هم أهل العلم والفضل، ومَنْ هم أهل الزيفِ والدجل، فظنوا أَنّ كلَّ من صُدّر في الإعلام ووصف بالعالم بأنَّه كذلك.
والمشكلة تكمن في مجتمعاتِنا بأنَّ أهل العلم حقًا لا يُذْكَرُون، ولا يُرْفَع شأنهم، ولا يُثْنى عليهم، ولا يُوْصَفُون بما هم أهلٌ له، لا في الإعلام ولا في غيرِه، فالحقُ الذي يجبُ القول به هو أنْ يبرز العلماء كلٌ بحسب علمه وبلائِه لهذا الدين، ولا يهم الأوصاف والألقاب التي تُعطى لهم ولا المناصبُ التي يتبوؤنها، فالعلمُ في الصدور، والفهمُ في العقول، وليسَ العلمُ بالألقاب ولا غيرها، وبهذا تهتدي الأمةُ ويذوبُ أهلُ الضلالِ بكيدِهم غمًا وتسلمُ الأمَّة منهم، وينبغي أنْ يشار في هذا المقامِ إلى أنَّ مِنْ حقِّ الشيخ الجليل أنْ تبرز مآثرُه، وأنْ تُبسط سيرتُه حتى يستفيد منها الناس، ولكي يقتدي بهم من بعده، ولأجل أنْ يُعرف ويحفظَ فضلُه، وإنَّ الله لحافظٌ دينه ومُعلٍ لكلمته، والموفقُ مَن استعمله الله في إبلاغ دينِه، والعملِ بعلمِه وتعليمِه، ودعوةِ الناس إليه .
وقد تشرفتُ بالجلوس مع الشيخ؛ استقي منه تاريخَ حياتِه وجهودَه في نشر علمِ الحديث، واللهَ أسألُ أنْ يبارك لنا في حياة علمائنا ومشايخنا والحمد لله ربِّ العالمين (4).

1- اسمُه:
هو الشيخُ محمد عدنان بن محمد (5) غشيم، ووالدتُه فطوم حاضري توفيت سنة: 1980م.

2- مولدُه:

وُلِدَ الشيخُ حفظَه الله تعالى في عام: 1943م في منطقة البلّاط التحتاني، المسمى بـ: (جب القبة).

3- أسرتُه:

تزوجَ الشيخُ سنةَ: 1965م من السيدةِ فاطمة أبو راس (6)، وله منها ولدان: محمَّد نصر، وعامر، وهما متزوِّجان.

4- نشأتُه:

لقد نشأ الشيخُ نشأةً علميةً، وأخذَ العِلمَ عن أهلِه، واستكمل فنونَ العلوم، واعتنى بالتحصيل عنايةً شديدة؛ حتى تفوَّق بالحديث والفقهِ وغيرِهما مِن الفنون.
يقولُ: «ترعرعتُ في كنف والدي رحمَه الله تعالى في جامع: «مقر الأنبياء» (7)، وختمتُ القرآنَ تلاوةً على الشيخ نجيب خياطة (8) في دار الحفاظ سنة: 1958م، وعندما أرادَ والدي تسجيلي في المدرسة الشعبانية؛ كانَ الوقتُ آنذاك زمنَ الوحدة بين سوريةَ ومصر وصدر قرارٌ سلبيٌ ظالمٌ بضم المدرسة الشعبانية إلى المدرسة الخسروية، وعلى إثرِها_ واحتجاجًا على أمر الضم _ افتتح والدي دروسًا عنده في مسجده مقر الأنبياء، ودرستُ عنده في المسجد حتى سنة: 1960م، وبعد ذلك ذهبَ والدي إلى الشيخ ِعبد الله سراج الدين (9) _وكانَ ذا صلةٍ بالتجار_ وقال له إنَّ عددَ طلاب العلم عندَه في المسجد قد كثروا وأغلبُهم من الفقراء وأصحاب عوائل ويحتاجون إلى النفقات، فأصبحَ الشيخ عبد الله سراج الدين يُنفق على أولئك الطلبة.
وعندما كثر العددُ طلبَ الشيخُ عبد الله تحويلَ الدروس إلى مسجدِ الحموي ودعوة عددٍ من العلماءِ للتدريس؛ منهم: الشيخُ أحمد القلاش (10)، والشيخ مصطفى مزراب (11)، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة (12)، وقد درسونا المنهجَ المدرسي واعتبرونا في الصفِ الأول، وعند ترفُعنا للصف الثاني كثُر عدد الطلاب في جامع الحموي، عنَّدها طلبَ الشيخ عبد الله سراج الدين من الأوقافِ تسليمَ الشعبانية وإعادتها إلى ما كانت إليه، ووافقت الأوقافُ عبر وزيرِها غالب عابدين (13) لإعادة المدرسة الشعبانية، وأشرفَ على استلامِها والدي، وجدَّدَ فيها مع عددٍ من المشايخ الأثاثَ والصفوف، وتابعتُ فيها الدراسةَ مِنَ الصف الثالث، وكان ذلك في سنة: 1962م، وتخرجت من الشعبانية في سنة: 1965م، وممَّن تخرج معي عبد اللطيف خياطه، ومحمد بستاني، وأحمد جعفر، ومحمود درعوزي (14)، وكلهم قد انتقلوا إلى رحمة الله تعالى عدا الشيخ عبد اللطيف والشيخ الدرعوزي.
وكانت الأسبابُ الماديَّةُ سببًا في عدم ذهابي إلى الأزهرِ لإكمال الدراسة، وكانت هذه هي عادةُ عددٍ من علماء حلبَ وكذلك من أجل خدمةِ والدي.
وقد فحصتُ للإمامةِ والخطابةِ في سنة: 1965م من قِبَلِ الشيخ محمد حكيم (15)، والشيخ نجيب خياطة، والشيخ أسعد عبجي (16)، والأستاذ سليمان النسر (17) مدير الأوقاف آنذاك، وقد امتُحنا بفحصين تحريري وشفهي، الأولُ مختصٌ بالأمور الفقهية والعقدية، والثاني بالقرآن الكريم والخطابة.
وبعد نجاحي في الامتحانِ خطبةُ أولَ خطبةٍ في جامعِ شرف في منطقة «الجديدة»، ثمَّ انتقلتُ إلى جامعِ أبشير باشا في «الجديدة» كذلك وأنا به إلى الآن».

5-شيوخُه:
أ‌- ماذا قرأتم على شيوخِكم عامَّة وخاصة؟
عامة: قرأتُ بفضلِ الله عز وجلَّ في معهد العلوم الشرعية -ومقره في المدرسة الشعبانية-النحوَ واللغةَ والبلاغةَ على الشيخِ أحمد القلاش .
وقرأتُ على الوالدِ الشيخِ محمد الغشيم الفقهَ، والتفسيرَ، والنحوَ، والعقيدة.
وعلى الشيخِ محمد نجيب خياطه القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، وعلم المواريث.
وعلى الشيخِ عبد الله سراجِ الدينِ قواعدَ مصطلح ِالحديث.
وعلى الشيخِ عبد الفتاح أبو غدة قواعد مصطلح الحديث، والحديث الشريف، وأصول الفقه الحنفي.
وعلى الشيخِ بكري رجب (18) التاريخ، والعروض، والعقيدة.
وعلى الشيخِ مصطفى مزراب الأخلاق والتصوف.
وعلى الشيخِ محمد أسعد عبجي مفتي حلب آنذاك الأصول.
ودرستُ في الصفِ الأخيرِ على الشيخِ ضياء الدين صابوني (19) موازينَ الشعر.

وخاصة: قرأتُ على الوالدِ الشيخِ محمد الغشيم «تفسير البيضاوي»، وفي النحو «شرح الآجرومية للعشماوي»، وفي الحديثِ «شرح الشنواني على مختصر أبي جمرة».
وعلى الشيخِ محمد شهيد (20) في مقر إقامتِه في مدرسة الإسماعيلية مع مجموعةٍ من المشايخ «شرح الكفراوي على الآجرومية»، وفي العقيدة «شرح الجوهرة لِلَّقاني».
وعلى الشيخِ أحمد القلاش في جامعِ الميداني «البلاغة الواضحة»، و«أوضح المسالك»، و«شرح ابن عقيل».
وعلى الشيخِ عبد الفتاح أبو غدة في منزلهِ بمحلةِ البياضة، وفي جامعِ الحموي كتاب «تدريب الراوي».
وعلى الشيخِ عبد الله سراج الدين قرأتُ «شرحه لمنظومة البيقونية»، وأجزاءَ من «صحيح مسلم بشرح الإمام النووي».

ب‌- ممَّن تأثرتم من شيوخِكم أو من العلماء السالفين؟
كلُّ شيوخي أثروا فيَّ، فهم أصحابُ تقوى وعلمٍ ودينٍ، وأخصُ منهم الشيخُ محمد نجيب خياطة، والشيخُ الوالد محمد غشيم، والشيخُ أحمد القلاش، والشيخُ عبد الفتاح أبو غدة.
ومن السلفِ الإمامُ البخاري، وأستاذُهُ الإمامُ أحمد بن حنبل، والإمامُ مالك، والإمامُ الشافعي، وقد تأثرتُ بكلامِ عُبيد الله بن الحسن عندما قال: «لأنْ أكون ذنبًا فِي الحق أحب إليَّ من أَنْ أكون رأسًا فِي الباطل» (21).

====-
(1) «صحيح مسلم» 8، 227. 
(2) «سنن أبي داود» 4، 411.
(3) «مسند أحمد» 5، 323.
(4) أصل هذه الترجمة هو بحث قدمته في تمهيدي الماجستير عام: 1432هـ-2011م، في جامعة الإمام الأوزاعي في بيروت.
(5) هو الشيخ محمد بن السيد محمد الغشيم الشافعي الحلبي ولد في حلب سنة: 1903م، تخرج من المدرسة الخسروية سنة: 1932م، بتقدير ممتاز وكان ترتيبه الرابع على زملائه، صحب الشيخ عبد الله سراج الدين والشيخ محمد النبهان، كان له درس في سجن حلب، توفي سنة: 1979م، انظر كتاب «علماء من حلب في القرن الرابع عشر»، محمد عدنان كاتبه، ص 354.
(6) توفيت رحمها الله تعالى بتاريخ: 5/9/1438هـ الموافق: 31/5/2017.
(7) يقع في منطقة البلاط التحتاني بين جب القبة وباب النيرب. 
(8) هو الشيخ محمد نجيب بن الحاج محمد بن محمد بن عمر خياطة ولد في حلب سنة: 1905م، شيخ القراء في مدينة حلب، علامة فقيه، محدث، فرضي، عالم باللغة العربية، من مؤلفاته «كفاية المريد في أحكام التجويد، هداية القراء إلى الطيبة الغراء، الروضة البهية على متن الرحبية» توفي سنة: 1967م، انظر كتاب «علماء من حلب»: ص 291.
(9) هو الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد نجيب بن محمد بن يوسف سراج الدين الحسيني الحنفي الحلبي، علامة عامل، إمام محدث حافظ، ومفسر مدقق، وفقيه محقق مجتهد، وصوفي عابد، وزاهد ورع ولد في حلب سنة: 1924م، مؤلفاته بلغت خمسة وعشرين منها «الإيمان بالملائكة عليهم السلام، حول تفسير سورة الحجرات، الصلاة في الإسلام» توفي سنة: 2002م، انظر كتاب «علماء من حلب»: ص 554.
(10) هو الشيخ أحمد بن عبد القادر قلاش الشافعي الحلبي، ولد في حلب سنة: 1910م، عالم عامل، فقيه، نحوي، داعية، من مؤلفاته «تيسير البلاغة، الصلاة الخاشعة، أحكام البيع على المذهب الشافعي» توفي في المدينة المنورة سنة: 2008م، انظر كتاب «علماء من حلب»: ص 605.
(11) هو الشيخ مصطفى بن بكري مزراب ولد بحلب سنة: 1902م، تخرج من المدرسة الخسروية، تزوج ثلاث نساء وله منهن أربعة عشرة ولدًا، توفي بحلب سنة: 1969م، نقلًا عن ولده الأستاذ يوسف مزراب. 
(12) هو الشيخ عبد الفتاح بن محمد بشير بن حسن أبو غدة الحلبي الحنفي، ولد في حلب سنة: 1917م، علامة، فقيه، أصولي، محدث مجاز، إمام محقق في علم الحديث ومصطلحه، رحالة في طلب العلم ونشره، وداعية مجاهد، من الكتب التي ألفها: «الإسناد من الدين، أمراء المؤمنين في الحديث، قيمة الوقت عند العلماء»، ومن الكتب التي حققها: «الإمام ابن ماجه وكتابه السنن للعلامة النعماني، تحفة الأخيار بإحياء سنة سيد الأبرار للإمام اللكنوي، الرفع والتكميل في الجرح والتعديل للإمام اللكنوي» توفي في المدينة المنورة سنة: 1997م، انظر كتاب «علماء من حلب» ص 486، «إتمام الأعلام» ص 161.
(13) لم أعثر له على ترجمة فيما بين لدي من مصادر.
(14) الشيخ عبد اللطيف خياطه ولد في حلب سنة 1945م وتخرج من المدرسة الشعبانية سنة: 1965م، والشيخ محمد بستاني ولد في حلب سنة: 1944م، وتخرج من المدرسة الشعبانية سنة: 1965م، والشيخ أحمد جعفر ولد في تفتناز سنة: 1937م، وتخرج من المدرسة الشعبانية سنة: 1965م، والشيخ محمود درعوزي ولد في حلب سنة: 1931م، وتخرج من المدرسة الشعبانية سنة: 1965م، أفادني بذلك الأستاذ أسعد عنداني، الإداري في المدرسة الشعبانية.
(15) هو الشيخ محمد أبو السعود بن الشيخ عبد القادر بن الشيخ الطبيب محمد الحكيم الحلبي الحنفي ولد في حلب سنة: 1905م، مفتي حلب وقاضيها الشرعي، عالم فقيه، محدث مجاز، وخطيب مصقع، شغل عددًا من المناصب الإدارية والقضائية والشرعية في حلب، توفي في حلب سنة: 1980م، انظر كتاب «علماء من حلب»: ص 381.
(16) هو الشيخ محمد أسعد بن الحاج أحمد بن الحاج سعيد العبجي، ولد بحلب سنة: 1887م، مفتي الشافعية، علامة، محدث، فقيه، أصولي شافعي، نحوي، من مؤلفاته «رسالة بيان المقادير الشرعية على المذهب الشافعي، سلم الوصول إلى علم الأصول، حاشية على كتاب غاية الوصول شرح كتاب لب الوصول وهو مختصر جمع الجوامع للقاضي زكريا الأنصاري» توفي بحلب سنة: 1973م، انظر «تاريخ الإفتاء في حلب الشهباء»، محمد عدنان كاتبه، ص 271.
(17) هو الأستاذ سليمان النسر، ولد في خان شيخون سنة: 1923م، تخرج من جامعة دمشق كلية الحقوق سنة: 1947م، استلم أوقاف حلب مع رئاسة البلدية من سنة: 1958م إلى سنة: 1979م، توفي بحلب سنة: 2007م، ودفن في خان شيخون، أفادني بذلك ولده الأستاذ مصطفى النسر.
(18) هو الشيخ بكري بن عبد الله رجب البابي الحلبي، ولد سنة في منطقة الباب بحلب سنة: 1912م، فقيه، متأدب، شاعر، داعية صوفي، متنسك، من مؤلفاته: «هداية المريد إلى جوهرة التوحيد، السفور والصهيونية، المولد النبوي في الترغيب والترهيب» توفي بحلب سنة: 1979م، انظر «علماء من حلب»: ص 366.
(19) هو الشيخ محمد ضياء الدين صابوني ولد بحلب سنة: 1927م، من أبرز شعراء الدعوة الإسلامية، له عدد من الدواوين الشعرية منها: «نفحات طيبة، نفحات الحرم، تحية رمضان، خلجات قلب» توفي سنة: 2013م، انظر «موسوعة الدعاة والأئمة والخطباء في حلب»، أحمد تيسير كعيد، 1، 225.
(20) هو الشيخ محمد ديب شهيد بن عبد القادر، ولد في سرمدا سنة: 1926م، مدرس سابق في مدرسة الحفاظ، إمام وخطيب المدرسة الشعبانية سابقًا، لا يزال الشيخ على قيد الحياة ولكنه مقعد في بيته، أفادني بذلك الأستاذ أسعد عنداني في المدرسة الشعبانية.
(21) «تاريخ بغداد»: 12، 7.


1-إجازاتُ الشيخ ِحفظه الله:
 من خلال زياراتِ الشيخِ إلى بلادِ الحجاز ِكانَ يزورُ العلماءَ هناك، وممَّن زارَهم:
1-    الشيخ عبد الله الناخبي (1)، والذي تُوفي عن عمر يُناهز المئةَ وعشر سنين، وقد زارَه عدةَ مراتٍ وله كتابُ ثبت في مجلدين وكتبَ الإجازة للشيخِ عدنان غشيم على غلافه بخط يده.
2-   وكذلكَ التقى بالشيخِ محمد بن أحمد الشاطري(2) اليمني وأجازَه بخطِّ يده على كتابِ والدِهِ «الياقوت النفيس».
3-   وكذلك أجازَه مسندُ العصرِ العلامةُ المحدثُ الشيخُ ياسين فاداني(3)، وقد أجازه إجازة عامة وإجازة خاصة على ثبت الأمير اللقاني الكبير.
4-   وكذلك أجازَه الشيخُ محمد عاشق إلهي البرني(4).
5-   وقد أجازَه من لبنان الشيخُ حسين عسيران(5).
6-   وكذلك أجازَه الشيخُ عبد الفتاح أبو غدة  على ثبتِ الشيخِ زاهد الكوثري(6) رحمهم اللهُ جميعًا.

2-تلامذتُه وطلابُه:
أ‌-      تلامذتُه:
لا أظنَّ أنَّ من يعرفُه حفظَه اللهُ يَخفى عليهِ أمرُ الذين أخذوا عنه العلمَ واستفادوا منه الفائدةَ الكبرى، ولا أظنَّ ذلك يَخفى على من عرفَ المدةَ الطويلةَ التي قضاها يشتغلُ بالتدريسِ، فقدْ مرَّ به أفواجٌ بعد أفواج، ينهلونَ من علمِه، ويستنيرونَ بثاقبِ نظرِه، وقد انتشروا في مدينة حلبِ وغيرها من المدن والبلدان بين عالمٍ ومدرسٍ وواعظٍ وخطيبِ مسجدٍ.

ب‌-ما الكتبُ التي قرّأتُموها للطلاب في المساجد؟
«فتحُ الباري في شرحِ صحيحِ الإمامِ البخاري» للحافظِ ابنِ حجرَ في جامعِ أسامةَ بن زيدٍ، و«إرشادُ الساري للقسطلاني« في البيت، و«تدريبُ الراوي»، و«سلمُ الوصول»، و«الأجوبةُ الفاضلة»، و«الإقناع» و«نسماتُ الأسحار»، و«شرحُ مفتاح الجنة» للشيخ محمد الهاشمي(7) في العقيدة، و«سبلُ السلامِ شرحُ بلوغِ المرام»، و«توجيهُ النظرِ ونخبةُ الفكر» وغيرُها من الكتبِ التي لا أستطيعُ حصرَها في هذا الوقتِ.

3-دروسُه:
أ‌-      ما الأماكنُ التي درّستم بها؟
كانَ الشيخُ محمد أديب حسون(8) رحمَهُ الله تعالى حريصًا على طلبِ العلمِ ونشرِه وتحصيلِه، وطلبَ منه أولادُه أنْ يقرؤوا عليه بعضَ كتبِ الحديثِ كـ«صحيح البخاري»، ولكنَّ الشيخَ رحمه الله بلغَ مبلغًا من السنِ كبيرةً، فطلبَ مِنْ أولادِه أنْ يدرسُوا عليَّ علمَ الحديث، ومن وقتها صارَ الدرسُ يقامُ في جامعِ أسامةَ بن زيدٍ، وأذكرُ أنَّه قالَ لي يومًا: «إنَّ لي دينًا عليكَ إذا سمعتَ منِّي خطًأ في الحديثِ أو في حكمٍ فقهيٍ أنْ تراجعني فيه لأصحِحَه»، وكانْ الشيخُ في أواخرِ حياتِه رحمهُ الله يَسْمع درسَ الشيخِ عدنان حفظَه الله وهو في غرفتِه.

ب‌-        طريقتُه في التدريس:
أقبلَ الشيخُ على العلمِ إقبالًا منقطعَ النظيرِ، وصرفَ وقتَه كلَه للعلمِ، فظهرتْ عليه أماراتُ النبوغِ، ولذا ذاعَ صيتُه، واشتهرَ أمرُه، وعظمَ قدرُه، وعلا ذكرُه، فاجتمعَ إليه الطلبةُ مِنْ حلبَ وغيرِها(9)، وأخذوا ينهلونَ مِنَ المعينِ الصافي والينبوعِ العذبِ والنهرِ المتدفِقِ، وهو يُعاملُهم معاملةً حسنةً كريمةً، ويُعطي مجالسَ العلمِ حقَّها من الاحترامِ والتقديرِ، ويحرصُ على إيصالِ الفائدةِ إلى قرارةِ قلوبِ الطلاب، معنيًا بتثبيتِها، حتى إنَّه ليكادُ يُغني بشرحِه عن المطالَعَة.
وإذا همّ بالجلوسِ للتدريسِ توضأ إنْ لم يكنْ على وضوءٍ بعد الصلاة، واستقبلَ القبلةَ إذا كانت الجلسةُ في المسجدِ، كما كنتُ أراه في جامعِ أسامةَ بن زيدٍ، ويبدأُ شرحَه بالبسملةِ والحمدلةِ والصلاةِ والسلامِ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبِه، ويمكنُ تلخيصُ السماتِ الظاهرةِ لطريقتِه في التدريسِ في النقاط التالية:
1.يطلبُ مِنْ أحدِ الطلابِ أنْ يبدأ بالبسملةِ والصلاةِ والسلامِ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
2.قبْلَ أَنْ يبدأَ بالشرحِ يَقرأُ هو ما قرأَ الطلاب.
3.يشرعُ في شرحِ عباراتِ المتنِ بدقةٍ ووضوحٍ.
4.يعرضُ بعضَ المسائل ويتكلمُ عليها.
5.إذا عرضَ لمسألةٍ فيها خلافٌ، ذكرَ رأي المؤلِفِ أولًا وأدلتَه، ثُمَّ ذكرَ رأيَ المخالفينَ كلًا على حِدةٍ مع دليلِه، وكانْ في ذلك كله يحترمُ كلَّ ذي رأيٍ مِنْ العلماءِ ولا يذكُرُه بما يسوء، وكان يرجِحُ ما يراه معتمِدًا في ذلك على الدليلِ وأقوالِ المحققين، ولمْ يَكنْ يُعرضِ مِنْ الخِلافِ إلَّا ما كانْ ذا جدوى، وقدْ يُصححُ أحدَ القولينِ بدونِ سردِ الأدلةِ لقِصرِ الوقت.
6.كانَ إذا فرغَ من الدرسِ تلقى أسئلةَ الطلابِ وأجاب.
7.يلتزمُ الهدوءَ أثناءَ شرحِه للمتون، أو تعليقِه على المُطولات؛ فلا تراهُ يلتفتُ أو يشيرُ بيدٍ أو يَعبثُ بشيءٍ.
8.لم يَكنْ يَسمحُ بإثارةِ الأسئلةِ التافِهة، أو الدخول في مناقشاتٍ عقيمَة.
وهُوَ كمَا قالَ لِي في لِقائِي معَه: «مَنهَجِي هُوَ التركيزُ على فهمِ النَّصِ وتحليلِ معناهُ، وذلِكَ بِمَا يتعلقُ بِهِ مِنْ أحكامٍ فِقهيَّةٍ ولغويَّةٍ وتفسيريَّةٍ وحديثيَّةٍ، وكذلِكَ فَهمَ الكلماتِ التي نقرؤُهَا ونستوعبَ مرادَ المؤلفِ مِنْها، وإلّا القراءةُ ليسَ لها فائدة، فغايَتِي فِي القراءةِ الكيفُ وليسَ الكمُّ، وأنقلُ للطلابِ تعليقاتِ علماءَ آخرينَ على مسألةٍ مِنَ المسائِل، ولو جمَعْنَا هذهِ التعليقاتِ والنُقولات ِمِنَ العلماءِ لأصبحتْ في مجلّداتٍ كبيرَة».

4-سفرُ الشيخِ حفظَه الله في سبيلِ طلبِ العلمِ:
سافرَ الشَّيْخُ حفظَهُ الله إِلَى كل مِنْ مِصر ولبنانَ وتُركيا والعِرَاق وبلاد الحِجَازِ، وكانَ جُلُّ سفرِهِ مِنْ أَجلِ زِيارةِ العلماءِ والمحدثينَ وشراءِ الكُتُبِ، وذكرَ لِي أَنَّه سافر مَرَّةً خِصِّيصًا إِلى مصر فِي سنةِ: 1970م مِنْ أجلِ شراءِ كِتَابِ الأُمِّ للإمَامِ الشَّافِعِيِّ؛ حيثُ لَمْ يَكُنْ متوفرًا آنذاك فِي سُورِيَّة، وقدْ حَجَّ الشَّيخُ حَفِظَهُ الله مَا يَزِيد عَن الثَّمَانِيَةِ حِجَج واعتمرَ كثيرًا.

5- جهودُه في علم الحديث:
1-   آثارُه:
لَمْ تكنْ في حياتهِ فرصةً يتفرَّغُ فِيهَا للتأليفِ، فقد كان انْشِغالهُ بالتَّدْريسِ ومراجعةِ العلومِ لا تدع له فُرصةً لِلرَّاحةِ؛ فضلًا عَنْ أَنْ تدعَ له فُرصةً يُفرغُ فِيهَا ذِهْنَهُ، ويرجعُ إلى المراجعِ فيكتبُ وينشرُ، كما لكثيرٍ مِنْ أهْلِ العصرِ مِنَ الكُتَّابِ، وليسَ مِنْ عادته أَنْ يكتبَ كُلَّ مَا عَنَّ لَهُ، ومعَ ذلك فَإِنَّ حياتهُ لَمْ تخل مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الرَّسائِل والفتاوى(10) الَّتِي كتبها فِي مُناسباتٍ مُختلفةٍ.

2-   فتاواهُ للناس:
النَّاظِرُ في حياةِ شَيْخِنَا المترجَم حفظهُ الله يجدُ أَنَّ الفتاوى أخذت جزءًا غير يسيرٍ مِنْ حياةِ الشَّيْخِ، فَهُوَ حَرِيصٌ على نَفْعِ النَّاسِ وَمُساعدتِهِمْ فِيمَا يَنْزِلُ بِهِمْ مِنَ الْحوَادِثِ والقضايا، سَواءً كَانتْ صغيرةً أَمْ كبيرةً على كافَّةِ المُستوياتِ، فقدْ بذلَ نفسه للصَّغيرِ والكبيرِ، للرجُلِ والمرأةِ، لا يحتجِبُ دُونَ أحَدٍ ولا يَردُّ سَائِلًا.

([1]) هو الشيخ عبد الله بن أحمد اليافعي الناخبي ولد سنة: 1890م في حضرموت، عالم، محدث فاضل، من مؤلفاته: «ديوان شاعر دولة، حضرموت فصول في التاريخ والتراجم والقبائل» توفي سنة: 2007م في جدة، انظر كتاب «سطور في ترجمة الشيخ عبد الله الناخبي» بقلم تلميذه محمد بن أبي بكر باذيب.
(2) هو الشيخ محمد بن أحمد بن عمر الشاطري اليمني ولد سنة: 1331هـ في مدينة تريم، عالم، شاعر، عمل في الإفتاء والقضاء، من مؤلفاته: «شرح الياقوت النفيس، الدروس التوحيدية» توفي سنة: 1422هـ في مدينة جدة، انظر كتاب «شرح الياقوت النفيس» ص 19.
(3) هو الشيخ محمد ياسين بن محمد عيس الفاداني ولد سنة: 1916م في مكة المكرمة، عالم، محدث، من مؤلفاته: «إتحاف الإخوان باختصار مطمح الوجدان في أسانيد الشيخ عمر حمدان، أسانيد الكتب الحديثية السبعة، الدرر المفيد من درر الأسانيد» توفي في مكة المكرمة سنة: 1990م، انظر «تتمة الأعلام»: ص 155، 156.
(4) هو الشيخ محمد عاشق إلهي البرني ابن الشيخ محمد صديق، ولد في الهند سنة: 1343هـ، عالم محدث، فقيه، من مؤلفاته: «مجاني الأثمار من شرح معاني الآثار، تبهيج الراوي بتخريج أحاديث البيضاوي، العناقيد الغالية من الأسانيد العالية» توفي في المدينة المنورة سنة: 1422هـ، انظر «نثر الجواهر والدرر»: 2، 2072. 
(5) هو الشيخ حسين بن أحمد عسيران المولود في صيدا جنوبي لبنان سنة: 1911م، مسند الديار اللبنانية ومقرؤها ومحدثها وفقيهها له: «منة الرحمن في أسانيد حسين عسيران»، انظر «نثر الجواهر والدرر»: 2، 1792.
(6) هو الشيخ محمد زاهد بن الحسن بن علي الكوثري، عالم، محدث، محقق، ولد في تركيا سنة: 1296 هـ، أمين المشيخة في الدولة العثمانية، هاجر إلى مصر هربا من اضطهاد أتاتورك، له مؤلفات كثيرة منها «نقد كتاب الضعفاء للعقيلي، الإشفاق على أحكام الطلاق، محق التقول في مسألة التوسل» توفي بمصر سنة: 1371هـ، انظر «مقالات الكوثري»: ص 427، «الأعلام»: ص 6، 129، «نثر الجواهر والدرر»: 2، 1173.
(7) هو الشيخ محمد بن أحمد الهاشمي ولد في الجزائر سنة:1880م، وهاجر إلى بلاد الشام سنة: 1911م، له مؤلفات عديدة منها «مفتاح الجنة شرح عقيدة أهلب السنة، الدرة البهية، شرح شطرنج العارفين» توفي بدمشق ودفن فيها سنة: 1961م، انظر «نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر وبذيله عقد الجواهر في علماء الربع الأول من القرن الخامس عشر»، يوسف المرعشلي، 2، 1064. 
(8) هو الشيخ محمد أديب بن محمد بن أحمد حسون الياقدي الحلبي، ولد في قرية ياقد العدس من أعمال حلب سنة: 1913م، فقيه، صوفي، مرب، مرشد، من مؤلفاته «شرح الحكم لابن عطاء الله السكندري، مختصر الأذكار للنووي، مختصر المجموع في الفقه الشافعي» توفي في حلب سنة: 2008م، انظر كتاب «علماء من حلب»: ص 612.
(9) ولقد شاهدت عنده مرارًا عدة طلبة من ماليزيا وأندونيسيا ممن كانوا يدرسون في دمشق يأتون إليه لينهلوا من علمه.
(10) طبعت على شكل كتاب إلكتروني وعنوانها «بحوث ودراسات في علوم الحديث والفقه» في: 654 صفحة.

1-  صفاتُه وأخلاقُه:
كانَ ولا زالَ الشيخُ متوسط الطولِ، ملئَ الجسمِ، متوسطَ اللونِ يميلُ إلى البياض، لحيتُه تزيدُ عن القبضةِ بقليلٍ، إذا مَشى يمشي بوقارٍ وسكينةٍ، طويلَ التأمُّلِ.
متميزًا في قولِ كلمةِ الحق، متميزًا في علمِه وفتاويه، جمعَ بين الأصالةِ والمعاصرةِ، وهو متفردٌ على كثيرٍ من العلماء بأُخوَتِه للجميع، ومحبتِه للصغير والكبير، وتواضُعِه الجمِّ الذي ساعدَه على أنْ يسكنَ القلوبَ ويتربع عليها.
وقد عُرف عن الشيخِ تواضُعه ولطفُه ورفقُه وحرصُه على مخالطةِ الناس.
ومِنْ لطفِه وتواضعِه ورفقِه ما كانَ يُلاحظ من وقوفه للناسِ عنَّد باب جامعِ أبشير باشا بعد خطبةِ وصلاةِ الجمعة(1)، يجيبُ عن أسئلتهم ويحلُ إشكالاتهم، ولا يستطيلُ وقوفَه في حر الصيفِ أو بردِ الشتاء، الابتسامةُ لا تُغادر مُحياه، لطيف المعشر قريب النفس، تكسوه مهابةُ العالم في حديثه وشخصيتِه وسمتِه، غيرَ أنَّ سماحتَه وتواضعَه تُقربه منهم، رقيقَ القلبِ سريعَ البكاء.
ولمْ يصل الشيخُ إلى ما وصلَ إليه من مكانةٍ في قلوب الناسِ بمجردِ المصادفة، ولكنْ مَرَدُّ ذلك إلى توفيقِ الله عز وجلَّ أولًا، ثمَّ إلى ما كان يتحلى به من أخلاقٍ فذَّةٍ التزم بها، وحافظَ عليها طوال أيَّامه.
ولا بأسَ من الإشارة ِإلى بعضِ ما نعرفُه عنه من الأخلاقِ الحميدة فمِنْ ذلك:
1-  الحافظةُ النادرةُ التي كانت أقوى سببٍ في تحصيلِ ثروةٍ علميَّة واسعةٍ بُنيت على محفوظاتِه التي عَلِقت بذاكرتِه أثناءَ تعلمِه ومطالعاتِه وتدريسِه، فكانت الأساسَ القويَّ لمقدرتِه على استنباطِ الأحكام، ومعرفةِ الأدلةِ التي تُبنى عليها، وتخريج الأحاديث وأسانيدها، فأفادَ بذلك طلبةَ العلمِ فوائدَ جمة لمْ يبخل فيها على أحدٍ.
2-  ومِنْ أخلاقِه البارِزة: الإخلاصُ في العمل، فلم يكن يومًا طالبَ شهرةٍ، ولا باحثًا عن سُمعة، بل كانَ عملُه كلُه لله يبتغي ما عندَه، يجتهدُ في تحري الحق، ويجتهدُ في الدفاع عن الحق، لا يأخذُه في ذلك ضعفٌ، ولا يعتريه طمعٌ، ولم يُعرف عنه أنَّه تحدث عن أعمالِه على جلالتِها وكثرتِها.
3-  طهارةُ قلبِه، فكانَ لا يحملُ ضغينةً على من أساءَ إليه، ولا ينتقمُ مِنْ أحدٍ نالَه بأذى، بل كان ديدنُه الصفحُ والتجاوزُ، بل المحافظةُ عليهم، والدفاعُ عنهم أنْ ينالهم أحدٌ بما يعرف أنَّه باطل.
4-  وكانَ حفظه الله على حظٍ وافرٍ من الشجاعة، لا يَخافُ في الله لومةَ لائمٍ، ولا يترددُ في إعلانِ الحقِّ أيَّاً كان المخاطب به، ودافِعُه في ذلك مخافةُ الله وحرصُه على أنْ يخلص ذمتَه مِمَا علقَ بها.

2-  جرأتُه في قولِ الحق:
قالَ حفظَه الله في لقائِي معَه: كنتُ مرة عندَ الشيخِ نجيب خياطة ودخلَ عليه الشيخُ أحمد المصري(2) وكنَّا نتذاكرُ في مسألةِ حديث «يا رسولَ الله متى جُعلت نبيًا؟ قال: وآدمُ بين الروحِ والجسد»(3).
فقال الشيخُ المصري: وهنالك روايةٌ «وآدمُ بين الماءِ والطين» فقلتُ له بأنَّ هذه الراوية قد حكمَ عليها الحفاظُ بالوضع.
فاعتبرَ الشيخُ المصري بأنَّ هذا اعتراضٌ كبيرٌ عليه وإهانةٌ لقدره، ولكنَّ الشيخَ نجيب رحمه الله دافعَ عن الشيخ عدنان وقالَ مخاطبًا الشيخ المصري: (بدلًا من أنْ تُشجع الشيخَ عدنان على قوله الحق ومطالعتِه لعلومِ الحديث تؤنبه؟).
وكانَ عمر الشيخ عدنان آنذاكَ لم يتجاوز التسعةَ عشرَ عامًا.
وحدثني كذلِك قائلًا:
«كانَ أحدُ الشيوخ يشرحُ حديثًا موضوعًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل للشيخِ عدنان بأنَّ الشيخَ الفلاني يشرحُ هذا الحديث فكيفَ تقولُ أنَّت بأنَّه موضوعٌ؟
فقالَ لهم الشيخ عدنان: ميزانُ العلمِ ليسَ الشرحُ ولكنَّ ميزانه الصحة في إسنادِ الحديث من مصادرِه الصحيحة».
ونقلَ لهم كلامَ الإمامِ الشافعي «مَنْ لم يسأل مِنْ أين؟ فهو كحاطبِ ليلٍ يحمل على ظهرِه حزمةَ حطبٍ، فلعل فيها أفعى تلدغه»(4).

3-  قوةُ حافظتِه ومواهبِه الفطرية:
هذا ومِنَ المستفيضِ أنَّ الشيخ حفظَه الله كثيرَ الدأب على المطالعَة في مختلفِ الكتبِ وتدريسِها، وهذه المطالعةُ مصدرٌ غنيٌ لتنميةِ حصيلتِه العلميةِ وتوسيع أُفُقِه، أعانَه على ذلك ما عُرِفَ عنه من حدةِ الذكاء، ورجاحةِ العقل، و قوةِ الحافظة، والسبب في ذلك يرجعُ إلى توفيقِ الله أولًا، ثمَّ إنَّ الشيخَ لا ينفكُ عن الأذكار، لا يزالُ لسانُه رطبًا من ذكر الله، دائمَ الأذكار، وهذا يلحظه من شاهدَ الشيخ ولو للحظة، وهذه الحافظةُ كما قال: «نتيجة استمرار البحثِ والمراجعة، وأنا في كلِّ مناسبةٍ إسلاميَّةٍ كشهر رمضان، والأعياد، والحج، أراجعُ أحكامَ هذه المسائل وأجدِدُها في ذاكرتي»، وعنَّد نهاية كلامِه ذكرَ هذه الأبيات :
«وليسَ اكتسابُ العلم يا نفسُ فاعلمي=بميراثِ آباءٍ كرامٍ ولا صهـري
ولكنْ فتى الفتيانِ مَنْ راحَ واغتدى=ليطلبَ علمًا بالتجلُد والصبــر
فإنْ نالَ عاشَ في الناسِ ماجدًا=وإنْ هو ماتَ قالَ الناسُ بالغَ في العذر
إذا هجعَ النَّوامُ   أسبلتُ عَبرتي=وأُنشدُ بيتـًا وهو من ألطفِ الشِعـر
أليسَ من الخسرانِ أنَّ لياليًا=تمرُ بلا علمٍ وتُحسب من عمري» (5)

4-  نشاطُه وجهودُه في مجالِ الدعوة:
لقدْ كانَ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الأثرَ الكبيرَ في توجيه الشيخِ علمًا وعملًا، فتوجَّه نحو المنهجِ الصحيح، عملًا بالقرآنِ والسنة، مستعينًا بفهمِ الأئمَّة الأعلامِ من السلف الصالحِ دونَ تعصبٍ لأحد منهم أو عليه، وهو كما قالَ لي: «أقدمُ النصحَ لمن أعرفُ ولمنَ لا أعرف، وقد شاركتُ في السفر للدعوةِ إلى الله عز وجل في القرى مع والدي ومعَ الشيخِ  بكري رجب  والشيخِ أحمد القلاش  والشيخِ مصطفى مزراب  حيثُ كنتُ أسافرُ بصحبتِهم وخدمتِهم كلَّ يومِ اثنين، وأحيانًا يمتدُ سفرُنا إلى بعضِ المحافظات، وكنَّا نسمِّيها سفرة الدعوة والإرشاد).

5-  المنهجُ الذي يتبُعُه في خطبةِ الجمعة:
تميزتْ خطبةُ الجمعةِ عند الشيخ حفظَه الله بالمعالجاتِ العميقَة للمسائلِ الحياتية الحادثَة، مع ملاحظةِ الاختصارِ والإيجازِ، وكانَ له حفظَه الله أسلوبه المتميزِ في الخطابة، الذي يلحظُ معه سامعَه إخلاصَ الشيخِ لله تعالى، وشدةِ نُصحه للناس، وتميزتْ خُطَبه بأنَّه كانَ يرتجلُها ولا يقرؤها من ورقة.
فكانَ مسجدُه مُتجهًا لطلاب العلم(6) ولعددٍ من وجهاءِ الناس، إضافةً لعامَّة النَّاس، فكانَ المسجدُ على صغَره يَغُصُ بالمصلين، وقدْ قالَ حفظَه الله عَنْ منهجِه في الخطبةِ: «منهجي في خطبةِ الجمعة هو الإكثارُ من نصوصِ حديثِ رسول صلى الله عليه وسلم حيثُ إنَّ لي رغبة في إسماعِ العوامِ الأحاديثَ النبويَّة».

الخاتِمةُ وفيها وصيتُه لطلبةِ العلم:
احرِصْ يا طالبَ الحديثِ -أعانني الله وإيَّاك-على حِفظِ ما حصلتَه مِنْ العلمِ بالعملِ له ونشرِه.
واحرِصْ على ما تُحصله بجهدٍ واجتهادٍ في الطلبِ على تقوى اللهِ تعالى والبعدِ عن المعاصي.
وليكنْ لكَ فيمن سبقَ مِنْ أهلِ العلمِ قدوة فاقرأ سيَرَهم، وانظرْ جهدَهم، وتأمَّل في أعمالِهم.
ولا تنقطعْ عَنِ المطالعة وإدامةِ النَّظر في الكتب وملازمةِ المشايخِ المختصين بهذا العلم، والسؤالِ عن كلِ ما يعترضك مِنْ إشكالات، والإكثار من الرِحَلِ وملاقاةِ العلماء.
وقديمًا قالوا: «منْ لا يرحلُ لا يُوثقُ بعلمِه»، والتقليل من الاختلاطِ بالنَّاس، كما قال الإمام ابن معين عندما سُئل ما تشتهي في هذه الحياة فقال: «بيت خالٍ وإسنادٌ عالٍ»(7).

وأخيرًا
أُوصي طلبةَ العلمِ والنَّاس جميعًا بمعرفةِ منزلةِ العلماءِ وفضائلِهم وأنَّ ندافع عنهم في حياتِهم وبعد مماتِهم وأنْ نُذَكِّر الناسَ بقول ابن عساكر: «لحومُ العلماءِ مسمومة»(8)، وأنْ ننصحَ الجميعَ بالرجوع إلى العلماءِ حالَ الفتنةِ لأنَّهم أعلمُ الناسِ بحالِها، وأنْ لا ننجرِفَ وراءَ الأفكارِ المنحرفةِ التي تُهلك الأممَ قبلَ أنْ تُهلكَ النفوس.
بقلم السيد عبد الله لبابيدي

 

 

محمد عدنان غشيم
1362 ـ 1440 هـ
1942 ـ 2019 م

الشيخ محمد عدنان بن الشيخ محمد بن السيد محمد الغشيم، الشافعي الحلبي.
عالم، عامل، باحث، له اشتغال بعلم الحديث والفقه.

ولد في مدينة حلب، حيّ (البلاط التحتاني) سنة: اثنتين وستين وثلاثمئة وألف للهجرة، ونشأ في كنف والده الشيخ محمد الغشيم، الذي أحاطه بعنايته، وعطفه ومحبته، واختار له الطريق الذي اختاره لنفسه، وهو طريق طلب العلم، والدعوة إلى الله، فبعد أن أنهى دراسته الابتدائية، دفع به إلى شيخ قراء حلب، شيخنا الشيخ محمد نجيب خياطة، ليأخذ عنه تلاوة القرآن الكريم وتجويده، ثم انتسب إلى المدرسة (الشعبانية)، وبعد حضوره فيها لفترة قصيرة، صدر قرار بإلغاء هذه المدرسة، وضمها إلى المدرسة (الخسروية) - الثانوية الشرعية - فلم تطب نفس الوالد بأن يتابع ابنه المترجم له دراسته في هذه المدرسة، وأمره بالحضور عليه مع مجموعة من زملائه في مسجده (جامع مقر الأنبياء)، وراح الشيخ الوالد يقرأ عليهم علوم التوحيد، والحديث، والتفسير، والفقه، والسيرة النبوية، ويختار لهم ما يناسبهم من الكتب والمراجع في هذه الفنون، ويقررها لهم، ولما أعيد افتتاح المدرسة (الشعبانية) بمساعي فضيلة شيخنا الشيخ عبد الله سراج الدين، وتحت إشراف (جمعية التعليم الشرعي)، عاد المترجم له ليتابع دراسته فيها، فقرأ علم التلاوة والتجويد والفرائض على شيخيه الشيخ محمد نجيب خياطة، والشيخ محمد سامي البصمجي، وأخذ علم الحديث على شيخه العلامة الشيخ عبد الله سراج الدين، ودرس علم المصطلح على شيخه العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وقرأ الفقه الشافعي على والده الشيخ محمد الغشيم، والنحو وعلوم اللغة العربية على شيخه الشيخ أحمد قلاش، وقرأ السيرة النبوية، والتاريخ وعلم العروض على شيخه الشيخ بكري رجب، وعلوم التربية والتصوف على شيخه الشيخ مصطفى مزراب، وفي الصفوف العليا من هذه المدرسة، درس الشيخ المترجم له علوم القرآن الكريم على شيخه الدكتور الشيخ نور الدين عتر، وتابع الشيخ دراسته في هذه المدرسة المباركة بكل جد واجتهاد، إلى أن تخرج فيها عام 1965 م.

لم يكتف الشيخ المترجم بما حصّل من العلوم في المدرسة الشعبانية، فانصرف إلى حلقات العلماء الثقات، وراح يحضر حلقاتهم ومجالسهم، فحضر مجالس الشيخ محمد شهيد في المدرسة (الإسماعيلية)، والشيخ أحمد قلاش في (جامع قنبر)، وكان للشيخ المترجم له ميل خاص لعلم الحديث الشريف، فحرص على تتبع مجالسه حيثما وجدها، ثم لازم الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وقرأ عليه عدداً من كتب الحديث الشريف ومصطلحه، وأفاد منه فائدة كبيرة.

ومع عدم قناعة المترجم له بالإجازات التي يمنحها الشيوخ في أيامنا، و(أنها لا تعبّر عن مكانة الرجل العلمية، إذا لم يكن قد جالس العلماء، وزاحمهم بركبتيه وهي الآن للبركة، واتصال العلم فقط)، فقد اجتمع بالشيخ محمد ياسين الفاداني في مكة المكرمة، وسمع منه، وحصل على إجازة عامة منه في كتب الحديث الستة، وموطأ الإمام مالك خاصة، وبجميع مروياته ومقروءا ته، كما التقى في مكة أيضاً بالشيخ محمد بالقائد الجزائري التلمساني، وحاوره في بعض مسائل العقيدة، ثم حصل منه على إجازته في الطريقة (الشاذلية) وأذن له في أورادها.

بعد هذا التحصيل العلمي المتميّز، انصرف الشيخ إلى نشر العلم وإفادة الطلاب، فكانت له في بيته مجالس علمية لطلاب العلم الشرعي خاصة، يختار لهم الكتب المفيدة في علم الحديث الشريف ومصطلحه، ويقرؤها لهم مع الشرح والتحليل ليذلل لهم صعابها، ومن الكتب التي قرأها لطلابه أكثر من مرة كتاب (تدريب الراوي)، وكتاب (الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث) لابن كثير، كما كانت له دروس في الفقه، والأصول، والحديث الشريف، ومصطلحه والتوحيد، وأحاديث الأحكام، في جامع أسامة بن زيد.

وللشيخ خطبة الجمعة في جامع (أبشير باشا)، ومن قبله كانت في جامع (شرف)، يحرص فيها على إفادة المصلين بالحكمة والموعظة الحسنة.

مع انشغال المترجم له بمتابعة طلبه للعلم، وبذله لطلابه، فقد ألف بعض الكتب، وكتب عدداً كبيراً من الأبحاث والمقالات الإسلامية، التي تخدم السنة النبوية المطهرة، فمن الكتب التي ألفها:
1- كتاب واحد وأربعون حديثاً في الصفات، جمعها من صحيح الإمام مسلم، ونقل شرحها من الإمام النووي، وخرّج أحاديثها وعلق عليها.
2- تخرج أحاديث مسند الإمام الشافعي (ثلاث مجلدات).
3- تحذير القاري من أضاليل حماد الأنصاري.

ومن الأبحاث والمقالات التي كتبها:
1- آدم أبو البشر، أثبت فيه الشيخ بالأدلة الصحيحة أن لا وجود لأحد قبل آدم عليه السلام.
2- القول المسموع في أنّ ستر الوجه هو المشروع.
3- رجب الفرد تحت المجهر النبوي الشريف.
4- حواء والعطر وحكم الإسلام فيه.
5- حكم الرقص في الإسلام.
6- سلفية آخر زمان.
7- بحث حول المهدي المنتظر.
8- بحث حول صلاة التراويح، وغير ذلك من الأبحاث والمقالات والتحقيقات العلمية المفيدة الماتعة.

جميل الوجه، مهيب الطلعة، منور الشيبة، ممتلئ الجسم، أقرب إلى البدانة.

محب للعلم وطلابه، يفتح منزله لهم في كل وقت، ويتلقاهم بالبشر والسرور، ويقدم لهم كلّ ما يحتاجونه من العلوم وغيرها، مع كرم نفس ويد وتواضع، اعتقاداً منه بقول الإمام الشافعي - رضي الله عنه - (العلم رحم بين أهله).
وقد ألح عليه المرض نهاية حياته فتلقاه صابرا محتسباً إلى ان انتقل إلى جوار ربه يوم الأربعاء الواقع في 15 شوال 1410 هجري الموافق لـ 19/6/2019 رحمه الله تعالة

المصادر والمراجع
1- ترجمة خطية أملاها علي الشيخ المترجم له.
2- مقابلات شفهية متعددة جرت مع المترجم له في بيته صيف عام: 2005 م، ثم تكررت الزيارات بيني وبينه حتى عام: 2011 م.
3- مذكرات المؤلف(محمد عدنان كاتبي) ومعرفته الشخصية بالمترجم له.