محمد مجاهد شعبان

تاريخ الولادة1368 هـ
تاريخ الوفاة1421 هـ
العمر53 سنة
مكان الولادةحلب - سوريا
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا
  • دمشق - سوريا

نبذة

محمد مجاهد شعبان: ولد في حلب، سنة: ثمان وستين وثلاثمئة وألف للهجرة، ونشأ في حجر والده الرجل الصالح المحب للعلم والعلماء، تلقى تعليمه الأولي في أحد كتاتيب المدينة على شيخه الشيخ نور المصري، فحفظ القرآن الكريم.

الترجمة

محمد مجاهد شعبان
1368 ـ 1421هـ
1949 ـ 2000م
رحمك الله أيها الأخ الفاضل والصديق الصدوق والصاحب الوفي المخلص والعالم التقي الخفي رحمك الله يا أبا محمود
في الذكرى العشرين لوفاتك أقدم هذه ترجمة المتواضعة لك عربون حب ووفاء أرجو أن ترقى إلى مقامك الجليل
الشيخ محمد مجاهد بن الحاج محمود شعبان.
فقيه، داعية، له اشتغال في الحديث وعلوم اللغة العربية.
ولد في حلب، سنة: ثمان وستين وثلاثمئة وألف للهجرة، ونشأ في حجر والده الرجل الصالح المحب للعلم والعلماء، تلقى تعليمه الأولي في أحد كتاتيب المدينة على شيخه الشيخ نور المصري، فحفظ القرآن الكريم
وهو ابن ثمان، ثم درس المرحلة الابتدائية في إحدى مدارس الدولة، بعدها انتسب إلى الثانوية الشرعية (المدرسة الخسروية)، وفيها التقى أكثر شيوخه تأثيراً في تكوينه العلمي والفكري، أمثال: الشيخ عبد الرحمن زين العابدين وأخيه الشيخ محمد أبي الخير زين العابدين، والشيخ عبد الوهاب سكر والشيخ محمد نجيب خياطة، والشيخ طاهر خير الله، والشيخ عبد الله سراج الدين، والشيخ محمد زين العابدين الجذبة، والشيخ أحمد قلاش، والشيخ محمد أديب حسون، والشيخ بكري رجب، وغيرهم، وتخرج فيها عام: 1389 هـ، ثم انتسب إلى (كلية الشريعة) في جامعة دمشق، والتقى فيها مجموعة من علماء دمشق وحلب فأخذ عنهم، وتفقه بهم، أمثال الدكتور الشيخ وهبي الزحيلي، والدكتور الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي والدكتور الشيخ فوزي فيض الله، والدكتور الشيخ نور الدين عتر، والدكتور الشيخ أديب الصالح، وغيرهم، وتخرج فيها سنة: 1394هـ، حاصلاً على إجازته في العلوم الشرعية.
كان أثناء دراسته في الجامعة، يعمل في التعليم والدعوة إلى الله في الأرياف، فكان يؤم الناس في القرية التي يعلم فيها، ويخطب فيهم الجمعة ويعقد لهم حلقات الدروس، يعلمهم أمور دينهم، ويدعوهم إلى الله، وبعد تخرجه، عمل مدرساً لمادة (التربية الدينية) في بعض ثانويات حلب الخاصة، ثم أسندت إليه دروس التفسير ومصطلح الحديث في (الثانوية الشرعية)، عين بعدها مديراً ( لدار الأيتام الإسلامية)، وكانت له دروس خاصة لطلاب العلم في الفقه وأصوله والحديث الشريف ومصطلحاته في جامع (العثمانية)، بالإضافة إلى خطبة الجمعة في جامع (فاطمة الزهراء) ثم في جامع (التقوى).
تميز الشيخ بخصال عرفت عنه، وتمسك بها طوال حياته أهمها:
1- حبه للعلم طلباً وبذلاً، ويتجلى ذلك من خلال ملازمته للعلماء العاملين والأخذ عنهم، وتتبع أحوالهم للاقتداء بهم. فقد لازم شيخه الشيخ عبد الرحمن زين العابدين( ) ملازمة الظل، لا يكاد يفارقه بليل أو نهار
فأخذ عنه دقته في البحث، ومعرفته الفريدة بالتاريخ وعلم الرجال
وحبه للعلوم التطبيقية العملية كالصناعات (الميكانيكية) الدقيقة
تصليح الساعات، والرماية، والصيد، وركوب الخيل، وكان يصحبه في رحلات الصيد، وكان الشيخ يبادله حباً بحب، فيحرص على صحبته وحضور مجالسه وخطبه، رغم كبر سنه ومرضه الشديد،
كما صحب عمه الشيخ الطبيب عمر خياطة، وأخذ منه، وحصل على إجازته العامة في علوم الحديث وغيرها من العلوم، وبكل ما أجازه به شيخه الشيخ محمد راغب الطباخ،
وعند قدوم الشيخ عبد الفتاح أبو غدة إلى حلب، سارع إلى استقباله وملازمته في حضره وسفره وأعجب بعلمه الغزير وأخلاقه العالية، وأخذ عنه علوم الحديث الشريف، وطلب منه الإجازة فأجابه قائلاً: " استجازني أخ محب لطيف رقيق رفيق فأجزته)( )،
ومن شيوخه الذين لازمهم وصحبهم وأخذ عنهم، الشيخ محمد زين العابدين الجذبة، والشيخ عبد الوهاب التونجي، والشيخ محمد منلا خليل في حلب، والشيخ محمد نايف عباس، والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الغني الدقر، في دمشق، كما تجلى حبه للعلم في انقطاعه إلى المطالعة، وقراءة الكتب وحرصه على الإطلاع على شتى العلوم والفنون.
2- اختياره طريق الدعوة إلى الله منهجاً لحياته، لا يحيد عنه مهما كانت الظروف، مع صفاء في العقيدة، وتمسك بالشريعة الصافية، وصبر متقطع النظير على ما يعترض طريقه من المحن والشدائد، والرضا بقضاء الله وقدره (ففي أشد أيام المحنة عرض عليه العمل أستاذاً في إحدى الجامعات العربية فرفضه قائلاً: من سيبقى في بلدنا إذن)( ).
3- كثرة عبادته وشدة خوفه من الله، وزهده في الدنيا، مع سماحة في الخلق وحسن في المعاملة والمعاشرة لمن حوله، يعطي كل ذي حق حقه ولا يردّ سائلاً أو مستفتياً، يفتح بيته للزائرين وطلاب العلم
ويكرمهم بما استطاع مع بشاشة في الوجه، ولين في الجانب
ولطف في الاستقبال، وتواضع حجم وحياء ظاهر.
لم يترك الشيخ آثار مطبوعة، وذلك لانشغاله بأعباء الدعوة وإدارة الميتم الإسلامي، لكنه في أواخر حياته انتسب إلى جامعة الأوزاعي لنيل درجة (الماجستير)، وحضّر رسالتها، وهي بعنوان: (معاول الهدم الحديثة في اللغة العربية)، وباشر بطبعها إلا أن المنية عاجلته قبل إتمامها،
كما باشر بطبع كتاب (المنهج السديد في شرح جوهرة التوحيد) للعلامة الشيخ محمد الحنيفي بعد اعتنائه به، كذلك اعتنى بشرح (المنظومة البيقونية) للشيخ أحمد الترمانيني، وأعدَّها لإرسالها للطبع،
كما ترك الكثير من التعليقات والحواشي المفيدة على الكتب التي كان يطالعها، وله محاولات شعرية قليلة في المناسبات والأغراض الدينية والأخلاقية. منها قوله:
ما إن نأيتم وراحي بعدكم كذب
حزناً على فقدكم كسرت أقداحي
وكان يردد في أواخر حياته قوله:
خذني إليك فإن الأرض مقفرة
لا الشرع شرع ولا الوجدان وجدان
توفي إثر حادث أليم على طريق أريحا حلب، يوم التاسع عشر من شهر جمادى الأول، سنة: إحدى وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة، الموافق 19/ آب /2000م، وشيعه إخوانه من العلماء وطلبة العلم، وألقيت في أمسيات التعزية الكلمات التي تشيد بمآثره وأخلاقه.

المصادر والمراجع
1- ترجمة خطية زودنا بها شقيقه الأستاذ الشيخ أحمد ربيع شعبان.
2- ترجمة خطية زودتنا بها زوجته، ابنة شيخنا الطبيب عمر خياطة.
3- لقاءات متعددة مع المترجم
4- معرفتي الشخصية به، فقد كان صديقي وزميلي في الثانوية الشرعية.
5- مذكرات المؤلف.
6- مشافهات مع عدد من إخوان المترجم له وأصدقائه.
من صفحة الاستاذ: محمد عدنان كاتبي.

 


الشيخ الداعية محمد مجاهد شعبان
1369ه – 1421ه.
1949م – 2000م.

أخذ للكتاب بقوة مع تطبيق وعمل وسلوك       
ولد أبو محمود محمد مجاهد شعبان في حلب  22 / 4 /1949م، في حي من أحياء حلب القديمة والأصيلة يسمى (حي السخانة)، وقد سمي الحي باسم عشيرته، فهو سخني من قبيلة السخانة، وجدوده من أصول العرب الذين قدموا من الجزيرة العربية أثناء الفتوحات الإسلامية، واستقروا في منطقة (السخنة) بالقرب من تدمر، ومن ثم هاجروا طلبا للرزق والعيش الكريم إلى مدينة حلب منذ مئات السنين. ويعرف أبناء هذه القبيلة - السخانة - ومنهم الشيخ محمد مجاهد - بكرمهم، ومروءتهم، وشهامتهم، ونجدتهم، وتمسكهم بالأخلاق الإسلامية الفاضلة.
نشأ الشيخ محمد مجاهد في أسرة تعرف بصلاحها واستقامتها ؛ فوالده الحاج محمود جابر عثرات الكرام، كان يملك محلا لبيع الأقمشة في سوق القطن، يقصده العلماء وأصحاب الحاجات لمساعدة الفقراء والمحتاجين
انتسب الشيخ محمد مجاهد إلى الثانوية الشرعية، وكان من المتفوقين فيها. وكان محبا لشيوخه وأساتذته، وفي مقدمتهم شيخنا الشيخ عبد الرحمن زین العابدین - رحمه الله - فلقد لازمه فترة من الزمن، وأحبه محبة صادقة، ولم يتنكر له في مرضه. وقد كان الشيخ عبد الرحمن - رحمه الله - يذكره لي دائما، ويثني عليه، ويقول لي: روحه طيبه، وقد ألح علي أن أكتب عقد زواجه - وأنا لا أكتب عقد زواج لأحد - وبحضور عدد كبير من العلماء.
ومن شيوخه : محمد أبو الخیر زین العابدين، ومحمد زین العابدین جذبة، وعبد الله سراج، ومحمد السلقيني، وأحمد قلاش، ومحمد الملاح، وبكري رجب، وعبد الوهاب سكر، ومحمد أديب حسون.
وحصل على الإجازة في الشريعة من جامعة دمشق.
ومن شيوخه وأساتذته في الجامعة : الدكتور فوزي فيض الله ، والدكتور محمد وهبة الزحيلي، والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، والدكتور نور الدين عتر، والدكتور أديب الصالح - حفظهم الله ورعاهم، ورحم من مات منهم رحمة واسعة...
تزوج الشيخ مجاهد من مثقفة، مؤمنة، كريمة، حسيبة، نسيبة ، تسمى (عائشة سحر عمر خياطة)، والدها الشيخ الدكتور عمر خياطة كان رجلا تقيا ، عالما، حافظا لكتاب الله تعالى، وقد صحبته في الحج عام 1988، كنا ننام في مكان واحد، ونخرج إلى الحرم سوية ونعود سوية، وقد ملك قلبي بهمته العالية، فلقد كان - رغم شيخوخته، وكبر سنه - أكثر عبادة، وصلاة، وتلاوة للقرآن الكريم مني وأنا الشاب الذي كنت أظن أنني سأقوم بمساعدته !!
رزق الشيخ محمد مجاهد - رحمه الله - بعدد من الأولاد الصالحين، وهم: محمود، مية، محمد سلمه، سنا، محمد اسيد ، عمير، محمد سمرة - وكلهم من طلبة العلوم الشرعية، ومن المتفوقين في دراستهم کابيهم وأمهم...
عمل الشيخ محمد مجاهد بالتدريس في الثانوية الشرعية لمادة أصول الدين، وبقي مدرسة إلى أن توفاه الله - رحمه الله ؛ وعمل خطيبا في جامع التقوى - الأنصاري المشهد، وبقي فيه أيضا؛ وكان مديرا لدار الأيتام الإسلامية منذ عام 1977 إلى عام 2000؛ وقام بالتدريس في عدد من جوامع حلب : جامع فاطمة، جامع بلال، ومسجد سوق الزرب - المدينة...
أحب الشيخ اللغة العربية محبة كبيرة، وكان حريصا على التحدث والنطق بشكل صحيح؛ كما أحب العلوم الشرعية. وقد أجازه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة - رحمه الله - بالحديث.
وقد كان الشيخ محمد مجاهد (أبو محمود) - رحمه الله - أخا، وصديقا، وقريبا لي، وكثيرا ما كانت تجمعنا المجالس، فيعبر لي عن محبته وإخلاصه، وكنا ندرس سوية في الثانوية الشرعية / الخسروية / وأرى فيه الروح اللطيفة، وأسمع منه النكتة الظريفة والدعابة الخفيفة.
ولقد كان داعية إلى الله تعالی بحاله وقاله، وحينما زارنا إلى حلب الدكتور السيد يوسف الكتاني - عميد دار الحديث - حضر الشيخ مجاهد معنا، وكنا لا نتجاوز العشرة، وبحضور الدكتور محمد صهيب محمد الشامي - مدير الأوقاف - في قاعة السلطانية). وقرأنا على السيد الكتاني ما تيسر من صحيح الإمام البخاري، فترة إقامته في حلب، ومن ثم أجاز كل واحد منا بصحيح الإمام البخاري إجازة عامة ۔ فجزاه الله عنا خيرا... توفي الشيخ محمد مجاهد شعبان - رحمه الله - تعالى صباح يوم 19/5/1421ه. الموافق 19/8/2000م  ، إثر حادث اصطدم سيارته، أثناء قدومه من أريحا مع عائلته، بسیارة كبيرة، ولقد فجعت مدينة حلب بوفاته ، فبكاه الأصحاب والأصدقاء والعلماء والأتقياء.
رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته .
مقتطفات من كتاب: موسوعة الدعاة والأئمة والخطباء في حلب العصر الحديث.