مصطفى بن بكري بن عبد الرحمن مزراب
تاريخ الولادة | 1319 هـ |
تاريخ الوفاة | 1388 هـ |
العمر | 69 سنة |
مكان الولادة | حلب - سوريا |
مكان الوفاة | حلب - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الشيخ مصطفى بن بكري مزراب ولد بحلب سنة: 1902م، تخرج من المدرسة الخسروية، تزوج ثلاث نساء وله منهن أربعة عشرة ولدًا، توفي بحلب سنة: 1969م.
نقلًاً عن ولده الأستاذ يوسف مزراب.
مصطفى مزراب
1320 ـ 1389 هـ
1902 ـ 1969 م
الشيخ مصطفى بن السيد بكري بن السيد عبد الرحمن مزراب، وينتهي نسبه إلى السيدة فاطمة رضي الله عنها. (عن ترجمة خطية تفضل بها حفيد المترجم له الأستاذ مصطفى مزراب).
عالم عامل، وداعية مخلص، أحد أعلام المدرسة الشعبانية ومن أبرز مدرسيها
ولد الشيخ المترجم له في مدينة حلب، وفي حي من أحيائها العريقة وهو حي (الفرايين تحتاني)، ونشأ في أسرة محبة للعلم والعلماء، وتلقى تعليمه الأولي في أحد كتاتيب الحي، ثمّ لازم شيخه الشيخ عباس محلول الزنار شيخ الطريقة (الرفاعية)، وأخذ عنه مبادئ العلوم الشرعية والعربية، كما أخذ عنه الطريقة الرفاعية، وبقي ملازماً له إلى أن انتقل الشيخ إلى رحمة الله، سنة: 1920 م، فأنتقل إلى الشيخ محمد الأورفلي، وسلك على يديه، وأخذ عنه.
وعندما جاوز الشيخ المترجم له العشرين من عمره، أراد أن يستزيد من العلوم الشرعية، فانتسب إلى المدرسة (الخسروية)، وفيها انصرف إلى طلب العلم بشكل منهجي مستفيدا من شيوخها الكبار، الذين تتلمذ عليهم، وأخذ عنهم مختلف العلوم الشرعية والعربية والكونية.
فأخذ الحديث النبوي الشريف والسيرة العطرة وتاريخ الإسلام، على شيخه محدث حلب ومؤرخها الشيخ محمد راغب الطباخ، ودرس الفقه الشافعي على شيخه الشيخ محمد سعيد الإدلبي، والشيخ عمر المارتيني، حيث قرأ عليه كتاب: (الإقناع في شرح متن أبي شجاع)، وأخذ علوم اللغة العربية نحوها وصرفها وبلاغتها، على شيخه الشيخ أحمد الكردي، وأخذ علم الفرائض على شيخه الشيخ عبد الله المعطي، وعلم المنطق والتوحيد على شيخه الشيخ فيض الله الكردي( )، هذا بالإضافة إلى ما حصله المترجم له من العلوم الكونية كالحساب والجغرافية والعلوم الطبيعية وغيرها.
وكان الشيخ المترجم أثناء طلبه للعلم مثال طالب العلم المجد المثابر على سهر الليالي في المطالعة وتحضير الدروس، غير ملتفت إلى متع الحياة ولذائذ الدنيا، يحدثنا صديقه وزميله في طلب العلم شيخنا الشيخ أحمد قلاش: (عندما كنّا طلاباً في المدرسة (الخسروية) وكنا نقيم في غرفة في المدرسة (العثمانية)، ومعنا رفيقنا الشيخ بكري رجب، وكنا نشترط لمن يسبق لإيقاظ رفاقه شرطاً فكان - رحمه الله - هو من يسبق بإيقاظنا، فقد كان لا ينام من الليل إلا قليلاً، أمّا طعامه فقد كان بسيطاً وقليلاً مقتصراً على الكعك والماء).( ( )وفي عام 1348هـ ـ 1929م، تخرج الشيخ في المدرسة (الخسروية) حائزاً على درجة عالية.
تخرج مع الشيخ في (القافلة الرابعة) كل من وحسب ترتيب نجاحهم: أحمد قلاش، برهان الدين الداغستاني، محمد الناصر، سعيد المسعود، محمد سلقيني، مصطفى مزراب (المترجم له)، محمد خليلو التادفي، مصطفى المارعي، همام النعساني، عبد الرحمن حوت، عبد الله الأسود، محمد نور البلاط، عبد الله سلطان، عمر محو، حسن الحموي، عن (سجلات المدرسة الخسروية).
وما أن أتم الشيخ المترجم تحصيله العلمي، حتى انصرف إلى نشر العلم والدعوة إلى الله، من خلال دروسه ومجالسه العلمية وعمله في إمامة الناس وخطبة الجمعة في عدد من مساجد حلب، فقد تولى الإمامة في مسجد (الطوينه) في حي (قارلق) للأوقات الجهرية، وفي جامع (بانقوسا) للأوقات السرية، كما كان خطيباً في جامع (الخير) في منطقة (سويقة حاتم)، ودروسه المستمرة في جامع (بانقوسا) وجامع (قارلق) وجامع (سد اللوز)، وغيرها من مساجد المدينة وجوامعها.
أما عمله المميز في مجال نشر العلم والدعوة إلى الله، فقد كان اشتراكه مع عدد من إخوانه العلماء وعلى رأسهم العلامة الشيخ عبد الله سراج الدين، في العمل على ترميم المدرسة (الشعبانية) وإصلاحها، ونقل الطلاب إليها، ووضع المناهج المفيدة لهم، وإعادة التدريس فيها بمساعدة بعض إخوانه من العلماء وطلبة العلم( )، وكان للشيخ المترجم له فضل التدريس فيها والإشراف على طلابها، ولهذا فقد كثر طلابه والآخذون عنه في المدرسة (الشعبانية)، ومن طلابه النابهين نذكر الشيخ محمد عوامة، والشيخ زهير ناصر، والشيخ عبد المجيد مُعاذ، والشيخ عبد العزيز بوشي والشيخ المرحوم عبد المجيد قطان - رحمه الله - والشيخ محمد الفحل، والشيخ بكري حياني، بالإضافة لأبنائه الشيخ محمد عادل والشيخ عبد الحميد، والشيخ حسن، الذين تابعوا طريق والدهم في نشر العلم والدعوة إلى الله، وغيرهم كثير.
كما كانت له جولات على القرى المحيطة بحلب، كلّ يوم اثنين بصحبة بعض إخوانه من العلماء، وبتوجيه من شيخنا العلامة الشيخ عبد الله سراج الدين، رحمه الله يجمعون أهل القرية في المسجد، فيعظونهم، ويعلمونهم، أمور دينهم ودنياهم.( )
كما كانت له رحلات إلى أرض الحجاز لأداء فريضة الحج إلى بيت الله الحرام، وقد كانت أولى رحلاته على ظهر الجمال، ثمّ قيض الله له الحج بواسطة الباخرة، ثمّ بواسطة السيارة، ثمّ الطائرة.
طيب القلب، كريم النفس، متواضع مع كلّ الناس، ومع إخوانه من العلماء وطلاب العلم والمستفتين خاصة، معرض عن متع الحياة الدنيا وزينتها، منصرف إلى العلم تحصيلاً وبذلاً، محب للسلم والسلام، وكان يحرص على إلقاء السلام على من عرف ومن لا يعرف، لا يسبق إليه إلا نادراً.
ظلّ الشيخ مصطفى على حرصه على نشر العلم، والدعوة إلى الله، إلى أن لقي وجه ربه، بعد صراع شديد مع المرض العضال الذي ألمّ به، وصبر عليه، وذلك يوم الثلاثاء، الواقع في الثامن عشر من شهر ربيع الأول، سنة: تسع وثمانين وثلاثمئة وألف للهجرة، الموافق للثالث من شهر حزيران، عام: تسعة وستين وتسعمئة وألف للميلاد، وحزن عليه أهله وإخوانه من العلماء وطلاب العلم، وشيع بجنازة حافلة إلى مثواه الأخير، في مقبرة (كرز داده) في محلة قاضي عسكر. - رحمه الله -
وقد رثاه عدد من الشعراء نذكر منهم صديقه الشيخ بكري رجب، رحمهما الله بقصيدة جاء فيها:
خطب أجلّ أناخ بالشهباء فأفاض عبرتها بكل سخاء
رزءٌ أصاب المسلمين ويا له رزء يجل جوى عن الأرزاء
إنّ المصائب في البرية جمةٌ وأجلهن مصيبة العلماء
نجمٌ هوى علمٌ زوى بدرٌ ثوى ومفره في مكمن الغبراء
يا مصطفى المزراب في الخيرات يا من نعيه أزرى بكل بلاء
قد كنت ميزاباً لكلّ فضيلة وقرير عين السمحة الغراء
فعليك رحمة ربنا ورضاه ما خطب أجل أناخ في الشهباء
المصادر والمراجع
1- ترجمة خطية تفضل بها حفيده الأستاذ مصطفى مزراب.
2- ديوان المدائح النبوية والأشعار الحكمية لشيخنا المرحوم الشيخ بكري رجب.
3- سجلات المدرسة الخسروية (الثانوية الشرعية).
4- مقابلة شفهية مع شيخنا الشيخ محمد زين العابدين جذبة.
5- مقابلة شفهية مع شيخنا المرحوم الشيخ أحمد قلاش.
6- مقابلة شفهية مع نجل المترجم له الأستاذ عبد الحميد مزراب.
7- مقابلة شفهية مع أخينا الأستاذ الشيخ عدنان غشيم.
8- مذكرات المؤلف وذكرياته.
من صفحة الأستاذ: محمد عدنان كاتبي