أحمد فتح الله جامي

تاريخ الولادة1340 هـ
تاريخ الوفاة1444 هـ
العمر104 سنة
مكان الولادةموش - تركيا
مكان الوفاةعنتاب - تركيا
أماكن الإقامة
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • مرعش - كهرمان مرعش - تركيا
  • موش - تركيا
  • حلب - سوريا

نبذة

هو الإمام العارف بالله تعالى، المجدِّد المربِّي سيدي الشيخ أحمد بن فتح الله جامي، شيخ الطريقة الشاذلية القادرية، الموشيُّ مولداً، الخالديُّ نسباً، الشافعي مذهباً. نشأ في أسرة شريفة، اشتهرت بالتقوى والصلاح والعلم، إضافة إلى الشجاعة وإغاثة الملهوف. وكان جدُّه الشيخ عبد الله جامي رحمه الله تعالى من العلماء البارزين في وقته، وهكذا أجداده من الشيخ إسماعيل إلى الشيخ ملا جامي رحمهم الله تعالى.

الترجمة

شيخ الطريقة القادرية الشاذلية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فضيلة الشيخ أحمد فتح الله جامي حفظه الله تعالى

 

هو الإمام العارف بالله تعالى، المجدِّد المربِّي سيدي الشيخ أحمد بن فتح الله جامي، شيخ الطريقة الشاذلية القادرية، الموشيُّ مولداً، الخالديُّ نسباً، الشافعي مذهباً. نشأ في أسرة شريفة، اشتهرت بالتقوى والصلاح والعلم، إضافة إلى الشجاعة وإغاثة الملهوف. وكان جدُّه الشيخ عبد الله جامي رحمه الله تعالى من العلماء البارزين في وقته، وهكذا أجداده من الشيخ إسماعيل إلى الشيخ ملا جامي رحمهم الله تعالى.

أما والد شيخنا ـ فتح الله جامي (رحمه الله تعالى) فكان معروفاً بشجاعته وإقدامه، وكان حريصاً على أن يكون ولدُه طالبَ علم ويسلك طريق العلماء، فجعله عند من يعلِّمه العلم الشريف، وهو الشيخ حق شوناس (رحمه الله تعالى). توفي والد شيخنا (حفظه الله تعالى) وشيخنا لم يتجاوز من العمر ثماني سنوات، فكان هو القائم بتربية أخيه محمد وأخواته، ولما تمَّ له من العمر عشرون عاماً بدأ بتحصيل العلم بشكل جدِّي دائم، وفي نفس الوقت بدأ بالسير والسلوك في مجاهدة النفس في الطريقة النقشبندية، وتابع سيره وسلوكه وتحصيله في طلب العلم، وطلبُهُ الوحيد البحثُ عن الأستاذ التقيِّ النقيِّ لتحصيل العلم على يديه، وأكرمه الله تعالى بذلك، فجميع أساتذته من أهل التصوُّف الخالص.

فأخذ علم الفقه واللغة العربية عن الشيخ عبد الهادي العمري البوطي رحمه الله تعالى، وهو مأذون في الطريقة النقشبندية، وتابع ذلك على يد الشيخ عبد الرحمن العمري البوطي رحمه الله تعالى، وأخذ منه الكثير من العلوم الأخرى، وكذلك أخذ العلوم عن الشيخ محمد ظاهر الملاذكردي، فهو أستاذ أستاذه الشيخ عبد الرحمن العمري رحمهما الله تعالى.

وكان (حفظه الله تعالى) متوكِّلًا على  الله تعالى معتمداً عليه، لم يتعلق بأسباب العيش، وإنما همُّه الاجتماع بالعلماء الأتقياء الصادقين.

 قال حفظه الله تعالى عن هذا الجانب:

(أخذت علومي من المتقين، وتأدَّبتُ بآدابهم، حتى أجازوني بالإجازات العلمية، وهذا من فضل الله تعالى. لقد عشت مع المتقين، وأخذت الطريق من الصادقين)، ولقد بلغ من محبَّته للشرع الشريف الدرجات العالية ، فكان غيوراً على شرع الله تعالى.

وقال أيضاً: (الشريعة حبل الله تعالى النازل من السماء إلى الأرض، وهو الطريق الوحيد للخلاص من الغرق في بحر الدنيا، ومن ادَّعى طريقاً آخر لذلك ضلَّ وأضلَّ)، وسلوك هذا الطريق هو اتِّباع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، واتِّباع من اتَّبع رسولَ الله (صلى الله عليه وسلم) هو اتِّباع لشرع الله عز وجل، كما يؤكِّد على أهمية الالتزام بعقيدة أهل السنة والجماعة، واتِّباع المذاهب الأربعة، ويوجِّه المسلمينَ عامة وأهلَ الطريق خاصة لكثرة الذكر، وقراءة القرآن الكريم بالتدبُّر، والإخلاص في العبادة.

أخذ الطريقة النقشبندية عن سيدي إبراهيم حقي (رحمه الله تعالى)، ولازمه فترة طويلة من حياته، ويقول حفظه الله تعالى: (رُبِّيت على يد الشيخ إبراهيم حقي رحمه الله تعالى، وبقيت معه حتى آخر لحظة من حياته، حيث غسَّلته وكفَّنته بيدي (رحمه الله تعالى)، وبعد وفاته أخذ يبحث عن مرشد له، وبقي سبعة عشر عاماً على هذا الحال.

وخلال هذه الأعوام كان مجاهداً لنفسه على طريقة الإمام الغزالي (رحمه الله تعالى)، وكان يكثر من خلواته، حتى تعرَّف على شيخه في الطريقة الشاذلية القادرية سيدي الشيخ عبد القادر عيسى الحلبي (رحمه الله تَعَالَى)، ودخل الطريقة، وأدخله خلوة لمدة عشرة أيام، ثم أذن له بالورد العام، وبعد أعوام أعطاه الإذن بالورد العام والخاص، وهو الخليفة للشيخ عبد القادر عيسى (رحمه الله تعالى).

يقول (حفظه الله تعالى): طوال هذه الأعوام بعد وفاة شيخي الأول وأنا أبحث عن المرشد، كنت في معية سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني (رحمه الله تعالى) بروحانيَّته، وكنت أرى الذي أراه، ولكن ليس طلبي كشفاً ولا كرامة، طلبي غير هذا، حتى أكرمني الله تعالى بسيدنا الشيخ عبد القادر عيسى (رحمه الله تعالى).

وكان له اهتمام بمسلك الأستاذ بديع الزمان النورسي (رحمه الله تعالى) ورسائله (رسائل النور).

ويقول كذلك: طريقة الإمام الغزالي (رحمه الله تعالى) سلوكي، وطريقة الإمام الشاذلي (رحمه الله تعالى) مشربي، فالأولى في الرياضات، والثانية في الذكر.

وهو حفظه الله تعالى كثير الشفقة على خلق الله تعالى، فكلُّ من خالطه عرف مدى رحمته بالخلق، وكثيراً ما سمعنا منه حفظه الله تعالى: (سعادة المرء في شيئين: التعظيم لأوامر الله تعالى، والشفقة على خلق الله تعالى)، وخصوصاً على الأيتام والمساكين، وكذلك على المهاجرين الذين تركوا أوطانهم، وتأثُّره الشديد بأحوال المسلمين وما يصيبهم، وكثرة دعائه لهم، وتحذيره من إهراق دماء المسلمين المعصومين، والانجراف وراء الفتن والقتل، وتحذيره من أهل العقائد المنحرفة والمذاهب الباطنية وأفكار الخوارج وأعمالهم.

أما عن تعلُّقه بالقرآن الكريم وعشقه لكلام ربِّنا جلَّ وعلا فكان يقول حفظه الله تعالى: (القرآن روحنا، القرآن شرفنا، القرآن عزُّنا)، ودائماً يوجِّه أحبابه ومريديه إلى كثرة قراءة القرآن بالتدبُّر، مع الرجوع للتفاسير المختصرة لفهم معاني القرآن الكريم، وكان توجُّهه إلى القرآن منذ بداية حياته، فكان من ثمار ذلك كتاب: «نداءالمؤمنين في القرآن المبين»، و«صفات المؤمنين في القرآن المبين»، وكتاب «تنزيه القلوب»، و«منتخبات من آيات القرآن الكريم»، وتوَّج هذا الاشتغال بالقرآن وتفاسيره باختصار كتاب تفسير الإمام القاضي البيضاوي رحمه الله تعالى، مجرداً عن النحو والصرف واللغة ليستفيد منه الناس، ويكون تسهيلاً على القارئ ليفهم ويتدبَّر معاني القرآن العظيم، فجزاه الله تعالى عنا وعن المسلمين خيراً، وجعل عمله هذا في ميزان حسناته، وأدخل به السرور على قلب سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).

وقد انتشر الطريق بفضل الله تعالى وبركة أهل السلسلة، وصدقِ شيخنا وتجرُّده الكامل عن نفسه، في أرجاء الأرض شرقاً وغرباً، فقد وصلت آثار توجيهاته ووصاياه وحكمه إلى دول شتى وبلدان عدة، من ماليزيا إلى مصر وتونس والجزائر، حتى وصلت إلى المسلمين في كندا وأمريكا وأوربا، وكذلك إلى غير المسلمين حتى دخل بعضهم في الإسلام، وتأتيه الأسئلة من كلِّ بقاع الأرض من عامة المسلمين وعلمائهم، فيجيبهم بقدر الإمكان، ويبيِّن لهم وجوب اتباع الشريعة، وأن الشريعة أصلٌ، والطريقة فرعٌ، ويبيِّن لهم اعتقاد أهل السنة والجماعة وآداب الطريق.

ونختم بوصية كان لها أثر بالغ بين المؤمنين، وهي من الوصايا المهمَّة التي كثيراً ما يوصي بها سيدنا الشيخ حفظه الله تعالى: (لا بدَّ عليكم أن تتفكَّروا بالمعبود قبل العبادة، أي: تتفكَّروا في عظمته وربوبيَّته ووحدانيَّته جلَّ وعلا، وهو بعلمه جلَّ وعلا معنا، ينظر إلينا ومطَّلع على خفايا صدورنا، يعني لا بد من التعلُّق بالمعبود قبل الدخول في العبادة، لا تتفكَّروا في ذاته جلَّ وعلا، نحن بين يديه ولكن بدون تشبيه، فهو جلَّ وعلا كما قال تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ١١﴾ [الشورى: 11]).

توفي رحمه الله تعالى في الرابع عشر من شهر آذار ودفن في مدينة كهرمان مرعش وقد أذن بالإذن العام والخاص لفضيلة الشيخ محمد عبد الله رجو حفظه الله تعالى ورعاه.

 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله ربِّ العالمين.

 

 

كتبه :

نداء المؤمنين في القرآن المبين .

من صفات المؤمنين في القرآن المبين .

الدرر البهية في الوصايا الجامية .

تنزيه القلوب لنظر علام الغيوب .

سوانح قلبية (جزئين) .

منتخبات من آيات القرآن الكريم .

المجرد المختصر من تفسير القاضي البيضاوي (رحمه الله تعالى) .