أحمد بن موسى بن داود العروسي شهاب الدين

أبي الصلاح العروسي أحمد

تاريخ الولادة1133 هـ
تاريخ الوفاة1208 هـ
العمر75 سنة
مكان الولادةالمنوفية - مصر
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • القاهرة - مصر
  • المنوفية - مصر
  • بولاق - مصر

نبذة

أحمد بن موسى بن داود العروسي، شهاب الدين: فاضل مصري. ولد بمنية عروس (من ملحقات المنوفية بمصر) وتعلم في الأزهر. من (كتبه شرح على نظم التنوير في إسقاط التدبير) و (حاشية على الملوي على السمرقندية) .

الترجمة

أحمد بن موسى بن داود العروسي، شهاب الدين:
فاضل مصري. ولد بمنية عروس (من ملحقات المنوفية بمصر) وتعلم في الأزهر. من (كتبه شرح على نظم التنوير في إسقاط التدبير) و (حاشية على الملوي على السمرقندية) .

-الاعلام للزركلي-

 

 

 

الشيخ أحمد بن موسى بن داود أبي الصلاح العروسي الشافعي المصري الأزهري
علامة العلوم والمعارف، وروضة الآداب الوريقة وظلها الوارف، جامع المزايا والمناقب، شهاب الفضل الثاقب، ولد سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف، وقدم الأزهر فسمع على الشيخ أحمد الملوي الصحيح بالمشهد الحسيني، وعلى الشيخ عبد الله الشبراوي الصحيح والبيضاوي والجلالين، وعلى السيد البليدي البيضاوي في الأشرفية، وعلى الشمس الحفني الصحيح مع شرحه للقسطلاني، ومختصر ابن أبي جمرة، والشمائل، وابن حجر على الأربعين، والجامع الصغير، وتفقه على كل من الشبراوي والعزيزي والحفني والشيخ علي قايتباي الأطفيحي والشيخ حسن المدابغي والشيخ سابق والشيخ عيسى البراوي والشيخ عطية الأجهوري، وتلقى بقية الفنون عن الشيخ علي الصعيدي لازمه السنين العديدة، وكان معيداً لدروسه، وسمع عليه الصحيح بجامع مرزة ببولاق، وسمع من الشيخ أبي طالب الشمائل لما ورد مصر متوجهاً إلى الروم، وحضر دروس الشيخ يوسف الحفني والشيخ إبراهيم الحلبي وإبراهيم بن محمد الدلجي، ولازم الشيخ حسن الجبرتي وأخذ عنه وقرأ عليه في الرياضيات والجبر والمقابلة وكتاب الرقايق للسبط وقوللي زاده على المجيب وكفاية القنوع والهداية وقاضي زاده وغير ذلك، وتلقن الذكر والطريقة عن السيد مصطفى البكري ولازمه كثيراً، واجتمع بعد ذلك على ولي عصره الشيخ أحمد العريان، فأحبه ولازمه واعتنى به الشيخ وزوجه إحدى بناته وبشره بأنه سيسود ويكون شيخ الجامع الأزهر، فظهر ذلك بعد وفاته بمدة لما توفي شيخنا الشيخ أحمد الدمنهوري، واختلفوا في تعيين الشيخ فوقعت الإشارة عليه، واجتمعوا بمقام الإمام الشافعي رضي الله عنه واختاروه لهذه الخطة العظيمة فكان كذلك، واستمر شيخ الجامع على الإدلاق، ورئيسهم بالاتفاق، يدرس ويعيد، ويملي ويفيد، وقال الجبرتي: وكان يرعى حق الصحبة القديمة والمحبة الأكيدة، وسمعت من فوائده كثيراً، ولازمت دروسه في المغني لابن هشام بتمامه، وشرح جمع الجوامع للجلال المحلي والمطول وعصام على السمرقندية وشرح رسالة الوضع وشرح الورقات وغير ذلك، وكان رقيق الطباع، مليح الأوضاع، لطيفاً مهذباً إذا تحدث نفث الدر، وإذا لقيته لقيت من لطفه ما ينعش ويسر، وقد مدحه شعراء عصره بقصائد طنانة.
ومن كلامه ما كتبه مقرظاً على رياض الصفا لشيخنا السيد العيدروس هذان البيتان:
أخي طالعن في رياض الصفا ... وكن وارداً في مياه الوفا
وقل يا إلهي سلم لنا ... وجيهاً حباه كمال اصطفا
وكتب على تنميق السفر له مضمناً ما نصه:
كتاب على السحر البيان قد انطوى ... وحكمة شعر منه تبدو فضائله
وتنسيق أسفار لحضرة سيد ... هو البحر علماً وافر العقل كامله

إذا رمت أسرار البلاغة فهو في ... قصائده الحسنى التي لا تماثله
عرائس أفراح وعقد جمانها ... بمختصر المدح المطول قائله
وإني وإن كنت الأخير زمانه ... لآت بما لم تستطعه أوائله
وكتب على النفحة ما نصه:
نفحة المولى الوجيه العيدروس ... نشرها يحيا به موت النفوس
عطرها باهي وذاك عرفه ... ذكر الأرواح عهداً قد تنوسي
جمعت من غرر العرفان ما ... فاق أبهى درر العقد النفيس
وله أيضاً وقد كتب على تنميق الأسفار له:
ألاح ضوء المنى عن برق أسفار ... أم أشرق الكون من تنميق أسفار
أم اليواقيت قد جاءت منظمة ... في عقد در بدا في بعض أسفار؟
إني لأقسم بالرحمن مدحي عبده ... الذي سره بين الورى ساري
العيدروسي ذو الفضل الجليل وذو ... المجد العلي وسر الخالق الباري
إن الذي صاغه من نور تكرمة ... من جوهر عزلاً من نظم أشعار
وله أيضاً عليه:
أسر لائح ساري ... سرى في نوره الساري
ونور باهر باه ... به زند الهوى واري
وبدر سره زاه ... بدا في حسن أسفار
وعقد الجوهر المكنو ... ن أم تنميق أسفار
كتاب بل عباب فيه ... فلك للهوى جاري
ومن كلامه يمدح الأستاذ عبد الخالق بن وفا:
شموس لها أفق السعادة مطلع ... أبت في سوى برج السعادة تطلع
معارج فضل ليس يرقى سنامها ... سوى مفرد في عزه ليس يشفع
سما أفقها السامي أولو المجد والوفا ... وصد سواهم عن سناها وصدعوا

كواكب هدي قد أضاء بنورهم ... سبيل لمن يبغي الرشاد ومهيع
هم السادة الأمجاد والقادة الألى ... بكل كمال جلببوا وتدرعوا
هم الشاربو راح التقرب والصفا ... وكأسهم الأصفى مدى الدهر مترع
وهي طويلة، ولم تزل كؤوس فضله على الطلبة مجلوة، حتى ورد موارد الموت فبدلت بالكدر صفوه، وأي صفاه لا يكدره الدهر، ولم يرشقه بسهام فصم العمر، فدعاه الله تعالى إلى الجنان، وتلقاه جيش الرحمة والرضوان، وذلك في حادي وعشرين من شعبان سنة ثمان ومائتين وألف ودفن بمدفن عمه الشيخ العريان، تغمدهما الله بالرحمة والرضوان. ومن تآليفه شرح على نظم التنوير، في إسقاط التدبير للشيخ الملوي، وحاشية علي الملوي على السمرقندية وغير ذلك. ورثاء الشيخ إسماعيل الخشاب بقوله:
تغير وجه الدهر وازور جانبه ... وجاءت بأشراط المعاد عجائبه
وكدر صفو العيش وقع خطوبه ... وقد كان ورداً صافيات مشاربه
فما لي لا أذري المدامع حسرة ... وافق سماء المجد تهوي كواكبه
وما لي لا أبكي على فقد ذاهب ... موصلة لله كانت مذاهبه
إمام هدى للهدى كان انتدابه ... فلا كان يوم فيه قامت نوادبه
أغرسني شمس الضحى دون وجهه ... وفوق مناط الفرقدين مراتبه
حليف ندى كالسيل سيب يمينه ... وكالبحر تجري للعفاة مواهبه
أخو ثقة بالله في كل موطن ... على أنه ما انفك خوفاً يراقبه
له عفو ذي حلم ورأي أخي نهى ... يضيء لدى محلولك الخطب ثاقبه
على نهج أهل الرشد عاش وقد مضى ... مطهرة أردانه وجلاببه
فمن ذا الذي ندعو لكل ملمة ... ونرجو إذا ما الأمر خيف عواقبه
ومن ذا لإيضاح المسائل بعده ... وحل عرى ما قبل أعيت مطالبه
لقد هد ركن الدين حادث فقده ... وشابت له من كل طفل ذوائبه

وصدع أركان العلا وتقوضت ... لذاك عروش الغير ثم جوانبه
وغادر ضوء الصبح أسود حالكاً ... كأن الدجى ليست تزول غياهبه
ألم تر أن الأرض مادت بأهلها ... وإن الفرات العذب قد غص شاربه
سطت نوب الأيام بالعلم الذي ... تزال به عن كل شخص نوائبه
عجبت لهم أنى أقلوا سريره ... وقد ضم طوداً أي طود يقاربه
وكيف ثوى البحر الخضم بحفرة ... وضاق بجدواه الفضا وسباسبه
خليلي قوما فابكيا لمصابهبمتهل مع ليس ترقا سواكبه
لقد آد إذ أودى وأعقب مذ مضى ... أسى يجعل الأحشا جذاذاً تعاقبه
وأي شهاب ليس يخبو ضياؤه ... وأي حسام لا تفل مضاربه
وأي فتى أيدي المنية أفلتت ... وأي فتى وافته يوماً مآربه
وماذا عسى تبغي من الدهر بعدما ... أصمت وأصمت كل قلب مصائبه
يعز علينا أن نراه ببرزخ ... تمازج ترب الأرض فيه ترائبه
سقى قبره الغيث الملث وأمطرت ... عليه من الرضوان سحاً سحائبه
وحل بفردوس الجنان منعماً ... ولاقته فيه حوره وكواعبه

حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.