مصطفى بن كمال الدين بن علي الصديقي الدمشقي البكري

أبي المواهب

تاريخ الولادة1099 هـ
تاريخ الوفاة1162 هـ
العمر63 سنة
مكان الولادةدمشق - سوريا
مكان الوفاةمصر - مصر
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا
  • دمشق - سوريا
  • القدس - فلسطين
  • بيت المقدس - فلسطين
  • مصر - مصر

نبذة

مصطفى البكري ابن كمال الدين بن علي بن كمال الدين بن عبد القادر محيي الدين الصديقي الحنفي الدمشقي البكري الاستاذ الكبير والعارف الرباني الشهير صاحب الكشف والواحد المعدود بألف كان مغترفاً من بحر الولاية مقدماً إلى غاية الفضل والنهاية مستضأ بنور الشريعة رطب اللسان بالتلاوة صاحب العوارف والمعارف والتآليف والتحريرات والآثار التي اشتهرت شرقاً وغرباً

الترجمة

مصطفى البكريابن كمال الدين بن علي بن كمال الدين بن عبد القادر محيي الدين الصديقي الحنفي الدمشقي البكري الاستاذ الكبير والعارف الرباني الشهير صاحب الكشف والواحد المعدود بألف كان مغترفاً من بحر الولاية مقدماً إلى غاية الفضل والنهاية مستضأ بنور الشريعة رطب اللسان بالتلاوة صاحب العوارف والمعارف والتآليف والتحريرات والآثار التي اشتهرت شرقاً وغرباً وبعد صيتها في الناس عجماً وعرباً أحد أفراد الزمان وصناديد الأجلاء من العلماء الأعلام والأولياء العظام العالم العلامة الأوحد أبو المعارف قطب الدين ولد بدمشق في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وألف وتوفي والده الشيخ كمال الدين وعمره ستة أشهر فنشأ يتيماً موفقاً في حجر ابن عمه المولى أحمد بن كمال الدين بن عبد القادر الصديقي المقدم ذكره وبقي عنده في دارهم الكائنة قرب البيمارستان النوري واشتغل بطلب العلم بدمشق فقرأ على الشيخ عبد الرحمن بن محيي الدين السليمي الشهير بالمجلد والشيخ محمد أبي المواهب الحنبلي وكان يطالع له الدروس الشيخ محمد بن إبراهيم الدلدكجي ومع ذلك قرأ عليه متن الاستعارات وشرحها للعصام وحضر على الشيخ أبي المواهب المذكور شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر وأخذ أيضاً عن الملا الياس بن إبراهيم الكوراني والمحب محمد بن محمود الحبال وأبي النور عثمان بن الشمعة والشيخ عبد الرحيم الطواقي والعماد إسمعيل بن محمد العجلوني وملا عبد الرحيم بن محمد الكابلي وأجاز له الشيخ محمد بن محمد البديري الدمياطي الشهير بابن الميت وأخذ عنه المسلسل بالأولية ولازم الأستاذ الشيخ عبدالغني بن إسمعيل النابلسي وقرأ عليه التدبيرات الألهية والفصوص وعنقاء مغرب ثلاثتها للشيخ الأكبر قدس سره وقرأ عليه مواضع متفرقة من الفتوحات المكية وطرفاً من الفقه وأخذ الطريقة الخلوتية عن الشيخ عبد اللطيف بن حسام الدين الحلبي الخلوتي ولقنه الأسماء وعرفه حقيقة الفرق بين الأسم والمسمى وفي سنة تسع عشرة ومائة وألف سكن إيوان المدرسة الباذرائية ونزل في حجرة بها بقصد الانفراد والاشتغال بالأذكار والأوراد وأذن له شيخه المرقوم بالمبايعة والتخليف سنة عشرين أذناً عاماً فبايع في حياته وكانت تلك أزهر أوقاته وسمعه مرة يقول الجنيد لم يظفر طول عمره إلا بصاحب ونصف فقال له وكم ظفرتم أنتم بمن يوصف بالتمام فقال له أنت إن شاء الله ثم إن شيخه المرقوم دعاه داعي الحق فلبي ثم إن تلامذته توجهوا إلى صاحب الترجمة واجتمعوا عليه وجددوا أخذ البيعة عنه فشاع خبره وذاع أمره وكثر جمع جماعته إلى سنة اثنين وعشرين وفي تاسع عشر محرم وهو يوم الخميس توجه من دمشق الشام إلى زيارة بيت المقدس وهناك أخذ عنه جماعة الطريق ونشر ألوية الأوراد والأذكار وتوجه إلى زيارة الامام العارف سيدي علي ابن عليل العمري وهو على ساحل البحر قرب اسكلة يافا فاتفق إنه اجتمع بالشيخ الامام نجم الدين بن خير الدين الرملي وكان أيضاً قادماً بقصد الزيارة فسمع عليه صاحب الترجمة أول الموطا للامام مالك بن أن من رواية الامام محمد بن الحسن الشيباني بروايته له عن والده الخير الرملي بسنده المعلوم وأجازه بباقيه وبجميع ما يجوز له روايته ثم عاد صاحب الترجمة بعد استيفاء غالب الزيارات إلى زيارة نبي الله السيد موسى الكليم صلى الله على نبينا وعليه وسلم وبعد حضوره للقدس شرع في تصنيف ورد السحر المسمى بالفتح القدسي والكشف الأنسي على ما هو مرتب من الحروف وهو ورد يقرأ في آخر الليل لكل مربد من تلاميذ طريقته وأمر جماعته بقراءته وقد اعترض عليه بعض المخذولين بأن ذلك بدعة في الطريق فعرضه على الامام الشيخ حسن ابن الشيخ علي قره باش في أدرنة فأجاب بأنه لا بأس به وحيث انكم رأيتموه مناسباً فهو المناسب ثم عاد إلى دمشق في شعبان من السنة المرقومة وانتشرت طريقته وخفقت في الاقليم الشامي ألويته وهو فيما بين ذلك مشتغل بالتآليف والزيارات نازلاً في المدرسة الباذرائية كما تقدم غير ملتفت إلى أحوال بني عمه من حب الجاه والمناصب واستقام على ذلك إلى سنة ست وعشرين ففي غرة شعبان منها هم على زيارة بيت المقدس فتوجه إليها ونزل خلوة في المسجد الأقصى وأقام هناك في إقامة الطريق والأذكار ونشر العلم إلى شعبان فعاد إلى دمشق وأقام بها كذلك ثم توجه منها إلى حلب الشهباء ومنها ذهب إلى بغداد إلى زيارة الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره وأقام بها نحو شهرين ثم رجع وتوجه إلى زيارة سيدي إبراهيم بن أدهم ثم تنقل بعد ذلكللسياحة في البلاد الشامية لأجل زيارة من بها من الأولياء ثم دخل بيت المقدس وعمر به الخلوة التحتانية وهي التي تنسب إليه وبها تقام الأذكار والأوراد ولها تعيين من خبز وأكل على تكية السلطان لمن بها أقام وفي جمادي الثانية سنة تسع وعشرين توجه راجعاً إلى دمشق واجتمع بالسيد محمد ابن مولاي أحمد التافلاتي وكان تقدم اجتماعه به في طرابلس الشام أوقاتاً مفيدة ونزل صاحب الترجمة في حجرة بالمدرسة الباذرائية وفي شهر رمضان عزم عمه محمد أفندي البكري على الحج فتوجه معه لأنه كان يتناول ما يخصه من أملاكهم وخرج معه إلى أن عاد إلى الشام وكان عمه وعده بتزويج ابنته فلم يتيسر ذلك ثم رحل إلى الديار القدسية ووصلها آخر ذي القعدة فتزوج هناك وأرخ زفافه بعضهم بقوله زفت الزاهراء للقمر وأقام هناك غير فارغ ولالاه مشتغلاً بما فيه رضي مولاه إلى أن قدم والي مصر من جهة دمشق لزيارة بيت المقدس وهو الوزير رجب باشا فزار صاحب الترجمة وصار له فيه مزيد الاعتقاد ولما ذهب إلى الديار المصرية اصطحبه معه فدخل مصر وأقام بها مدة وأخذ عنه بها خلق كثيرون أجلهم النجم محمد بن سالم الحفني ثم توجه إلى زيارة القطب العارف سيدي السيد أحمد البدوي قدس الله سره ومن هناك سار إلى دمياط وأقام هناك في جامع البحر وأخذ بها عن علامتها الشمس محمد البديري الشهير بابن الميت وقرأ عليه الكتب الستة والمسلسل بالأولية وبالمصافحة وبلفظ أنا أحبك وأجازه اجازة عامة بسائر مروياته وتأليفاته ثم رجع إلى بلده بيت المقدس على طريق البحر وأقام بها خمسة عشر يوماً ومنها إلى حمص ومنها إلى حماة ونزل في بيت السيد يس القادري الكيلاني شيخ الجادة القادرية بحماة فأخذ عنه الطريقة القادرية ومنها رحل إلى حلب وكان واليها الوزير المقدم ذكره وأخذ عنه بها جماعة منهم الشيخ أحمد بن أحمد خطيب الخسروية الشهير بالبني وفي آخر شهر رجب الحرام توجه إلى دار السلطنة العلية قسطنطينية المحمية على طريق البر فدخلها في سابع عشري شعبان ونزل مدرسة سورتي مدة وبعدها تنقل في كثير من المدارس والأماكن ومكث بتلك البلاد معتكفاً على التأليف والنظم في السلوك وحقائقه غير مشتغل بأمر من أمور الدنيا ولا توجه فيها إلى أحد من أرباب مناصبها وكان كلما سكن في جهة وشاع خبره فيها وقصده أهلها يرتحل إلى أخرى أبعد ما يكون عنها وهلم جرا وفيها كان يجتمع بالامام الكامل السيد محمد بن أحمد التافلاتي المقدم ذكره وهو شيخه من وجه وتلميذه من آخر فإن صاحب الترجمة كان يقول عنه تارة شيخنا وأخرى محبنا ولم يزل بها مقيماً ينفق من حيث لا يحتسب ولا يصل إليه من أحد شيء أبداً وفي سنة سبع وثلاثين ومائة وألف أخذ العهد العام على جميع طوائفالجان أن لا يؤذوا أحداً من مريديه الذين أخذوا عنه أو عن ذريته بمشهد كان فيه السيد التافلاتي وغيره من المريدين وأفاد هو قدس سره أن إقامته هذه المدة في الديار الرومية كانت لأمور اقتضتها أحكام القدرة الألهية ولما ضاق صدره واشتاق إلى رؤية أهله توجه بمن معه إلى أسكدار في ثالث محرم سنة تسع وثلاثين وسار على طريق البر فدخل حلب الشهباء في صفر ونزل الخسروية مجاوراً للشيخ أحمد البني ثم في ثاني شهر ربيع الأول توجه قاصداً للعراق لزيارة سكانه ووصل إلى بغداد في آخر جمادي الأولى ونزل في التكية القادرية ملازماً ومشاهداً تلك الأنوار والأطوار القادرية ولم يدع مزاراً إلا وزاره ولا ما يتبرك به إلا أحل به قراره وجاءه في أثناء ذلك مكتوب من شيخه الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي يحثه فيه على العود للديار الشامية لأجل والدته فهم على المسير وفي أوائل صفر الخير عزم على العود إلى المنازل الشامية وفي الثاني والعشرين منه وصل إلى الموصل ومنها دخل إلى حلب ونزل في الخسروية في خلوة الشيخ أحمد البني وكان يقيم فيها الأذكار ويحضر ورد السحر ما يفوق على الخمسين بمقدار وفي ثامن شوال توجه منها إلى دمشق فوصلها ونزل في دار الشيخ إسمعيل العجلوني الجراحي وبعد مدة أيام الضيافة نزل حجرته في المدرسة الباذرائية وبعد برهة زار الأستاذ الشيخ عبد الغني فرآه يقرأ في التدبيرات الألهية ولم تطل إقامته بها بل شمر عن ساعد الهمة إلى الأراضي المقدسة ذات الابتسام فرحل متوجهاً إلى أراضي القاع العزيزي وبلاد صفد وفي أوائل ذي الحجة سنة أربعين ومائة وألف ولد له شيخنا السيد محمد كمال الدين وأرخ مولده صاحب الترجمة بقولهن ساعد الهمة إلى الأراضي المقدسة ذات الابتسام فرحل متوجهاً إلى أراضي القاع العزيزي وبلاد صفد وفي أوائل ذي الحجة سنة أربعين ومائة وألف ولد له شيخنا السيد محمد كمال الدين وأرخ مولده صاحب الترجمة بقوله
في ليلة الجمعة من أنصافها ... ثالث شعبان أتى غلام
وفيه بشرت قبيل ما أتى ... وبعده فسرّني الانعام
ختام مسك قد حواه يفتدي ... فأرخوا محمد ختام
سنة 1140 7 92 1041
وأقام في القدس المشرفة يتنقل من زيارة إلى أخرى مطرفة وهو في تأليف وتصنيف وارشاد إلى رب العباد إلى أن دخل شوال سنة خمس وأربعين فعزم على الحج المبرور وتوجه مع رفقائه وأجلهم حسن بن الشيخ مقلد الجيوشي شيخ ناحية بني صعب في جبال نابلس إلى منزلة المزيريب ومنها إلى مدينة الرسول فنال أسنى مراد ومأمول ثم إلى مكة المشرفة وقضى مناسك الحج وعاد صحبة الحج الشامي وصحبه إلى القدس الفاضل العالم الشيخ محمد ابن أحمد الحلبي المكتبي ومكث عنده نحو أربعين يوماً وأدخله إلى الخلوات وأفاض عليه كامل الثبات وكان لقنه بعض أسماء الطريق ثم أتمها هناك وأجاز له بالبيعة للغير وأقامه خليفة يدعو إلى الله وفي سنة ثمان وأربعين ومائة وألف سار قاصداً للبلاد الروميةفمر على البلاد الصفدية ومنها على دمشق ذات الربوع الندية ووصل لدار السلطنة في رابع عشر جمادي الأولى وأقام فيها يجتمع بالأحباب والخلان خصوصاً السيد التافلاتي المصان ثم توجه منها إلى اسكندرية بحراً فوصلها في ثمانية أيام ومنها ذهب إلى مصر وبعد أن استوفى الزيارات بمصر عزم على المسير إلى الشام فدخل بيت المقدس غرة شهر رمضان وكان له بنت فرآها مريضة ولم تطل اقامتها بل انتقلت إلى الجنة العريضة ولهذه البنية أخبار كثيرة ووقائع في بعض الرحلات شهيرة ولم يزل مقيماً إلى أن دخلت سنة تسع وأربعين فعزم على الحج وفي أثنائها توجه إلى أرض كنانة وصحبه جمع كثير وظهرت كلمته في تلك الأقطار ولما بلغت تلامذته مائة ألف أمر بعدم كتابة أسمائهم وقال هذا شيء لا يدخل تحت عدد ثم حج ورجع إلى دمشق وكان واليها إذ ذاك الوزير الكبير المرحوم سليمن باشا العظمي وحين وصوله إلى دمشق تلقاه وجوه أهلها ونزل قرب الخانقاه السميساطية وبعد أيام تحول إلى الديار البكرية وأقام بها ثمانية أشهر ثم رحل إلى نابلس فمكث بها أحد عشر شهراً وفي شوال سنة اثنتين وخمسين توجه إلى الديار القدسية ولم يزل بها إلى سنة ستين ومائة وألف فسار إلى مصر متنقلاً في البلاد الكنانية والساحل الشامي فوصل مصر واستأجر له الأستاذ الحفناوي داراً قرب الجامع الأزهر عن أمر منه بذلك وعندما وصل إلى قرية الزوابل تلقاه الأستاذ الحفني المذكور ومعه خلائق كثيرون من علماء مصر ووجوه أهلها وأقام هناك وهو مقبل على الارشاد والناس يهرعون إليه مع الازدحام الكثير حتى إنه قل أن يتخلف عن تقبيل يده جليل أو حقير إلى أن دخل شوال سنة إحدى وستين فعزم على الحج وكان قدس سره بجمع الكثرة مشهوراً وكان مصرفه مثل مصرف أكبر من يكون من أرباب الثروة وأهل الدنيا ولم تكن له جهة تعلم يدخل منها ما يفي بأدنى مصرف من مصارفه ولكن بيده مفتاح التوكل لكنز هذا عطاؤنا هذا وقد أخذ الأستاذ المترجم عن الشيخ الامام محمد بن أحمد عقيلة المكي والشهاب أحمد بن محمد النخلي المكي والجمال عبد الله بن سالم البصري المكي والجميع أجازوا له وأخذ الطريقة النقشبندية عن القطب العارف السيد مراد الأزبكي البخاري النقشبندي ولقنه الذكر على منهج السادة النقشبندية ودعا له بدعوات أسرارها سارية في هذه الذرية وأخذ عن الأستاذ النحرير الشيخ محمد بن إبراهيم الدكدكجي وبه تخرج وعلى يديه سلك وأخذ أيضاً عن الأستاذ العارف بالله الشيخ عبد الغني النابلسي وكان الأستاذ يثنى عليه كثيراً وعن الشهاب أحمد بن عبد الكريم الغزي العامري وعن الشيخ أبي المواهب محمد بن عبد الباقي الحنبلي وعن الشيخ مصطفى بن عمر وعن غيرهم وأخذ عنه خلائق كثيرون حتى أخذ عنه سبعة ملوك من طوائف الجان وأسماؤهم محررة في بعضمؤلفاته وأخذ عليهم عهوداً عامة وخاصة نفعها خاص وعام وألف مؤلفات نافعة منها الكشف الأنسي والفتح القدسي وشرحه بثلاثة شروح ومنها شرحه على الهمزية وشرحه على ورد الوسائل وشرحه على حزب الامام الشعراني وشرحه على صلاة العارف الشيخ محيي الدين الأكبر والنور الأزهر قدس سره وشرحه على صلاة الأستاذ الشيخ محمد البكري وشرحه على قصيدة المنفرجة لأبي عبد الله النحوي وشرحه على قصيدة الامام أبي حامد الغزالي التي أولها
الشدّة أودت بالمهج ... يا رب فعجل بالفرج
وشرحه على بيت من تائية ابن الفارض وشرحه على سلاف تريك الشمس الخ للامام الجيلي وله اثنتا عشرة مقامة واثنتا عشرة رحلة وسبعة دواوين شعرية وألفية في التصوف وتسعة أراجيز في علوم الطريقة ورسالة سماها تبريد وقيد الجمر في ترجمة الشيخ مصطفى بن عمرو ومرهم الفؤاد الشجي في ذكر يسير من مآثر شيخنا الدكدكجي والمنهل العذب السائغ لوراده في ذكر صلوات الطريق وأوراده والروضات العرشية على الصلوات المشيشية وكروم عريش التهاني في الكلام على صلوات ابن مشيش الداني وفيض القدوس السلام على صلوات سيدي عبد السلام واللمحات الرافعات غواشي التدشيش عن معاني صلوات ابن مشيش الداني وفيض القدوس السلام على صلوات سيدي عبد السلام واللمحات الرافعات غواشي التدشيش عن معاني صلوات ابن مشيش والورد السحري الذي شاع وذاع وعمت بركاته البقاع وصار ورداً لا يضاهي وحقائقه لا تتناهى شهرته تغنى عن الوصف والتحرير ومعانيه ومزاياه لا تحصيها أقلام النحبير شرحه ثلاثة شروح أحدها سماه الضياء الشمسي على الفتح القدسي في مجلدين ضخمين والثاني رفيع المعاني سماه اللمح الندسي على الفتح القدسي والثالث الذي لكشف أسراره باعث المنح الأنسي على الفتح القدسي ومن مؤلفاته السيوف الحداد في الرد على أهل الزندقة والالحاد والفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب وهذان التأليفان من أعجب العجاب لمن كشف لن النقاب فمن أراد فليراجعهما ففيهما ما تشتهيه القلوب وما تشتاقه من كل مطلوب ومرغوب والوصية الجنية للسالكين في طريق الخلوتية والنصيحة الجنية في معرفة آداب كسوة الخلوتية والحواشي السنية على الوصية الحلبية وبلوغ المرام  في خلوتية الشام ونظم القلادة في معرفة كيفية اجلاس المريد على السجادة وبلغت مؤلفاته مائتين واثنين وعشرين مؤلفاً ما بين مجلد وكراستين وأقل وأكثر وكلها لها أسماء تخصها مذكورة في أوائلها وله نظم كثير وقصائد جمة خارجات عن الدواوين تقارب اثني عشر ألف بيت وقد أفرد ترجمته بكتاب ولده شيخنا أبو الفتوح محمد كمال الدين البكري سماهالتلخيصات البكرية في ترجمة خلاصة البكرية بث فيه بعض مزاياه الجميلة وما كان عليه من الأحوال الجليلة وله من الخلفاء الذين توفي وهو عنهم راض وخلصوا من شوائب العلل الرديئة والأمراض ما ينوف على عشرين خليفة الكل منهم عظيم الأسرار وبالتحقيق نال المنازل الشريفة وعلى كل حال فاستيفاء أحواله يكاد أن يعد من المحال لأن أولياء الله تعالى لا يمكن حصر أوصافهم لما وهبهم الله تعالى من فيض فضله وإنما ذلك قطرة من بحر أو ذرة من بر وقد اطلعت بعد ذلك على جملة من أسماء مؤلفاته منها المقامات في الحقيقة الأولى سماها المقامة الرومية والمدامة الرومية والثانية المقامة العراقية والمدامة الأشرافية والثالثة المقامة الشامية والمدامة الشافعية والرابعة الصمصامة الهندية في المقامة الهندية وهي أعنى هذه المقامات في أعلى مقام البلاغة وأتم نظام الفصاحة ولقد مدح بعضها الفاضل الأديب المرعى الشيخ عبد الله بن مرعي فقال
قضت رومية البكريّ أن لا ... تضاهيها مقامات الحريري
فهذي درّة الغوّاص تدعى ... وأين الدرّ من نسج الحرير
ولقد أجاد سيدي يوسف الحفني حيث قال
تقول مقامات الحريريّ إن رأت ... مقامة هذا القطب كالكوكب الدري
تضاءل قدري عندها ولطائفي ... وأين ثرى الأقدام من أنفس الدر
فهذي لأهل الظرف تبدي ظرائفاً ... وللواصل المشتاق من أعظم السر
فكيف ومنشيها فريد زمانه ... أجلّ همام قال نوديت في سري
وبلغة المريد ومنتهى موقف السعيد نظماً وألفية في التصوف وكل ذلك في آداب الطريقة العلية ومن تآليفه رضي الله عنه تشييد المكانة لمن حفظ الأمانة وتسلية الأحزان وتصلية الأشجان ورشف قناني الصفا في الكشف عن معاني التصوف والمتصوف والصفا والمدام البكر في بعض أقسام الذكر والثغر البسام فيمن يجهل من نفسه المقام والكأس الرائق في سبب اختلاف الطرائق والتواصي بالصبر والحق امتثالاً لأمر الحق والوارد الطارق واللمح الفارق والهدية الندية للأمة المحمدية والموارد البهية في الحكم الألهية على الحروف المعجمة الشهية وجمع الموارد من كل شارد والكمالات الخواطر على الضمير والخاطر والجواب الشافي واللباب الكافي وجريدة المآرب وخريدة كل سارب شارب وهدية الأحباب فيما للخلوة من الشروط والآداب والكوكب المحمي من اللمس بشرح سلاف تريك الشمس ورسالة الصحبة التي أنتجتها الخدمة والمحبة ورسالة في روضة الوجود ورفعالستر والردا عن قول العارف أروم وقد طال المدى وارجورة الأمثال الميدانية في الرتبة الكيانية والمطلب الروي على حزب الامام النووي وله شرح على ورد الشيخ أحمد العسال وشرح على رسالة سيدي الشيخ أرسلان والبسط التام في نظم رسالة السيوطي المقدام وله الدر الفائق في الصلاة على أشرف الخلائق والفيوضات البكرية على الصلوات البكرية والصلاة الهامعة بمحبة الخلفاء الجامعة ونيل نبل وفا على صلوات سيدي على وفا والمدد البكري على صلوات البكري والهبات الأنورية على الصلوات الأكبرية واللمح الندية في الصلوات المهدية والنوافح القريبية الكاشفة عن خصائص الذات المهدية والهدية الندية للأمة المحمدية فيما جاء في فضل الذات المهدية وله رضي الله عنه نظم أحاديث نبوية ومقدمة وأربعون حديثاً وخاتمة سنية والأربعون المورثة الانتباه فيما يقال عند النوم والانتباه وله رضي الله عنه تفريق الهموم وتغريق الغموم في الرحلة الحلبية والحلة الفانية رسوم الهموم والغموم في الرحلة الثانية إلى بلاد الروم والثانية الأنسية في الرحلة القدسية وكشط الصد أو غسل الران في زيارة العراق وما والاها من البلدان والفيض الجليل في أراضي الخليل والنحلة النصرية في الرحلة المصرية وبرء الأسقام في زمزم والمقام ورد الاحسان في الرحلة إلى جبل لبنان ولمع برق المقامات العوال في زيارة سيدي حسن الراعي وولده عبد العال وله رضي الله عنه بهجة الأذكياء في التوسل بالمشهور من الأنبياء والابتهالات السامية والدعوات النامية والورد المسمى بالتوجه الوافي والمنهل الصافي والتوسلات المعظمة بالحروف المعجمة والفيض الوافر والمدد السافر في ورود المسافر والورد الأسنى في التوسل بأسمائه الحسنى وسبيل النجاء الالتجاء في التوسل بحروف الهجاء وأوراد الأيام السبعة ولياليها وقد ترجم رضي الله عنه كثيراً من مشايخه وممن اجتمع عليهم فمن ذلك الكوكب الثاقب فيما لشيخنا من المناقب والثغر الباسم في ترجمة الشيخ قاسم والفتح الطري الجني في بعض مآثر شيخنا الشيخ عبد الغني والصراط القويم في ترجمة الشيخ عبد الكريم والدرر المنتشرات في الحضرات العندية في الغرر المبشرات بالذات العبدية المحمدية وله ديوان الروح والأرواح وله عوارف الجواد التي لم يطرقهن طارق قد أبدع فيه وأغرب وجعله مبنياً على ذكر حاله ووقائعه من ابتدائه إلى انتهائه على طريقة الأجمال هذا ما وقفت عليه ووصل سمعي إليه وله غير ذلك من التآليف التي عز ادراكها على كل كشف وكان رضي الله عنه من أكابر العارفين وأجل الواصلين وقد وقفت له على قصيدة

فوجدتها فائقة فريدة ضمن فيها البيت المشهور
وإني وإن كنت الأخير زمانه ... لآت بما لم تسطعه الأوائل
وهي تنبئ عن بعض أحواله وسنى أقواله ولنذكر شيئاً من شعره لأجل التبرك فمنه قوله رحمه الله تعالى
صدّ عني فرد التثني لأني ... في هواه ما زال كلي يصبو
وتمادى في الهجر يبدي دلالا ... وجواد الوداد لم يك يكبو
ليت ذا قبل أن يذيق لماه ... في حماه وقبل شوقي يربو

منّ بالوصل ثم أعرض عني ... سلوة قطعه العوائد صعب
فتطلبت سلمه دون حرب ... حيث قلبي ما مسه عنه قلب
فانثنى نافراً وزاد تجني ... هكذا هكذا الغزال المحب
وبهذا تمّ الغرام ووجدي ... ثار والشوق ناره ليس تخبو
ولصبري فقدت من فرط كتمي ... ما على فاقد التصبر عتب
ولمن قد هويت ذكرت أشدو ... قول صب ذاق النوى وهو خطب
ما جزا من يصدّ إلا صدود ... وجزا من يحب إلا يحب
وقال مخمساً
يا فريد الجمال لا تجف صبا ... صب دمع العيون كالسحب صبا
لم يمل قلبه إلى الغير قلبا ... غائباً في الشهود ما زال حبا
لمعاني بهاء حسنك يصبو
لا وحق الجمال يا نور عيني ... ما حلا غيركم لقلبي وعيني
وجلال جلا غياهب غيني ... ووصال الوصال من عين عيني
ما جزا من يحب إلا يحب
وقال أيضاً
ما هبّ من نحوكم نسيم صبا ... إلا وقلب الفتى إليه صبا
ولا سرى حادي لأرضكم ... إلا وأذكى بمهجتي لهبا
ولا شدا مطرب بقربكم ... إلا براني وجدا بكم إربا
ولا دنوتم لناظري زمناً ... إلا ونادى المشوق وأطربا
ولا تذكرت عيشة سلفت ... بالخيف إلا وصحت واحربا
ولا تحدثت عن وصالكم ... إلا وأجريت أدمعي سحبا
لله أيام نزهة شرفت ... في ظل من شرفوا مني وقباأيام كنا مع الحبيب بها ... نطوف نسعى نقضي الذي وجبا
نشرب من زمزم الصفا سحراً ... إذ زمزم الشاد بالوفا حقبا
يمم إلى حيث من لحاني سرى ... لم يقض من عذله الذي طلبا
يا حبذا لوعتي عليك ويا ... هناء قلبي إن صرت فيك هبا
ويا سروري ويا مناي ويا ... بشراي إن مت فيك مكتئبا
لا نال منك المحبّ مطلبه ... إن كان يوماً إلى السوى ذهبا
ولا عيون الغيون ترمقكم ... إن غيركم لمحة لها جذبا
آهاً لأيامنا بقربكم ... وطيب وقت لبى به سلبا
ومجلس بالصفاء مجتمع ... وأنس عيش كل الهنا جلبا
ما كان أحلاه إذ بمنبره ... سامي خطيب السرور قد خطبا
عدوا بوصلي فالقلب يقنعه ... وعدو لو بالمطال لي نهبا
أفنى بكم يا أهيل كاظمة ... أم للقا ساعة أرى سببا
أحبابنا هل لقربكم أجد ... وهل لهجري عن باب فجري نبا
إن كان إعراضكم لغفلتنا ... أو أنكم لم تروا لنا أدبا
فالنقص فينا والعفو صفوكم ... نرجوه من فضل ذاتكم رغبا
أو كان من هفوة معوّقة ... كم من جواد حال المجال كبا
وصارم شحذوه ثم نبا ... وكم زناد في الاقتداح خبا
غفراً حماة الحمى فعبدكم ... ما نال من غاية الثنا طنبا
يا سائق النوق عن مرابعهم ... وشائقاً للدنو نحو خبا
بالله إن جزت بالحمى سحراً ... بلغ سلامي أهل الربا وقبا
وقل لهم ذلك الكئيب قضى ... وعمره بالبعاد قد قضبا

وما قضيتم له مآربه ... وما قضى من وصالكم أربا
ثم الصلاة كذا السلام على ... خير نبي عجماً علا عربا
والآل والصحب ما بحبهم ... صب التهاني قد ذوّق الضربا
وتابع ساد حين شاد بهم ... بيت التداني ونال كل حبا
أو مصطفى بانتسابه لكم ... سما استناد أو نسبة حسبا
وله غير ذلك من النظام والنثار وفي شهر ربيع الثاني سنة اثنتين وستين ومائة توعك مزاجه بحمى مطبقة وتمرض إلى ليلة الأثنين ثامن عشر الشهر المرقوم فتوفي بعد العشاء الآخرة بفكر صاح وقلب غير لاه ودفن بعد طول منازعة في تربة المجاورين وقبره مشهور

يزار ويتبرك به ورثاه ولده السيد كمال الدين البكري بقوله
هذا مقام القطب مفرد وقته ... أصل الحقيقة فرعها الحد ثاني
هو مصطفى البكري سبط محمد ... نجل الصديق الخلوتي الرباني
لا زال يسقى تربه من صيب ... هطل يساق برحمة الرضوان
وبالجملة فقد كان المترجم رحمه الله من أفراد العالم علماً وعملاً وزهداً وورعاً وولاية قدس الله روحه ونور مرقده وضريحه وتتابعت له الصلاة الغيبية في البلدان إلى تمام عامه برحمة المنان ورثاه كل شعراء عصره فرحمه الله تعالى ونفعنا به آمين

سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل

 

 

 

 

مصطفى بن كمال الدين بن علي البكري الصديقي، الخلوتي طريقة، الحنفي مذهبا، أبو المواهب:
متصوف، من العلماء، كثير التصانيف والرحلات والنظم. ولد في دمشق، ورحل إلى القدس سنة 1022 هـ وزار حلب وبغداد ومصر والقسطنطينية والحجاز، ومات بمصر. رأيت من كتبه (مجموع رسائل رحلاته - خ) في مجلد كبير أكثره بخطه . وفي تاريخ المرادي أسماء كتبه كلها. منها (السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد - ط) و (الذخيرة الماحية للآثام في الصلاة على خير الأنام - ط) و (المورد العذب لذوي الورود، في كشف معنى وحدة الوجود - خ) رسالة، و (الصلاة الهامعة - ط) في فضائل الخلفاء الأربعة، و (الفتح القدسي - خ) أدعية، و (بلغة المريد - ط) أرجوزة في التصوف 213 بيتا، و (أرجوزة في الشمائل - خ) و (التواصي بالصبر والحق - خ) تصوف، و (شرح القصيدة المنفرجة - خ) و (فوائد الفرائد - ط) منظومة في العقائد، شرحها الدردير، و (اللمحات - ط) في صلوات ابن مشيش، و (منظومة الاستغفار - ط) مع شرح لها، و (المنهل العذب السائغ لورّاده في ذكر صلوات الطريق وأوراده - ط) .

-الاعلام للزركلي-